
لماذ يقلل الخبراء الروس من أهمية لقاء بوتين-ويتكوف في موسكو؟
ورغم أن الاجتماعات الأربعة السابقة بين الرئيس الروسي وويتكوف حظيت بإشادة من الكرملين والبيت الأبيض ، فإنها لم تحقق اختراقا فعليا في مسار وقف الحرب الأوكرانية.
لكن مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف وصف اللقاء الأخير بأنه "عملي وبنّاء"، مؤكدا أن الطرفين يمكن أن يكونا راضيين عن نتائجه.
وأشار مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية إلى مناقشة أفكار لمواصلة العمل المشترك لحل الأزمة، معتبرا أن العلاقات بين موسكو وواشنطن يمكن أن تسلك مسارا جديدا قائما على المنفعة المتبادلة.
من جانبه، قال ترامب عبر منصاته على مواقع التواصل إن الاجتماع كان "مثمرا للغاية". وزادت التوقعات عقب اللقاء، الذي استمر 3 ساعات خلف أبواب مغلقة في موسكو، بشأن احتمال عقد اجتماع قريب بين ترامب وبوتين مطلع الأسبوع المقبل، سيكون الأول بين الرئيسين منذ اندلاع الحرب.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن ترامب أنه أبلغ قادة أوروبيين بنيته إجراء محادثات مع بوتين، وتنظيم لقاء ثلاثي يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، بينما امتنعت موسكو عن التعليق على هذه التصريحات حتى الآن.
حوار بلا اختراقات
ويرى الكاتب في الشؤون الدولية ديميتري كيم أن زيارة ويتكوف إلى روسيا تعكس رغبة واشنطن في إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع الكرملين، لكن من دون مؤشرات على اختراق وشيك في الملف الأوكراني.
ويضيف كيم في حديثه للجزيرة نت أن "مثل هذه الاجتماعات توفر فرصة لتبادل الآراء مباشرة، وهي عنصر مهم في إدارة النزاعات، حتى إذا لم تفض إلى نتائج فورية".
ويشير كيم إلى أن الأولوية في واشنطن حاليا هي التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية، على أن يتم بعد ذلك الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، بينما تحرص موسكو على توسيع أجندة المباحثات لتشمل ملفات أخرى تتجاوز أوكرانيا.
ويرى أن "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة لا ترغب في تعاون ترامب مع روسيا، بل تسعى إلى دفع المفاوضات بما يخدم المصالح الأميركية أو المضي في سياسة التشديد وفرض عقوبات جديدة.
ويؤكد أن ويتكوف، بصفته مبعوثا خاصا، ليس مخولا بالتفاوض أو عقد اتفاقات، بل يقوم بدور ناقل الرسائل الدقيقة والسرية بين الطرفين.
تكهنات وهدنة محتملة
قبل زيارة ويتكوف، تناولت وسائل إعلام روسية وغربية احتمالات فرض وقف إطلاق نار جزئي في أوكرانيا، عبر هدنة "جوية" محدودة تشمل وقف الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ، شريطة التزام كييف بالخطوة نفسها، كما حذرت تقارير أميركية من أن واشنطن قد تفرض قيودا إضافية على موسكو في حال تعثر المحادثات.
أما المستشار في معهد دراسات الأمن والدفاع ليف زابولوتوف، فيرى أن ترامب لا يملك خطة حقيقية لإنهاء الصراع، وأن إرسال ويتكوف إلى موسكو كان بهدف إظهار أنه يتحرك في هذا الملف.
ويضيف زابولوتوف في حديثه "للجزيرة نت" أن الخطوة جاءت لصرف الانتباه عن إخفاقات السياسة الخارجية الأميركية، مثل فرض الرسوم الجمركية والعقوبات على الهند والصين لتعاونهما مع موسكو، والتي لم تحقق أهدافها، فضلا عن محاولة التغطية على الأوضاع الاقتصادية المتراجعة داخل الولايات المتحدة.
ويتابع زابولوتوف أن ترامب لم يبدِ قدرة على صنع السلام، الذي يتطلب فهما عميقا لجذور الأزمة في المنطقة، معتبرا أن أي حل يظل بعيد المنال ما دامت الإدارات الأميركية أسيرة نفوذ التيار المتشدد وتتجاهل المطالب الروسية، وفي مقدمتها ضمان بقاء أوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو) ووقف توسعه شرقا.
وخلص المستشار في "معهد دراسات الأمن والدفاع" إلى أن زيارة ويتكوف إلى موسكو، بهذا المعنى، "فاشلة" ولم تحقق أي تقدم نحو تسوية الأزمة بين الجانبين.
يشار إلى أنه منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية، قام المبعوث الخاص ستيف ويتكوف بعقد 4 اجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تركزت على محاولة تضييق فجوة الخلافات بين واشنطن وموسكو بشأن مستقبل الأزمة الأوكرانية، وآليات تخفيف العقوبات، وضمانات الأمن الإقليمي في أوروبا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
رامافوزا يجري اتصالات لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
أجرى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا اتصالين متزامنين أحدهما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والآخر مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك في محاولة جديدة لإرساء وقف إطلاق النار بين البلدين المتحاربين منذ فترة. وجاءت هذه المساعي بالتزامن مع إنذار وجّهه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لروسيا بإنهاء هجماتها على أوكرانيا أو مواجهة عقوبات أشد، وكذلك قبل أيام من اجتماع مقترح بين ترامب وبوتين الأسبوع المقبل. وقال رامافوزا في بيان عقب مكالمته مع زيلينسكي، التي جرت في وقت متأخر من بعد ظهر الجمعة، إنهما ناقشا عملية السلام بين روسيا وأوكرانيا، وأضاف "رحبت بالإحاطة التي قدمها زيلينسكي وأكدت دعم جنوب أفريقيا المستمر للمبادرات السلمية التي تنهي الحرب، وما يرافقها من خسائر في الأرواح وتدمير للبنية التحتية". من جانبه، أوضح زيلينسكي أنه أطلع رامافوزا على محادثاته مع القادة الأوروبيين وترامب بشأن تنسيق موقف مشترك مع جميع الشركاء، قائلا إن موقف بلاده واضح وهو أن طريق السلام يجب أن يبدأ بوقف إطلاق النار، متهما في الوقت ذاته بوتين بإطالة أمد الحرب. وكان رامافوزا قد أجرى خلال الأسبوع الماضي اتصالا مع الرئيس ترامب ضمن مسعى أخير لوقف التعريفات الجمركية بنسبة 30% على واردات جنوب أفريقيا. التنافس على أفريقيا وعلى الرغم من أن اتصالات رامافوزا جاءت ضمن مساعي الوساطة من أجل السلام، فإن محللين يرون أن بوتين وزيلينسكي يتنافسان على النفوذ في أفريقيا وكسب مواقفها. ويقول أوسكار فان هيردن، الباحث البارز في الدبلوماسية والقيادة الأفريقية بجامعة جوهانسبرغ إن كلا الطرفين يحاول كسب أفريقيا إلى جانبه، "لأن هذه الحرب أظهرت أنه إذا تعاملت مع دولة مثل الولايات المتحدة التي تفرض العقوبات وتستخدم التجارة كسلاح، فأنت بحاجة إلى حلفاء آخرين في العالم". وأضاف أوسكار أن روسيا، إلى جانب إيران والصين والهند ، تواصل تجارتها رغم العقوبات الغربية، في حين تلعب أفريقيا دورا مهما في ما يتعلق بالمعادن الإستراتيجية.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
موسكو تحذر من "جهود جبارة" لعرقلة لقاء بوتين وترامب
قال مسؤول روسي رفيع -اليوم السبت- إن بعض الدول ستبذل "جهودا جبارة" لعرقلة اجتماع مرتقب أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس سيعقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتصف الشهر الجاري. وفي منشور على تلغرام، قال المبعوث الروسي لشؤون الاستثمار كيريل دميترييف "مما لا شك فيه أن عددا من الدول الراغبة في استمرار الصراع ستبذل جهودا جبارة لعرقلة الاجتماع"، موضحا أنه يقصد بالجهود "الاستفزازات والتضليل". وأعلن الرئيس الأميركي في وقت سابق أنه سيلتقي نظيره الروسي الجمعة المقبل بولاية ألاسكا، لبحث اتفاق نهائي بين موسكو وكييف من أجل وضع حد للحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022. ولم يُكشف عن مضمون الاتفاق بعد، لكنه ربما يطالب أوكرانيا بالتخلي عن مساحات شاسعة من أراضيها، وهو أمر تعارضه عدد من الدول الأوروبية. واتهم دميترييف دولا لم يحددها بالاسم بالسعي إلى إطالة أمد الحرب. ولم يسم دميترييف الدول التي يقصدها أو نوع "الاستفزازات"التي ربما تقدم عليها، في حين أكدت الرئاسة الروسية (كرملين) أيضا خطط عقد القمة. خيارات السلام وفي السياق ذاته، نقلت رويترز عن يوري أوشاكوف مساعد بوتين أن الزعيمين "سيركزان على مناقشة خيارات التوصل إلى حل سلمي طويل الأمد للأزمة الأوكرانية" المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات. وستكون قمة ألاسكا المرتقبة، الأولى بين رئيس أميركي وروسي منذ لقاء للرئيس الأميركي السابق جو بايدن وبوتين في جنيف في يونيو/حزيران 2021. وآخر لقاء جمع ترامب وبوتين كان عام 2019 خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان إبان ولاية ترامب الأولى، لكنهما تحدثا هاتفيا مرات عدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
ما يجب أن نعرفه عن القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين؟
يلتقي الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الجمعة في ألاسكا سعيا لوضع حد للحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/ شباط 2022. وسعى ترامب خلال الأشهر الأولى من ولايته الرئاسية الثانية للتوصل إلى اتفاق سلام من خلال جولات محادثات واتصالات هاتفية وزيارات دبلوماسية، غير أن كل جهوده فشلت، بعدما أكد خلال الحملة الانتخابية أن بإمكانه إنهاء الحرب خلال 24 ساعة. في ما يلي ما نعرفه حتى الآن عن القمة المقبلة. متى وأين؟ أعلن ترامب على منصته "تروث سوشال" الجمعة أنه سيلتقي بوتين في 15 أغسطس/آب في ولاية آلاسكا في أقصى شمال الولايات المتحدة، وهو ما أكده الكرملين لاحقا. وصدر الإعلان بعد تأكيد الطرفين على مدى أيام أن الرئيسين سيعقدان قمة الأسبوع المقبل. وقال ترامب الخميس "إنهم يرغبون في مقابلتي، وسأفعل ما بوسعي لوقف القتل"، متحدثا عن بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لماذا ألاسكا؟ وصف مستشار الكرملين يوري أوشاكوف اختيار ولاية ألاسكا التي باعتها الإمبراطورية الروسية للولايات المتحدة عام 1867، بأنه "منطقي تماما"، على ما أوردت وكالات الأنباء الروسية الجمعة. فرأس الولاية الغربي لا يبعد كثيرا عن أقصى شرق روسيا، ولا يفصل بينهما سوى مضيق بيرينغ. وقال أوشاكوف في بيان على تلغرام "ألاسكا والقطب الشمالي هما أيضا منطقتين تتقاطع فيهما مصالح بلدينا الاقتصادية، وثمة إمكانيات لتحقيق مشاريع واسعة النطاق تعود بالمنفعة المتبادلة". كذلك أعرب أوشاكوف عن أمله في أن يلتقي الرئيسان في المرة المقبلة على الأراضي الروسية مضيفا "تم توجيه دعوة بهذا الصدد إلى الرئيس الأميركي". ويبقى عدد البلدان التي يمكن لبوتين زيارتها محدودا بفعل مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية والتي تلزم الدول الأعضاء باعتقاله في حال دخوله أراضيها. هل يشارك زيلينسكي؟ لم تتم دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة، لكنه حذر الجمعة من أن أي قرار يتخذ من دون بلاده "لن يحقق شيئا". إعلان وكان زيلينسكي يدفع باتجاه عقد قمة ثلاثية، معتبرا أن اللقاء بينه وبين بوتين هو السبيل الوحيد لتحقيق تقدم باتجاه السلام. واقترح الموفد الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عقد لقاء ثلاثي خلال محادثات أجراها مع بوتين في وقت سابق هذا الشهر، لكن بدا أن الرئيس الروسي يستبعد إجراء محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني. وقال بوتين للصحفيين الخميس "ليس لدي أي اعتراض على ذلك بشكل عام، إنه ممكن، ولكن يجب توافر ظروف معينة لتحقيقه. وللأسف، ما زلنا بعيدين من هذه الظروف". وقال المفاوضون الروس خلال محادثات جرت في اسطنبول في حزيران/يونيو، إن اللقاء بين بوتين وزيلينسكي يمكن أن يعقد فقط في المرحلة الأخيرة من المفاوضات بعدما يتوافق الطرفان على شروط السلام. متى عقد آخر لقاء بين الرئيسين؟ يعود آخر لقاء بين ترامب وبوتين إلى العام 2019 خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان أثناء ولاية ترامب الأولى، غير أنهما أجريا عدة مكالمات هاتفية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني. وقبل ذلك، عقد بوتين قمة مع ترامب عام 2018 في هلسنكي، أثار خلالها الرئيس الأميركي استياء إذ اتخذ موقفا مؤيدا لبوتين ضد وكالات الاستخبارات الأميركية بشأن تقارير خلصت إلى تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية دعما لترامب. قبلها التقى بوتين عام 2015 باراك اوباما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. بالرغم من المساعي الدبلوماسية الحثيثة وجولات المحادثات الكثيرة، لا تبدو روسيا وأوكرانيا أقرب للتوصل إلى توافق يضع حدا للحرب. ورفض بوتين دعوات أميركية وأوكرانية وأوروبية لوقف إطلاق نار فوري. وطالبت روسيا أوكرانيا خلال محادثات في يونيو /حزيران بالتخلي عن أربع مناطق تحتلها روسيا جزئيا وأعلنت ضمها (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون) وعن شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، كما طالبت بتعهد من كييف بأن تكون دولة محايدة وتتخلى عن إمدادات الأسلحة الغربية وعن تطلعاتها بالانضمام إلى الحلف الأطلسي. من جانبها، تطالب كييف بوقف إطلاق نار فوري وانسحاب القوات الروسية، كما تطالب بضمانات أمنية غربية ومن ضمنها نشر قوة أوروبية لحفظ السلام، وهو ما تعارضه موسكو بشكل قاطع. وأكد زيلينسكي الجمعة أن الأوكرانيين "لن يتخلوا عن أرضهم للمحتل"، مع إقرار بلاده بأنها ستسعى لاستعادة الأراضي المحتلة من خلال الدبلوماسية وليس المواجهة العسكرية.