تسونامي الاعترافات الدولية بفلسطين
ما يحدث أكبر بكثير من مجرد حديث دبلوماسي عن حل الدولتين للاستهلاك الإعلامي، بل هو قناعة وإقرار دولي متزايد، بفعل ضغوط شعوب العالم على حكوماتها بعد ما شاهدته بأم أعينهم من قتل وتجويع وتشريد ممنهج يمارس ضد البشر والحجر والشجر في غزة من قبل الاسرائيلية النازية العالمية، بقيادة مجرمي تل أبيب، وفي مقدمتهم سفاح العصر، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزمرته الفاسدة المفسدة، من وزير ماليته العنصري، تسلئيل سموتريتش، إلى وزير أمنه القومي الفاشي، إيتمار بن غفير، وغيرهم من قتلة أطفال غزة الأبرياء بدم بارد.
أهمية هذه الاعترافات أنها تؤسس لحقائق على الأرض يستحيل معها أن تنجح إسرائيل وأدواتها الإعلامية من دفن الحق الفلسطيني في الحرية، بل ما يحدث هو بداية إنهيار الماكينة الدعائية الإسرائيلية، التي عاشت وترعرعت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي قامت على التباكي بأن الشعب اليهودي هو ضحية هولوكوست النازية، لتتبدل الأدوار ويصبح الشعب الفلسطيني، في عيون العالم، ضحية الهولوكوست الاسرائيلي.
ورغم أن البعض قد يقلل من أهمية ما تقدم، إلا أن ما يحدث من توثيق للجرائم في عقول وقلوب البشر في أرجاء العالم سيترجم إلى نقمة متزايدة ضد إسرائيل وعزلة لها في العالم الديمقراطي. ولن تنجح مليارات اليهود ولا سيطرتهم على وسائل الإعلام من تغيير ذلك بسهولة، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
نحن أمام ثورة عالمية ضد الاسرائيلية تعري حقيقتها الدموية وانعدام الضمير والإنسانية لديها أمام عيون البشر، الذين ضاقوا ذرعا بما تجسده الدولة الاسرائيلية من فساد وإفساد في الأرض لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث.
إسرائيل تواجه موجة لا سابق لها من الغضب العالمي، وقد بدأت تخسر المعركة الإعلامية والأخلاقية لدى الكثير من عواصم صنع القرار العالمي، ومنها باريس ولندن تحديدا، وهذا يشكل فرصة على العرب استثمارها عبر تعزيز العمل الدبلوماسي لإقناع مزيد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
أما ما بعد ذلك، فلا بد من جهد عالمي مماثل لتفعيل المحاكم الدولية لمحاسبة مجرمي تل أبيب على ما اقترفته أيديهم من جرائم حرب ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
التحولات السياسية الدولية في مصلحة القضية الفلسطينية، وقد بدأت كرة الثلج تتدحرج، ومنسوب الغضب العالمي ضد إسرائيل في تزايد، وعلينا ألا نخسر المعركة. فما ضاع حق وراءه مطالب، ولن يضيع الحق الفلسطيني مهما أمعنت آلة القتل الإسرائيلية المجرمة في حقدها وجبروتها. "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".
الغد
الغد

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 3 ساعات
- سرايا الإخبارية
"أُذيعت على الهواء دون مونتاج" .. الإعلامي المصري باسم يوسف يتحدّى مزاعم نتنياهو في برنامج أمريكي شهير
سرايا - في ظهور لافت للإعلامي المصري باسم يوسف على البودكاست الأمريكي الشهير 'Nilk Boys'، رد على تصريحات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال استضافته في البرنامج قبل أسبوعين. وتحدّى يوسف خلال الحلقة التي أُذيعت على الهواء دون مونتاج – مزاعم نتنياهو مستخدمًا الحقائق التاريخية والوثائق الموثقة، بينما كان فريق الإعداد يقوم بمراجعة المعلومات بشكل فوري وعرض المقالات التي تؤكد كلامه على الشاشة، كاشفًا جرائم"إسرائيل" وتواطؤ أمريكا وأوروبا على مدار عقود. وقال باسم يوسف مخاطبًا مقدمي البرنامج: 'أنتما لستما أطفالًا لتقولا نحن غبيين ونفعل أشياء غبية على الإنترنت.. أنتما مؤثران ولكما جمهور ومسؤولية، وعندما تستضيفان مجرما كهذا يجب أن تكونا مستعدين جيدًا'. وأضاف: 'أنا لي 20 عاما في الميديا وأعرف كيف يمكن أن ينقلب الإنترنت عليكم، وكلما كبرتم كلما زادت حدة ردود الفعل'. كان قد تحدث الجراح والإعلامي باسم يوسف عن طبيعة العلاقة بين دولتي الولايات المتحدة الأمريكية و "إسرائيل"، متسائلًا 'ما فائدة أن تكون قويا وغنيا وتعيش في خوف من الابتزاز والاستغلال؟ أي حياة هذه؟'. وكتب باسم يوسف على صفحته الشخصية عبر منصة 'إكس': 'إذن، ما فائدة كل هذه القوة والمال إذا كنت رهينة؟ الرئيس الحالي دونالد ترامب والرئيس السابق كلينتون رئيسا أقوى دولة في العالم يعيشان في خوف دائم من أن تكشفهما "إسرائيل" من خلال الابتزاز والاستغلال الجنسي بسبب انحرافهما الجنسي. إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، لم يكتفِ بالتراجع، بل وُضع مقيدا بجوار بن شابيرو، ذلك الوغد، حيث رآه الجميع ينحني للصهاينة. ما فائدة أن تكون قويا وغنيا وتعيش في خوف من الابتزاز والاستغلال؟ أي حياة هذه؟'.


العرب اليوم
منذ 4 ساعات
- العرب اليوم
ترمب و«رقصة الفالس الدبلوماسية»
رغم أنَّ «التحدي الصيني» ما زال يحظى بالأولوية في الاستراتيجية الأميركية من خلال التمدد السريع والمتزايد للدور الصيني اقتصادياً وسياسياً على الصعيد العالمي حيث النفوذ السياسي يرتكز بشكل أساسي على العنصر الاقتصادي، فإنَّ واشنطن عادت لتركز على «مخاطر» الدور الروسي. الدور الذي يتمثل في استمرار وتصعيد الحرب الروسية على أوكرانيا. أضف إلى ذلك ما ترى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه عدم تجاوب روسي كلي مع مبادرات التسوية الأميركية لوقف تلك الحرب، على رغم الرسائل الإيجابية التي وجهتها مراراً لموسكو. من مؤشرات هذا التحول تهديدات واشنطن بشأن إطار زمني محدّد، قيل نقلاً عن الإدارة الأميركية، لتجاوب موسكو مع مطالب واشنطن بوقف القتال. وفي ظل «الرسائل» الأميركية قامت واشنطن بنشر غواصتين نوويتين في منطقة تعتبر «مسرحاً استراتيجياً» أساسياً بالنسبة إلى موسكو. الأمر الذي ساهم في رفع حدة التصعيد في المواقف الدبلوماسية بين الطرفين. وذهبت واشنطن أيضاً إلى التخطيط مع منظمة حلف شمال الأطلسي، بعد أن استجابت الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف لمطلب واشنطن برفع نسبة مساهمتها في ميزانية الحلف إلى خمسة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، لتوفير مساعدات عسكرية لأوكرانيا بحدود 10 مليارات دولار. التحول الأميركي في شأن أوكرانيا يندرج في استراتيجية ترمب القائمة على التهديد وفرض العقوبات ثم التفاوض مع الخصم أو العدو من موقع أفضل. على صعيد آخر، يأتي الاتفاق الأميركي مع الاتحاد الأوروبي، الحليف الأساسي والتاريخي لواشنطن، حول تحديد نسبة 15 في المائة رسوماً جمركية على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة كحل تسووي. حل أرضى بعض الأوروبيين وليس كل الذين قبلوا به مع التعبير عن انتقاداتهم له، باعتبار أنه الحل الأقل سوءاً لتفادي السيناريو الكارثي بالتهديد بفرض رسوم تصل إلى 30 في المائة على الصادرات الأوروبية، الأمر الذي كان يعني حرباً اقتصادية أميركية - أوروبية بتداعيات مكلفة للطرفين على كافة الأصعدة. ويساهم الحل بالنسبة لواشنطن بشكل خاص في خفض العجز في ميزان السلع مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك حماية فرص العمل في قطاعات أميركية أساسية معينة. على صعيد آخر، تزداد «الرسائل الإيجابية» بين واشنطن وبكين والتي تعكس خفض التصعيد الذي كان قائماً منذ مجيء ترمب إلى السلطة (إدارة ترمب الثانية بالطبع)، من دون أن يعني ذلك بالطبع أن بكين لم تعد الخصم الرئيسي لواشنطن على الصعيد العالمي بسبب موقعها الجيوسياسي في «منطقة المحيطين» التي تحظى بالأولوية في الاستراتيجية الأميركية على الصعيد العالمي، وبسبب ما أشرنا إليه من دور صيني ناشط وفاعل دولياً. وفي هذا السياق، أعلنت واشنطن أنها تدرس إمكانية خفض رسومها الجمركية على الواردات من الصين الشعبية. وتتكرر التصريحات الأميركية حول احتمال «عقد اتفاق تجاري عادل مع الصين الشعبية». الرئيس الأميركي عبّر عن احتمال زيارته الصين الشعبية تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جينبينغ. ومن الطبيعي أن تتم الزيارة في هذه الحال في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل للمشاركة في الاحتفال بذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية. كما لم يقفل ترمب، في هذا السياق، الباب أمام احتمال عقد لقاء قمة ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد تكون ثلاثية بمشاركة الرئيس الصيني. إنها سياسة إقفال الباب مع ترك المفتاح فيه كما يقال. وفي السياق ذاته هنالك احتمال آخر فيما لو لم يذهب ترمب إلى بكين، قوامه عقد القمة الأميركية - الصينية على هامش أعمال «المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ» الذي سينعقد في كوريا الجنوبية في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ذلك كله يعكس «عقيدة ترمب» في العلاقات الخارجية: العقيدة القائمة على منطق التفاعلية أو التبادلية في المصالح والأحادية في السياسة، كبديل عن الالتزام المتعدد الأطراف في إطار منطق التحالف الاستراتيجي الغربي الذي كان سائداً وخفّ وهجه أو قوته بعد سقوط «الشرق الاستراتيجي». وجاءت إدارة ترمب لتوجه نوعاً من الضربة القوية ولا أقول القاتلة لذلك التحالف حيث قد يكون التعاون في قضية، والخلاف مع الطرف ذاته «الحليف التقليدي» حسب إرث الأمس في قضية أخرى. يأتي ذلك بالطبع، ويسهل حدوثه، بعد أن سقطت الاختلافات التقليدية وتبدلت أو تغيرت الأولويات، تقاطعاً أو تصادماً، بين مختلف الأطراف الدولية في نظام عالمي ما زال في طور التشكل ولم تتبلور القواعد الناظمة له بعد.

الدستور
منذ 4 ساعات
- الدستور
جيش الاحتلال يتقدم قرب محور نتساريم وسط غزة
الدستور – أفاد شهود عيان عن تقدم لدبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب محور نتساريم وسط غزة. وفي تطور سابق، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الاثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المدان بارتكاب جرائم حرب بنيامين نتنياهو، قرر احتلال كامل غزة وتنفيذ عملية عسكرية. وأضافت هيئة البث أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعارض عملية عسكرية بمناطق يتواجد بها أسرى. وأوردت القناة 14 الإسرائيلية أن 'الكابينت' هو من سيحسم الأمر بشأن احتلال غزة. وأعلن نتنياهو في وقت سابق أن مجلس الوزراء سيلتئم في وقت لاحق هذا الأسبوع لاتخاذ قرار حول كيفية المضي قدماً في الحرب على غزة. يأتي هذا بينما أفاد الدفاع المدني الفلسطيني الاثنين باستشهاد 19 فلسطينياً في ضربات لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بينهم من قتلوا قرب مراكز لتوزيع المساعدات. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الأنباء الفرنسية إنه تم نقل 8 الشهداء وأكثر من 55 إصابة في استهداف إسرائيلي 'لتجمعات للمواطنين بالقرب من مركز توزيع المساعدات على طريق صلاح الدين في منطقة جسر وادي غزة' وسط القطاع. ووصل الشهداء والمصابون إلى مستشفى 'العودة' في مخيم النصيرات القريب من جسر وادي غزة، حيث وصفت جروح عدد منهم بأنها 'خطيرة'. وبحسب بصل، هناك سيدة قتلت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة المواصي في رفح في جنوب القطاع. وفي دير البلح، سقط 3 شهداء بينهم طفلان وعدد من المصابين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت فجر اليوم منزلاً في منطقة حكر الجامع، وفق بصل. وفي مدينة غزة، استشهد أربعة أشخاص في قصف مسيرة إسرائيلية استهدفت مجموعة مواطنين في حي الشجاعية (شرق)، واستشهد شخصان آخران في غارة مماثلة استهدفت مجموعة مواطنين في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، بحسب المصدر نفسه. ونقل الشهداء الثلاثة وعدد من المصابين إلى مستشفى 'المعمداني' في البلدة القديمة في غزة. وفي منطقة الطينة جنوب غرب خان يونس، قال بصل إنه تم نقل شهيدة بنيران طائرة مسيرة اسرائيلية من منتظري المساعدات. على صعيد متصل، قالت وزارة الصحة في غزة إنها سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية '5 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، جميعهم بالغون'. وبحسب الوزارة، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 180 قتيلاً، من بينهم 93 طفلاً.