logo
كيف ترى مراكز الأبحاث الإسرائيلية إيران؟ وبماذا تُوصي نتنياهو؟

كيف ترى مراكز الأبحاث الإسرائيلية إيران؟ وبماذا تُوصي نتنياهو؟

الجزيرةمنذ 5 ساعات

تُبدي مراكز الأبحاث الإستراتيجية في إسرائيل اهتماما كبيرا بإيران ودورها في المنطقة والعالم، وبعد هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشن حرب "السيوف الحديدية" من قِبل إسرائيل على قطاع غزة ، زاد الاهتمام، وتكاثرت الدراسات التي تناقش دور إيران في دعم المقاومة الفلسطينية و محور المقاومة بشكل عام، وكذلك المقترحات الخاصة بخيارات التعامل مع إيران وصولا إلى إضعاف قوتها.
النقاش الإستراتيجي حول إيران في مراكز الأبحاث الإسرائيلية"، حاول خلالها الإجابة على السؤالين التاليين:
ما أبرز الأفكار التي تداولتها مراكز الأبحاث الإستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع إيران منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات؟
هل يوجد فرق في توجهات مراكز الأبحاث الإسرائيلية فيما يتعلق بالتعامل مع إيران؟
وللإجابة على السؤالين، عملت الدراسة على قراءة مجموع المقالات والدراسات التي تم نشرها على موقعين إلكترونيين لمركزين مهمين من مراكز الأبحاث الإستراتيجية الإسرائيلية المتخصصة في الأمن القومي، وهما: معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، ومعهد دراسات الأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية (مسجاف).
تمهيد
نُشر على موقع مركز مسجاف قبيل إجراء الانتخابات الأميركية، وعلى وجه التحديد في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، 7 مقالات، أما مركز دراسات الأمن القومي فلم ينشر في هذا الشهر أية مقالات بشأن إيران.
ويبدو من خلال استعراض الأفكار الرئيسية الواردة في الجزء التمهيدي من الدراسة أن الباحثين في الشأن الإستراتيجي في معهد مسجاف قدّروا -قبيل فوز ترامب- أن قدرة الردع الإيرانية قد ضعفت، بسبب الضربات التي تلقاها حلفاء إيران، إضافة إلى الضربة الجوية التي وجهتها إسرائيل لإيران.
ويعتقد هؤلاء الباحثون -وهم يوسي منشروف، وموشيه فوزايلوف، وإيلي كلوتشتاين، ويوسي كزفيرفيسر- أن ما أصاب قدرة إيران على الردع أو الهجوم ربما يدفعها باتجاه تسريع إنتاج القنبلة النووية كوسيلة لتعزيز الردع، لكنه في كل الأحوال وضع إيران أمام معضلة إستراتيجية ناتجة عن محدودية خياراتها، وخشيتها من ضربة إسرائيلية أميركية قد تعرّض نظامها الحاكم للخطر، إضافة إلى مشاكلها الداخلية المتفاقمة والمتعددة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، إلى جانب ما أثارته الحالة الجديدة من أسئلة داخل إيران بشأن نظريتها الأمنية والعسكرية.
يتناول هذا المحور 9 مقالات نُشرت على موقعي مركزي الأبحاث، 6 منها على موقع معهد مسجاف، و3 على موقع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي. أما مقالات معهد مسجاف، فقد كتب 3 منها إيلي كلوتشتاين، والرابع كتبه يوسي منشروف، أما الخامس فمن إعداد دافيد فيمبرج، والسادس من كتابة جلعاد إردان.
ويتضح من مجموعة مقالات معهد مسجاف أنها ركّزت على تعدد وتنوع وشمول المشاكل الداخلية الضاغطة على إيران، والتي تمتد من أزمة الطاقة إلى ضعف الخدمات الصحية وقلّة الإقبال على المشاركة في الانتخابات، بالإضافة إلى الاحتجاجات الشعبية وإبداء الرغبة العلنية في تغيير النظام، والتي يمكن لها مجتمعة أن تولِّد لدى القيادة الإيرانية قابلية للتنازل إذا ما مُورست عليها ضغوط هائلة، وذلك من أجل الحفاظ على بقاء النظام.
وجاءت مقالات معهد دراسات الأمن القومي في هذا المحور في 3 مقالات، واحد من إعداد داني سيترونيفيتش، واثنان منها من إعداد راز تسيمت.
ويتضح من المقالات الثلاثة أن باحثي مركز دراسات الأمن القومي ركّزوا على الأزمات الاقتصادية الداخلية في إيران، وتأثير هذه الأزمات على النظام، لكنها اختلفت عن مقالات مركز مسجاف، حيث أبرزت ضغوطا متناقضة يتعرض لها النظام الإيراني، فمن جهة تتعرض القيادة الإيرانية لاعتراض الرأي العام، ومن جهة أخرى فإنها تتعرض لضغوط القاعدة الثورية الأيديولوجية للنظام، والتي تطالب باتخاذ مواقف متشددة إزاء إسرائيل.
كما تطرقت إلى وجود تصدعات داخل القاعدة الأيديولوجية للنظام، حيث يتفق التيار البراغماتي والتيار الراديكالي التقليدي على ضرورة خفض التصعيد، في حين يشدد التيار الراديكالي الثوري على ضرورة التصعيد، لكن في النهاية فإن المقالات سابقة الذكر لا ترى في الأزمات الداخلية تهديدا آنيا للنظام الحاكم في إيران، وأنها ربما تشكّل تهديدا على المدى البعيد.
المحور الثاني: الانكشاف الإيراني على الصعيد الأمني والعسكري والسياسي
يتناول هذا المحور 3 مقالات من إعداد باحثي معهد مسجاف: اثنان من إعداد يوسي منشروف، والثالث من إعداد إيلي كلوتشتاين.
تؤكد المقالات الثلاثة على أن الأرض باتت تهتز تحت أقدام إيران بفعل التهديدات، ويرى باحثو مسجاف أن التحولات السياسية منذ فوز ترامب، إضافة إلى الضربات العسكرية الإسرائيلية، قد أظهرت إيران مكشوفة أمنيا وعسكريا، وأن مواصلة الضغط سيحقق المزيد من المكاسب.
المحور الثالث: رسم صورة ذهنية سلبية لإيران
يشمل هذا المحور 9 مقالات، 8 منها منشورة على موقع معهد مسجاف، والتاسع على موقع معهد دراسات الأمن القومي. وكتب يوسي منشروف 4 من مقالات مسجاف، وكتبت نواه لزيمي اثنين، وإيلي كلوتشتاين كتب مقالا واحدا، وكتب دافيد فينبرج مقالين، وأحد المقالات السابقة مشترك بين يوسي منشروف ونواه لزيمي، أما مقال معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي فهو من إعداد راز تسيمت.
ويبدو من خلال استعراض المقالات الثمانية أن هناك توجها لدى باحثي مركز مسجاف نحو رسم صورة ذهنية سلبية عن إيران، تدعم اتجاه الحسم معها، وقد أوضح أحد هذه المقالات -قبل سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد- أن إيران تخطط للهجوم على إسرائيل من الجولان، ومقال آخر أوضح أن إيران لا تتوقف عن تهريب الأسلحة لحلفائها.
وبعد بدء المفاوضات بين أميركا وإيران، ركّزت المقالات على أن مشاركة إيران في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا تقتصر على التدريب والتخطيط، بل إن إيران شاركت فعلا في الهجوم، وتم توجيه نداء للحكومة بتوظيف هذه الأدلة من أجل إدانة إيران، التي وصفوها باستغلال وقت المفاوضات لتطوير قدراتها النووية وإيصالها إلى نقطة اللاعودة، إضافة إلى تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية، وأنه يجب عدم منح إيران هذه الفرصة.
المحور الرابع: التحالفات الإسرائيلية الإقليمية والدولية لضرب إيران
يشمل هذا المحور 17 مقالا، 13 من بينها على موقع معهد مسجاف، و4 على موقع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، وكتب مقالات معهد مسجاف نواه لزيمي، ويوسي منشروف، وإيلي كلوتشتاين، ودافيد فينبرج، وزكي شالوم، أما جلعاد إردان، ومئير بن شابات، ورفائيل بن ليفي فقد أسهموا بمقال واحد لكل منهم.
وركّزت المقالات الواردة في هذا المحور على أن هناك حاجة ماسة لبناء تحالف دولي وإقليمي لمواجهة أنشطة إيران المتعلقة بتسريع تخصيب اليورانيوم، أو تطوير منظومات الدفاع والهجوم.
وفيما يتعلّق بالمفاوضات الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران فإنها يجب ألا تقتصر على وقف البرنامج النووي وتفكيك كل ما له علاقة به من أسلحة ومعدات، بل يجب أن يشمل الاتفاق منع تطوير الصواريخ، بالإضافة إلى قطع إيران علاقتها مع حلفائها.
والتأكيد على أن إيران لا يمكن أن تتوقف عن المناورة، ولهذا يجب تحقيق نصر حاسم معها، يؤدي إلى تغيير النظام الحاكم، وأن اللحظة الراهنة مناسبة للقيام بذلك بعد ما أصاب إيران ومحورها من ضعف، وأن التفاوض لن يأتي بنتائج جيدة إلا إذا تم تطبيق النموذج الليبي في الاتفاق، أما نموذج اتفاق 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، فإنه سيُبقي إيران قادرة على مواصلة تخصيب اليورانيوم والحصول على القنبلة النووية في أي لحظة في المستقبل.
وبخصوص المقالات الأربعة التي نشرها موقع دراسات الأمن القومي، فأحدها من إعداد داني سيترونيفيتش، والثاني من إعداد إلداد شابيط وسيما شاين، أما الثالث فمن إعداد تامير هايمان وراز تسيمت، والمقال الرابع من إعداد إلداد شابيط.
ويبدو من خلال استعراض مضمون المقالات الأربعة أنها تؤكد أن إيران قادرة على الوصول إلى القنبلة النووية، لكنها لم تتخذ القرار بعد، وهذا يعني أنها تفتح الباب أمام الحل الدبلوماسي، كما تشير المقالات إلى ضرورة التعاون الدولي (خاصة الأميركي الإسرائيلي) من أجل التوصل لاتفاق، وضمان تنفيذ هذا الاتفاق.
الخاتمة والاستنتاجات
يتضح من مجمل المقالات التي تناولتها هذه الدراسة أن هناك جملة من الأفكار التي يدور حولها النقاش ، وتشكّل أرضية للبدائل التي تفكر فيها نخبة الخبراء الإسرائيليين في الشأن الإيراني، وهي:
قدّر باحثو معهد مسجاف -قبيل فوز ترامب- أن قدرة الردع الإيرانية قد ضعفت، بسبب الضربات التي تلقتها إيران وحلفاؤها.
يعتقد هؤلاء الباحثون أن ما أصاب قدرة إيران على الردع أو الهجوم ربما يدفعها باتجاه تسريع إنتاج القنبلة النووية وسيلة لتعزيز الردع، لكنه في كل الأحوال وضع إيران أمام معضلة إستراتيجية ناتجة عن محدودية خياراتها، وخشيتها من ضربة إسرائيلية أميركية قد تعرّض نظامها الحاكم للخطر، إضافة إلى مشاكلها الداخلية المتفاقمة.
عبّر باحثو معهد مسجاف عن تطلعهم إلى استمرار سعي إسرائيل لإضعاف إيران.
يعتقد هؤلاء الباحثون أن المشاكل الداخلية المتنوعة في إيران قد تولّد لدى القيادة الإيرانية قابلية للتنازل إذا ما مُورست عليها ضغوط هائلة، وذلك من أجل الحفاظ على بقاء النظام.
يعتقد باحثو مركز دراسات الأمن القومي أن الأزمات الاقتصادية الداخلية في إيران مؤثرة على سلوك النظام الإيراني.
أوضح باحثو مركز مسجاف أن فوز ترامب ولّد ذعرا لدى الإيرانيين، تم التعبير عنه بالميل للتفاوض والتصالح، وأن استمرار الضغط على إيران هو الذي سيحقق الأهداف وليس التفاوض.
تكثر في كتابات باحثي معهد مسجاف محاولات رسم صورة ذهنية سلبية لإيران، بدءا من إمداد حلفائها بالأسلحة، والمشاركة عمليا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأن إيران تستغل وقت المفاوضات لتطوير قدراتها النووية والصاروخية والدفاعية، وتطالب بالحسم مع إيران.
طالب باحثو معهد مسجاف ببناء تحالف دولي وإقليمي لمواجهة أنشطة إيران المتعلقة بتسريع تخصيب اليورانيوم، أو تطوير منظومات الدفاع والهجوم.
طالبت الدراسات بألا يقتصر الاتفاق المتوقع إبرامه بين إيران والولايات المتحدة على وقف البرنامج النووي، بل يجب أن يشمل الاتفاق منع تطوير الصواريخ، بالإضافة إلى قطع إيران علاقتها مع حلفائها.
أكد الباحثون أن إيران لا يمكن أن تتوقف عن المناورة، ولهذا يجب تحقيق نصر حاسم معها، يؤدي إلى تغيير النظام الحاكم، وأن اللحظة الراهنة مناسبة للقيام بذلك.
أكد باحثو معهد دراسات الأمن القومي أن إيران قادرة على الوصول إلى القنبلة النووية، لكنها لم تتخذ القرار بعد، وهذا يعني أنها تفتح الباب أمام الحل الدبلوماسي.
أشار هؤلاء الباحثون إلى أن إسرائيل تتابع المفاوضات وتستعد لخيار عسكري في حال فشل التفاوض، أو جاءت بنتائج غير مرضية لحكومة إسرائيل.
أبدت دراسات المركز شكوكا إزاء قدرة الردع والتفاوض على الوصول إلى اتفاق يُرضي أميركا وإسرائيل، لكنها لم تتحمس للخيار العسكري، وأوصت الحكومة الإسرائيلية بأخذ مصالح ترامب بعين الاعتبار، وهذه نقطة خلاف جوهرية مع ما يطرحه باحثو معهد مسجاف الذين يرون أن الحل يتمثل في واحد من اثنين: إما صفقة على النموذج الليبي، أو ضربة عسكرية تؤدي إلى إسقاط النظام الإيراني.
أبدى باحثو معهد دراسات الأمن القومي تحفظا على التعويل على الضربة العسكرية، ويرون أنها يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، لأنها لن تُسقط النظام، بل قد تدفعه للسعي الحثيث نحو امتلاك القنبلة النووية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أكسيوس عن مصدرين: واشنطن أبلغت حلفاءها بالمنطقة أنها لن تنخرط بحرب إسرائيل وإيران ما لم تستهدف طهران أميركيين
أكسيوس عن مصدرين: واشنطن أبلغت حلفاءها بالمنطقة أنها لن تنخرط بحرب إسرائيل وإيران ما لم تستهدف طهران أميركيين

الجزيرة

timeمنذ 34 دقائق

  • الجزيرة

أكسيوس عن مصدرين: واشنطن أبلغت حلفاءها بالمنطقة أنها لن تنخرط بحرب إسرائيل وإيران ما لم تستهدف طهران أميركيين

أكسيوس عن مصدرين: واشنطن أبلغت حلفاءها بالمنطقة أنها لن تنخرط بحرب إسرائيل وإيران ما لم تستهدف طهران أميركيين أكسيوس عن مصدرين: الرسالة الأميركية هي أنه إذا هاجمت إيران الأميركيين فإنها ستتجاوز خطا أحمر أكسيوس عن مصدرين: واشنطن تتوقع من حلفائها نقل رسالة إلى إيران لمنع أعمال انتقامية ضد قوات أو مصالح أميركية أكسيوس عن مسؤول أميركي: إدارة ترامب لا تنظر بشكل نشط في الطلب الإسرائيلي لواشنطن من أجل التدخل في الحرب أكسيوس عن مسؤولين أميركيين: إسرائيل كانت لديها نهاية الأسبوع فرصة عملية لاغتيال خامنئي لكن ترامب عارض الخطوة التفاصيل بعد قليل..

دول الخليج تحذر من سيناريوهات مقلقة جراء الهجوم الإسرائيلي على إيران
دول الخليج تحذر من سيناريوهات مقلقة جراء الهجوم الإسرائيلي على إيران

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

دول الخليج تحذر من سيناريوهات مقلقة جراء الهجوم الإسرائيلي على إيران

حذر مجلس التعاون الخليجي ، اليوم الاثنين، من سيناريوهات "مقلقة" من الهجوم الإسرائيلي على إيران، وتبادل الردود، ودعا لضبط النفس، ووقف الأعمال العسكرية. وعقد المجلس على المستوى الوزاري اجتماعا استثنائيا، اليوم الاثنين، عبر الاتصال المرئي برئاسة وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عبد الله اليحيا، ووزراء خارجية المجلس، وبحضور أمين المجلس جاسم البديوي. وقال البديوي، في كلمته، إن المنطقة شهدت في الأيام الأخيرة تصعيدا بالغ الخطورة وغير مسبوق، بسبب الهجمات الإسرائيلية على إيران، والرد عليها من قِبل إيران، وأضاف أن ذلك زاد من حدة التوتر في الإقليم والمنطقة، وفتح الباب أمام سيناريوهات مبهمة ومقلقة. وشدد على أن الهجمات الإسرائيلية على إيران قوضت فرص المسارات السياسية، وأدت إلى توقف وانهيار جهود الحوار والدبلوماسية، الأمر الذي حث كافة دول المجلس بالتنديد بها. وأوضح أن "المؤشرات الفنية حتى هذه اللحظة لا تزال ضمن النطاق الآمن، ولم يُرصد ما يدعو للقلق، مع استمرار حالة الاستنفار الكامل، ضمانا لأعلى درجات الجاهزية، وترسيخا لليقظة المستمرة التي يتطلبها الموقف". تداعيات محتملة وأشار البديوي إلى "عدد من التداعيات والتحديات التي قد تواجه دول مجلس التعاون نتيجة هذه التطورات المتسارعة، ومنها الآثار المترتبة على أي تصعيد قد يطال المنشآت النووية، لما لها من آثار محتملة على البيئة الإقليمية والبنية التحتية الحيوية". وتمتد تلك الآثار على الجوانب الاقتصادية، وإمكانية تعطيل سلاسل الإمداد وحركة التجارة والطاقة، وتهديد سلامة الممرات المائية الحيوية، وفق البديوي. ولفت إلى أنه "في هذه الظروف الدقيقة، ومع ما قد ينجم عنها من تداعيات فنية وبيئية خطيرة نتيجة أي استهداف للمنشآت النووية، تم تفعيل مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ، لاتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة على المستويات البيئية والإشعاعية كافة، ومتابعة المؤشرات الفنية بدقة". وأكد أن المجلس يواصل التزامه بتهدئة التوتر، وتمكين الحوار، ومنع الانزلاق إلى أي صراع يهدد استقرار الخليج والعالم، وجدد الدعوة إلى جميع الدول والأطراف إلى ضبط النفس، والامتناع عن أي أعمال عسكرية، تفاديا لانزلاقٍ خطير نحو صراع أوسع لا يُمكن التنبؤ بنتائجه أو السيطرة عليه. وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا. ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بهجمات صاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، بلغ عدد موجاتها 11، وخلفت أيضا أضرارا مادية كبيرة و24 قتيلا و592 مصابا، وفق مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي.

موقع إيطالي: إسرائيل تقامر بكل أوراقها ضد حصن إيران النووي
موقع إيطالي: إسرائيل تقامر بكل أوراقها ضد حصن إيران النووي

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

موقع إيطالي: إسرائيل تقامر بكل أوراقها ضد حصن إيران النووي

سلّط موقع إنسايد أوفر الإيطالي الضوء على الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على إيران، وقال إن تل أبيب استعرضت كامل قدراتها الهجومية في غاراتها على مواقع إستراتيجية، شملت طهران، وأصفهان، وتبريز، ونطنز، وصولا إلى قلعة البرنامج النووي الإيراني: فوردو. وتقع منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم على بُعد نحو 95 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طهران، وقد شُيّدت داخل مجمع أنفاق تحت جبل يبعد حوالي 32 كيلومترا شمال شرق مدينة قُم، على عمق يُقدّر بنحو نصف ميل تحت سطح الأرض، ضمن قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني. وقال الكاتب أندريا موراتوريه، في التقرير، إن إسرائيل قد دخلت في حالة "الكل أو لا شيء" ضد إيران، وهي حريصة على إظهار قدرتها على تنفيذ عمليات خارج حدودها. فوردو وذكر أنه بالإضافة إلى أصفهان، وتبريز، ونطنز، موقع تخصيب اليورانيوم، جاء الهجوم الإسرائيلي على فوردو، قلعة البرنامج النووي الإيراني. وأوضح الكاتب أن فوردو ليس موقعا نوويا كباقي المواقع، فهو يقع في قلب جبل، داخل موقع يُعتبر محصنا ضد معظم الذخائر التي تمتلكها إسرائيل. ووفق الكاتب، فالجيش الإسرائيلي يمتلك قدرات تمكّنها من إلحاق أضرار والتسبب في انهيارات داخل منشأة فوردو الواقعة تحت جبل. وذكر أن قدرة تل أبيب على التسبب بأضرار جسيمة في العمق لا تزال بحاجة إلى إثبات. وأكد موراتوريه في تقريره أن حرب إسرائيل باتت بلا حدود، وبعد غارات كثيرة، بدأت فكرة أن الهدف هو فقط البرنامج النووي تبدو ضيقة جدا، إن لم تكن مضلِّلة تماما. وفوردو هي منشأة نووية إيرانية لتخصيب اليورانيوم ، وثاني أبرز موقع نووي في البلاد، وتنتج اليورانيوم عالي التخصيب، بنسبة نقاء انشطاري تقترب من المستويات اللازمة للتصنيع العسكري. وتشكّل المنشأة تحديا أمام الهجمات العسكرية التي تسعى إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني ، وذلك بسبب موقعها الحصين في عمق جبال منطقة فوردو، مما يجعلها عصية على التدمير عبر الهجمات الجوية التقليدية. ومؤخرا، نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن داني سيترينوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قوله "إن منشأة فوردو ستكون عصية على إسرائيل بدون مساعدة الولايات المتحدة، فهي شديدة التحصين وتقبع في عمق الجبل". وأعرب عن عدم يقينه بشأن ما يمكن أن تحدثه الضربات الإسرائيلية من ضرر هناك. وحسب الصحيفة البريطانية، فإن ما يميز فوردو هو المتانة الجيولوجية التي تجعل قاعات الطرد المركزي فيها غير قابلة للاختراق فعليا، بواسطة القنابل التقليدية التي يتم إطلاقها من الجو. وقد يستعصي ذلك حتى على القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات من طراز (جي بي يو-57) المصممة لتدمير المخابئ المحصنة بشدة والقادرة على اختراق 60 مترا من الخرسانة تحت الأرض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store