
برنامج لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم" يُكرّم 6 باحثاتٍ رائداتٍ من المشرق العربي ويسلّط الضوء على دورهنّ المُلهم في بناءِ مُستقبلٍ مُستدام
تحت شعار "العالم يحتاج إلى العلم، والعلم يحتاج إلى المرأة"، كرّم برنامج لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم" في دورته الحادية عشرة، ست باحثات شابات متميزات من المشرق العربي، في حفلٍ أقيم في المركز التدريبي لشركة طيران الشرق الأوسط في بيروت، يوم الخميس 13 شباط 2025، برعاية وحضور معالي وزير الإعلام السابق، المهندس زياد المكاري.تم اختيار هؤلاء العالمات الشابات، من بين حوالي 100 مرشحة، ليمثلن قوة المرأة في العلوم في المشرق العربي. بتمثيلهن لتخصّصاتٍ مُتنوّعة، من علم النفس إلى البيولوجيا الجزيئية، وتحديهن للصعاب في المنطقة، تُثبت هؤلاء الباحثات، القادمات من لبنان، الأردن، العراق، سوريا، وفلسطين، الدور المحوري للمرأة في تطوير العلوم والمعرفة، ويُلهمنَ الأجيال الصاعدة لبناء مستقبلٍ أفضل.ألقى المهندس زياد المكاري كلمةً خلال الاحتفال، قال فيها: "نُكرّم اليوم نخبةً من ألمع العقول النسائية في المشرق العربي. إنّ جائزة 'لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم' تُسلّط الضوء على الدور المحوري للمرأة في تقدم العلوم في منطقتنا العربية. وهي تُشكّل منصّةً لتشجيع الابتكار وإيجاد حلولٍ لتحدياتٍ حيوية تُواجهُ مجتمعاتنا. أشيد بشكلٍ خاص بنجاح الباحثات اللبنانيات المُتكرّر في هذا البرنامج، الذي يُثبت، رغم التحديات الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، قدرة المرأة اللبنانية على التألق والصمود، ويُظهر أن لبنان، بمواهبه الطموحة، قادرٌ على تجاوز الأزمات، والريادة في مختلف الميادين. إنّ هذه الجائزة ليست مجرد تكريم، بل هي استثمارٌ في مستقبل منطقتنا العربية المُشرق، وشعلة أملٍ لجيلٍ جديدٍ من العالمات الرائعات."يشكّل برنامج المشرق العربي جزءًا من مبادرة «لوريال - اليونسكو» العالمية من أجل المرأة في العلم، الّتي أطلقتها مؤسسة لوريال بالتعاون مع منظّمة اليونسكو سنة 1998، انطلاقًا من قناعتها الراسخة بأنّ " العالم يحتاج إلى العلم، والعلم يحتاج إلى المرأة". وقد كرّم البرنامج، على مدار الـ 26 سنة الماضية، أكثر من 4400 باحثة بارزة و132 فائزة بجائزة عالمية في أكثر من 140 دولة. تجدر الإشارة إلى أنّه من بين الفائزات الـ132 تمّ منح جائزة نوبل لسبع باحثاتٍ منهنّ عبر السنين.وقد تمّ إطلاق هذا البرنامج في لبنان عام 2014 بالشراكة مع المجلس الوطني للبحوث العلمية، بهدف تعزيز مكانة العالمات العربيات من بلدان المشرق العربي، والاعتراف بدورهنّ الأساسيّ في المساهمة في تطوّر المنطقة ككلّ. يهدف البرنامج كذلك إلى تشجيع الباحثات لتكنّ قدوة تُلهم الأجيال الصاعدة من العالمات العربيات، وخاصةً المتردّدات منهنّ في انتهاج البحوث العلمية كمهنة لهنّ. ومنذ إطلاقه تمكّن البرنامج من دعم أكثر من 60 باحثة شابة على مستوى الدكتوراه ومرحلة ما بعد الدكتوراه. فمن خلال تقدير وتعزيز وتشجيع النساء الشابات المتميزات في مساراتهنّ المهنية، يعمل البرنامج جاهدًا على تعزيز تمثيل المرأة في مجال العلوم، كما وترسيخ مشاركتها في المناصب العليا وصنع القرار.خلال الاحتفال، هنّأت السيدة إميلي وهاب حرب، المديرة العامة للوريال لبنان، الفائزات قائلةً: "في ظلّ التحديات التي تواجهها منطقتنا، تُمثل هؤلاء العالمات الشابات شعلة أملٍ تُضيءُ طريقَ مستقبلٍ أكثر إشراقاً. يتمتّعنَ بمواهبٍ استثنائية غالبًا ما تغيب عن الأنظار، ويساهمنَ بشكلٍ أساسي في التقدّم العلمي. وكما حققت ألعاب باريس 2024 التكافؤ بين الجنسين، يجب أن يُصبح هذا المبدأ ركيزةً أساسيةً في مجال العلوم. برنامج، لوريال-اليونسكو 'من أجل المرأة في العلم'، لا يقتصر على تكريم إنجازاتهنّ، بل يمتدّ ليشمل تمكينهنّ ومساعدتهنّ على تخطّي العقبات، ليُصبحنَ قائداتٍ في مجال الابتكار في منطقتنا والعالم". واختتمت حديثها مؤكدةً: " الأمر لا يتعلق بالكفاءات، بل بالفرص المتاحة. نحن ملتزمون بجعل النوع الاجتماعي مصدر قوّةٍ ودافعًا، لا حاجزًا، في مسيرة التقدم العلمي"من جهتها، شرحت معالي الوزيرة الدكتورة تمارا الزين، وزيرة البيئة والأمينة العامّة السابقة للمجلس الوطني للبحوث العلمية ورئيسة لجنة التحكيم، أنّ "تحليل واقع النساء في العلوم لا يجب أن يقتصر على المؤشرات الكميّة لنسبة مشاركة المرأة في البحث العلمي، بل يجب أن يتخطّاها للوصول إلى فهم تأثير انسحاب النساء من رأس المال العلمي على إمكانية الوصول لكل المعرفة الكامنة في العلوم، كما على نواتج البحوث من حيث شموليتها وأثرها على المجتمع بكل مكوناته. وعلينا أن لا نغرق في الأرقام، فقضية المساواة ليست في الأعداد، بل هي مسألة حقوقية بامتياز."قدّمت الاحتفال الإعلامية رنيم بو خزام، وقد حضره حوالي 300 مدعوًّا، من بينهم شخصيات دبلوماسية واجتماعية واقتصادية، وممثلين عن مؤسسات أكاديميّة وعلميّة وبحثيّة، وأعضاء منظّمات غير حكوميّة وحشد من الإعلاميّين، إضافة الى فريق عمل شركة لوريال لبنان وشركائها.
نبذة حول الفائزات لهذا العام: تمّ اختيار6 باحثات صاعدات من بين حوالي 100 مرشّحة لنسخة هذا العام. إنّ تسليط البرنامج الضوء عليهنّ، وإيمانه بأنهنّ يشكلّن مثالًا أعلى لأجيال عديدة، يؤمّن مستقبلًا واعدًا للعلوم في المنطقة والعالم. عن فئة "باحثات ما بعد الدكتوراه"1. الدكتورة ميريم الخوري من لبنان: أستاذة مشاركة في الجامعة اللبنانية الأميركية في قسم علم النفس والتربية. تمّ تكريمها على أبحاثها التي ترتكز على دراسة المسار الدماغي المختلف للإجهاد ما بعد الصدمة، مقابل النمو ما بعد الصدمة بعد خمس سنوات من انفجار مرفأ بيروت.2. الدكتورة أحلام زيد الكيلاني من الأردن: أستاذ مشارك وعميد كلية الصيدلة في جامعة الزرقاء. تمّ تكريمها لأبحاثها الرائدة في تطوير وتوصيف أنظمة إيصال الجسيمات النانوية المحمّلة بالميلوكسيكام عبر الجلد، كبديل مبتكر لطرق الإعطاء التقليدية، مما يسهم في تقليل الاثار الجانبية مثل ألم المعدة. ويوفر حلولًا فعالة لإيصال العلاج لكبار السن والفئات غير القادرة على تناول الأدوية عن طريق الفم3. الدكتورة هێژا رسول من العراق: أستاذة مساعدة ومديرة العلاقات الأكاديمية الدولية في جامعة جرموو في السليمانية في العراق. تمّ تكريمها على أبحاثها التي امتدت على مدار العقد الماضي والتي ترتكز على اكتشاف جزيئات جديدة من مكونات النباتات لعلاج سرطان الثدي.
عن فئة "الدكتوراه"1. الدكتورة ريم برجي من لبنان: مشرفة في قسم طب الأسنان الترميمي والتجميلي في جامعة القديس يوسف في بيروت. حازت على التكريم تقديراً لأبحاثها المتميزة التي تركز على تأثير تقنيات تطبيق مختلفة ودرجة حرارة تبخير الهواء الدافئ على كفاءة الالتصاق لأربعة أنظمة لاصقة للأسنان. 2. طالبة الدكتوراه السيدة أماني عوده من فلسطين: طالبة في برنامج علم الأحياء الخلوية والجزيئية في الجامعة الأمريكية في بيروت. تمّ تكريمها على أبحاثها التي ترتكز على كشف آليات الدفاع المناعية التي تستخدمها بعوضة الملاريا الأفريقية لمحاربة الميكروبات وذلك بهدف إكتشاف جينات جديدة مضادة لطفيليات الملاريا.3. طالبة الدكتوراه الآنسة رنيم اسماعيل الخليل من سوريا: طالبة دكتوراه في البيولوجيا الجزيئية في جامعة ميسور في الهند. تمّ تكريمها على أبحاثها التي ترتكز على اكتشاف التأثيرات المضادة للالتهاب لعدّة مستقلبات ثانويّة من عدة نباتات مختلفة.
-انتهى-
مؤسسة لوريال: تدعم مؤسسة لوريال النساء وتمكّنهنّ من تشكيل مستقبلهن وإحداث فرق في المجتمع، مع التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية: البحث العلمي، والجمال الشامل، والعمل المناخي.منذ عام 1998، عمل برنامج لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم على تمكين المزيد من العالمات من تجاوز العوائق التي تعيق تقدمهن والمشاركة في حل التحديات الكبرى في عصرنا، لما فيه مصلحة الجميع. على مدار 26 عامًا، دعم البرنامج أكثر من 4400 باحثة من أكثر من 140 دولة، مكافئًا التميز العلمي وملهمًا الأجيال الشابة من النساء لمتابعة مسيرتهن المهنية في مجال العلوممقتنعةً بأن الجمال يساهم في عملية إعادة بناء الحياة، تساعد مؤسسة لوريال النساء الضعيفات على تحسين ثقتهن بأنفسهن من خلال علاجات الجمال والعافية المجانية. كما تتيح للنساء المحرومات الوصول إلى فرص العمل من خلال تدريبات مهنية متخصصة في مجال الجمال. في المتوسط، يحصل حوالي 16,000 شخص على هذه العلاجات المجانية كل عام، كما شارك أكثر من 35,000 شخص في تدريبات مهنية في مجال الجمال منذ بداية البرنامج.أخيرًا، لا تزال النساء يعانين من التمييز وعدم المساواة المستمرين القائمين على النوع الاجتماعي، والتي تفاقمت بسبب التغير المناخي. وعلى الرغم من أنهن في الخطوط الأمامية للأزمة، إلا أنهن لا يزلن ممثلات تمثيلًا ناقصًا في عملية صنع القرار المناخي. يدعم برنامج المرأة والمناخ التابع لمؤسسة لوريال بشكل خاص النساء اللواتي يطورن مشاريع عمل مناخي تعالج الأزمة المناخية العاجلة، كما يعمل على زيادة الوعي بأهمية الحلول المناخية الحساسة للنوع الاجتماعي.
اليونسكو: تساهم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، التي تضم 194 دولة عضوًا، في تعزيز السلام والأمن من خلال قيادة التعاون متعدد الأطراف في مجالات التعليم والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات. يقع مقرها الرئيسي في باريس، ولديها مكاتب في 54 دولة، ويعمل بها أكثر من 2300 موظف. تشرف اليونسكو على أكثر من 2000 موقع للتراث العالمي ومحميات المحيط الحيوي والمتنزهات الجيولوجية العالمية؛ وشبكات المدن الإبداعية والتعليمية والشاملة والمستدامة؛ وأكثر من 13,000 مدرسة ومنصب أكاديمي في الجامعات ومؤسسات تدريب وبحث. تشغل منصب المدير العام لليونسكو أودري أزولاي."بما أن الحروب تبدأ في عقول البشر، فإنه في عقول البشر يجب أن تُبنى دفاعات السلام" – دستور اليونسكو،
1945.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 أيام
- صدى البلد
أول امرأة تحصل على نوبل في الطب منفردة: من هي باربرا مكلنتوك؟
في عالمٍ كان العلم فيه حكرًا على الرجال، وقفت باربرا مكلنتوك وحدها في وجه القوالب الجامدة، لترسم تاريخًا جديدًا للنساء في المختبرات. هي العالمة التي لم تكتفِ بأن تُسمَع، بل جعلت الجينات نفسها تتكلم. من هي باربرا مكلنتوك؟ وُلدت باربرا مكلنتوك عام 1902 في ولاية كونيتيكت الأمريكية، ونشأت في بيئة لم تكن تُشجع النساء على دراسة العلوم. لكن شغفها المبكر بعلم الأحياء دفعها لمواصلة الدراسة في جامعة كورنيل، حيث حصلت على الدكتوراه في علم النبات عام 1927، في وقت كانت فيه السيدات أقلية نادرة في المختبرات. الذرة..بداية الحكاية العلمية أثناء أبحاثها على نبات الذرة، لاحظت باربرا تغيرات غير مفهومة في الجينات، وبدأت تطرح تساؤلات جريئة عن سلوك المادة الوراثية. وفي الأربعينيات، قدمت نظريتها الثورية عن وجود 'جينات قافزة' أو عناصر متنقلة داخل الحمض النووي، وهي فكرة رفضها المجتمع العلمي آنذاك لغرابتها وخروجها عن المألوف. الصبر على الهامش رغم تجاهل أبحاثها من قبل زملائها، لم تتراجع باربرا، استمرت في العمل بصمت لعقود، بعيدًا عن الأضواء، متيقنة من صحة ما توصّلت إليه. ولم تكن تبحث عن شهرة أو مجد، بل عن الحقيقة فقط. كانت تقول دائمًا: 'لو كنتِ تؤمنين بعملك، فلا تنتظري تصفيقًا'. الاعتراف أخيرًا.. نوبل تنحني لعلمها في عام 1983، أي بعد أكثر من 30 عامًا على اكتشافها، حصلت باربرا مكلنتوك على جائزة نوبل في الطب، لتصبح أول امرأة تفوز بها بمفردها، واعتُبر فوزها بمثابة انتصار للعلم الحقيقي والصبر الطويل


النهار
٣٠-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
الأدمغة تغير وجهتها المعتادة: إنه موسم هجرة العلماء الأميركيين إلى ما بعد المحيطات
لطالما اتهمت أميركا بسرقة الأدمغة، ولطالما كان هذا الاتهام صحيحاً. هذه البلاد التي أدركت باكراً أن العلوم على أنواعها هي السبيل الوحيد للثروة والتفوق في الميادين كافة، كانت تعمل حرفياً على سرقة المواهب بما استطاعت إليها سبيلاً، إن عبر برامج تسهّل لهم الحصول على الجنسية مقابل علمهم ومهاراتهم البحثية، أو عبر تأمين البنى التحتية اللازمة لجذب هؤلاء من تلقاء أنفسهم، إن علمياً، أو بالحلم الأميركي الموعود. كذلك، كان الجسم الأكاديمي الهائل فيها باباً آخر لسرقة المتفوقين الذين يقصدونه طلاباً من دول العالم كافة، ليجدوا فرصة عمل تتنظرهم وهم على أبواب التخرج، ليملأوا أماكنهم في آلة إنتاج عملاقة، وليدخلوا في دورة أميركا الدموية، ويصيروا مواطنين. وحين تقرر الأكاديمية السويدية منح نوبل في الفيزياء أو الطب أو الكيمياء، نادراً ما لا يكون عالم أميركي على الأقل من بين التشكيلة السنوية لهذه المجموعة المرموقة من البشر، حتى وصل عدد الجوائز المسجلة باسم الولايات المتحدة في عام 2023 نحو 400، ليسوا كلهم أميركيون بالضرورة لكنهم نالوها بناء على انجازاتهم في أميركا. وهم من أصل نحو 957 فائزاً يضعون أميركا في مقدمة الدول الحائزة على نوبل، بينما تقع بريطانيا بعيداً في المركز الثاني بـ 110 جوائز. وفي بلد يسعى إلى التفوق الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي والطبي والهندسي، العلماء ومراكز الأبحاث والجامعات والمختبرات ليسوا ترفاً بل حاجة أساسية لضمان الحفاظ على الهوة الواسعة في التفوق بينه وبينه باقي الكوكب. أيضاً، فإن هذا المجتمع العلمي بحاجة إلى استقرار سياسي يحافظ على استمرار موسم هجرة الأدمغة إليه من خلف المحيطات، كما جرت العادة، وليس كما يحصل الآن، من هجرة معاكسة للعلماء والباحثين خارج أميركا. إن الأرقام التي خلص إليها استطلاع رأي أجرته مجلة "نايتشر" قبل أيام صادمة. من أصل 1650 مستطلعاً يعرف عن نفسه بأنه عالم، قال نحو 1200 منهم إنهم يسعون إلى عمل في بلد آخر. وهذا يعني 75 في المئة من المستطلعين. مذ فاز دونالد ترامب بالرئاسة والأرض أسفل أقدام المجتمع العلمي برمته تخسر صلابتها ويزداد اهتزازها. الرئيس، مثلاً، لا يؤمن بالاحتباس الحراري. وزير الصحة في إدارته، روبرت إف كينيدي جونيور، يربط اللقاحات بكل الشرور الصحية ويشكك أنها خلف التوحد وخلف أمراض مزمنة أخرى. وزير خارجيته ماركو روبيو قرر تعليق منح تأشيرات للطلاب حول العالم بانتظار فحص حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بحثاً عما لا يعرفه أحد بدقة. وإيلون ماسك، الموظف الحكومي الخاص مدير وحدة كفاءة الحكومة (دوغ) شن حرباً خاطفة على القطاع الفدرالي فاختفت عشرات آلاف الوظائف ومنها باحثون وعلماء في قطاعات أساسية متعددة، كما ألغى تمويل برامج بحثية لا تُعد ولا تحصى. هذا كله بينما تخوض جامعات عريقة معركة وجود أمام تهديدات ترامب، إما بقطع التمويل أو بمنع انضمام الطلاب الأجانب إليها، إذا ما تمنعت عن تطبيق سياسات تتعلق باستقلاليتها في كيفية التعامل مع الخطاب السياسي لطلابها أو طاقمها التعليمي، أو بناء على أي أسس تختار موظفيها. لا أرقام واضحة حول أعداد المتسربين خارج الولايات المتحدة، لكن المؤشرات تأتي من أوروبا التي لا ترحب بلدانها بمجيء العلماء إليها فحسب بل إن دولاً مثل فرنسا وهولندا أطلقت مشاريع دعم باحثين أميركيين بملايين الدولارات وتلقت مئات الطلبات للإنضمام إليها. العلماء يساوون وزنهم ذهباً، كما قال مسؤول هولندي تعليقاً على جهد بلاده في جذب الخبرات الأميركية إليها، بينما قد تخسر الولايات المتحدة جيلاً كاملاً من العلماء الشباب، بحسب مقال لنيل باتل في "نيويورك تايمز"، بسبب سياسات الإدارة الحالية. المقال يعرض لنماذج باحثين في مقتبل العمر باتوا بلا عمل في مجالات أبحاث السرطان والسكري وغيرهما من الأمراض المزمنة، وصولاً إلى الخلايا الجذعية. هؤلاء يقولون إنهم أمام خيارين: البقاء في الولايات المتحدة، أو البقاء في العلوم. معظمهم يفضل الثانية على الأولى مجبراً. أميركا التي مشت بخطىً واثقة إلى صدارة العالم في القرن العشرين، استفادت من ثرواتها المترامية في جذب العقول، وكذلك من ترويجها لرسوخ الحرية الفردية والديموقراطية وتبجيل روح المبادرة والقدرة على تحقيق الأحلام والاندماج المجتمعي وغيرها من القيم والحقوق التي كانت تنفيه عن البلاد الخاضعة لأنظمة شمولية. الرياح الآن توحي بعكس ذلك، ومع الرياح الجديدة ينعكس موسم الهجرة.

LBCI
٢٣-٠٥-٢٠٢٥
- LBCI
"أكثر كفاءة"... الروبوتات قادرة على تعليم التلاميذ خلال السنوات القادمة
ادعى الحائز على جائزة نوبل عن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي، جيفري هينتون، أن روبوتات الدردشة ستكون "أكثر كفاءة وأقل مللاً" في تعليم الأطفال مقارنة بالبشر خلال العقد المقبل. وفي معرض غيتكس أوروبا، قال هينتون إن العالم سيبلغ هذه المرحلة حيث سينال التلاميذ تعليمًا أفضل بكثير على العديد من المستويات، وفق ما نقل موقع " ديلي ميل" البريطاني. ويجري بالفعل اختبار روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي في مدارس عدة في المملكة المتحدة، حيث أصبحت التقنية قادرة على التحدث مباشرة مع الطالب وتنظيم خطط منهجية للدرس. وعلى الرغم من عمله المتواصل في ريادة التكنولوجيا القوية التي تُمثلها روبوتات الدردشة، إلا أن الدكتور هينتون تحدث في السنوات الأخيرة علنًا عن المخاطر التي تُشكلها على البشرية.