
الدوري السعودي يعيد مفهوم «التعاقدات» بالنجوم الصاعدة
فبعد أن كانت الأندية السعودية وجهة للاعبين المخضرمين والأسماء اللامعة، أصبحت تُنافس نظيرتها الأوروبية على أبرز المواهب الصاعدة لعدة أهداف استراتيجية كاستثمارهم مستقبلاً أو الاستفادة منهم في البطولات المحلية والدولية، ومنحهم فرصة الانسجام مبكراً مع المجموعة وتحت أنظار الأجهزة الفنية والإدارية، ما يمنح الأندية فرصة الحصول على أفضل نسخة من النجم الصاعد وجعله ركيزة أساسية مستقبلاً.
ووفق صحيفة «آس» الإسبانية، انضم إنزو ميلو مؤخراً إلى قائمة النجوم الشبان الذين اختاروا التوجه نحو الدوري السعودي، حيث فضّل عرض بطل دوري أبطال آسيا نادي الأهلي السعودي، متراجعاً عن اتفاق مبدئي مع أتلتيكو مدريد.
فيليكس لحق برونالدو في النصر (موقع النادي)
ورغم اهتمام توتنهام، فإن ميلو حسَم خياره لصالح الانتقال إلى جدة. ولم يكن ميلو الوحيد، إذ سبقه لاعبون أمثال ريتيغي ويوناي هيرنانديز، الذين فضّلوا السعودية على عروض من أندية أوروبية كبرى.
وخلال الأعوام الماضية، بدأ هذا التوجه يأخذ حيزاً لافتاً منذ انتقال غابري فيغا في صيف 2023 إلى الأهلي السعودي بعقدٍ بلغ 12 مليون يورو سنوياً، مُفضلاً العرض السعودي على اهتمام نابولي. حينها، شكّل انتقال روبن نيفيز إلى الهلال قادماً من ولفرهامبتون مقابل 55 مليون يورو، نقطة تحول رئيسية. كذلك انتقل موسى ديابي من أستون فيلا إلى الاتحاد مقابل 60 مليون يورو، في حين تعاقد النصر مع أنجيلو غابرييل (19 عاماً) من تشيلسي.
وتوسعت هذه الظاهرة مع انتقال يوناي هيرنانديز (20 عاماً) إلى الاتحاد، بعد أن كان من ألمع نجوم «لاماسيا»، تبعه ماتيو ريتيغي، هدّاف الدوري الإيطالي الموسم الماضي، الذي انتقل إلى القادسية مقابل 68.5 مليون يورو، براتب سنوي بلغ 20 مليوناً، وهو ما يعادل ثمانية أضعاف ما كان يتقاضاه في إيطاليا.
وفي خطوة مماثلة، ضمّ القادسية أيضاً أليخاندرو فيرغاس (18 عاماً)، وإيكر ألمينا (18 عاماً)، خلال الصيف الماضي، قبل أن يضم، هذا العام، ميغيل كارفاليو من إسبانيول.
بدوره انضم جواو فيليكس إلى النصر، بعدما كان قريباً من العودة إلى بنفيكا، لكن تدخُّل كريستيانو رونالدو والمدرب خيسوس حسم الموقف، مقابل صفقة بلغت 50 مليون يورو.
وتشير التقارير إلى أن لاعبين آخرين في طريقهم إلى الملاعب السعودية، مثل البرازيلي أنتوني لاعب مانشستر يونايتد، الذي تلقّى عرضاً من ناديين سعوديين.
ديابي وضع بصمة مميزة مع الاتحاد الموسم الماضي (تصوير: علي خمج)
أما الهلال فقد عرَض على ألكسندر إيزاك راتباً أسبوعياً يصل إلى 700 ألف يورو؛ أيْ ما يزيد عن 36 مليوناً سنوياً، إضافة إلى حوافز ضخمة. ويبدو أن عرضاً مماثلاً قد يعيد خلط الأوراق، خاصة أن نيوكاسل يطالب بـ140 مليون يورو لبيعه، وهو مبلغ قد لا يتحمله أي ناد أوروبي.
كما ينتظر أن يخضع المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز للفحوصات الطبية في معسكر فريق الهلال السعودي بألمانيا، بعد أن حصل على إذن رسمي من إدارة ناديه ليفربول للسفر، واستكمال إجراءات الانتقال، وذلك وفقاً لشبكة «ذا أثلتيك».
وتوصّل نادي الهلال لاتفاق مع ليفربول، الأربعاء، لإتمام صفقة التعاقد مع المهاجم داروين نونيز، يقضي بانتقال اللاعب مقابل 53 مليون يورو، بالإضافة إلى حوافز ومكافآت إضافية.
وبهذه الصفقة، يُسدَل الستار على مشوار المُهاجم، البالغ من العمر 26 عاماً، مع «الريدز»، والذي امتد لثلاثة مواسم منذ قدومه من بنفيكا البرتغالي في صيف 2022، في صفقةٍ بلغت حينها 75 مليون يورو كقيمة مبدئية.
نونيز اختار الانضمام إلى الهلال (د.ب.أ)
وكان نونيز قريباً من الرحيل عن ليفربول، خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، بعد تلقّيه عرضاً من نادي النصر السعودي بلغت قيمته نحو 70 مليون يورو، لكن إدارة ليفربول فضّلت الإبقاء عليه آنذاك في ظل سعيها للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما تحقَّق لاحقاً؛ حيث لعب نونيز دوراً مهماً في مشوار اللقب من خلال مساهماته الحاسمة.
ورغم ذلك، ظل اللاعب غير راضٍ عن وضعيته، خاصة بعدما أصبح خارج حسابات التشكيل الأساسي تحت قيادة المدرب الهولندي آرني سلوت؛ حيث خاض 30 مباراة في الدوري بالموسم الماضي، لكنه شارك أساسياً في 8 مواجهات فقط، وسجل 5 أهداف ضمن موسم انتهى بتتويج ليفربول باللقب.
من جانبه، جدّد وكيل أعمال نونيز، خلال الصيف الحالي، رغبة موكله في خوض تجربة جديدة، خاصة في ظل محدودية دقائق اللعب.
ريتيغي من الدوري الإيطالي إلى السعودي (نادي القادسية)
وكان نادي ميلان الإيطالي قد أبدى اهتمامه باللاعب، إلا أن قدرته المالية لم تكن كافية لمنافسة عرض الهلال الضخم، في حين تابعت إدارة نابولي الموقف دون اتخاذ خطوات رسمية.
وخاض نونيز 143 مباراة بقميص ليفربول في جميع البطولات، أحرز خلالها 40 هدفاً. ومع دخول ليفربول في مرحلة إعادة بناء هجومية هذا الصيف، أعلن النادي تعاقده مع المهاجم هوغو إيكيتيكي من آينتراخت فرنكفورت، كما حاول التعاقد مع ألكسندر إيزاك من نيوكاسل بعرض بلغ 110 ملايين جنيه إسترليني، جرى رفضه.
صفقة نونيز المنتظرة تمثل ضربة جديدة للهلال في سوق الانتقالات، في ظل سعيه لتعزيز خط الهجوم بصفقة عالمية تحت قيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، الذي يبدو أنه وجد في نونيز ضالته الفنية، بعد تعثر ضم خيارات أخرى مثل أوسيمين وإيزاك.
ويرى القائمون على الدوري السعودي أن الرهان على اللاعبين الشباب ليس من قبيل الصدفة، بل جزء من استراتيجية طويلة الأمد، وفق ما أعلنه المدير التنفيذي للدوري، في تصريحات سابقة، لـ«آس»، إذ تعتمد أندية صندوق الاستثمارات العامة (الهلال، النصر، الاتحاد، الأهلي) سياسة «8+2»؛ أي ثمانية لاعبين أجانب دون تحديد سن، واثنان دون 21 عاماً.
ولا يقتصر هذا التوجّه على رفع مستوى التنافس فحسب، بل يهدف أيضاً إلى تأسيس قاعدة شبابية قوية تضمن استمرار التطور الكروي في المملكة. كما أن استقطاب اللاعبين في سن مبكرة يتيح فرصة إعادة تسويقهم لاحقاً إلى أوروبا بعوائد مالية مرتفعة، على غرار صفقة غابري فيغا. ومع تسارع هذا التحول، يبرز تساؤل جوهري: إلى أين يمكن أن يصل التوسع السعودي نحو المواهب العالمية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 23 دقائق
- الشرق الأوسط
خيسوس: انتقالي إلى النصر تحدٍ أكبر في مسيرتي… وفيليكس اتخذ القرار الأفضل
أكد المدير الفني لنادي النصر، البرتغالي خورخي خيسوس، أن انتقاله إلى قيادة الفريق يُعد «أكبر تحدٍ» في مسيرته التدريبية، مشيراً إلى إدراكه لقيمة الفرق السعودية، خصوصاً فريق الهلال الذي سبق أن أشرف عليه. وقال خيسوس في حوار مطوّل مع «قناة 11» البرتغالية، عقب الفوز الودي على ريو آفي بنتيجة 4-0: «بنيت فريقاً رائعاً في الهلال خلال عامين، والآن انتقالي إلى النصر هو تغيير واعٍ، دعاني إليه سيميدو وكريستيانو، وأنا متحمس لهذا المشروع». وتابع: «النصر نادٍ يبحث عن الألقاب، ولم يفز بأي بطولة في السنوات الأخيرة، لذلك فالتحدي كبير. أقوى فرق الدوري السعودي تملك لاعبين أجانب على مستوى عالٍ، ونحن نعمل حالياً للعثور على مكاننا بين هذه الفرق». جواو فيليكس (نادي النصر) فيليكس لم يُسرق... و«اتخذ القرار الصحيح» حول صفقة التعاقد مع جواو فيليكس، قال خيسوس: «لم يُسرق من أحد، لم يكن لاعباً في بنفيكا بل كان في تشيلسي، وكان في سوق الانتقالات. كان يمكنه القدوم إلى النصر أو التوقيع لأي فريق آخر بحسب الشروط المقدمة». وأضاف: «فيليكس أفضل من أي لاعب آخر، بدنياً وفنياً وتمركزاً. نحن جميعاً نبحث عن مواقعنا لبناء فريق قوي». وأكد المدرب البرتغالي ثقته في انسجام فيليكس مع كريستيانو رونالدو، وقال: «هما يعرفان بعضهما البعض بالفعل، لكنهما يزدادان تقارباً، ويتبادلان الأدوار». وتابع: «أؤمن بأسلوب فيليكس، لديه سمات تناسب أسلوبي الهجومي. العام الماضي كنت أريده في الهلال، لكنه فضّل تشيلسي. اليوم، أعتقد أنه اتخذ القرار الصحيح بالقدوم إلى السعودية. لا خيار لديه سوى اللعب والراحة وقضاء الوقت مع العائلة». جواو فيليكس (نادي النصر) «فيليكس سيكتشف نفسه... ورونالدو ظاهرة» وتحدث خيسوس عن تطور فيليكس، قائلاً: «أتعرف عليه الآن، لكن لم يسبق له أن عمل معي. بعد أن يبدأ معنا، سنكوّن فكرة مختلفة، للأفضل أو للأسوأ. أنا متحمس لطريقة تفكيره وتعاطيه مع كرة القدم. أعتقد أن مستواه الحالي لا يعكس موهبته الحقيقية، ولديه مساحة كبيرة للتحسن». أما عن كريستيانو رونالدو، فقال: «إنه ظاهرة. رأيت كيف امتلأ الملعب بفضله، ولو لم يكن هنا لما جاء أحد. إنه ملك، ليس في السعودية فقط، بل في العالم كله. لا يحتاج إلى فرص كثيرة للتسجيل، إذا لمس الكرة ثلاث مرات أمام المرمى، يُسجل هدفين. اليوم سجل ثلاثية، لكنه أراد أن يمنح ماني فرصة للتسجيل أيضاً». رونالدو (نادي النصر) «وجود رونالدو وفيليكس معاً يخدم المنتخب» وحول ما إذا كان اجتماع فيليكس ورونالدو في النصر قد يعود بالفائدة على المنتخب البرتغالي، أجاب: «لا شك لدي. كلاهما مؤهل للمنتخب الوطني، ووجودهما معاً يسهل على المدرب مهمة إشراكهما مستقبلاً». رونالدو (نادي النصر) «نحاول بناء فريق قوي ومُتوازن» وعن الاستعدادات للموسم الجديد، قال خيسوس: «نحن في فترة إعداد، وهدفنا العثور على أسلوب لعب خاص بنا دفاعياً وهجومياً. الفريق لعب بهدوء، وهاجم بشكل منظم أمام ريو آفي، رغم أن الأخير كان أفضل بدنياً لأن البطولة عندهم بدأت مبكراً. نعمل على التوازن بين اللاعبين السعوديين والأجانب، وهذا أكبر تحدٍ لي في مسيرتي». بخصوص اللاعبين الأجانب، قال خيسوس: «ما زلنا نبحث عن ثلاثة لاعبين أجانب. داروين نونيز كان خياراً، لكنه ذاهب إلى منافسنا، وهو لاعب رائع. لكنني أرى أن أفضل أداء له يكون كمهاجم أول، ونحن نملك كريستيانو، ولن ينسجما جيداً معاً». وتابع: «أوتافيو لاعب أحبه، لكنه ليس جناحاً. كنت أمام خيار بينه وبين لاعب جناح أجنبي، واخترت أن أبحث عن جناح. لا أعلم إن كنا سنجده، لكننا نحاول». وعن الأحاديث المتكررة حول استقدام برونو فيرنانديز، قال: «الإعلام هو من أراد ذلك. لن تحدث الصفقة. برونو مصمم على البقاء مع مانشستر يونايتد»، وأضاف: «العام الماضي تحدثنا حين كنت في الهلال، لكن هذا الموسم قرر البقاء مع أموريم. هو يلعب في دوري يُقال إنه الأفضل في العالم، رغم أنني أرى أن الليغا الإسبانية هي الأفضل». أما بشأن ارتباطه السابق بتدريب المنتخب البرازيلي، قال خيسوس: «يا له من أمر مزعج. لا أريد الحديث عنه بعد الآن. كنت متحمساً لمشروع الهلال، أردت الفوز بدوري أبطال آسيا والمشاركة في كأس العالم للأندية. جاءوا إلى لشبونة مرتين، في يناير ومارس، لكنني لم أرغب بذلك. الآن انتهى الأمر، وأنا مع النصر». قال خيسوس إن النصر لم يعد يركز على السوق البرتغالية، مضيفاً: «البرتغال لم تعد خياراً. البطولة تبدأ غداً، وبنظري بنفيكا هو الأقوى حالياً، بفضل الصفقات الجديدة. سبورتينغ فقد مهاجمه الرائع جيوكيريس، وبورتو تحسن كثيراً أيضاً». خيسوس إن النصر لم يعد يركز على السوق البرتغالية (نادي النصر) «لم أتوقع تدريب النصر... وكرة القدم تتغير في دقائق» وعن شعوره بتدريب النصر، قال: «في فبراير قلت إنه من المستحيل تدريب كريستيانو، لكن في كرة القدم كل شيء يتغير. لم أفكر أبداً بالانتقال من الهلال إلى النصر، لكنه حدث. الآن علينا تهيئة الظروف للمنافسة على الدوري، لأن منافسينا الرئيسيين أقوياء جداً». رونالدو يسعى للبطولات مع النصر (نادي النصر) «شخصيتي وشخصية كريستيانو؟ قد تتعارضان» وعن العلاقة مع رونالدو، قال خيسوس: «نعم، قد تتعارض الشخصيات القوية أحياناً، وهذا طبيعي بين المدرب واللاعبين. لكن إذا أدرك الطرفان أن مصلحة الفريق فوق كل شيء، فلن تكون هناك مشكلة».


الشرق الأوسط
منذ 23 دقائق
- الشرق الأوسط
رسوم ترمب تفرض واقعاً قاسياً... والاقتصاد الأميركي يدخل مرحلة اللايقين
شرع الرئيس دونالد ترمب، يوم الخميس، في فرض رسوم استيراد مرتفعة على واردات من عشرات الدول، في وقت بدأت فيه التداعيات الاقتصادية لتهديداته الجمركية المتواصلة منذ شهور تظهر آثارها السلبية على الاقتصاد الأميركي. وبعد منتصف الليل بقليلٍ، أصبحت البضائع القادمة من أكثر من 60 دولة والاتحاد الأوروبي تخضع لرسوم جمركية تصل إلى 10 في المائة أو أكثر. وتُفرض رسومٌ بنسبة 15 في المائة على منتجات الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، في حين تصل إلى 20 في المائة على واردات تايوان وفيتنام وبنغلاديش. ويتوقع ترمب أن تستثمر دول الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية مئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة، وفق وكالة «أسوشييتد برس». وقال ترمب يوم الأربعاء: «أتوقع أن يكون النمو غير مسبوق»، وأضاف أن الولايات المتحدة «تحصل على مئات المليارات من الدولارات رسوماً جمركية»، لكنه لم يحدد رقماً دقيقاً للإيرادات لأنه «لا نعرف حتى الرقم النهائي» للرسوم المفروضة. وعلى الرغم من حالة عدم اليقين، يثق البيت الأبيض في أن بدء تطبيق هذه الرسوم سيوفر وضوحاً حول مسار أكبر اقتصاد في العالم. والآن، بعدما فهمت الشركات الاتجاه الذي تسير إليه الولايات المتحدة، ترى الإدارة الجمهورية إمكانية تعزيز الاستثمارات الجديدة وتحفيز التوظيف بطرق تعيد لأميركا مكانتها كقوة صناعية. مع ذلك، تظهر حتى الآن بوادر أضرار داخلية تلحق بالاقتصاد الأميركي مع استعداد الشركات والمستهلكين لمواجهة تأثير الضرائب الجديدة. مخاطر تآكل اقتصادي شهد التوظيف بداية تراجع، وارتفعت الضغوط التضخمية، وبدأت قيم المنازل في الأسواق الرئيسية تنخفض عقب تطبيق أول دفعة من الرسوم الجمركية في أبريل (نيسان) الماضي، حسب جون سيلفيا، الرئيس التنفيذي لشركة «ديناميكيك إيكونومي سترايتي». وقال سيلفيا: «اقتصاد أقل إنتاجية يحتاج إلى عدد أقل من العمال. وهناك أمر إضافي، إذ إن ارتفاع الأسعار نتيجة الرسوم الجمركية يخفض الأجور الحقيقية للعمال. أصبح الاقتصاد أقل إنتاجية، ولم تعد الشركات قادرةً على دفع الأجور الحقيقية التي كانت تدفعها سابقاً. للأفعال عواقب». ويرى كثيرٌ من الاقتصاديين أن الخطر يكمن في استمرار تآكل الاقتصاد الأميركي بوتيرة متسارعة. وقال براد جنسن، أستاذ في جامعة جورجتاون: «سيكون الأمر أشبه بوجود رمل ناعم في التروس يبطئ الحركة». وروج ترمب لهذه الرسوم وسيلةً لتقليص العجز التجاري الأميركي المستمر. لكن المستوردين سارعوا إلى استيراد المزيد من السلع قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ، ما أدى إلى ارتفاع العجز التجاري إلى 582.7 مليار دولار للنصف الأول من العام، بزيادة قدرها 38 في المائة عن العام السابق. كما انخفض الإنفاق الكلي على قطاع البناء بنسبة 2.9 في المائة خلال العام الماضي. الألم الاقتصادي لا يقتصر على أميركا شهدت ألمانيا، التي توجه 10 في المائة من صادراتها إلى السوق الأميركية، تراجعاً في الإنتاج الصناعي بنسبة 1.9 في المائة في يونيو (حزيران) الماضي، مع استمرار تأثير جولات الرسوم الجمركية السابقة التي فرضها ترمب. وقال كارستن بريزسكي، كبير الاقتصاديين لدى بنك «آي إن جي»: «الرسوم الجمركية الجديدة ستؤثر بشكل واضح على النمو الاقتصادي». الاستياء في الهند وسويسرا جسد يوم الخميس الطبيعة المتقلبة لرسوم ترمب الجمركية، التي تم فرضها، وسحبها، وتأجيلها، وزيادتها، وفرضها عبر رسائل، وإعادة التفاوض عليها. وأعلن ترمب يوم الأربعاء فرض رسوم إضافية بنسبة 25 في المائة على الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي، ليصل إجمالي الرسوم على واردات الهند إلى 50 في المائة. وقالت مجموعة بارزة من المصدرين الهنود إن القرار سيؤثر على نحو 55 في المائة من صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة، مما سيجبر المصدرين على خسارة عملاء لهم منذ فترة طويلة. وقال إس. سي. راهلان، رئيس اتحاد منظمات التصدير الهندية: «امتصاص هذا الارتفاع المفاجئ في التكاليف أمر غير ممكن ببساطة، والهامش الربحي ضعيف جداً أصلاً». وكان من المتوقع أن يعقد المجلس الفيدرالي السويسري اجتماعاً يوم الخميس بعد عودة الرئيسة كارين كيلر-سوتر ومسؤولين سويسريين آخرين من زيارة مرتجلة إلى واشنطن في محاولة فاشلة لمنع فرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 39 في المائة على السلع السويسرية. كما ستطول الرسوم الجمركية أيضاً الأدوية، وأعلن ترمب فرض رسوم بنسبة 100 في المائة على شرائح الكمبيوتر، مما قد يترك الاقتصاد الأميركي في حالة توقف مؤقت أثناء انتظار تداعيات ذلك. سوق الأسهم يظل متماسكاً يواجه استخدام الرئيس لقانون عام 1977 لإعلان حالة طوارئ اقتصادية لفرض الرسوم الجمركية طعوناً قضائية. حتى بعض الذين عملوا مع ترمب خلال ولايته الأولى، مثل بول رايان، الجمهوري من ويسكونسن ورئيس مجلس النواب السابق، أعربوا عن تشككهم. وقال رايان في مقابلة مع شبكة «ي إن بي سي» يوم الأربعاء: «لا يوجد أي مبرر سوى رغبة الرئيس في رفع الرسوم الجمركية بناءً على نزواته وآرائه الشخصية». يدرك ترمب جيداً المخاطر التي قد تؤدي إلى إلغاء محاكم الرسوم الجمركية، وغرد على حسابه في «سوشيال تروث» قائلاً: «الشيء الوحيد القادر على وقف عظمة أميركا هو محكمة يسارية متطرفة تسعى لرؤية بلادنا تفشل!». وظل سوق الأسهم قوياً وسط دراما الرسوم الجمركية، وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أكثر من 25 في المائة منذ أدنى مستوياته في أبريل (نيسان) الماضي. وأعطى انتعاش السوق وخفض ضرائب الدخل ضمن قانون الضرائب والإنفاق الذي وقع عليه ترمب في الرابع من يوليو (تموز) للبيت الأبيض ثقة بأن النمو الاقتصادي سيتسارع في الأشهر المقبلة. وفي الأسواق المالية العالمية، ارتفعت المؤشرات في معظم أوروبا وآسيا، بينما تراجعت الأسهم في «وول ستريت». لكن بريزسكي حذر قائلاً: «بينما يبدو أن الأسواق المالية قد تعودت على إعلانات الرسوم الجمركية، لا ينبغي أن ننسى أن تأثيراتها السلبية على الاقتصادات ستتكشف تدريجياً مع مرور الوقت». ويرى ترمب بوضوح مستقبلاً اقتصادياً مزدهراً، بينما يترقب الناخبون الأميركيون وبقية العالم هذا المستقبل بقلق وترقب. وقالت راشيل ويست، الباحثة البارزة في مؤسسة «ذا سنتشري»، التي عملت في إدارة بايدن على سياسة العمل: «هناك شخص واحد فقط يمكنه أن يتعامل بخشونة مع هذا اللايقين الذي يخلقه، وهو دونالد ترمب. أما بقية الأميركيين، فهم يدفعون بالفعل ثمن هذا اللايقين».


العربية
منذ 23 دقائق
- العربية
بدء تفعيل المرحلة الأولى للمواقف المدارة ضمن " مواقف الرياض"
بدأ مشروع مواقف الرياض تفعيل المواقف المُدارة غير المدفوعة داخل الأحياء السكنية، وذلك ضمن المرحلة الأولى من المشروع، الذي ينظم المواقف العامة للمركبات في العاصمة، والحد من الممارسات الخاطئة وتسرب المركبات من الشوارع التجارية إلى داخل المناطق السكنية المجاورة. ويأتي هذا التفعيل ضمن خطة شاملة للمشروع، استكمالًا للمرحلة السابقة التي ركّزت على المواقف المدفوعة في عدد من الشوارع التجارية الحيوية، إذ تُحسن هذه الخطوة وقوف المركبات ورفع كفاءة استخدام المساحات العامة عبر الحد من تسرب المركبات من الشوارع التجارية إلى الأحياء السكنية المجاورة، وما يترتب على ذلك من ازدحام ووقوف عشوائي غير منظم. إذ تحد المواقف المُدارة في المناطق السكنية المجاورة للشوارع التجارية، ضمن نطاق مشروع "مواقف الرياض"، من تواجد المركبات غير التابعة للسكان، وذلك عبر آلية تعتمد على إصدار تصاريح سكنية رقمية للسكان وزوارهم عبر تطبيق "مواقف الرياض". بهدف توفير مواقف منظمة والحد من الوقوف العشوائي الذي يؤثر سلبًا على راحة السكان وجودة حياتهم. ويُتاح استخراج التصاريح السكنية للسكان والزائرين رقميًا عبر تطبيق "مواقف الرياض" المرتبط بمنصة "نفاذ" الوطنية، مما يسهّل عملية التسجيل والربط الآمن. وتشمل المرحلة الحالية من المشروع حي الورود، على أن يتم التوسع تدريجيًا ليشمل أحياء إضافية مجاورة للمواقف المدفوعة على الشوارع التجارية، وذلك في مراحل لاحقة. ويعتمد مشروع "مواقف الرياض" على مجموعة من الحلول التقنية المبتكرة لإدارة المناطق المدارة، أهمها "تطبيق مواقف الرياض " وهو تطبيق رقمي متكامل يخدم جميع فئات المواقف، سواء السكنية أو المدفوعة، كما يتضمن المشروع مركبات رقابة دورية مزودة بكاميرات مدعومة بتقنية الرصد الآلي، تُستخدم في رصد مخالفات الوقوف للمركبات في الشوارع التجارية وداخل الأحياء السكنية المجاورة، بهدف تعزيز الامتثال وتنظيم الوقوف العام بطريقة فعالة ودقيقة يُذكر أن مشروع "مواقف الرياض"، الذي دُشن في أغسطس 2024 يُعد من أكبر مشاريع المواقف الذكية في العالم، ويستهدف تنظيم أكثر من 140 ألف موقف غير مدفوع داخل الأحياء السكنية، إلى جانب إدارة 24 ألف موقف مدفوع في الشوارع التجارية. وتشمل المرحلة الأولى 12 منطقة موزعة على عدد من الأحياء ومنها حي الورود، وحي الرحمانية، وغرب العليا، ووحي المروج، والملك فهد، والسليمانية.