logo
"الهوية الرقمية": أثر لا يمحى وسيرة لا تنطفئ من الشاشة

"الهوية الرقمية": أثر لا يمحى وسيرة لا تنطفئ من الشاشة

الغد١٤-٠٤-٢٠٢٥

ديمة محبوبة
عمان – لم يخطر ببال مروان الخطيب أن يكون حسابه على فيسبوك سببا في رفضه من وظيفة كان يأمل بها. خرج من مقابلة العمل بابتسامة واثقة، مقتنعا بأنه أدى بشكل ممتاز، أجاب على الأسئلة بثقة، وعبر عن نفسه بشكل جيد.
اضافة اعلان
انتظر الرد مطمئنا، لكنه تفاجأ برسالة مقتضبة على بريده الإلكتروني: "نعتذر، لقد تم اختيار مرشح آخر"، في البداية، ظن أن هناك من كان أكثر كفاءة منه، لكن ما علمه لاحقا من صديق يعمل في الشركة قلب موازينه؛ مسؤولة التوظيف اطلعت على حسابه الشخصي، ووجدت منشورات قديمة كتبها بنبرة غاضبة يهاجم فيها مديره السابق، ويسيء لمكان عمله، ما أعطاها انطباعا سلبيا كافيا لاستبعاده من قائمة المرشحين.
وفي قصة مشابهة، كانت رنا الطالبة الجامعية المجتهدة، قد نشرت صورة عفوية لها مع أصدقائها خلال احتفال بعيد ميلاد. بدت الصورة طبيعية بالنسبة لها، مليئة بالمرح، ولا تحمل أي محتوى خارج عن المألوف. لكنها استيقظت في اليوم التالي على وابل من الإشعارات؛ فقد أصبحت صورتها مادة للتداول في مجموعة طلابية، وانهالت عليها التعليقات الساخرة والتنمر الرقمي الذي طال شخصيتها ومظهرها وسلوكها، من دون أن تمنح فرصة للدفاع عن نفسها. مبينة أن الصورة خرجت عن إطارها، وتم تحميلها بتفسيرات لم تكن تقصدها صاحبتها.
اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي يؤكد أن الهوية الرقمية لا تقتصر على ما ينشره الفرد عن نفسه، بل تشمل أيضاً ما يجمعه الإنترنت عنه؛ من منشورات وصور وتعليقات وإعجابات، وحتى سجل التصفح في بعض الأحيان. فكل تفاعل، سواء كان مقصودا أم لا، يسهم في تشكيل صورة رقمية للفرد.
وما لا يتوقعه الكثير من المستخدمين هو أن بعض السلوكيات الرقمية غير المحسوبة قد تكون هي نفسها ما يرسم ملامح الطريق المهني والاجتماعي للفرد. فقد يقبل شخص في وظيفة أو يرفض بسبب منشور أو صورة، وقد يعتبر عريسا مناسبا أو يستبعد من فكرة الارتباط لذات الأسباب، وينطبق الأمر على الفتيات أيضا.
ويوضح خزاعي أن ما يجعل الأمر أكثر تعقيدا هو أن الإنترنت لا ينسى. قد تحذف منشورا أو تغلق حسابا، لكن صورة منه قد تبقى محفوظة في أرشيف، أو تلتقط لها "سكرين شوت"، أو تتداول في مكان آخر، فيتحول ما كان يظن أنه لحظة عابرة إلى أثر دائم، أشبه بندبة رقمية يصعب محوها.
ومن زاوية أخرى، تتحدث التربوية والمرشدة النفسية رائدة الكيلاني عن ضغوط "الظهور المثالي"، على الإنترنت، حيث يشعر الكثيرون أن عليهم أن يكونوا ناجحين، جذابين، مضحكين، محبوبين، طوال الوقت. هذا الضغط يولد فجوة مؤلمة بين "النسخة الرقمية" و"النسخة الحقيقية" من الإنسان؛ فقد يبدو أحدهم في قمة السعادة على إنستغرام، بينما ينهار داخليا لأنه لم يعد قادرا على التوقف عن "التمثيل" أمام جمهور افتراضي.
وهنا تشير الكيلاني إلى هوية رقمية مزيفة تستهلك صاحبها، وتؤثر على صحته النفسية وسلوكياته الواقعية.
وتوضح الكيلاني أن الدعوة ليست للتوقف عن أن نكون حقيقيين على الإنترنت، بل لتذكير كل فرد بأن هذه الأدوات الرقمية أصبحت اليوم جزءا أساسيا من تشكيل حياته الحاضرة والمستقبلية، وهي بمثابة سيرته الذاتية التي يرجع إليها من يبحث عنه مهنيا أو اجتماعيا.
وتنصح بأن يكون كل مستخدم واعيا بأن ما ينشره قد يتحول إلى وثيقة دائمة، وأن الإنترنت لا ينسى بسهولة، ولا يغفر ما احتفظ به في أرشيفه.
وتقول الكيلاني: "من المهم أن ندرب أنفسنا وأبناءنا على التفكير قبل النشر، وأن نتعامل مع كل تفاعل رقمي كما نتعامل مع اللقاءات الواقعية، بصدق، ووعي، واحترام للذات".
وتشدد على أن من يستخدم هذه الأدوات يجب أن يدرك أننا لا نعيش فقط في العالم الرقمي، بل نقيم وتقاس من خلاله، وأن الهوية الرقمية لم تعد خيارا، بل أصبحت واقعا لا مفر منه.
ويؤكد الخبير التكنولوجي وصفي الصفدي أن التحول الرقمي المتسارع في العالم جعل من الهوية الرقمية ركنا مهما في بناء مجتمع ذكي وآمن.
ويبين الصفدي أن الهوية الرقمية لم تعد مجرد وسيلة للدخول إلى المواقع أو التطبيقات، بل أصبحت عنصرا محوريا في حياة المواطن اليومية، تمكنه من ممارسة حقوقه والوصول إلى خدماته بسهولة وأمان.
وتعرف الهوية الرقمية بأنها التمثيل الرقمي لهوية الفرد، وتستخدم لتأكيد شخصيته والوصول إلى الخدمات الإلكترونية الحكومية والخاصة، بخلاف الهوية التقليدية. ويتم تخزين بيانات الفرد رقميا، ما يجعل إدارتها أكثر سرعة وسهولة، إلى جانب كونها أكثر أمانا.
ويوضح أن الهوية الرقمية اليوم لا تقتصر على ما يكتبه الفرد أو يشاركه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل باتت الحكومة فعليا تفعل هوية رقمية رسمية تلعب دورا في تسهيل الوصول إلى خدمات مثل إصدار جوازات السفر، تجديد رخص القيادة، دفع الضرائب، التسجيل في التأمين الصحي، والتقديم على المنح الدراسية. كما تسهم في تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال ربط كل معاملة بهوية المستخدم، مما يجعلها أداة فعالة في مكافحة الفساد وتحسين جودة الخدمات.
ويؤكد أن مسيرة التحول الرقمي لا تخلو من التحديات، وعلى رأسها الأمن السيبراني، حيث تتزايد الهجمات الإلكترونية ومحاولات اختراق البيانات، مما يستدعي تطوير أنظمة حماية متقدمة وقوية. كما تبرز قضايا الخصوصية، حيث تثير عمليات جمع البيانات واستخدامها دون إذن قلقا مشروعا، ما يتطلب سن تشريعات تضمن حماية الحقوق الرقمية. إلى جانب ذلك، يعاني البعض من ضعف في الوصول إلى التكنولوجيا أو نقص في المهارات الرقمية، ما يستدعي العمل على سد الفجوة الرقمية، وضمان إدماج جميع المواطنين.
ويعتمد كثيرون على تصفح الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي لكشف سلوك الأفراد، ولكن الأمر الذي يثير قلق الباحثين هو توجه الشركات لاختيار الموظفين بناء على تدقيق صفحاتهم على تلك المنصات مما قد يخلق تحيزا للبعض ويظلم البعض الآخر، وفق ما نشر على موقع "سكاي نيوز. عربية".
وحذرت دراسة أميركية لجامعة نورث كارولينا، من أن يخلق التدقيق الإلكتروني أثناء عملية التوظيف نوعا من التحيز الشخصي، مما يعني أن الكثير من المتقدمين من أصحاب المهارات قد يجدون صعوبة في الحصول على وظيفة ما بسبب حساباتهم الشخصية على هذه المواقع.
ويقول الباحثون إن التدقيق الإلكتروني يعمل على تقييم الإنسان أخلاقيا وسلوكيا، وإن أي معلومة شخصية تتوفر في حسابه الإلكتروني قد تؤثر على خيار أصحاب القرار، حتى لو كانت لا تتعلق بالعمل المهني بشكل مباشر، كعدم وجود صور شخصية احترافية له، أو صور عائلية أو أنه لا ينشط حتى بشكل كاف على مواقع التواصل الاجتماعي، أو قد يتأثر قرار مسؤولي الموارد البشرية باتجاهات المتقدمين الشخصية بما يخص الأمور الحياتية واليومية.
وأشار الباحثون إلى أن متخصصي الموارد البشرية غالبا لا يبحثون عن المهارات أثناء فحص الصفحات الشخصية للمتقدمين بل يبحثون عن أشياء تعكس تحيزاتهم الصريحة أو الضمنية، الأمر الذي يخشى العلماء من أن يظلم أصحاب الكفاءات ممن ليس لديهم أي اهتمام باستعراض سلوكهم وتفضيلاتهم وإنجازاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيان الختامي لمؤتمر المدخل التربوي للنهوض الحضاري: العلامة ماجد الكيلاني نموذجًا
البيان الختامي لمؤتمر المدخل التربوي للنهوض الحضاري: العلامة ماجد الكيلاني نموذجًا

وطنا نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • وطنا نيوز

البيان الختامي لمؤتمر المدخل التربوي للنهوض الحضاري: العلامة ماجد الكيلاني نموذجًا

وطنا اليوم:انعقد مؤتمر 'المدخل التربوي للنهوض الحضاري: العلامة ماجد الكيلاني نموذجًا'، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والباحثين، في إطار استحضار الرؤية التربوية العميقة التي قدمها العلّامة الدكتور ماجد عرسان الكيلاني رحمه الله، وإبراز مشروعه الفكري كمدخل متكامل لفهم النهوض الحضاري من منظور إسلامي أصيل. ويتقدم المؤتمرون بالشكر والتقدير إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وإلى جلالة الملك وولي عهده الأمين سائلين الله العلي القدير أن يحفظ الأردن وأهله، كما يشكرون القائمين على المؤتمر أفرادا ومؤسسات وباحثين، من لحظة ولادة فكرة المؤتمر إلى أن استوى على سوقه، وكل من له يد مباركة في نجاحه. وقد تمخض عن جلسات المؤتمر عدد من المحاور نجملها بما يأتي : 1. منهجية الكيلاني الفكرية والاصطلاحية، ونموذج الابتعاث في ضوء تجربته. 2. معالم النظرية التربوية الإسلامية في فكره، بما يشمل القيم، العمل الصالح، وعلاقات القسط. 3. إسهاماته في التنظير للنهوض الحضاري، من خلال التفكير السنني، التزكية، وأولويات الإصلاح والتجديد. 4. دور الأسرة والمرأة والشباب، والموهوبين في صناعة النهضة. 5. آليات تربوية عملية لتفعيل فكره في التعليم والمجتمع. وقد أثمرت جلسات المؤتمر، والحوارات العلمية والمداخلات، نتائج مهمة تعزز الحاجة إلى إعادة تفعيل المشروع التربوي الإسلامي في ضوء رؤية الكيلاني، بما يخدم قضايا الأمة ويواكب تحديات العصر- التوصيات – – تطوير المناهج والبرامج التربوية 1. تطوير المناهج التربوية على نحو يجمع بين التحليل الحضاري وفلسفة التربية الربانية 2. تطوير برامج إعداد المعلمين والمناهج الوطنية من خلال دمج الرؤية التربوية للعلامة الكيلاني كنموذج تأهيلي معاصر على نحو يُعزز الكفاءات القيمية والقيادية. 3. إدماج الأطر النظرية والتطبيقية لفكر الكيلاني ضمن خطط إصلاح المناهج الرسمية في الدول الإسلامية، من خلال التعاون بين وزارات التربية ومؤسسات الفكر الإسلامي. تأسيس مراكز وكراسي بحثية ومنح 1. تأسيس مركز دراسات ومختبرات تجريبية يعزز من استدامة فكر الكيلاني،وتصميم مساحة تعلم يشبك بين المؤلفات والباحثين والممارسين لبناء بنية معرفية رقمية ومؤسسية تُخاطب التحديات المعاصرة. 2. تصميم ورش تدريبية متخصصة في تعزيز منهجية بحثية وفق ما اطره الكيلاني لمتابعة تطوير الفكر لتربوي الإسلامي الأصيل 3. تبني باحثين متخصصين ومشاريع بحثية ورسائل دراسات عليا تعنى بتحويل أفكار العلامة الكيلاني إلى برامج تطبيقية ومختبرات علمية محكمة. دعم المرأة والأسرة في المشروع النهضوي 1. إطلاق مبادرات تُعنى بتفعيل رؤية الكيلاني حول دور المرأة في النهضة، وتوفير بيئة معرفية تبرز أدوارها الريادية من منظور حضاري أصيل. 2. تطوير برنامج التدريبي للمرأة ونموذج العلاقات الأسرية الفاعلة من دور الأسرة في مشروع النهضة، عبر تشبيك مؤسسي بين الأسر والمراكز التربوية والاجتماعية تفعيل المبادرات والمجتمعات المعرفية 1. ترجمة أعمال الكيلاني إلى لغات عالمية لتعميم فكره على المستوى الدولي 2. ترميز اسم الدكتور الكيلاني بـ: (العلامة الكيلاني) والاتفاق على كتابة اسمه باللغتين العربية والإنجليزية لتسهيل التداول وتحديد وحصره به. 3. تصميم مبادرات مدرسية ومجتمعية تُطبق مناهج القيم والتزكية والتفكير السنني. 4. تطوير أدلة وأدوات تسهل تطبيق منهج العلامة الكيلاني في ميادين مختلفة. 5. إطلاق منصات رقمية تفاعلية ومؤتمرات دورية، نبني مجتمعًا معرفيًا حيًّا يُشبك بين المهتمين بفكر الكيلاني من باحثين وممارسين، ويتيح لهم تبادل المبادرات والمصادر والأفكار حول التربية والقيم والنهضة .ذ وفي الختام يكرر المشاركون في المؤتمر مرة بعد مرة الشكر وووافر الامتنان لمنتدى الاعتدال للفكر والثقافة، ورابطة علماء الأردن، وجامعة إربد الأهلية على تنظيم هذا المؤتمر الإثرائي القيم، والشكر موصول للجان المؤتمر ممثلة باللجنة التحضيرية، واللجنة العلمية، واللجنة التنظيمية، ولجنة التوصيات ، واللجنة الإعلامية. ولا يسعني هنا إلا أن أتوجه باسم لجان المؤتمر جميعها بالشكر أجزله وأوفره إلى جميع الباحثين المشاركين في هذا المؤتمر، وإلى المؤسسات الإعلامية التي شاركت في تغطية وقائع جلساته، وإلى كل من أسهم في إنجاحه، سائلين الله العلي القدير أن يحفظ هذا البلد المبارك قيادة وشعبا، وجميع بلاد المسلمين، وأن يكون هذا الجهد العلمي لبنة في مشروع النهوض الحضاري للأمة، وفق رؤية تربوية قائمة على الأصالة والتجدي، رحم الله تعالى أستاذنا العلامة ماجد الكيلاني، وجزاه عن أمته خير الجزاء.

نقابة المهندسين تحتفل بيوم العلم الأردني
نقابة المهندسين تحتفل بيوم العلم الأردني

الدستور

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الدستور

نقابة المهندسين تحتفل بيوم العلم الأردني

عمان-الدستور احتفالا بيوم العلم الأردني وتجسيدا للاعتزاز بعلم المملكة الاردنية الهاشمية، رمز الوحدة والسيادة والهوية الوطنية الأسمى، نفذت نقابة المهندسين الأردنيين، اليوم الأربعاء، وقفة تضامنية امام مجمع النقابات المهنية، لموظفي النقابة. ورفع المشاركون في الوقفة، العلم الأردني عاليا على أنغام السلام الملكي، حيث أكد المشاركون في الوقفة، اعتزازهم بالعلم كرمز للسيادة الوطنية ووحدة الشعب، مجددين ولاءهم للقيادة الهاشمية الحكيمة وانتماءهم لتراب الأردن الطهور. وأكدت الأمين العام بالوكالة، مساعد الأمين العام لشؤون التدريب والتأهيل المهندسة سمر الكيلاني، أننا نحتفل اليوم بيوم العلم الاردني رمزنا الخالد الذي يجسد وحدتنا وسيادتنا، وهو رمز الكرامة وعنوان للإنتماء وهوية راسخة في وجدان الأردنيين نعتز به وننقله بكل فخر إلى الاجيال القادمة. وأضافت الكيلاني ان نقابة المهندسين بكافة اعضائها وفروعها تتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريك للوطن الغالي قيادة وشعبا بمناسبة يوم العلم الأردني، هذا اليوم الذي يجدد فيه الاردنيون عهد الولاء والانتماء للراية التي لا تنكسر، وللقيم والمبادىء التي يجسدها هذا العلم الخفاق. وأشارت إلى ان النقابة تثمن عاليا الدور الوطني الذي تقوم به اجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة الباسلة - الجيش العربي وتحيي صمودهم وتفانيهم في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، مؤكدة ان الأمن الوطني هو الركيزة الأساسية لأي نهضة تنموية او استقرار مجتمعي ومسؤولية مشتركة يتحملها الجميع. واختتمت حديثها بالتأكيد على أن النقابة ستواصل القيام بدورها الوطني والمساهمة الفاعلة في دعم مسيرة البناء والتقدم وتعزيز قيم الإنتماء والولاء ليبقى الأردن شامخا بقيادته الهاشمية الحكيمة ومتماسكا بتكاتف أبنائه. وأكد مدير دائرة العلاقات العامة والاعلام بالوكالة السيد رامي النوايسة، في كلمته، أن الاحتفال بيوم العلم الأردني هو تأكيد على معاني الوحدة والاعتزاز الوطني، مشيرا إلى أن العلم يختصر تاريخ نضال الشعب الأردني في ظل القيادة الهاشمية، وهو رمز الحرية والاستقلال والشاهد على محطات البناء والتحديث التي خاضها الوطن بقيادة الهاشميين الاحرار منذ الثورة العربية الكبرى وحتى يومنا هذا. وأشار الى ان هذا اليوم، نجدد به عهد الولاء والانتماء ونعاهد فيه الوطن والقيادة الهاشمية الحكيمة بأن نبقى الأوفياء له، المخلصين لأرضه والعاملين من أجل رفعته ونهضته، نغرس في الاجيال معنى العَلَم ونعلمهم أن كل خيط فيه هو دم شهيد وعرق مزارع وجهد معلم وسهر جندي. وشدد على أن العلم الأردني يجسد معاني العزة والكرامة، ويمثل راية واحدة تجمع الأردنيين تحت ظل قيادتهم الحكيمة، لما يجسده من معانٍ سامية في السيادة والوحدة والكرامة. وأكد على أن الأردن سيبقى شامخا قويا منيعا تحت ظل سيدنا صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله، داعيا أن يحفظ الله الوطن ويصون حماه وان تبقى رايتنا خفاقة وأردننا في عز وأمان.

"الهوية الرقمية": أثر لا يمحى وسيرة لا تنطفئ من الشاشة
"الهوية الرقمية": أثر لا يمحى وسيرة لا تنطفئ من الشاشة

الغد

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • الغد

"الهوية الرقمية": أثر لا يمحى وسيرة لا تنطفئ من الشاشة

ديمة محبوبة عمان – لم يخطر ببال مروان الخطيب أن يكون حسابه على فيسبوك سببا في رفضه من وظيفة كان يأمل بها. خرج من مقابلة العمل بابتسامة واثقة، مقتنعا بأنه أدى بشكل ممتاز، أجاب على الأسئلة بثقة، وعبر عن نفسه بشكل جيد. اضافة اعلان انتظر الرد مطمئنا، لكنه تفاجأ برسالة مقتضبة على بريده الإلكتروني: "نعتذر، لقد تم اختيار مرشح آخر"، في البداية، ظن أن هناك من كان أكثر كفاءة منه، لكن ما علمه لاحقا من صديق يعمل في الشركة قلب موازينه؛ مسؤولة التوظيف اطلعت على حسابه الشخصي، ووجدت منشورات قديمة كتبها بنبرة غاضبة يهاجم فيها مديره السابق، ويسيء لمكان عمله، ما أعطاها انطباعا سلبيا كافيا لاستبعاده من قائمة المرشحين. وفي قصة مشابهة، كانت رنا الطالبة الجامعية المجتهدة، قد نشرت صورة عفوية لها مع أصدقائها خلال احتفال بعيد ميلاد. بدت الصورة طبيعية بالنسبة لها، مليئة بالمرح، ولا تحمل أي محتوى خارج عن المألوف. لكنها استيقظت في اليوم التالي على وابل من الإشعارات؛ فقد أصبحت صورتها مادة للتداول في مجموعة طلابية، وانهالت عليها التعليقات الساخرة والتنمر الرقمي الذي طال شخصيتها ومظهرها وسلوكها، من دون أن تمنح فرصة للدفاع عن نفسها. مبينة أن الصورة خرجت عن إطارها، وتم تحميلها بتفسيرات لم تكن تقصدها صاحبتها. اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي يؤكد أن الهوية الرقمية لا تقتصر على ما ينشره الفرد عن نفسه، بل تشمل أيضاً ما يجمعه الإنترنت عنه؛ من منشورات وصور وتعليقات وإعجابات، وحتى سجل التصفح في بعض الأحيان. فكل تفاعل، سواء كان مقصودا أم لا، يسهم في تشكيل صورة رقمية للفرد. وما لا يتوقعه الكثير من المستخدمين هو أن بعض السلوكيات الرقمية غير المحسوبة قد تكون هي نفسها ما يرسم ملامح الطريق المهني والاجتماعي للفرد. فقد يقبل شخص في وظيفة أو يرفض بسبب منشور أو صورة، وقد يعتبر عريسا مناسبا أو يستبعد من فكرة الارتباط لذات الأسباب، وينطبق الأمر على الفتيات أيضا. ويوضح خزاعي أن ما يجعل الأمر أكثر تعقيدا هو أن الإنترنت لا ينسى. قد تحذف منشورا أو تغلق حسابا، لكن صورة منه قد تبقى محفوظة في أرشيف، أو تلتقط لها "سكرين شوت"، أو تتداول في مكان آخر، فيتحول ما كان يظن أنه لحظة عابرة إلى أثر دائم، أشبه بندبة رقمية يصعب محوها. ومن زاوية أخرى، تتحدث التربوية والمرشدة النفسية رائدة الكيلاني عن ضغوط "الظهور المثالي"، على الإنترنت، حيث يشعر الكثيرون أن عليهم أن يكونوا ناجحين، جذابين، مضحكين، محبوبين، طوال الوقت. هذا الضغط يولد فجوة مؤلمة بين "النسخة الرقمية" و"النسخة الحقيقية" من الإنسان؛ فقد يبدو أحدهم في قمة السعادة على إنستغرام، بينما ينهار داخليا لأنه لم يعد قادرا على التوقف عن "التمثيل" أمام جمهور افتراضي. وهنا تشير الكيلاني إلى هوية رقمية مزيفة تستهلك صاحبها، وتؤثر على صحته النفسية وسلوكياته الواقعية. وتوضح الكيلاني أن الدعوة ليست للتوقف عن أن نكون حقيقيين على الإنترنت، بل لتذكير كل فرد بأن هذه الأدوات الرقمية أصبحت اليوم جزءا أساسيا من تشكيل حياته الحاضرة والمستقبلية، وهي بمثابة سيرته الذاتية التي يرجع إليها من يبحث عنه مهنيا أو اجتماعيا. وتنصح بأن يكون كل مستخدم واعيا بأن ما ينشره قد يتحول إلى وثيقة دائمة، وأن الإنترنت لا ينسى بسهولة، ولا يغفر ما احتفظ به في أرشيفه. وتقول الكيلاني: "من المهم أن ندرب أنفسنا وأبناءنا على التفكير قبل النشر، وأن نتعامل مع كل تفاعل رقمي كما نتعامل مع اللقاءات الواقعية، بصدق، ووعي، واحترام للذات". وتشدد على أن من يستخدم هذه الأدوات يجب أن يدرك أننا لا نعيش فقط في العالم الرقمي، بل نقيم وتقاس من خلاله، وأن الهوية الرقمية لم تعد خيارا، بل أصبحت واقعا لا مفر منه. ويؤكد الخبير التكنولوجي وصفي الصفدي أن التحول الرقمي المتسارع في العالم جعل من الهوية الرقمية ركنا مهما في بناء مجتمع ذكي وآمن. ويبين الصفدي أن الهوية الرقمية لم تعد مجرد وسيلة للدخول إلى المواقع أو التطبيقات، بل أصبحت عنصرا محوريا في حياة المواطن اليومية، تمكنه من ممارسة حقوقه والوصول إلى خدماته بسهولة وأمان. وتعرف الهوية الرقمية بأنها التمثيل الرقمي لهوية الفرد، وتستخدم لتأكيد شخصيته والوصول إلى الخدمات الإلكترونية الحكومية والخاصة، بخلاف الهوية التقليدية. ويتم تخزين بيانات الفرد رقميا، ما يجعل إدارتها أكثر سرعة وسهولة، إلى جانب كونها أكثر أمانا. ويوضح أن الهوية الرقمية اليوم لا تقتصر على ما يكتبه الفرد أو يشاركه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل باتت الحكومة فعليا تفعل هوية رقمية رسمية تلعب دورا في تسهيل الوصول إلى خدمات مثل إصدار جوازات السفر، تجديد رخص القيادة، دفع الضرائب، التسجيل في التأمين الصحي، والتقديم على المنح الدراسية. كما تسهم في تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال ربط كل معاملة بهوية المستخدم، مما يجعلها أداة فعالة في مكافحة الفساد وتحسين جودة الخدمات. ويؤكد أن مسيرة التحول الرقمي لا تخلو من التحديات، وعلى رأسها الأمن السيبراني، حيث تتزايد الهجمات الإلكترونية ومحاولات اختراق البيانات، مما يستدعي تطوير أنظمة حماية متقدمة وقوية. كما تبرز قضايا الخصوصية، حيث تثير عمليات جمع البيانات واستخدامها دون إذن قلقا مشروعا، ما يتطلب سن تشريعات تضمن حماية الحقوق الرقمية. إلى جانب ذلك، يعاني البعض من ضعف في الوصول إلى التكنولوجيا أو نقص في المهارات الرقمية، ما يستدعي العمل على سد الفجوة الرقمية، وضمان إدماج جميع المواطنين. ويعتمد كثيرون على تصفح الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي لكشف سلوك الأفراد، ولكن الأمر الذي يثير قلق الباحثين هو توجه الشركات لاختيار الموظفين بناء على تدقيق صفحاتهم على تلك المنصات مما قد يخلق تحيزا للبعض ويظلم البعض الآخر، وفق ما نشر على موقع "سكاي نيوز. عربية". وحذرت دراسة أميركية لجامعة نورث كارولينا، من أن يخلق التدقيق الإلكتروني أثناء عملية التوظيف نوعا من التحيز الشخصي، مما يعني أن الكثير من المتقدمين من أصحاب المهارات قد يجدون صعوبة في الحصول على وظيفة ما بسبب حساباتهم الشخصية على هذه المواقع. ويقول الباحثون إن التدقيق الإلكتروني يعمل على تقييم الإنسان أخلاقيا وسلوكيا، وإن أي معلومة شخصية تتوفر في حسابه الإلكتروني قد تؤثر على خيار أصحاب القرار، حتى لو كانت لا تتعلق بالعمل المهني بشكل مباشر، كعدم وجود صور شخصية احترافية له، أو صور عائلية أو أنه لا ينشط حتى بشكل كاف على مواقع التواصل الاجتماعي، أو قد يتأثر قرار مسؤولي الموارد البشرية باتجاهات المتقدمين الشخصية بما يخص الأمور الحياتية واليومية. وأشار الباحثون إلى أن متخصصي الموارد البشرية غالبا لا يبحثون عن المهارات أثناء فحص الصفحات الشخصية للمتقدمين بل يبحثون عن أشياء تعكس تحيزاتهم الصريحة أو الضمنية، الأمر الذي يخشى العلماء من أن يظلم أصحاب الكفاءات ممن ليس لديهم أي اهتمام باستعراض سلوكهم وتفضيلاتهم وإنجازاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store