logo
عيادة للتخلص من إدمان الأطفال الأجهزة الإلكترونية في أبوظبي

عيادة للتخلص من إدمان الأطفال الأجهزة الإلكترونية في أبوظبي

الاتحاد١٢-٠٤-٢٠٢٥

هدى الطنيجي (أبوظبي)
افتتح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ومستشفى ياس كلينك، مؤخراً، عيادة متخصصة للتخلص من إدمان الأطفال الأجهزة الإلكترونية، وذلك في خطوة فريدة من نوعها في المنطقة.
وتأتي هذه العيادة الحديثة من نوعها في ظل كثرة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية بين فئة الأطفال، حيث باتت إحدى المشكلات التي تواجه المجتمع والأسر على وجه الخصوص، لذا تقدم العيادة فرصة لعلاج تلك الظاهرة التي تواجه الأجيال الناشئة للحفاظ على صحتهم وبناء مجتمع أكثر صحة.
حلول مبتكرة
قالت الدكتورة ميسون آل كرم، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مستشفى ياس كلينك ومركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «إن هذه العيادة تمثل نموذجاً حياً لالتزام دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة التغيير في القطاع الصحي، من خلال تبني حلول مبتكرة للتحديات الصحية الناشئة مثل الإدمان الرقمي، والذي يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على الصحة النفسية والجسدية للأجيال القادمة، ونحن في الإمارات نؤمن بأن الاستثمار في الصحة هو استثمار في مستقبل الوطن، وهذا البرنامج يأتي تماشياً مع الرؤية الاستراتيجية للدولة في تعزيز الابتكار في الرعاية الصحية وبناء مجتمع أكثر صحة وسعادة».
وأضافت: «نسعى من خلال، مثل هذه المبادرات إلى المساهمة في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للرعاية الصحية الذكية، التي لا تقتصر على علاج الأمراض التقليدية فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى مواكبة التحديات العصرية بأساليب علمية متطورة، تعكس الريادة في مجال الطب الوقائي والرعاية الشاملة، وكمستشفى متخصص ويضم قسماً كبيراً لأمراض الأطفال في منطقة حيوية بالقرب من عدد كبير من المدارس والمناطق السكنية، ويديره أطباء أطفال من مختلف التخصصات الدقيقة اللازمة لدعم هذا البرنامج الشامل، أتى قرار إطلاق هذه العيادة في مستشفى (ياس كلينك مدينة خليفة)، والتي لاقت اهتماماً كبيراً من الأهالي».
برنامج متكامل
من جانبه، قال الدكتور دينيش بانور، استشاري ومدير قسم طب الأطفال في مستشفى ياس كلينك - مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «لاحظنا تغيراً كبيراً في سلوكيات الأطفال بعد جائحة (كورونا)، حيث أصبح الكثيرون يعانون صعوبة في التركيز، وزيادة في العدوانية، وتأخر في النطق، بل حتى ظهور مشكلات في النظر بسبب الإفراط في استخدام الشاشات». وأضاف: تقدم العيادة برنامجاً متكاملاً تحت اسم «ديجيتال ديتوكس» يهدف إلى مساعدة الأطفال على التخلص التدريجي من إدمان الأجهزة الإلكترونية، ويعتمد البرنامج على عدة مراحل، تشمل مرحلة التقييم الأولي التي تضم جلسات متخصصة مع استشاري أمراض الأطفال وأولياء الأمور والطفل، لتحليل أنماط استخدام الطفل للشاشات وتقييم تأثيرها على مختلف جوانب حياته اليومية. ثم ينتقل إلى مرحلة العلاج السلوكي التي تهدف إلى مساعدة الطفل على استعادة توازنه النفسي، وإعادة توجيه طاقته نحو أنشطة بديلة تعزز نموه وتطوره، من خلال عدد من جلسات مع اختصاصية علاج نفسي حركي أو مختصة بالعلاجات من خلال اللعب. أما المرحلة الثالثة، فتركز على الفحوص والمتابعة الطبية لمعالجة الآثار الجسدية الناجمة عن إدمان الشاشات، مثل آلام الرقبة والظهر وتوازن المشي من خلال فحص Ex-Body، ومشكلات جفاف العينين والنظر، وغيرها من الأعراض المرتبطة بالاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية، مثل مشاكل النوم، والتي تتضمن استشارة مع طبيب الأمراض التنفسية للأطفال، وزيادة الوزن والتي تشمل استشارات مع اختصاصية التغذية للأطفال.
نصائح
أكد الدكتور بانور أن هناك مؤشرات تحذيرية عدة ينبغي للأسر مراقبتها بدقة، حيث يظهر الطفل المدمن للأجهزة الإلكترونية سلوكيات مقلقة، تتمثل في التمسك الشديد بالهاتف أو الجهاز الإلكتروني، ورفض التخلي عنه حتى لفترات وجيزة، بالإضافة إلى تراجع ملحوظ في اهتمامه بالأنشطة التي كان يفضلها سابقاً كاللعب مع الأصدقاء أو ممارسة الرياضة، كما قد تظهر عليه نوبات من السلوك العدواني والعنيف عند محاولة حرمانه من استخدام هذه الأجهزة.
وقدم الدكتور بانور للأسر نصائح عملية لمساعدة أطفالهم في التغلب على إدمان الأجهزة الإلكترونية، حيث يؤكد على أهمية أن يكون الوالدان قدوة حسنة من خلال تقليل استخدامهما للهواتف الذكية أمام أطفالهما، مع ضرورة تخصيص أوقات عائلية خالية تماماً من الشاشات الإلكترونية، وخاصة أثناء وجبات الطعام واللقاءات العائلية. كما ينصح الدكتور بضرورة تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية التفاعلية كالألعاب الجماعية والرياضات المختلفة، مع التأكيد على فاعلية استخدام التطبيقات الذكية لمراقبة وضبط الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدام الأجهزة الإلكترونية، مما يسهم في تحقيق التوازن الرقمي الصحي للأسرة بأكملها.
وأكد أن افتتاح هذه العيادة في أبوظبي، إدراكاً لخطورة المشكلة وضرورة التحرك السريع لمواجهتها، حيث إن الأطفال هم أساس المستقبل، وحمايتهم من الآثار السلبية للتكنولوجيا مسؤولية مشتركة بين الأسر والمؤسسات التعليمية والجهات الصحية، وقال: «إننا في تواصل مستمر مع العديد من المدارس لنشر الوعي عن مخاطر الإدمان للأجهزة الإلكترونية بين الأهالي والأطفال والطاقم التعليمي، حيث إن الوقاية تبدأ بالوعي، وكل خطوة صغيرة نخطوها اليوم قد تُحدث فرقاً كبيراً في حياة أطفالنا غداً».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«عدي».. طفل من غزة يتلقى علاجاً ينقذ حياته في أبوظبي
«عدي».. طفل من غزة يتلقى علاجاً ينقذ حياته في أبوظبي

الاتحاد

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الاتحاد

«عدي».. طفل من غزة يتلقى علاجاً ينقذ حياته في أبوظبي

هدى الطنيجي (أبوظبي) أعلن مستشفى ياس كلينك – مدينة خليفة، بالتعاون مع مركز أبوظبي للخلايا الجذعية (ADSCC)، تعافي الطفل «عدي» البالغ من العمر 11 عاماً، فلسطيني من غزة، بعد 7 أشهر من التنويم والعلاج المكثّف، تخللتها عملية زراعة نخاع العظم ناجحة، أنهت معاناته مع مرض جيني نادر يُعرف بنقص إنزيم DADA-2. ويأتي ذلك في إطار الجهود الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات في ظل توجيهات القيادة الرشيدة لدعم الأشقاء في غزة، وتقديم الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة. وكان «عدي» قد وصل إلى المستشفى في حالة حرجة، وظلّ لفترة طويلة في وحدة العناية المركزة للأطفال (PICU)، يتلقى رعاية دقيقة من فريق طبي متعدّد التخصّصات، وبفضل التنسيق والدعم الكبير من إدارة المستشفى ودائرة الصحة – أبوظبي، تم تسهيل قدوم شقيقته من غزة، والتي كانت المتبرعة المتوافقة في عملية الزراعة. الرعاية الدقيقة وقالت الدكتورة ميسون آل كرم، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مستشفى ياس كلينك: «لقد جسّدت هذه الحالة كل معاني العمل الطبي الإنساني، من التشخيص المعقّد إلى الرعاية الدقيقة والزراعة الناجحة، وما أنجزه الفريق يعكس مدى التزامنا بحياة الإنسان، بصرف النظر عن مكانه أو ظروفه». فريق طبي وقد أُديرت هذه الحالة من قبل فريق رعاية متكامل شمل أطباء العناية المركزة للأطفال، جراح أطفال، أطباء أنف وأذن وحنجرة، وأخصائي الأمراض المعدية، كما تسلط هذه الحالة الضوء على أهمية وجود فريق تمريض قوي قادر على التعامل مع مثل هذه الحالات عالية الخطورة، حيث كان لتنسيقهم وخبراتهم السريرية دور محوري في رعاية الطفل خلال فترة علاجه الطويلة والمعقدة. شكراً رئيس الدولة وقد وجَّه الطفل عدي الجدبة الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومستشفى ياس كلينك – مدينة خليفة، ومركز أبوظبي للخلايا الجذعية (ADSCC). مرض وراثي قالت الدكتورة مانسي ساشديف، الاستشارية في أمراض الدم وزراعة نخاع العظم للأطفال في مستشفى ياس كلينك – مدينة خليفة، والتي كانت الطبيبة المشرفة على الحالة: «إن إجراء زراعة نخاع العظم بشكل عاجل كان ضرورياً لإنقاذ حياة (عدي)، ومن دونها لم يكن ليتمكن من النجاة، وكان معرضاً للوفاة نتيجة عدوى خطيرة تهدد حياته». وأضافت: «كان يعاني مرضاً وراثياً نادراً جداً تسبب له في التهابات متكررة وخطيرة، وانخفاضاً في المناعة، وضعفاً في وظيفة نخاع العظم، بالإضافة إلى التهابات في الأوعية الدموية، ولم يكن هناك علاج جذري لحالته سوى زراعة نخاع العظم». من جهته، قال الدكتور غوفيند، رئيس وحدة العناية المركزة للأطفال: «ما مرّ به هذا الطفل كان استثنائياً من جميع النواحي، ورغم كل التحديات، لم يفقد عزيمته، لقد ألهمنا جميعاً، وكان خروجه من المستشفى لحظة مؤثرة وملهمة لكل فرد منّا». نقص المناعة قال خالد الجدبة، والد الطفل «عدي»: «إن (عدي) كان يعاني منذ طفولته نقص المناعة، حيث اتجهنا بداية إلى منظمة الصحة العالمية في غزة، والتي عرضت حالته على عدد من المستشفيات في الخارج، حيث كانت حالته تسوء، ونتيجة لصعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية المطلوبة لعلاج حالته، ومع بدء الحرب في 7 أكتوبر ساء الوضع، حيث كنّا في حالة غير مطمئنة لعدم توافر المنشآت الطبية والتخصصات المطلوبة لرعايته». وأضاف: «اتجهنا مرة أخرى إلى منظمة الصحة العالمية، والتي قامت باستكمال الأوراق الخاصة بنقل (عدي)، ولله الحمد تم نقله إلى دولة الإمارات، بالتحديد إلى مستشفى ياس كلينك، حيث تلقى رعاية طبية دقيقة، ليتقرر إجراء عملية زراعة نخاع عظم، ليتم إجراء الفحوص المطلوبة مع أفراد أسرته كافة، واتضح من تطابقه مع شقيقته (دعاء)، والتي قدمت هي الأخرى من غزة بتوجيهات من المعنيين في الدولة، وقام فريق طبي بإجراء العملية، ولله الحمد نجحت بفضل من الله والفريق الطبي»، متقدماً بالشكر الجزيل إلى دولة الإمارات وإدارة المستشفى ودائرة الصحة في أبوظبي على جهودهم في إنقاذ حياة «عدي». رحلة علاج قالت زهرة الجدبة، والدة عدي: «كانت رحلة علاج ابني (عدي) طويلة، إلا أن تم نقلنا إلى دولة الإمارات التي أجرى خلالها عملية زراعة نخاع عظم بعد أن أصبحت ابنتي (دعاء) جاهزة للتبرع لشقيقها، وندعو الله أن يتمم شفاؤه، ونتقدم بالشكر الجزيل إلى دولة الإمارات والقائمين على المستشفى». وقالت دعاء الجدبة، المتبرعة لشقيقها «عدي»: «بفضل الله، ودولة الإمارات، تم نقلنا من غزة إلى الإمارات من أجل زراعة نخاع عظم لأخي (عدي)، بعد أن أصبحت المتبرعة المتوافقة في عملية الزراعة، جداً سعداء بالنتيجة ونشكر الدولة الإنسانية والقائمين على علاج (عدي)».

فريق طبي في أبوظبي ينهي معاناة طفل من غزة
فريق طبي في أبوظبي ينهي معاناة طفل من غزة

العين الإخبارية

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

فريق طبي في أبوظبي ينهي معاناة طفل من غزة

نجح فريق طبي بمستشفى "ياس كلينك - مدينة خليفة" بالتعاون مع مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في إنهاء معاناة طفل من غزة. وكان الطفل يعاني من مرض جيني نادر، وخضع لرحلة علاج استمرت 7 أشهر، وعملية زراعة نخاع عظم ناجحة، منهية بذلك فترة حرجة تضمنت تنويما مكثفا. واستقبل الطفل في حالة صحية حرجة ليخضع لرعاية متخصصة في وحدة العناية المركزة للأطفال؛ وبفضل التنسيق الفاعل بين إدارة المستشفى ودائرة الصحة - أبوظبي، جرى تسهيل قدوم شقيقته من غزة لتكون المتبرعة بعملية الزراعة المنقذة لحياته. وأكد الفريق الطبي المعالج أن زراعة نخاع العظم كانت الخيار الوحيد لإنقاذ حياة الطفل الذي كان يواجه خطر الوفاة نتيجة مضاعفات المرض النادر الذي أثر على جهازه المناعي ووظيفة نخاع العظم وتسبب في التهابات حادة. وتضافرت جهود فريق طبي متكامل من مختلف التخصصات لتقديم الرعاية الشاملة للطفل طوال فترة علاجه، وصولا إلى تماثله للشفاء ومغادرته المستشفى برفقة عائلته، مع آمال بمستقبل صحي. aXA6IDgyLjI2LjIzMC4xMDkg جزيرة ام اند امز LV

فريق طبي في أبوظبي ينهي معاناة طفل فلسطيني من غزة بزراعة نخاع عظم ناجحة
فريق طبي في أبوظبي ينهي معاناة طفل فلسطيني من غزة بزراعة نخاع عظم ناجحة

الاتحاد

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الاتحاد

فريق طبي في أبوظبي ينهي معاناة طفل فلسطيني من غزة بزراعة نخاع عظم ناجحة

تكللت جهود فريق طبي بمستشفى "ياس كلينك - مدينة خليفة" بالتعاون مع مركز أبوظبي للخلايا الجذعية (ADSCC)، بالنجاح في إنهاء معاناة طفل فلسطيني قادم من قطاع غزة يعاني من مرض جيني نادر، بعد رحلة علاج استمرت سبعة أشهر، حيث خضع لعملية زراعة نخاع عظم ناجحة، منهية بذلك فترة حرجة تضمنت تنويماً مكثفاً. واستقبل الطفل في حالة صحية حرجة ليخضع لرعاية متخصصة في وحدة العناية المركزة للأطفال؛ وبفضل التنسيق الفاعل بين إدارة المستشفى ودائرة الصحة - أبوظبي، جرى تسهيل قدوم شقيقته من غزة لتكون المتبرعة بعملية الزراعة المنقذة لحياته. وأكد الفريق الطبي المعالج أن زراعة نخاع العظم كانت الخيار الوحيد لإنقاذ حياة الطفل الذي كان يواجه خطر الوفاة نتيجة مضاعفات المرض النادر الذي أثر على جهازه المناعي ووظيفة نخاع العظم وتسبب في التهابات حادة. وقد تضافرت جهود فريق طبي متكامل من مختلف التخصصات لتقديم الرعاية الشاملة للطفل طوال فترة علاجه، وصولاً إلى تماثله للشفاء ومغادرته المستشفى برفقة عائلته، مع آمال بمستقبل صحي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store