
قصة "ليلى تتعلم الكثير في حديقة الحيوان" من عمر 7-9 سنوات
العلم والمعرفة لا يقتصر تحصيلهما على كتب المدرسة، ولكن للآباء دورهم الخاص في إضافة المعلومات المتنوعة والمختارة لأطفالهم، فبجانب قصص و حكايات قبل النوم ، هناك الأنشطة العائلية كالرحلات الداخلية والزيارات والسفر، وبها يزدادون علماً وثقافة، ويتميزون بين أقرانهم.. مما يبث المزيد من الثقة في أنفسهم.
ومن أجمل ما قرأت قصة "ليلى تتعلم الكثير في حديقة الحيوان"، والتي تحمل مشاهدها وأحداثها الكثير من الصفات الطيبة التي تتصف بها بعض الحيوانات، ما يمثل للطفل المستمع نوعاً من المعرفة والثقافة، وإشارات لبعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها؛ ليعيش آمناً مستقراً ومحبوباً.
تحكي الأم:
في صباح يوم ربيعي هادئ، استيقظت ليلى مبكّراً على صوت تغريد العصافير فوق نافذتها، وكانت أشعة الشمس الذهبية تنسج خيوطها عبر الستائر، فاهتزّ قلبها صخباً وفرحاً، نهضت ليلى مُسرعةً؛ لتوقظ أمها بابتسامة صافية لتذكرها: «أمي، اليوم موعدنا مع حديقة الحيوان!».
استيقظت الأم بسرعة، وأعدّت حقيبة صغيرة وضعَت فيها زجاجة ماء، وكاميرا للتصوير، وكتاباً مصوّراً عن الحيوانات، ثمّ تركتا المنزل ودخلتا سيارتهما متجهتين نحو بوّابة حديقة الحيوان الكبيرة الخضراء، وعند وصولهما، رحّبت بهما لوحة ضخمة نُقش عليها اسم الحديقة بألوان زاهية.
تقدّمت الأم إلى ليلى، وهي تشير إلى خريطة الحديقة الموزّعة إلى مناطق، وقالت لها بصوت هادئ وحنون: «يا ليلى، رحلتنا اليوم ستكون فرصة للتعرّف إلى مخلوقاتٍ رائعة، وستتعلمين منها كيف نجتهد ونتعاون ونعتني بالآخرين»، ابتسمت ليلى، وأمسكت بيد أمها، لمشاهدة الحيوانات وهي تعيش حياتها منطلقة في مكان مصمم؛ ليكون أشبه ببيئتها الطبيعية، وفيه تتحرك بشكل طبيعي، ودخلتا البوّابة معاً.
أجمل ما قرأت من قصص الأطفال: علي والأصدقاء الجدد! هل تودين مطالعتها؟
منطقة الأفيال
كانت أولى محطات الرحلة عند قطيع الأفيال؛ ولأن الأم الواعية قامت بقراءة الكثير عن حيوانات الحديقة قبل اقتراح مكان الرحلة، أخذت تفسّر وتشرح لابنتها كيف أن من صفات الأفيال؛ أنها تحمل في ذاكرتها تجارب سنوات طويلة مضت، كما تتميز بالميل إلى بناء روابط قوية مع بعضها البعض.
جلست ليلى والأم أمام سياج الخشب المصقول، وشاهدتا الأفيال تتمايل ببطءٍ وأناقة، ترفرف آذانها الواسعة كلما اقتربت ريح خفيفة، وهنا نظرت أم ليلى إلى ابنتها وقالت: "انظري يا ليلى إلى تلك الأفيال، كيف تتذكر مَن رافقها في رحلاتها عبر الغابات، إن الذاكرة القوية لديها تعلّمنا قيمة التعلم من تجاربنا، وقيمة التراحم والعطاء بيننا وبين بعضنا".
التقطت ليلى بجوالها، صوراً للفيلة الصغيرة التي كانت تسرح حول أمهاتها، ورأت كيف يردّ القطيع على صوت خرير ماء نافورة قريبة، فتقترب الأفيال بشغفٍ لارتواء العطش.
منطقة الذئاب
انتقلت الأم وابنتها إلى منطقة الذئاب، وركّزتا على قوة التنظيم وروح الولاء، وقفت الأم قائلةً: "الذئاب أجناسٌ منظَّمة، تتعاون في الصيد وتحسن توزيع المهام، وهذا يعكس لنا أهمية التخطيط و العمل الجماعي لتحقيق الأهداف".
راقبت ليلى وأمها جماعة ذئابٍ وهي تتبادل الأدوار في المراقبة والصيد، ففهمت ليلى بعد أن شرحت لها الأم؛ "أن توزيع المهام بحكمة يكفل نجاح المجموعة في مواجهة أصغر وأكبر التحديات".
طرق سهلة لرواية القصص للأطفال تعرفي إليها
منطقة الدلافين
كانت لزيارة الدلافين فرحة مختلفة؛ إذ علا صوت اصطدام الماء وسط البركة، وجسدت الدلافين رشاقةً فائقة في القفز والدوران، وهنا شرحت الأم لابنتها:
الدلافين لا تتوقف عن الاكتشاف وفضولها وإبداعها يجعلانها مثالاً على روح الابتكار والعمل الجماعي.
قام أحد الدلافين بقفزة عالية ثم أدار نفسه في الهواء، فربطت ليلى ذلك بلحظات تمرّ بها مع صديقاتها في المدرسة، وكيف يشعر الإنسان بالفخر حين يشارك بفكرة جديدة.
منطقة النمل
في ركنٍ من الحديقة، وبالشاشة المكبرة استطاعت ليلى مشاهدة مستعمرة النمل، وهي تنجز مهامها بتناغمٍ مذهل، قالت الأم بإعجاب: "النمل يعمل بجد وكفاءة، كل نملة لديها دورٌ محدد، وتتحرك بتناغمٍ مع أقرانها، هذا مثالٌ رائع على التنظيم والدقة والالتزام الجماعي".
تابعت ليلى النمل وهو يحمل فُتاتاً صغيراً عبر شبكة معقدة من المهملات، فاستوعبت أن التقسيم المنطقي للمهام يساعد على إنجاز أعمالٍ ضخمة لا يقدر عليها فردٌ بمفرده.
منطقة الشمبانزي
وصلت ليلى وأمها إلى منطقة الشمبانزي، وكانت الشجيرات الكثيفة تزيّن المكان بأغصانها المتشابكة، ركّزت الأم على ذكاء الشمبانزي وقدرته على استخدام الأدوات، وقالت: "هل تعلمين يا ليلى: أن الشمبانزي يبتكر ويستخدم الأعواد والحجارة لتحقيق أهدافه، وهل تدركين أن صداقاتهم وروابطهم الأسرية القوية تذكرنا بأهمية الدعم الاجتماعي والتعاون".
رأى كلٌّ منهما شمبانزي يلتقط عصاً صغيرة لانتزاع حشرة من جحرها، ثم يضعها في فمه، فتعلمت ليلى أن الابتكار البسيط قد يقدّم حلولاً عظيمة.
منطقة الزرافات
اختتمت ليلى وأمها الجولة بزيارة الزرافات؛ لما فيها من دروس حول الهدوء ورؤية المستقبل البعيد، قالت الأم: "الزرافة برقبتها الطويلة ونظرها الشامل تذكّرنا بضرورة رفع طموحاتنا، والنظر إلى أهدافنا من مسافة بعيدة لضبط مسارنا".
وقفت الزرافات مترابطة أمام أشجار بعيدةمصفوفة، فرسمت في قلب ليلى صورة حلم كبير يتمثل في تحقيق أهدافها الأكاديمية والمهنية.
بعد انتهاء الجولة، جلَست ليلى بجانب أمها تحت شجرةٍ وارفة الظلال، تناولتا بعض الفاكهة والخُبز، نظرت الأم إلى ليلى وقالت وهي تبتسم: "يا ليلى، لقد استخلصنا اليوم دروساً ثمينة من هذه المخلوقات؛ فعرفنا أن ذاكرتنا كقطيع الأفيال، وتنظيمنا وروح الولاء كالذئاب، وفضولنا وإبداعنا كالدلافين، ودقتنا في العمل كنمل، وابتكارنا كالشمبانزي، ورؤيتنا البعيدة كالزرافات".
ابتسمت ليلى هي أيضاً، وكانت تنظر إلى السماء الزرقاء، كأنها تشكرها وتقول لها: سبحان الخالق الوهاب، ثم أمسكّت بيد أمها قائلةً: سأحمل هذه الدروس في قلبي، وسأطبّقها في مدرستي وأخبر صديقاتي وزميلاتي عنها بالمدرسة.
وعند عودتهما إلى المنزل، كانت ليلى تردّد بصوت خافت كل ما تعلمته، وتخطّط لمشروعٍ مدرسيٍّ تتوزّع فيه الأدوار بتناغمٍ تامّ يذكّرها بالذئاب، وتحرص فيه على الابتكار والفضول مثل الدلافين، وتستشرف مستقبلها كالزرافة التي تنظر للأحلام البعيدة.
هكذا انتهت رحلة ليلى التعليمية، حاملةً في طياتها ذكرياتٍ جميلةً ودروساً قيّمة، تجعل من يومٍ واحدٍ قصةً عن التعلم والتعاون والطموح.
العبرة:
الإنسان لا يتعلم من القصص والكتب فقط، فهناك التجارب الجديدة التي نمُر بها والتي نشاهدها؛ فهي تقول وتعلمك الكثير.
النظام والتخطيط ومشاورة منْ حولنا، والابتكار والأحلام البعيدة صفات قد تبدو صغيرة، لكنها تصلح كحلول للكثير من المشكلات.
الفيل يتميز بذاكرته القوية، والزراف بطموحاته، والنمل بترتيب خطواته، والدولفين بابتكاراته.. فما بالك بالإنسان!
التعرف إلى ملامح بلدك وتاريخها، وزيارة معالمها التي يأتي إليها الأجانب من الخارج.. لهي أولى بزيارة أهلها أولاً.
سؤال ينتظر إجابتك
1- أين ذهبت الطفلة ليلى وأمها؟
2- كم حيواناً شاهدته ليلى؟
3-بماذا تتميز الأفيال؟
4- ما هي صفات الذئاب؟
5-هل تتذكرين صفة الشمبانزي المميزة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 22 دقائق
- الرجل
سانت ليفانت يخطف الأنظار بالدشداشة في مهرجان كان 2025 (فيديو)
رصدت عدسة مجلة الرجل، لحظة لافتة على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الـ78، حيث تألق الفنان الفلسطيني-الفرنسي سانت ليفانت بإطلالة مميزة، حيث أرتدى دشداشة أنيقة، عكست اعتزازًا واضحًا بهويته الثقافية، وهي الإطلالة الجريئة التي كسرت القوالب النمطية المعتادة في المهرجانات العالمية، وقدّمت نموذجًا للأناقة الشرقية في أرفع محافل السينما الدولية. رسالة فنية تتجاوز الأزياء لم تكن الإطلالة مجرد اختيار للملابس، بل بدت كتصريح ثقافي مقصود، يعكس تمسك سانت ليفانت بجذوره وانتمائه، وبحسب المتابعين، فقد أراد الفنان أن يحمل عبر ملابسه صوته ورسائله إلى العالم، مؤكدًا أن الأناقة لا تنفصل عن الهوية، وأن الحضور العربي في المحافل الكبرى يمكن أن يكون عصريًا دون أن يتخلى عن أصالته. نال ظهور سانت ليفانت إعجاب الجمهور وعدسات المصورين، ولاقى صدى واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن هذه الخطوة تُعيد تعريف مفهوم "النجومية الشرقية" في السياق الغربي، فهو لم يتبنَ فقط زيه التراثي، بل حمّله رمزية كفنان يحاول مدّ جسور بين الثقافات من خلال الفن والمظهر.


مجلة سيدتي
منذ 39 دقائق
- مجلة سيدتي
صور جديدة من كواليس تصوير فيلم بنات فاتن لـ يسرا.. شاهدوها
نشرت الشركة المنتجة لفيلم " بنات فاتن" بطولة الفنانة يسرا ، صورًا جديدة من كواليس تصوير العمل وذلك عبر موقع الصور والفيديوهات "إنستغرام". كواليس فيلم "بنات فاتن" يُذكر أنّ يسرا بدأت تصوير فيلمها الجديد "بنات فاتن" قبل توجهها لحضور فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي. يضم الفيلم مجموعة من الفنانين، أبرزهم: هدى المفتي ، باسم سمرة، صفوة، بسمة نبيل، حسن مالك، وحمدي هيكل. العمل من تأليف أمينة مصطفى ومحمد نادر، وإنتاج محمد نادر، ومن المقرر طرحه في دور السينما خلال النصف الثاني من العام الجاري 2025. View this post on Instagram A post shared by MAD Solutions (@mad_solutions) "الست لما" عمل سينمائي منتظر لـ يسرا ومن المنتظر عودة الفنانة يسرا من مهرجان كان السينمائي ، بدورته الثامنة والسبعين، والمُنعقدة حاليًا حتى يوم 24 مايو الجاري وذلك لبدء تصوير مشاهدها بفيلم "الست لما"، حيث قررت الشركة المنتجة مؤخرًا بدء تصوير المشاهد الأولى للفيلم، لحين عودة الفنانة يسرا من فرنسا، إلى أنّ تدخل تصوير مشاهدها لاحقًا. يُشارك في البطولة إلى جانب يسرا كل من: ماجد المصري، محمود البزاوي ، دنيا سامي، عمرو عبد الجليل، رانيا منصور وآخرون، وسيُجرى الإعلان عنهم تباعًا خلال الأيام القليلة المُقبلة، فور إتمام مرحلة التعاقدات بشكلٍ رسمي، والعمل تأليف كيرو أيمن ومحمد بدوي وإخراج خالد أبو غريب وإنتاج رنا وندى السبكي. يمكنك قراءة.. يسرا تكشف لـ سيدتي عن مشاركة مصر في مهرجان كان وأحدث أعمالها السينمائية يسرا ضيفة شرف في مسلسل "برستيج" وظهرت الفنانة يسرا ، كضيفة شرف في مسلسل "برستيج"، الذي عرض مؤخرا على إحدى المنصات الإلكترونية، وهو من بطولة محمد عبد الرحمن، ومصطفى غريب، وسامي مغاوري، ودينا، وتأليف إنجي أبوالسعود، وإخراج عمرو سلامة. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
يسرا وباسم سمرة يبدآن تصوير «بنات فاتن» استعداداً لعرضه بالسينمات
انطلق تصوير أحدث الأعمال السينمائية «بنات فاتن» الذي يضم يسرا وباسم سمرة وهدي المفتي وغيرهم من النجوم، من إخراج محمد ناير. وانتهى صناع الفيلم من تصوير الأسبوع الأول داخل أحد المناطق الشعبية بالقاهرة. كما يقوم الصناع بالتصوير في العديد من اللوكيشنات المختلفة هذه الفترة لاستكمال باقي أحداث العمل والمشاهد التي تجمع أبطال الفيلم، استعدادًا لطرحه في السينمات الفترة المقبلة. يضم فيلم بنات فاتن، كلاً من النجمة يسرا، والفنانة هدي المفتي، والفنان باسم سمرة، والفنان السوداني مصطفي شحاتة، والفنانة السودانية إسلام مبارك، والفنان حمدي هيكل، وغيرهم من النجوم الشباب. كما يظهر النجم الشاب حسن مالك ضيفَ شرف ضمن الأحداث، والعمل من تأليف أمينة مصطفي ومدير التصوير بيشوي روزفلت، وإخراج محمد نادر، ومن المقرر تحديد ميعاد عرضه بالسينمات خلال الفترة المقبلة بعد الانتهاء من تصوير جميع أحداث العمل. أخبار ذات صلة وعلى جانب آخر، تعاقدت يسرا أخيرًا على تصوير فيلم «الست لما»، الذي يضم كلاً من انتصار، درة، ياسمين رئيس، دنيا سامي، رانيا منصور، محمود البزاوي وآخرين، ومن تأليف كيرو أيمن ومحمد بدوي وإخراج خالد أبو غريب وإنتاج ندى ورنا السبكي. وغابت يسرا عن المشاركة في الموسم الرمضاني الماضي لعام 2025، وكان آخر أعمالها مسلسل «100 حمدالله ع السلامة»، الذي عرض في رمضان 2023، من تأليف محمد ذوالفقار وإخراج عمرو صلاح، وشارك في العمل كل من شيماء سيف، محمد ثروت، مايان السيد، أدم الشرقاوي، سماء إبراهيم وآخرين.