
قمة ترامب-بوتين: ماذا يريد الرئيسان… والغائب زيلينسكي؟
فماذا يريد كل من الرئيسين من اللقاء الأول بينهما منذ عودة ترامب الى البيت الأبيض مطلع العام الحالي؟ وماذا يريد الغائب الأبرز عنها، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؟
– ماذا يريد ترامب؟ –
باختصار، جائزة نوبل السلام.
لم يخف ترامب مرارا وتكرارا رغبته، وما يعتبرها جدارته، في الحصول على الجائزة المرموقة، على رغم أن العديد من المراقبين يستبعدون أن تكرّم اللجنة النروجية الرئيس المعروف بموافقه وتصرفاته المثيرة للجدل.
تباهى ترامب بمهاراته في عقد الصفقات وتعهّد بإنهاء حرب أوكرانيا سريعا، لكن دعواته إلى بوتين لم تلق استجابة، حتى بعدما كثّف الضغط على زيلينسكي للتوصل إلى تسوية، بما في ذلك قطع المساعدات الأميركية.
كما أكد الثري الجمهوري أنه يرى فرصا تجارية في روسيا التي لا تزال تحت العقوبات الغربية بسبب الحرب.
يخشى العديد من القادة الأوروبيين أنه في الاجتماع الثنائي بين الرئيسين الأميركي والروسي، قد يفرض بوتين تأثيره على ترامب الذي سبق له أن فاجأ كل المتابعين بعد قمتهما في هلسنكي 2018، بتأييد ما أدلى به بشأن نفي تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، على رغم أن تقديرات أجهزة الاستخبارات في واشنطن كانت تشير الى النقيض من ذلك.
– ماذا يريد بوتين؟ –
الاحتفاظ بأكبر مساحة ممكنة من أوكرانيا.
عند بدء الغزو في شباط/فبراير 2022، لم تتمكن روسيا من السيطرة سريعا على أوكرانيا. لكنها حققت مكاسب ميدانية ثابتة خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع بوتين إلى الاعتقاد بتمتعه بتفوق عسكري يتيح تحقيق مكاسب سياسية.
وقال السفير الأميركي السابق لدى كييف جون هيربست إن بوتين يدرك من الآن ما سيكون عليه الاتفاق بشأن أوكرانيا: وقف لإطلاق النار مع شكل من أشكال الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
أضاف الدبلوماسي السابق، وهو حاليا باحث في مركز يوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، أن ذلك 'لا يعطي بوتين ما يريده، وهو السيطرة على كامل أوكرانيا. ولكن ليس مهما ما يريده بوتين. إذا لم يستطع الحصول على شيء أكثر، فقد يكتفي بما هو متاح'.
طرح بوتين الاجتماع مع ترامب بعدما لوّح الرئيس الأميركي بفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تمضِ نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
واعتبر سام غرين، الباحث في المركز الأوروبي لتحليل السياسات، أن 'أفضل سيناريو لروسيا هو… التمكن من وضع اتفاق على الطاولة يوفر نوعا من وقف إطلاق النار، ولكنه يتيح لروسيا السيطرة على الديناميات التصعيدية، ولا يخلق أي نوع من الردع الحقيقي على الأرض أو في السماء فوق أوكرانيا'.
– ماذا يريد زيلينسكي؟ –
مقعد الى طاولة التفاوض، وانسحاب روسيا من أوكرانيا.
لم يدع ترامب زيلينسكي الى القمة، في تحول جذري عن إصرار الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على عدم بحث 'أي شي عن أوكرانيا من دون أوكرانيا'.
لكن ترامب تعهد بألا ينجز في قمة الجمعة، أي تسوية بشأن أوكرانيا، وأن يبقى ذلك رهن اجتماع ثلاثي يعقد في مرحلة لاحقة. لكن لقاء كهذا يبقى رهن موافقة بوتين على لقاء زيلينسكي.
لكن الرئيس الأميركي كرر التلميح الى أن أوكرانيا تحتاج الى تقديم تنازلات لتبادل أراضٍ مع روسيا من أجل التوصل الى تسوية، وهو ما رفضه زيلينسكي.
ورأت أولغا توكاريوك، الباحثة في المركز الأوروبي لتحليل السياسات، أنه من منظار الأوكرانيين 'يبدو أن قوتين كبيرتين تقرران حصرا مصير أوكرانيا في غياب أي أوكرانيين على الطاولة'.
وأشارت الى أن السيناريو الأمثل بالنسبة الى كييف هو عدم توصل ترامب وبوتين الى أي اتفاق، وفرض عقوبات غربية جديدة على موسكو.
من جهته، اعتبر هيربست أن زيلينسكي قد يوافق على تسوية تتيح لروسيا الاحتفاظ بالسيطرة على مناطق تواجدها، من دون إقرار رسمي بذلك.
في المقابل، سيقبل بوتين بأن سعيه 'للاستيلاء على المزيد من أوكرانيا واستعادة الإمبراطورية الروسية قد انتهى'، بحسب هيربست.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 3 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
بوتين يوافق على تقديم الولايات المتحدة وأوروبا لضمانات أمنية لأوكرانيا مشابهة لما يقدمه الناتو.
المستقلة/- وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمته مع الرئيس دونالد ترامب على أن الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين يمكن أن يقدموا لأوكرانيا ضمانة أمنية تُشبه تفويض الدفاع الجماعي لحلف الناتو، كجزء من اتفاق نهائي لإنهاء الحرب، وفقًا لمسؤول أمريكي يوم الأحد. وقال مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، الذي شارك في المحادثات يوم الجمعة في قاعدة عسكرية في ألاسكا، إنها 'المرة الأولى التي نسمع فيها موافقة الروس على ذلك'، ووصفها بأنها 'تغير قواعد اللعبة'. وقال ويتكوف لبرنامج 'حالة الاتحاد' على شبكة CNN: 'لقد تمكنا من الحصول على التنازل التالي: أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم حماية تُشبه المادة الخامسة، وهو أحد الأسباب الحقيقية وراء رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف الناتو'. ولم يُقدم ويتكوف سوى تفاصيل قليلة حول كيفية عمل مثل هذا الترتيب. لكن يبدو أنه يُمثل تحولًا كبيرًا بالنسبة لبوتين، ويمكن أن يكون بمثابة حل بديل لاعتراضه العميق على عضوية أوكرانيا المُحتملة في حلف الناتو، وهي خطوة سعت إليها كييف منذ فترة طويلة. كان من المتوقع أن يكون هذا الموضوع محوريًا يوم الاثنين، حيث سيجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيون بارزون مع ترامب في البيت الأبيض لمناقشة إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف. وصرح ترامب يوم الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: 'تقدم كبير في الملف الروسي. تابعونا!'. تنص المادة الخامسة، التي تُعدّ جوهر التحالف العسكري عبر الأطلسي الذي يضم 32 دولة، على أن أي هجوم مسلح على أي دولة عضو يُعتبر هجومًا على جميع الدول الأعضاء. وقال وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي شارك أيضًا في القمة، إن ما كان بحاجة إلى نقاش خلال محادثات هذا الأسبوع هو الخطوط العريضة لأي ضمانات أمنية. وقد ضغطت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون على الولايات المتحدة لتوفير هذه الضمانة في أي اتفاق سلام لردع أي هجمات مستقبلية من موسكو. وقال روبيو في برنامج 'ميت ذا برس' على قناة إن بي سي: 'كيف يُبنى ذلك، وما هو اسم هذا البند، وكيف يُبنى، وما هي الضمانات المُضمنة فيه والقابلة للتنفيذ، هذا ما سنناقشه خلال الأيام القليلة المقبلة مع شركائنا'. مع ذلك، لم يكن واضحًا ما إذا كان ترامب قد التزم التزامًا كاملًا بمثل هذا الضمان. وقال روبيو إنه سيكون 'تنازلًا كبيرًا'. أبرزت هذه التعليقات ما نوقش في ألاسكا. قبل يوم الأحد، لم يقدم المسؤولون الأمريكيون سوى تفاصيل قليلة، حتى مع تأكيد كل من ترامب وبوتين على نجاح اجتماعهما. وأضاف ويتكوف أن روسيا وافقت على سن قانون ينص على أنها لن 'تستهدف أي دولة أوروبية أخرى وتنتهك سيادتها'. وقال في برنامج 'فوكس نيوز صنداي': 'اتفق الروس على ترسيخ صياغة تشريعية تمنعهم من – أو تضمن لهم الإقرار بعدم محاولة الاستيلاء على أي أراضٍ أخرى من أوكرانيا بعد اتفاق سلام، حيث سيشهدون بعدم انتهاك أي حدود أوروبية'. وأشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، متحدثةً في بروكسل إلى جانب زيلينسكي، بالأخبار الواردة من البيت الأبيض، في الوقت الذي يسعى فيه تحالف أوروبي إلى تشكيل قوة لمراقبة أي سلام مستقبلي في أوكرانيا. وقالت: 'نرحب باستعداد الرئيس ترامب للمساهمة في ضمانات أمنية لأوكرانيا، على غرار المادة الخامسة، وتحالف الراغبين – بما في ذلك الاتحاد الأوروبي – مستعد للمساهمة'. شكر زيلينسكي الولايات المتحدة على إشارتها إلى استعدادها لدعم هذه الضمانات، لكنه قال إن الكثير لا يزال غامضًا. وقال: 'لا توجد تفاصيل حول كيفية عمل ذلك، وما هو دور أمريكا ودور أوروبا وما يمكن للاتحاد الأوروبي فعله – وهذه هي مهمتنا الرئيسية: نحتاج إلى أن يعمل الأمن عمليًا مثل المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي'. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن جوهر الضمانات الأمنية لتأمين أي ترتيب سلام سيكون أكثر أهمية من منحها تصنيفًا من نوع المادة الخامسة. وفي اجتماع البيت الأبيض، قال ماكرون إن القادة الأوروبيين سيطلبون من الولايات المتحدة دعم خططهم لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية بمزيد من التدريب والمعدات ونشر قوة حليفة بعيدًا عن خطوط المواجهة. وقال ماكرون: 'سنُظهر هذا لزملائنا الأمريكيين، وسنقول لهم: 'حسنًا، نحن مستعدون للقيام بهذا وذاك، فما الذي أنتم مستعدون لفعله؟' هذا هو ضمان الأمن.'


شفق نيوز
منذ 4 ساعات
- شفق نيوز
ما هي "أقصى" طموحات القادة الأوروبيين من قمة ترامب-زيلينسكي في واشنطن؟
التقى قادة أوروبيون مما يُعرف بـ"تحالف الراغبين" عبر تقنية "الفيديوكونفرانس"، يوم الأحد، وذلك قُبيل القمة المرتقبة غداً الاثنين في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وحضر الاجتماع، الذي استضافه الرئيس الفرنسي، قادة كل من بريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وفنلندا، وأستراليا، واليابان، وكذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو مارك روته. وبناءً على طلب من زيلينسكي، سيرافقه هؤلاء القادة الأوروبيين في قمة واشنطن، والتي تأتي بعد ثلاثة أيام من قمة في ألاسكا جمعتْ بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي استمرت لنحو ثلاث ساعات ونصف الساعة، وانتهت دون إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار. ويسعى قادة "تحالف الراغبين" إلى "التنسيق بين الأوروبيين والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى سلام عادل ودائم يحافظ على المصالح الحيوية لأوكرانيا ويضمن أمن أوروبا"، وفق ما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية في اجتماع الأحد. وإضافة إلى الضمانات الأمنية لكل من أوروبا وأوكرانيا، رأى الخبير في الشؤون الأوروبية حسين الوائلي أن "أقصى ما يتطلّع إليه القادة الأوروبيون من قمة واشنطن يظلّ في إطار الطموحات الواقعية والتي تتمثل في: عدم التنازل عن الجغرافيا التي احتلتها روسيا سواء في عام 2014 أو في عام 2022؛ وفي أن تكون أوكرانيا مستقلة ذات سيادة بعيداً عن التهديد الروسي؛ وأن تكون أوكرانيا كذلك عضواً في الاتحاد الأوروبي وعضواً أيضاً في حلف الناتو" وهو ما تعارضه موسكو. ويضيف الوائلي لبي بي سي: "ولكن هناك طموحات أخرى، تتمثل في ألا يكون هناك عزلٌ للأوروبيين وألا تكون هناك صفقة أمريكية-روسية على ظهر الأوروبيين". وفي أثناء اجتماع القادة الأوروبيين مع زيلينسكي، نشر الرئيس الأمريكي عبر منصّته سوشال تروث يقول إن "ثمة تقدماً كبيراً على صعيد روسيا. تابعونا!"، من دون أن يكشف كيف سيحدث هذا التقدّم؛ فيما يرى مراقبون أولوية جديدة وضعها ترامب لنفسه، تتمثل في البحث عن "اتفاق سلامٍ بدلاً من وقف إطلاق النار". وفي قمة ألاسكا، يوم الجمعة، قال الرئيس الروسي لنظيره الأمريكي إنه لكي تتوقف الحرب في أوكرانيا، يجب على الأخيرة أن تنسحب من منطقتين هما دونيتسك ولوغانسك، وفقاً للتقارير. لكن زيلينسكي قال، في اجتماع الأحد، إن "هذا مستحيل في ظل الدستور الأوكراني". "فقاعة الآمال انفجرت في قمة ألاسكا" ومع ذلك، أعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في أن تأتي قمة البيت الأبيض يوم الاثنين "بنّاءة"، فيما أكدت أورسولا فون ديرلاين أنه يجب انعقاد "قمة ثلاثية" بين كل من أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، بعد قمة الاثنين. لكن ثمة مراقبين لا يتوقعون الشيء الكثير على صعيد السلام، في حربٍ يرون أن "روسيا تحقق فيها انتصاراً بخُطى بطيئة". أندريه كوليسنكوف، رئيس برنامج السياسة الداخلية بمركز كارنيغي في موسكو، يرى أن "فقاعة الآمال المتضخمة قد انفجرت" في قمة ألاسكا، معتبراً أن بوتين قد "حقق ما يرغب فيه بالتمام: محافظاً على علاقته مع ترامب؛ ومتفادياً المزيد من العقوبات؛ مع استمرار الحرب" دون تقديم تنازلات تُذكر. Reuters أوريسيا لوتسفيتش، رئيسة منتدى أوكرانيا في مركز أبحاث تشاتام هاوس، أيضاً رأت أن روسيا "كوفئت" على اجتياحها أوكرانيا، مشيرة إلى وصْف ترامب لروسيا بأنها "بلد عظيم" وإلى قوله إنّ ثمة تفاهماً قويّا متبادَلاً بين الجانبين. واعتبرت لوتسفيتش ذلك بمثابة "تعميق للشروخ التي تضرب حائط التحالف العابر للأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا، وهو بالضبط ما تهدف إليه روسيا". وقالت لوتسفيتش إن ترامب "رفع اللوم عن كاهل بوتين وغسل يده من إثم تلك الحرب"، بقوله مُجدداً إنها "حرب بايدن"، في إشارة إلى سلفه جو بايدن. وعلى حدّ تعبير لوتسفيتش "خرج ترامب من اجتماع ألاسكا صِفر اليدين؛ فلم يحصل الرئيس الأمريكي على ما كان يطمع فيه حينذاك من وقفٍ لإطلاق النار". "إضفاء شرعية على مجرم حرب" الأوكرانيون على الجانب الآخر، تابعوا مشاهد قمة ألاسكا معتبرين أنها "إضفاء شرعية على مجرم حرب في أعلى مستوى" وفقاً للمحلل السياسي الأوكراني أولكساندر كوفالينكو. يُذكر أن بوتين صدرتْ بحقّه مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية في مارس/آذار 2023، بدعوى مسؤوليته عن "جرائم حرب". يقول كير غايلز، الباحث البارز في برنامج "روسيا وأوراسيا" بمركز تشاتام هاوس: "لقد كان انتصاراً كبيراً لبوتين لمجرّد أنْ يحظى بهذا الاستقبال" من قِبل رئيس الولايات المتحدة. "ربما لا تزال صُور اجتماع فبراير/شباط عالقة في ذهن الرئيس الأوكراني" Reuters وفي بيان يوم السبت، غداة قمة ألاسكا، أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أهمية حضور القادة الأوروبيين في كل مراحل المفاوضات؛ حيث يقف هؤلاء القادة كـ"حائط صدّ" في مواجهة أي احتمالٍ بميلِ ترامب باتجاه بوتين. ورأى حسين الوائلي، في حديثه لبي بي سي، أن هناك "قلقاً أوروبياً من أن تكون هناك صفقة بمعزل عن الأوروبيين... لا توجد ثقة أساسية بين الطرفين الأوروبي والأمريكي، وثمة انقسام بينهما حيال بناء مقاربة أو رؤية لإنهاء الصراع الروسي-الأوكراني"، بحسب الوائلي ورأى الخبير في الشؤون الأوروبية أن حِرص القادة الأوروبيين على مرافقة زيلينسكي في اجتماع واشنطن، يأتي كي "لا يتكرر ما حدث في الاجتماع الاستثنائي" الذي وقع بين ترامب وزيلينسكي في فبراير/شباط الماضي. وكان المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض قد شهد في هذا الاجتماع عاصفة من المشادات الكلامية خرجت عن المألوف بين رئيسين. وربما لا تزال صُور هذا الاجتماع عالقة في ذهن الرئيس الأوكراني الذي سيأمل مع ذلك أن يكون اجتماع الاثنين أفضل بما يُمهّد الطريق لسلام "لا ينطوي على استسلام لأطماع روسيا".


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 5 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
زعماء أوروبيون ينضمون إلى زيلينسكي في واشنطن للقاء ترامب
المستقلة/- سينضم قادة أوروبيون إلى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في اجتماع بالبيت الأبيض يوم الاثنين مع دونالد ترامب، في جهد منسق لصد 'خطة السلام' التي أقرتها الولايات المتحدة والتي من شأنها أن تسمح لروسيا بالاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية. سيرافق زيلينسكي في المكتب البيضاوي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والمستشار الألماني، فريدريش ميرز، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفنلندي، ألكسندر ستاب. كما ستحضر رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني. وقالت الحكومة الألمانية: 'ستتناول المحادثات، من بين أمور أخرى، الضمانات الأمنية، والقضايا الإقليمية، واستمرار الدعم لأوكرانيا في دفاعها ضد العدوان الروسي. وهذا يشمل مواصلة الضغط بشأن العقوبات'. وأضافت الرئاسة الفرنسية أن الهدف من الزيارة هو تحقيق 'سلام عادل ودائم يصون المصالح الحيوية لأوكرانيا وأمن أوروبا'. ومن المقرر أن تُعقد مكالمة فيديو، تُنظمها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، يوم الأحد مع حلفاء أوروبيين آخرين. ويأتي ذلك عقب تقارير تفيد بأن ترامب سيدعم خطة للتنازل عن أراضٍ أوكرانية غير محتلة لروسيا لضمان إنهاء الحرب بين البلدين. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤولين أوروبيين كبار أن ترامب أبلغ القادة الأوروبيين أنه يعتقد أنه يمكن التفاوض على اتفاق سلام إذا وافق زيلينسكي على التخلي عن منطقة دونباس، التي لم يتمكن الغزاة الروس من السيطرة عليها خلال أكثر من ثلاث سنوات من القتال. وأفاد مصدران مطلعان على المحادثات في ألاسكا لصحيفة الغارديان أن بوتين طالب بانسحاب أوكرانيا من دونباس، التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك، كشرط لإنهاء الحرب، لكنه عرض على ترامب تجميد القتال على طول خط المواجهة المتبقي. على الرغم من أن لوغانسك تخضع بالكامل تقريبًا للسيطرة الروسية، إلا أن أوكرانيا لا تزال تسيطر على أجزاء رئيسية من دونيتسك، بما في ذلك مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، بالإضافة إلى مواقع محصنة بشدة أودت دفاعاتها بحياة عشرات الآلاف. أبلغ بوتين ترامب أنه في مقابل استعادة دونيتسك ولوغانسك، سيوقف أي تقدم إضافي ويُجمّد خط المواجهة في منطقتي خيرسون وزابوريزهيا جنوب أوكرانيا، حيث تحتل القوات الروسية مناطق مهمة. يأتي دعم ترامب للتنازل عن منطقة دونباس الأوكرانية، الغنية بالموارد المعدنية، بما في ذلك الفحم وخام الحديد، لروسيا في الوقت الذي أعرب فيه عن دعمه للانتقال مباشرةً إلى اتفاق سلام، وليس عبر وقف إطلاق النار، الذي وصفه ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يوم السبت بأنه 'لا يصمد في كثير من الأحيان'. يمثل دعم الولايات المتحدة للتنازل عن دونباس لروسيا خرقًا للاتفاق مع أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين الذين يعارضون مثل هذا الاتفاق. وفقًا لرويترز، تطالب روسيا بمساحة 6600 كيلومتر مربع من دونباس، بينما تعرض الانسحاب من مساحة 440 كيلومترًا مربعًا في منطقتي سومي وخاركيف. صرح ميرز يوم السبت بأن الولايات المتحدة مستعدة، كجزء من الاتفاق، لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. وهدد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي تشتري النفط الروسي إذا رفضت موسكو الاتفاق، وحلقت قاذفات أمريكية فوق الزعيم الروسي لدى وصوله إلى ألاسكا. لكن القادة الأوكرانيين والأوروبيين يخشون من أن اتفاق السلام المباشر، الذي يتجاوز وقف إطلاق النار الأولي، يمنح موسكو اليد العليا في المحادثات. وزعم ترامب يوم السبت في منشوره أن 'الجميع قد قرروا' أنه من الأفضل التوجه مباشرةً إلى التفاوض على اتفاق سلام، على الرغم من أن القادة الأوروبيين أشاروا إلى أن هذا ليس رأيهم. وأكد بيان مشترك صادر عن القادة الأوروبيين أنهم 'مستعدون للعمل مع الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي من أجل عقد قمة ثلاثية بدعم أوروبي'، لكن 'قرارات تحديد حدود أراضيها متروكة لأوكرانيا. يجب ألا تُغيّر الحدود الدولية بالقوة'. وقالوا إنهم 'يرحبون بجهود الرئيس ترامب لوقف القتل في أوكرانيا، وإنهاء حرب روسيا العدوانية، وتحقيق سلام عادل ودائم'. قال زيلينسكي في بيان عقب محادثاته مع ترامب والقادة الأوروبيين: 'المواقف واضحة. يجب تحقيق سلام حقيقي، سلام دائم، وليس مجرد هدنة مؤقتة بين الغزوات الروسية. يجب أن تتوقف عمليات القتل في أسرع وقت ممكن، ويجب أن يتوقف إطلاق النار في ساحة المعركة وفي السماء، وكذلك ضد بنيتنا التحتية للموانئ. يجب إطلاق سراح جميع أسرى الحرب والمدنيين الأوكرانيين، ويجب إعادة الأطفال الذين اختطفتهم روسيا'. وفي بيان لاحق على مواقع التواصل الاجتماعي يوم السبت، أضاف أن التوجه نحو اتفاق سلام مباشر دون وقف إطلاق النار أولاً 'يُعقّد الوضع'. وقال إنه إذا افتقرت موسكو إلى 'الإرادة لتنفيذ أمر بسيط بوقف الضربات، فقد يتطلب الأمر جهدًا كبيرًا لجعل روسيا لديها الإرادة لتطبيق تعايش سلمي أكبر بكثير مع جيرانها لعقود'. وأفاد مكتب الرئيس الفرنسي في بيان أن القادة الأوروبيين، بمن فيهم ماكرون وميرز وستارمر، من المقرر أن يناقشوا القضايا مع زيلينسكي يوم الأحد عبر مكالمة فيديو قبل اجتماعه مع ترامب. قالت أولغا توكاريوك، الزميلة في مركز تحليل السياسات الأوروبية، إن زيلينسكي يواجه 'مهمة صعبة' في واشنطن. وأضافت أنه كان عليه 'إثبات رغبة أوكرانيا في السلام، ولكن ليس بأي ثمن، لضمان استمرار حصولها على الدعم الأمريكي'. وفي الوقت نفسه، لا يمكنه تقديم تنازلات 'غير مقبولة للأوكرانيين'. وتوقعت أن ترامب لن يعامل زيلينسكي 'بنفس الود الذي عامل به بوتين'. وأضافت: 'لم تعد الولايات المتحدة في عهد ترامب مستعدة للوقوف إلى جانب حلفائها الديمقراطيين، بل إنها تحتضن الطغاة'.