logo
السفارة الأميركية في بيروت تختتم "خيوط الأمل"... وجونسون: الفن اللبناني منحنا الشفاء

السفارة الأميركية في بيروت تختتم "خيوط الأمل"... وجونسون: الفن اللبناني منحنا الشفاء

النهار١٧-٠٤-٢٠٢٥

في خطوة تجمع بين الفن والثقافة والدبلوماسية، اختتمت السفارة الأميركية في بيروت معرضها السنوي "خيوط الأمل"، الذي استضاف على مدى عام كامل أكثر من 68 عملاً فنياً لفنانين لبنانيين معاصرين، تحت سقف مقر إقامة السفيرة الأميركية ليزا جونسون.
المعرض، الذي أُقيم ضمن مبادرة "إعارة الفن: خيط من الأمل" (Art Loan Project: A Thread of Hope)، شكّل منصة بارزة للفن اللبناني، عاكساً صورة مشرقة عن لبنان من خلال الإبداع، والألوان، والخطوط التي نسجت مشهداً جمالياً في قلب العاصمة بيروت.
وفي كلمتها خلال الحفل الختامي، عبّرت السفيرة جونسون عن امتنانها العميق للفنانين المشاركين، قائلة: "بفخر قدّمت هذا المعرض لمئات الزوار في مقر إقامتي، عبر جولات تعريفية. طوال فترة النزاع، قامت أعمالكم بشيء استثنائي، لقد ألهمتنا، ووفّرت لنا الشفاء والهروب، وذكّرتنا بأحلامنا المشتركة نحو مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً".
وأضافت: "لقد كان من الرائع عرض هذه الأعمال هنا، في عام مليء بالتحديات. وما يميز هذا المعرض هو قوّته التحويلية، وقدرته على منحنا الأمل، وتحفيزنا على التخيل، والتفكير في ما يمكن أن يكون. وهذا تماماً ما مثّله المعرض، وهو ما كنا بأمسّ الحاجة إليه خلال العام المنصرم".
وتابعت: "كانت الأعمال ملهمة للغاية، وفتحت أمامنا مساحة للتأمل، والخيال، والأمل. العديد منها تناول مواضيع العائلة، والتواصل، والتضامن. وفي هذا السياق، سعينا لتسليط الضوء على هذه القيم، كونها تشكّل نسيجاً من الأمل يُنقل من شخص إلى آخر".
وأضافت: "شخصياً، استمتعت بهذا التواصل. بعض هذه الأعمال عبّرت عن جمال لبنان، ويمكن بسهولة ملاحظة الشغف والتحدي في تقديمها. أؤمن بأن الفن هو أيضاً جسر للتبادل الثقافي، وأداة للتواصل بين الولايات المتحدة ولبنان".
"بالنسبة للسفيرة الأميركية: "اليوم نحتفل بنهاية مرحلة وبداية أخرى. لدينا أصدقاء جدد في هذه الرحلة الفنية من أجل لبنان. كل بداية جديدة تتضمن نهاية لمرحلة سابقة، وسنواصل تتبّع خيوط الأمل نحو انطلاقة جديدة. هذه مهمة المعرض المقبل".
الفن في قلب الدبلوماسية
لم تكن هذه المبادرة الثقافية مجرد نشاط جانبي في أجندة السفارة، بل جرى توظيف الفن كوسيلة للتقارب الثقافي وبناء الثقة، في وقت تمر فيه البلاد بأحد أصعب مراحلها التاريخية.
ما ميّز "خيوط الأمل" أنّه لم يُعرض في قاعة رسمية أو صالة تقليدية، بل في مقر إقامة السفيرة، ما أضفى بُعداً إنسانياً وشخصياً على المبادرة. العلاقة بين السفيرة والأعمال الفنية تجاوزت الأطر البروتوكولية، وتحولت إلى علاقة وجدانية، إذ ستفتقد اللوحات بعد انتهائه بعدما بنت علاقة خاصة مع كل عمل.
"لسنا أرقاماً... نحن بشر"
من بين الأعمال المشاركة، قدّم الفنان هادي سي أكثر من عمل لافت، ركز فيه على فكرة تجريد الإنسان من اسمه وتحويله إلى رقم، أي "لعبة الأرقام". ويقول: "نحن لسنا أرقاماً، حتى لو كانت الأرقام جميلة. هذه رسالة مهمة: أن نبقى بشراً". يضيف أن عرض هذا العمل داخل السفارة الأميركية يمنحه بعداً رمزياً كبيراً في ظل الظروف الإقليمية الراهنة.
أما الفنان التشكيلي والنحات نبيل بصبوص، فرأى في هذه المبادرة "بداية جديدة" للفنانين اللبنانيين، مشدداً على أن "الفن لا يُقاس بالربح أو الشهرة، بل هو وسيلة إنسانية صادقة للتعبير عن المشاعر والثقافة". واعتبر أن الدعم المعنوي الذي تلقاه الفنانون من خلال هذه المبادرة يعيد الثقة بدور الفن كوسيلة للحوار بين الشعوب.
من لبنان إلى العالم: الفن يعبر الحدود
الفنان التشكيلي اللبناني العالمي هرير دياربركيان، المعروف بمعارضه في نيويورك ولوس أنجليس، شدد على أهمية أن يحظى الفنانون اللبنانيون بمساحات عرض داخل وطنهم، رغم كل التحديات. وقال: "هذه خطوة جميلة جداً لمستقبل الفنان اللبناني، ولمستقبل لبنان، لأن لبنان هو الفن والجمال والعطاء"، مضيفاً أن "الفنان هو سفير بلده في كل مكان، سواء في أوروبا، أميركا أو اليابان".
أما الفنانة المعاصرة ماغالي كترا، فأكدت أن أحد أبرز أهداف هذه المبادرة هو إيصال رسالة الفن اللبناني إلى جمهور أوسع، مشددة على فكرة الحوار الإنساني رغم الاختلافات، ورأت في المعرض فرصة لتعزيز قيم تقبّل الآخر عبر الفن.
عندما يصبح الفن مشروعاً جماعياً
أما المصور الفوتوغرافي ماهر العطار، الذي شارك في أكثر من عمل أبرزها "Dove of Peace"، فقال: "بيروت كانت وستبقى عاصمة للثقافة. وما تقوم به السفارة الأميركية من احتضان لهذا الفن هو رسالة ثقافية راقية لا تُقدّر بثمن". وأشار إلى أن دعم السفارة يشكل غطاء معنوياً مهمّاً لمجتمع فنّي يسعى للبقاء نابضاً بالحياة رغم التحديات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالفيديو: دواين جونسون بـ'look' جديد كليًا
بالفيديو: دواين جونسون بـ'look' جديد كليًا

IM Lebanon

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • IM Lebanon

بالفيديو: دواين جونسون بـ'look' جديد كليًا

ظهر الممثل العالمي دواين جونسون بـلوك جديد كليًا في الإعلان الترويجي لفيلمه المُرتقب 'The Smashing Machine' أو'آلة التحطيم'. ويؤدي جونسون في هذ الفيلم دور مقاتل MMA وUFC 'مارك كير'، وربما يكون هذا الدور الأكثر دراماتيكية في مسيرته حتى الآن. ويستكشف الفيلم 'وحشية هذه الرياضة الي كرّس مارك كير حياته لها'، ويسلط الضوء على علاقته المضطربة بصديقته، ويقول الإعلان الترويجي: 'الفوز هو أفضل شعور في العالم'. وبدا دواين قريباً في الشكل من كير وصرح لمجلة 'GQ' العام الماضي بأنّه يعتبر تجسيده لهذه الشخصية فرصة لتطوير نفسه وتحديّها بشكل غير مسبوق في مسيرته. اشارة الى ان فيلم 'The Smashing Machine'سيبدأ في 3 تشرين الأوّل المقبل، وهو من توقيع الكاتب والمخرج بيني سافدي.

السفارة الأميركية في بيروت تختتم "خيوط الأمل"... وجونسون: الفن اللبناني منحنا الشفاء
السفارة الأميركية في بيروت تختتم "خيوط الأمل"... وجونسون: الفن اللبناني منحنا الشفاء

النهار

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • النهار

السفارة الأميركية في بيروت تختتم "خيوط الأمل"... وجونسون: الفن اللبناني منحنا الشفاء

في خطوة تجمع بين الفن والثقافة والدبلوماسية، اختتمت السفارة الأميركية في بيروت معرضها السنوي "خيوط الأمل"، الذي استضاف على مدى عام كامل أكثر من 68 عملاً فنياً لفنانين لبنانيين معاصرين، تحت سقف مقر إقامة السفيرة الأميركية ليزا جونسون. المعرض، الذي أُقيم ضمن مبادرة "إعارة الفن: خيط من الأمل" (Art Loan Project: A Thread of Hope)، شكّل منصة بارزة للفن اللبناني، عاكساً صورة مشرقة عن لبنان من خلال الإبداع، والألوان، والخطوط التي نسجت مشهداً جمالياً في قلب العاصمة بيروت. وفي كلمتها خلال الحفل الختامي، عبّرت السفيرة جونسون عن امتنانها العميق للفنانين المشاركين، قائلة: "بفخر قدّمت هذا المعرض لمئات الزوار في مقر إقامتي، عبر جولات تعريفية. طوال فترة النزاع، قامت أعمالكم بشيء استثنائي، لقد ألهمتنا، ووفّرت لنا الشفاء والهروب، وذكّرتنا بأحلامنا المشتركة نحو مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً". وأضافت: "لقد كان من الرائع عرض هذه الأعمال هنا، في عام مليء بالتحديات. وما يميز هذا المعرض هو قوّته التحويلية، وقدرته على منحنا الأمل، وتحفيزنا على التخيل، والتفكير في ما يمكن أن يكون. وهذا تماماً ما مثّله المعرض، وهو ما كنا بأمسّ الحاجة إليه خلال العام المنصرم". وتابعت: "كانت الأعمال ملهمة للغاية، وفتحت أمامنا مساحة للتأمل، والخيال، والأمل. العديد منها تناول مواضيع العائلة، والتواصل، والتضامن. وفي هذا السياق، سعينا لتسليط الضوء على هذه القيم، كونها تشكّل نسيجاً من الأمل يُنقل من شخص إلى آخر". وأضافت: "شخصياً، استمتعت بهذا التواصل. بعض هذه الأعمال عبّرت عن جمال لبنان، ويمكن بسهولة ملاحظة الشغف والتحدي في تقديمها. أؤمن بأن الفن هو أيضاً جسر للتبادل الثقافي، وأداة للتواصل بين الولايات المتحدة ولبنان". "بالنسبة للسفيرة الأميركية: "اليوم نحتفل بنهاية مرحلة وبداية أخرى. لدينا أصدقاء جدد في هذه الرحلة الفنية من أجل لبنان. كل بداية جديدة تتضمن نهاية لمرحلة سابقة، وسنواصل تتبّع خيوط الأمل نحو انطلاقة جديدة. هذه مهمة المعرض المقبل". الفن في قلب الدبلوماسية لم تكن هذه المبادرة الثقافية مجرد نشاط جانبي في أجندة السفارة، بل جرى توظيف الفن كوسيلة للتقارب الثقافي وبناء الثقة، في وقت تمر فيه البلاد بأحد أصعب مراحلها التاريخية. ما ميّز "خيوط الأمل" أنّه لم يُعرض في قاعة رسمية أو صالة تقليدية، بل في مقر إقامة السفيرة، ما أضفى بُعداً إنسانياً وشخصياً على المبادرة. العلاقة بين السفيرة والأعمال الفنية تجاوزت الأطر البروتوكولية، وتحولت إلى علاقة وجدانية، إذ ستفتقد اللوحات بعد انتهائه بعدما بنت علاقة خاصة مع كل عمل. "لسنا أرقاماً... نحن بشر" من بين الأعمال المشاركة، قدّم الفنان هادي سي أكثر من عمل لافت، ركز فيه على فكرة تجريد الإنسان من اسمه وتحويله إلى رقم، أي "لعبة الأرقام". ويقول: "نحن لسنا أرقاماً، حتى لو كانت الأرقام جميلة. هذه رسالة مهمة: أن نبقى بشراً". يضيف أن عرض هذا العمل داخل السفارة الأميركية يمنحه بعداً رمزياً كبيراً في ظل الظروف الإقليمية الراهنة. أما الفنان التشكيلي والنحات نبيل بصبوص، فرأى في هذه المبادرة "بداية جديدة" للفنانين اللبنانيين، مشدداً على أن "الفن لا يُقاس بالربح أو الشهرة، بل هو وسيلة إنسانية صادقة للتعبير عن المشاعر والثقافة". واعتبر أن الدعم المعنوي الذي تلقاه الفنانون من خلال هذه المبادرة يعيد الثقة بدور الفن كوسيلة للحوار بين الشعوب. من لبنان إلى العالم: الفن يعبر الحدود الفنان التشكيلي اللبناني العالمي هرير دياربركيان، المعروف بمعارضه في نيويورك ولوس أنجليس، شدد على أهمية أن يحظى الفنانون اللبنانيون بمساحات عرض داخل وطنهم، رغم كل التحديات. وقال: "هذه خطوة جميلة جداً لمستقبل الفنان اللبناني، ولمستقبل لبنان، لأن لبنان هو الفن والجمال والعطاء"، مضيفاً أن "الفنان هو سفير بلده في كل مكان، سواء في أوروبا، أميركا أو اليابان". أما الفنانة المعاصرة ماغالي كترا، فأكدت أن أحد أبرز أهداف هذه المبادرة هو إيصال رسالة الفن اللبناني إلى جمهور أوسع، مشددة على فكرة الحوار الإنساني رغم الاختلافات، ورأت في المعرض فرصة لتعزيز قيم تقبّل الآخر عبر الفن. عندما يصبح الفن مشروعاً جماعياً أما المصور الفوتوغرافي ماهر العطار، الذي شارك في أكثر من عمل أبرزها "Dove of Peace"، فقال: "بيروت كانت وستبقى عاصمة للثقافة. وما تقوم به السفارة الأميركية من احتضان لهذا الفن هو رسالة ثقافية راقية لا تُقدّر بثمن". وأشار إلى أن دعم السفارة يشكل غطاء معنوياً مهمّاً لمجتمع فنّي يسعى للبقاء نابضاً بالحياة رغم التحديات.

تناول التحضيرات لإطلاق فعاليّات شهر الفرنكوفونيّة سلامة بحث مع جونسون تفعيل التبادل الثقافي
تناول التحضيرات لإطلاق فعاليّات شهر الفرنكوفونيّة سلامة بحث مع جونسون تفعيل التبادل الثقافي

الديار

time٢٧-٠٢-٢٠٢٥

  • الديار

تناول التحضيرات لإطلاق فعاليّات شهر الفرنكوفونيّة سلامة بحث مع جونسون تفعيل التبادل الثقافي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب التقى وزير الثقافة غسان سلامة في مكتبه في المكتبة الوطنية- الصنائع، سفيرة أميركا في لبنان ليزا جونسون، حيث تطرّق اللقاء إلى التطورات والمستجدات العامة محليًا وإقليميًا ودوليًا. هذا، وتم بحث العلاقات الثنائية لا سيما الثقافية منها، وأهمية تطوير وتفعيل التبادل الثقافي في مختلف المجالات بين البلدين. والتقى وزير الثقافة مدير المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية الفرنكوفونية في لبنان السفير ليفون اميرجانيان، الذي هنأه باسمه وباسم السكرتيرة العامة للفرنكوفونية بتعيينه في منصبه. وتناول اللقاء التحضيرات الجارية لإطلاق فعاليات شهر الفرنكوفونية من خلال تعاون مشترك بين وزارة الثقافة والمكتب الإقليمي للمنظمة، اضافة الى تطوير برنامج عمل للفرنكوفونية في لبنان يتناول مجالات متنوعة، بالتعاون مع وزارة الثقافة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store