logo
هل هناك من يصدق أن ترامب يهتم بمعاداة السامية؟

هل هناك من يصدق أن ترامب يهتم بمعاداة السامية؟

الوسط٢٩-٠٤-٢٠٢٥

Getty Images
يرى كثيرون أن نهج ترامب وفريقه قد يضر بالتعليم والذكاء الإنساني
نبدأ جولتنا من مقال في صحيفة نيويورك تايمز، للكاتبة ميشيل جولدبرج، الذي تقول فيه إنه منذ نحو عقد من الزمن، كان المحافظون غالباً ما ينددون بالهجرة المسلمة بحجة أنها تهدد التقدم الغربي في مجال حقوق مجتمع الميم. هذا الموقف، الذي يُعرف أحياناً بـ"القومية المثلية" (homonationalism)، بدأ في أوروبا قبل أن يشق طريقه إلى السياسة الأمريكية عبر الحملة الرئاسية الأولى لدونالد ترامب.
ففي خطاب قبوله ترشيح الحزب الجمهوري عام 2016، أدان ترامب مذبحة أورلاندو في ولاية فلوريدا، حيث قُتل 49 شخصاً في نادٍ ليلي يرتاده أفراد مجتمع الميم على يد المتشدد الإسلامي عمر متين. وقال: "كرئيس لكم، سأفعل كل ما بوسعي لحماية مواطنينا من مجتمع الميم من عنف وقمع أيديولوجيا أجنبية كارهة". وبعد شهر واحد فقط، كشف عن اقتراحه بـ"الفحص الشديد" للمهاجرين المسلمين، الذي يتضمن استبعاد أي شخص لا "يؤمن بمجتمع أمريكي متسامح".
كان ينبغي أن يكون واضحاً منذ ذلك الوقت أن ما بدا وكأنه حرص من ترامب على سلامة الأقليات الجنسية لم يكن سوى وسيلة مريحة لشق صفوف التحالف الديمقراطي. ففي ولايته الأولى، عيّن ترامب في المحاكم قضاة معروفين بمعارضتهم لحقوق المثليين والعابرين جنسياً، كما تراجع عن بعض الحمايات الممنوحة لهم في أماكن العمل. وفي العام الماضي، استغل تنامي الرفض الشعبي لحقوق العابرين جنسياً كوسيلة للعودة إلى الحكم، حيث تشن إدارته حالياً حملة منظمة لسحب التمويل الفيدرالي من كل ما يحمل اسم "مجتمع الميم".
وتشير الكاتبة إلى أنه "كان ينبغي أن يكون تعامل ترامب مع مجتمع الميم درساً لكل من يفكر بأخذ حملته ضد معاداة السامية على محمل الجد، خاصة وأن الأمر بات واضحاً جداً: ما هي إلا ذريعة لمهاجمة المؤسسات الليبرالية".
فترامب وحلفاؤه، في الواقع، أسهموا بشكل مدهش في تطبيع معاداة السامية. إيلون ماسك، الذي أوكل إليه ترامب مهمة إعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية، هو ربما أكبر مروّج للبروباغندا المعادية للسامية في العالم من خلال منصته إكس.
وتشرح جولدبرج، "لقد ظهر في صفحة For You لدي مؤخراً مقطع لفتاة شابة تتحدث بإعجاب عن 'الرجل H' – أي هتلر".
EPA
يشارك الناس في "مسيرة الأحياء" في معسكر الإبادة النازي الألماني السابق أوشفيتز الثاني-بيركيناو في برزيزنكا، جنوب بولندا
وفي الشهر الماضي فقط، شارك ليو تيريل، رئيس فريق ترامب لمكافحة معاداة السامية، منشوراً لأحد النازيين الجدد يفاخر فيه بأن ترامب يمتلك القدرة على سحب "بطاقة اليهودية" من السيناتور تشاك شومر. أما ترامب نفسه، فقد تناول العشاء مع مغني الراب كانييه ويست المعروف بحبه لهتلر، ومع الناشط القومي الأبيض نيك فوينتيس.
تضيف الكاتبة: "ومع ذلك، لا أزال أُذهل من وجود من يعتقد أن الهجمات التي تشنها الإدارة على الجامعات، بذريعة معاداة السامية، تنبع من نوايا حسنة".
وتبيّن جولدبرج "برأيي، هناك نوع آخر من الحقد أو الانحراف العقلي يجري هنا، نابع من الطريقة التي يميل بها بعض المدافعين عن إسرائيل إلى مساواة أي انتقاد لها، مهما كان معتدلاً، بمعاداة السامية".
وتضيف قائلة: صحيح أن بعض الاحتجاجات التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، شهدت مظاهر فظة من معاداة اليهود، لكن العديد من مؤيدي إسرائيل لا يستطيعون، على ما يبدو، تصور سبب منطقي للاعتراض العاطفي على حربها الشرسة ضد غزة سوى الكراهية لليهود. وهذا ما يجعلهم يضخمون بشدة حجم معاداة السامية لدى اليسار، ويبررون في المقابل استبداد ترامب ومحاولاته سحق المعاقل التقدمية، وفق ما جاء في المقال.
واستطردت الكاتبة قائلة "في اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور، تكون إسرائيل قد منعت إدخال الطعام والدواء والوقود إلى غزة منذ أكثر من خمسين يوماً. وقد وزع برنامج الأغذية العالمي آخر مخزوناته على مطابخ غزة، والتي ستنفد قريباً. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذا الشهر: 'مع جفاف المساعدات، أعيد فتح بوابات الرعب. غزة أصبحت حقلاً للقتل – والمدنيون يدورون في حلقة موت لا تنتهي".
وفق الكاتبة فإنه يمكن فهم كلماته بطريقتين: إما أنها صادقة، أو أنها، بحسب ناطق باسم وزارة خارجية إسرائيل، تمثل "افتراءً على إسرائيل"، تماماً كحال جميع المحتجين، كثير منهم من اليهود، الذين يُعاقَبون الآن بأمر من الإدارة. ووفقاً لهذا المنظور، فإن تصاعد المعارضة لإسرائيل لا يمكن تفسيره إلا ضمن مؤامرة معادية للسامية، ضخمة وراسخة لدرجة تستدعي اتخاذ إجراءات قصوى لكبحها.
وتختم الكاتبة قائلة: "إذا كانت افتراضاتك المسبقة حول إسرائيل تقودك إلى تقديس ترامب، فربما عليك إعادة النظر بها.
تعلم اليابانية وسط القصف
ننتقل إلى موقع إذاعة إن اتش كيه اليابانية، الذي تناول قصة الفتاة الفلسطينية رؤى التي تتعلم اللغة ليابانية وسط القصف في قطاع غزة، والتي استمرت في التعلم رغم جميع ما واجهته من صعاب.
وكانت رؤى، الفتاة الفلسطينية العاشقة لأفلام الرسوم المتحركة "أنيمي"، تتعلم اللغة اليابانية عبر الإنترنت حتى اندلعت الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتبدأ رحلة معاناة بعد أن حُرمت كغيرها من سكان القطاع من الدخول على الإنترنت.
وقال الموقع "ولم تتوقف الفتاة الفلسطينية وأسرتها المكونة من أبويها وشقيقتين وثلاثة أشقاء عن التنقل بين أنحاء القطاع منذ اندلاع الحرب، إذ تنقلوا بين المخيمات ومنازل الأصدقاء 11 مرة".
ورغم هذه المعاناة، اكتشفت الفتاة العاشقة لليابانية طريقة تمكنها من استكمال تعلم للغة من خلال برنامج يٌبث عبر الإذاعة اليابانية الدولية.
وقالت الفتاة الفلسطينية: "عندما انقطع الإنترنت بعد اندلاع الحرب، ظننت أنني لن أتمكن من تعلم اللغة اليابانية ثانية. لكني اكتشفت برنامجاً لتعليم اللغة يُبث عبر أثير إذاعة إن اتش كيه، لم أن أصدق أن شيئاً مثل هذا موجود بالفعل".
"وكانت المرة الأولى التي تلقت فيها الخدمة العربية للإذاعة اليابانية إن اتش كيه، وكانت تتحدث في رسائلها عن افتتانها بالثقافة واللغة اليابانية التي كانت تتعلمها بنفسها عبر الإنترنت"، وفقاً للموقع.
وكانت رؤى ترسل تلك الرسائل من حين لآخر بينما كانت تتعلم من برنامج "اليابانية السهلة" التي استأنفت دراستها عبره. كما كانت ترسل استفسارات عن مسائل تتعلق بقواعد اللغة وكيفية تحسين مهاراتها في اليابانية.
كما بدأ فريق الخدمة العربية لدى إذاعة إن اتش كيه يجري بالتواصل مع الفتاة حتى يتعرفون على موقفها التعليمي الحالي.
منذ اندلاع الحرب في القطاع، عاشت رؤى حياة عصيبة مع أهلها. فقد غادرت الأسرة منزلهم في غزة بسرعة فراراً من الحرب، وللأسف لم تتمكن رؤى من أن تأخذ معها مذكرات اللغة اليابانية التي كانت تستخدمها في تعلم اللغة.
وكانت قصة تعلقها باليابانية لطيفة، إذ بدأت بنوع خاص من المتعة عندما أحبت الفتاة مسلسل الرسوم المتحركة "أنيمي" الياباني الذي عرفها على الثقافة اليابانية وزاد من إعجابها بها.
وهي في سن الـ14، بدأت تنتقل من حب اليابانية من أجل التسلية فقط ومشاهدة أفلام الرسوم المتحركة إلى تعلم اللغة بشكل احترافي عبر برامج تعليمية عبر الإنترنت.
وقالت رؤى: "أتمنى أن تعود الهدنة من جديد وأن تفتح المدارس لأنني لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة في الوقت الراهن ولا أستطيع أن استكمل تعليمي استعداداً للاختبارات المقبلة".
"هل يؤثر هوس ترامب وأنصاره بالذكاء الاصطناعي على الذكاء الإنساني؟"
Reuters
وننهي الجولة من صحيفة الغارديان البريطانية، ومقال لكوين سلوبوديان، تناول فيه مق قال إنه "هوس مستويات الذكاء لدى الإدارة الأمريكية ذات التوجهات اليمينية".
ويشير الكاتب إلى دونالد ترامب يتشارك مع عدد من رجال وادي السيليكون في هوس بقياس الذكاء (IQ)، حيث يُعدّ الذكاء معياراً للهيمنة والاستحقاق. لكن في الوقت ذاته، تدفع أمريكا نحو مستقبل تُسيطر عليه أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل مشروع "ستارغيت" بقيمة 500 مليار دولار، مما يهدد بتقويض معنى الذكاء البشري الذي يقدسونه.
اختبارات الذكاء نشأت في ظل قلق الدول الصناعية من ضعف البنية الاجتماعية، وكان يُنظر إليها كوسيلة لتمييز "نخبة عقلية" تقود المجتمعات. لاحقاً، تعزز هذا التوجه في التسعينيات عبر أطروحات مثيرة للجدل مثل "منحنى الجرس"، التي ادعت وجود فروق عرقية في الذكاء.
برز في هذا السياق مهندسون ومنظرون مثل كيرتس يارفين، أحد دعاة اليمين التقني، الذي رأى أن اختبارات الذكاء يمكن أن تُستخدم لاستبعاد جماعات من التصويت. وامتد هذا الفكر ليشمل رجال أعمال مثل إيلون ماسك وبيتر ثيل، الذين يرون أن الذكاء ثابت وراثياً ولا يجب أن تتدخل الدولة في تطويره.
هذا التوجه يتعارض جذرياً مع فلسفة وزارة التعليم الأميركية التي تأسست على مبدأ أن التدخل المبكر يمكن أن يعزز قدرات الأطفال. لكن هذه الفلسفة تتعرض الآن لهجوم سياسي من رموز اليمين التقني.
المفارقة، كما يراها الكاتب، أن هؤلاء الذين يعظمون الذكاء البشري يدفعون بقوة نحو عصرٍ يُصبح فيه الذكاء الاصطناعي قادراً على أداء المهام التي لطالما ميزت "النخبة الذكية". وإذا كان الذكاء الاصطناعي سيتفوق على خريجي الجامعات والنخب التكنولوجية، فما الذي سيبقى من "الذكاء" البشري كمصدر للشرعية والسلطة؟
في النهاية، قد يثبت أن الذكاء الذي يتغنون به هو أول ما سيتجاوزه الذكاء الاصطناعي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يصعّد المواجهة التجارية.. رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي
ترامب يصعّد المواجهة التجارية.. رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي

عين ليبيا

timeمنذ 38 دقائق

  • عين ليبيا

ترامب يصعّد المواجهة التجارية.. رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من يونيو 2025، متهماً الكتلة الأوروبية بـ'استغلال' الولايات المتحدة تجارياً. وفي منشور على منصة 'تروث سوشيال'، قال ترامب: 'الاتحاد الأوروبي، الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة في الشؤون التجارية، كان من الصعب جداً التعامل معه… مفاوضاتنا لا تسفر عن أي نتيجة'. وأضاف: 'لذا أقترح فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، ولن تُفرض رسوم إذا صُنع المنتج داخل الولايات المتحدة'. وأشار ترامب إلى أن العجز التجاري السنوي مع الاتحاد الأوروبي يتجاوز 250 مليار دولار، عازياً ذلك إلى ما وصفه بالحواجز التجارية غير العادلة، وضرائب القيمة المضافة، والغرامات والدعاوى ضد الشركات الأمريكية. وكان ترامب قد وقع في الثاني من أبريل الماضي أمراً تنفيذياً بفرض رسوم جمركية 'متبادلة' على الواردات من دول أخرى، بنسبة أساسية بلغت 10%، كما بدأ تطبيق معدلات أعلى في التاسع من أبريل على 57 دولة، بناءً على حجم العجز التجاري الأمريكي معها. وفي وقت لاحق، أعلن أن أكثر من 75 دولة لم ترد بإجراءات مضادة وطلبت التفاوض، ما دفع بالإدارة الأمريكية إلى تمديد الرسوم الأساسية لمدة 90 يوماً، مع استثناء الصين من هذا التخفيف المؤقت.

هل يصل برج ترامب حقاً إلى دمشق؟
هل يصل برج ترامب حقاً إلى دمشق؟

الوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الوسط

هل يصل برج ترامب حقاً إلى دمشق؟

Getty Images غروب الشمس خلف فندق ترامب إنترناشونال لاس فيغاس قبل اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، في وقت سابق من مايو/أيار الجاري، أفادت مصادر مطلعة لوكالة رويترز بأنّ مشروع بناء "برج ترامب" في دمشق، يندرج ضمن خطة استراتيجية يتبنّاها الشرع لتأمين هذا اللقاء خلال جولة ترامب في الشرق الأوسط. وتتضمن الخطة أيضاً تهدئة التوتر مع إسرائيل، ومنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى موارد النفط والغاز السوري. وقد شارك الناشط الأمريكي المؤيّد لترامب، جوناثان باس، في ترتيب اللقاء التاريخي بين الرئيسين، بعد أن التقى بالشرع في دمشق بتاريخ 30 أبريل/نيسان الماضي، في اجتماعٍ دام أربع ساعاتٍ. وقال باس لرويترز: "الشرع يريد صفقة لمستقبل بلاده"، مشيراً إلى أنّ هذه الصفقة قد تتضمّن استغلال موارد الطاقة، والتعاون في مواجهة إيران، وتحسين العلاقات مع إسرائيل. وأضاف: "أخبرني الشرع بأنّه يريد بناء برج ترامب في دمشق، ويريد السلام مع جيرانه. ما قاله لي جيد للمنطقة ولإسرائيل". وأشار باس إلى أنّ الشرع تحدّث أيضاً عن رابطٍ شخصيٍّ يراه بينه وبين ترامب، إذ سبق لكليهما أن نجا من محاولة اغتيال. Getty Images خلال اللقاء الذي جمع محمد بن سلمان بترامب والشرع في الرياض كلفة تصل إلى 200 مليون دولار بارتفاع يبلغ 45 طابقاً، وتكلفة محتملة تصل إلى 200 مليون دولار، وكلمة "ترامب" محفورةٌ بالذهب على قمّته، تبدو فكرة برج ترامب في العاصمة السورية دمشق كمشروع صُمّم خصيصاً لجذب انتباه رئيس الولايات المتحدة، بحسب ما أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية. وقال وليد محمد الزعبي، رئيس مجموعة "تايغر" الإماراتية التي تُقدَّر قيمتها بنحو 5 مليارات دولار، وتشرف على تطوير المشروع: "هذا المشروع هو رسالتنا. فهذا البلد الذي عانى وأنهك شعبه لسنواتٍ عديدة، وخصوصاً خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة من الحرب، يستحق أن يتّخذ خطوةً نحو السلام". وقدّم اقتراح بناء البرج في سياق مسعى الحكومة السورية الجديدة إلى كسب ودّ الإدارة الأمريكية، من خلال رفع العقوبات وتطبيع العلاقات مع واشنطن، وتزامن ذلك مع عرض يمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى النفط السوري وفرصاً استثمارية، إلى جانب تقديم ضماناتٍ لأمن إسرائيل. وكانت سوريا خاضعة لعقوبات أمريكية منذ عام 1979، والتي تفاقمت بعد حملة القمع الدموية التي شنّها الرئيس السوري السابق بشار الأسد ضد المتظاهرين السلميين عام 2011. ورغم سقوط الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أبقت الولايات المتحدة على العقوبات، خشي من الحكومة الجديدة التي يقودها إسلاميون. وفي الأسبوع الماضي، أعلن ترامب رفع جميع العقوبات الأمريكية عن سوريا، بعد لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع، واصفاً إيّاه بـ"الرجل الجذّاب والقوي". والآن، مع رفع العقوبات وتوطيد العلاقات مع واشنطن، قد ينتقل برج ترامب من مجرد تصميمٍ معماريٍّ إلى واقعٍ ملموس. ومن المقرّر أن يتوجّه وليد الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلبٍ رسميٍّ للحصول على تراخيص بناء البرج الشاهق. وقال الزعبي: "ندرس عدّة مواقع، ونقترح بناء 45 طابقاً، قابلة للزيادة أو النقصان حسب الخطة"، مضيفاً أنّ تكلفة بناء البرج التجاري ستتراوح بين 100 و200 مليون دولار. وبعد حصوله على رخصة البناء، سيحتاج الزعبي إلى التواصل مع علامة ترامب التجارية للحصول على حقوق الامتياز. ولا تتضمّن الصور التي حصلت عليها صحيفة "الغارديان" لنموذج المبنى شعار ترامب، إذ لا يزال الحصول على ترخيص الامتياز جارياً. وقد قُدّر أنّ عملية البناء ستستغرق ثلاث سنوات، تبدأ فور حصوله على الموافقات القانونية من الحكومة السورية، إلى جانب الحصول على الحقوق من منظمة ترامب التجارية. لكنّ العقبات لا تزال قائمة، إذ إنّ عملية رفع العقوبات لم تتّضح بعد، كما أنّ الاقتصاد السوري المنهك والبيئة السياسية الهشّة قد يُعقّدان تنفيذ المشروع. ويوظّف رجل الأعمال السوري-الإماراتي أحد مديري مشاريع برج ترامب في إسطنبول، وقد أنجز الزعبي نحو 270 مشروعاً في أنحاء الشرق الأوسط، ويعمل حالياً على بناء برج "تايغر سكاي" في دبي، وهو مشروعٌ تبلغ قيمته مليار دولار، ويُقال إنّه سيضم "أعلى مسبح في العالم". وكان الزعبي قد التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في يناير/كانون الثاني، قبيل تولّيه الرئاسة. استمالة ترامب ولدت فكرة إنشاء برج ترامب في دمشق في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أن طرح عضو الكونغرس الأمريكي الجمهوري جو ويلسون الفكرة في خطاب أمام الكونغرس. وقال رضوان زيادة، الكاتب السوري المقرب من الشرع: "كانت الفكرة الرئيسية هي جذب انتباه الرئيس ترامب"، وطرح على الزعبي فكرة بناء برج ترامب، وبدأ الاثنان العمل على المشروع. وكان هذا النهج جزءًا من حملةٍ ترويجيةٍ متعددة الجوانب تهدف إلى وضع سوريا على أجندة ترامب الذي لم يُدل بتصريحاتٍ تُذكر بشأن سوريا عند توليه منصبه، حيث بدا الطريق إلى رفع العقوبات طويلًا. واستضاف الرئيس السوري رجال أعمال أمريكيين وأعضاءً في الكونغرس في دمشق، حيث قاموا بجولة في سجون الأسد وقرى مسيحية حول العاصمة السورية. Getty Images عضو الكونغرس الأمريكي الجمهوري جو ويلسون وفي غضون ذلك، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بزعماءٍ روحيين مقرّبين من إدارة ترامب، خلال زيارته إلى الأمم المتحدة في نيويورك. ومع استمرار التحركات الدبلوماسية، بدا "برج ترامب" وسيلةً لاستمالة الرئيس الأمريكي، في ظلّ طريقته غير التقليدية التي تطمس الحدود بين مصالح عائلته التجارية ومنصبه السياسي، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث سبق أن منحته قطر طائرةً فاخرةً. وفي مطلع أبريل/نيسان الماضي، قدّم رضوان زيادة نموذجاً أولياً للبرج إلى الشيباني، الذي أبدى "حماساً شديداً"، بحسب وصفه. كما سلّم النموذج إلى السفير السعودي في دمشق، على أمل أن يصل إلى فريق ترامب عبر الرياض. وقال زيادة: "هكذا تكسب عقله وقلبه". وازدادت ثقة زيادة باستراتيجيته بعد أن نشر ترامب مقطع فيديو في فبراير/شباط الماضي يظهر برج ترامب في غزة كجزء من اقتراحه المثير للجدل لتهجير الفلسطينيين من القطاع وبناء ريفييرا فاخرة في الأراضي الفلسطينية. ويأمل السوريون أن يؤدي مشروع عقاري كبير مثل برج ترامب إلى جذب المزيد من الاستثمارات الدولية إلى سوريا. وهناك حاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية والخدمات الأساسية، تتجاوز المشاريع الاستثمارية البراقة، وتُقدّر الأمم المتحدة أن 90 في المئة من الشعب السوري يعيشون في فقر، ويقضون معظم يومهم دون كهرباء أو رعاية طبية مناسبة. وقال الزعبي: "يتعلق المشروع بكيفية انتقال هذا البلد الذي مزقته الحرب إلى مكان مليء بالنور والجمال، إنه مشروع رمزي يساهم في الأمن والسلام". يذكر أن هناك العديد من المباني المعروفة باسم "أبراج ترامب" حول العالم. وبينما يرتبط اسم "برج ترامب" بشكل رئيسي بناطحة السحاب المكونة من 58 طابقاً في مدينة نيويورك، هناك العديد من المباني الأخرى التي تحمل الاسم نفسه في مواقع مختلفة، بما في ذلك في لاس فيغاس وشيكاغو، وحتى في خارج الولايات المتحدة في أماكن مثل إسطنبول في تركيا، ومومباي في الهند. وقد يكون تحديد العدد الدقيق أمراً صعباً بعض الشيء، لأن بعض المباني مرخصة باستخدام الاسم، بينما تمتلك مؤسسة ترامب بعضها الآخر وتديره مباشرةً.

واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات
واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات

الوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الوسط

واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات

Reuters رجل سوداني يعرض صندوق ذخائر عثر عليه في مدرسة بالعاصمة السودانية الخرطوم قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على السودان بعد ثبوت استخدام حكومته أسلحة كيميائية العام الماضي في الحرب الأهلية المستمرة ضد قوات الدعم السريع. وسيتم تقييد الصادرات الأمريكية إلى البلاد ووضع حدود للاقتراض المالي اعتباراً من السادس من يونيو/حزيران القادم، بحسب بيان للمتحدثة باسم الوزارة تامي بروس. وسبق أن اتُهمت القوات المسلحة السودانية وجماعة الدعم السريع بارتكاب "جرائم حرب" أثناء الصراع. تواصلت بي بي سي مع السلطات السودانية للتعليق على الإجراءات الأمريكية الأخيرة، وأفاد المسؤولون السودانيون بأنهم لم يصدروا بياناً رسمياً حتى الآن. وقُتل أكثر من 150 ألف شخص خلال الصراع الذي بدأ قبل عامين عندما بدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعاً شرساً على السلطة. وفي الأشهر الأخيرة، استعاد الجيش السوداني العاصمة الخرطوم، لكن القتال لا يزال مستمراً في أماكن أخرى. ولم يتم تقديم أي تفاصيل بشأن الأسلحة الكيميائية التي قالت الولايات المتحدة إنها عثرت عليها، لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في يناير/كانون الثاني أن السودان استخدم غاز الكلور في مناسبتين، وهو ما يسبب مجموعة من التأثيرات المؤلمة والمدمرة، وقد يكون قاتلاً. "تدعو الولايات المتحدة حكومة السودان إلى وقف كل استخدامات الأسلحة الكيميائية والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية"، بحسب البيان، في إشارة إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي التزمت الدول الموقعة عليها بتدمير مخزوناتها من الأسلحة. ووافقت جميع دول العالم تقريباً - بما فيها السودان - على اتفاقية الأسلحة الكيميائية، باستثناء مصر وكوريا الشمالية وجنوب السودان، وفقاً لجمعية الحد من الأسلحة، وهي منظمة غير حزبية مقرها الولايات المتحدة. وأضافت الجمعية أن "إسرائيل وقعت على الاتفاقية لكنها لم تُصادق عليها"، ما يعني أنها لم تُؤكد قانونياً مشاركتها فيها. وأضافت بروس أن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة بشكل كامل بمحاسبة المسؤولين عن المساهمة في انتشار الأسلحة الكيميائية". Reuters أعضاء من مركز مكافحة الألغام يضعون ذخائر غير منفجرة في سيارة، بعد أن عزز الجيش السوداني سيطرته على الخرطوم من قوات الدعم السريع هذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على السودان. ففي يناير/كانون الثاني، فرضت عقوبات على قادة من طرفَيِ الصراع. اتهمت الولايات المتحدة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بـ"زعزعة استقرار السودان وتقويض هدف التحول الديمقراطي"، وهو ما أدانته وزارة الخارجية السودانية ووصفته بأنه "غريب ومقلق". وعلى صعيد متصل أيضاً، اتهم وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف أيضاً باسم حميدتي، بارتكاب "إبادة جماعية" في البلاد. ويتنافس طرفا الصراع على السلطة منذ العامين الماضيين، ما أدى إلى نزوح نحو 12 مليون شخص وترك 25 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية. وبحسب وكالة فرانس برس، فإن العقوبات الجديدة لن يكون لها تأثير يذكر على البلاد نتيجة هذه الإجراءات السابقة. أثارت هذه الخطوة الأمريكية الأخيرة توترات بشأن تورط الإمارات العربية المتحدة في الصراع. وكانت العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والسودان قد ظلت قائمة حتى وقت سابق من هذا الشهر، عندما اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ما تنفيه الإمارات. وبعد الاستقبال الحار الذي حظي به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الإمارات الأسبوع الماضي، سعى الديمقراطيون في الكونغرس إلى منع بيع الأسلحة من الولايات المتحدة إلى الإمارات، جزئياً بسبب تورطها المزعوم في الصراع. وقال مصدر دبلوماسي سوداني لوكالة رويترز للأنباء إن الولايات المتحدة فرضت العقوبات الجديدة على السودان "لصرف الانتباه عن الحملة الأخيرة في الكونغرس ضد الإمارات". وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفضت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة مسعى السودان لمقاضاة الإمارات العربية المتحدة بتهمة "الإبادة الجماعية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store