
الهند تحتفل بالاستقلال الـ 79 وتمضي بالشراكة مع الكويت
اليوم، ونحن نحتفل بمرور 79 عاما على استقلالنا، نفخر بالإنجازات التي حققتها الهند خلال هذه العقود الثمانية. لقد كان الالتزام بالتنمية المتكافئة حجر الزاوية في سياساتنا الاجتماعية والاقتصادية، كما أن مبادئ الديموقراطية والتعددية والوحدة في التنوع متجذرة بعمق في المجتمع الهندي، مسترشدة بالفلسفة القديمة «Vasudhaiva Kutumbakam» (الكون عائلة واحدة)، التي تشكل أيضاً سياسة الهند الخارجية.
الهند اليوم هي أرض مليئة بفرص لا حصر لها، واقتصاد قوي حقق تقدماً ملحوظاً رغم التحديات العالمية في بيئة جيوسياسية غير مستقرة. أصبحت الهند رابع أكبر اقتصاد في العالم، ومن المتوقع أن تصبح ثالث أكبر اقتصاد خلال سنوات. برنامج «آتمانيربهار» من خلال المبادرة الرائدة «اصنع في الهند»، لا يهدف فقط إلى جعلنا مكتفين ذاتياً، بل إلى أن نكون جزءاً لا يتجزأ من سلاسل التوريد العالمية.
اليوم، تُعرف الهند في العالم بعدة أشياء – صيدلية العالم، رائدة في تكنولوجيا الفضاء، مقدمة حلول رقمية عالمية من خلال شركات تكنولوجيا المعلومات، نظام بيئي ناشئ مزدهر مع زيادة هائلة في عدد الشركات الواعدة (Unicorns)، الابتكار والتقدم التكنولوجي، وغيرها. كما أثبتت الأحداث الأخيرة قدرتنا على أن نكون مصنعاً ومصدراً موثوقاً لمعدات الدفاع الحديثة. لم يكن هناك وقت أفضل للاستثمار في الهند، مع زخم غير مسبوق في تحديث بنيتنا التحتية المادية والرقمية. وقد حققت الهند تحسناً كبيراً في تصنيفات البنك الدولي لسهولة ممارسة الأعمال، ومؤشر الابتكار العالمي، وتُعترف بها كمحرك رئيسي للاقتصاد العالمي.
كانت الهند حازمة في نهجها «عدم التسامح مطلقاً» مع الإرهاب. ويظهر الموقف الحازم ضد الإرهاب العابر للحدود الذي اتخذته الهند أخيراً من خلال «عملية السندور» عقب الهجوم الإرهابي المروع في باهلغام.
وعلى الصعيد الدولي، تواصل الهند لعب دور حيوي في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار العالميين، إذ تولت دور القيادة في القضايا العالمية ذات الصلة والاهتمام، بما في ذلك إصلاح المؤسسات متعددة الطرف، مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقضايا تغير المناخ، والوصول إلى الطاقة بأسعار معقولة، والأمن الغذائي.
كان حدثاً بارزاً في علاقاتنا الثنائية مع الكويت زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي للكويت في ديسمبر 2024. وكانت الزيارة تاريخية من عدة نواحٍ، حيث منح صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد رئيس وزراء الهند أعلى وسام كويتي، وهو «وسام مبارك الكبير»، وترقية علاقاتنا إلى «شراكة استراتيجية». وأعدت الزيارات المتتالية لوزيري الخارجية في البلدين جدول أعمال ونتائج ناجحة للزيارة رفيعة المستوى. أصبحت العلاقات الثنائية مع الكويت أكثر تنوعاً خلال العام الماضي مع إنشاء 7 آليات مؤسسية جديدة في مجالات ذات اهتمام مشترك. ينمو حجم التجارة والاستثمارات الثنائية ومن المتوقع أن ينمو بوتيرة أسرع. كما تتناغم روابطنا الثقافية مع أصدقائنا في الكويت، وتشكل الاتصالات بين الشعوب أساس علاقاتنا. وتظل الجالية الهندية الأكبر والأكثر تفضيلاً في الكويت.
تعتبر السفارة الهندية رفاهية وسلامة الجالية الهندية في الكويت أولوية قصوى، وتعمل كـ«بيت بعيد عن الوطن»، وأغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تقديري الصادق لجمعيات الجالية الهندية، والهيئات المهنية، والمجموعات الثقافية، وممثلي الإعلام، وكل من يبذل جهوداً لتعزيز علاقاتنا الثنائية مع الكويت ويدعم أفراد الجالية في أوقات المحن.
في هذه المناسبة الفخورة والمفرحة ليوم استقلال الهند الـ79، أتمنى لكل هندي في الكويت ولكل أصدقاء الهند في الكويت النجاح، والصحة الجيدة، والسعادة.
* سفير الهند لدى الكويت
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 7 ساعات
- الرأي
بدء استخراج رفات ضحايا «داعش» من مقبرة «الخسفة» قرب الموصل
بدأت السلطات العراقية أعمال استخراج رفات من مقبرة «الخسفة» الجماعية التي يقدّر أنها تضمّ آلافاً من ضحايا تنظيم «داعش»، قرب مدينة الموصل. وقال رئيس فرق التنقيب عن المقابر الجماعية أحمد الأسدي، لـ «فرانس برس»، إن «المرحلة الأولى» التي انطلقت في العاشر من أغسطس وتتضمن «رفع الأدلة وبقايا العظام»، تشمل «سطح محيط حفرة الخسفة» الجيولوجية. وعثر الخبراء على «عظام متفرّقة» بينها جماجم بشرية، وفق ما أفاد مراسل «فرانس برس» في الموقع القريب من الموصل التي اتخذها التنظيم عاصمة له في يونيو 2014 وأعلنت القوات العراقية دحره في نهاية 2017 بعد معارك دامية. وأوضح الأسدي، أنه حتى الآن «لا عدد محدداً للضحايا» في هذه المقبرة الجماعية، لكن السلطات قدّرت سابقاً بأنه يراوح بين أربعة آلاف و15 ألفاً. وقد تكون «الخسفة» أكبر مقبرة جماعية في العراق، بحسب تقرير للأمم المتحدة صدر في 2018. ولفت الأسدي، إلى أن هذه الحفرة «تحتوي على ضحايا من جميع القوميات والطوائف»، بينهم «عناصر من الجيش وضحايا من الأيزيديين وسكان الموصل، تمّت تصفيتهم جميعاً من قبل داعش». وأشار إلى صعوبة تعترض أعمال انتشال الرفات، مرتبطة بتدفق المياه الكبريتية تحت الأرض والتي قد تكون تسببت في تآكل الهياكل العظمية، ما يزيد من تعقيد مهمة خبراء الطب الشرعي في «أخذ عينات الحمض النووي» لتحديد هوية الضحايا. وشهدت حفرة «الخسفة» الطبيعية بعمق يصل إلى 150 متراً وقطر يبلغ 110 أمتار، «واحدة من أفظع الجرائم» في العام 2016 حين أعدم التنظيم في يوم واحد 280 شخصاً معظمهم من عناصر وزارة الداخلية، وفق السلطات المحلية. وبعد بروزه السريع في العام 2014، كثّف «داعش» الإعدامات في مساحات واسعة سيطر عليها في العراق وسوريا. وترك وراءه في العراق أكثر من 200 مقبرة جماعية قد تضمّ ما يصل إلى 12 ألف جثة، وفق الأمم المتحدة. وإضافة إلى المقابر الجماعية المرتبطة بالتنظيم، ما زالت بغداد تعثر على مقابر جماعية تعود لعهد صدام حسين الذي أطاحه الغزو الأميركي للعراق في العام 2003. ومنذ 2006، اكتشفت السلطات العراقية نحو 289 مقبرة جماعية، بحسب مؤسسة الشهداء الحكومية المكلفة العثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات.


الجريدة
منذ 9 ساعات
- الجريدة
سمو الأمير يستقبل ولي العهد ورئيس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والنائب الأول
استقبل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله ورعاه بقصر السيف صباح اليوم سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد حفظه الله. كما استقبل سموه رعاه الله بقصر السيف صباح اليوم سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء. واستقبل سموه حفظه الله بقصر السيف صباح اليوم رئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك الحمود. كما استقبل سموه رعاه الله بقصر السيف صباح اليوم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف.


الوطن الخليجية
منذ 20 ساعات
- الوطن الخليجية
بن غفير يهدد الفلسطينيين بـ'المحو' وجرائم الاحتلال في غزة تتصاعد
وجّه وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير رسالة استفزازية للفلسطينيين، مهدداً بمحوهم، وذلك خلال اقتحامه زنزانة الأسير والقائد في حركة 'فتح' مروان البرغوثي، حيث توعده بالقتل قائلاً: 'من يقتل أطفالنا أو نساءنا سنمحوه.. أنتم لن تنتصروا علينا'. وعاد لاحقاً ليكرر: 'سنبيد كل من يعبث بشعب إسرائيل'. هذه التصريحات تعكس جوهر حرب الإبادة التي تشنها حكومة بنيامين نتنياهو منذ قرابة عامين ضد الشعب الفلسطيني، وأسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين، وسط استمرار الانتهاكات بحق الأسرى في السجون. في غزة، واصل جيش الاحتلال عدوانه المكثف على الأحياء التي هدد سكانها بالنزوح القسري، وارتكب عدة مجازر أجبرت آلاف المواطنين على ترك منازلهم. وأفادت مصادر طبية بأن 41 فلسطينياً استشهدوا منذ فجر الجمعة جراء القصف المتواصل. كما نقلت وسائل إعلام عبرية أن الجيش تلقى أوامر بالاستعداد لاجتياح ما تبقى من مدينة غزة. في المقابل، حذّر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك من أنّ أي عملية برية إسرائيلية في مدينة غزة قد تدفع 'آلاف العائلات التي تعاني بالفعل أوضاعاً إنسانية مروّعة إلى حافة الهاوية'، مشيراً إلى أنّ 86% من القطاع بات خاضعاً لمناطق عسكرية إسرائيلية أو أوامر نزوح قسري. صحيفة 'يسرائيل هيوم' كشفت أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر حذّر في اجتماع 'الكابينت' من نفاد صبر واشنطن، فيما نقلت عن مصدر في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من نتنياهو 'تسريع العمليات العسكرية'. على صعيد الجهود الدبلوماسية، تواصل القاهرة والدوحة مشاوراتهما مع الفصائل الفلسطينية ومسؤولين إسرائيليين لطرح مقترحات تهدئة جديدة، حيث عقدت الفصائل اجتماعاً موسعاً لبحث أفكار الوسطاء. من جهة أخرى، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقريره السنوي بشأن العنف الجنسي في النزاعات، أدرج فيه إسرائيل لأول مرة ضمن ملحق الإخطار لاحتمال إدراجها رسمياً على قائمة الدول المنتهِكة العام المقبل. التقرير استند إلى معلومات موثوقة تفيد بارتكاب قوات الاحتلال جرائم عنف جنسي واغتصاب في سجون ومراكز احتجاز وقواعد عسكرية، بينها سجن سدي تيمان في النقب. وقد أثار التقرير غضب تل أبيب التي وجهت رسالة احتجاج رسمية للأمم المتحدة. أما في ميدان السياسة، فقد صعّد قادة الاحتلال خطابهم ضد فكرة الدولة الفلسطينية. إذ قال رئيس الكنيست أمير أوحانا في رسالة إلى الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني: 'إذا أردتم إقامة دولة فلسطينية فأقيموها في باريس أو لندن'. وأضاف أن أي اعتراف دولي بدولة فلسطينية يعني 'انتصار حماس'. وفي السياق نفسه، وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فكرة الدولة الفلسطينية بأنها 'حماقة وخطر وجودي على إسرائيل'، داعياً نتنياهو إلى استغلال الدعم الأميركي في عهد ترامب لفرض 'السيادة الكاملة'.