
تهديدات التغير المناخي تتزايد لكن العالم لا يستجيب
بيليتا كلارك
يا له من عالم نعيش فيه! لم يكن تهديد التغير المناخي واضحاً بهذا الشكل من قبل، ومع ذلك فإن الاستجابة العالمية لا ترقى إلى مستوى خطورة هذا التهديد، وإذا كنت تشك في ذلك فما عليك سوى أن تطلع على البيانات الأخيرة، فقد كشف العلماء عن بعض البيانات المقلقة.
فيما تعمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تجميد برامج محطات شحن المركبات الكهربائية، وتقليص ميزانية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تساعد الدول على مواجهة الظروف الجوية القاسية، وإزالة أي ذكر للتغير المناخي من المواقع الإلكترونية الحكومية.
وأظهرت البيانات أن الشهر الماضي كان «يناير الأكثر سخونة على الإطلاق» على الرغم من حلول ظاهرة «إل نينيا» المحيطية ذات التأثير المبرد، التي ذهبت التوقعات إلى أنها ستخفض متوسط درجات الحرارة العالمية.
ويمكن أن نتفق أنه كان مجرد شهر واحد، وأن فبراير قد يكون أبرد، لكن من الممكن أيضاً أن الغازات الدفيئة، التي يدأب البشر على ضخها في الغلاف الجوي تقلل من قدرة الكوكب على تبريد نفسه بصورة طبيعية، وهو السيناريو الذي يخشاه العلماء.
وقد تكون الحرائق الشديدة، التي شهدتها لوس أنجلوس على غير المعتاد والفيضانات العارمة في فالنسيا قبل أشهر مجرد إشارات تشي بحدوث تغير في النظام المناخي لم نفهمه بعد.
وعلى أية حال يزداد اتساع الفجوة بين الخطر المناخي والاستجابة على نحو مقلق، ولا يعود ذلك فحسب إلى ما يفعله دونالد ترامب في أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
ففي أكبر اقتصاد بأوروبا، يحل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في المرتبة الثانية باستطلاعات الرأي في الفترة السابقة للانتخابات، التي ستشهدها البلاد هذا الشهر.
ويأتي ذلك بعدما تعهد الحزب بالتفوق حتى على ترامب ذاته عبر إزالة مزارع الرياح، وما أسماه الحزب «طواحين العار»، وبالنسبة لترامب فإنه يكتفي حتى اللحظة بإيقاف إنشاء أي مزارع رياح جديدة.
وقد تكون التوربينات بمأمن من ذلك المصير، فقد استبعدت الأحزاب الألمانية الأخرى الاشتراك مع البديل من أجل ألمانيا في ائتلاف، لكن يأتي الدور بعد ذلك على النمسا، .
حيث من المُقرر أن يصبح حزب الحرية اليميني المتطرف الشريك الأبرز في الحكومة الائتلافية، بعدما فاز بأغلب المقاعد في الانتخابات، التي أجرتها البلاد في شهر سبتمبر الماضي بعد إشارته في الحملة الانتخابية إلى أنه سيعمل على عكس القرارات المتخذة، لمواجهة التغير المناخي.
وينتمي الحزب إلى «وطنيين من أجل أوروبا»، وهي ثالث أكبر المجموعات داخل البرلمان الأوروبي، والتي هاجم زعماؤها اليمينيون المتطرفون ما أسموه «أيديولوجية الصفقة الخضراء» في مؤتمر انتخابي عقدوه في مدريد مؤخراً.
ويتردد صدى الرسالة التي يبثونها، ومفادها أن السياسات الخضراء بمثابة أعباء مكلفة على العمالة العادية، في عدد أكبر من البلدان.
كذلك طرح بيير بويليفر، الزعيم الكندي المحافظ، خطة مشابهة ضد ضريبة الكربون، التي فرضها رئيس الوزراء الحالي، جاستن ترودو، قبل الانتخابات المُرتقبة في البلاد، أما مارك كارني، المدافع الشديد عن المسائل المناخية الذي يسعى إلى خلافة ترودو في منصب زعيم الحزب الليبرالي فقد صرح بأنه سيلغي أجزاء من الضريبة، وأنه سيستبدلها بسياسات خضراء أقل «إثارة للانقسام».
وفي الوقت ذاته، وفي عالم الأعمال، ما زالت قائمة الشركات التي تتراجع عن جهودها المراعية للبيئة آخذة في الاتساع، لذلك عبرت شركة إكوينور النرويجية للطاقة، التي غيرت اسمها من «ستاتويل» قبل سبعة أعوام في خضم توجهها نحو الطاقة الخضراء، عن عزمها تعزيز إنتاج الوقود الأحفوري، وتقليص الإنفاق على الطاقة المتجددة بمقدار النصف.
وهكذا فإن هذا هو السياق الذي ستحل فيه الذكرى العاشرة لاتفاق باريس المناخي، الذي توصلت إليه دول العالم في عام 2015، وهو الاتفاق العالمي المفترض به تسريع التحركات الرامية إلى إبطاء الاحترار العالمي.
وحتى هذه اللحظة، لم تتبع أي دولة توجهات ترامب بالانسحاب من الاتفاق، لكن الأرجنتين تنظر في مسالة الانسحاب منها، وتساءلت إندونيسيا عن سبب التزامها باتفاقية اختارت الولايات المتحدة تجاهلها.
ومن المهم أن نتساءل: لماذا يحدث كل ذلك حالياً؟ ما الذي تغير منذ عام 2020 حينما سارعت الشركات والدول على حد سواء لدعم السياسات، التي تهدف إلى صافي الانبعاثات الصفري؟
ليس ثمة إجابة محددة، لكن ليس من قبيل الصدفة أن ردود الفعل السلبية ضد السياسات الخضراء ظهرت مع توقف الدول بالكاد عن تحديد أهداف لصافي الانبعاثات الصفري، وتوقفت عن إطلاق سياسات لتلبية هذه الأهداف.
وكان معلوماً منذ البداية أن الأمر سيكون محفوفاً بالتحديات، خاصة في خضم أزمة تكلفة المعيشة، ولذلك تنامى الدعم، الذي يحظى به حزب البديل من أجل ألمانيا في عام 2023 بعد استغلاله للجهود الحكومية المثيرة للجدل لإزالة الكربون عن تدفئة المنازل.
ويعترف الزعماء المراعين بالحاجة إلى إعادة النظر في هذه السياسات، وقالت راتشيل كايت، المبعوثة المناخية للمملكة المتحدة في محاضرة مؤخراً لتكريم ذكرى الدبلوماسي المناخي الراحل، بيت بيتس:
«يجب أن تراعي التحركات المناخية الشباب الألمان الذين غيروا تصويتهم في الصيف الماضي إلى حزب البديل من أجل ألمانيا بدلاً من الخُضر، لأنهم ظنوا أن السياسات الخضراء تفيد فقط «النخبة».
وتسعى حكومة المملكة المتحدة إلى تبني جدول أعمال مناخي طموح يشمل نظام طاقة نظيفة بحلول عام 2030. ويميز هذا المملكة المتحدة عن الولايات المتحدة العازمة على إطالة أمد حقبة الوقود الأحفوري على الرغم من اقتراب منافسيها في بكين من أن يجعلوا الصين أول دولة كهربائية تعتمد في طاقتها على مصادر خضراء.
عموماً يصب مسار الأمور في صالح الصين، ورغم أن تحول الطاقة قد انطلق، لكن من الصعب رؤية حدوث هذا التغيير بسرعة كافية لاحتواء المناخ، الذي لا يمكن التنبؤ به بصورة شديدة الإزعاج.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
فيديو من الكونغو ضمن أدلة ترامب على «الإبادة بجنوب أفريقيا»
كان مفاجئا طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض مقاطع فيديو لما قال إنه "أدلة على الإبادة في جنوب أفريقيا"، وذلك خلال استقباله في المكتب البيضاوي الأربعاء الرئيس سيريل رامابوسا. ترامب الذي سبق أن اشتبك لفظيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير/شباط الماضي، في القاعة ذاتها، غير مجرى اللقاء مع رئيس جنوب أفريقيا الذي كان يتحدث عن تطوير العلاقات مع أمريكا، بأن طلب من موظفيه إطفاء الأنوار وعرض مقاطع فيديو، قال إنها تتضمن مشاهد لـ"مدافن المزارعين البيض" في جنوب أفريقيا. لكن وكالة "رويترز" قالت إن الرئيس الأمريكي عرض مشهد من تم التقاطه في جمهورية الكونغو الديمقراطية كجزء من "الأدلة على عمليات قتل جماعي لمواطنين بيض في جنوب أفريقيا". كما قال ترامب وهو يرفع نسخة مطبوعة من مقال مصحوبا بالصورة خلال الاجتماع "هؤلاء جميعا مزارعون بيض يتم دفنهم". وأكدت "رويترز" أن الفيديو الذي نشرته في 3 فبراير/شباط الماضي، وتحقق منه فريق تقصي الحقيقة التابع للوكالة، يظهر عمال إغاثة وهم يرفعون أكياس جثث في مدينة جوما بالكونغو. ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق. رد رامابوسا وسعى رئيس جنوب أفريقيا لتدارك الموقف مع ترامب، وقال إن "ما سمعتموه لا يعبر عن سياسة الحكومة. نحن حكومة متعددة الأحزاب وبعض الأحزاب تنتهج سياسات مختلفة عن الحكومة". لكن ترامب رد بأن "بعض ما شاهدتموه قام به مسؤولون في الحكومة". ليعود رئيس جنوب أفريقيا ساعيا إلى تدارك الموقف بدبلوماسية، وقال إن وزير الزراعة يرافقه في زيارته إلى واشنطن وهو أبيض، لافتا إلى أن مواجهة هذه الجرائم يحتاج إلى دعم تقني ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد في هذا الشأن. وأضاف: "لهذا أنا هنا لبحث ما يمكن أن نتشارك فيه. أفضل الحديث والتفاوض في تلك الأمور بعيدا عن وسائل الإعلام". جذور الخلاف وسبق أن انتقد ترامب جنوب أفريقيا، مشيرا إلى عدم رضاه عن سياسة الإصلاح التي تنتهجها بشأن الأراضي ودعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها ضد إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، أمام محكمة العدل الدولية. وخفضت إدارة ترامب التمويل لجنوب أفريقيا في فبراير/شباط، ومنحت وضع اللجوء لمجموعة من الأقلية البيضاء هناك، قائلة "إنهم يواجهون تمييزا عنصريا"، وهو اتهام تنفيه حكومة جنوب أفريقيا. وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قرر طرد سفير جنوب أفريقيا في واشنطن إبراهيم رسول في مارس/آذار الماضي. وقال إنه "يؤجج التوترات العرقية ويكره البلاد ورئيسها دونالد ترامب". وأغضب "قانون مصادرة الأراضي" في جنوب أفريقيا، ترامب الذي اعتبر أنه ينطوي على تمييز ضد المزارعين البيض. aXA6IDE1NC4yMS4yNC41MiA= جزيرة ام اند امز ES


سبوتنيك بالعربية
منذ 7 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
ترامب يعلن تأكيد دعمه لإسرائيل في القضاء على "حماس" ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي
ترامب يعلن تأكيد دعمه لإسرائيل في القضاء على "حماس" ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي ترامب يعلن تأكيد دعمه لإسرائيل في القضاء على "حماس" ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي سبوتنيك عربي أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضمان أهمية عدم حصول إيران على سلاح نووي، فضلا عن دعمه للأهداف... 22.05.2025, سبوتنيك عربي 2025-05-22T17:22+0000 2025-05-22T17:22+0000 2025-05-22T17:22+0000 إيران إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية العالم أخبار العالم الآن وجاء في البيان الصادر عن مكتب نتنياهو: "تناولت المحادثة (الاتصال بين ترامب ونتيناهو) الحرب في غزة، حيث عبر الرئيس ترامب عن دعمه للأهداف التي حددها رئيس الوزراء نتنياهو، وتشمل إطلاق سراح جميع المختطفين، والقضاء على حماس، ودفع خطة ترامب قدما.وفي وقت سابق من اليوم، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن "مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن ومدير وكالة الطاقة الذرية بشأن تهديدات إسرائيل الأخيرة".وختم عراقجي رسالته، بالقول إنه "إذا هاجم الكيان الصهيوني منشآتنا النووية ستكون واشنطن شريكة معه وتتحمل مسؤولية قانونية"، محذرا من أن "التسريبات الأخيرة حول خطة إسرائيلية لشن هجوم غير قانوني على إيران مثيرة للقلق".وكشفت مصادر إسرائيلية، في وقت سابق اليوم، تفاصيل استعدادات إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية بسرعة في حال انهيار المفاوضات، وذلك قبل يوم من انطلاق الجولة الخامسة من المحادثات الأمريكية الإيرانية، غدا الجمعة.وأفاد مصدران إسرائيليان مطلعان بأن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تحولت خلال الأيام القليلة الماضية من الاعتقاد بقرب التوصل إلى اتفاق نووي إلى الاعتقاد بإمكانية انهيار المحادثات قريبًا"، وذلك وفق ما نقل موقع "أكسيوس".يُذكر أنه في عام 2015، توصلت بريطانيا وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا إلى اتفاق مع إيران، بشأن برنامجها النووي ينص على تخفيف العقوبات مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني.وانسحبت الولايات المتحدة، خلال ولاية ترامب السابقة، من الاتفاق النووي في مايو/ أيار 2018، وأعادت فرض العقوبات على طهران. وردت إيران على ذلك بإعلان خفض تدريجي لالتزاماتها بموجب الاتفاق، متخلية على وجه الخصوص عن القيود المفروضة على الأبحاث النووية ومستوى تخصيب اليورانيوم.ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني 2025، أعادت واشنطن تفعيل سياسة "الضغوط القصوى" على إيران، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم. إيران إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي إيران, إسرائيل, الولايات المتحدة الأمريكية, العالم, أخبار العالم الآن


العين الإخبارية
منذ 10 ساعات
- العين الإخبارية
ترامب و«القبة الذهبية».. غيوم التحديات تحجب«درع السماء»
تم تحديثه الخميس 2025/5/22 06:31 م بتوقيت أبوظبي خطة دونالد ترامب لبناء درع صاروخي ضخم باسم «القبة الذهبية» تواجه تحديات كثيرة، وقد تكون أكثر كلفة بكثير مما يتوقعه الرئيس الأمريكي. ويريد ترامب تجهيز الولايات المتحدة بنظام دفاع فعال ضد مجموعة واسعة من الأسلحة المعادية، من الصواريخ البالستية العابرة للقارات إلى الصواريخ الأسرع من الصوت والصواريخ الجوالة، مرورا بالمسيّرات. ويأمل ترامب بأن يكون هذا النظام جاهزا للتشغيل بحلول نهاية ولايته. تحديات لكن بعد أربعة أشهر من إصدار الرئيس الأمريكي أمرًا إلى البنتاغون بالعمل على المشروع، لا تزال التفاصيل المعلنة في الموضوع شحيحة. وقالت ميلاني مارلو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "التحديات الرئيسية ستكون مرتبطة بالكلفة وصناعة الدفاع والإرادة السياسية. يمكن التغلب على هذه التحديات كلها، لكن الأمر يتطلب التركيز وتحديد الأولويات". وأضافت: "سيتعين على البيت الأبيض والكونغرس الاتفاق على حجم الإنفاق ومصدر الأموال"، مشيرة إلى أن "صناعتنا الدفاعية تقلصت" رغم "أننا بدأنا إحياءها". ولفتت مارلو إلى أن "هناك الكثير من التقدم الذي يتعين تحقيقه في ما يتعلق بأجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية والمكونات الأخرى للمشروع". وقبل يومين، قال ترامب إن "القبة الذهبية" ستكلف نحو 175 مليار دولار في المجموع. غير أن هذا المبلغ يبدو أقل بكثير من السعر الحقيقي لمثل هذا النظام. «ليس واقعيا» قال الأستاذ المساعد للشؤون الدولية وهندسة الطيران والفضاء في معهد جورجيا للتكنولوجيا توماس روبرتس إن الرقم الذي طرحه ترامب "ليس واقعيا". وأوضح روبرتس لوكالة فرانس برس، أن "المشكلة في تصريحات الأمس (الثلاثاء) هي أنها تفتقر إلى التفاصيل التي من شأنها أن تسمح لنا بتطوير نموذج لنرى الشكل الحقيقي" لهذا المشروع. وبحسب وكالة غير حزبية تابعة للكونغرس الأمريكي، فإن الكلفة التقديرية لنظام اعتراض في الفضاء لمواجهة عدد محدود من الصواريخ البالستية العابرة للقارات تتراوح بين 161 مليار دولار و542 مليارا على مدى 20 عاما. لكن الوكالة أكدت أن النظام الذي يتصوره دونالد ترامب قد يتطلب قدرة من حيث اعتراض الصواريخ في الفضاء "أكبر من الأنظمة التي تمت دراستها في الدراسات السابقة"، موضحة أن "تحديد كمية هذه التغييرات الأخيرة سيتطلب تحليلا معمقا". سياق جيوسياسي وقد استوحي نظام "القبة الذهبية" من "القبة الحديدية" الإسرائيلية، والتي تم تصميمها لحماية البلاد من الهجمات قصيرة المدى بالصواريخ والقذائف، وكذلك من المسيّرات، وليس لاعتراض الصواريخ العابرة للقارات، وهو نوع من الأسلحة يمكن أن يضرب الولايات المتحدة. وفي عام 2022، أشار أحدث تقرير للمراجعة الدفاعية الصاروخية التي يجريها الجيش الأمريكي Missile Defense Review إلى التهديدات المتزايدة من روسيا والصين. وتقترب بكين من واشنطن في مجال الصواريخ البالستية والصواريخ الأسرع من الصوت، في حين تعمل موسكو على تحديث أنظمة الصواريخ العابرة للقارات وتحسين صواريخها الدقيقة، وفق التقرير. ولفتت الوثيقة نفسها إلى أن التهديد الذي تشكله المسيّرات، وهو نوع من الأسلحة يؤدي دورا رئيسيا في الحرب في أوكرانيا، من المرجح أن يتزايد، محذرة من خطر الصواريخ البالستية من كوريا الشمالية وإيران، فضلا عن التهديدات الصاروخية من جهات غير حكومية. «مهمة ضخمة» لكن مواجهة كل هذه التهديدات تشكل مهمة ضخمة، وهناك الكثير من القضايا التي يتعين معالجتها قبل أن يتسنى اعتماد مثل هذا النظام. وقال الخبير في مؤسسة "راند كوربوريشن" للأبحاث تشاد أولاندت إنه "من الواضح أن التهديدات تزداد سوءا"، مضيفا "السؤال هو كيف يمكننا مواجهتها بالطريقة الأكثر فعالية من حيث الكلفة". وتابع قائلا "الأسئلة المرتبطة بجدوى المشروع تعتمد على مستوى التحدي. كم عدد التهديدات التي يمكنك التصدي لها؟ ما نوعها؟ كلما ارتفع مستوى التحدي، ازدادت الكلفة". وأوضح الباحث المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، توماس ويذينغتون، أنّ "هناك عددا من الخطوات البيروقراطية والسياسية والعلمية التي يتعين اتخاذها إذا كان من المقرر أن تدخل القبة الذهبية الخدمة بقدرات مهمة". وأكد أن المهمة "باهظة للغاية، حتى بالنسبة إلى ميزانية الدفاع الأمريكية. نحن نتحدث عن مبلغ كبير من المال"، مبديا تحفظه حيال إمكان أن يرى هذا المشروع النور يوما. aXA6IDgyLjI1LjIyMC4xMTgg جزيرة ام اند امز FR