
مدبولي: الموارد المحلية من العملة الصعبة غطت احتياجات الدولة للشهر الرابع على التوالي
استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الأربعاء، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء بمقر الحكومة في العلمين الجديدة، بالترحيب بالصحفيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر، مُهنئاً جموع الشعب المصري العظيم وشعوب الأمتين العربية والإسلامية، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، مُتمنياً أن يعيد الله أيامه المباركة بكل الخير واليمن والبركات على الأمتين العربية والإسلامية.
وبدأ الدكتور مصطفى مدبولي حديثه، بالإشارة إلى الأحداث العالمية المتعاقبة في الفترة الأخيرة، قائلاً: مع التسارع الشديد جداً للأحداث، كان العالم كله يتابع، وكذلك الشعب المصري، هذه التطورات على مدار الساعة، وهنا أود التأكيد انه فيما يخص الحرب الإسرائيلية الإيرانية، فإننا نأمل الالتزام بوقف إطلاق النار وذلك بعد 12 يوماً من الصراع والحرب، ونأمل أن يكون هذا الوقف لإطلاق النار بداية لتوقف هذا الصراع الحادث في المنطقة كلها.
تغليب صوت العقل والحكمة وعدم الإنجراف بالمنطقة إلى حرب إقليمية
وتابع رئيس الوزراء قائلاً: أود هنا التحدث بمنتهي الوضوح، وأذكر الشعب المصري بكل المواقف التي اتخذتها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وما كانت تنادي به مصر منذ بداية الأزمة، وكنا دائماً ما نطالب بتغليب صوت العقل والحكمة وعدم الإنجراف بالمنطقة إلى حرب إقليمية شاملة لن تترك بلداً إلا وتؤثر عليه بصورة سلبية، وكان من الممكن أن تنجرف المنطقة لهذه الحرب لولا وقف إطلاق النار الذي حدث خلال الأيام القليلة الماضية.
كما شاهدنا تداعيات هذه الأحداث وما تعرضت له أيضاً الشقيقة قطر، وكان أول رد فعل جاء من مصر بإدانة الإعتداءات التي حدثت على شقيقتنا قطر، وكان الرئيس في تواصل مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، لتأكيد حرص مصر الشديد على سلامة كل أشقائنا في دول الخليج.
وأضاف: نحن سعداء جداً بوقف إطلاق النار الذي تم، ونعرب عن حرصنا الشديد على استمرار هذا الوقف لإطلاق النار، كما أود التأكيد على أن الدبلوماسية المصرية بذلت جهدًا كبيراً في هذا الأمر، وكانت مصر في تواصل مع كل الأطراف لتغليب صوت العقل والحكمة، وقدم وزير الخارجية تقريراً اليوم لمجلس الوزراء بكل الجهود التي قامت بها وزارة الخارجية وكل الجهات المعنية في الدولة المصرية لتغليب صوت العقل ووقف إطلاق النار، وأيضاً فيما يتعلق بالمرحلة القادمة، وهو ما تعمل مصر عليه بكل جهد، ليس فقط فيما يخص الجانب الإيراني والإسرائيلي، ولكن بالنسبة للمنطقة ككل، وعلى قطاع غزة، ونأمل بمشيئة الله أن تحمل الفترة القادمة مزيدا من الأخبار الجيدة في هذا الأمر.
تحركات الدولة المصرية في خضم تلك الأزمة
واستعرض الدكتور مصطفى مدبولي تحركات الدولة المصرية في خضم تلك الأزمة غير المسبوقة، بدءًا من يومها الأول، مُنوهاً إلى أنه تم عقد اجتماعات فورية مع كل الأطراف، مثل محافظ البنك المركزي، والوزراء المعنيين، كما تم تشكيل لجنة أزمة لمتابعة الأمر، وكذا مراجعة كل السلع الاستراتيجية.
وأضاف: تابعنا الموقف مع كل اتحادات الغرف التجارية والصناعات المصرية، وأكدنا أن الأولوية هي ضمان استمرار حركة الاقتصاد المصري وكل منظومة الإنتاج، من حيث ضمان اتاحة مستلزمات الإنتاج والمواد الخام -وهو ما تم الاتفاق عليه مع محافظ البنك المركزي- وكذا ضمان عدم توقف المصانع وتشغيلها بالطاقة الإنتاجية القصوى، وهو ما يؤمن السوق المحلية ويضمن عدم زيادة الأسعار.
الاستماع لآراء الخبراء
وقال رئيس الوزراء: بالرغم من قيام الحكومة باتخاذ كل الإجراءات، تم وضع مجموعة من السيناريوهات لمسار الأزمة، بما فيها السيناريو الأسوأ. والى جانب ذلك، كنا حريصين كل الحرص على الاستماع لآراء الخبراء وذوي الفكر بمصر، لذلك كانت هناك لقاءات مع اللجان الاستشارية للاقتصاد الكلي والشئون السياسية، مشيرا إلى أن اللقاء مع أعضاء لجنة الشئون السياسية كان شديد الأهمية، حيث تم استشراف آرائهم حول ما يحدث في خضم الصراع القائم. وتم التوافق على عقد اجتماعات في غضون الفترة القادمة، حيث لا تزال التحديات موجودة، ونحتاج إلى توضيح "ماذا بعد" خاصة بعد وقف إطلاق النار، ولذا سوف نزيد وتيرة هذه اللقاءات لاستشراف المستقبل القريب.
استقرار الأسعار وتوفير الادوية والمستلزمات الطبية
وتابع: الأهم أننا كنا نعمل على كل السيناريوهات وكل القطاعات المختلفة الموجودة في الدولة، وكان ذلك بالتنسيق الكامل مع البنك المركزي، مُؤكداً الحرص على استقرار الأسعار، وتوفير الادوية والمستلزمات الطبية، حيث تم عقد اجتماع مع هيئة الشراء الموحد، وهيئة الدواء المصرية تحت اشراف الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان. وقد سارت الأمور على النحو الذي خططت له الدولة.
كما لفت رئيس الوزراء إلى المتابعة المستمرة مع وزير البترول والثروة المعدنية لدخول سفن التغييز ضمن الجدول الزمني المحدد لها بداية الأسبوع الأول من شهر يوليو، أي خلال الأيام القليلة القادمة، مُؤكدًا في هذا الصدد، أن إدخال السفينتين إلى الخدمة يهدف إلى تلبية احتياجات مصر بالكامل كحل مؤقت فقط وذلك حتى استعادة القدرة الإنتاجية الكاملة للغاز الطبيعي المصري، مُوضحًا وجود حل متكامل ورؤية شاملة ومتكاملة للتعامل مع ملف إمدادات الغاز والكهرباء، ترتكز على استراتيجية واضحة ومستدامة لترشيد استهلاك الكهرباء، حتى بعد انتهاء الأزمة، مُشيرًا إلي أنه أكد خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد اليوم، ضرورة الاستمرار في خطة ترشيد الكهرباء وتنفيذها بكافة الخطوات الموضوعة، مُشددًا ومؤكدًا عدم وجود تخفيف أحمال، ولكن هناك إجراءات لترشيد الكهرباء دون اللجوء إلى تخفيف الأحمال.
الموارد المحلية من العملة الصعبة خلال شهر مايو
وفي سياق الحديث عن الملف الاقتصادي، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الوضع المالي للدولة المصرية يشهد تحسنًا ملحوظًا، حيث أشار إلى أن الموارد المحلية من العملة الصعبة خلال شهر مايو، وللشهر الرابع على التوالي، كانت كافية لتغطية الاستخدامات والانفاق على احتياجات الدولة. كما شدد على قدرة الدولة المصرية على تأمين هذه الاحتياجات بشكل مستقل، بعيدًا عن الاعتماد على الأموال الساخنة، على عكس ما يدعيه بعض الخبراء أن الدولة ما زالت تعتمد على الأموال الساخنة، وهو بالعكس تمامًا فهناك حركة طبيعية لدخول وخروج الأموال الساخنة وفقاً للمتبع في أي دولة من دول العالم، ولا يؤثر هذا الأمر على احتياطي الدولة أو إنفاقها من تلك العملة.
مصر تحتل المركز التاسع عالميًا في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة
وأشار رئيس الوزراء، خلال حديثه، إلى أحد التقارير الدولية التي أوضحت أن مصر قد حققت تقدمًا ملحوظًا في عام 2024، حيث أصبحت تحتل المركز التاسع عالميًا في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بعد أن كانت في المرتبة 32 في أعوام سابقة، واعتبر هذا التطور إنجازًا إيجابيًا يعكس مكانة مصر كواحدة من أفضل الوجهات العالمية للاستثمارات الأجنبية المباشرة. كما أكد عزم الدولة مواصلة تعزيز مناخ الاستثمار خلال الفترة المقبلة، من خلال تسريع إجراءات منح التراخيص وتقديم التسهيلات اللازمة لجميع المستثمرين، سواء كانوا أجانب أو محليين، بهدف تشجيع الاستثمار وزيادة وتيرته بشكل ملحوظ.
كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولي، خلال حديثه عن اجتماعه مع رئيس الجمهورية ووزير المالية، الذي عُقد في ظل الأزمة ووسط بعض المخاوف التشاؤمية لدى المواطنين، أن الاجتماع كان بمثابة فرصة لمناقشة التوجيهات والخطة الموضوعة مع فخامة السيد رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى استعراض الموقف التنفيذي بشكل تفصيلي. كما تم خلال الاجتماع استعراض نتائج التسهيلات الضريبية والإجراءات التي تم اتخاذها، والتي أظهرت نتائج إيجابية دون الحاجة إلى زيادة الضرائب أو فرض رسوم إضافية.
53 ألف مُمول جديد انضموا إلى المنظومة الضريبية
وأضاف رئيس الوزراء، أن عرض وزير المالية على الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تضمن أيضاً الإيرادات الضريبية خلال 11 شهرًا من السنة المالية الحالية والتي زادت بنسبة 36% مُقارنة بالفترة المماثلة من العام المالي الماضي، لافتاً إلى أن هذه الزيادة ليست بسبب زيادة في نسب الضرائب ولكن بفضل تيسير الإجراءات الضريبية، مُشيرًا إلى أن 53 ألف مُمول جديد انضموا إلى المنظومة الضريبية، كما أن الطلبات الطوعية لتسوية المنازعات الضريبية زادت أيضًا بصورة كبيرة للغاية لتصل إلى 120 ألف طلب مقدم من الشركات والممولين طواعية في ضوء ما عرضته الحكومة من آليات لتسوية المنازعات.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء: عندما فتحنا الباب أمام المُمول، بصورة طوعية، أن يراجع بنفسه الإقرارات الضريبية التي كان قد قدمها في وقت سابق، بدلًا من الدخول معه في منازعات، تقدّمت لنا طلبات وتعديلات للطلبات أدخلت للموازنة العامة للدولة أكثر من 54 مليار جنيه إيرادات ضريبية إضافية، أي أن الممولين قاموا بأنفسهم بتعديل الإقرارات الضريبية، وهو ما نتج عنه إضافة الـ54 مليار جنيه المشار إليها سلفًا، وهذا كله بفضل ما تم تقديمه من حوافز وتسهيلات في إطار من الشفافية وبناء الثقة مع القطاع الخاص.
واختتم رئيس مجلس الوزراء حديثه، بالإشارة إلى أننا في قطاع الصحة وتصنيع المستلزمات الطبية في هذا المجال الحيوي، شهدنا لأول مرة في مصر إنتاج أجهزة السونار وأجهزة الرنين المغناطيسي في مدينة السادس من أكتوبر، قائلًا: زرت أول مصنع لتجميع هذه الأجهزة الدقيقة للغاية بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية وهي شركة "جنرال إليكتريك".
وأضاف: الخطوة الأولى هي خطوة التجميع، لكن مدير الشركة أكد أنهم سيبدأون في التصنيع المحلي بما يسهم في زيادة المكون المحلي وهذه خطوة مهمة للغاية في توطين صناعة متقدمة لم يكن لمصر سابق خبرة فيها، بل كنا نستورد هذه الأجهزة بنسبة 100%، وهذا كله حصاد الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية من أجل تشجيع الشركات العالمية على القدوم إلى مصر وإنتاج صناعات متقدمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 35 دقائق
- النهار
هذه الصورة لا تظهر نتنياهو خلال دفن سري لشقيقته بعد مقتلها بالقصف الإيراني FactCheck#
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الى جانبه زوجته سارة، "خلال دفن سري لشقيقته بعد مقتلها في القصف الايراني على اسرائيل". الحقيقة: هذه الصورة قديمة، اذ تعود آثارها الى 5 تموز 2022. وتظهر نتنياهو، برفقة زوجته سارة، امام قبر شقيقه يوناتان (يوني) في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس. وليس لدى نتيناهو شقيقة. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر الصورة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو واقفا امام قبر، والى جانبه زوجته سارة. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية عبر حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "نتنياهو يصرخ الما خلال توديعه شقيقته التي ماتت خلال قصف صاروخي ايراني"، وايضا "جنازة سرية لإسرة نتنياهو. بين جدران أحد الملاجئ المحصنة في تل أبيب، أقيمت مراسم جنازة سرية ليوتان، أخت نتنياهو، بعدما فارقت الحياة في المستشفى متأثرة بجراحها من جراء قصف استهدف منزل العائلة منذ أيام". الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. فالبحث العكسي يوصلنا الى الصورة منشورة في صفحات بالفايسبوك ، في 5 تموز 2022، مع تعليق: عائلتنا الحبيبة في ذكرى بطلنا من إسرائيل، يوني، رحمه الله. الصورة منشورة في الفايسبوك عام 2022 الصورة منشورة في الفايسبوك في 5 تموز 2022 والمقصود بيوني Yoni شقيق نتنياهو، يوناتان Yonatan ، الذي قُتل خلال قيادته وحدة كومندوز إسرائيلية في عملية لتحرير الرهائن الإسرائيليين في مطار عنتيبي بأوغندا عام 1976. في الواقع، هذا ما كُتِب على شاهد القبر: יונתן (יוני) נתניהו בן צילה ובנציון נולד בארצות הברית... اي يوناتان (يوني) نتنياهو، ابن تسيلا وبنزيون، وُلد في الولايات المتحدة، وسقط في معركة... وفقاً لما أمكن قراءته وترجمته. في الذكرى السنوية ليوناتان، يزور عادة بنيامين نتنياهو وزوجته مدفنه في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس، لوضع الزهور والصلاة. وقد عثر نا على صور مماثلة قديمة لهما امام المدفن ، التُقطت خلال الاعوام ا لماضية ، و منشورة في حسابات نتنياهو و مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي. والى جانب يوناتان، لدى بنيامين نتنياهو شقيق آخر اسمه عيدو نتنياهو Ido Netanyahu. و يظهران في صور معاً خلال زيارتهما مدفن "يوني". ولا ذكر لأي شقيقة لنتنياهو، بخلاف ما تزعم المنشورات. صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل وبدا أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل صامد اليوم الأربعاء، بعد يوم من إشارة البلدين إلى انتهاء حربهما الجوية على الأقل في الوقت الراهن، على ما ذكرت وكالة "رويترز". وأعلن كل طرف منهما أمس الثلثاء الانتصار في الحرب التي استمرت 12 يوما، وشاركت فيها الولايات المتحدة بضربات جوية دعما لإسرائيل لتدمير منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية. وقال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في وقت متأخر من أمس الثلثاء إن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران "واعدة"، وإن واشنطن تأمل التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد. وأضاف في مقابلة مع فوكس نيوز: "نتحدث بالفعل مع أحدنا الآخر، ليس بشكل مباشر فحسب، إنما أيضا عبر وسطاء. أعتقد أن المحادثات واعدة. ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد ينهض بإيران". وأضاف: "علينا الآن أن نجلس مع الإيرانيين ونتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وأنا واثق للغاية من أننا سنحقق ذلك". وشنت إسرائيل حربا جوية مفاجئة في 13 حزيران مستهدفة المنشآت النووية الإيرانية وقتلت قادة عسكريين كبارا، في أشد ضربة تتعرض لها الجمهورية الإسلامية منذ حرب الثمانينيات مع العراق. وردت إيران، التي تنفي السعي لصنع أسلحة نووية، بإطلاق صواريخ اخترقت دفاعات إسرائيل بأعداد كبيرة لأول مرة. وقالت السلطات الإيرانية إن 610 أشخاص قتلوا من جراء الغارات الإسرائيلية وأصيب خمسة آلاف. وأدى القصف الإيراني على إسرائيل إلى مقتل 28 شخصا. تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الى جانبه زوجته سارة، "خلال دفن سري لشقيقته بعد مقتلها في القصف الايراني على اسرائيل". في الحقيقة، هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى 5 تموز 2022. وتظهر نتنياهو، برفقة زوجته سارة، أمام قبر شقيقه يوناتان (يوني)، في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس. وليس لدى نتنياهو شقيقة.


الجمهورية
منذ 38 دقائق
- الجمهورية
مجزرة كنيسة دمشق: مخاوف مشروعة لا يبدّدها الكلام!!!
في الحقيقة أنّ رؤساء الطوائف المسيحية في سوريا عبّروا أمام زوارهم، وأمام سفراء الدول الكبرى المعتمدين في دمشق، وفي جولاتهم على الفاتيكان وعدد من المسؤولين في عواصم القرار، عن خشيتهم من أن يكون التحول الذي تشهده سوريا منذ سقوط نظام بشار الاسد، بداية النهاية للتعدد والتنوع في هذا البلد، وإيذاناً بهجرة المسيحيين منه تدريجاً. وفي هذا الإطار، لا يستبعد أحد الرؤساء الروحيين إفراغ بلاده منهم، لأنّهم مسالمون، غير عشائريين، ولا يمتلكون سلاحاً، ولا أحزاب خاصة بهم، وهم منتشرون في كل أنحاء سوريا، مع كل الناس، وليسوا في معازل (غيتوات) مما يسهل ضربهم وتشتيتهم في ديار الله الواسعة. وفي رأي أحد الأحبار المسيحيين في دمشق، أنّ المصير الذي ينتظر المسيحيين السوريين قد يكون مشابهاً لمصير مسيحيي العراق، في وقت قد لا يكون بعيداً، في حال ظلت التهديدات قائمة، أو في غضون عقد من الزمن على الأكثر. على أنّ المخاطر نفسها تهدّد الأقليات الأخرى في سوريا مثل العلويبن والدروز. لكن قدرات المواجهة لدى هؤلاء هي أكبر بكثير لأسباب ديموغرافية وللنطاق المكاني الذي يضمّهم في حيز جغرافي يوفر عملية التواصل في ما بين مدنهم وقراهم. ولا يعني ذلك في مطلق الحالات أنّهم في مأمن. وقد تعدّدت التحليلات والمعلومات في شأن مرتكب مجزرة كنيسة مار إلياس بدمشق، ولكن منبع التطرّف الايديولوجي واحد، وهو الفكر التكفيري الذي ضرب في العراق، ولبنان، ومصر، والآن يستعد للتمدّد في سوريا تحت مسميات شتى. وإنّ إعلان الجيش اللبناني عن اعتقال أمير «داعش» في لبنان، يعني أنّ الأجهزة اللبنانية العسكرية والامنية قرّرت استباق أي إنعكاس لما يجري في سوريا على لبنان، بمزيد من الرصد والكشف عن الخلايا السرّية للمجموعات التي تتوسل الإرهاب في عملها. وإنّ ردّ المسيحيين الغاضب الذي تُرجم تحركات شعبية في دمشق واللاذقية تزامناً مع تشييع الشهداء الـ27 وإطلاق هتافات التنديد التي أصابت سهامها الرئيس احمد الشرع، وما لاقاه هؤلاء من تعاطف المجتمع السوري بكل أطيافه، لن يجد له صدى إذا لم يشكّل حالة ضاغطة ومنظمة لتصحيح مفهوم الشراكة الوطنية في سوريا، وهذا لا يتحقق إلّا ببناء الدولة المدنية. ويورد ناشط مسيحي سوري، أنّ الوزيرة الوحيدة في حكومة الشرع هند قبوات لا تمثل المكون المسيحي السوري وليست ملمة بمعاناته، وهي التي فرضها الغرب إثر سقوط النظام على أنّها ممثلة المجتمع المدني، وتعطي تسميتها انطباعاً بأنّ الحكم الجديد في سوريا يحترم التنوع. لكن هذا الانطباع يعوزه التدقيق. ويرى متابعون أنّ الشرع حاول ويحاول أن يكون رجل المرحلة المنفتح على الجميع، والراغب في الأخذ بالنصائح التي ترده من جهات دولية وعربية، لكنه يصطدم بالمتشدّدين حتى داخل حلقته الضيّقة، ويواجه صعوبات في ضبط هؤلاء ولجم نزعتهم المتطرفة، وأنّ الأجهزة الأمنية التابعة له مخترقة بعناصر مرتبطة بتنظيمات تكفيرية، مما يعقّد عمله، ويعرقل خططه. وهو محاط بمستشارين متعددي الأهواء والميول ولهم إرتباطاتهم الخارجية. وهذا الواقع يسيء إلى دوره وصورته. فيما البطاركة المسيحيون في دمشق شديدو القلق على رعاياهم، وسط موجة متعاظمة لدى الشباب تجاهر برغبتها في الهجرة لعدم ثقتها بالمستقبل، وقد ذكّر هؤلاء رؤساء البعثات الديبلوماسية الأجنبية والعربية كيف أنّ تطميناتهم بأنّ الحكم السوري الجديد سيحترم التنوع ويحافظ على أمن وسلامة المسيحيين ذهبت هباء. وهذا ما حدا بالفاتيكان والكنيسة الروسية وهيئات مسيحية في الولايات المتحدة واوروبا، إلى تكثيف تحركها وتدارك الأسوأ، والسعي لئلا تؤدي تداعيات مجزرة الكنيسة في دمشق إلى نهايات درامية للوجود المسيحي في سوريا. على أنّ مجزرة كنيسة مار إلياس الارثوذكسية في دمشق شكّلت نقطة سوداء، لا أحد يعرف كيف سيتصرف الشرع لمحوها من سجل حكومته، وهي قد تتكرّر إذا لم يتخذ الخطوات اللازمة لإقامة الدولة المدنية في سوريا مهما كانت الكلفة. ومن هنا، وبعيداً من الحكم على النيات، فهو وحكومته تحت المجهر، ويتعيّن عليه اللجؤ إلى خيارات شجاعة، لئلا نقول جراحية، قبل فوات الأوان، لكي تستتب الامور، بدءاً بدستور مدني تطمئن إليه سائر المكونات، ويفتح الباب أمام سوريا ديموقراطية تحتضن التنوع والتعدد، وتلج الحداثة بشجاعة وثقة. ومن دون ذلك لن يؤتى لسوريا أن تعيش مستقرة.


النشرة
منذ 4 ساعات
- النشرة
صلاة في دير سيدة البلمند البطريركي لراحة أنفس شهداء تفجير كنيسة مار الياس
أقيمت في دير سيدة البلمند البطريركي ، صلاة عن راحة نفس شهداء وسلامة جرحى تفجير كنيسة مار الياس، دويلعة في سوريا، بمشاركة لفيف من المطارنة والكهنة والرهبان، وفي حضور نواب الكورة وفعاليات سياسية واجتماعية ودينية. وقد استنكرت كلمات رجال الدين عملية التفجير، مركزة على أن "المسيحين شعب يحب الحياه لأنها عطية الله"، موضحين أن "الذين رموا أنفسهم على الانتحاري هم من عائلة واحدة، لينقذوا الآخرين الذين كانوا يصلون ويرفعون صلاة الشكر لله". وترحم الحضور على الأموات، متمنين في المقابل الشفاء العاجل للجرحى، و"أن يلهم الله اصحاب القرارات في العالم إلى طرق الصواب".