logo
مجزرة كنيسة دمشق: مخاوف مشروعة لا يبدّدها الكلام!!!

مجزرة كنيسة دمشق: مخاوف مشروعة لا يبدّدها الكلام!!!

الجمهوريةمنذ 5 ساعات

في الحقيقة أنّ رؤساء الطوائف المسيحية في سوريا عبّروا أمام زوارهم، وأمام سفراء الدول الكبرى المعتمدين في دمشق، وفي جولاتهم على الفاتيكان وعدد من المسؤولين في عواصم القرار، عن خشيتهم من أن يكون التحول الذي تشهده سوريا منذ سقوط نظام بشار الاسد، بداية النهاية للتعدد والتنوع في هذا البلد، وإيذاناً بهجرة المسيحيين منه تدريجاً. وفي هذا الإطار، لا يستبعد أحد الرؤساء الروحيين إفراغ بلاده منهم، لأنّهم مسالمون، غير عشائريين، ولا يمتلكون سلاحاً، ولا أحزاب خاصة بهم، وهم منتشرون في كل أنحاء سوريا، مع كل الناس، وليسوا في معازل (غيتوات) مما يسهل ضربهم وتشتيتهم في ديار الله الواسعة.
وفي رأي أحد الأحبار المسيحيين في دمشق، أنّ المصير الذي ينتظر المسيحيين السوريين قد يكون مشابهاً لمصير مسيحيي العراق، في وقت قد لا يكون بعيداً، في حال ظلت التهديدات قائمة، أو في غضون عقد من الزمن على الأكثر.
على أنّ المخاطر نفسها تهدّد الأقليات الأخرى في سوريا مثل العلويبن والدروز. لكن قدرات المواجهة لدى هؤلاء هي أكبر بكثير لأسباب ديموغرافية وللنطاق المكاني الذي يضمّهم في حيز جغرافي يوفر عملية التواصل في ما بين مدنهم وقراهم. ولا يعني ذلك في مطلق الحالات أنّهم في مأمن.
وقد تعدّدت التحليلات والمعلومات في شأن مرتكب مجزرة كنيسة مار إلياس بدمشق، ولكن منبع التطرّف الايديولوجي واحد، وهو الفكر التكفيري الذي ضرب في العراق، ولبنان، ومصر، والآن يستعد للتمدّد في سوريا تحت مسميات شتى. وإنّ إعلان الجيش اللبناني عن اعتقال أمير «داعش» في لبنان، يعني أنّ الأجهزة اللبنانية العسكرية والامنية قرّرت استباق أي إنعكاس لما يجري في سوريا على لبنان، بمزيد من الرصد والكشف عن الخلايا السرّية للمجموعات التي تتوسل الإرهاب في عملها. وإنّ ردّ المسيحيين الغاضب الذي تُرجم تحركات شعبية في دمشق واللاذقية تزامناً مع تشييع الشهداء الـ27 وإطلاق هتافات التنديد التي أصابت سهامها الرئيس احمد الشرع، وما لاقاه هؤلاء من تعاطف المجتمع السوري بكل أطيافه، لن يجد له صدى إذا لم يشكّل حالة ضاغطة ومنظمة لتصحيح مفهوم الشراكة الوطنية في سوريا، وهذا لا يتحقق إلّا ببناء الدولة المدنية.
ويورد ناشط مسيحي سوري، أنّ الوزيرة الوحيدة في حكومة الشرع هند قبوات لا تمثل المكون المسيحي السوري وليست ملمة بمعاناته، وهي التي فرضها الغرب إثر سقوط النظام على أنّها ممثلة المجتمع المدني، وتعطي تسميتها انطباعاً بأنّ الحكم الجديد في سوريا يحترم التنوع. لكن هذا الانطباع يعوزه التدقيق.
ويرى متابعون أنّ الشرع حاول ويحاول أن يكون رجل المرحلة المنفتح على الجميع، والراغب في الأخذ بالنصائح التي ترده من جهات دولية وعربية، لكنه يصطدم بالمتشدّدين حتى داخل حلقته الضيّقة، ويواجه صعوبات في ضبط هؤلاء ولجم نزعتهم المتطرفة، وأنّ الأجهزة الأمنية التابعة له مخترقة بعناصر مرتبطة بتنظيمات تكفيرية، مما يعقّد عمله، ويعرقل خططه. وهو محاط بمستشارين متعددي الأهواء والميول ولهم إرتباطاتهم الخارجية. وهذا الواقع يسيء إلى دوره وصورته. فيما البطاركة المسيحيون في دمشق شديدو القلق على رعاياهم، وسط موجة متعاظمة لدى الشباب تجاهر برغبتها في الهجرة لعدم ثقتها بالمستقبل، وقد ذكّر هؤلاء رؤساء البعثات الديبلوماسية الأجنبية والعربية كيف أنّ تطميناتهم بأنّ الحكم السوري الجديد سيحترم التنوع ويحافظ على أمن وسلامة المسيحيين ذهبت هباء.
وهذا ما حدا بالفاتيكان والكنيسة الروسية وهيئات مسيحية في الولايات المتحدة واوروبا، إلى تكثيف تحركها وتدارك الأسوأ، والسعي لئلا تؤدي تداعيات مجزرة الكنيسة في دمشق إلى نهايات درامية للوجود المسيحي في سوريا. على أنّ مجزرة كنيسة مار إلياس الارثوذكسية في دمشق شكّلت نقطة سوداء، لا أحد يعرف كيف سيتصرف الشرع لمحوها من سجل حكومته، وهي قد تتكرّر إذا لم يتخذ الخطوات اللازمة لإقامة الدولة المدنية في سوريا مهما كانت الكلفة. ومن هنا، وبعيداً من الحكم على النيات، فهو وحكومته تحت المجهر، ويتعيّن عليه اللجؤ إلى خيارات شجاعة، لئلا نقول جراحية، قبل فوات الأوان، لكي تستتب الامور، بدءاً بدستور مدني تطمئن إليه سائر المكونات، ويفتح الباب أمام سوريا ديموقراطية تحتضن التنوع والتعدد، وتلج الحداثة بشجاعة وثقة. ومن دون ذلك لن يؤتى لسوريا أن تعيش مستقرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير المهجرين كمال شحادة ممثلاً الرئيسين عون وسلام خلال لقاء تضامني مع شهداء كنيسة مار الياس في دمشق: نقدّم تعازينا للشعب السوري والإرهاب لا يفرّق بين طائفة وأخرى وحمى الله أوطاننا من شرّ الإرهاب
وزير المهجرين كمال شحادة ممثلاً الرئيسين عون وسلام خلال لقاء تضامني مع شهداء كنيسة مار الياس في دمشق: نقدّم تعازينا للشعب السوري والإرهاب لا يفرّق بين طائفة وأخرى وحمى الله أوطاننا من شرّ الإرهاب

ليبانون 24

timeمنذ 40 دقائق

  • ليبانون 24

وزير المهجرين كمال شحادة ممثلاً الرئيسين عون وسلام خلال لقاء تضامني مع شهداء كنيسة مار الياس في دمشق: نقدّم تعازينا للشعب السوري والإرهاب لا يفرّق بين طائفة وأخرى وحمى الله أوطاننا من شرّ الإرهاب

وزير المهجرين كمال شحادة ممثلاً الرئيسين عون وسلام خلال لقاء تضامني مع شهداء كنيسة مار الياس في دمشق: نقدّم تعازينا للشعب السوري والإرهاب لا يفرّق بين طائفة وأخرى وحمى الله أوطاننا من شرّ الإرهاب Lebanon 24

26 Jun 2025 11:15 AM وزير المهجرين كمال شحادة ممثلاً الرئيسين عون وسلام خلال لقاء تضامني مع شهداء كنيسة مار الياس في دمشق: نقدّم تعازينا للشعب السوري والإرهاب لا يفرّق بين طائفة وأخرى وحمى الله أوطاننا من شرّ الإرهاب
26 Jun 2025 11:15 AM وزير المهجرين كمال شحادة ممثلاً الرئيسين عون وسلام خلال لقاء تضامني مع شهداء كنيسة مار الياس في دمشق: نقدّم تعازينا للشعب السوري والإرهاب لا يفرّق بين طائفة وأخرى وحمى الله أوطاننا من شرّ الإرهاب

MTV

timeمنذ 41 دقائق

  • MTV

26 Jun 2025 11:15 AM وزير المهجرين كمال شحادة ممثلاً الرئيسين عون وسلام خلال لقاء تضامني مع شهداء كنيسة مار الياس في دمشق: نقدّم تعازينا للشعب السوري والإرهاب لا يفرّق بين طائفة وأخرى وحمى الله أوطاننا من شرّ الإرهاب

وزير المهجرين كمال شحادة ممثلاً الرئيسين عون وسلام خلال لقاء تضامني مع شهداء كنيسة مار الياس في دمشق: نقدّم تعازينا للشعب السوري والإرهاب لا يفرّق بين طائفة وأخرى وحمى الله أوطاننا من شرّ الإرهاب

من له مصلحة في تفجير الكنيسة في دمشق؟
من له مصلحة في تفجير الكنيسة في دمشق؟

صوت لبنان

timeمنذ 42 دقائق

  • صوت لبنان

من له مصلحة في تفجير الكنيسة في دمشق؟

كتب جيرار ديب في 'اللواء': نقلت قناة «أن بي سي» عن مصادر مقرّبة من إدارة ترامب، الإثنين 23 حزيران الجاري، قولها إن «إيران أرسلت تهديداً للرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل الضربة النووية بأنها ستفعّل خلايا نائمة داخل أميركا». بالتزامن من هذه المصادر، شهدت منطقة الدويلعة في ريف دمشق الأحد 22 حزيران الجاري، تفجيراً انتحارياً استهدف كنيسة مار إلياس. وبحسب وكالة سانا السورية، أقدم شخص إرهابي على تفجير نفسه داخل الكنيسة أثناء وجود المصلين، مما أدّى إلى وقوع ضحايا وإصابات، فهل هذا التفجير هو بمثابة رسالة واضحة إيرانية تصبّ في خانة التهديد لأميركا، تحديداً من سوريا التي توليها واشنطن أهمية في سياساتها الخارجية؟ يبدأ المتابع قراءته في مشهدية التفجير الإرهابية هذه، التي أعادت الذاكرة الجماعية عند الشعب السوري خاصة وشعوب دول الجوار عامة إلى العمليات الإرهابية التي نشطت في المنطقة قبل سنوات، على يدّ مجموعات تنظيمية أطلقت عليها بـ«داعش». هذا التنظيم الذي استفاد من حضوره بين سوريا والعراق الدول التي تسارعت بحجة محاربته إلى وضع موطئ قدماً لها في المنطقة. لهذا شكّلت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً بهدف ضرب نفوذه، ودخلت روسيا الحرب إلى جانب النظام السوري السابق في محاربته، وكذلك فعلت إيران التي استفادت من التنظيم لتوسيع نشاطها ونفوذها وصولاً إلى بيروت. مستغرباً إن تنفّذ العملية في المكان والزمان الذين يوجهان الإدانة لفلول نظام الأسد وحليفه الإيراني. إذ أتى التفجير الإرهابي بعد توجيه واشنطن ضربات صاروخية على مواقع إيران النووية صباح السبت 21 حزيران الجاري. ومع إلقاء القبض من قبل الأمن السوري على وسيم بديع الأسد، إبن عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في عملية أمنية نفذتها السلطات السورية على الحدود مع لبنان، الذي يعدّ من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل التي راكم نفوذاً مع الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد المقرّب من إيران. لهذا لا يستبعد البعض فرضية ان يكون فلول النظام السابق، حرّك عناصره لإحداث إرباك في الداخل السوري على اعتبار أن الفوضى تصبّ في صالح جماعاته في سوريا لإعادة الوصول إلى السلطة من جديد. إن اختيار سوريا مكاناً لتنفيذ هكذا عملية، له دلالة واضحة عند الجانب الإيراني، الذي تعتبر أنّه فقد مع هروب رئيسها السابق بشار الأسد ورقة رئيسية في المنطقة، عليه استعادتها. فانفتاح النظام الجديد في سوريا على التلاقي مع واشنطن برعاية خليجية يزعج طهران وحلفائها، لذا فإن إعادة سيناريو التفجيرات يساعد في خلق الفوضى والمطالبة بالأمن الذاتي، ما يعيد تكرار تجربة الساحل السوري ومناطق ذات الحضور الفعّال للطائفة الدرزية كجرامانا السورية، كما و«يفرمل» اندفاعية قوات سوريا الديمقراطية على الانخراط في الدولة تحت شعار الحماية الذاتية، الأمر الذي يسهّل على إيران وحلفائها في سوريا إعادة ترتيب أوراقها من جديد. سيناريو واضح في ظلّ الرغبة الإيرانية بنقل الحرب من أرضها إلى أراضٍ أخرى بعدما فقدت الكثير من ساحاتها في الشارع العربي. لكن اليوم لا يمكن استبعاد فرضية اختراق الجماعات الإرهابية لقوات الأمن السورية، لا سيما بعد صدور قرار بموافقة أميركية على انضمام مقاتلين من جنسيات مختلفة ذات ميول عقائدية متطرفة إلى الجيش السوري. فهذه الفرضية يمكن وضعها على طاولة النقاش، لا سيما وإنه لم يتسنَّ للنظام الجديد في سوريا القيام بـ«أدلجة» الذهنية والعقلية لدى هؤلاء المقاتلين، ونقل تفكيرهم من تنظيمات اجتمعت لإسقاط عدو مشترك إلى وطنيين يرفعون مصلحة البلد فوق كل اعتبار. مشروع بناء سوريا الجديدة، ليس بمهمة السهلة لدى الشرع، ولا سيما إن سوريا تقع على مفترق نزاعات تضرب المنطقة، ومع تفعيل لغة الاستثمار في الفوضى من قبل المتربصين والمهتمين بإسقاط مهام النظام الجديد في مقدمتهم إيران وإسرائيل. سيناريو الإرهاب الذي ضرب سوريا يقع أيضاً ضمن دائرة إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على افتعال الحرب، وفي ظلّ تنفيذه لنواياه التوسعية في الحرب، من خلال رفع شعار «القوة من أجل السلام»، والسلام بالنسبة إليه هو استسلام العدو، تتعزز فرضية أن تكون العملية من صناعة الاستخبارات الإسرائيلية. فلا شكّ إن لإسرائيل مصلحة في زرع الفوضى في سوريا وتشتيت قدرات النظام الجديد. تجد حكومة نتنياهو إن سوريا المفككة تحقق لها مكاسب سياسية وميدانية، على اعتبار إنها تبعد النفوذ التركي الداعم الرئيسي لنظام الرئيس الجديد أحمد الشرع. وإن التصريحات التي يطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تصب في خانة توتير العلاقة بين أنقرة واسطنبول، ما يجعل من خطر المواجهة الحدودية تقترب على الجبهة الجنوبية لسوريا. لقد عمد الإسرائيلي بعد سقوط النظام السوري إلى خرق كافة الاتفاقيات بين سوريا وإسرائيل وفرض أمر واقع في الداخل السوري. ليس التركي من يقلق الإسرائيلي، بل فكرة إعادة سوريا إلى دورها العروبي هو من يزعج نتنياهو. لهذا تهاجم إسرائيل كل دولة داعمة لاستقرار هذا البلد، وعمل على تعطيل دوره، كما وتسعى لزرع الفتن الطائفية على اعتبار إن ترميم سوريا يقلّص من حضورها في الجولان المحتل، ويعرقل قيام مشروع إسرائيل الكبرى. كل الطرق توصل إلى روما، لهذا تتقاطع المصالح الدولية على أرض سوريا من خلال هذه العملية إن تكررت في أكثر من منطقة. فسوريا «الفوضى»، هي المطلوبة لأعدائها، لهذا لا شكّ إن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الرئيس الشرع وحكومته، أولاً في كشف ملابسات الجريمة، ومنع تكرارها ليقطع الطريق على من يستثمر في الداخل السوري لغايات لا تخدم إلّا مصالح مشاريعه التوسعية. لا أحد يمكنه أن لا يدين العمل الإرهابي الذي طال جماعة من المؤمنين في الكنيسة، ولكنّ الجميع بات يفتّش عن الفاعل الحقيقي، الذي يعمل على استغلال الفوضى العارمة، بعد تنفيذ الولايات المتحدة عمليات ضرب مفاعل إيران النووية، ليطرح السؤال من له مصلحة في إحياء هذا التنظيم في هذا التوقيت بالذات؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store