logo
عن التعليم أتحدث!

عن التعليم أتحدث!

الرأي٠٢-٠٤-٢٠٢٥

«الطريق إلى التنمية يمر أولاً بالتعليم، وثانياً بالتعليم، وثالثاً بالتعليم. التعليم باختصار هو الكلمة الأولى والأخيرة في ملحمة التنمية».
د. غازي القصيبي
نحن نعيش الآن تحولات كبيرة تتغير بالأيام بسبب التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي دخل كل مناحي الحياة فأحدث تغييرات جوهرية، ولكن من المهم أن نضع المجاهر على تأثير هذه التغييرات على النظام التعليمي الحالي، وهل هو يناسب المستقبل أم لا؟
وحتى نصل إلى إجابة عن هذا السؤال من المهم أن نتعرف على مراحل التعليم المختلفة، فكان هناك التعليم البدائي، الذي كان يعتمد على التعلم بالملاحظة والتجربة، حيث كان الأطفال يتعلمون من خلال مشاهدة الكبار في مجتمعات الصيد والزراعة، ولم تكن هناك مدارس، بل كان التعلم يحدث بشكل غير رسمي في العائلة والمجتمع.
أما التعليم في العصر الصناعي فقد ظهر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث ظهرت المدارس الحديثة مع مناهج منظمة، وأصبح التعليم إلزامياً في العديد من الدول، وركزت المناهج على القراءة والرياضيات والعلوم، لتلبية احتياجات الثورة الصناعية.
وأما التعليم في القرن العشرين، فقد توسعت أنظمة التعليم فيه، وأصبحت أكثر شمولاً للجميع، مع فصل مراحل التعليم (ابتدائي، ثانوي، جامعي)، وكان المرحوم د. غازي القصيبي، ينتقدها بشدة، ويقول يجب إلغاء هذا النموذج، ولكن يجب أن يكون هناك منهج وطني يدرسه الطالب من عمر ست سنوات ولمدة عشر سنوات، حيث لا يمكن فصل الجانب النظري عن العملي على حسب ما ذكر.
وبعد ذلك جاء التعليم في العصر الرقمي، حيث أصبح التعلم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من التعليم، والاعتماد على الإنترنت، والفصول الافتراضية، والتعليم المخصص لكل طالب، لذلك فإن التعليم الحضوري التقليدي في طريقه إلى الاندثار حسب المعطيات، ولابد من التحول الرقمي وفي أسرع وقت بسبب تأثير الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، ومعنى هذا الكلام أن المنهاج وطريقة التدريس يجب أن يتغيرا، وقد يكون أسلوب الحفظ الحالي أصبح بلا فائدة بسبب سهولة الوصول للمعلومات.
التعليم في المستقبل سيكون مختلفاً تماماً عما نعرفه اليوم، وسيعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والتخصيص لكل طالب، بفضل الذكاء الاصطناعي، سيتم تصميم المناهج وفقاً لاحتياجات كل طالب، بحيث يحصل كل فرد على تجربة تعليمية تتناسب مع سرعته وقدراته، وستحل بيئات التعلم الافتراضية محل الصفوف التقليدية، مما يسمح للطلاب بتجربة أشياء مثل استكشاف الفضاء أو دراسة علم الأحياء عن طريق التفاعل المباشر مع الأعضاء البشرية بطريقة ثلاثية الأبعاد. وسيكون من الطبيعي أن يتلقى الطلاب تعليمهم من أي مكان في العالم عبر الإنترنت، مع فصول دراسية تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأدوات التعاون الافتراضية.
وبدلاً من النظام التقليدي الذي يعتمد على العلامات، سيُركز التعليم المستقبلي على اكتساب المهارات العملية، مثدل التفكير النقدي، البرمجة، وحل المشكلات، مما يجعل التقييم أكثر واقعية، وبسبب التغير السريع في سوق العمل، لن يكون التعليم مقتصراً على المراحل الدراسية التقليدية، بل سيصبح عملية مستمرة مدى الحياة، حيث يمكن للناس تحديث مهاراتهم في أي وقت بسهولة.
والأمر الأكثر أهمية أن المعلمين سيكونون مرشدين للطلاب وميسرين، ومساعدة الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات بدلاً من إعطائهم المعلومات فقط، وسيتم استخدام الروبوتات كمساعدين في التدريس، حيث يمكنها الإجابة عن الأسئلة، وتقديم الملاحظات الفورية، وحتى تقييم أداء الطلاب بشكل أكثر دقة وموضوعية، وبدلاً من المناهج الجامدة، ستكون المواد الدراسية ديناميكية ومتغيرة بناءً على التطورات الحديثة واحتياجات السوق، مما يجعل التعلم أكثر ارتباطاً بالواقع.
وبسبب الذكاء الاصطناعي، سيتمكن الطلاب من مختلف أنحاء العالم من التعاون في مشاريع تعليمية مشتركة، مما يعزز من فهمهم للثقافات الأخرى ويعدّهم لسوق عمل عالمي، والمستقبل يحمل الكثير من التحولات في مجال التعليم، مما سيجعل عملية التعلم أكثر مرونة، وتفاعلية، وملائمة لاحتياجات الأفراد والمجتمع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

افتتاح مؤتمر ' ابتكارات ورؤى جديدة ' في علم الأحياء بالمركز العلمي
افتتاح مؤتمر ' ابتكارات ورؤى جديدة ' في علم الأحياء بالمركز العلمي

جريدة أكاديميا

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • جريدة أكاديميا

افتتاح مؤتمر ' ابتكارات ورؤى جديدة ' في علم الأحياء بالمركز العلمي

وفي بداية افتتاح المؤتمر، أكدت الموجه الفني العام للعلوم بالتكليف دلال المسعود على حرص وزارة التربية بدولة الكويت بمواكبة التطور العلمي والبيولوجي الحديث واطلاع معلمي مادة الأحياء على أحدث الاكتشافات العلمية والبحوث الرائدة في مجال الأحياء مما يعزز بيئة الإبداع والابتكار والتميز بين المتعلمين. هذا ويهدف المؤتمر إلى إتاحة منصة علمية تجمع عدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت ومعلمي الأحياء بوزارة التربية لتبادل الخبرات ومناقشة أحدث المستجدات في علم الأحياء من خلال حلقة نقاشية ومحاضرات وورش تدريبية، ويأتي ذلك ضمن خطة التوجيه العام للعلوم في التمكين العلمي لمعلمي مادة الأحياء وتزويدهم بأحدث الدراسات العلمية، بالإضافة إلى مشاركة عدد من طلبة مدارس المرحلة الثانوية للصف الثاني عشر بالقسم العلمي في عرض المشاريع البيئية المتعلقة بالأحياء وعلوم البحار والتربة بمسابقة الأحياء. وبينت المسعود أن عدد المعلمين المشاركين الجدد في المؤتمر 100 معلم ومعلمة بالاضافة ا إلى مشاركة 27 طالب وطالبة من جميع المناطق التعليمية وإدارة التعليم الخاص وقد تم وضع برنامج متكامل للمؤتمر يشمل قاعات محاضرات وورش تعليمية للمعلمين لكل ما هو جديد في علم الأحياء وذلك تحت إشراف متخصصين أكاديميين من جامعة الكويت والمركز العلمي وفق برنامج منظم ومتكامل بالإضافة إلى مشاركة عدد من جمعيات النفع العام مثل مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع والجمعية الكويتية لعلوم الأرض وكلية التربية بجامعة الكويت. وبالنسبة للطلبة المشاركين في المعرض الطلابي بالمؤتمر، ذكرت الطالبة ريم المانع من ثانوية اليرموك للبنات بالصف الثاني عشر بالقسم العلمي، والحاصلة على المركز الأول من خلال مشاركتها بمسابقة الأحياء في مشروع يحمل عنوان 'قزمنا البطل الأخضر لنبات الأوزولا' بأهمية تعزيز دور المشاريع العلمية المتعلقة بالعلوم البيئية والدور الفعال الذي تقوم به إدارة المدرسة في المشاركة بالمؤتمرات العلمية والمعارض الطلابية. ومن جهته قام الطالب حسن الإبراهيم من ثانوية صالح الشهاب للبنين بعرض مشروعه تحت عنوان' المياه الرمادية إلى الحياة الخضراء' والذي يتم من خلاله إبراز فكرة تحويل المياه القليلة الشوائب إلى مياه شبه نقية (التقطير) وتوفير المياه العذبة من البحر لتكون صالحة للاستهلاك البشري.

كلية العلوم تفتتح معرض «علوم الأحياء»
كلية العلوم تفتتح معرض «علوم الأحياء»

الجريدة الكويتية

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الجريدة الكويتية

كلية العلوم تفتتح معرض «علوم الأحياء»

افتتح مكتب مساعد العميد للشؤون الطلابية في كلية العلوم بجامعة الكويت معرضاً عن علوم قسم الأحياء، تحت عنوان «Science Expo By Biology Dept»، برعاية مدير الجامعة د. دينا الميلم، وحضور نائب مدير الجامعة للخدمات الأكاديمية المساندة د. محمد الملا، ويستمر حتى الغد في الكلية. وأكد القائم بأعمال مساعد العميد للشؤون الطلابية د. عبدالعزيز السنافي، أن المعرض يتميز بتقديم وعرض الإدارات والمراكز المتعلقة بتخصصات كلية العلوم وفرص العمل المتاحة لها من الجهات المشاركة من القطاع الحكومي والخاص، كذلك يشهد المعرض مشاركة الأقسام العلمية بتخصصاتها المختلفة ونواديها المهنية. من جانبه، أوضح القائم بأعمال رئيس قسم العلوم البيولوجية د. حسين بهبهاني، أن الهدف من المعرض هو تسليط الضوء على علم الأحياء وأهمية دراسته، إضافة إلى التعريف بالتخصصات التي يحتوي عليها علم الأحياء. وبين أن المعرض يتضمن مشاركة نحو 25 جهة للتوظيف من القطاعين الحكومي والخاص، وهذا أيضاً يمثل فرصة لطلبة الكلية وخريجي كلية العلوم للتعرف على جهات التوظيف المختلفة.

عن التعليم أتحدث!
عن التعليم أتحدث!

الرأي

time٠٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الرأي

عن التعليم أتحدث!

«الطريق إلى التنمية يمر أولاً بالتعليم، وثانياً بالتعليم، وثالثاً بالتعليم. التعليم باختصار هو الكلمة الأولى والأخيرة في ملحمة التنمية». د. غازي القصيبي نحن نعيش الآن تحولات كبيرة تتغير بالأيام بسبب التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي دخل كل مناحي الحياة فأحدث تغييرات جوهرية، ولكن من المهم أن نضع المجاهر على تأثير هذه التغييرات على النظام التعليمي الحالي، وهل هو يناسب المستقبل أم لا؟ وحتى نصل إلى إجابة عن هذا السؤال من المهم أن نتعرف على مراحل التعليم المختلفة، فكان هناك التعليم البدائي، الذي كان يعتمد على التعلم بالملاحظة والتجربة، حيث كان الأطفال يتعلمون من خلال مشاهدة الكبار في مجتمعات الصيد والزراعة، ولم تكن هناك مدارس، بل كان التعلم يحدث بشكل غير رسمي في العائلة والمجتمع. أما التعليم في العصر الصناعي فقد ظهر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث ظهرت المدارس الحديثة مع مناهج منظمة، وأصبح التعليم إلزامياً في العديد من الدول، وركزت المناهج على القراءة والرياضيات والعلوم، لتلبية احتياجات الثورة الصناعية. وأما التعليم في القرن العشرين، فقد توسعت أنظمة التعليم فيه، وأصبحت أكثر شمولاً للجميع، مع فصل مراحل التعليم (ابتدائي، ثانوي، جامعي)، وكان المرحوم د. غازي القصيبي، ينتقدها بشدة، ويقول يجب إلغاء هذا النموذج، ولكن يجب أن يكون هناك منهج وطني يدرسه الطالب من عمر ست سنوات ولمدة عشر سنوات، حيث لا يمكن فصل الجانب النظري عن العملي على حسب ما ذكر. وبعد ذلك جاء التعليم في العصر الرقمي، حيث أصبح التعلم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من التعليم، والاعتماد على الإنترنت، والفصول الافتراضية، والتعليم المخصص لكل طالب، لذلك فإن التعليم الحضوري التقليدي في طريقه إلى الاندثار حسب المعطيات، ولابد من التحول الرقمي وفي أسرع وقت بسبب تأثير الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، ومعنى هذا الكلام أن المنهاج وطريقة التدريس يجب أن يتغيرا، وقد يكون أسلوب الحفظ الحالي أصبح بلا فائدة بسبب سهولة الوصول للمعلومات. التعليم في المستقبل سيكون مختلفاً تماماً عما نعرفه اليوم، وسيعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والتخصيص لكل طالب، بفضل الذكاء الاصطناعي، سيتم تصميم المناهج وفقاً لاحتياجات كل طالب، بحيث يحصل كل فرد على تجربة تعليمية تتناسب مع سرعته وقدراته، وستحل بيئات التعلم الافتراضية محل الصفوف التقليدية، مما يسمح للطلاب بتجربة أشياء مثل استكشاف الفضاء أو دراسة علم الأحياء عن طريق التفاعل المباشر مع الأعضاء البشرية بطريقة ثلاثية الأبعاد. وسيكون من الطبيعي أن يتلقى الطلاب تعليمهم من أي مكان في العالم عبر الإنترنت، مع فصول دراسية تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأدوات التعاون الافتراضية. وبدلاً من النظام التقليدي الذي يعتمد على العلامات، سيُركز التعليم المستقبلي على اكتساب المهارات العملية، مثدل التفكير النقدي، البرمجة، وحل المشكلات، مما يجعل التقييم أكثر واقعية، وبسبب التغير السريع في سوق العمل، لن يكون التعليم مقتصراً على المراحل الدراسية التقليدية، بل سيصبح عملية مستمرة مدى الحياة، حيث يمكن للناس تحديث مهاراتهم في أي وقت بسهولة. والأمر الأكثر أهمية أن المعلمين سيكونون مرشدين للطلاب وميسرين، ومساعدة الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات بدلاً من إعطائهم المعلومات فقط، وسيتم استخدام الروبوتات كمساعدين في التدريس، حيث يمكنها الإجابة عن الأسئلة، وتقديم الملاحظات الفورية، وحتى تقييم أداء الطلاب بشكل أكثر دقة وموضوعية، وبدلاً من المناهج الجامدة، ستكون المواد الدراسية ديناميكية ومتغيرة بناءً على التطورات الحديثة واحتياجات السوق، مما يجعل التعلم أكثر ارتباطاً بالواقع. وبسبب الذكاء الاصطناعي، سيتمكن الطلاب من مختلف أنحاء العالم من التعاون في مشاريع تعليمية مشتركة، مما يعزز من فهمهم للثقافات الأخرى ويعدّهم لسوق عمل عالمي، والمستقبل يحمل الكثير من التحولات في مجال التعليم، مما سيجعل عملية التعلم أكثر مرونة، وتفاعلية، وملائمة لاحتياجات الأفراد والمجتمع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store