
الهند: القوات الباكستانية شنت هجمات على طول الحدود الغربية
أعلن الجيش الهندي في منشور على منصة إكس اليوم الجمعة إن القوات المسلحة الباكستانية شنت هجمات متعددة باستخدام طائرات مسيرة وذخائر أخرى على طول الحدود الغربية للهند في الليلة الفاصلة بين يومي الخميس والجمعة.
وأضاف الجيش أنه نجح في صد هجمات الطائرات المسيرة.
ودوت انفجارات في أنحاء مدينة جامو في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير مساء الخميس خلال ما قال الجيش الهندي إنه هجوم باكستاني بطائرات مسيرة وصواريخ بأنحاء المنطقة المتنازع عليها في خضم الاشتباكات بين الجارتين المسلحتين نووياً.
ودوت صفارات الإنذار وشوهدت ومضات حمراء ومقذوفات في سماء المدينة التي غرقت في ظلام دامس. وقال مسؤول أمني "تتعرض منشآت جيشنا للهجوم، ويحدث ذلك في خمس مناطق في جامو".
وذكر مصدر عسكري هندي طلب عدم الكشف عن هويته أن وحدات الدفاع الجوي اعترضت ثمانية صواريخ أطلقت من باكستان على بلدات ساتواري وسامبا ورانبير سينغ بورا وأرنيا في جامو. وأضاف المصدر أن هذه الضربات مجرد جزء من هجوم أوسع.
وقالت وزارة الطيران المدني الهندية إنها أغلقت 24 مطاراً أمام عمليات الطيران المدني.
ودعت قوى عالمية، من الولايات المتحدة إلى روسيا والصين، إلى الهدوء في واحدة من أخطر المناطق المسلحة نووياً في العالم وأكثرها كثافة سكانية. وأمرت القنصلية العامة الأميركية في لاهور بباكستان موظفيها بالبقاء في أماكنهم.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو دعا إلى التهدئة في اتصالين هاتفيين منفصلتين مع نظيره الهندي سوبرامانيام جيشينكار ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف.
وتشهد العلاقات بين الهند وباكستان توتراً منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، وخاض البلدان ثلاث حروب، اثنتان منها بسبب كشمير. وحصلت كلتا الدولتين على أسلحة نووية في تسعينيات القرن الماضي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اتصالات على مستوى مجلسي الأمن القومي
أعلن السفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة رضوان سعيد شيخ أمس الخميس إن الهند وباكستان أجرتا اتصالات على مستوى مجلسي الأمن القومي لكل منهما، وذلك رداً على سؤال عما إذا كانت هناك اتصالات جارية بين الجارتين المسلحتين نووياً.
وأدلى السفير بهذه التعليقات في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن". وقال إن مسؤولية تهدئة التوترات بين البلدين تقع على عاتق الهند بعد اشتباكات على مدى يومين. وأضاف "أعتقد أنه جرت اتصالات على مستوى مجلسي الأمن القومي، ولكن هذا التصعيد، سواء الإجراءات التي تتخذ أو الخطاب الذي يخرج، يجب أن يتوقف". ولم يدل بمزيد من التفاصيل.
وتابع قائلاً أن "مسؤولية خفض التصعيد تقع الآن على الهند، لكن هناك حدوداً لضبط النفس. وتحتفظ باكستان بحق الرد. وهناك ضغط كاف من الرأي العام عندنا على الحكومة للرد".
وتبادلت باكستان والهند أمس الخميس الاتهامات بشن هجمات بطائرات مسيرة. وحذر وزير الدفاع الباكستاني من أن الرد "بات مؤكداً بشكل متزايد"، وذلك في اليوم الثاني من الاشتباكات العنيفة بين الجارتين النوويتين. وأدى القتال المستمر منذ يومين إلى مقتل نحو 40 شخصاً.
"ليست من شأننا"
من جانبه، أعلن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الخميس أن الأزمة الراهنة بين الهند وباكستان "ليست من شأن الولايات المتحدة على الإطلاق"، داعياً في الوقت عينه إلى "خفض التصعيد".
وقال فانس في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز إن "ما يمكننا فعله هو تشجيعهما على خفض التصعيد، لكننا لن نتورط في حرب ليست من شأننا على الإطلاق".
طائرة حربية صينية الصنع
صرح مسؤولان أميركيان بأن طائرة حربية باكستانية صينية الصنع أسقطت طائرتين عسكريتين هنديتين على الأقل الأربعاء، مما يمثل إنجازاً كبيراً للطائرات الحربية الصينية المتطورة، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز".
ورداً على سؤال حول التقرير، قال متحدث باسم القوات الجوية الهندية إنه ليس لديه تعليق.
وتراقب واشنطن عن كثب أداء طائرة حربية صينية رائدة مقارنة بمنافسة غربية، وذلك لتكوين صورة أوضح حول أداء بكين في أي مواجهة محتملة بشأن تايوان أو منطقة المحيطين الهندي والهادي الأوسع.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هناك ثقة كبيرة في أن باكستان استخدمت طائرة جيه-10 صينية الصنع لإطلاق صواريخ جو-جو على طائرات حربية هندية، مما أدى إلى إسقاط طائرتين على الأقل.
وقال المسؤول الآخر إن طائرة هندية واحدة على الأقل تم إسقاطها كانت طائرة فرنسية الصنع من طراز رافال. وأكد المسؤولان أن طائرات إف-16 الباكستانية، التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، لم تُستخدم في عملية الإسقاط.
ولم تعترف دلهي بفقدان أي من طائراتها، بل قالت إنها نفذت ضربات ناجحة ضد ما وصفته بـ "البنية التحتية الإرهابية" داخل باكستان.
كانت "رويترز" قد ذكرت الأربعاء أن ثلاث طائرات هندية سقطت، نقلاً عن مسؤولين حكوميين محليين في الهند، لكن هذا يمثل أول تأكيد غربي على استخدام الطائرات الباكستانية صينية الصنع في إسقاط الطائرات.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أمس الخميس إن الطائرة جيه-10 استخدمت لإسقاط ثلاث طائرات رافال فرنسية الصنع حصلت عليها الهند في الآونة الأخيرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
إدانة عربية ودولية لإطلاق النار باتجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية
توالت ردود الفعل العربية والدولية منددة بإطلاق رصاص إسرائيلي باتجاه وفد دبلوماسي خلال جولة له في مدينة جنين في الضفة الغربية. واتهمت السلطة الفلسطينية الجيش الاسرائيلي بإطلاق الرصاص الحي باتجاه الوفد الدبلوماسي بعد نشر مقطع مصور يظهر جنديين إسرائيليين يصوبون بندقيتهما نحو مجموعة من الأشخاص. ودانت السلطة الفلسطينية خلال بيان "الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثلة في الاستهداف المباشر بإطلاق الرصاص الحي على وفد دبلوماسي معتمد لدى دولة فلسطين". وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الوفد كان "يقوم بجولة ميدانية في محيط مخيم (جنين) للاطلاع على حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها المواطنون في المحافظة"، ووصفت الوزارة تصرفات الجيش الإسرائيلي بأنها انتهاك للقانون الدولي. وأكد دبلوماسي أجنبي كان ضمن الوفد لوكالة الصحافة الفرنسية أنه سمع "إطلاق نار متكرر" من داخل مخيم جنين للاجئين. "طلقات تحذيرية" إسرائيلياً، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه أطلق النار قرب وفد دبلوماسي قائلاً إنه انحرف عن طريق معتمد في الضفة الغربية، وقال الجيش إن الوفد "انحرف عن المسار المعتمد ودخل منطقة غير مصرح له بالتواجد فيها"، وإن الجنود أطلقوا "طلقات تحذيرية لإبعاد أعضائه"، وأكد الجيش عدم وقوع إصابات أو أضرار. من جهة أخرى، وفي تعقيب على الواقعة قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية "يجري التحقق من ملابسات الحادثة". محاسبة وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أنها علمت بالواقعة، وقالت "نحث إسرائيل بالتأكيد على التحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين عنها وعن أي تهديدات لحياة الدبلوماسيين". ملابسات ودانت وزارة الخارجية الألمانية "بشدة" الحادثة، وقالت في بيان "يتعين على الحكومة الإسرائيلية الكشف فوراً عن الملابسات واحترام حصانة الدبلوماسيين. وهذا ما سيُبلغه أيضاً وزير الخارجية يوهان فادفول لنظيره الإسرائيلي". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "غير مقبول" وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي عقب إطلاق نار "غير مقبول" من جانب الجيش الإسرائيلي في اتجاه دبلوماسيين أجانب في الضفة الغربية، بينهم فرنسي. تنسيق الرد وقالت وزارة الخارجية الإسبانية إن أحد رعاياها كان ضمن مجموعة الدبلوماسيين ولم يصب بأذى. وأضافت في بيان "نحن على اتصال بالدول المتضررة الأخرى لتنسيق الرد المشترك على الواقعة، والتي نستنكرها بشدة". "غير مقبول" في الردود أيضاً، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية تهديدات "غير مقبولة"، وكتب في منشور على "إكس" "نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة"، وأضاف تاياني أنه تواصل مع نائب القنصل الإيطالي أليساندرو توتينو و"هو بخير"، موضحاً أن الأخير "كان بين الدبلوماسيين الذين تعرضوا لهجوم باطلاق عيارات نارية قرب مخيم جنين للاجئين". استدعاء السفير الإسرائيلي وأعلنت وزارة الخارجية الايطالية استدعاء السفير الإسرائيلي في روما، وأفاد وزير الخارجية الإيطالي بأنه أصدر تعليماته "باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حدث في جنين". "توضيحات مقنعة" من جهته، طالب وزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو إسرائيل بـ"توضيحات مقنعة" بعد عيارات نارية تحذيرية أطلقها جنود إسرائيليون واستهدفت، بحسب قوله "20 دبلوماسياً" في الضفة الغربية ، بينهم بلجيكي. وقال بريفو، عبر منصة "إكس"، إن الدبلوماسي البلجيكي "بخير لحسن الحظ"، مؤكداً أن "هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية لجنين تم تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي ضمن موكب يضم 20 مركبة يمكن تحديد هويتها بوضوح". "بأشد العبارات" كما دانت القاهرة "بأشد العبارات" إطلاق الجيش الإسرائيلي "طلقات نارية خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة مدينة جنين، ومنهم السفير المصري"، وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "تشدد مصر على رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، وتطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة". أعراف ديبلوماسية ودانت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، بشدة إطلاق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه دبلوماسيين، بينهم سفير المملكة لدى رام الله، مؤكدة أنها "جريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية"، وأكد الناطق الرسمي بإسم الوزارة سفيان القضاة أن الحادثة تشكل "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية". تحقيق سريع وطالبت تركيا بإجراء تحقيق سريع، وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "ينبغي أن يكون هذا الهجوم موضع تحقيق سريع ويجب محاسبة منفذيه"، لافتة إلى أن "موظفاً في القنصلية العامة لتركيا في القدس" كان ضمن الوفد الدبلوماسي.


صحيفة المواطن
منذ 2 ساعات
- صحيفة المواطن
إدانات دولية واسعة بعد استهداف وفد دبلوماسي بنيران إسرائيلية
استنكرت دول عديدة إطلاق القوات الإسرائيلية، الأربعاء، الرصاص على وفد دبلوماسي دولي عند المدخل الشرقي لمخيم جنين بشمال الضفة الغربية. واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، الأربعاء، أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتجاه الدبلوماسيين تهديدات 'غير مقبولة'. وكتب تاياني في منشور على 'إكس': 'نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة'. وأفاد بيان صادر عن الخارجية الإيطالية بأن تاياني استدعى السفير الإسرائيلي بشأن الواقعة. إسبانيا تندد إسبانيا من جانبها 'نددت بشدة' بإطلاق النار الإسرائيلي خلال زيارة الدبلوماسيين، وجاء في بيان مقتضب للخارجية الإسبانية: 'الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنية بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدة'. وبدورها اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين هو 'غير مقبول'، مضيفة لصحافيين في بروكسل 'ندعو إسرائيل إلى التحقيق في هذه الحادثة ونطلب محاسبة المسؤولين عنها'. وطالب وزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو إسرائيل بـ'توضيحات مقنعة' حول الحادث، موضحا عبر منصة إكس أن الدبلوماسي البلجيكي 'بخير لحسن الحظ'، ومؤكدا أن 'هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية لجنين تم تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي ضمن موكب يضم عشرين مركبة يمكن تحديد هويتها بوضوح'. كما قالت الخارجية الألمانية: 'نطالب الحكومة الإسرائيلية بتوضيح الملابسات على الفور'، معبرة عن 'إدانتها الشديدة لإطلاق النار غير المبرر'. استدعاء السفير وأعلن، بدوره، وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي عقب إطلاق نار 'غير مقبول'. وكتب بارو على منصة إكس: 'زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة'. من جهتها، دانت مصر إطلاق إسرائيل النار على الوفد الدبلوماسي وعبرت عن رفضها المطلق لما حدث، مشيرة إلى أن السفير المصري برام الله كان ضمن هذا الوفد. ووصفت الخارجية الأردنية ما حدث مع الوفد الدبلوماسي بأنه 'انتهاك للاتفاقيات وللأعراف الدبلوماسية'.


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
البيض عن فشل الوحدة: مركزية صنعاء وأزمة ثقة وإلحاق قسري
أكد عمر البيض، الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية، أنه في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، اختار علي سالم البيض أن يخوض تجربة الوحدة اليمنية في مايو 1990. وأوضح في منشور على حسابه بمنصة إكس اليوم الأربعاء أنه 'لم يكن ذلك القرار مجرد خطوة سياسية، بل كان تعبيرًا عن رؤية قومية عميقة، سعت إلى تجاوز الانقسام العربي السائد، وتطبيق فكرة الوحدة من خلال تجربة ملموسة، لا عبر الخطابات والشعارات'. وأضاف 'كان البيض يحمل مشروعًا يتجاوز اليمن، متطلعًا إلى أن تكون وحدة الشمال والجنوب نواةً لمشروع عربي أكبر، طالما ظل حبيس التنظير في أدبيات القومية العربية منذ منتصف القرن العشرين'. ولفت إلى أنه 'من خلال اليمن، أراد أن يختبر إمكانية تحقيق وحدة عربية تنطلق من الأرض، لا من فوقها'، مشيرا إلى أنه 'في قمة بغداد 1990، وبعد أيام من إعلان الوحدة، قال البيض أمام القادة العرب 'جربنا الاشتراكية في الجنوب، والرأسمالية في الشمال، فلا هذه بنتنا ولا تلك، وبنينا جيوشًا ضد بعضنا، لا ضد العدو، ولو عدنا إلى النفط، لكان سلاحًا يستخدمه كل منا ضد الآخر'. ورأى أنه 'كانت هذه لحظة نادرة من الصراحة السياسية، أعلن فيها خيبة الأمل من النماذج المستوردة، ودعا إلى مشروع عربي منبثق من الواقع، لا مفروض عليه'، مستدركا 'لكن هذه الرؤية اصطدمت سريعًا بتحديات الواقع. فقد ظهرت التصدعات البنيوية في الكيان الموحد، وغابت آليات واضحة لتقاسم السلطة والثروة'. وتابع 'سيطرت النزعة المركزية من صنعاء، مما عمّق أزمة الثقة وأضعف فكرة الشراكة، فتحولت الوحدة من أمل بالاندماج والتكامل، إلى عبء سياسي واقتصادي، انتهى بحرب 1994 وتجدد النزعة الانفصالية'. واعتبر أن 'قيمة هذه التجربة تكمن في أنها لم تكن مجرد محاولة سياسية فاشلة، بل لحظة ديالكتيكية في مسار الوعي القومي العربي'، موضحا 'لقد كشفت أن الفكرة القومية، مهما بدت نبيلة، لا يمكن أن تصمد دون عدالة، وشفافية، وشراكة متوازنة'. وقال إن 'رفع شعار الوحدة لا يغني عن بناء الثقة، ولا يُبرّر تجاوز الخصوصيات الوطنية، ومع ذلك، لا ينبغي النظر إلى هذه التجربة كمجرد فشل، بل هي مختبر تاريخي لفهم تعقيدات الفكرة القومية'. ونبه إلى أن التجربة 'بينت أن الدولة الوطنية ليست خصمًا للوحدة، بل أساسها، وأن المشروع العربي، لكي يُكتب له النجاح، يجب أن يُبنى على احترام الفروقات، لا طمسها، وعلى التكامل الطوعي لا الإلحاق القسري'. واستطرد 'لقد كانت تجربة علي سالم البيض، بما فيها من طموح وألم، آخر المحاولات الجادة لإحياء الفكرة القومية من داخل الواقع العربي لا من خارجه، لكنها، في الوقت ذاته، كشفت أن المشروع القومي العربي بصيغته التقليدية قد بلغ نهايته، ولم يعد ممكنًا تجاهل حقيقة أن هذا الخطاب، الذي وُلد في زمن الاستعمار والانقلابات، لم يعد قادرًا على مواكبة تعقيدات الدولة الوطنية الحديثة ولا طموحات شعوبها'. وقال إن الرهان على القومية العربية كان يجب ألّا يعني تجاوز الدول الوطنية أو إنكار هويتها، بل الانطلاق منها لبناء مشروع عربي أكثر نضجًا، أكثر عدلاً، وأكثر اتصالًا بالشعوب، فكما كشفت التجربة اليمنية حدود الطموح دون مؤسسات حامية، فقد أثبتت أيضًا أن الوحدة لا تُفرض، بل تُبنى'. ورأى أن التفكير في أي مشروع عربي اليوم لا يمكن أن يستند إلى أوهام التوحيد القسري أو النوستالجيا السياسية، بل ينبغي أن يبدأ من القواعد الواقعية: من احترام التنوع، ومن الاعتراف بأن الدولة الوطنية ليست عقبة، بل ركيزة. وتساءل: 'فهل آن الأوان لنعيد تعريف المشروع العربي من خلال ما هو قابل للبناء، لا من خلال ما هو محكوم بالتخييل؟'.