
«كلنا دوائر مفتوحة».. 48 نافذة على الفن الكوري في أبوظبي
يطل معرض «الوسائط المتعدّدة.. كلنا دوائر مفتوحة»، الذي يُنظّم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، ليفتح نافذة واسعة على المشهد الفني في كوريا الجنوبية منذ ستينات القرن الماضي إلى اليوم، ويُبرز تحولات مشهد فن الوسائط الكوري طوال ستة عقود من الزمن، مستلهماً عنوانه من مقولة الفنان الكوري الطليعي، نام جون بايك، عام 1965: «نحن في دوائر مفتوحة»، التي تعبر عن رؤيته الرائدة للفن كشبكة من سلاسل في حركة دائمة.
يجمع المعرض - الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بالتعاون مع متحف سيؤول للفنون «SeMA»، بمنارة السعديات في أبوظبي، حتى 30 يونيو المقبل - 48 عملاً لـ29 فناناً، بداية من الروّاد أمثال نام جون بايك وبارك هيونكي، ووصولاً إلى أسماء معاصرة، منها لي بول، وهايغي يانغ، وأيونغ كيم، وموكا.
وتكشف الأعمال المعروضة دور الوسائط في التطور السريع الذي يشهده العالم والعولمة، وتبرز كيف استخدم الفنانون الكوريون التقنيات المتطورة للاستجابة للتحولات الاجتماعية، من التجارب الطليعية في الفيديو والأداء إلى الاستكشاف المعاصر في الواقع الافتراضي والروبوتات والزخرفة.
أقسام
تتوزع الأعمال الفنية في المعرض على ثلاثة أقسام، يستكشف كلٌ منها أبعاداً مختلفة لمفهوم «الوسيط» سواء كمواد مادية أو كوسائل تواصل، ويتناول القسم الأول الجسد كنقطة الاتصال المباشرة بالعالم، وذلك عبر أعمال روّاد أسهمت مناهجهم في التعامل مع المواد والوسائط في تشكيل الفن الكوري المعاصر، بداية من ستينات وسبعينات القرن الماضي، وهي فترة انتقالية عميقة في كوريا، وأدت هذه التجارب الرائدة في مجالات الضوء والصور المتحركة والأداء والأنماط التكنولوجية والأجهزة كالتلفزيون إلى توجه فني مفاهيمي، يقوم على أن تنفتح الدوائر السائدة من الممارسات الثقافية التقليدية على أنماط جديدة بالاستفادة من الإمكانات الرقمية الناشئة، إذ أسست هذه الأشكال الهجينة مفردات مادية وجمالية مبتكرة، فزعزعت بذلك التقاليد الفنية، متجاوزة التيارات الحداثية السائدة.
ويستكشف القسم الثاني، الذي تشرف عليه القيّمتان كيونغ هوان يو ومايا الخليل، المجتمع كشبكة من القصص والذكريات والمعارف الموروثة، ويضم مجموعة من الأعمال التي تعبر عن تفاعل الفنانين مع الوسائط، لتقديم قصص اجتماعية، ودمج الزمان والمكان معاً عبر بيئات افتراضية ورقمية، للغوص في الذاكرة الثقافية والهوية الجمعية وتعقيدات العصر الرقمي، مقدّمتين تأملات معمّقة حول واقع الحياة المعاصرة.
ويتناول القسم الأخير الفضاء/المكان، الحضري والطبيعي والرقمي، مستكشفاً كيف تشكلت البيئات بفعل العولمة والتاريخ متعدد الطبقات.
شراكة ثقافية
ويُعدّ المعرض - الذي افتتحه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، راعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، الأربعاء الماضي، بحضور الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، وعدد من الوزراء وكبار الشخصيات - باكورة الشراكة الثقافية التي تمتد على مدى ثلاث سنوات بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ومتحف سيؤول للفنون. ويُنظم المعرض بالتزامن مع إصدار «حوارات متداخلة»، وهو منشور يتضمن نصوصاً لكتّاب مقيمين في دولة الإمارات، ويهدف إلى تعميق التبادل الثقافي بين كوريا والإمارات، كما يصاحب المعرض برنامج واسع من الفعاليات، يضم جلسات حوارية، وعروضاً أدائية، وفعاليات فنية.
وسيقام معرض آخر مشترك بعنوان «تماهي وتقارب» في متحف سيؤول للفنون بالعاصمة الكورية في ديسمبر المقبل، بمشاركة ثلاثة أجيال من الفنانين المقيمين في الإمارات.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «يأتي تنظيم هذا المعرض في أبوظبي تأكيداً لعمق العلاقات الثقافية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية، وتجسيداً لرؤية قيادتنا الحكيمة، في تعزيز القوة الناعمة وجهود الدبلوماسية الثقافية، وترسيخ مكانة أبوظبي وجهةً عالميةً رائدةً للحوار الحضاري وتبادل الخبرات والمعرفة، من خلال بناء الشراكات وتوقيع مذكرات التفاهم مع كبريات المؤسسات الثقافية العالمية، وإطلاق المبادرات المبتكرة في الموسيقى وفنون الأداء والفنون التشكيلية».
الثقافة تكمل الدبلوماسية
قالت مؤسِّسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون المؤسِّسة والمديرة الفنية لمهرجان أبوظبي، هدى إبراهيم الخميس، إن «معرض متحف سيؤول للفنون يُنظم للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وهو دليل على أن الثقافة تكمل مسار الدبلوماسية، وتفتح الأبواب، وتتجاوز كل الحدود، وتصل كما الأنشودة والقصيدة، وبعناقِ القيم ورباط الثقافة يُحوّل المعرض الاختلاف إلى تبادل إبداعي في عالم متنوع، وأجمل ما فيه هو التجربة بعمقها وأبعادها الثقافية المتكاملة».
. أعمال المعرض تتوزع على ثلاثة أقسام، يستكشف كل منها أبعاداً مختلفة لمفهوم «الوسيط».
. المعرض يُبرز تحولات مشهد فن الوسائط الكوري طوال ستة عقود من الزمن.
. 29 فناناً كورياً جنوبياً تُزيّن أعمالهم المعرض في منارة السعديات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
تعاون بين «دبي للثقافة» ومعهد دبي القضائي
أبرمت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) مذكرة تفاهم مع معهد دبي القضائي، بهدف توطيد علاقات الشراكة الاستراتيجية، وتوسيع آفاق التعاون المشترك في المجالات القانونية. وتأتي المذكرة في سياق التزام الطرفين بنشر الوعي القانوني والثقافي لدى مختلف فئات المجتمع، ما يسهم في دفع عجلة الإبداع ويدعم اقتصاد دبي القائم على المعرفة والابتكار، ويحقق رؤى الإمارة وتطلعاتها المستقبلية، ووقّعت مذكرة التفاهم في متحف الاتحاد بحضور كل من مدير عام «دبي للثقافة»، هالة بدري، ومدير عام المعهد، القاضية الدكتورة ابتسام علي البدواوي. وأكدت هالة بدري أن دبي تمتاز بتفرد بيئتها الإبداعية ومنظومتها التشريعية والقانونية المرنة التي أسهمت في استقطاب أصحاب المواهب من مختلف أنحاء العالم للاستفادة مما توفره الإمارة من تسهيلات نوعية، ما جعل منها ملتقى للمبدعين، مشيرة إلى أهمية الشراكة بين «دبي للثقافة» ومعهد دبي القضائي ودورها في تعزيز الثقافة القانونية لدى أفراد المجتمع. وقالت: «تمثل مذكرة التفاهم خطوة مهمة نحو إثراء المشهد المعرفي المحلي، وتؤكد التزامنا بدعم تبادل الخبرات والتجارب النوعية الهادفة إلى رفع مستوى معرفة المبدعين في كل المجالات القانونية، وتحفيز روح الابتكار لديهم وتشجيعهم على الاستثمار في اقتصاد المعرفة». من جانبها، أشارت القاضية الدكتورة ابتسام البدواوي إلى أن مذكرة التفاهم تعكس التزام المعهد بنشر المعرفة القانونية، وهو ما يتماشى مع تطلعاته واستراتيجياته الهادفة إلى توفير بيئة قانونية مستدامة، ترتكز على الوعي والتفاعل الإيجابي وتقدم مؤهلات معترفاً بها لتلبية احتياجات سوق العمل. وقالت: «تمثل هذه الشراكة محطة جديدة في مسيرة المعهد، وتدعم جهوده في توسيع دوائر الثقافة القانونية وتطوير أساليب نشرها بين أفراد المجتمع، إذ تسهم شراكتنا مع (دبي للثقافة) في رفع مستوى الوعي القانوني لدى أصحاب المواهب». هالة بدري: • «دبي للثقافة» حريصة على رفع مستوى معرفة المبدعين في كل المجالات القانونية. القاضية ابتسام البدواوي: • الشراكة محطة جديدة في مسيرة «المعهد»، وتدعم جهوده في توسيع دوائر الثقافة القانونية.


الإمارات اليوم
منذ 6 ساعات
- الإمارات اليوم
جناح الإمارات يستقطب زوار موسم طانطان في المغرب
نجح جناح دولة الإمارات في موسم طانطان الثقافي، الذي نُظّم في المملكة المغربية خلال الفترة من 14 إلى 18 الجاري، في اجتذاب آلاف الزوار من أبناء المغرب والسياح، وحظيت الفعاليات والمسابقات بأصداء إعلامية وشعبية وثقافية واسعة. وقدم الجناح - الذي أشرفت عليه هيئة أبوظبي للتراث بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية بصون التراث - تجربة غنية للجمهور، سمحت له بالانفتاح على ثقافة أهل الإمارات وأسلوب حياتهم، عبر باقة من الفعاليات التي تعكس كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، إلى جانب استعراض الحرف والمسابقات التراثية والفنون الشعبية. مشاركة متميزة وأكد المدير التنفيذي لقطاع التوعية والمعرفة التراثية في هيئة أبوظبي للتراث، عبدالله بطي القبيسي، أن جناح الإمارات شهد إقبالاً كبيراً خلال موسم طانطان، مضيفاً: «مشاركة الإمارات تميزت بالتنوع، من خلال تمثيل كل مظاهر تراثنا العريق، وتقديم عروض تراثية وثقافية تعكس التقاليد والعادات الإماراتية الأصيلة». وأشار إلى أن موسم طانطان تظاهرة سنوية تعمق الاحتفاء بثقافة التراث الصحراوي، والمحافظة على مظاهر الحياة البدوية، وإبراز القواسم التراثية المشتركة بين الموروث الثقافي الإماراتي والصحراوي المغربي. شريك أساسي من جهته، أشاد عضو مكتب الموكار (المؤسسة المنظمة لموسم طانطان)، عبدالله العلوي، بمشاركة الجناح الإماراتي، وقال: «لقد أصبحت الإمارات شريكاً استراتيجياً أساسياً، ليس فقط في تنظيم الموسم، بل في عملية صون تجليات وتعابير عنصر الموروث الثقافي الصحراوي، ففي كل نسخة يشارك جناح الإمارات بفضاء تراثي مهم، يبرز من خلاله غنى وتعدد التراث الثقافي غير المادي للشعب الإماراتي الشقيق». وتابع: «مع مرور الزمن أصبح الأشقاء الإماراتيون في هيئة أبوظبي للتراث، يشاركون في عملية الصون والمحافظة على التراث، فيما يخص ثقافة إرث الإبل التي تعد مشاركة فعالة بعد إنشاء ميدان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن، إذ نظمنا سباقات عدة، واستفاد مربو الإبل، وأصبحت مشاركتهم ليست فقط على الصعيدين المحلي والإقليمي، وإنما على الصعيد الدولي»، وأكد العلوي أن هناك تشابهاً كبيراً في الثقافة الإماراتية والمكون الصحراوي المغربي، وتابع: «شراكتنا مع الإمارات في تنظيم موسم طانطان تُجسد عمق العلاقات والرؤى المشتركة، ووجود الإمارات في المحفل العالمي الذي يقام في الصحراء المغربية يعد قيمة مضافة من دولة شقيقة». لوحات فنية وفي إطار فعاليات موسم طانطان، تم تنظيم أمسيات ومسابقات شعرية، منها مسابقة الشعر الحساني، وخيمة الشعر في ساحة السلم والتسامح، وأمسية شعرية في الجناح الإماراتي، وشارك عدد كبير من الشعراء الإماراتيين والحسانيين في الأمسيات والمسابقات التي قدمت لوحات فنية مميزة احتوت على اللون الإماراتي والحساني، ما أضفى جواً مميزاً على المكان. كما أحيت الفنانة أريام، أول من أمس، حفلاً غنائياً ضمن فعاليات موسم طانطان الثقافي، وأقيم الحفل على منصة الوطية في مدينة طانطان، إذ أطربت أريام الجمهور بعدد من أغانيها المميزة. وعقب انتهاء الحفل عبرت الفنانة عن سعادتها البالغة لإحياء هذا الحفل الغنائي، متوجهة بالشكر إلى جميع المنظمين على إنجازهم وجهودهم التي أدت إلى نجاح الحفل. سباقات الهجن شهد اليوم الختامي لموسم طانطان تنظيم العديد من الفعاليات، منها الأشواط الختامية لسباقات الهجن التي جرت على مضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الإبل في مدينة طانطان. وتم تكريم الفائزين بالمراكز الأولى، بحضور عدد من المسؤولين، وجمع من مُلاك الإبل المغاربة، وعشاق السباقات التراثية.


الإمارات اليوم
منذ 6 ساعات
- الإمارات اليوم
معاً نروي قصة ماضينا.. أكاديمية التاريخ تطلق برنامجاً مبتكراً
أطلقت أكاديمية التاريخ برنامج «صناع المحتوى التاريخي»، أول برامجها التدريبية، بالتعاون مع أكاديمية الإعلام الجديد، إذ يهدف البرنامج إلى تأهيل صناع محتوى، ممن يمتلكون شغفاً بالتاريخ، ليكونوا رواةً جدداً لتاريخ العرب وقصصهم بأسلوب عصري وجذاب عبر المنصات الرقمية. ويمثل البرنامج انطلاقة نوعية لأكاديمية التاريخ، التي تم تأسيسها بهدف ترسيخ الوعي التاريخي باستخدام أدوات العصر الحديثة، من خلال سرد تاريخ منطقتنا، وتسليط الضوء على بصمتنا الحضارية والإنسانية في العالم، وذلك عبر تقديم قصص ملهمة تتصل بأحداث وشخصيات مؤثرة بأساليب إعلامية مبتكرة، تتناسب مع تطلعات الأجيال الجديدة. كما تهدف أكاديمية التاريخ إلى ترسيخ السرد العربي للحضارة العربية، ومساهمتها في الموروث الإنساني لإيصال القصة العربية إلى العالم، من خلال إنتاج محتوى يعرّف الأجيال بتاريخها العريق بطريقة معرفية مشوّقة وجاذبة، وإبراز الموروث الثقافي واللغوي والمحافظة عليه، إضافة إلى بناء وتطوير كفاءات وطنية متخصصة في التاريخ. وتعمل أكاديمية التاريخ في مجالات عدة، تشمل رقمنة كتب التاريخ، وإنتاج الوثائقيات المشوقة والبرامج المتنوعة التي تلائم اهتمامات الجيل الجديد، كما تشمل إبراز صنّاع المحتوى في مجال التاريخ، وبناء شبكة من الخبراء والمتخصصين، إلى جانب إطلاق مشاريع وفعاليات، تسهم في تعزيز الوعي بالتاريخ. ويستهدف «برنامج صنّاع المحتوى التاريخي» فئات متعددة من المجتمع للانضمام إليه، من بينهم طلبة الجامعات، وصنّاع المحتوى، إلى جانب الكتّاب والإعلاميين والرواة الشعبيين، ممن يحتفظون بذاكرة ثرية تشكل جزءاً مهماً من التاريخ المحلي، كما يرحب البرنامج بالأكاديميين والباحثين والمتخصصين بالتراث، أو من يمتلكون معرفة تاريخية عميقة، يسعون لتحويلها إلى محتوى مرئي. وفتحت أكاديمية التاريخ باب التسجيل بالبرنامج في 17 الجاري ويستمر حتى 23 يونيو المقبل، إذ سيتم استقبال طلبات المشاركة وفق معايير محددة، على أن تتولى لجنة متخصصة مراجعة الطلبات وفرزها، تمهيداً لإجراء مقابلات مع المرشحين المؤهلين، وسيتم اختيار 50 مشاركاً للانضمام إلى البرنامج بشكل حضوري. وسيُعقد برنامج صناع المحتوى التاريخي في الفترة من السابع حتى 31 يوليو المقبل، في أبراج الإمارات بدبي، ويتضمن 64 ساعة تدريبية مكثفة، يقدمها 16 محاضراً من نخبة صنّاع المحتوى المتميزين على مستوى المنطقة. محاور يركز برنامج صنّاع المحتوى التاريخي على عدد من المحاور الرئيسة، منها: السرد القصصي الإبداعي، وكتابة السيناريو، والتصوير والمونتاج، واستخدام الذكاء الاصطناعي في المحتوى الرقمي، والتسويق الرقمي، واستراتيجيات النشر عبر المنصات الرقمية.