
حنكش: إيران إلى الطاولة مكرهة لا بطلة والسلاح سيُنزع من المخيمات والجنوب
علّق عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش على الحرب الإيرانية الإسرائيلية، مشيرًا الى أن المخرج كان بأن الكل خرج رابحًا ومهنئًا الشعب القطري على سلامته بعد الضربة الايرانية على الخليج والتي كانت فارغة.
حنكش وبما خص البرنامج النووي الإيراني أشار في حديث عبر مانشيت المساء من صوت لبنان، الى أنه من المؤكد أنه تم تفريغ النظام الإيراني من نقاط القوة وأتى الى الطاولة مرغمًا لا بطل، لافتًا الى أن المشكلة كانت على أذرع إيران التي استشهد شبابها ولاسيما حزب الله، مضيفًا: "إيران تفاوض الولايات المتحدة وستخرج بصيغة تخطو فيها المنطقة الى الاستقرار النهائي للمئة سنة المقبلة وما يهمنا هو الاستقرار الذي سينعم به لبنان لينهض من جديد ويزدهر اقتصاده".
وتابع: "دُمّرت إيران وبرنامجها النووي لم يوفّروه من الحرب، وقد رأينا في إيران النهج الذي اعتُمد مع حزب الله ودائمًا في الحروب نذهب الى الرمادي لإجبار الخصم على الجلوس إلى الطاولة والتوقيع".
وردًا على سؤال، شدد على أن الشعب الفسطيني يدفع الثمن دائمًا والشعب اللبناني كذلك فهو يدفع عن القضية الفلسطينية، موجهًا تحية لكل شهداء الكتائب الذين رفضوا أن يكون لبنان منصة أو وطنًا بديلًا واليوم هناك حل للتنظيمات الفلسطينية ويتم العمل على حصرية السلاح في المخيمات ولا بد من الاقتناع بأننا دخلنا مرحلة جديدة وأناشد الرئيس جوزاف عون بضرورة اتخاذ قرارات جريئة بحصرية السلاح والإصلاح.
وعن تصريحات الأمين العام لحزب الله، قال: "تصريحاته تظهر أنه منفصل عن الواقع، فالسلاح بعز قوته لم يردع إسرائيل ولم يحم حزب الله ولبنان، بل كان لعنة على البيئة والحزب واللبنانيين، فلا يمكن للحزب أن يكون له دور لا في جنوب الليطاني ولا في شماله ولا أحد يحمينا إلا الدولة اللبنانية".
وعن موقف الدولة من الحرب الإيرانية الإسرائيلية، قال: "كنا نرفض أن يكون قرار الحرب والسلم بيد حزب الله ولهذا استشهد بيار الجميّل وأنطوان غانم وكل الشهداء واليوم بتنا في مكان تفرض الدولة فيه سيادتها بحيث يكون قرار الحرب والسلم بيدها وهكذا يحمي الرئيس موقع الرئاسة".
وأكد حنكش ألا حياة للبنان إلا بالحياد، مشددًا على وجوب الدفع بالاتجاه نفسه وأن تكون العلاقة ممتازة مع كل الاصدقاء التاريخيين، مضيفًا: "كلنا نريد جدولًا زمنيًا لنرتاح ونريّح المجتمع الدولي فعودة السياحة والاستثمارات لا يمكن ان تكون بدون شروط ولا يمكن أن نبقى بالفساد والرشوة وعدم حصرية قرار الحرب والسلم بيد الدولة، مشيرًا إلى أن هناك قناعة لدى الرئيس بوجوب تطبيق خطاب القسم بحذافيره ومثله البيان الوزاري ولكن هذا يحتاج إلى وقت، واليوم ما من حجج وعلى السلطة أن تطلق الخطة التي وضعتها وأن يكون الموضوع نفسه لشمال الليطاني بعد الانتهاء من جنوبه، وبرأيي القرار اتخذ والسلاح سينزع من داخل المخيمات الفلسطينية، فالجيش سيقوم بواجبه وسيضرب بيد من حديد وبعد أسابيع عدة سينفذ الموضوع".
وتابع: "نواب حزب الله لم يعتادوا على أن يكون السلاح بيد الدولة وأن تفرض هيبتها ويحاولون المناورة ولكن القرار اتخذ والقرار 1701 صاغه رئيس مجلس النواب نبيه بري وهم يحاولون الحفاظ على ماء الوجه تجاه جمهورهم".
وردًا على سؤال، أشار الى أن اليونيفيل ستبرهن أنها حاجة للانتقال من الحرب إلى وجه آخر للمنطقة وهو الهدنة، مضيفًا:" لننعم بالاستقرار يجب ألا نعود إلى خوض مغامرات تودي بالبلد الى الهلاك وإن اتخذت الدولة قرار الحرب فالكل سيكون وراءها".
وشدد على أن حصرية السلاح مطلب لبناني كتائبي وكذلك انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، لافتًا الى أنه لا يمكن مقاربة الموضوع بالدجاجة والبيضة ولا بد من package ووسيط للتقدّم.
وعن أداء الحكومة، قال حنكش: "الأداء جيد والوزراء من أصحاب الكفاءات وأثني على أداء وزير العدل عادل نصار الذي أطلق يد القضاء ومنع البلطجة والاستقواء، وأداؤه ممتاز بالجو الذي أرساه بين القضاة وبوقوفه وقفة صلبة بوجه التعيينات من منطلق أنه يقوم بما هو منطقي أي أن القضاء مستقل عن السياسة وكذلك بإطلاق يد القضاء في كل الملفات العالقة".
وعن التعيينات، أوضح أن التعيينات الدبلوماسية مختلفة عن التعيينات القضائية، لافتًا الى فصل تام عن السياسة بالتعيينات القضائية، ومشيرًا الى أن من تعيّنوا في المراكز الدبلوماسية من الكفاءات ويستحقون فرصة حقيقية ونقيّم عملهم بعد فترة أما التعيينات القضائية فمختلفة.
وتابع:" الكتائب أخذت عهدًا على نفسها ألا تتدخل بعمل وزير العدل الذي ينفذ مهمة أوكلت إليه وهي من أسمى المهمات وأرقاها، وما من قوة على الأرض ستجبر الوزير نصار على تعيين القاضي زاهر حمادة ومع عادل نصار ما من تسوية والنهج القديم انتهى".
وردًا على سؤال حول التحقيقات بإنفجار المرفأ، لفت حنكش الى أن القرار الظني في انفجار المرفأ لن يصدر قبل 4 آب وربما بعد هذا التاريخ وهذا ما أبلغني به أهالي الضحايا.
وعن الصوت الاغترابي، قال: "لا بد من ربط المغترب اللبناني بوطنه، وتصويت المغتربين أساسي وحصره بـ6 نواب مرفوض وكل تعديل آخر محل للنقاش والتصويت".
وردًا على سؤال، أشار الى أن البيئة الشيعية ليست حزب الله فهناك أصوات حرة متحرّرة عن الحزب والحركة وبالانتخابات المقبلة ستعبّر عن رأيها أكثر خصوصًا إذا تم تطبيق الميغاسنتر.
وعن قانون الانتخاب، قال: "تقدّمنا بخمسة قوانين انتخابية في الماضي ووقّعنا على قانون one man one vote ولكن هناك اناس ارتاحت للقانون الأخير وربما يتم اعتماده شرط التعديلات ومن بينها تصويت المغتربين والميغاسنتر".
وردًا على سؤال حول أوضاع المصارف، قال: "هناك أمل بعودة الودائع فالنظام النقدي يرمّم نفسه والودائع أمانة وليست استثمارًا ولا يمكن ان نكون شهودًا على سرقة مال الشعب اللبناني، ولا بد من استكمال الإصلاحات فالوقعة وقعت وهناك خسارة ولكنها موزعة على المصارف ومصرف لبنان واللبنانيين، والجميع استوعب ان النظام المصرفي هو العمود الفقري للاقتصاد ولا بد من ترميم الثقة بين المودعين والمستثمرين والقطاع المصرفي".
وعن الضريبة على المحروقات لصالح الجيش والقوى الأمنية، قال: "أنا ضد استسهال زيادة الضرائب، ولمعالجة الفائض في التوظيف قبل زيادة الضرائب فلا بد من جباية حقيقية ووقف الهدر".
وعن ملف الطاقة، لفت الى أن اللامركزية اصبحت واقعًا فكل حي لديه الطاقة الشمسية والمولدات الخاصة به ولا بد من معرفة أن هناك واقعًا يحتّم الذهاب الى حلول مستدامة لامركزية بتوليد الطاقة ولدينا نموذج زحلة وهو ممتاز وهناك تراخيص او امتيازات معطاة لبعض الشركات يمكن أن يولدوا من خلالها الطاقة، موجهًا نداءً لرئيس الحكومة ووزيرة البيئة قائلا: "لدينا أزمة نفايات من الآن لغاية 30 الجاري فما من قدرة استيعابية لمطمر الجديدة البوشرية السد وأدعو وزيرة البيئة للإعلان عن خطتها لحل أزمة النفايات".
المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأخبار كندا
منذ 8 ساعات
- الأخبار كندا
خلاصات الحرب في الميزان وعراقجي أحرج "حزب الله"
لا شك في أن دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوة على خط التهدئة بينهما كان العامل الأول في وقف تبادل الصواريخ وحمم النيران يعاين "حزب الله" وقائع حرب الأيام الـ12 بين إسرائيل وإيران وما حملته ارتداداتها عليه أولا وعلى لبنان وبلدان الإقليم ثانيا. وواكبت قيادته هذا الحدث الساخن مع تبادل الصواريخ والمسيّرات بين طهران وتل أبيب على مسافة زادت على 2000 كيلومتر، وحملت حصيلتها جملة من الدروس عند الطرفين اللذين يتحضران لجولات مقبلة. لا شك في أن دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوة على خط التهدئة بينهما كان العامل الأول في وقف تبادل الصواريخ وحمم النيران. ولم يكن في حاجة إلى إثبات فرض قرار وقف النار وإعلانه استعداده لمعاودة المفاوضات مع طهران حيث تبقى دول المنطقة رهن قراراته. ويبقى "حزب الله" أول المعنيين في لبنان بالتدقيق في هذا الحدث وقراءته بدقة. وفي المعلومات أنه تلقى من الحلقة السياسية والأمنية الضيقة في طهران جملة عناصر "إيجابية" مفادها أنه رغم كل ما تعرضت له الجمهورية الإسلامية تمكنت من الصمود واستيعاب القنابل الأميركية المدمرة التي استهدفت ثالوثها النووي فوردو ونطنز وأصفهان. ولا تقلل إيران في الوقت نفسه من خروق "الموساد"، مع توقع ألا يكون هذا النوع من الحرب قد انتهى بين الطرفين. ومن الخلاصات الإيرانية التي تلقاها "حزب الله": - وقع بنيامين نتنياهو في سلسلة أخطاء بعد فتحه المعركة مع إيران، التي كانت صاحبة الطلقة الأخيرة. ولم يبن خطته على أسس استراتيجية، بدليل أن إسرائيل لم تتوقع أن الصواريخ الإيرانية الباليستية وصلت إلى هذا المستوى من التطور وأصابت تل أبيب ومدنا أخرى. ولا تقلل طهران من الخسائر التي أصابتها، لكنها تؤكد أنها قادرة على تجاوزها رغم استهداف منشآتها النووية من دون التقليل من آثار الرد على قاعدة العديد الأميركية في الدوحة. والحال أن المعركة الأخيرة مكّنت طهران من معرفة قدرات العدو الإسرائيلي والأميركيين و"تحديد من وقف معنا ومن كان ضدنا من دول الإقليم والجوار لإيران". - لن تتخلى إيران عن مشروعها النووي السلمي، وهذا ما سيركز عليه وزير الخارجية عباس عراقجي في مفاوضاته المنتظرة مع الأميركيين. وقد حافظت إيران على نسبة كبيرة من مخزون اليورانيوم المخصب الذي تم نقله من المنشآت المستهدفة إلى "أماكن آمنة". وعلى خط تحليل نتائج المواجهة الحربية بين طهران وتل أبيب والتعليقات الديبلوماسية والسياسية عليها، توقفت جهات عدة عند قول عراقجي إن "إيران ليست لبنان وأي انتهاك لوقف النار سيقابل برد سريع وفوري". ولم تتلقّ أطراف لبنانية عدة بارتياح كلامه هذا، حتى الذين يدورون في فلك "حزب الله"، إذ تم تصويره على أنه إساءة إلى لبنان، وكان في إمكان عراقجي، وهو ديبلوماسي ماهر، أن يوجه رسالة إلى إسرائيل يحذرها فيها من معاودة اعتداءاتها على بلاده فحسب. ولا شك في أن كلامه أحرج "حزب الله" أولا في لحظة تصاعد التهديدات الإسرائيلية في الجنوب واستهدافها مواقع ومنصات عدة في شمال الليطاني في النبطية ومحيطها، حيث كانت آثار وقائعها على لبنان أمنية وسياسية في آن واحد. كيوسك حافظت إيران على نسبة كبيرة من مخزون اليورانيوم المخصب الذي تم نقله من المنشآت المستهدفة إلى "أماكن آمنة". المصدر: "النهار - رضوان عقيل"


الأخبار كندا
منذ 8 ساعات
- الأخبار كندا
قاسم يرد على دعوات تسليم السلاح: لسنا في موقع الضعيف ولن نُخدع باتفاق غير مطبّق
ألقى الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة في الليلة الثالثة من شهر محرم، جاء فيها: "مع عاشوراء نتزود لِحياتنا من أجل أن نعيشها سعيدة، مستقيمة، عظيمة، صالحة، طيبة. في الليلة الماضية أسسنا لأسس عقائدية أساسية لها علاقة بالمنهج، واعتبرنا أن المنهج هو دين الله تعالى، هو الإسلام، يُطبقه محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ونحن علينا أن نقتدي بهم. اليوم نتحدث عن عاشوراء، السلوك والموقف الذي ينسجم مع المنهج، مع الأصالة، مع الاستقامة.عاشوراء هي الموقف المنعطف، لماذا؟ لأن لحظة كربلاء هي لحظة قتال، لكن ليست كل حياة الإنسان قتال، حياة الإنسان تربية، حياة الإنسان أخلاق، حياة الإنسان علاقات اجتماعية، بناء مجتمع صالح، لكن توجد محطات معينة، في هذه المحطات لا بد أن يكون هناك جهاد، ولا بد أن يكون هناك قتال. لذا اعتبرت أن عاشوراء هي الموقف المنعطف كنتيجة طبيعية لكل هذا السلوك الإسلامي المرتبط بالمنهج الذي آمنا به من عند الله تعالى. هذا السلوك وهذا الموقف المنعطف يوصلنا إلى إحدى الحُسنيين، يعني النتيجة الطبيعية لهذا السلوك، أي القتال في سبيل الله تعالى، يُوصل إلى إحدى الحُسنيين: النصر أو الشهادة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾، يعني لدينا الأمرين، ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾، يعني إما أن يُقتل الإنسان فيُستشهد في سبيل الله تعالى، وإما أن ينتصر الإنسان، وبالتالي يكون هناك انعكاس مادي لهذا النصر. التفسير الجميل الرائع الذي قاله سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه عن الحُسنيين، قال: "عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر"، يعني لا توجد لدينا خسارة، لأن العبرة أين؟ العبرة أنك هل بقيت ثابتاً على موقفك، أو أنك تزعزعت وغيّرت هذا الموقف؟ إذا بقيت ثابتاً على موقفك، هذا يعني أنك ربحت، سواء كان الربح من خلال الانتصار المادي المباشر، أو كان الربح من خلال الشهادة التي تُعبّر أيضاً عن ربح. نحن نُريد من خلال سيرة الإمام الحسين عليه السلام، ومن خلال التزامنا بالإسلام، نُريد أن نعيش في هذه الدنيا حياةً عزيزة، ليس مطلوباً أن تكون الدنيا حياة عادية، لا، مطلوب أن تكون الدنيا حياة عزيزة، حياة فيها معنويات، حياة يشعر الإنسان فيها أنه محترم، أن له دور، أنه يقوم بخلافة الله تعالى على الأرض، أنه يتصرف بحريةٍ كاملة في إطار الطيبات، وفي إطار الأعمال الصالحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. إذًا نحن نُريد حياة عزيزة، هذه يجب أن نبدأ منها، لا يصح أن تقول: "أيّ حياة أقبل بها، المهم أن أبقى على قيد الحياة"، يا أخي، البقاء على قيد الحياة ليس بيد الناس، البقاء على قيد الحياة بيد الله تعالى، ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾، الذي هو بيدك أن تبقى على قيد الحياة عزيزاً، أو أن تقبل بأن تكون ذليلاً. علّمنا الإمام الحسين أن نعيش الحياة عزيزة، عزيزة برؤوسٍ مرفوعة، ولذا عندما وصل الإمام الحسين عليه السلام إلى "ذي حُسَم"، وتحدث بالقوم، قال: "ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه؟، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً". ما تقييم الإمام الحسين عليه السلام للموت فيما لو جاءه الأجل؟ سعادة. لماذا سعادة؟ لأنه لحظة الانتقال إلى الآخرة، لحظة الموت، كانت في الموقف الأنبل، الموقف الأعز، الموقف الذي يقف مع الحق. ما قيمتك أنت كإنسان إذا لم تقف مع الحق؟ هل مطلوب من الإنسان أن يكون فقط يأكل ويشرب ويؤمن بعض المتطلبات العادية في الحياة الدنيا، حتى ولو كان ذليلاً؟ لا، "إني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً"، كما قال أمير المؤمنين: "الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين". انظر إلى التعبير والاتجاه الذي يُرسم. نحن نريد حياة عزيزة، ولا نقبل أن نكون في حياة ذليلة.". وتابع: "هذا الموقف البطولي الرائع الذي ينسجم مع الحق، رأيناه أيضاً على لسان السيدة زينب سلام الله تعالى عليها، قالت ليزيد: "فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يُرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فَنَد؟ وأيامك إلا عدد؟ وجمعك إلا بَدَد؟ يوم يُنادي المنادي: ألا لعنة الله على الظالمين". هذا موقف عظيم للسيدة زينب عليها السلام، تعرفون ماذا يُشير؟ يُشير إلى أن الموقف الحسيني هو موقف يشمل الأمة جميعاً، يشمل الرجل والمرأة. من قال إن البطولة، الشجاعة، الوقفة مع الحق، هي مختصة بالشباب، بالرجال؟ لا، أيضاً النساء، أيضاً الشباب، أيضاً الأطفال، كلهم يجب أن يعيشوا هذه الفكرة. السيدة زينب سلام الله تعالى عليها أكملت المسار الحسيني بالموقف نفسه، لأنها طبعاً حين وقفت هذا الموقف كان من الممكن أن يقتلها يزيد، كان من الممكن أن يفعل أشياء كثيرة، وهي على كل حال من السبايا التي سُبيت، يعني تعذبت وتحملت وضحت، وكانوا يحاولون إرغامها على أن تغيّر، أن تبدّل، أو بحسب كلامهم أن تتعظ مما حصل، وكانت النتيجة أنها هي من كانت تعظهم وتقول لهم الذي حصل: "ما رأيت إلا جميلاً". لكن هناك شهادة، نعم: "ما رأيت إلا جميلاً". لماذا جميل؟ لأنها صمدت على الحق، ولأن الشهادة التي حصلت كانت على أساس الحق. هذا هو المقياس الذي نُريد أن نعود إليه دائماً، لا تسألني هل هذا يُبقينا على قيد الحياة أم لا؟ يا أخي الحياة بيد الله عز وجل. السؤال المركزي، أنت مع الحق أم لا؟ أنت تُقاتل من أجل الحق أم لا؟ أنت تقبل أن تكون ذليلاً أم لا؟ الحسين سلام الله تعالى عليه علّمنا أن نكون مع الحق مهما كانت النتائج ومهما كانت التضحيات. هذه العِزّة يجب أن يطلبها المؤمن، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. لا تقبل حياة الذل، لا تقبل أن يستعبدك الآخرون، لا تقبل بأن تكون خادمًا لمشاريع الانحراف ومشاريع الباطل. هنا نفهم معنى "ما تركتك يا حسين". سماحة السيد رضي الله عنه كان دائمًا، عندما كُنا في بعض الجلسات ونتحدث عن هذا الشعار، خاصةً عندما تقترب عاشوراء، كنت أشعر بأنه عاشق لهذا الشعار، يُحبه كثيرًا، لأن "ما تركتك يا حسين" هو حالة تفاعلية، عاطفية، شعورية، تجعل الإنسان يذوب في الحسين سلام الله تعالى عليه، وينسى أن له جسدًا، وينسى أنه موجودٌ على الأرض، يُحلق المؤمن بهذا الشعار في علوٍ وسموٍ وقوةٍ وقدرة. "ما تركتك يا حسين" هذا هو موقفنا، "ما تركتك يا حسين" عزيزًا كريمًا تكون مع الحق. إذًا، عاشوراء هي من أجل الحياة العزيزة في مواجهة التسلط والإرغام والاحتلال والاستكبار. عاشوراء هي في مواجهة كل هذا الانحراف. يا أخي، دعونا نعيش حياتنا، لا يتركوننا، لماذا؟ هل نحن من نتحرّش بهم؟ بل هم من يتحرّشون بنا، الكفر يتحرّش بالإيمان، المتسلطون، الظالمون، هم الذين يظلمون. المشكلة ليست فيما نُبادر به، المشكلة أنهم هم يبادرون دائمًا إلى الضغط، إلى القهر، إلى الإرغام. ماذا نفعل في مقابل هذا الموقف؟ لا بدّ أن نقف، أن نقول لا. إذًا، نتعلّم من الحسين سلام الله تعالى عليه إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة. أنا هنا أريد أن أُلفت إلى تفسير ممكن أن يكون مُعالجاً لبعض النظرات التي ينظر بها أولئك الذين يشعرون أنهم قد لا يكونون منتصرين. انظروا، النصر هو نصر للفرد ونصر للجماعة. يعني، مرة الفرد وحده، لأن موقفه صحيح، ينتصر، مرة الجماعة تنتصر. كيف ينتصر الفرد؟ الفرد ينتصر إذا انتصر، وينتصر إذا استشهد. لماذا؟ لأنه بشهادته نال ما تمنى، في موقف لم يتزعزع عنه، منتقلًا من الحياة إلى الآخرة بشهادة عظيمة. فإذا الفرد انتصر، فكيف تنتصر الجماعة؟ الجماعة تنتصر عندما تُحقق انتصارًا ميدانيًا، لكن أحيانًا تكون هناك مشاكل أو تكون عقبات أو يكون العدو مُتماهيًا في القوة، لا يكون هناك توازن، لا يمكن أن يحصل نصر الجماعة في كل معركة، في كل موقف، في كل حالة. إذًا، كيف نقول إن الجماعة انتصرت؟ نقول إنها انتصرت إذا استمرت، إذا بقيت، إذا حافظت على منهجها. ولذلك، فهمُنا للنصر على المستوى الإسلامي غير فهم الآخرين للنصر. هناك نصر مادي، نعم، ولكن أيضًا هناك نصر معنوي. النصر المعنوي هو أن نُلملم جراحاتنا، أن نتمكن من الاستمرار، أن يكون هناك من يسير على العهد. نحن عندما أطلقنا شعار "إنّا على العهد" لسيدنا وحبيبنا ومقدسنا السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، والسيد الهاشمي، وكل الشهداء الأبرار، أطلقنا هذا العهد لماذا؟ لنستمر، لنبقى، لنكون من بعدهم نعمل كما يعملون، ونقف كما يقفون، ونستعيد الحسين إلى حياتنا كما استعادوه، ونعيش حياة العز بكل قدرة وبكل طاقة، دون أن نخشى في الله لومة لائم. فإذًا، نحن عندما نقول إننا دائمًا منتصرون، هل هذا يُعجب الآخرين أم لا؟ هم يحلّلون، أين انتصرتم؟ أين لم تنتصروا؟ يا أخي، استمرارنا انتصار، استمرار الشعار انتصار. هذا الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه استشهد منذ أكثر من 1350 سنة، ماذا كانت النتيجة؟ إلى الآن الحسين حي، إلى الآن الحسين يُعلّم ويُربي، إلى الآن عاشوراء حاضرة، إلى الآن زينب قدوة لكل النساء، إلى الآن الصرخة من خلال الدماء ومن خلال الكلمات تُعبّئ وتُربّي وتُخرج الأجيال التي تعيش حالة العزّة. إذًا، هل كانت الشهادة موتًا وانتهاءً؟ لا، كانت الشهادة نصرًا، لكن هذا النصر ممتد في الأجيال، بالاستمرارية التي حصلت. أنا اليوم أريد أن أجيب عن سؤال، وهذا السؤال يُطرح دائمًا من البعض، إذا كنا نحن متدينين ومرتبطين بالله عز وجل، ودائمًا ربّ العالمين يقول: "وكان حقًا علينا نصر المؤمنين"، حسنًا، هل ينصرنا الله تعالى دائمًا؟ أم أن هناك مرات ينصرنا، ومرات لا ينصرنا؟ حسنًا، إذا لم ينصرنا دائمًا، فهل هناك مشكلة معينة موجودة حتى لم ينصرنا؟ أم يجب أن ينصرنا دائمًا لأننا متدينون، بصرف النظر عن العقبات والمشاكل الموجودة في حياتنا؟ هنا أُريد أن أُفصّل قليلًا في هذا الموضوع، لأنه حساس وأساسي. الله عز وجل وضع السنن الإلهية في هذه الحياة، هذه السنن الإلهية هي عبارة عن قواعد، عن أنظمة موجودة. أي الذي يحمل السيف ويقتل ويجرح، لكن إذا أحد لم يحمل السيف و"تكتّف"، لا يمكن أن يَجرح. إذا قاتل أحد في معركة، فممكن في هذه المعركة أن يربح، إذا كان العدد ملائمًا، إذا كانت الاستعدادات ملائمة، إذا كان التدريب موجودًا بشكل كافٍ، أما إذا كان هناك نقص معين في التدريب أو في الإمكانات، قد لا ينجح في قلب المعركة. هذه سنن إلهية، أي الإنسان يجب أن يكون قد أعدّ العدّة اللازمة حتى يتمكن من النجاح. أحيانًا لا يتمكن من إعداد العدّة اللازمة، أحيانًا تكون العدّة عند العدو أكبر بكثير من العدّة التي لديه، إمكانات العدو أكبر من إمكاناته بكثير، ممكن عندها أن ينتصر العدو على المؤمنين ماديًا، نعم. بحسب السنة الإلهية إذا كانت لديك إمكانات وهو لديه إمكانات أكبر، فهو سينتصر بالإمكانات الأكبر الموجودة لديه، لأنه هو أعدّ العدّة، وأنت لم تستطع، لا أقول إنك قصّرت، بل أقول إنك لم تستطع، وبالتالي يجب أن نتحمّل بأن يكون هذا طبيعيًا. الله عز وجل أول نقطة يعاملنا وفق السنن الإلهية الموجودة. إذا أردت أن تنجح في الامتحان، فعليك أن تدرس، ليس كما يفعل البعض عندما يقول: "والله دعونا الله كثيرًا ليلة الامتحان، لكن في اليوم التالي فشلنا"، لقد فشلت لأنك لم تدرس. لا يمكنك أن تنجح دون أن تُعدّ المقدمات، افعل ما عليك والباقي على الله عز وجل، أعدّ العدّة، والباقي على الله عز وجل. لذلك، ماذا يقول الله عز وجل؟ يقول: " وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ"، ماذا يحصل؟ " تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، يعني أنتم أعدوا ما عليكم، اعملوا ما عليكم، تكونوا قد عملتم المقدمات الصحيحة، تأكدوا في النهاية أنكم سترهبونهم، الآن ترهبونهم في هذه المرحلة، في مرحلة ثانية تكون العُدّة كافية، فالله عز وجل أيضاً يُسدّد ويُعين حتى ينجح الإنسان، لا، هذا الموضوع مؤجل لأن العُدّة غير كافية، هذه أمور غيبية لا نعرفها. فإذَا علينا أن نؤمن بأن السُّنن الإلهية هي التي تعمل، لكن الفرق أين؟ أن المؤمن مدعومٌ من الله تعالى قطعاً، كيف؟ كما يقول: " إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ". طيب إذا نتحدث عن السُّنن الإلهية، من المفترض أن يكون واحد مقابل واحد، وإذا كانوا اثنين يغلبون واحد؟ قال: لا، أنت بإيمانك، بقناعاتك، بارتباطك بمحمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، بحفاظك على دماء الشهداء، بإعارة جمجمتك لله، قال: الواحد بعشرة، "إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ"، معناها عشر أضعاف. من أين جاءت تسعة أضعاف؟ هل جاءت من البنية الجسدية؟ لا، بل جاءت من البنية المعنوية، جاءت من الدعم الإلهي، جاءت من التسديد الإلهي الذي لا نعرف كيف يأتي، وكيف يحصل، وكيف يتم. أنا أقول لكم، الشباب الذين كانوا موجودين على الحافة الأمامية يقاتلون في معركة "أولي البأس"، إذا تعرف عددهم كم مع خمس فرق إسرائيلية فيها سبعين ألف جندي، تقول: معقول هذا العدد القليل الذي هو عبارة عن مئات يستطيع أن يصمد أمام خمسة وسبعين ألفاً معهم كل الإمكانات وكل القدرات؟ أنا أقول لكم لماذا: لأنهم أعدّوا العدّة وأعاروا جماجمهم لله تعالى، فكانت النتيجة أن الله تعالى سدّدهم. تقول لي: كيف سدّدهم؟ أنا لا أعرف، الله له طرقه في التسديد، يرسل ملائكة، يعطي معنويات كبيرة، يجعل معنويات العدو منهارة، يُدخل عوامل إضافية نحن لا نعلمها، الله يعلمها، ليس لنا علاقة بكيفية دعم الله تعالى، لكننا مطمئنون أن الله معنا، وأن الله ينصرنا، وأن نصرنا في كل مرحلةٍ هو نصر إلهي، لأن السنن الإلهية من عنده، والدعم من عنده. إذا افترضنا في مرحلة من المراحل كُنا نتوقع نصراً بشكل معين ولم نحصل عليه، فلننظر إلى السبب، يمكن أن يكون السبب نقص في إمكاناتنا، يمكن أن يكون السبب قوة غير متكافئة بشكل كبير جداً، يمكن أن يكون مطلوباً أن نعمل شيئاً إضافياً، نُعيد حساباتنا في بعض الأمور، هذا أمر طبيعي. وعندما ننتصر بشكل مباشر حتى على المستوى المادي، هذا يعني أن كل شيء نحن قد أَمَّناه بشكل طبيعي، والله عز وجل أعطانا الإضافات الكثيرة التي لا يمكن أن نُحققها إلا بدعم من الله. ماذا قال الله لأهل بدر؟ " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ"، يعني أنتم ضعفاء، لا تقدرون بإمكاناتكم وحدها، ثلاثمئة وثلاثة عشر مقابل تسعمئة وخمسين مع أسلحة وإمكانات، يعني كان واحد مقابل ثلاثة، مع عدم التكافؤ في الإمكانات، لا ندري كم هو الفرق، لكن عندما يقول: "إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ"، يعني 313 قبل أن يبدأوا صاروا 3130 من حيث القوة المادية المباشرة، الآن أنزل الله ملائكة ودعم وأعطى، هذه أمور أخرى، لكن في النهاية نصرهم الله تعالى لأنهم قدموا ما عندهم، وكان النصر حليفاً لهم. نحن دائماً نقول إن أي نصر يحصل معنا هو نصر إلهي، لماذا؟ لأن السُّنة إلهية، ولأننا حقيقةً نشعر أن هناك إضافات تحصل للمؤمنين لا يمكن أن تحصل لغير المؤمنين، ولا يشعرون بها.كُنت أقرأ بعض التقارير القديمة عن فترة انسحاب إسرائيل سنة 2000، انتصار 2000. سألوا بعض الجنود الإسرائيليين: كيف كانت تكون المعارك؟ قالوا: يا أخي، مرات كنا نشعر أن هناك أناساً راكبين على خيل ويركضون وراءنا ويلاحقوننا. من أين ظهر هذا الخيل؟ لا أعرف. هل هو متوهّم؟ هل ظهر له الخيل فعلاً؟ هل الله عز وجل أرسلهم؟ لا علاقة لنا بذلك، هذا جزء من النصر الإلهي، لا تدخلوا في هذه التفاصيل. المهم أن نقتنع بأننا منصورون من الله تعالى، والله عز وجل لا بد أن ينصر المؤمنين، "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ". أما الابتلاءات التي تُصيبنا في هذه الدنيا، هي الحياة الدنيا كلها ابتلاءات؟ يعني أنت تريد أن تربح وتنجح بدون اختبار؟ بدون امتحان؟ هذه امتحانات، اختبارات. نُبتلى في مكان، ننجح في مكان، نمرض في مكان، نتأذى في مكان، نُشفى في مكان، نرتفع في مكان، وهكذا. هذه كلها ابتلاءات في الحياة الدنيا، إلى درجة أن الله تعالى قال للمؤمنين: " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ". أي لا تخف، في النهاية أنت منصور، لأن طريقتك صحيحة، مسارك صحيح، إمكاناتك التي تعمل بها صحيحة، عليك أن تصبر. في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً". عليك أن تطيل بالك، ليست الأمور دائماً تحصل بالتوقيت الذي تراه مناسباً، التوقيت دعه لرب العالمين، أنت اعمل ما عليك، المهم أن تؤدي تكليفك. من هنا، عندما نَنظر إلى نهضة الإمام الحسين وما فعله في كربلاء، ماذا نستنتج؟ نستنتج أن الإمام الحسين حقق الموقف، وقام بكل المتطلبات من أجل الذهاب إلى كربلاء، يعني من المدينة المنورة قال: "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله"، ولم يَقبل أن يعطي البيعة. فإذاً هذا الموقف على المستوى الشخصي، ذهب إلى مكة المكرمة، فجاءته الكتب تقول: إننا حاضرون لنكون معك. فإذاً صار مكلفًا أن يقود الجماعة، لأن الجماعة حاضرة لتخوض غمار الحرب أو تخوض غمار الثورة والانقلاب والمواجهة للحاكم. اتجه إلى كربلاء على قاعدة أنه يريد أن ينصر الجماعة الذين أعدّوا العدّة وقالوا: نحن حاضرون. اشتغل بسعي بشكل طبيعي، وعمل كل الإجراءات اللازمة. هناك أمر لا يلتفت إليه البعض أثناء الاطلاع على السيرة، عندما وصل الإمام الحسين إلى كربلاء، ماذا حصل؟ بعد أن أنهى صلاة العصر، اتجه إلى القوم وخطب فيهم، وقال لهم في نهاية الكلمة: "فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا الْكَرَاهِيَةَ لَنَا وَالْجَهْلَ بِحَقِّنَا، وَكَانَ رَأْيُكُمُ الْآنَ غَيْرَ مَا أَتَتْنِي بِهِ كُتُبُكُمْ وَقَدِمَتْ عَلَيَّ بِهِ رُسُلُكُمْ انْصَرَفْتُ عَنْكُمْ...". قال: إذا لا تريدونني، فأنا أرجع. لمن قال ذلك؟ للحر الرياحي والجماعة الذين معه، الذين جعجعوا به. قال لهم: إذا لا تريدونني، أنا أرجع. لماذا؟ لأن الإمام الحسين عليه السلام أدرك أن الجماعة الذين بعثوا الكتب لم يعودوا يريدون القتال، فإذًا ارتفعت عنه مسؤولية أن يقاتل مع الجماعة. قال لهم: إذا لا تريدونني، أنا أرجع. ماذا قال له الحر؟ قال له: لا، أنا هذه الكتب لم أسمع بها، وأنا مأمور بأن آتي لأوقفك في هذا المكان، ولا أملك معلومات أخرى. عندما رأى الإمام الحسين أنه لا يسمح له بالمغادرة، قال لجماعته: "الموت أدنى من ذلك". يعني أنني لا أستطيع أن أُوافق معه على أن أُسلَّم، لأن هذا الرجل مأمور بأن يُجعجع على قاعدة أنه في النهاية يريد أن يأخذ موقفًا حتى يُبايع الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه. الإمام الحسين لم يُبايع. إذاً بذل الإمام كل الجهود حتى لا يصل إلى المعركة، لأنه في هذه اللحظة وجد أن القوم قد تراجعوا. حسنًا، موقفه موقف ثابت بأنه لا يُبايع يزيد، إذا تعرّض له يزيد بشكل مباشر سيواجه، وإذا تعرّض له الجماعة سيواجه. فإذًا، هو ذهب إلى كربلاء مقاتلًا، مدافعًا، مواجهًا، من أجل إعلاء الحق، ومن أجل عدم إعطاء الموقف الذليل لهذا الإنسان الطاغية. هنا لفتني كلام للإمام الخميني، لأن كثيرًا من الناس يناقشون هل ذهب الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء ليستشهد؟ هذا ليس هو الهدف، الهدف عند الإمام الحسين كان مختلفًا. ما هو الهدف؟ الإمام الخميني يقول لم يكن يريد الإمام الحسين عليه السلام أن يجرّب ويجازف في تحركه ليعلم هل ينجح أم لا، أي هو ذهب وهو يعلم أن هناك من أرسل له كتبًا، ويريد أن يذهب كي يُلبّيهم، لم يذهب على أساس أنه ينجح أو لا، لا، بل إنه كان قد تحرك ليتسلم زمام الحكومة، وهذا مبعث فخرٍ له ومدعاة افتخار. والذين يتصورون أن سيد الشهداء لم ينهض لأخذ زمام الحكم، مخطئون. فسيد الشهداء إنما جاء وخرج مع صحبه لتسلُّم الحكم، لأن الحكومة يجب أن تكون لأمثال سيد الشهداء وأمثال شيعته". وقال: "إذًا هدف الإمام الحسين ليس أن يذهب ليستشهد، كلا، بل إن هدف الإمام الحسين هو تحقيق الإصلاح في الأمة لِتلبية نداء الجماعة الذين قالوا نحن حاضرون لنكون في قيادتك حتى تُحدث التغيير المناسب. من هنا، عندما يُركّز إخواننا دائمًا على أن "أنا حاضر أن أُستشهد"، البعض يقول: "ما بالكم تحبون الموت؟ يعني ذاهبون للموت؟" لا يا أخي، لا، هذا الاستشهادي هو شخصٌ لا يهاب الموت، بل يتمناه، لكن عزيزًا في الموقف، أو أن يعيش حياةً عزيزة، لذلك مثلًا الشباب الذين يخرجون ليقاوموا ويعملوا مباشرة في المواجهة، لماذا يقاومون كل هذه الفترة؟ حسنًا، إذا أراد أحدهم فقط أن يُستشهد في سبيل الله تعالى، فهناك فرصة ليُقتل. لا، لا، هو يقاتل حتى يبقى على قيد الحياة عزيزًا، فإن جاء أجله، جاء أجله وهو في حالة استشهاد، وهذه هي العزة الحقيقية التي يريدها.". واردف: "نتحدث اليوم عن واقعنا السياسي، وعما قام به حزب الله خلال هذه الفترة، منذ 8 تشرين الأول سنة 2023، قام حزب الله بمساندة أهل غزة وأهل فلسطين الذين أطلقوا طوفان الأقصى لِيحرروا أرضهم ويحرروا أسراهم. المساندة التي قدّمها حزب الله كانت مساندة واجبة وضرورية، لأنها أولًا منسجمة مع تربيتنا وقناعتنا أن نكون مع الحق وأنصار الحق، ونُواجه عدوًا واحدًا هو الكيان الإسرائيلي، وهذا الكيان الإسرائيلي يُريد أن يضرب المقاومة ويُنهي حضورها ووجودها. فإذًا لا بد أن نتكاتف ونتآلف ونقوم بما نستطيع من أجل درء هذا الخطر. قُمنا بعملية المساندة التي هي واجب أخلاقي وسياسي ومبدئي، ومع الحق. وأيضًا في الوقت نفسه، لدينا عدو مشترك، واقتداءً بتعاليم سيد شهداء الأمة، الذي وقف مُعبّرًا بشكلٍ واضح عن رؤيته ورؤية الحزب تجاه فلسطين. فلسطين لن ندعمها بالكلام، بل ندعمها بالعمل، وإذا استطعنا أن نقدم شيئًا، لا بد أن نقدمه، فكانت المساندة. لكن الذي حصل هو أن إسرائيل التي كانت تخطط سابقًا لحرب على حزب الله، وجدت أن هذا التوقيت، توقيت أيلول سنة 2024، هو توقيت مناسب لِبداية حرب على حزب الله، تبدأها بقتل القيادة في صفوفها الأولى والثانية، وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن (رضوان الله تعالى عليه)، والسيد الهاشمي (رضوان الله تعالى عليه)، وكذلك تقوم بضربة من خلال البايجر لآلاف من الشباب، فَتُخرجهم من المعركة، وأيضًا تضرب القدرات، فتُبطل القدرة الموجودة، وتكون قد حققت ثلاث غايات معًا: أولًا، قتلت منظومة القيادة والسيطرة. ثانيًا، آذت وجرحت وقتلت عددًا بالآلاف من المجاهدين المقاومين. ثالثًا، ضَربت القدرة، وبالتالي ستكون النتيجة الطبيعية من الأيام الأولى إنهاء حزب الله وإنهاء مقاومته بشكل كامل. هذه هي الفكرة، وهذا هو المشروع. وعلى كل حال، الذي يرى التحليلات بعد "أُولي البأس" يستطيع أن يرى ما الذي يقوله الإسرائيلي، وكيف كان المشروع الذي كان يسير فيه. عطاءات الشهداء أعطتنا زخمًا ومعنويات، عطاءات الجرحى جعلتنا نعيش حالةً من المسؤولية أكبر، التفاف الناس وقوة الصمود وتحمل النزوح كان عنوانًا من عناوين القوة والمعنويات. ولِأقولها لكم من آخرها، لماذا صمد هذا الحزب؟ لماذا رفع رأسه من جديد؟ لماذا وقف مجددًا؟ لأن سيد شهداء الأمة (قدّس الله روحه) أمضى عشرات السنين مع إخوانه وأحبّائه يبنون، وهذا البناء وصل إلى درجة عظيمة من القوة والسعة والإمكانات والإعداد، ما يجعل هذه التضحيات التي قُدمت على عظمتها، لا تمنع من الاستمرارية، في حال انطلق الإخوة مجددًا ولم يستسلموا للواقع القائم. والحمد لله، هذا ما حصل. سارعت الشورى إلى انتخاب أمين عام جديد، وتمّ ملء مجموعة القيادة والسيطرة بِنوّابهم أو بأفراد آخرين، واستعادت منظومة العمل الجهادي قدرتها وقوتها، وصمد الشباب في المحاور الأمامية بشكل منقطع النظير. لذلك، عملية "أُولي البأس" استمرت 64 يومًا، وطلب الإسرائيلي أن تتوقف على قاعدة الصمود والقدرة والمواجهة والاستمرارية. عندما كُنّا نقول الحمد لله نصرنا الله، نصرنا بالاستمرارية، نصرنا باستعادة المبادرة، لا بالنصر المادي المطلق الذي يكون ميدانيًا على الأرض. ليس معنا نصر مادي مطلق، صحيح، لكننا استطعنا أن ننهض مجددًا، وأن نُعطي التعبير القوي في أننا بقينا حتى اللحظة، لحظة وقف إطلاق النار، صامدين، ثابتين، نضرب العدو ضربات مؤلمة ونُؤذيه ونُوجعه. والحمد لله، بعد ذلك، ظهر من خلال التشييع الاستراتيجي أن هذه الجماهير مُلتحمة، مُتراصة، مستمرة. ومن خلال انتخابات البلدية أيضًا، تبين أننا مجموعة مترابطة، حركة أمل، حزب الله، كل هذا المكون مع كل الحلفاء قوة حقيقية متماسكة. إضافة إلى المشهد التاريخي حيث خرج الناس إلى القرى الأمامية وتصدّوا بِصدورهم للاحتلال الإسرائيلي لِيعودوا إلى قراهم. هذه علامات قوة، علامات انتصار، علامات استمرارية بِحمد الله تعالى، بِبركة التضحيات استطعنا أن نصل إلى هذه النتيجة، لأنه أيضاً كان يومذاك الاستمرار عبثًا، قَتل وقَتل مضاد، لكن من دون فائدة. فإذًا، وصلنا إلى الاتفاق الذي عقدته الدولة اللبنانية مع الكيان الإسرائيلي بِطريقة غير مباشرة ووافقنا عليه. هذا الاتفاق هو مرحلة جديدة. يعني أنا أُحب أن أقول لِهؤلاء الذين يتفلسفون دائمًا ويقولون لنا: أنتم تحرّشتم بإسرائيل! يا أخي، تحرّشنا بإسرائيل، وفعلنا شيئًا لم يعجبكم، وصلنا إلى الاتفاق، هذا الاتفاق خلق مرحلة جديدة اسمها "مسؤولية الدولة"، مفروض الآن، من الآن فصاعدًا، أن نقول هذا الاتفاق، من يطبقه ومن لا يطبقه؟ تُحاكموننا على هذا الأساس. الحمد لله، نحن نفذنا الاتفاق بالكامل، لا يستطيع الإسرائيلي أن يجد علينا ثغرة واحدة، ولا الأميركي، ولا أحد من الداخل يستطيع أن يجد ثغرة. الآن لا يقولون لنا مثلًا: لماذا لا يُطبّق الاتفاق في الداخل؟ لا، بل يقولون لنا سلّموا السلاح! يا جماعة، هل هناك أحد عنده عقل ويُفكر بشكل صحيح؟ نحن في قلب معركة التزمنا فيها بالاتفاق بشكل كامل، ولم يخطُ الإسرائيلي خطوات، ولو في المقدمات، ولم يُطبّق الاتفاق، ونأتي لِنقول عوامل القوة التي كانت بين أيدينا، والتي كانت تُخيفه، والتي كانت تُؤثر عليه، والتي أجبرته على الاتفاق، نُزيلها، بينما الإسرائيلي ما زال موجودًا ولم ينفّذ ما عليه! أنتم، بماذا تفكرون يا أخي؟ فيقولون لك نحن لا علاقة لنا، لا علاقة لكم، لماذا؟ لأنكم لستم مستهدفين! لا علاقة لكم لأنكم تُنسقون مع الإسرائيلي! فماذا نقول عنكم؟ قولوا لنا؟ هل تُريدون إعمار البلد؟ لماذا لا تذكرون كيف أن هذه المقاومة، لمدة أكثر من أربعين سنة، حررت، واستطاعت أن ترفع رؤوس العالم جميعًا، وأخرجت إسرائيل غصبًا عنها، ويئست إسرائيل من إمكانية بناء المستوطنات في لبنان؟ ألا تذكرون هذا؟ هذا التاريخ الشريف، النبيل، العظيم، وما زلنا قادرين. اصبروا، فالأمور تتغير وتتبدل. ولذلك نحن التزمنا بالاتفاق، والإسرائيلي لم يلتزم. وهنا أعتبر أن العدوان الذي يحصل، والخروقات التي تحصل، مسؤولية على الدولة اللبنانية، العدوان على النبطية، على المرأة والناس، العدوان على من يعمل في سلك الصيرفة، كل هذه الأمور، حتى العدوان على أي مواطن في الجنوب، هو عدوان مرفوض مئة بالمئة، وهذا يجب ألا يكون. على الدولة أن تضغط، على الدولة أن تقوم كل واجبها. يجب أن تعرفوا أن هذا أمر لا يمكن أن يستمر، هي فرصة، الآن يقولون وكم هي الفرصة؟ نحن نُحدد كم هي الفرصة، لكن هل تتصورون أننا سنبقى ساكتين إلى أبد الآبدين؟ لا، هذا كله له حدود، نحن جماعة الحسين، نحن من الذين يقولون: "هيهات منّا الذلّة"، ماذا تظنون؟ جرّبتمونا، وتريدون أن تجربونا مجددًا؟ جرّبوا! نحن لا نتحدث عبثًا، نحن نتحدث ونحن نعرف لماذا نتحدث. اطلعوا من قصة لا تعطوا ذرائع لإسرائيل، لا أحد يعطي ذرائع لإسرائيل، إسرائيل نفسها احتلّت 600 كم² من سوريا، ولم تكن هناك ذرائع، دمّرت كل القدرة، ولم تكن هناك ذرائع، اعتدت على إيران، ولم تكن هناك ذرائع. والآن أقول لكم: كلما كانت هناك جهة ضعيفة، هذا يعني أن إسرائيل ستتوسع وتأخذ كل شيء على مستوى الحجر والبشر والإمكانات والقدرات. هذا لن يكون معنا، نحن أبناء "بين السلة والذلة، وهيهات منّا الذلة". يقولون لنا: هل أنتم قادرون على الإسرائيليين؟ نعم، نحن قادرون على الإسرائيليين، عندما نكون مخيّرين، لا نملك إلا خيارًا واحدًا. عندما يكون عندنا خيار العِزّة، يعني أننا نُواجه. فيقولون لك: إذا واجهتم، هل تربحون؟ نعم، نربح. كيف تربحون؟ لاقونا، تعالوا لملاقاتنا حتى تروا كيف نربح، إن شاء الله تظنون أننا مثل حكايتهم نحسبها على القلم والورقة؟ لا، نحن نقول: نقوم بواجبنا، نقف في الميدان، ندعو الله ونتوكل عليه، فيُرسل ملائكته معنا وننجح بإذن الله، إن لم يكن في اليوم الأول ففي الثاني والثالث، إن لم يكن في الشهر الأول ففي الثاني والثالث، إن لم يكن بأيدي بعضنا، فهو بأيدي البعض الآخر، لكننا دائمًا فائزون: بالنصر أو الشهادة. لا أحد يمزح معنا، لا أحد يلعب معنا، لا أحد يقول أننا نستطيع أن نُخضع هؤلاء. نحن أبناء الحسين، نحن أبناء سيد شهداء الأمة، نحن أبناء المعادلة الذهبية بين السلة والذلة: "هيهات منّا الذلة". وختم: "أنتهز الفرصة لِأُعزّي القائد العظيم الإمام الخامنئي (دام ظله)، وأُعزّي الشعب الإيراني، والجيش، والحرس، والقوى الأمنية، والحكومة، بِالشهداء الأبرار الذين قدّموهم على طريق العزة وعلى طريق الحق، وخاصة اللواء سلامي، واللواء باقري، واللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان). والحقيقة، كل هؤلاء مع كثير من الشهداء كانوا أصدقاءنا وأحبّاءنا، ودائمًا كان هناك تعامل بيننا وبينهم. لكن أُخصص الشهيد الحاج رمضان، الذي عاش بيننا حوالي أربعين سنة تقريبًا، وكان نموذجًا للإنسان المُخلص المُعطاء. ترك بلده وجاء لِيقعد عندنا كي يُتابع القضية الفلسطينية، والتسليح، والإمكانات، والقدرات. رحمة الله على الشهيد اللواء الحاج رمضان، الذي كان في الحقيقة نموذجًا من النماذج. إن شاء الله نحن سنبقى على الدرب ونُردد الشعار الذي حملناه " ما تركتك يا حسين"، "ما تركتك يا حسين"، "ما تركتك يا حسين". المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"


الأخبار كندا
منذ يوم واحد
- الأخبار كندا
ترامب من البيت الأبيض: 'نحن مع لبنان بكل ما أوتينا من قوة… ونأمل أن يعود كما كان'
واشنطن – من داخل البيت الأبيض، طرح الزميل أنطوني مرشاق، مراسل قناة MTV اللبنانية، سؤالين مباشرين على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تناول فيهما التهديدات الأمنية التي تشكّلها أذرع إيران داخل الأراضي الأميركية، بما في ذلك التقارير التي تحدثت عن تهديدات تطال حياة الرئيس شخصيًا، بالإضافة إلى مستقبل سلاح حزب الله وإمكانية استعادة الاستقرار في لبنان. وردّ الرئيس ترامب بالقول: 'لبنان بلد عظيم، يضمّ شعبًا لامعًا. لقد كان معروفًا بأساتذته وأطبائه، ويتمتّع بتاريخ مدهش. نأمل أن نعيده كما كان. نحن مع لبنان بكل ما أوتينا من قوة…' ورغم أنّ الرئيس لم يدخل في تفاصيل التهديدات الإيرانية داخل الولايات المتحدة أو يحدّد جدولًا زمنيًا واضحًا لمعالجة ملف سلاح حزب الله، إلا أن تصريحه حمل إشارات إيجابية تجاه الشعب اللبناني، وتأكيدًا على التزام إدارته بدعم لبنان واستقراره. ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتكثّف الحديث في الأوساط السياسية الأميركية عن الدور الذي تلعبه الميليشيات المدعومة من طهران، سواء في الداخل الأميركي أو عبر ساحات المنطقة، وفي مقدمتها الساحة اللبنانية. من جهة أخرى، أثار تصريح ترامب اهتمام المراقبين، خصوصًا في ما خصّ رغبته بـ'إعادة لبنان إلى سابق عهده'، وهو ما يعكس، بحسب مصادر دبلوماسية، توجّهًا محتملاً لإدراج الملف اللبناني في أجندة أكثر فاعلية في المرحلة المقبلة من السياسة الخارجية الأميركية. المصدر: "موقع الأخبار كندا"