
"الكنديون سعداء بالملك تشارلز لحمايتهم من ترامب"
AFP via Getty Images
وصل ملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى ساحة مجلس الشيوخ الكندي في أوتاوا، كندا، في 27 مايو/أيار 2025
نستعرض في جولة عرض الصحف اليوم مقالا من صحيفة الغارديان عن زيارة الملك تشارلز الثالث لكندا، ومقالا من "وول ستريت جورنال" عن الكيفية التي تحدد بها الإدارة الأمريكية خصومها، ومقالا من صحيفة لوموند الفرنسية عن ماذا يحدث للشخص إذا نجا من صاعقة كهربية.
نبدأ جولتنا الصحفية من صحيفة الغارديان ومقال لجين غيرسون بعنوان "الكنديون سعداء بالملك تشارلز طالما أنه يحمينا من ترامب". وذكّرت غيرسون، بإجراءات الرئيس الأمريكي "العقابية" ضد كندا منذ انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
تقول الصحيفة: "إذا كان الملك الذي يتسم بالفخامة يستطيع أن يهدئ من غرور جارنا الصاخب، فهذه أخبار جيدة حتى بالنسبة للجمهوريين".
وتقول غيرسون إن ترامب فرض "رسوماً جمركية عقابية على قطاع السيارات الكندي، القطاع المتميز بتكامله الكبير مع الولايات المتحدة، مما قوض علاقة تجارية حيوية شكلت حجر الأساس لاقتصاد هذا البلد لعقود".
لم يكتف ترامب بذلك بل فكر أيضا في جعل كندا الولاية 51 وهدد باستخدام القوة الاقتصادية لإجبار الكنديين على الموافقة على هذه الفكرة، حسب الكاتبة.
تشير الكاتبة إلى أن الكنديين ليسوا معحبين بالملكية، لكن الظروف فرضت القبول بالملك تشارلز الثالث في ظل ما ينويه ترامب.
وبحسبها فإن "الملكية، في نهاية المطاف، نظام غير منطقي ومكلف. وبالطبع، في مجتمع حديث، لماذا ينبغي أن يُمنح أي شخص مكانة أو سلطة فقط لأنه وُلد في عائلة معينة؟ وعندما نضيف إلى هذا العبث فكرة وجود ملك لكندا – وهي دولة مستقلة تماماً وعضو في مجموعة السبع – يعيش على بُعد محيط كامل، تزداد السخرية من هذا النظام الحكومي!"
وترى أنه في الظروف العادية، لا يبدي الملك البريطاني اهتماماً كبيراً بمستعمرة سابقة وبعيدة، "فمكاتب الجوازات لدينا ستواصل عملها سواء وُجدت صورته الرسمية على جدران البيروقراطية الرمادية أم لا. لكن البشر ليسوا دائماً عقلانيين، كما أن ظروفنا الحالية ليست عادية".
وتلفت الكاتبة إلى أن الكنديين أخذوا التحول في المسار الأمريكي على محمل الجد، وظهر ذلك جلياً في اختيارهم مارك كارني رئيساً للوزراء، إذ يشجع الأخير الكنديين على التفكير في التهديد الذي تشكله الولايات المتحدة على وجود بلاده.
ويشير مقال الغارديان إلى أن "افتتاح رئيس الوزراء الجديد للبرلمان بخطاب العرش الذي ألقاه الملك ليس مجرد انقلاب مذهل، بل هو أيضاً جانب جيوسياسي دقيق للغاية".
وتشير الكاتبة إلى أن الملك تشارلز الثالث يعتبر "رمزاً قوياً لتاريخ كندا ونظام حكمها؛ نظام وحكومة يتناقضان مع النظام الجمهوري المتعثر في الولايات المتحدة".
Getty Images
"مفترق طرق"
يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحظات حاسمة فيما يتعلق باتخاذ القرار بشأن خصوم الولايات المتحدة، وفق مقال لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
المقال الذي حمل عنوان "مفترق طرق في السياسة الخارجية لترامب" يقول إن "السياسة الخارجية للرئيس ترامب تعتمد حتى الآن على تهديداته اللفظية ومحاولاته العلنية للضغط".
لكن سياسة ترامب هذه ستواجه قريباً بلحظات حاسمة بشأن خصوم الولايات المتحدة. ويشير المقال إلى أن هذه القرارات ستترك صدىً يمتد على طول فترته الرئاسية الثانية، وقد تسهم في رسم إرثه السياسي.
وتلفت الصحيفة إلى أن العالم تغير في غضون ثماني سنوات، بينما يواجه ترامب حالياً قرارات حاسمة بشأن روسيا وإيران والصين. وتتساءل الصحيفة: "بينما يتعاون الخصوم بشكل متزايد ضد المصالح الأمريكية، فهل سيرسل الرئيس رسالة ردع أم ضعف؟"
يأتي سؤال الصحيفة بعد أن استذكرت في مقالها نماذج رئاسية سبقت ترامب، فمثلاً أدى انسحاب جو بايدن من أفغانستان إلى إضعاف الردع الأمريكي، وأقنع روسيا وإيران أنهما لن يواجها مقاومة تذكر. وسمح باراك أوباما للصين باحتلال جزر في بحر الصين الجنوبي وسرقة أسرار أمريكية دون مقاومة تُذكر. بينما أعاد رونالد ريغان بناء الدفاعات الأمريكية، وبدأ حملة الردع ضد السوفييت التي أدت إلى النصر في الحرب الباردة، وفق المقال.
وتشير الصحيفة إلى أن ملفات مثل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، والتوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، والملف الصيني وفرض التعريفات الجمركية، كلها على طاولة ترامب في رئاسته الثانية.
ويقول المقال إنه يتعين على ترامب أن يقرر شكل علاقته مع الصين و"في مجالات تتجاوز التجارة بكثير. إذ سيرغب الرئيس الصيني شي جين بينغ في استغلال أي تنازلات تجارية يُقدمها لكي يكسب تنازلات من ترامب بشأن تايوان أو دور أمريكا في المحيط الهادئ".
لكن حتى الآن، لم يتضح ما يريده ترامب، سوى تقليل العجز التجاري الأمريكي، حسب الصحيفة.
وتختم "وول ستريت جورنال" مقالها بالقول: "يتمتع الرئيس بوقت أطول لاتخاذ قرار بشأن الصين مقارنةً بإيران أو روسيا. لكن ما سيتخذه بشأن الأخيرتين سيؤثر على ما ما يمكن القيام به مع بكين. قد تكون الأشهر القليلة المقبلة بالغة الأهمية بالنسبة لدور أمريكا في العالم، كما كانت عليه الحال منذ نهاية الحرب الباردة".
الحياة بعد الإصابة بصاعقة
AFP via Getty Images
صاعقة برق في منطقة الأعمال التجارية لا ديفونس خارج باريس، في وقت مبكر من يوم 21 يوليو/تموز 2024
تروي رافاييل مانسو في صحيفة لوموند تجربتها بعد أن تعرضت لصاعقة برق في عام 2017، قوتها "ملايين الفولتات"، مع 13 شخصاً.
يشار إلى أن الحادثة التي تعرضت لها مانسو وقعت خلال مهرجان في أزيراي، شرقي فرنسا.
وعلى مدار بضعة أسابيع بعد الحادثة، أصبح نشاط مانسو الذهني مرتفعاً، إذ كان بإمكانها إجراء عمليات حسابية معقدة واسترجاع ذكريات الطفولة لعدة أسابيع، لكن بعد ذلك تدهورت حالتها الصحية وأصبحت تعاني من إرهاق شديد وآلام مختلفة ومشاكل في التوازن، حتى أنها كادت تفقد قدرتها على الكلام.
وكما تروي في المقال الذي حمل عنوان "الحياة بعد التعرض للصعق الكهربائي: أشارك قصتي حتى لا يشعر الناجون في المستقبل بالوحدة"، تقول مانسو، وهي معلمة في مدرسة ابتدائية وتبلغ من العمر 52 عاماً: "بدأت جميع وظائفي بالتوقف، كنتُ مُنعزلة عن نفسي. تساءلتُ إن كنتُ سأتمكن من التفكير مجددًا. كان ذلك صعبًا. أُشارك قصتي حتى لا يشعر الناجون من الصواعق في المستقبل بالوحدة".
وتلفت أيضاً إلى أنها واجهت سنوات عصيبة ووجدت نفسها تكتب كطفلة تُنهي مرحلة ما قبل المدرسة.
تجربة مانسو أصبحت قصة في سلسلة الوثائقي الفرنسي "الناجون من الصواعق عندما لا تميتهم الصاعقة".
تعاني مانسو إلى اليوم من مشاكل في الذاكرة وآلام في الساقين والقدمين وكأنها "لسعات دبور"، لا تهدأ دون مسكنات. استعادت أيضاً مشاعر قديمة قبل ثماني سنوات مثل شعورها بالحزن على وفاة والدتها.
تلقت مانسو دعماً من زوجها لمواجهة آثار الحادث، لكن ما حدث معها ساهم في بعض الأبحاث العلمية.
الطبيب ريمي فوسات، الذي كان آنذاك طبيباً مقيماً في قسم الطوارئ في مستشفى أورياك، تواصل مع المجموعة التي تعرضت للصعق.
كان يعمل على أطروحة دكتوراه حول الاضطرابات العصبية للناجين من الصواعق، بعد أن أثارت ظاهرة الصواعق الجماعية النادرة فضوله.
وفي أوائل عام 2018، أطلق دراسة سريرية على المجموعة. وبفضل ذلك تمكن من إثبات فرضية طرحتها الخبيرة الرائدة، ماري أنييس كورتي، وهي جيولوجية في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، تقول: "يترك البرق أثراً بيوفيزيائياً في جسم الإنسان: المركبات النانوية. توجد بكميات كبيرة في الدم والبول".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
أزمة طلاب هارفارد الأجانب: الخوف والقلق ومعركة من أجل حرية التعليم الأكاديمي
EPA ترفرف رايات هارفارد القرمزية الشهيرة فوق مبان الحرم الجامعي خلال أسبوع التخرج. ففي الوقت الذي كان يُفترض فيه أن يحتفل آلاف الطلاب بتخرجهم، يجد الطلاب الأجانب أنفسهم وسط عاصفة من التوتر السياسي والمعارك القانونية وغموض عميق بشأن مستقبلهم في الولايات المتحدة. بذلت إدارة ترامب جهوداً واسعة لمنع جامعة هارفارد من تسجيل طلاب أجانب، متهمة إياها بتشجيع معاداة السامية، وانتهاك القوانين الفيدرالية، وعدم الامتثال لشروط برنامج تأشيرات الطلاب. وقد ألغت وزارة الأمن الداخلي اعتماد هارفارد ضمن برنامج الطلاب والزوار الأجانب، ما يعني عملياً حرمانها من استضافة طلاب أجانب. وقالت قاضية فيدرالية في بوسطن يوم الخميس إنها ستصدر أمراً بوقف تنفيذ هذا الحظر مؤقتاً، ما منح هارفارد مهلة قصيرة. في المقابل، منحت إدارة ترامب الجامعة مهلة 30 يوماً لتقديم مستندات وأدلة تثبت تعاونها مع مطالب الحكومة. تصاعد الضغوط من البيت الأبيض شهد يوم التخرج هذا الأسبوع في هارفارد مظاهر احتجاج رمزية، حيث ارتدى الطلاب زهوراً بيضاء تضامناً مع زملائهم الأجانب. وعلى عكس العام الماضي، عندما واجه قادة الجامعة انتقادات بسبب طريقة تعاملهم مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، قوبل الرئيس آلان جاربر بتصفيق حار لدفاعه عن الجامعة. لكن الضغوط من واشنطن تتصاعد. فقد أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستبدأ بإلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين ضمن حملة أوسع تستهدف الطلاب الأجانب في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن القرار لا يقتصر على هارفارد، إلا أنه يزيد من حالة الخوف وعدم اليقين في الحرم الجامعي. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طالب جامعة هارفارد مؤخراً بتسليم معلومات عن طلابها الأجانب، قائلاً: "نريد قائمة بأسماء هؤلاء الطلاب الأجانب وسنحدد ما إذا كانوا يشكلون خطراً. البعض سيكون جيداً على الأرجح، وأعتقد أنه في حالة هارفارد سيكون هناك الكثير من السيئين. كما أن لديهم مشكلة خطيرة في معاداة السامية، وهذا يجب أن يتوقف فوراً." "نُعامَل كأدوات في صراع سياسي" BBC ماتياس إيسمان، طالب دنماركي بالنسبة للطلاب مثل ألفريد ويليامسون، وهو طالب دنماركي في جامعة هارفارد، فإن هذه الإجراءات تمسهم شخصياً. يقول: "نُستخدم كأدوات في لعبة لا نتحكم فيها. نحن عالقون بين إدارة الجامعة والبيت الأبيض." ماتياس إيسمان، طالب دنماركي آخر يدرس الماجستير في الإدارة العامة، عبّر عن خيبة أمله قائلاً: "لقد عشت في أمريكا ثلاث مرات، وكنت أشعر بالترحيب دائماً، حتى الآن. لا زلت أؤمن بأمريكا، وأعتقد أن الأمور ستتغير، لكن عندما يُقال لي إن الجامعة التي استضافتني لم يعد مسموحاً لها بذلك، فمن الصعب البقاء." حلم في مهب الريح BBC خالد إمام، وهو زميل تدريسٍ مصري يبلغ من العمر 30 عامًا في كلية كينيدي بجامعة هارفارد بالنسبة لخالد إمام، وهو زميل تدريس مصري يبلغ من العمر 30 عاماً في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، فإن قرارات الإدارة تمس حلماً طالما راوده. قال للبي بي سي: "في مايو أيار 2024 حصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من هارفارد. لم يكن الطريق سهلاً، لكنني اخترت هارفارد لجودة التعليم والتزامها بالقيادة العامة." بعد التخرج، بقي خالد كزميل تدريسي في هارفارد ساعياً لنقل المعرفة التي يكتسبها إلى الشرق الأوسط. وأثناء عطلته الصيفية الحالية في مصر لزيارة عائلته، وجد نفسه فجأة في حالة من عدم اليقين بشأن مستقبله في جامعة هارفارد، " عندما سمعت عن قرار الإدارة بحظر قبول الطلاب والباحثين الأجانب، شعرت بإحباط شديد. وحتى الآن، لا أعلم ما إذا كان بإمكاني العودة لمواصلة عملي." حرية التعليم الأكاديمي تحت التهديد BBC أستاذ العلوم الحكومية في هارفارد ستيف ليفيتسكي يقول أستاذ العلوم الحكومية في هارفارد ستيف ليفيتسكي إن اتهامات الإدارة ما هي إلا مبررات سياسية، "ما نشهده هو محاولة منهجية لإضعاف استقلال التعليم الأكاديمي." ويؤكد أن مستوى معاداة السامية في هارفارد أقل من المعدلات العامة في الولايات المتحدة، بما في ذلك مؤسسات كبرى مثل الحزب الجمهوري، "لا يوجد دليل موثوق على انتشار معاداة السامية في الجامعة." "خسارة لأمريكا أيضًا" BBC نيكولا فاون، طالب دراسات عليا فرنسي نيكولا فاون، وهو طالب دراسات عليا فرنسي، قرر هو الآخر مغادرة الولايات المتحدة عائداً إلى أوروبا مع أسرته. قال: "جئنا إلى هنا ونحن نفكر في البقاء، لكن الوضع أصبح غير مستقر للغاية." مضيفاً: "نعرف طلاباً قرروا بالفعل عدم الالتحاق بهارفارد بسبب حالة عدم اليقين." يعتقد فاون أن مهاجمة مؤسسة مثل هارفارد قد يُرضي شريحة من الناخبين الأمريكيين، لكنه يرى أن هذه السياسة ستُضر بمكانة البلاد على المدى البعيد، حيث تعتمد الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على جذب المواهب العالمية. أبعد من هارفارد تتجاوز التداعيات حدود حرم الجامعة في كامبريدج. إذ يساهم الطلاب أجانب بما يُقدّر بــ 40 مليار دولار سنوياً في الاقتصاد الأمريكي. وفي جامعة هارفارد، يشكلون حوالي 25 بالمئة من إجمالي الطلاب، وتزيد النسبة في بعض البرامج الدراسية العليا. وأشار البروفيسور ليفيتسكي إلى أن الأمر لا يتعلق بهارفارد فقط، بل بمستقبل التعليم والديمقراطية أمريكا. محذراً من أن السماح للحكومة بمعاقبة الجامعات لأسباب سياسية يمثل سابقة خطيرة. وبينما تستمر المعركة القانونية، ينتظر العديد من الطلاب مصيرهم. عبدالله شهيد سيال، طالب باكستاني ورئيس اتحاد الطلاب في الجامعة، قال: "لم أجد وقتاً بعد للتفكير في خطة بديلة. في هذه اللحظة لا أحد يعرف ما إذا كنا سنتمكن من العودة إلى هارفارد أو حتى أمريكا في الفصل الدراسي المقبل."


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
اليوم الأخير لإيلون ماسك.. ماذا حقق في البيت الأبيض؟
Getty Images إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، يحمل منشاراً كهربائياً أهداه له رئيس الأرجنتين خافيير ميلي تنتهي مهام إيلون ماسك في إدارة ترامب بعد 129 يوماً مثيراً للجدل، قاد خلالها حملةً لخفض الإنفاق الحكومي بشكل غير مسبوق، مما أثار موجة واسعة من الانتقادات. في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر الملياردير المنحدر من جنوب إفريقيا، عبر منصته على موقع "إكس"، رسالة شكر للرئيس ترامب على منحه الفرصة للعمل في وزارة الكفاءة الحكومية المعروفة اختصاراً بـ"دوج". وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلناً عن مؤتمر صحفي سيعقد اليوم الجمعة في المكتب البيضاوي بحضور ماسك، قائلاً: "اليوم هو يومه الأخير، ولكن في الحقيقة، لن يغادر أبداً، سيبقى دائماً معنا، يواصل دعمه لنا". ورغم أنّ فترة ماسك في الحكومة لم تتجاوز أربعة أشهر، إلا أنّ تأثيره في وزارة كفاءة الحكومة أحدث هزة في عمل المؤسسات الفيدرالية، وامتدّ أثره إلى ما هو أبعد من واشنطن، ويصل إلى الساحة الدولية. منشار وزارة الكفاءة الحكومية انضمّ ماسك إلى البيت الأبيض بهدف واحد، وهو تقليص الإنفاق الحكومي إلى أقصى حدّ. وبدأت مهمته بهدف أوّلي بخفض الانفاق يما لا يقلّ عن تريليوني دولار، ثمّ تراجع الرقم إلى تريليون، قبل أن يُحدَّد أخيراً عند 150 مليار دولار. وحتى اليوم، تقول الوزارة إنها وفّرت نحو 175 مليار دولار من خلال بيع أصول، وإلغاء عقود إيجار ومنح، و"حذف مدفوعات احتيالية أو غير نظامية"، وتعديلات تنظيمية، وتقليص عدد موظفي الحكومة الفيدرالية بواقع 260 ألف موظف من أصل 2.3 مليون الذين يشكلون القوى العاملة الفدرالية. إلا أنّ تحليلاً أجرته بي بي سي لتلك الأرقام، أظهر نقصاً في الأدلة على بعض هذه الادعاءات. وقد أدت هذه السياسات إلى حالة من الفوضى في بعض الأحيان، منها ما دفع القضاء الفيدرالي إلى التدخل لوقف عمليات فصل جماعي، وإصدار أوامر بإعادة الموظفين إلى أعمالهم. وفي حادثة بارزة خلال شهر فبراير/شباط الماضي، اضطرت الإدارة إلى وقف تسريح مئات العاملين في "الإدارة الوطنية للأمن النووي"، بينهم موظفون يشغلون مناصب بالغة الحساسية تتعلق بالترسانة النووية الأمريكية. وأقرّ ماسك نفسه بأنّ هذا النوع من الإجراءات لا يخلو من الأخطاء، وقال حينها: "سنرتكب أخطاء"، وذلك بعد أن أقدمت وزارته على إلغاء برنامج مساعدات، ظنّاً منها أنّ المنطقة المستفيدة منها هي غزة الخاضعة لسيطرة حماس، بينما كانت المنطقة المستفيدة في الحقيقة في موزمبيق. كما أثار سعي وزارة "دوج" للوصول إلى بيانات حكومية حساسة، خاصة تلك التابعة لوزارة الخزانة، جدلاً واسعاً، لاسيما وأنها تشمل معلومات خاصة بملايين الأمريكيين. ورغم الجدل، لا تزال سياسات خفض الإنفاق تحظى بدعم شريحة من الأمريكيين، حتى وإن تراجعت جراءها شعبية ماسك الشخصية. تداخل المصالح بين السلطة والمال Getty Images أثار وجود ماسك، بصفته "موظفاً حكومياً خاصاً" غير منتخب، ويمتلك شركات تربطها عقود كبيرة بالحكومة الأمريكية، تساؤلات حول إشكالية تضارب المصالح. إذ تشمل إمبراطورية ماسك للأعمال، شركات تتعامل مع حكومات داخل وخارج الولايات المتحدة، من أبرزها شركة "سبيس إكس"، التي تصل قيمة عقودها الحكومية إلى نحو 22 مليار دولار، وفقاً لما قاله مديرها التنفيذي. كما اتهمه عدد من الديمقراطيين باستغلال منصبه في الحكومة، لتعزيز مصالح شركته "ستارلينك" المتخصصة في خدمات الإنترنت الفضائي، وخاصة على الصعيد الدولي. كما تعرّض البيت الأبيض لانتقادات بعدما استعرض ماسك في مارس/آذار الماضي، سيارات تابعة لشركة "تسلا"، التي يملكها، في حدائق البيت الأبيض، في خطوة اعتبرها البعض دعماً غير مباشر لشركاته. إلا أنّ كل من ماسك وترامب نفيا وجود أي تعارض في المصالح، أو أي إشكال أخلاقي في هذا السياق. Getty Images ترامب مع ابن إيلون ماسك هل دفع نحو عزلة أمريكية؟ برز التأثير العالمي لماسك ووزارته، بعد أن ألغت الإدارة أكثر من 80 في المئة من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، عقب مراجعة استمرت ستة أسابيع، في حين تم نقل ما تبقى منها إلى وزارة الخارجية. وجاءت هذه الخطوة في إطار سياسة "أمريكا أولاً" التي تتبناها إدارة ترامب، وتهدف إلى تقليص الإنفاق الخارجي. وقد أثرت التخفيضات على برامج إنسانية عديدة، في الوكالة المكلفة بمهام مثل اكتشاف المجاعة والتطعيم والمساعدات الغذائية في مناطق الصراع، وهي مسؤولة عن مطابخ جماعية في السودان الذي مزقته الحرب، ومنح تعليمية لفتيات أفغانيات هربن من طالبان، وعيادات مخصصة للمتحولين جنسياً في الهند. وبما أنّ الوكالة تُعد أداة أساسية من أدوات "القوة الناعمة" الأمريكية، رأى بعض المحللين أنّ إضعافها يمثل تراجعاً في النفوذ الأمريكي على الساحة الدولية. نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة لطالما وُجهت اتهامات لماسك وترامب من قبل منتقديهما بنشر نظريات مؤامرة لا أساس لها، لكنّ وجود ماسك في البيت الأبيض كشف إلى أي مدى يمكن أن تتسلل المعلومات المضللة إلى أروقة الحكم. فعلى سبيل المثال، روّج ماسك لنظرية لا تستند إلى أي دليل، مفادها أنّ احتياطي الذهب الأمريكي قد سُرق خلسة من "فورت نوكس" في كنتاكي، بل واقترح بث زيارة مباشرة للمكان للتأكد من وجود الذهب. وأعاد ماسك مؤخراً نشر شائعات لا أساس لها تقول إنّ الأقلية الأفريقانية البيضاء في جنوب أفريقيا تتعرض لـ"إبادة جماعية". وقد وصلت هذه الادعاءات إلى المكتب البيضاوي هذا الشهر، عندما قدّم ترامب للرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا مقاطع فيديو ومقالات زعم أنها توثق جرائم ضد الأفريقانيين، خلال لقاء كان من المفترض أن يخفف التوتر بين البلدين. انقسامات داخل إدارة ترامب كشفت الفترة التي قضاها ماسك في الحكومة، عن وجود توترات داخل إدارة ترامب رغم التصريحات العلنية التي تشدد على وحدة الصف. فبينما عبّر ترامب علناً عن دعمه المتكرر لماسك ووزارته، أشارت تقارير إلى وجود خلافات بين ماسك وبعض الوزراء الذين رأوا أنّ سياسة التقشف أضرت بوزاراتهم. وقال ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء في فبراير/شباط الماضي: "الجميع يحترم إيلون على ما يفعله، لكن بعضهم لديه تحفظات بسيطة. وإذا كان لديهم تحفظات، أريدهم أن يتحدثوا". ثمّ التفت إلى الوزراء وسألهم مباشرة إن كان أحدهم غير راضٍ عن ماسك، لكن لم يتحدث أحد. وجاء الإعلان عن رحيل ماسك في نفس اليوم الذي بثت فيه شبكة سي بي إس الأمريكية، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة، مقابلة أعرب فيها ماسك عن "خيبة أمله" من مشروع قانون الموازنة الجديد الذي وصفه ترامب بأنه "ضخم وجميل". ويشمل المشروع إعفاءات ضريبية بقيمة تريليونات الدولارات، إلى جانب زيادات في الإنفاق الدفاعي. وقال ماسك إنّ مشروع القانون "يُقوّض" جهود وزارة الكفاءة الحكومية في تقليص الإنفاق، ما يعكس انقسامات أعمق داخل الحزب الجمهوري بشأن التوجه الاقتصادي.


الوسط
منذ 4 ساعات
- الوسط
ترامب: اتفاق الهدنة في غزة «قريب جدا»
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة أن اتفاقا حول وقف اطلاق النار في غزة بات «قريبا جدا». وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، اليوم: «هم قريبون جدا من اتفاق حول غزة... سنبلغكم (التطورات) خلال اليوم أو ربما غدا (السبت). لدينا فرصة للتوصل الى اتفاق»، حسبما نقلت عنه وكالة «فرانس برس».