logo
"سي إن إن": الضربات على إيران لم تدمر المواقع النووية والبيت الأبيض: مزاعم خاطئة

"سي إن إن": الضربات على إيران لم تدمر المواقع النووية والبيت الأبيض: مزاعم خاطئة

المركزيةمنذ 6 ساعات

أفاد تقدير استخباراتي أميركي أولي بأن الضربات الجوية التي نفذها الجيش الأميركي على ثلاث منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي لم تدمّر المكونات الأساسية لبرنامج إيران النووي، ويرجَّح أنها لم تؤخّره سوى بضعة أشهر فقط، وفقاً لما كشفه ثلاثة أشخاص اطّلعوا على مضمون التقرير.
التقرير، الذي لم يُكشف عنه سابقاً، أعدّته وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA)، وهي الذراع الاستخباراتية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). واستند إلى تقييم للأضرار أجرته 'القيادة المركزية الأميركية' (CENTCOM) عقب تنفيذ الضربات.
ولا تزال عملية تحليل الأضرار التي لحقت بالمواقع وتأثير الضربات على طموحات إيران النووية جارية، وقد تتغيّر نتائجها مع توافر معلومات استخباراتية إضافية. إلا أن النتائج الأولية تتعارض مع تأكيدات الرئيس دونالد ترامب المتكررة بأن الضربات 'دمرت تماماً' منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية. كما كان وزير الدفاع بيت هيغزيث قد صرح يوم الأحد بأن 'الطموحات النووية الإيرانية تم القضاء عليها'.
ووفقاً لشخصين مطّلعين على التقرير، فإن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب لم يُدمَّر. وأوضح أحدهما أن أجهزة الطرد المركزي بقيت 'سليمة إلى حدٍّ كبير'. وأضاف: 'تقييم وكالة DIA يشير إلى أن الضربات أخّرت البرنامج الإيراني ربما لأشهر قليلة فقط، في أحسن الأحوال'.
البيت الأبيض أقرّ بوجود التقييم الاستخباراتي، لكنه عبّر عن رفضه لما ورد فيه.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولاين ليفيت، في بيان لـCNN: 'هذا التقييم المزعوم خاطئ تماماً، وقد صُنّف كـ'سري للغاية'، ومع ذلك تم تسريبه إلى CNN من قبل شخص فاشل ومجهول من داخل مجتمع الاستخبارات. إن تسريب هذا التقييم هو محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب، وتشويه صورة الطيارين الأبطال الذين نفذوا مهمة ناجحة لتدمير البرنامج النووي الإيراني. الجميع يعلم ماذا يحدث عندما تُلقى أربع عشرة قنبلة تزن كل منها 30 ألف رطل على أهدافها بدقة: دمار شامل'.
وكان الجيش الأميركي قد أعلن أن العملية نُفّذت وفق المخطط، ووصفها بأنها 'نجاح ساحق'.
ورغم ذلك، ما زال من المبكر الحصول على صورة شاملة حول تأثير الضربات، ولم يوضح أي من المصادر كيف يقارن هذا التقييم بتقديرات وكالات استخباراتية أخرى. وتواصل الولايات المتحدة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك من داخل إيران، لتقييم الأضرار.
وكانت إسرائيل قد شنت ضربات على منشآت نووية إيرانية لعدة أيام قبل بدء العملية العسكرية الأميركية، لكنها ادعت أنها بحاجة إلى قنابل أميركية خارقة للتحصينات، تزن 30 ألف رطل، لإتمام المهمة. وخلال العملية، أسقطت قاذفات B-2 الأميركية أكثر من اثنتي عشرة قنبلة على اثنين من المواقع النووية — هما منشأة فوردو لتخصيب الوقود ومجمّع نطنز — إلا أن هذه القنابل لم تدمّر أجهزة الطرد المركزي أو اليورانيوم عالي التخصيب بالكامل، بحسب المصادر.
وبدلاً من ذلك، اقتصر تأثير الضربات على البنى التحتية فوق الأرض في المواقع الثلاثة (فوردو، نطنز، وأصفهان)، والتي تعرّضت لأضرار جسيمة، بما يشمل منشآت الطاقة وبعض المرافق المستخدمة لتحويل اليورانيوم إلى معادن تُستخدم في صنع القنابل.
وقال هيغزيث أيضاً لـCNN: 'استناداً إلى كل ما رأيناه — وقد اطلعتُ على كل شيء — فإن حملتنا الجوية قضت تماماً على قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية. قنابلنا الضخمة أصابت أهدافها بدقة، وأدّت وظيفتها كما ينبغي. تأثيرها مدفون الآن تحت جبال من الركام في إيران، وأي شخص يقول إن هذه القنابل لم تكن مدمّرة، فإنه يسعى فقط لتقويض الرئيس وتشويه نجاح العملية'.
صباح الثلاثاء، كرّر ترامب قناعته بأن الضربات كانت ذات تأثير كبير. وقال: 'أعتقد أنها دمّرت بالكامل'، مضيفاً: 'أصاب الطيارون أهدافهم، وتمّ تدمير تلك الأهداف بالكامل، ويجب الإشادة بهم'. وعند سؤاله عمّا إذا كانت إيران قادرة على إعادة بناء برنامجها النووي، أجاب: 'ذلك المكان مدفون تحت الصخور… لقد دُمّر تماماً'.
ورغم لهجة ترامب وهيغزيث المتفائلة، فقد قال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كاين، يوم الأحد، إن تقييم الأضرار ما زال جارياً، ومن 'المبكر جداً' الحديث عما إذا كانت إيران لا تزال تحتفظ ببعض قدراتها النووية.
وفي وقت سابق من الثلاثاء، تم إلغاء جلسات الإحاطة السرية التي كانت مقررة لكل من مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين حول العملية.
وقد تم تأجيل جلسة الإحاطة الخاصة بمجلس الشيوخ إلى يوم الخميس، بحسب مصدرين مطلعين. وأكد مصدران منفصلان لـCNN أن جلسة الإحاطة المقررة لجميع أعضاء مجلس النواب تأجلت أيضاً، من دون توضيح سبب التأجيل أو تحديد موعد جديد.
وكتب النائب الديمقراطي بات راين على منصة 'إكس': 'ترامب ألغى للتوّ إحاطة سرية في مجلس النواب حول الضربات ضد إيران من دون تقديم أي تفسير. السبب الحقيقي؟ هو يدّعي أنه دمّر كل المنشآت والقدرات النووية، لكن فريقه يعلم أنه لا يستطيع دعم هذه الادعاءات بالحقائق'.
وكما ذكرت CNN في تقارير سابقة، لطالما أثيرت الشكوك حول قدرة قنابل 'مخترقة التحصينات' الأميركية، المعروفة باسم Massive Ordnance Penetrators، على تدمير المنشآت النووية الإيرانية شديدة التحصين والمدفونة على أعماق كبيرة، خصوصاً في موقعي فوردو وأصفهان، اللذين يعدّان من أهم المراكز النووية في إيران.
ولعل اللافت أن الولايات المتحدة استهدفت منشأة أصفهان بصواريخ 'توماهوك' أُطلقت من غواصة، وليس بقنابل خارقة للتحصينات، نظراً لأن التقديرات الاستخباراتية أشارت إلى أن القنابل لن تخترق المستويات السفلية شديدة التحصين في أصفهان، والتي تقع على عمق أكبر حتى من فوردو.
ويعتقد مسؤولون أميركيون أيضاً أن إيران تمتلك منشآت نووية سرّية لم تُستهدف في الضربات ولا تزال تعمل، وفقاً لمصدرين مطّلعين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا يتم تغييب الأمم المتحدة عن الأحداث الكبرى الجارية؟
لماذا يتم تغييب الأمم المتحدة عن الأحداث الكبرى الجارية؟

النهار

timeمنذ 17 دقائق

  • النهار

لماذا يتم تغييب الأمم المتحدة عن الأحداث الكبرى الجارية؟

تجارب الحرب الضروس التي جرت من فوق المحيطات والصحاري والبحار بين إيران وإسرائيل، وما رافقها من مواقف وتصريحات، وصولاً إلى إعلان وقف إطلاق النار بعد 12 يوماً من الهلع الذي أصاب الشرق الوسط والعالم، تُبيِّن أن الضحية السياسية الأولى كانت الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، حيث لم يُعر أي من أطراف النزاع هذه الهيئة الاهتمام المطلوب، حتى إبان الانتهاء من العمليات القتالية، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخبر، ناسباً له الإنجاز الذي خلّص الشرق الأوسط من الويلات، والعالم من كارثة (كما قال) بينما الجميع يعلم أن انطلاق العدوان الإسرائيلي على إيران يوم 13 حزيران/ يونيو لم يكُن ليحصل من دون تنسيق مع الإدارة الأميركية. وسياق تطورات الحرب على غزة، كما عمليات التفاوض الثنائية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية التي انطلقت في 12 نيسان / أبريل تجاهلت كلها الأمم المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين، وهو ذات السياق الذي ينطبق على كل مفاصل الأحداث الأخرى، وصولاً إلى تعطيل الحراك داخل أروقة مقرّ المنظمة الدولية في واشنطن، والتي كانت ستستضيف مؤتمراً دولياً هاماً لتبني حلّ الدولتين في الشرق الأوسط. ولا يمكن اعتبار الفيتو الذي أعلنته الولايات المتحدة الأميركية ضد مشروع قرار يهدف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كأنه من سياق العمل المُتعارف عليه في مجلس الأمن الدولي، ذلك أن التوافق العام الذي حصل على المشروع الذي عُرض في جلسة 4 حزيران/ يونيو 2025 (موافقة 14 دولة من أصل 15 أعضاء في المجلس) حالة جديدة ولم تحصل من قبل، ويؤكد الإرادة العارمة لدى المجتمع الدولي في ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، حيث يموت الأبرياء من القصف ومن الجوع والعطش ومن فقدان العناية الطبية. الفيتو الذي لحظه ميثاق الأمم المتحدة للعام 1945، أعطيَ للدول التي ربحت الحرب العالمية الثانية إضافة إلى الصين (الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وفرنسا وبريطانيا) خشية من تمرير قرار قد يهُدِّد الأمن والسلام الدوليين. وقد استعملته المحاور المتقابلة إبان الحرب الباردة لمساندة مواقفها، وفي مواضيع لها طابع سياسي وعسكري، أو حماية للمؤيدين لهذا الطرف الدولي أو ذاك. أما استخدامه في وجه قرار إنساني صرف، يتعلق بإنهاء مأساة شعب يئنُّ تحت وطأة القتل والعذاب والتشريد والجوع منذ أكثر من عام ونصف العام من دون أن يكون لهذا الشعب أي إرادة بما يحصل – كما هو عليه الحال في قطاع غزة – فهو سابقة، ولا يمكن اعتبارها واحدة من مثيلاتها التي مضت. تبرير وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ماركو روبيو بأن الفيتو استخدم لإتاحة الفرصة أمام المجهودات الديبلوماسية التي يبذلها مندوبه ستيف ويتكوف للوصول إلى اتفاق لوقف النار، لم يُقنع أحداً، ذلك أن مشروع القرار لو قدر له أن ينفُذ، كان سيساعد الجهود التي تبذل لتوفير أرضية مناسبة للحل، وسيضبط جنوح المتطرفين الذين لا يُعيرون أي اعتبار للقانون الدولي الإنساني، ويتغطون تحت مظلات دعائية واهية، منها "حق الدفاع عن النفس" وهو شعار لا ينطبق اطلاقاً على قوة تحتل أراضي الغير. يشعر المراقبون من أصحاب الاختصاص والمتابعة، أن شيئاً ما يحصل على المستوى الدولي، لا يُشبه عوارض الصراعات المتتالية منذ ما بعد تأسيس هيئة الأمم المتحدة في العام 1945، برغم أن بعض الأحداث في هذه الحقبة كانت كبيرة، ومتشعِّبة. وخلاصة القول، إن استهدافاً واضحاً تتعرض له المنظمة الدولية ووكالتها المُتخصصة، بما في ذلك مجلس الأمن كجهة مسؤولة عن السلام العالمي. وتقويض دور الأمم المتحدة واضح للعيان في الأزمات الإقليمية المتفجرة في أكثر من مكان من العالم، لا سيما في حرب أوكرانيا، وفي العدوان على الفلسطينيين وعلى دول عربية أخرى. وقد تراجعت المجهودات الأممية لحل هذه النزاعات إلى الحدود الدنيا، وتقلَّص دور وكالة الهيئات المتخصصة في إغاثة النازحين ورعاية شؤون المشردين وفي حماية الأماكن الثقافية والدينية والصحية، والسبب وراء ذلك ليس تقصيراً من الطاقم الذي يتولَّى تنفيذ المهام، بل في القرار الذي يمنع قيام هذه المؤسسات الدولية بدورها الطبيعي، أو محاصرتهم على أقل تقدير، ويمكن الإشارة إلى منع نشاط وكالة غوث اللاجئين "الأونروا" واعتبار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شخصاً غير مرغوب فيه بإسرائيل، كما عدم دفع المستحقات المالية لبعض وكالات المنظمة. تبدو الأمم المتحدة بغالبية مؤسساتها وقياداتها - بما فيها الأمانة العامة التنفيذية ورؤساء الوكالات المتخصصة - كهيئة مراقبة، ليس لديهم فعالية وتأثير على مجريات الأحداث، بينما الميثاق الدولي أعطى لهم دوراً محورياً في الوساطة، وفي معالجة المشكلات ونتائجها، وتوجيه الرأي العام العالمي للتفاعل مع النكبات والأزمات وفقاً لتقييم هذه المرجعيات. والنشاط الديبلوماسي الذي يحصل بين ممثلي الدول الأعضاء في الجمعية العامة، وفي مجلس الأمن، لا يُبرِز دور الموظفين الدوليين، ويقتصر الأمر على إشراكهم في الرقابة، أو الاستشارة غالب الأحيان، بينما الأصول المرعية تعطي الأمين العام أحقية في اقتراح الحلول وفي توصيف المشكلات بتجرُّد وحيادية. وتجاهل دور هؤلاء في الحرب الأخيرة شاهد إضافي على هذه الوقائع. هل الاختلال في موازين القوى الدولية هو الذي وضع الأمم المتحدة في هذه الحالة؟ أم أن قراراً غير مُعلن استهدف تقويض المؤسسة؟ من الواضح أن قيادات حالية مؤثرة على المستوى الدولي لا تستسيغ إعطاء مهام متقدمة للمنظمة الدولية، ولا تحمي موظفيها وأجهزتها بما فيه الكفاية، وقد برز ذلك من خلال فرض عقوبات على بعض قضاة محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، لأنهم تجرأوا على إصدار مذكرات توقيف بحق مرتكبين من إسرائيل، ولأنهم تعاملوا بواقعية يفرضها القانون الدولي في قضايا طُرحت أمامهم، لا سيما في الشكوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. هل هناك رؤى جديدة يُعمل على ترسيخها لرعاية الانتظام الدولي، بما يتجاوز المهام التقليدية لهيئة الأمم المتحدة؟ أم أن الفوضى القائمة على المستوى العالمي فرضت تجاهل الاعتبارات التي تعتمد على التسويات السلمية لصالح اعتبارات القوة؟ أسئلة لا بد من التوقف عندها، حيث ما يجري الآن يقود الى فوضى غير محمودة النتائج.

هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟
هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟

سيدر نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • سيدر نيوز

هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟

بنبرة غاضبة اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل وإيران، بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلنه ليلة الاثنين، وقال إنه غير راض عن أي من البلدين، خاصة إسرائيل. جاء ذلك في حديث للصحفيين، صباح الثلاثاء، لحظات قبل مغادرته البيت الأبيض في رحلة تأخذه إلى لاهاي في هولندا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) . وردا على إبلاغه بهجوم إسرائيلي وشيك على إيران، قال ترامب إن إسرائيل وإيران تتقاتلان منذ فترة طويلة وبقوة لدرجة أنهما لا تعرفان 'ماذا تفعلان… ما كان على إسرائيل أن تقدم على ما فعلته، سأرى ما إذا كان بإمكاني إيقافها'. وتابع كلامه ساخرا 'ستعود جميع الطائرات بعد أن تؤدي تحية ودية لإيران، لن يصاب أحد بأذى، ووقف إطلاق النار ساري المفعول'. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن ترامب أجرى اتصالا في وقت سابق من صباح الثلاثاء برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وطلب منه عدم مهاجمة إيران إطلاقا. إلا أن نتنياهو أبلغ ترامب أنه لا يستطيع إلغاء الهجوم على إيران، لحاجته لرد ما على انتهاك إيران وقف إطلاق النار. وإثر تلك المكالمة خاطب ترامب حكومة نتنياهو بلهجة الأمر، عبر تغريدة على منصة 'تروث سوشيال' قائلا 'إسرائيل، لا تُلق هذه القنابل… وإن فعلت فهذا انتهاك جسيم، إذا قمت بذلك فسيمثل الأمر انتهاكا خطيرا، أعيدوا طياريكم فورا…' وفي وقت لاحق ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الغارات الإسرائيلية اقتصرت على قصف 'هدف رمزي' في إيران وصفته إذاعة الجيش الإسرائيلي بإنه موقع رادار يقع بالقرب من طهران. وعلى الفور نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أن 'الأمر انتهى، وأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران دخل حيز التنفيذ'. ويساور الرئيس الأمريكي القلق خشية أن تنقلب ما اعتبره 'منجزات' في هذا التصعيد العسكري إلى كابوس، كثيرا ما حذر منه الخصوم والحلفاء على حد سواء. فقد قامر ترامب بمساعدة إسرائيل -حليفة بلاده- في شل برنامج طهران النووي، في إخلال واضح بتعهداته الانتخابية بتجنب التورط في حروب خارجية. وكان إسقاط قنابل خارقة للتحصينات على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض محفوفا بالمخاطر. لكن العملية تمت بنجاح – حسب التقديرات الأمريكية- وأعلن ترامب على إثرها أنه تمكن من تحجيم قدرات البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير . وفيما اعتبر ردا محدودا من جانب إيران على الهجوم الأمريكي، أطلقت إيران صواريخ على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، لم تسفر عن وقوع سقوط ضحايا أو خسائر تذكر، لكنها أثارت ردود فعل قوية في الدوحة أكثر من واشنطن. واعتبر كثيرون الهجوم الصاروخي الإيراني ردا محسوبا تجنبا لأي تصعيد مع واشنطن. وفي الوقت الذي كانت صواريخ إيران تعبر أجواء الدوحة باتجاه قاعدة العديد، كان ترامب وفريقه منهمكون في اتصالات مكثفة مع كل من إسرائيل والقيادة الإيرانية – عبر وساطة قطر – بغية التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار قبل سفر الرئيس إلى هولندا. وفي إسرائيل اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موافقته على وقف إطلاق النار 'نصرا استراتيجيا' على إيران وتحقيقا لهدف عسكري رئيسي بعد تحييد التهديد النووي والصاروخي الإيراني. ويقول بعض المتابعين إن محاولة ترامب الإسراع بفرض هدنة في المواجهة بين ايران وإسرائيل ترمي إلى عدم خروج تطورات الحرب عن السيطرة. فالرد الإيراني على القصف الأمريكي كان محسوبا وتم إبلاغ واشنطن به قبل موعد حدوثه وبالتالي وجب منح طهران وسيلة لإنقاذ ماء الوجه والرد على الولايات المتحدة بشكل رمزي وطي الملف نهائيا. ويترك إعلان ترامب عن اتفاق الهدنة عددا من التساؤلات الكبيرة. واكتفى الطرفان الإيراني والإسرائيلي بإعلان التزامهما طالما أحجم كل منهما على مهاجمة الثاني. ولم يكشف أي من الأطراف الثلاثة عن شروط الاتفاق أو بنوده. وحتى تغريدات ترامب الحماسية على وسائل التواصل الاجتماعي لم تشر إلا إلى 'وقف إطلاق النار الكامل والشامل.' ولم تتحدث لا عن إحياء مفاوضات البرنامج النووي الإيراني ولا عن مصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ولا عن موعد محتمل للقاءات مستقبلية. تشعر إدارة الرئيس ترامب – على الأرجح – أن الوقت حان لوضع حد للتصعيد قبل أن تنجر المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا. فحتى اليوم لم تغلق ايران مضيق هرمز ولم تهاجم القواعد العسكرية الأمريكية الأخرى في الشرق الأوسط، ولم تفعل نشاط وكلائها ضد المصالح الأمريكية في منطقة الخليج. برأيكم هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟ هل تعود إيران إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي؟ ما هو مستقبل البرنامج النووي الإيراني؟ هل تعود واشنطن إلى ضرب إيران إذا رفضت الأخيرة التفاوض بشأن ما تبقى من برنامجها النووي؟ هل يهدد انهيار الهدنة بانزلاق المنطقة نحو جولة ثانية من التصعيد العسكري أكثر شراسة؟ نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 25 يونيو/حزيران. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.

مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الثلاثاء 24 حزيران 2025
مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الثلاثاء 24 حزيران 2025

OTV

timeمنذ ساعة واحدة

  • OTV

مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الثلاثاء 24 حزيران 2025

Post Views: 96 الحدث وقف اطلاق النار بين اسرائيل وايران. أما العنوان، فاسم واحد هو دونالد ترامب، ليس فقط كرئيس دولة عظمى هي اميركا، بل كشخصية قد تكون الاكثر جدلاً حول العالم منذ عقود. ففي وقت متأخر جداً من الليل بتوقيت الشرق الاوسط، فاجأ ترامب العالم القلق من احتمالات اتساع الحرب، بإعلان نهايتها، متوّجاً موقفه بعبارة 'بارك الله اسرائيل، بارك الله ايران، بارك الله الولايات المتحدة'. اما اليوم، فلم يتورَّع ترامب عن اللجوء الى الكلام النابي، غير المألوف في الادبيات السياسية طبعاً، تعبيراً عن غضبه من خرق الاتفاق، ولاسيما من جانب اسرائيل، معلناً أنه لا يرغب بإسقاط النظام الايراني كي لا تحلَّ الفوضى. وبهذا، حلَّ دونالد ترامب في طليعة الرابحين السياسيين بفعل التطورات الاخيرة، حيث نجح باحتواء الضغوط الاسرائيلية عليه، فسدد ضربات قاسية الى البرنامج النووي الايراني، لكنه لم يسمح لبنيامين نتنياهو بالتمادي، ولم يعرِّض نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لخطر السقوط، بإعلانه وقف القتال، علماً ان الاخيرة اثبتت بما لا يقبل الشك قدرتها وفاعليتها وحضورها، حيث كسرت شوكة اسرائيل في معاقلها الرئيسية بصواريخها، كما وجهت رسائل واضحة جداً الى القواعد الاميركية على مساحة المنطقة العربية. ومن الرسائل العابرة للدول، الى تلك العابرة للضمائر، التي وجهها البطريرك يوحنا العاشر من قلب دمشق، خلال وداع شهداء التفجير الارهابي لكنيسة مار الياس، متوجهاً الى احمد الشرع بكلام هو الاجرأ على الاطلاق، ومشدداً على ان مسيحيي سوريا مكوِّن رئيسي فيها وفي المنطقة، وسيبقون كذلك، على رغم كل الآلام والمعاناة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store