
أنشطة عديدة.. فعاليات اليوم الثالث لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب
حفل اليوم الثالث من فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ66 بالعديد من الندوات، كان أبرزها ندوة من تنظيم من النادي الثقافي العربي ومنصة "عروبة" بعنوان "الاتحاد العربي: رؤية، مسار، معوقات وآفاق"، كما شهدت أجنحة المعرض سلسلة من حفلات تواقيع الكتب، إلى جانب النشاط الترفيهي الخاص بالأطفال، وزيارات طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس الذين وصل عددهم اليوم إلى حوالي 1000 طالب من 22 مدرسة ومعهد وجامعة، وجمعيات كشفية من مناطق مختلفة من بيروت والجنوب وجبل لبنان والشمال والبقاع، إضافة إلى عدد كبير من الزوار.
الاتحاد العربي
نظم من النادي الثقافي العربي ومنصة "عروبة" ندوة بعنوان "الاتحاد العربي: رؤية، مسار، معوقات وآفاق، شارك فيها كل من الدكتور مدحت نافع (أكاديمي وخبير اقتصادي مصري) والأستاذ عبد الرحمن أياس كاتب وباحث ومترجم متخصص في الشوؤن الإقتصادية، بحضور حشد من الشخصيات والمهتمين يتقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة ورئيسة النادي الثقافي العربي السيدة سلوى السنيورة بعاصيري.
وفي مداخلة له، أشارالرئيس فؤاد السنيورة إلى أن "أساس العمل العربي المشترك هو ربط المصالح الاقتصادية بين الدول"، مستعرضا محاولتين تاريخيتين تم إفشالهما: الأولى في نهاية الثلاثينيات لربط العراق ، سوريا ولبنان بخط أنابيب نفط، والثانية في نهاية الأربعينيات لربط السعودية ، الأردن ، سوريا ولبنان بخط مماثل.
وأوضح أن "القوى المستعمِرة ومن ثم الدول (المتحررة) عمدت إلى تدميرهذه المشاريع". كما أشار "إلى خسائر كبيرة ناجمة عن إقفال الحدود بين المغرب، الجزائر وتونس، حيث يقدر أن فتحها قد يزيد دخل كل من الدول الثلاث بنسبة 2% على الأقل".
وشدد على ضرورة ترجمة خطاب "العلاقات الوثيقة" إلى مشاريع ذات منافع ملموسة، معتبرا أن "دول مجلس التعاون الخليجي تقدم نموذجا ناجحا للتكامل من خلال التبادل التجاري، العمالة، والتواصل".
وعبر عن أمله في أن "تؤدي التغيرات العميقة التي تمر بها المنطقة، رغم أنها لا تزال مضرجة بالدماء، إلى نشوء عقلية عربية جديدة تتبنى منطق التعاون الحقيقي بدلا من الشعارات".
السينما اللبنانية قبل وبعد عام 1975
الى ذلك، نظم النادي الثقافي العربي ندوة بعنوان "السينما اللبنانية: صمود وتجدد عبر الأجيال"، أدارها الناشر والكاتب سليمان بختي، بمشاركة عدد من رواد السينما اللبنانية والمؤرخين والمبدعين، لاسترجاع تاريخ هذا الفن وتجسيد تحدياته وإنجازاته، بحضور الرئيس السنيورة ورئيسة النادي سلوى السنيورة بعاصيري، وحشد من المهتمين بالسينما اللبنانية.
جورج خباز يعيد الحياة إلى خشبة المسرح
وأقيمت أمسية ثقافية خاصة ضمن فعاليات المعرض عبارة عن لقاء حواري مع الفنان جورج خباز، حيث غصت القاعة بالرواد والحضور من كل الأطياف والأعمار والأجيال، الذين اعربوا عن حبهم لأعمال خباز.
أدار الأمسية المخرج اللبناني إميل شاهين حيث قدم خباز للجمهور المتعطش للثقافة والفن قراءة شاملة لتجربته الممتدة في عالم المسرح والتلفزيون، مع تسليط الضوء على الإبداع وأهمية التعليم الفني في تنشئة الأجيال الجديدة".
نظم دار المقاصد ندوة بعنوان "صراع الهويات والجدل التاريخي"، وأدارها الصحافي امين قمورية، وشارك فيها كل من الدكتورعامر جلول والدكتور محمد خير فرج والدكتورنمر فريحة، كما سلط الضوء على ان "غزة اليوم تحترق بسبب الخلافات، ويجب حل هذه الخلافات بأسرع وقت".
تفكك الدول
ونظمت منشورات الحلبي الحقوقية ندوة بعنوان "تفكك الدول" للمؤلف الدكتور زياد ضاهر، وأدارها الكاتب الدكتور يقظان التقي، بمشاركة كل من البروفيسورعادل خليفة ، البروفيسورمحمد عبدالله، والمؤلف ضاهر.
أنا لم أستسلم
وتحت عنوان "أنا لم أستسلم"، نظمت مؤسسة "أنت أخي" بالتعاون مع دارالمشرق ندوة تمحورت حول كتاب "كلمة على ورق"الذي يحمل شعار "أنا لم أستسلم"، شارك فيها الإعلامية ماغي عون، مؤلف الكتاب غسان جبرا، رئيسة ومديرة مؤسسة "أنت أخي" رولا نجم، ومديرعام دارالمشرق الأب داني يونس اليسوعي.
وفي اليوم الثالث من فعاليات معرض بيروت العربي والدولي للكتاب – بنسخته السادسة والستين، غصت قاعة النشاطات المخصصة للأطفال بالعشرات من طلاب المدارس ورياض الأطفال، الذين تفاعلوا بحماس مع عرضين مسرحيين مميزين قدمتهما الكاتبة المتخصصة بأدب الطفل ماري مطر.
العرض الأول بعنوان "صديقتي الشجرة"، هو مسرحية دمى بيئية قدمت بأسلوب "الماريونيت"، حيث رافق الأطفال قصة صداقة دافئة بين طفلة وشجرة، تعلمت من خلالها أهمية الاعتناء بالطبيعة والنباتات.
العرض التفاعلي الملون جذب الأطفال بصريا وفكريا، وحرك فيهم مشاعر البهجة والوعي البيئي، من خلال الديكور الزاهي والرسائل المباشرة والبسيطة.
تلا العرض البيئي، مسرحية ثانية بعنوان "الديك والقمحة"، تناولت بطريقة ممتعة أهمية الغذاء للطفل، وقيمة الزراعة وموسم القمح. وقد عبر الأطفال عن إعجابهم بالنصوص وبالشخصيات المصممة ببراعة ومحببة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 3 أيام
- ليبانون 24
أنشطة عديدة.. فعاليات اليوم الثالث لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب
حفل اليوم الثالث من فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ66 بالعديد من الندوات، كان أبرزها ندوة من تنظيم من النادي الثقافي العربي ومنصة "عروبة" بعنوان "الاتحاد العربي: رؤية، مسار، معوقات وآفاق"، كما شهدت أجنحة المعرض سلسلة من حفلات تواقيع الكتب، إلى جانب النشاط الترفيهي الخاص بالأطفال، وزيارات طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس الذين وصل عددهم اليوم إلى حوالي 1000 طالب من 22 مدرسة ومعهد وجامعة، وجمعيات كشفية من مناطق مختلفة من بيروت والجنوب وجبل لبنان والشمال والبقاع، إضافة إلى عدد كبير من الزوار. الاتحاد العربي نظم من النادي الثقافي العربي ومنصة "عروبة" ندوة بعنوان "الاتحاد العربي: رؤية، مسار، معوقات وآفاق، شارك فيها كل من الدكتور مدحت نافع (أكاديمي وخبير اقتصادي مصري) والأستاذ عبد الرحمن أياس كاتب وباحث ومترجم متخصص في الشوؤن الإقتصادية، بحضور حشد من الشخصيات والمهتمين يتقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة ورئيسة النادي الثقافي العربي السيدة سلوى السنيورة بعاصيري. وفي مداخلة له، أشارالرئيس فؤاد السنيورة إلى أن "أساس العمل العربي المشترك هو ربط المصالح الاقتصادية بين الدول"، مستعرضا محاولتين تاريخيتين تم إفشالهما: الأولى في نهاية الثلاثينيات لربط العراق ، سوريا ولبنان بخط أنابيب نفط، والثانية في نهاية الأربعينيات لربط السعودية ، الأردن ، سوريا ولبنان بخط مماثل. وأوضح أن "القوى المستعمِرة ومن ثم الدول (المتحررة) عمدت إلى تدميرهذه المشاريع". كما أشار "إلى خسائر كبيرة ناجمة عن إقفال الحدود بين المغرب، الجزائر وتونس، حيث يقدر أن فتحها قد يزيد دخل كل من الدول الثلاث بنسبة 2% على الأقل". وشدد على ضرورة ترجمة خطاب "العلاقات الوثيقة" إلى مشاريع ذات منافع ملموسة، معتبرا أن "دول مجلس التعاون الخليجي تقدم نموذجا ناجحا للتكامل من خلال التبادل التجاري، العمالة، والتواصل". وعبر عن أمله في أن "تؤدي التغيرات العميقة التي تمر بها المنطقة، رغم أنها لا تزال مضرجة بالدماء، إلى نشوء عقلية عربية جديدة تتبنى منطق التعاون الحقيقي بدلا من الشعارات". السينما اللبنانية قبل وبعد عام 1975 الى ذلك، نظم النادي الثقافي العربي ندوة بعنوان "السينما اللبنانية: صمود وتجدد عبر الأجيال"، أدارها الناشر والكاتب سليمان بختي، بمشاركة عدد من رواد السينما اللبنانية والمؤرخين والمبدعين، لاسترجاع تاريخ هذا الفن وتجسيد تحدياته وإنجازاته، بحضور الرئيس السنيورة ورئيسة النادي سلوى السنيورة بعاصيري، وحشد من المهتمين بالسينما اللبنانية. جورج خباز يعيد الحياة إلى خشبة المسرح وأقيمت أمسية ثقافية خاصة ضمن فعاليات المعرض عبارة عن لقاء حواري مع الفنان جورج خباز، حيث غصت القاعة بالرواد والحضور من كل الأطياف والأعمار والأجيال، الذين اعربوا عن حبهم لأعمال خباز. أدار الأمسية المخرج اللبناني إميل شاهين حيث قدم خباز للجمهور المتعطش للثقافة والفن قراءة شاملة لتجربته الممتدة في عالم المسرح والتلفزيون، مع تسليط الضوء على الإبداع وأهمية التعليم الفني في تنشئة الأجيال الجديدة". نظم دار المقاصد ندوة بعنوان "صراع الهويات والجدل التاريخي"، وأدارها الصحافي امين قمورية، وشارك فيها كل من الدكتورعامر جلول والدكتور محمد خير فرج والدكتورنمر فريحة، كما سلط الضوء على ان "غزة اليوم تحترق بسبب الخلافات، ويجب حل هذه الخلافات بأسرع وقت". تفكك الدول ونظمت منشورات الحلبي الحقوقية ندوة بعنوان "تفكك الدول" للمؤلف الدكتور زياد ضاهر، وأدارها الكاتب الدكتور يقظان التقي، بمشاركة كل من البروفيسورعادل خليفة ، البروفيسورمحمد عبدالله، والمؤلف ضاهر. أنا لم أستسلم وتحت عنوان "أنا لم أستسلم"، نظمت مؤسسة "أنت أخي" بالتعاون مع دارالمشرق ندوة تمحورت حول كتاب "كلمة على ورق"الذي يحمل شعار "أنا لم أستسلم"، شارك فيها الإعلامية ماغي عون، مؤلف الكتاب غسان جبرا، رئيسة ومديرة مؤسسة "أنت أخي" رولا نجم، ومديرعام دارالمشرق الأب داني يونس اليسوعي. وفي اليوم الثالث من فعاليات معرض بيروت العربي والدولي للكتاب – بنسخته السادسة والستين، غصت قاعة النشاطات المخصصة للأطفال بالعشرات من طلاب المدارس ورياض الأطفال، الذين تفاعلوا بحماس مع عرضين مسرحيين مميزين قدمتهما الكاتبة المتخصصة بأدب الطفل ماري مطر. العرض الأول بعنوان "صديقتي الشجرة"، هو مسرحية دمى بيئية قدمت بأسلوب "الماريونيت"، حيث رافق الأطفال قصة صداقة دافئة بين طفلة وشجرة، تعلمت من خلالها أهمية الاعتناء بالطبيعة والنباتات. العرض التفاعلي الملون جذب الأطفال بصريا وفكريا، وحرك فيهم مشاعر البهجة والوعي البيئي، من خلال الديكور الزاهي والرسائل المباشرة والبسيطة. تلا العرض البيئي، مسرحية ثانية بعنوان "الديك والقمحة"، تناولت بطريقة ممتعة أهمية الغذاء للطفل، وقيمة الزراعة وموسم القمح. وقد عبر الأطفال عن إعجابهم بالنصوص وبالشخصيات المصممة ببراعة ومحببة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 5 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
السنيورة اشاد بقرار رفع العقوبات عن سوريا
أعرب الرئيس فؤاد السنيورة في تصريح، عن ترحيبه وإشادته بـ"القرار المهم الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالأمس من المملكة العربية السعودية، والقاضي برفع العقوبات المفروضة على سوريا وشعبها، والذي تكلل اليوم باللقاء التاريخي بين الرئيس ترامب والرئيس الشرع برعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو ما سوف يسهم عمليا في فتح الباب واسعا أمام بداية انفراج الأوضاع العامة في سوريا واقتصادها الذي عانى الكثير مما ارتكبه نظام عائلة الأسد على مدى أكثر من خمسة عقود". واعتبر انه "من شأن هذا القرار وهذا اللقاء أن يسهما وبشكل كبير في التخفيف من تداعيات تلك العقوبات على الاقتصاد اللبناني، المرتبط بالاقتصاد السوري، كون سوريا تمثل بوابة لبنان البرية الوحيدة إلى دول المشرق العربي وإلى أوروبا، وهي التي تمر بها وعبرها أنابيب النفط العربي، وكذلك تمر عبرها الصادرات اللبنانية إلى العراق ودول الخليج العربي. كما ويمكن أن تمر عبرها أيضا أنابيب الغاز العربي وخطوط الكهرباء. كذلك وأن يسهما أيضا في تعزيز الجهود لتسريع عودة اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان إلى بلداتهم وقراهم في سوريا". وختم الرئيس السنيورة قائلا: "الشكر الكبير لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، على رؤيويته وأريحيته ومبادراته البناءة، وهو الذي بذل الجهد الكبير لكي يتحقق هذا التطور الإيجابي في العلاقات السورية الأميركية، وبالتالي مع الكثير من دول العالم، والذي بدوره سوف يفتح الافاق امام انفراجات واسعة في المنطقة العربية والتي يفترض ان يستفيد منها لبنان وتشمله بخيراتها". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الشرق الجزائرية
منذ 7 أيام
- الشرق الجزائرية
لبنان- سوريا: باريس 'تنبش' أرشيف سايكس بيكو
«أساس ميديا» لم تعترف سوريا، وخصوصاً في ظلّ حكم البعث، ولا سيما تحت سلطة الأسد، الأب والابن، باستقلال لبنان. اعتبرت روحيّة الحكم في دمشق أنّ ما يسمّى استقلالاً لا يعدو كونه انفصالاً عن الوطن الأمّ، وفق 'مشرط' اتفاق سايكس – بيكو لعام 2016 الذي، بالمناسبة، رسم أيضاً حدود سوريا واستقلالها. لم يظهر الموقف السوري بنصّ رسميّ حازم، لكنّ رفض ترسيم الحدود (داخل البلد الواحد) ورفض فتح سفارة سوريّة في بيروت حتّى عام 2008، من العلامات الفاضحة التي تربّى عليها جيل من السوريّين لتحقير استقلال لبنان وعدم الإقرار بشرعيّة كيانه. بدا أنّ لبنان لم يهتمّ في سنوات ما بعد الاستقلال بضرورة خوض معركة مع دمشق من أجل ترسيم الحدود إلى أن برزت فجأة مسألة مزارع شبعا. فحتّى حين تقدّمت أدوات 'شرطيّة' للدولة السورية داخل تلك المنطقة المفترض أنّها لبنانية في خمسينيّات القرن الماضي، تجنّبت بيروت التصادم مع دمشق بشأن منطقة من المناطق الحدودية الكثيرة المتنازَع عليها. والأرجح أنّ حكم تلك المرحلة في بيروت كان يعتبر 'المزارع' شأناً هامشيّاً لا يستحقّ جلبة لن تسمعها دمشق ولن تنصت لها عواصم الدنيا. استعصاء لبنانيّ أيضاً لم يكن التمنّع عن فتح ملفّ الترسيم سوريّاً فقط. نهل الأمر قوّته من استعصاء آخر من داخل لبنان نفسه من قوى سياسية واسعة كانت 'تكفّر' اتّفاق سايكس – بيكو وتندب اليوم الذي ضمّ فيه 'الأقضية الأربعة' إلى جبل لبنان. كان طيف كبير من مسلمي لبنان يلعنون الحدود مع الوطن العربي الكبير، فيما الطيف الطاغي من مسيحيّي لبنان ينادون بترسيم وتدعيم تلك الحدود ورفع أسوارها. وطالبت حكومة فؤاد السنيورة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري سوريا بترسيم الحدود باعتباره تدبيراً يلتحق بانسحاب قوّاتها من لبنان عام 2005. احتاجت بيروت إلى ترسيم عاجل يحدّد هويّة مزارع شبعا. أعلن 'الحزب' وبيئة محور دمشق – طهران أنّ الانسحاب الذي نفّذته إسرائيل في 25 أيّار 2000 وادّعت أنّه تنفيذ للقرار الأممي 425 غير كامل. قدّم لبنان في ظلّ وصاية دمشق وهيمنة 'الحزب' حجّة 'المزارع' مبرّراً لاستمرار شرعيّة 'الحزب' وترسانته العسكرية واستمرار الصراع جنوب البلد. لم تقبل دمشق الترسيم، ولم تُدلِ بما يثبت لبنانيّة 'المزارع'، ولم تقدّم للأمم المتّحدة خرائط شافية تحسم الجدل القانوني السياسي ويغلق ملفّ الانسحاب الإسرائيلي. اكتفت دمشق بإنتاج ديباجة شعبويّة تقول إنّ 'المزارع' محتلّة وعلى المحتلّ الانسحاب، سواء كانت تلك المنطقة سوريّة أم لبنانية. وبدا أنّ في الأمر بدعة لا تستقيم في علم العلاقات الدولية وقوانين ترسيم الحدود بين الدول. تبدّل المشهد الإقليميّ غير أنّ المشهد الإقليمي قد تحوّل. صنعت حرب غزّة موازين إقليمية جديدة. تغيّر وجه الحكم في سوريا ولبنان، وضعف نفوذ إيران في البلدين. باتت فكرة ترسيم حدود البلدين أمراً ملحّاً ومطلوباً دوليّاً. أشرفت الولايات المتّحدة على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وتخطّط لرعاية مفاوضات لترسيم الحدود البرّية بينهما. في المقابل، صار ترسيم الحدود اللبنانية السوريّة جزءاً من إعادة اهتمام دول العالم بسوريا، ومفتاحاً مهمّاً لحلّ قضايا أساسيّة واستراتيجية في تحديد مستقبل التحوّلات الضبابية، التي لاح ظهورها منذ 'تواطؤ' 'العواصم' على انتخاب الرئيس جوزف عون رئيساً وإشرافها على تشكيل حكومة برئاسة نوّاف سلام. في 8 أيّار الجاري، وبعد 'وعد' قطعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره اللبناني في أثناء زيارة الأخير لباريس في آذار الماضي، سلّم سفير فرنسا في بيروت هيرفيه ماغرو وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي نسخة من الأرشيف الفرنسي المتعلّق بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا. كانت فرنسا سلطة انتداب على البلدين ويمكن لوثائقها أن تكون حجّة حازمة تستعين بها بيروت في مفاوضاتها 'الموعودة' مع دمشق لترسيم الحدود. مضمون الوثائق تشمل الوثائق المقدَّمة خرائط طوبوغرافية ودراسات استقصائية ميدانية وتقارير إدارية للانتداب ووثائق تعيين للحدود يعود تاريخها إلى الفترة الممتدّة من عشرينيّات القرن العشرين إلى الخمسينيّات منه. وتتضمّن الوثائق خرائط تغطّي الحدود البرّية بأكملها، من عكّار إلى الهرمل، إلى جنوب البقاع، ومحضر اللجان الميدانية المشتركة لعامَي 1934 و1941، وسلسلة من الملاحظات السرّية المتبادلة بين المفوضيّة العليا الفرنسيّة في بيروت ودمشق، وتقرير مؤرَّخ عام 1951 عن ترسيم الحدود في المناطق الحسّاسة، ولا سيما المناطق الواقعة في قلمون ووادي خالد. لئن يُعتبر هذا التطوّر حدثاً دبلوماسياً لافتاً قد يندرج في إطار العلاقة الخاصّة التي تربط فرنسا بلبنان، والهمّة التي أظهرها ماكرون لدعم البلد في السنوات الأخيرة، غير أنّ ذلك لا يمنع من طرح أسئلة حائرة بشأن كلمة السرّ التي دفعت باريس للاستفاقة على وجود هذا الأرشيف، ولماذا تمّ التغافل عن امتلاك باريس لخرائط ووثائق وسجلّات في هذا الصدد لطالما كانت بيروت تحتاج إليها لدعم ملفّها أمام دمشق في ظلّ نظام بشّار الأسد ولتقوية حججها القانونية لدى الأمم المتّحدة؟ قد لا نجد أجوبة آنيّة على تطوّر ستكشف الأيّام حيثيّاته وضروراته وأهداف استثماراته. لكنّ أمر 'إفراج' فرنسا عن وثائق حدوديّة لبنانية سوريّة وإيصالها إلى حكومة لبنان أتى غداة استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس السوري أحمد الشرع، في 7 أيّار، وهو ما قد يُفهم أنّه توافق بين الرئيسين بشأن هذا الملفّ. لكن قد يُفهم أيضاً تبايناً دفع باريس لإنجاد لبنان بأوراق داعمة، لعلّ ترسيم حدود البلدين يدخل ضمن الأشهر الستّة التي اقترحها ماكرون مهلةً لتفحّص إنجازات الشرع وحكمه. استجابة للجهود السّعوديّة تستجيب فرنسا أيضاً لجهود سعوديّة قادت في 27 آذار الماضي في جدّة إلى توقيع وزير الدفاع اللبناني ميشال منسّى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة اتّفاقاً أكّدا فيه 'الأهميّة الاستراتيجيّة لترسيم الحدود بين البلدين، وتشكيل لجان قانونية متخصّصة منهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليّات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحدّيات الأمنيّة والعسكرية، وبخاصّة ما قد يطرأ على الحدود بينهما'. لفرنسا طموحات سياسية واقتصادية إلى القيام بدور متقدّم في لبنان وسوريا. احتفلت دمشق وباريس في الأوّل من الشهر الجاري بتوقيع عقد لمدّة 30 عاماً مع شركة 'سي إم إيه سي جي إم' الفرنسية، لتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية. تسعى باريس لتوسيع حضورها في برامج إعادة الإعمار في البلدين، لكنّها تعمل أيضاً على الإشراف على ورشة كبرى لترسيم الحدود البحريّة بين سوريا ولبنان وقبرص واليونان. كان ماكرون قد نظّم في 28 آذار الماضي، حضوريّاً وعن بعد، قمّة جمعته والشرع مع رؤساء تلك الدول. وقيل إنّ ذلك الحدث كان مفتاحاً لفتح أبواب باريس أمام الرئيس السوري. لكنّ باريس لاحظت أنّ عيوناً في تركيا تراقب، ويقلقها حراك بحريّ لا يشملها، وأنّ تلك العيون تراقب أيضاً عن كثب طموحات ماكرون المتفائلة في سوريا بعد لبنان.