
3 عوامل منحت ترامب جرأة ضرب فوردو
"في الواقع – ولا أحد سيعترف بذلك علناً – لو واصل ترامب قصف الحوثيين ولم يختر 'سلاماً منفصلاً' معهم ترك إسرائيل معلّقة وحيدة في 6 أيار/مايو، لما بدأت ربما إسرائيل هذه الحرب على الإطلاق، أو لربما درست تأخير الهجوم لفترة أطول".
لا يحتاج المرء إلى ما ورد في تقرير "جيروزاليم بوست"، أو حتى في "نيويورك تايمز"، ليعرف أن القادة الإسرائيليين لم يستسيغوا سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، والأهم، أنهم قلقوا من إبرامه مع إيران اتفاقاً نووياً أسوأ من اتفاق أوباما.
خطان مختلفان
كانت غالبية المؤشرات تدل إلى أن ترامب يفضل صفقة مع طهران تُتَوّجه صانعَ سلام إقليمي. لكن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو راح يتحين الفرصة للوقوف بالمرصاد، خصوصاً بعد تلقيه ضربات معنوية عدة من ترامب كقراره وقف الحرب على الحوثيين بدون إبلاغ تل أبيب، وبعد ساعات على قصفهم مطار بن غوريون.
إذاً، كان الخطان الأميركي والإسرائيلي تجاه إيران مختلفين. حتى لو فشلت المفاوضات، لكان بالإمكان إلى حد معقول توقع أن يشيح ترامب نظره عن طهران والانتقال إلى ملف آخر للتعويض. في نهاية المطاف، كانت إيران نفسها بشكل أو بآخر ملفاً للتعويض عن إخفاقه في حل الحرب بين روسيا وأوكرانيا. صحيحٌ أنّ ترامب هدّد إيران بالويلات في حال لم تستجب لمطالبه، لكن نزعة ترامب لتفادي الحروب العسكرية، بالضد من الحروب التجارية، أفرغت التهديدات من مضمونها بشكل كبير؛ إلى أن أعاد الهجوم الإسرائيلي على إيران خلط الأوراق.
3 عوامل على الأقلّ
خفف النجاح الأولي في اغتيال كبار القادة الإيرانيين بلحظات قليلة مخاوف ترامب. أُعجب الرئيس الأميركي بالضربة الإسرائيلية، كما أُعجب سابقاً بعملية " شبكة العنكبوت" الأوكرانية ضد روسيا. لكن المنعطف الأهم برز مع تآكل القدرات الإيرانية على شن هجمات صاروخية ضد إسرائيل: من نحو 150 في الأيام الأولى على الهجوم، إلى نحو ثلاثين صاروخاً في الأيام القليلة الماضية. في جميع الأحوال، ومهما تكن أسباب تراجع الهجمات الصاروخية الإيرانية، رأى الباحث في "معهد ستوكهولم للسلام الدولي" بييتر ويزيمان أنه "لغاية الآن، (18 حزيران/يونيو) ... أعتقد أنّ التهديد الصاروخي تبين، إلى حد ما، مبالغ به". هدّأ ذلك على الأرجح قلق الإدارة من رد إيراني واسع ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
العامل الثالث الذي لا يقل أهمية هو قول مسؤولين إسرائيليين إنّ تل أبيب ستذهب إلى تدمير المنشأة، في أيام قليلة، مع أو بدون دعم أميركي. كان التهديد الإسرائيلي منطقياً: لقد فعلتها تل أبيب حين خططت للحرب على إيران ولو بلا دعم أميركي، وستفعلها مجدداً بعدما أضحت المهمة أسهل بسبب تحييد الدفاعات الإيرانية. إذاً، لماذا سيترك ترامب إسرائيل تحصل على كامل "الفضل" في تعطيل البرنامج النووي الإيراني؟
الجواب أنه لن يتركها تفعل ذلك. ولن يحتاج القرار إلا للسماح بطلعة جوية واحدة، ومع الحد الأدنى من المخاطرة، من أجل تحقيق هدفه. مقابل هذا القرار الذي يرضي الجزء الأكبر من الأميركيين، بمن فيهم قاعدة ماغا (باستثناء الأكثر ضجيجاً على "أكس")، سيتمكن ترامب من القول إنه الرئيس الأميركي الوحيد الذي تجرأ على "دفن" البرنامج النووي الإيراني، بخاصة أن إيران لم تسهّل عليه مهمة التفاوض.
يوم الجمعة، تذمر ترامب على "تروث سوشل" من أنه لن ينال جائزة "نوبل للسلام" بالرغم من كل الجهود التي يبذلها لوقف الحروب حول العالم. ربما في تلك اللحظة، بدأ العد التنازلي للضربة على فوردو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ ساعة واحدة
- المدن
أخطاء رجال الدين في إيران
راكم حكم رجال الدين في إيران قدرا كبيرا من الأخطاء في السياسة الخارجية، وفشل في بناء دولة لكل مواطنيها، تقوم على الديموقراطية والعدالة والمساواة. ولم يشهد البلد منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 مدّة من الهدوء النسبي، بل دخل بنزاعات، ومواجهات، وتدخلات إقليمية، كلفته تسديد فواتير عالية، أضرت بالاقتصاد، وقادت إلى فرض عقوبات دولية، حرمت البلد الغني بالنفط والغاز، من التنمية والتحديث، وهو ما حرك، على الدوام، فئات من المجتمع تطمح لحياة أفضل في ظل دولة حديثة، تقوم علاقاتها الخارجية على القانون والاحترام المتبادل. تعيش إيران اليوم عزلة دولية، وتواجه حرباً مدمرة مع إسرائيل، تساندها الولايات المتحدة وأوروبا، ولا تجد من يقف معها. وأحد أهم الأسباب هو عدم تقدير الموقف بصورة جيدة، وقراءة المتغيرات بشكل صحيح. ويمكن تلخيصها بثلاثة. الأول هو إخراج محور المقاومة من معادلة المواجهة، والتي بدأت بعد السابع من أكتوبر 2023، بالهجوم الواسع على قطاع غزة من أجل القضاء على حركة حماس، ومن ثم ضرب مقدرات حزب الله العسكرية وتصفية قيادته، وتسهيل سقوط النظام السوري، وإسكات الحشد الشعبي في العراق، وإلحاق خسارة كبيرة بترسانة السلاح الكبيرة لدى جماعة "أنصار الله" في اليمن. والثاني هو وصول إدارة أميركية جديدة إلى البيت الأبيض، ذات توجه سياسي مختلف كليا عن الإدارة الديموقراطية، التي اعتمدت مقاربة مختلفة في التعامل مع إيران منذ زمن طويل، تقوم على الحوار، وقد سبق للرئيس دونالد ترامب أن انسحب عام 2018 من الاتفاق النووي، الذي توصلت إليه إدارة سلفه بارك أوباما مع إيران. ولم يخف موقفه من أن واشنطن ترفض كليا حصول إيران على سلاح نووي، وقد لوح أكثر من مرة بالحرب لمنع ذلك، وكان واضحا حين حدد لها مهلة 60 يوما كي توقع اتفاقاً جديداً يقوم على التفتيش المفتوح لمنشآتها النووية، وترحيل اليورانيوم المخصب إلى الخارج، ووقف البرنامج الصاروخي، والتخلي عن نهج الإرهاب، الذي هدد منطقة الخليج والشرق الأوسط عدة عقود، وخرب أربع دول عربية. والخطأ الثالث هو عدم وجود حلفاء سياسيين يمكن الركون إليهم. وقد كانت الحسابات تعتمد، على أن الصين وروسيا ودول البريكس وكوريا الشمالية، سوف تقف إلى جانب إيران في أي مواجهة عسكرية أو سياسية. وراهن أصحاب القرار في طهران على سلسلة من الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية مع هذه الدول، ولكنها لم تلبهم، ولا سيما روسيا التي دعمتها إيران عسكريا في حربها على أوكرانيا، وزودتها بالطائرات المسيرة، والصواريخ البالستية. يتحمل مسؤولية كل ذلك القيادة السياسية، التي تقود البلد ممثلة بالمرشد الأعلى، وتيار المحافظين من رجال الدين، الذين يوجهون الدولة بطريقة ارتجالية قادتها إلى مطبات كثيرة، وهذا هو السبب من وراء اقصاء التيار الذي فاوض الإدارة السابقة، من اجل اتفاق نووي جديد، وسبق له أن توصل إلى صيغة مرضية خلال ولايتي الرئيس الأسبق حسن روحاني. وقاد المفاوضات حينذاك وزير خارجيته جواد ظريف. وفي عام 2021، أفشل البرلمان صيغة بديلة لاتفاق عام 2015، الذي ألغاه ترامب عام 2018، وتعرض الثنائي روحاني ظريف إلى حملة اتهامات وانتقادات وحتى تخوين، بسبب ما وصفه خامنئي "رهان الحكومة على الغرب". كما على مستوى الخارج، فشل رجال الدين في الداخل، ولم يتفهموا رسائل الاحتجاجات، التي كانت تتنامى، ومثال ذلك تلك التي اندلعت بسيب مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في أيلول 2022 على يد "شرطة الأخلاق"، التي قامت بضربها وتعذيبها بذريعة عدم ارتداء الحجاب بطريقة سليمة. ولم تتعلم القيادة السياسية من دروس الحركات الاحتجاجية السابقة، وخصوصا تلك الأكثر دموية، التي حدثت في 2019-2020، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1500 شخص. كلما زاد منسوب القمع، ارتفع الضغط على النظام، الذي بدأ بالتشقق، كما ظهر عدد من المؤشرات داخل المؤسسة الدينية، على أنها ليست كلها على قلب رجل واحد، ولا تؤيد خط الحل الأمني الذي يمثله المرشد الأعلى، وجناح الرئيس السابق إبراهيم رئيسي صاحب السجل القمعي، والحرس الثوري الجاهز للانخراط دائما في عمليات القمع. في حال حصول تطورات داخلية خلال المدّة المقبلة، فإن حكم رجال الدين مرشح لتسديد فاتورة عالية في عدة اتجاهات، قيادة البلد بسياسات خاطئة على المستوى الدولي، وممارسة سياسية قمعية في الداخل. ومن هنا يجري تشجيع أطراف داخلية على اسقاط النظام.

المدن
منذ ساعة واحدة
- المدن
غارات إسرائيلية تقطع طريق الوصول لفوردو..وإيران تسقط مسيّرة هرمز
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أنه نفّذ ضربات جوية لـ"قطع طرق الوصول" إلى موقع فوردو الإيراني لتخصيب اليورانيوم والذي قصفته الولايات المتحدة نهاية الأسبوع. وقال الجيش في بيان، إن قواته "نفذت ضربات بهدف قطع طرق الوصول إلى موقع فوردو لتخصيب" اليورانيوم. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن فجر الأحد، أن جيشه نفّذ "هجوماً ناجحاً جداً" على فوردو وموقعين نووين آخرين. كذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي قصف 6 مطارات وتدمير 15 طائرة مروحية وقتالية في إيران، فيما أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية مسيّرة إسرائيلية في أجواء وسط البلاد. 100 قذيفة وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مواقع للبنية التحتية العسكرية في كرمانشاه بإيران، ومواقع في المدينة لتخزين وإطلاق صواريخ كانت موجهة نحو إسرائيل. وزعم الجيش تعطيل القدرة التشغيلية لـ6 مطارات في وسط وشرق وغرب إيران، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قصف مقر "الباسيج"، وسجن "إيفين" ومقر الأمن الداخلي للحرس الثوري الإيراني. وأفاد الإعلام الإيراني عن تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في كرمنشاه، وكذلك عن دوي انفجارات في نفس المنطقة. وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته أسقطت على طهران أكثر من 100 قذيفة، خلال الساعتين الماضيتين، كما أعلن استهداف قيادة "فيلق ثأر الله" التابع للحرس الثوري، والمسؤول عن الأمن في العاصمة الإيرانية. كذلك، أعلن عن مهاجمة طرق الوصول إلى موقع تخصيب فوردو، بهدف تعطيلها. وأمس الأحد، أعلن محافظ طهران محمد صادق معتمديان، أن أكثر من 200 موقع في العاصمة الإيرانية، تعرضت لضربات إسرائيلية منذ بدء الحرب. إسقاط "هرمس- 900" في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إيرانية عن تمكن شبكة الدفاعات الجوية في البلاد، من إسقاط مسيّرة هجومية من طراز "هرمس 900" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، فوق أجواء محافظة مركزي وسط البلاد. وأوضحت أن الطائرة "كانت في صدد تنفيذ عملية عدوانية، إلا أن أنظمة الدفاع الجوي المحلية التابعة للحرس الثوري تعاملت معها بحزم ودقة، وأسقطتها قبل أن تتمكن من تنفيذ مهمتها". وأشارت إلى أن صور حطام الطائرة وتفاصيل عملية الاستهداف الدقيقة "ستُنشر خلال الساعات القليلة المقبلة". كما أفادت الوسائل عن تفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية في العاصمة طهران، إثر رصد عدد من الأجسام الطائرة الصغيرة في أجواء المدينة، يُعتقد أنها إسرائيلية. وأضافت أن الدفاعات الجوية في مدينة كرج، غرب طهران، "دخلت في حالة تأهب واستجابة فورية لمواجهة أي تهديد جوي محتمل" في أعقاب محاولة هجوم جوي على أجواء المدينة.


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
الأسهم الأوروبية تتأثر سلباً بتصعيد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران
تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الاثنين بعد أن فاقم قرار الولايات المتحدة الانضمام إلى إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية مطلع الأسبوع مخاوف المستثمرين من تصعيد حدة الصراع في الشرق الأوسط. وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 بالمئة إلى 535.11 نقطة بحلول الساعة 07:12 بتوقيت غرينتش. وتراجعت أيضا مؤشرات قياسية رئيسية بالمنطقة. تبادلت إيران وإسرائيل الهجمات الجوية والصاروخية اليوم مع تصاعد التوتر العالمي بشأن رد طهران المتوقع على هجوم أمريكي على منشآتها النووية مطلع الأسبوع. وتطرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على تروث سوشيال أمس الأحد إلى إمكانية تغيير النظام في إيران. وتخشى الأسواق أن يشمل الرد الإيراني إغلاق مضيق هرمز، وهو أهم ممر تجاري للنفط في العالم. وقادت أسهم شركات النفط والغاز القطاعات الرابحة على المؤشر الأوروبي بارتفاع 0.7 بالمئة مع صعود أسعار الخام بسبب مخاوف من تعطل إمدادات بعد الهجوم. وتراجع مؤشر أسهم شركات السفر والترفيه 0.8 بالمئة. وقفز سهم سبكتريس 14.6 بالمئة بعد أن قالت شركة الاستثمار المباشر أدفنت إنها ستستحوذ على الشركة في صفقة قيمتها 4.4 مليار جنيه إسترليني (5.91 مليار دولار). (الدولار = 0.7443 جنيه إسترليني)