
صيدأين نحن من بدائل التبغ الأقل ضرراً؟
سياسات الصحة العامة في العالم وهنا في المملكة، اعتمدت لسنوات طويلة على المنع والتجريم ورفع التكلفة كوسائل لخفض أعداد المدخنين، ورغم أنه هذه السياسيات والإجراءات ساعدت على خفضٍ طفيف لأعداد المدخنين، إلا أن الأرقام لا تزال مقلقة ومرتفعة، بل قد تكون زادت بسبب الأشكال الجديدة من منتجات التبغ، مثل السجائر الإلكترونية ونحوها.
هنا جاء التحوّل المحوري في بعض الدولة المتقدمة لإفساح المجال لوسائل مبتكرة، وعلى رأسها: «بدائل التبغ الأقل ضرراً»، كخيار واقعي ومرحلي يساعد على تقليل الأضرار الصحية والاجتماعية، تمهيداً للإقلاع عن التدخين.
تبرز مملكة السويد كنموذج لافت وفريد، ففي الوقت الذي ما تزال أغلب الدول تُعاني من معدلات تدخين مرتفعة، تقترب السويد من أن تصبح أول دولة في العالم خالية من التدخين! وفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية الذي يضع عتبة 5 % كحد أقصى لعدد المدخنين اليوميين في المجتمع، لكن ما سر هذا النجاح اللافت؟
الإجابة ليست فقط في التشريعات القاسية التي تحارب منتجات التبغ كما تفعل أغلب الدول، بل في تبني استراتيجية شاملة وقائمة على تقليل الأذى، عبر توفير وترويج بدائل التبغ الأقل ضرراً.
تاريخياً كان الشعب السويدي يستخدم شكلاً صيدلانياً فريداً من التبغ، وهو «السنوس»، وهو كيسٌ صغير من أوراق التبغ المطحونة توضع تحت الشفة ليمتص النيكوتين بواسطة الغشاء المخاطي الفموي، وهو ما مهد لاحقاً لتقبل أكياس النيكوتين الخالية من التبغ وملحقاته الضارة، بالإضافة إلى تبي السياسات لتلكم البدائل، مما ضاعف من أعداد المُقلعين عن منتجات التبغ في السويد.
ولك أن تتصور أن نسبة المدخنين اليوميين في السويد انخفضت عام 2023م إلى نحو 5.6 %، وهي الأدنى على مستوى الاتحاد الأوروبي، كما سجلت أدنى نسب وفيات الذكور الناتجة عن التدخين، ناهيك أن أعداد المصابين بأمراض الرئة والسرطان المرتبطة بالتبغ، هم الأقل مقارنة بالدول المجاورة التي تعتمد على سياسات التضييق فقط دون توفير بدائل.
بالتأكيد توفير «بدائل التبغ الأقل ضرراً» ليس تساهلاً مع التدخين، بل هو تعامل واقعي مع سلوكنا البشري المتكرر، لأن الامتناع التام صعبٌ والعودة سهلة، لكن التغيير التدريجي أكثر واقعية، لذا فإن البدائل تمثل جسراً نحو الإقلاع النهائي، والأهم وسيلة -مثبتة علمياً- لتقليل التأثيرات الصحية والاجتماعية والاقتصادية طويلة الأمد.
وبالطبع فإن الترويج لبدائل التبغ لا يعني تطبيع استخدامها، بل يجب أن يكون ضمن إطار تسويق يستهدف فقط للمدخنين الحاليين، وليس لصغار السن أو غير المدخنين، حملات توعية تُوضح أن هذه المنتجات ليست آمنة تماماً، لكنها أقل ضرراً مقارنة بالسجائر التقليدية، والأهم هو دمج البدائل ضمن برامج الإقلاع عن التدخين كأحد الخيارات المتاحة.
الهدف ليس تشجيع استخدام النيكوتين، بل توجيه المدخنين نحو خيارات أقل خطورة حتى يتمكنوا من الإقلاع الكامل في مراحل لاحقة، لأن هذه الوسيلة المتدرجة أثبتت أنها أكثر فاعلية من سياسات التضييق وعيادات الإقلاع عن التدخين، فهل نفعل ذلك؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 24 دقائق
- صحيفة سبق
4 أكواب من القهوة يوميًا تقلل هشاشة كبار السن وتحسن النشاط العقلي
كشفت دراسة حديثة نشرت في المجلة الأوروبية للتغذية أن شرب أربعة إلى ستة أكواب من القهوة يوميًا يساعد في خفض الهشاشة وتحسين النشاط الجسدي والعقلي لدى كبار السن، خصوصًا من تجاوزوا سن الستين. وتعد هذه الدراسة، التي استمرت أربع سنوات وشملت أكثر من ألف شخص فوق سن الخامسة والخمسين ضمن برنامج الشيخوخة الطولية في أمستردام، الأولى من نوعها التي تربط بين استهلاك القهوة ومؤشرات الضعف الجسدي. أظهرت النتائج أن القهوة تلعب دورًا في تعزيز الإدراك وتقوية العضلات والحد من التعب، مما يقلل من مظاهر الهشاشة الشائعة مع التقدم في السن. وأرجع الباحثون ذلك إلى مكوناتها مثل الكافيين، الذي يزيد من اليقظة ويُسهل الحركة، والبوليفينولات التي تحارب الالتهابات، إضافة إلى مركب "تريغونيلين" الذي يدعم الذاكرة والصحة الإدراكية. ورغم فوائدها، حذّر الخبراء من الإفراط في استهلاك القهوة، مؤكدين أن تجاوز الحد اليومي الموصى به، وهو نحو أربعة أكواب، قد يسبب آثارًا سلبية كارتفاع ضغط الدم والقلق واضطرابات النوم. كما شدد التقرير على أن القهوة مكمل داعم لا يغني عن النشاط البدني المنتظم، الذي يبقى الأساس في تقوية الجسم وتعزيز وظائفه الحيوية لدى كبار السن.


العربية
منذ 42 دقائق
- العربية
دراسة: الذكاء الاصطناعي يشخّص بدقة.. ولكن البشر يفسدون الأمر!
في وقتٍ باتت فيه أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على التفوّق على الأطباء في تشخيص الأمراض، تُظهر دراسة حديثة أن العائق الحقيقي أمام دقة هذه التقنيات ليس في خوارزمياتها، بل في الطريقة التي يستخدمها بها الناس. تخيل أن تستيقظ وأنت تشعر بخدش بسيط في حلقك. تفتح محرك البحث، تكتب الأعراض، لتجد نفسك في غضون دقائق تقرأ عن أمراض خطيرة ونادرة! هذا المشهد، الذي عاشه كثيرون، يُظهر الحاجة إلى وسائل تشخيص أكثر دقة وهدوءًا — مثل أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، بحسب تقرير نشره موقع "androidheadlines" واطلعت عليه "العربية Business". في هذا السياق، توصلت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي ونظرائه، يمكنها تشخيص الحالات الطبية بنسبة دقة مذهلة تصل إلى 94.9% عندما تستخدمها الخوارزميات مباشرة. لكن تراجعت الدفة عندما استخدمها البشر، إلى 34.5% فقط! البشر يعرقلون الذكاء الاصطناعي قاد الدراسة الدكتور آدم مهدي، وشملت أكثر من 1300 مشارك طُلب منهم التصرف كمصابين بحالات طبية متنوعة. كل مشارك تفاعل مع ثلاثة نماذج ذكاء اصطناعي مختلفة، وطلب منه طرح الأسئلة وتقديم الأعراض. ومع أن الأنظمة كانت قادرة على الوصول للإجابات الصحيحة، فإن تفاعل المستخدمين معها كان مليئًا بالثغرات. وأوضح التقرير أن السبب في ذلك إلى طرح المستخدمون أسئلة غير مكتملة، أو نسوا ذكر أعراض أساسية، أو لم يحددوا توقيت وشدة الأعراض بدقة، وبالتالي، قدم الذكاء الاصطناعي إجابات غير دقيقة، لا لعيبٍ فيه، بل بسبب مدخلات بشرية مضللة. الذكاء الاصطناعي لا يقرأ ما بين السطور أحد الأخطاء الشائعة هو افتراض أن الذكاء الاصطناعي "يفهمك" مثل صديق مقرب. لكن الحقيقة مختلفة، النماذج لا تفهم التلميحات أو المشاعر أو السياق إلا إذا قُدمت لها صراحة، فهي تحتاج إلى تعليمات دقيقة ومباشرة، لا إلى تخمينات غامضة. المقارنة التي طرحها الباحثون كانت واضحة: الذكاء الاصطناعي مثل موظف خارق في شركة، لكن بإدارة بشرية سيئة، فإن أداءه سيتراجع رغم كفاءته. البشر في مواجهة المعلومة حتى في الحالات التي قدم فيها الذكاء الاصطناعي تشخيصًا صحيحًا، تجاهل بعض المستخدمين النتيجة أو لم يتابعوا الخطوات التالية. تمامًا كما يحدث أحيانًا مع تعليمات الأطباء التي لا تُؤخذ على محمل الجد. من جهة أخرى، تُستخدم أدوات مثل OpenEvidence من قِبل الأطباء كمساعد في التحقق من المراجع الطبية — وهنا يكمن الفرق: الذكاء الاصطناعي ينجح عندما يُوظف من قبل مختص يعرف كيف يتفاعل معه، وليس من قبل مريض غير مدرّب. الذكاء الاصطناعي وحده لا يكفي تؤكد الدراسة أن المشكلة ليست في قدرات الذكاء الاصطناعي، بل في طريقة تفاعل الناس معه. من الصعب على الأنظمة التعامل مع مدخلات بشرية مشتتة أو غامضة، خصوصًا في مجالات حساسة مثل الصحة. على سبيل المثال، في تجربة ناجحة بجامعة جونز هوبكنز، نجحت أداة ذكاء اصطناعي في اكتشاف تعفن الدم قبل الأطباء بساعات، وقللت وفيات المرضى بنسبة 20%. السر؟ تم دمج الأداة بسلاسة في نظام المستشفى، فاعتمدت على بيانات لحظية من الأجهزة الطبية، لا على وصف مريض مرتبك. تسلط الدراسة الضوء على واقع مهم: الذكاء الاصطناعي ليس "ساحرًا"، بل أداة قوية تحتاج إلى استخدام سليم. وبينما تبهرنا دقته في الاختبارات، تظل الفجوة كبيرة بين قدراته النظرية وتطبيقاته الواقعية، إن لم نُحسن توجيهه والتعامل معه.


الرجل
منذ 3 ساعات
- الرجل
ما الذي يحدث للجسم عند استنشاق زيت إكليل الجبل؟ دراسة حديثة تجيب
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة نورثمبريا في المملكة المتحدة أن زيت إكليل الجبل العطري يساهم في تحسين الذاكرة وسرعة الأداء الحسابي الذهني لدى البالغين الأصحاء، وأوضحت نتائج الدراسة وجود ارتباط مباشر بين ارتفاع مستويات مركب 1,8-سينول في الدم – وهو أحد المركبات النشطة في إكليل الجبل – وتحسّن واضح في الوظائف الإدراكية، لاسيما في المهام التي تتطلب تركيزًا ذهنيًا وذاكرة عاملة قوية. وأشرف الدكتور مارك موس على الدراسة، حيث ركّز على تقييم تأثير روائح الزيوت العطرية، وتحديدًا إكليل الجبل واللافندر، في الأداء الإدراكي والحالة المزاجية لدى المشاركين. وقد شملت التجربة سلسلة من الاختبارات المعرفية التي تناولت الذاكرة، وسرعة الاسترجاع، والانتباه، إلى جانب عمليات حسابية متتابعة تقيس القدرة الذهنية. كما تم استخدام مقاييس نفسية معتمدة لرصد مستويات اليقظة، والشعور بالهدوء، والرضا النفسي لدى كل مشارك. اقرأ أيضًا: اكليل الجبل وفوائده التي لا تنتهي تعرف عليها تأثير يشبه المنشطات الذهنية أشارت الدراسة إلى أن التأثير الإدراكي لزيت إكليل الجبل يعود إلى مكونه النشط 1,8-سينول، الذي يؤثر بشكل مباشر في النواقل العصبية، وخاصة الأستيل كولين، أحد العناصر الأساسية في عمليات التعلّم والذاكرة. ووفقًا للنتائج، يُعتقد أن هذا المركب يعمل على تثبيط الإنزيم المسؤول عن تكسير الأستيل كولين، مما يزيد من مستوياته في الدماغ ويُحسّن الأداء الذهني بطريقة مشابهة لبعض المنشطات الإدراكية، ولكن دون آثار جانبية تُذكر. ولُوحظ خلال التجربة أن المشاركين الذين استنشقوا رائحة زيت إكليل الجبل سجّلوا نتائج أعلى بشكل لافت في اختبارات الطرح الذهني مقارنة بغيرهم، وهو ما دعم فرضية وجود علاقة بين كمية المركب الممتصة وتحسن الأداء العقلي، بما يُعرف بظاهرة "الجرعة والاستجابة". وتفتح هذه النتائج، بحسب الباحثين، آفاقًا جديدة لاستخدام الزيوت العطرية في دعم الوظائف الإدراكية، سواء لتحفيز التركيز لدى الطلاب أو للمساهمة في الحفاظ على القدرات الذهنية لدى كبار السن. ورغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفوائد، إلا أن الدراسة تعزز من مكانة إكليل الجبل كأحد الخيارات الطبيعية الواعدة في مجال تحسين الذاكرة والوظائف المعرفية.