logo
مأساة غزة وتصفية القضية

مأساة غزة وتصفية القضية

العربيةمنذ 9 ساعات
في غزة، الجوع لم يعد مجازاً ولا استعارة، بل موت معلَن تسنده الأرقام وتوثّقه الشهادات. يوم الاثنين الماضي وحده، أعلنت المصادر الطبية الفلسطينية وفاة خمسة بالغين بسبب مضاعفات ناجمة عن الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد القتلى بسبب المجاعة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 180 إنساناً، بينهم 93 طفلاً، قضوا بصمت تحت أنظار العالم المتحضر، والحديث هنا ليس عن مجاعة ناتجة عن كارثة طبيعية، بل عن سياسة ممنهجة، وعن معابر مغلقة، وأجساد أنهكها الحصار، وصوت استغاثة خافت لا يبلغ صداه المؤسسات الدولية.
قطاع غزة، المكتظ بـ2.4 مليون نسمة، بات اليوم مسرحاً لكارثة إنسانية لم تعد «متفاقمة» فحسب، بل تجاوزت حدود الصدمة إلى ما يشبه الاعتياد. الأرقام الواردة من وكالة «أونروا» تشير إلى تضاعف حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة خلال الفترة بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) الماضيين، أما منظمة الصحة العالمية، فترفع الصوت لتؤكد أن واحداً من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، محذّرةً من أن استمرار الحصار سيحصد مزيداً من الأرواح.
وهنا يبرز سؤال: كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ وكيف صارت المجاعة أداة حرب وصورة مألوفة؟ أين المنظمات الحقوقية الدولية والمنظمات الغربية؟ لماذا الصمت أمام مأساة أطفال غزة الذين يُحتضرون من الجوع؟ كم صورة يحتاج إليها العالم لإدراك أن الكارثة في غزة تجاوزت كل حدود المعقول؟
الحقيقة أن غزة تحولت إلى مرآة لخذلان العالم. المجاعة هناك ليست قضاءً وقدراً، بل نتاج حصار طويل وسياسات خنق ممنهجة، تركت الناس بلا سبل للحياة، وبينما تُحرق غزة وتُهدم البيوت على من فيها، يُقتل الأمل كل يوم في عيون مَن تبقى على قيد الحياة، وما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة غذاء، إنها هو سقوط أخلاقي للعالم المتحضر؛ فجيل اليوم يشهد حرباً تُشنُّ على أرواح لا تجد ما تسدُّ به رمقها، ويشهد نظاماً عالمياً عاجزاً... جيل بات يفهم أن السلام لا يُصنع في العواصم الكبرى؛ بل يولَد من إدراك المأساة، من الإحساس بالآخر، من صرخة الجائع والوجه المأساوي للإنسانية.
ورغم أن القانون الدولي الإنساني يَعُدُّ استخدام التجويع سلاحاً ضد المدنيين جريمة حرب صريحةً، إذ يُنصُّ على أنه «يُحظَر تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب»، فقد صدرت في هذا الصدد قرارات عن مجلس الأمن تُدين استخدام الحرمان من الغذاء أسلوبَ حرب، وتعده انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، لكن الحقيقة أن ما يحدث في غزة ليس بمعزل عن التاريخ، فإن سردية حرب التجويع ليست مقتصرة على غزة وحدها، بل مورست من قبل في أفريقيا والبوسنة وغيرهما، الأمر الذي يكشف عن أن حقيقة ادعاء الإنسانية أو الحقوق هو عمل اختياري ويدار برغبات سياسية لا وفق القوانين الدولية.
في خضمِّ كل هذه المأساة، جاءت الدبلوماسية السعودية، مرة أخرى، لتحرِّك المشهد والضمير العالمي، عبر اختراق دبلوماسي، إذ برز نتيجته الإعلان الفرنسي والبريطاني والكندي عن نية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في خطوة عملية نحو حل الدولتين، ورسالة مفادها أنه آن الأوان لتحرك دولي فعلي لحل الصراع القائم لاستقرار المنطقة وإيجاد أرضية للسلام، ولم يكن ذلك الإعلان شكلياً، بل كان تحركاً يُعيد للقضية الفلسطينية وجهها الإنساني، بعد أن كانت على أعتاب التصفية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ملتقى الصحة العالمي 2025 في الرياض يعزز حضور الشركات الناشئة العالمية
ملتقى الصحة العالمي 2025 في الرياض يعزز حضور الشركات الناشئة العالمية

الاقتصادية

timeمنذ 13 دقائق

  • الاقتصادية

ملتقى الصحة العالمي 2025 في الرياض يعزز حضور الشركات الناشئة العالمية

ينتظر أن يعزز ملتقى الصحة العالمي 2025، الذي ينعقد في السعودية، الحضور العالمي للشركات الناشئة في مجال التقنية الصحية. أعلن الملتقى عن عودة (مسابقة رؤية الجيل القادم) إلى دورة هذا العام من الحدث العالمي، الذي ينعقد تحت رعاية وزارة الصحة، وبدعم من برنامج تحول القطاع الصحي أحد برامج رؤية 2030، وبتنظيم من شركة (تحالف) المشروع المشترك بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وصندوق الفعاليات الاستثماري، وشركة إنفورما العالمية، وذلك خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر 2025، في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في ملهم. وتنطلق المسابقة على مسرح منتدى المستثمرين، لتكون منصة متفردة لأبرز الشركات الناشئة والنامية الواعدة عالميًا في مجال التقنية الصحية، حيث تهدف إلى ربط المبتكرين برؤوس الأموال والخبرات وفرص الوصول إلى السوق؛ لتمكين المشاريع الناشئة من الارتقاء نحو ريادة القطاع على مستوى العالم. تستقبل المسابقة المشاريع المتخصصة في الصحة الرقمية والتقنية الطبية والتقنية الحيوية وعلوم الحياة والصحة العامة والابتكار السريري، وتهتم بالشركات المعنية بتعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية والمساواة والرعاية الوقائية، كما ترحب بمشاركة الشركات الناشئة من المملكة وجميع أنحاء العالم، حيث شملت المجموعة المشاركة العام الماضي شركات من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. وتتولى مسؤولية تقييم المشاريع المشاركة في المسابقة لجنة تحكيم مرموقة من أبرز خبراء وقادة القطاع، وممثلين عن جهات وشركات دولية مهمة، حيث يتميز أعضاء اللجنة بخبرات تمتد لعقود في مجال الاستثمار وحلول الرعاية الصحية المبتكرة، كما يحظى المشاركون في المسابقة بفرصة فريدة للتواصل المباشر مع المستثمرين والحصول على إرشادات متخصصة من رواد القطاع العالميين، إضافة إلى فرصة عرض أفكارهم أمام أكثر من 300 مستثمر، بما في ذلك شركات رأس المال الاستثماري وصناديق الثروة السيادية والشركات العائلية، وتشمل قائمة المؤسسات الاستثمارية البارزة التي أكدت مشاركتها: ديرفيلد، ومجموعة البنك الدولي، وصندوق الاستثمارات العامة، وأتيم كابيتال. تصل قيمة الجائزة الكبرى المقدمة للشركة الناشئة الفائزة إلى 100 ألف ريال، إلى جانب توفير منصة إستراتيجية لتعزيز حضور منتجهم في جميع أنحاء المنطقة، وتتضمن القائمة النهائية للمسابقة 20 شركة ضمن فئتين: الشركات الناشئة (التي بدأت بتمويل ذاتي وجمعت أقل من مليوني دولار أمريكي)، والشركات النامية (التي جمعت تمويلاً من الفئة أ وما فوق). وكانت المسابقة قد انطلقت مسبقاً لتسليط الضوء على المشاريع الناشئة في مجال التقنية الصحية، لتتطور لاحقاً إلى منصة موثوقة لتمكين الشركات في مراحل تأسيسها الأولى من تعزيز حضورها وبناء شبكاتها وتسريع نموها. وتهدف المسابقة هذا العام إلى جذب الشركات الناشئة ذات الإمكانات العالية، التي تتطلع إلى التواصل مع المستثمرين والشركاء والمنظومة الأوسع للابتكار في مجال الرعاية الصحية. تلعب مسابقة رؤية الجيل القادم في نسختها الثانية دورًا محوريًا في تعزيز رسالة ملتقى الصحة العالمي الرامية إلى ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة عالمية رائدة للابتكار والاستثمار في قطاع الرعاية الصحية. وإلى جانب ذلك، تنسجم المسابقة مع رؤية السعودية 2030 وبرنامج تحول القطاع الصحي في السعودية، فضلاً عن دورها في تسريع اعتماد حلول الصحة الرقمية الكفيلة بتعزيز الوصول والمساواة والنتائج الصحية في جميع أنحاء السعودية وخارجها. يشار إلى أن ملتقى الصحة العالمي يحتضن من ناحية أُخرى فعالية منتدى المستثمرين خلال اليومين الثاني والرابع، التي تمنح الشركات الناشئة والنامية فرصة وصول مباشر إلى المشهد الاستثماري الحيوي لقطاع الرعاية الصحية في السعودية، ويسهم المنتدى في تعزيز الشراكات عالية الأثر والربط بين المستثمرين والفرص الناشئة، كما يركز في يومه الرابع على مجال المشتريات، مع عرض نماذج شراء مبتكرة وحلول لسلسلة التوريد وإستراتيجيات مستدامة تتماشى مع المبادرات الخضراء للسعودية. يقام ملتقى الصحة العالمي في نسخته الثامنة في ظل النمو الاقتصادي المتسارع للسعودية باعتبارها مركزًا لجذب الاستثمارات في الشركات الناشئة في المنطقة، حيث رُصد رأسمال استثماري بقيمة 860 مليون دولار أمريكي، وذلك في النصف الأول من عام 2025 وحده، بزيادة قدرها 116% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، متجاوزةً بذلك إجمالي التمويل الاستثماري الذي تم تخصيصه طوال العام الماضي. وقد عزز هذا الارتفاع مكانة السعودية بين أفضل الوجهات لرأس المال الاستثماري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث استحوذت على 56% من إجمالي رأس المال المخصص و37% من إجمالي الصفقات في المنطقة، وتؤكد هذه الأرقام الدور المتنامي للسعودية في رسم ملامح مستقبل الابتكار وريادة الأعمال في مجال الصحة.

الرياض تحتضن ملتقى الصحة العالمي
الرياض تحتضن ملتقى الصحة العالمي

عكاظ

timeمنذ 22 دقائق

  • عكاظ

الرياض تحتضن ملتقى الصحة العالمي

يعود «ملتقى الصحة العالمي 2025» في نسخته الثامنة إلى العاصمة الرياض، خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر القادم، تحت رعاية وزارة الصحة، وبدعم من برنامج تحول القطاع الصحي، أحد برامج رؤية السعودية 2030، حيث يفتح الملتقى أبوابه للقطاعات الناشئة والمتخصصة في مجالات التقنية الصحية والابتكار الرقمي. ويتضمن الملتقى تنظيم «مسابقة رؤية الجيل القادم»، التي تركز على استقطاب مشاريع ناشئة في مجالات الصحة الرقمية، والتقنيات الحيوية، والابتكار السريري، وسط مشاركة واسعة من داخل المملكة وخارجها، تشمل مناطق الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. وتخضع المشاريع المتقدمة للمسابقة لتقييم لجنة تحكيم دولية تضم خبراء وممثلين عن صناديق استثمارية ومؤسسات رعاية صحية، من بينها صندوق الاستثمارات العامة، ومجموعة البنك الدولي، و«ديرفيلد»، وغيرها. وتصل قيمة الجائزة الكبرى إلى 100 ألف ريال سعودي. وتشمل المسابقة فئتين رئيسيتين: الأولى مخصصة للجهات والقطاعات الناشئة في مراحلها الأولية، والثانية للجهات التي تجاوزت مرحلة التمويل الأولي، كما تهدف إلى دعم الابتكار في تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية، وتعزيز الرعاية الوقائية والمساواة في تقديمها. ويقام الملتقى هذا العام في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم، وسط زخم اقتصادي متزايد، إذ أظهرت بيانات حديثة أن المملكة جذبت أكثر من 860 مليون دولار من الاستثمارات في الشركات الناشئة خلال النصف الأول من 2025، ما يمثل 56% من إجمالي رأس المال الاستثماري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويشمل الملتقى أيضاً «منتدى المستثمرين»، الذي يقام في اليومين الثاني والرابع، ويعد منصة للتواصل بين المستثمرين المحليين والدوليين وممثلي القطاعات الناشئة، ويُسلّط اليوم الأخير من المنتدى الضوء على نماذج المشتريات وسلاسل التوريد في القطاع الصحي، بما يتماشى مع المبادرات البيئية والاقتصادية للمملكة. أخبار ذات صلة

لهايات للبالغين تنتشر في الصين لتخفيف التوتر والإقلاع عن التدخين
لهايات للبالغين تنتشر في الصين لتخفيف التوتر والإقلاع عن التدخين

صحيفة سبق

timeمنذ 43 دقائق

  • صحيفة سبق

لهايات للبالغين تنتشر في الصين لتخفيف التوتر والإقلاع عن التدخين

سجّلت اللهايات المخصصة للبالغين انتشارًا متزايدًا في الصين، حيث تحوّلت من منتج غريب إلى وسيلة شعبية لتخفيف التوتر والإقلاع عن التدخين، وفق ما نقل موقع The Cover. وذكرت تقارير محلية أن بعض المتاجر الإلكترونية تبيع أكثر من ألفي قطعة شهريًا، وهو ما يعكس الإقبال المتصاعد على هذه المنتجات، التي توصف بأنها أكبر حجمًا من تلك المخصصة للأطفال، وتُعرض بأسعار تتراوح بين 10 و500 يوان صيني (1.4 إلى 70 دولارًا أمريكيًا). وتروج هذه المتاجر للهّاية كأداة تساعد على تحسين نمط التنفس، وتخفيف الضغط النفسي، وتحسين جودة النوم، بل وحتى كوسيلة بديلة تساعد المدخنين على ترك السجائر. في المقابل، أثار هذا الاتجاه قلق أطباء وخبراء صحيين، ممن أبدوا تحفظاتهم على استخدام أدوات مخصصة للأطفال لأغراض علاجية لدى البالغين، مشيرين إلى غياب الأدلة العلمية التي تؤكد فاعلية هذه الوسائل. وليست اللهايات الوسيلة الوحيدة المثيرة للجدل في مجال تخفيف الضغط، إذ يتداول المستخدمون نصائح مثل تدليك الأذن لتحفيز العصب المبهم، والنفخ على الإبهام لخفض نبضات القلب، ومضغ الثلج للتهدئة الحسية، إلى جانب العلاج بالبرودة لتنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي المسؤول عن الاسترخاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store