
أزمة "كركوك-جيهان".. خسائر الجميع تتراكم وبغداد قد تلجأ لتجميد أصول تركية
حذر موقع مجلة "أوراسيا ريفيو" من احتمال تدهور أزمة خط الأنابيب بين العراق وتركيا إلى مرحلة اللجوء إلى تجميد الأصول التركية في الخارج ما لم تسدد أنقرة التعويضات المستحقة عليها، بينما قد يقود استمرار التعثر في هذه القضية إلى تداعيات دبلوماسية بدون حصول اتفاق ثلاثي بين بغداد وأربيل وأنقرة.
وذكّر التقرير الصادر عن الموقع المتخصص بشؤون مناطق أوراسيا، بأن النزاع بين بغداد وأنقرة حول تصدير النفط الخام من إقليم كوردستان، وصل إلى منعطف حرج في العام 2023، عندما أمرت محكمة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية، تركيا بأن تدفع 1.4 مليار دولار كتعويضات بسبب اتهامها بتجاهل سلطة بغداد.
واعتبر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن هذه القضية تمثل حالياً مثالاً محورياً حول نزاعات الطاقة عبر الحدود التي تتضمن جوانب تتعلق بالسيادة والالتزامات القانونية والنفوذ الجيوسياسي.
وبحسب التقرير، فإن الأساس القانوني لهذا النزاع، يكمن في اتفاقية خط أنابيب العراق وتركيا المبرمة العام 1973، والتي تشير إلى أن أي تدفق نفطي عبر خط أنابيب كركوك-جيهان يجب أن يحظى بإذن من الحكومة العراقية.
وقال التقرير إنه جرى إغلاق خط أنابيب كركوك-جيهان منذ 25 آذار/ مارس 2023، وأنه اعتباراً من تموز/ يوليو 2025، لا وجود لأي نفط يتدفق عبر خط الأنابيب، في حين أن إقليم كوردستان خسر القدرة على تصدير ما يقرب من 450 ألف برميل يومياً، ما يشكل ضربة تؤثر على ما يقرب من 80% من ميزانية حكومة الإقليم.
وذكّر التقرير، بأنه كان يجري نقل النفط الخام المستخرج من حقول النفط التي تسيطر عليها حكومة الإقليم إلى الحدود التركية عبر البنية التحتية الداخلية لحكومة كوردستان، وتدخل عبر أراضي تركيا عند معبر فيشخابور من خلال التدفق عبر خط أنابيب النفط الخام العراقي التركي (ITP) نحو ميناء جيهان، حيث يتم تخزينه وتحميله عبر ناقلات التصدير إلى الخارج.
وبعدما لفت التقرير إلى أن حكومة الإقليم قامت بتسويق النفط مباشرة إلى شركات تجار عالمية مثل "فيتول" و"غلينكور" و"ترافيغورا"، أشار إلى أنه بين عامي 2014 و2023، تم تصدير كميات كبيرة من نفط الإقليم إلى أوروبا وآسيا خصوصاً (إيطاليا، اليونان، فرنسا، والهند) بالإضافة إلى إسرائيل، في حين أنه غالباً ما تشتري الشركات التجارية الوسيطة النفط بأسعار مخفضة، وهو ما يؤمن لها أرباحاً كبيرة من خلال إعادة التصدير.
وبحسب تقديرات التقرير، فإن إقليم كوردستان من خلال تصدير ما يصل إلى 100 مليون برميل سنوياً بمتوسط 50 دولاراً للبرميل، فإنه حقق نحو 5 مليارات دولار سنوياً على مدى ما يقرب من عقد من الزمن، بينما حققت تركيا من خلال رسوم العبور وغيرها من الخدمات في جيهان، ما بين 300 مليون دولار و500 مليون دولار سنوياً.
أما الحكومة العراقية، فإن التقرير يقول بإنها تدعي أنها حرمت من ما يصل إلى 25-30 مليار دولار بسبب هذه الصادرات التي تعتبر أنها غير مصرح بها.
وإلى جانب قرار محكمة التحكيم التي فرضت على أنقرة دفع 1.4 مليار دولار كتعويضات، حيث يعتقد أن تركيا تحاول التفاوض حول الرقم لكن الفائدة تتراكم على الملبغ غير المدفوع، أشار إلى قضية تحكيم ثانية معلقة، حيث تطالب بغداد بمبلغ إضافي من 3 إلى 5 مليارات دولار للصادرات غير المصرح بها بين عامي 2018 و2023.
ولهذا، اعتبر التقرير أنه في حال فشلت تركيا في الدفع، فإن العراق قد يسعى إلى تجميد الأصول التركية في الخارج، بما في ذلك الأسهم في خطوط الأنابيب مثل TANAP (من أذربيجان إلى تركيا) وTAP (من أذربيجان إلى تركيا ونحو اليونان والبانيا وإيطاليا).
وحول التداعيات الدبلوماسية، قال التقرير إنه من دون بدون اتفاق ثلاثي بين بغداد وأربيل وأنقرة، فإن صادرات النفط من الإقليم ستظل معطلة على المدى الطويل.
وتابع قائلاً إن استمرار غياب نفط كوردستان والمقدر بنحو نصف مليون برميل يومياً، سيؤدي إلى ضغط تصاعدي على أسعار خام برنت العالمية.
وخلص التقرير إلى القول إن هذا النزاع حول خط الأنابيب بين تركيا والعراق، يعكس هشاشة ترتيبات الطاقة العابرة للحدود عندما يجري تجاهل الأطر القانونية.
وأضاف قائلاً إن الأزمة هذه تسلط الضوء على همية الاتفاقات المتعددة الأطراف والشفافية واحترام السيادة في تجارة الطاقة العابرة.
وختم التقرير قائلاً إنه بالنسبة إلى تركيا، فإن تسوية النزاع لا تنطوي على تداعيات اقتصادية فقط، وإنما أيضاً على تكاليف جيوسياسية محتملة قد تؤثر على إستراتيجيتها الإقليمية الأوسع نطاقاً في مجال الطاقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
العراق بالمرتبة الـ 51 عالمياً و الخامسة عربياً بين أكبر الدول المصدرة بالعالم
شفق نيوز - بغداد حلَّ العراق بالمرتبة الـ 51 عالميا والخامسة عربياً بين أكبر الدول للعام 2025 حسب موقع Country Cassette المتخصص بجمع البيانات والاحصاءات الدولية. وقال الموقع في تقرير اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، إن التجارة العالمية ازدهرت بفضل صادرات دول العالم الكبيرة. وتتصدر القوى الاقتصادية الكبرى، مثل الصين التي جاءت أولا من أصل 205 دول مدرجة بالجدول بصادرات بلغت 3 ترليونات و 380 مليار دولار، وكانت أهم البضائع المصدرة من الصين هي المعدات. وحلت الولايات المتحدة الأمريكية ثانيا، بـ 3 ترليونات و 53 مليار دولار، واهم البضاعة المصدرة هي النفط، وجاءت ألمانيا ثالثا ب 2 ترليون و 60 مليار دولار، وأهم الصادرات هي السيارات . ووفقا للتقرير، فإن فرنسا جاءت رابعا باكبر مصدر حيث بلغت الصادرات 1 تريليون و 5 آلاف دولار وأهم صادراتها هي الادوية المعبأة، تليها خامسا المملكة المتحدة بصادرات بلغت 942 ملياراً و 806 ملايين دولار وأهم صادراتها هي الذهب، وجاءت هولندا سادسا بصادرات 916 ملياراً و 169 مليون دولار وأهم صادراتها هي النفط. عربيا جاءت الإمارات اولا بصادرات بلغت 753 مليار دولار وأهم صادراتها النفط، وحلت السعودية ثانيا بصادرات بلغت 442 ملياراً و 569 مليون دولار وأهم صادراتها هي النفط، وجاءت قطر ثالثا بصادرات بلغت 161 مليار دولار وأهم صادراتها الغاز، وجاءت الكويت رابعا 110 مليارات و 923 مليون دولار واهم صادراتها النفط، وجاء العراق الخامس عربيا وبالمرتبة 51 عالميا بصادرات بلغت 78 ملياراً و 260 مليون دولار وأهم صادراته النفط، حسب إحصائيات التقرير. وتابع التقرير، أن مصر جاءت سادسا بصادرات 76 ملياراً و 295 مليون دولار وأهم صادراتها الغاز، وجاءت الجزائر سابعا بصادرات 68 ملياراً و 664 مليون دولار وأهم صادراتها هو النفط، والمغرب ثامنا بصادرات بلغت 58 ملياراً و 545 مليون دولار وأهم صادراتها هي الأسمدة.


شبكة الإعلام العراقي
منذ 2 ساعات
- شبكة الإعلام العراقي
أسعار النفط تصعد بدعم تفاؤل حيال تطورات التجارة
واصل النفط مكاسبه، يوم الثلاثاء، مدعوما بآمال تحسن النشاط الاقتصادي بعد الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والهدنة التجارية المحتملة بين الولايات المتحدة والصين. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 24 سنتا بما يعادل 0.34% إلى 70.28 دولاراً للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 66.93 دولاراً للبرميل بزيادة 22 سنتا أو 0.33 %. وأغلق كلا العقدين على ارتفاع بأكثر من 2% في الجلسة السابقة، ولامس برنت يوم أمس الاثنين أعلى مستوى له منذ 18 تموز. المصدر: العربية


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
مصرف حكومي يعلن تسوية 87% من ملف المديونية الخارجية للعراق
شفق نيوز - بغداد أعلن مصرف الرافدين، يوم الأربعاء، تحقيق تقدم "جوهري" في ملف المديونية الخارجية، تمثّل في تسوية نحو 87% من إجمالي الالتزامات الدولية، عبر مفاوضات مالية وقانونية عالية المستوى، أسفرت عن خفض ملموس في حجم الديون الخارجية. وقال المصرف في بيان اليوم، إنه "في سياق التزام العراق باتفاقية نادي باريس، وبموافقة مباشرة من مجلس الوزراء، أبرم المصرف تسويات تفاوضية كبرى مع شركات دائنة هولندية وفرنسية، كان أبرزها: قرار مجلس الوزراء رقم (403) لسنة 2025: تسوية ثلاث دعاوى مقدّمة من شركات هولندية بنسبة تنازل لصالح المصرف تزيد على 90% من قيمة تلك المطالبات. وأوضح البيان أن "المصرف حقق نجاحات قانونية نوعية في الخارج، أبرزها كسب دعاوى في تركيا ولبنان، مكّنته من استرداد أكثر من 2.8 مليون دولار أمريكي، مما يعكس كفاءة الجهاز القانوني وقدرته على الدفاع عن حقوق الدولة أمام المحاكم الدولية". وأكد المصرف في بيانه أنه "يواصل مساعيه لإغلاق ما تبقى من الملف عبر تسويات نهائية، بما يُعزز تصنيف العراق السيادي، ويُكرّس الثقة الدولية في استقراره المالي والتزامه بالحوكمة المالية الرشيدة".