
صندوق «محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» يقدم منحاً لـ 86 مشروعاً
هالة الخياط (أبوظبي)
قدم «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية»، خلال الأشهر الماضية، 86 منحة لمشاريع كرّست جهودها لحماية 39 كائناً حياً من الأنواع المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى، أو المعرضة للانقراض. ووفق الإحصائيات الأخيرة للصندوق، فإن عدد المنح التي قدمها منذ تأسيسه عام 2008 وصل إلى 2980 مشروعاً أسهمت في الحفاظ على 1828 نوعاً من الكائنات الحية المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى، أو المعرّضة للانقراض. يعمل صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية في أكثر من 170 دولة، سعياً منه لتمكين الجهود والبرامج المعنيّة بالحفاظ على الأنواع على الصعيد العالمي، وتجسيداً للالتزام الراسخ في إمارة أبوظبي، حكومةً وشعباً، بالحفاظ على التراث الطبيعي.
وعلى مدى السنوات الماضية، قدم الصندوق منحاً لدعم الحفاظ على الأنواع المهددة التي يتم تجاهلها عادةً، والأنواع الأقل جاذبية. وشمل ذلك منحاً للحفاظ على الفطريات واللافقاريات من العديد من الأنواع المختلفة، بالإضافة إلى الثدييات الصغيرة والضفادع والزواحف التي لا تتلقى عادة تمويل الحفظ. وخلال الفترة المقبلة سيقدم الصندوق دعماً مالياً بقيمة 22 مليون دولار أميركي إلى مؤسسة إنغانغ لإدارة المناطق المحمية في ماليزيا لإنشاء أول محمية للنمور في جنوب شرق آسيا متخصصة في حماية النمر الملاوي المهدد بالانقراض والعديد من الأنواع الأخرى النادرة. وتتضمن أحدث مبادرات الصندوق الخوض في تجربة توفير التمويل في مجال حيويات التربة، أي ما تضمه التربة من نباتات وحيوانات، وكذلك أنواع التربة المهددة بالانقراض، ويشمل ذلك الأنواع متعددة الخلايا، باستثناء البكتيريا والفيروسات.
ونتيجة لجهوده، أصبح صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، إحدى الجهات الرائدة على مستوى العالم في تقديم هذا النوع من المنح المالية المستهدفة حماية الأنواع المهددة بالانقراض، سواء من الثدييات أو الزواحف أو الطيور، أو النباتات، أو اللافقاريات.
القائمة الحمراء
ووفقاً للتقارير السنوية للصندوق، تم تخصيص أكثر من 80 % من المنح المقدمة للمساعدة في الحفاظ على الأنواع الحية المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى والمهددة أو المعرّضة للانقراض، وذلك حسب تصنيف القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة.
ويستقبل الصندوق طلبات الدعم المالي من نشطاء المحافظة على الكائنات الحية من جميع أنحاء العالم، ويعمل على دعم المشاريع المهتمة بشكل مباشر بالمحافظة على أي من أنواع النباتات والحيوانات والفطريات المهددة بالانقراض. ويُعنى الصندوق على الأخص بدعم المشروعات والمبادرات التي تتم على المستوى الميداني، والتي تُحدث فرقاً على أرض الواقع في الحفاظ على بقاء الأنواع المهددة بالانقراض. كما يقدم الدعم للأفراد الذين يسهم التزامهم وتفانيهم وعلمهم بشكل فاعل ومهم في المحافظة على الأنواع الحية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطلق «معهد النماذج التأسيسية»
أعلنت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي عن إطلاق، معهد النماذج التأسيسية (IFM)، وهو مبادرة متعدّدة المواقع. وتشمل المبادرة افتتاح مركز بحثي جديد في وادي السيليكون بمدينة سانيڤيل في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب المراكز البحثية التي تمّ الإعلان عنها سابقاً في باريس وأبوظبي. جاء الإعلان عن إطلاق المعهد في متحف تاريخ الحاسوب في مدينة ماونتن فيو أمس ليكون بذلك المركز الثالث ضمن شبكة الأبحاث العالمية لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. يأتي هذا التوسع الاستراتيجي خطوة محورية على مسار تعزيز الروابط مع منظومة الذكاء الاصطناعي المزدهرة في كاليفورنيا، بما تضمّه من باحثين وشركات ناشئة ومؤسسات تكنولوجية رائدة. ويُمثل هذا التوسّع خطوة أخرى في إطار تحقيق رؤية دولة الإمارات طويلة المدى نحو تنويع الاقتصاد حيث تواصل الدولة الاستثمار في تقنيات المستقبل مثل نماذج الذكاء الاصطناعي التأسيسية المتقدمة، بما يُسهم في بناء قطاعات أعمال قائمة على المعرفة، تدعم جهود التحوّل الاقتصادي والاجتماعي على المدى البعيد. وفي هذا السياق، قال البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إن إطلاق معهد النماذج التأسيسية يعتبر خطوة كبيرة نحو تسريع التعاون والتطوير العالمي لنماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة، ويشكّل توسعنا إلى وادي السيليكون قاعدة محورية لتعزيز حضورنا في واحدة من أكثر منظومات الذكاء الاصطناعي نشاطًا في العالم، ما يفتح آفاقاً واسعة لتبادل المعرفة مع مؤسسات عالمية مرموقة، والاستفادة من نخبة المواهب القادرة على تحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية واقعية. شهد حفل إطلاق معهد النماذج التأسيسية ممثلون عن نخبة من شركات الذكاء الاصطناعي والمؤسسات الأكاديمية العالمية، في مؤشر على تنامي الاهتمام العالمي بالأسلوب المعتمد لدى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في تطوير أبحاث النماذج التأسيسية. شكّل نموذج "بان" (PAN) أساساً للعروض التوضيحية التي قدمتها الجامعة خلال الافتتاح، وهو "نموذج العالم" أو 'محاكي العالم' حيث يُمكنه محاكاة عدد لا نهائي من السيناريوهات الواقعية، بدءاً من التفاعلات الفيزيائية البسيطة، ووصولاً إلى سلوك وكلاء الذكاء الاصطناعي في البيئات المعقّدة. وخلافاً للأنظمة السابقة التي ركّزت على إنتاج النصوص أو الأصوات أو الصور، يقدّم نموذج "بان" تنبؤات متكاملة للحالات الواقعية، من خلال دمج مدخلات متعدّدة الوسائط مثل اللغة، والفيديو، والبيانات المكانية، والعمليات الفيزيائية. يتيح هذا النموذج إمكانات متقدّمة في التفكير الاستراتيجي، والتخطيط، واتخاذ القرار المعقّد، ضمن تطبيقات تشمل القيادة الذاتية والروبوتات. ويتميز نموذج "بان" أيضا بهيكلية هرمية مبتكرة تدعم الاستدلال على مستويات متعدّدة، والتفاعل الفوري ضمن بيئات المحاكاة، مع الحفاظ على دقّة عالية حتى في السيناريوهات الممتدة. ويظهر نموذج الوكيل "بان آجنت" (PAN-Agent) كأداة عملية تُبرز إمكانات نموذج "بان" في مهام الاستدلال متعدّدة النماذج مثل حلّ المسائل الرياضية والبرمجة ضمن بيئات محاكاة ديناميكية. ويعمل معهد النماذج التأسيسية أيضاً على تطوير نموذجين رائدين يعكسان التزام الجامعة بتقديم نماذج أساسية عالمية المستوى هما "كيه تو" و"جيس": ومن المنتظر أن يتم قريباً إطلاق نسخة جديدة من النموذج اللغوي الكبير كيه تو-65B تُركّز على إتاحة قدرات متقدمة في الاستدلال مع كفاءة مستدامة في الأداء. ويتميّز النموذج بقدرات فائقة في حلّ المسائل الرياضية، وتوليد الشيفرات البرمجية، والتحليل المنطقي، مع استهلاك أقل لموارد الحوسبة مقارنةً بالعديد من النماذج المماثلة. يعتبر "جيس" من أكثر النماذج اللغوية العربية الكبيرة تطوراً على مستوى العالم، ويأتي كمبادرة مفتوحة المصدر لمعالجة ضعف تمثيل اللغات غير الإنجليزية في تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويدعم نموذج "جيس" اللغة العربية الفصحى، واللهجات الإقليمية، بالإضافة إلى لغات أخرى مثل الهندية، مع الحفاظ على الأصالة الثقافية. وسيواصل النموذج تطوير قدراته في معهد النماذج التأسيسية من خلال دعم لغات إضافية، وتوفير محتوى أكثر دقّة يعكس الهويات الثقافية التي يخدمها. تعد 'جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي' من أكثر المؤسسات الأكاديمية التزاماً بمبدأ الشفافية في تطوير الذكاء الاصطناعي ولا تكتفي الجامعة بإتاحة النماذج مفتوحة المصدر، بل تعمل أيضاً على نشر كامل عمليات التطوير، لتجعل من معهد النماذج التأسيسية معياراً رائداً في التطوير المفتوح. وتُقدّم مبادرة " LLM360" للباحثين جميع المواد الضرورية، بما في ذلك الشيفرات المصدرية للتدريب، ومجموعات البيانات، ونقاط التحقق الخاصة بالنماذج. وتُرفق هذه الشفافية بإجراءات حماية قوية تشمل مجالس استشارية دولية وعمليات مراجعة نظراء، لضمان أعلى معايير النزاهة العلمية. ويضمّ معهد النماذج التأسيسية فرقاً متخصصة تركّز على تصميم النماذج، وطرق التدريب، وأُطر التقييم، وأنظمة الأمان، في مزيج يجمع بين مرونة الشركات الناشئة وموارد المؤسسات البحثية الكبرى. aXA6IDgyLjI5LjIyOC4yNiA= جزيرة ام اند امز CH


البوابة
منذ 4 ساعات
- البوابة
كينيا تطلق مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" للتكيف مع آثار تغير المناخ
أطلقت كينيا مبادرة "الإنذار المبكر للجميع"، بهدف تعزيز استعداد البلاد وقدرتها على الصمود في مواجهة الكوارث المرتبطة بالمناخ. وذكرت وزارة البيئة وتغير المناخ والغابات الكينية - في صفحتها على موقع "فيسبوك" - أن المبادرة ترتكز على جمع البيانات وتقييم المخاطر، وفهم نقاط الضعف بشكل أفضل؛ وتطوير خدمات رصد المخاطر والإنذار المبكر؛ ونقل المعلومات المتعلقة بالمخاطر إلى السكان المعنيين؛ بالإضافة إلى تعزيز القدرات الوطنية والمجتمعية للتكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف منها. وقالت وزيرة البيئة ديبورا ملونجو باراسا، إن إطلاق المبادرة جاء في الوقت المناسب لضمان حصول كل كيني على المعلومات الوقائية اللازمة في الوقت المناسب والتي من شأنها إنقاذ الأرواح قبل وقوع الكوارث، مضيفا "نؤكد التزامنا بالشمول والابتكار والتعاون من خلال تخصيص 5% من ميزانية إدارة مخاطر الكوارث الوطنية لتحديث أنظمة الإنذار المبكر". وتشهد كينيا بشكل متزايد كوارث مناخية تؤثر بشكل رئيسي على المجتمعات في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وبحسب مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن الفيضانات التي حدثت في مارس وأبريل ومايو 2024، أثرت على ما يقدر بنحو 410 آلاف شخص، وتسببت في وفاة 315 شخصا، وخلفت خسائر تقدر بنحو 187 مليار شلن كيني (1.4 مليار دولار). وفي محاولة للحد من خسائر الكوارث، أنشأت الدولة الواقعة في شرق أفريقيا خارطة طريق للعمل الاستباقي 2024-2029، وتتعاون مع مؤسسات بما في ذلك مركز التنبؤ بالمناخ وتطبيقاته التابع للهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد). ورغم التقدم المحرز في أنظمة الإنذار المبكر وجمع البيانات، فإن التحدي الآن يتمثل في تحويل هذه البيانات إلى إجراءات حيوية. يذكر أنه تم إطلاق مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" عالميًا من قبل الأمم المتحدة وشركائها في عام 2022، لضمان حماية كل شخص على وجه الأرض بحلول عام 2027 من خلال أنظمة الإنذار المبكر بالكوارث.


الاتحاد
منذ 20 ساعات
- الاتحاد
في اليوم العالمي للتنوع البيولوجي.. حماية الطبيعة مسؤولية مجتمعية
في اليوم العالمي للتنوع البيولوجي.. حماية الطبيعة مسؤولية مجتمعية مايو، اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، يطرح هذا العام شعار «الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة»، حماية التنوع البيولوجي تتطلب نهجاً شاملاً للحكومات والمجتمعات بأكملها أمراً بالغ الأهمية، لتنفيذ أهداف «إطار كونمينغ-مونتريال العالمي» للتنوع البيولوجي وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (SDGs). حماية التنوع البيولوجي هدف عالمي بدأ يتبلور عام 1988، عندما دعا برنامج الأمم المتحدة للبيئة لإبرام اتفاقية دولية للتنوع البيولوجي، وحظيت الفكرة باهتمام عالمي كبير أثناء انعقاد قمة الأرض في ريو دي جانيرو (يونيو1992)، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في ديسمبر 1993، لينعقد بعدها المؤتمر الأول للدول الأطراف الموقعة على اتفاقية التنوع البيولوجي «كوب1» في جزر البهاما عام 1994، لتتوالى بعدها مؤتمرات الأطراف الخاصة بالتنوع البيولوجي كل عامين، كان آخرها «كوب16» بمدينة كالي الكولومبية، خلال الفترة من 21 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2024، وتم انتخاب أرمينيا لاستضافة «كوب17» المقرر انعقاده في أكتوبر 2026. من العالمي إلى المحلي اهتمام كبير توليه دولة الإمارات في مجال حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة، من خلال أُطر تشريعية ومبادرات واستراتيجيات ومحميات طبيعية، بلغ عددها 49 محمية طبيعية، ومساعدات خارجية، فعلى سبيل المثال، أصبح «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية»، أحد أهم المنظمات المانحة للمساعدات الصغيرة للحفاظ على أنواع الكائنات الحية المهددة بالانقراض في العالم، الصندوق قدّم دعماً إلى أكثر من 2900 مشروع في 160 دولة، لحماية 1800 نوع من الانقراض. «آرابيلا ويللنج» وفي تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أكدت «آرابيلا ويللنج»، رئيس قسم التوعية وعلم المواطنة بجمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، أنه بمناسبة «عام المجتمع» في دولة الإمارات العربية المتحدة، تكثّف الجمعية دورها في نشر الوعي بأهمية التنوع البيولوجي لدى مجتمع الإمارات، ضمن جهود تصفها «آرابيلا» بأنها قصة حب وأمل للطبيعة. وأضافت «آرابيلا» أنه في زمنٍ يتزايد فيه الخطر على كوكبنا، قررت الجمعية أن تجعل من كل فرد في الإمارات شريكاً في رحلة الحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر مبادرات تُشعل الحماس، وتوقظ الإحساس بالمسؤولية تجاه الطبيعة والأرض التي نعيش عليها. جانب من أنشطة مبادرة «قادة التغيير» للتعرف على التنوع البيولوجي في الإمارات. «قادة التغيير»: مجتمع يصنع الفارق وأوضحت «آرابيلا» أنه تحت مظلة برنامج «قادة التغيير»، اجتمع أكثر من 5200 شخص -من الشباب والعائلات والمتخصصين- وخصصوا أكثر من 13000 ساعة لصالح الطبيعة، ليصنعوا التغيير الذي يرغبون في رؤيته على أرض الواقع، شاركوا في تنظيف الموائل الطبيعية، زرعوا الأشجار، وتعلموا من خبرائنا الكثير عن الحياة البرية عن قرب. وتصف «آرابيلا» أنشطة البرنامح بأنها لم تكن مجرد فعاليات، بل لحظات إلهام وتجديد للأمل بأن العمل الجماعي قادر على إحداث فرق. جيل جديد من«سفراء الطبيعة» ومن البرامج التي أطلقتها الجمعية، وكان لها أثر عميق، تشير «آرابيلا» إلى برنامج «تواصل مع الطبيعة»، الذي أطلقته «جمعية الإمارات للطبيعة»، بالتعاون مع هيئة البيئة-أبوظبي، بهدف إعادة بناء العلاقة بين الإنسان والطبيعة. من خلال أنشطة ميدانية، وورش تعليمية، ورحلات استكشافية إلى المحميات الطبيعية والمناطق البيئية الغنية بالتنوع، أتاح البرنامج لفئات واسعة من المجتمع -خصوصاً الشباب- فرصة التعرف على الكائنات والأنظمة البيئية المحلية عن قرب. وحسب «آرابيلا» لم يكن الهدف مجرد التوعية النظرية، بل غرس الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه البيئة، وتحفيز المشاركين على تبني سلوكيات مستدامة في حياتهم اليومية. لقد ساعد هذا البرنامج في خلق جيل جديد من«سفراء الطبيعة»، الذين لا يكتفون بالمعرفة، بل يتحركون لأجل حماية هذا الإرث الطبيعي الثمين. جانب من أنشطة مبادرة «قادة التغير» مبادرة «علم المواطنة» من خلال مبادرة «علم المواطنة»، أصبح المشاركون علماء في الميدان، يرصدون الأنواع النادرة من الكائنات الحية، ويوثقون التنوع البيولوجي، ويسهمون في حماية تراثنا الطبيعي الذي لا يقدّر بثمن. كانت كل مساهمة بمثابة وعد: «لن نترك الطبيعة من دون حماية». الطبيعة كما لم نرها من قبل وأشارت «آرابيلا» إلى مبادرة «علم المواطنة» التي أطلقتها الجمعية في أم القيوين ومصفوت، لتدشن بالتعاون مع المشاركين في برامجنا المجتمعية مسارات بيئية مبتكرة، لم تكن مجرد طرق للمشي، بل هي جسور بين الإنسان والطبيعة. هناك، تعلّم الزوّار بلغة الأشجار والمياه، واكتشفوا كيف أن الإنسان ما هو إلا جزء من نظام الطبيعة الجميل والدقيق. وتصف «آرابيلا» أنشطة المبادرة بأنها ليست مجرد مشاريع، بل قصص حب وانتماء. فجمعية الإمارات للطبيعة يداً بيد مع شركائها لم تكتفِ بنشر الوعي فقط، بل تضيء شعلة داخل كل فرد.. شعلة تؤكد أن: «الطبيعة هي نحن.. إنْ أنقذناها… أنقذنا أنفسنا». «ناسا» تحذّر وتشير بيانات وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» إلى اختفاء أكثر من نصف التنوع البيولوجي في العالم منذ عام 1970، مع ما يقدر بنحو مليون نوع من النباتات المهددة بالانقراض - وهو رقم أكبر من أي وقت آخر في تاريخ البشرية. ويعزى هذا الانخفاض في التنوع البيولوجي إلى حد كبير إلى التفاعلات البشرية مع البيئة من خلال الأنشطة، بما في ذلك الزراعة على نطاق واسع، وزيادة استخدام مبيدات الآفات الكيماوية ومبيدات الأعشاب، والتوسع الحضري بسبب النمو السكاني. ارتباط وثيق بين حماية التنوع البيولوجي والجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي، وهذا ما يؤكده البروفيسور «يوهان روكستروم»، مدير معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، بقوله: «لن يكون هناك هبوط آمن في أزمة المناخ من دون حماية التنوع البيولوجي لدينا». هذا الارتباط تؤكده أيضاً النسخة الخامسة من القمة العالمية للمناخ والتنوع البيولوجي المقرر انعقادها في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2025، والتي تقام على هامش «أسبوع المناخ في نيويورك»، والدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وستكون أمام القمة فرصة قبل انعقاد «كوب30» في البرازيل، لربط أجندات المناخ والطبيعة عبر السياسات والاستراتيجيات المالية والتجارية، وتحفيز التعاون بين القطاعات لتسريع العمل والتأثير. والمطلوب استجابة عالمية موحدة تتصدى لتدهور التنوع البيولوجي، وفي الوقت نفسه تكبح تداعيات التغير المناخي. ولدى العالم ثلاث اتفاقيات إطارية بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، من خلالها يمكن حشد الجهود وتحفيز الابتكارات، استناداً إلى إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي واتفاقية باريس للمناخ. إطار التنوع البيولوجي العالمي «إطار كومينج- مونتريال» كان ثمرة «كوب-15» الذي عقد، خلال الفترة من 7 إلى 19 ديسمبر 2022 في مونتريال الكندية تحت رئاسة جمهورية الصين الشعبية، وذلك بعد مفاوضات استمرت 4 سنوات، لتحل محل استراتيجية التنوع البيولوجي «2011-2020». ولأهمية الإطار وما تضمنه من أهداف، يراه خبراء البيئة بأنه تطور نوعي في حماية التنوع البيولوجي، يعادل أهمية «اتفاق باريس للمناخ». الإطار يتضمن 4 أهداف عالمية لعام 2050 و23 هدفاً عالمياً 2030، ويحدد الإطار جدول أعمال عمل التنوع البيولوجي العالمي للعقد المقبل، بما في ذلك: وقف انقراض الأنواع المهددة المعروفة، وتقليل مخاطر الانقراض بشكل كبير، وحماية ما لا يقل عن 30 في المائة من مناطق النظم الإيكولوجية المتدهورة للأرض والمياه الداخلية والنظم الإيكولوجية الساحلية والبحرية، وما لا يقل عن 30 في المائة من المياه الأرضية والداخلية والمناطق الساحلية والبحرية، يتم حفظها وإدارتها بشكل فعّال. وتقليل معدلات إدخال وإنشاء الأنواع الغريبة المعروفة أو المحتملة الغازية بنسبة لا تقل عن 50 في المائة، بحلول عام 2030، وتقليل مخاطر التلوث وتأثيرات التلوث من جميع المصادر لمنع الآثار الضارة على التنوع البيولوجي، تقليل تأثير تغير المناخ وتحمض المحيطات على التنوع البيولوجي. وتركز أربعة من الأهداف الشاملة التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2050 على وقف انقراض الأنواع التي يسببها الإنسان، والاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي، والتقاسم العادل للمنافع، وعلى التنفيذ والتمويل ليشمل سد فجوة تمويل التنوع البيولوجي التي تحتاج إلى تمويل سنوي يبلغ 700 مليار دولار أميركي. ومن بين الأهداف الثلاثة والعشرين التي يتعين تحقيقها ضمن«إطار كومينج- مونتريال» بحلول عام 2030: الحفاظ على الأراضي والبحار والمياه الداخلية بنسبة 30 في المائة، وإصلاح النظم الإيكولوجية المتدهورة بنسبة 30 في المائة، وخفض معدلات إدخال الأنواع الغازية إلى النصف، وخفض الإعانات الضارة بمقدار 500 مليار دولار سنوياً. مخاطر غير متساوية لا تنتشر مخاطر فقدان التنوع البيولوجي بالتساوي. تعد الغابات الاستوائية المطيرة والشعاب المرجانية موطناً لحياة أكثر من الصحاري والمناطق الجبلية القطبية. الخطر أيضاً غير متساوٍ: خطر التوسع الزراعي منخفض في التندرا السيبيرية مقارنة بحافة الغابات المطيرة في حوض الكونغو، على سبيل المثال. غالباً ما يفهم التنوع البيولوجي من حيث التنوع الواسع للنباتات والكائنات الحية الدقيقة، ولكنه يشمل أيضاً الاختلافات الجينية داخل كل نوع - على سبيل المثال، بين أنواع المحاصيل وسلالات الماشية - ومجموعة متنوعة من النظم البيئية (البحيرات والغابات والصحاري والمناظر الطبيعية الزراعية) التي تستضيف أنواعاً متعددة من التفاعلات بين أعضائها (البشر، النباتات). الجدوى الاقتصادية للطبيعة تؤثر جميع الأنشطة الاقتصادية على الطبيعة وتنوعها البيولوجي وتعتمد عليهما. يعتمد ما لا يقل عن 44 تريليون دولار أميركي من توليد القيمة الاقتصادية - أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي على خدمات الطبيعة والنظام البيئي. وهناك حاجة إلى نهج الاقتصاد بأكمله لمعالجة الضغوط المتعددة التي تدفع إلى تدهور التنوع البيولوجي وضمان استمرار توفير خدمات النظم الإيكولوجية. الطبيعة هي شريان الحياة للبشرية، وعامل رئيس في صحة الإنسان والغذاء والاقتصادات، يؤثر تدهور النظام الإيكولوجي على رفاه 40 في المئة من سكان العالم. كما أن فقدان التنوع البيولوجي يتسبب في نشر الأمراض حيوانية المنشأ - الأمراض التي تنتقل من وإلى البشر. موارد التنوع البيولوجي ركائز بُنيت عليها الحضارات، والنباتات مصدر أكثر من 80 في المائة من النظام الغذائي للإنسان، ويعتمد ما يصل إلى 80 في المئة من السكان الذين يعيشون بالمناطق الريفية في البلدان النامية على الأدوية النباتية التقليدية للحصول على الرعاية الصحية الأساسية، وتوفر الأسماك 20 في المئة من البروتين الحيواني لنحو 3 مليارات شخص.