
من دمشق... هنا الرياض
هذا الزخم الاقتصادي يتجاوز حدود الاستثمار ليشكّل موقفاً سياسياً داعماً للشرعية السورية الناشئة بعد سقوط حكم بشار الأسد وتولي الرئيس الانتقالي أحمد الشرع السلطة. فعلى الرغم من أن الحكومة الجديدة ما زالت تتلمس طريقها وسط مصاعب أمنية واقتصادية واجتماعية، فإن ضخ مليارات الدولارات من السعودية إلى دمشق يضخ في شرايين الدولة موارد حيوية تدعم قدرتها على إعادة الإعمار وتوفير الخدمات وتحريك عجلة الاقتصاد، وهو عملياً «إعادة دمج» لسوريا في الفضاء العربي ومساندة لرغبتها في بناء مؤسسات حديثة. المنتدى الاستثماري جاء بعد أيام قليلة من قصف إسرائيلي عنيف على دمشق في 16 يوليو/تموز؛ إذ استهدفت الطائرات الإسرائيلية مقر هيئة الأركان في ساحة الأمويين ومواقع أخرى وهي مؤشر على سياسة إسرائيلية عدوانية تهدف إلى الضغط على الحكومة السورية عبر استثمار الفوضى الأمنية في الجنوب. في هذا السياق، يعد الإعلان السعودي رسالة سياسية مزدوجة؛ فمن جهة يؤكد أن دمشق ليست وحيدة وأن لديها داعماً عربياً يمثل القوة الوازنة في المنطقة برمتها، ومن جهة أخرى يلمح إلى أن خيارات المواجهة مع إسرائيل ليست عسكرية فحسب بل اقتصادية أيضاً، فالتنمية وتثبيت الاستقرار يمثلان رداً ناعماً على التصعيد الإسرائيلي.
وفي خضم هذه التحولات، يحتفي السوريون بما يعتبرونه عودة الروح العربية إلى بلادهم، ويشعرون بأن استثمارات السعودية ليست مجرد أرقام أو مشاريع وإنما رسائل أخوة وسند إنساني. فالشارع السوري يرى في قرار الرياض تسديد ديون سوريا للبنك الدولي والآن ضخ مليارات الدولارات في قطاعات متنوعة ترجمة عملية لقول وزير الاستثمار السعودي بأن المملكة تقف «موقفاً ثابتاً وداعماً لشقيقتها سوريا». ويزداد هذا الشعور عمقاً حين يتذكر السوريون كيف فتحت المملكة أبوابها لأكثر من 2600 رائد أعمال سوري، وكيف استوعبت عشرات الآلاف من أبناء الجالية السورية ومنحتهم فرصاً للعيش والعمل. وبينما تنظر بعض الدول الغربية بعين الريبة إلى المستقبل السوري وتشكّك في قدرة الحكومة الانتقالية على إدارة بلد مزّقته الحرب لأربعة عشر عاماً، فإن المبادرة السعودية تأتي لتقول إن ثمة من يثق بقدرة السوريين على النهوض من تحت الركام وبناء وطن مزدهر. هذا الشعور بالاعتزاز يتجاوز القيادة إلى الناس العاديين الذين خرجوا لاستقبال الوفد السعودي في دمشق بأعلام خضراء، مردّدين الأهازيج التي تربط بين مكة ودمشق، وبين العروبة والإسلام، وبين الذاكرة المشتركة. فاللغة التي يتحدث بها السوريون عن الرياض اليوم هي لغة الحب والشكر، إذ يرون أن لا شيء يضاهي هذا الكرم السياسي والاقتصادي والإنساني؛ فهو كرم يغسل ذكريات الحرب وينسج خيوط الأمل في أن تعود بلادهم كما كانت ملتقى للحضارات ومركزاً للتجارة والثقافة. ومن هنا، تبدو الاستثمارات السعودية في سوريا أكثر من مجرد عقود؛ إنها تعبير عن قدرة الشعوب العربية على تجاوز جراحها حين تتكاتف، ورسالة بأن العلاقات الأخوية بين الشعبين أقوى من المحن، وأن القلب السعودي الذي يطرق باب دمشق اليوم يفتح معه نافذة واسعة على مستقبل يستحقه السوريون.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 12 دقائق
- صحيفة سبق
رتال تطلق مشروع "نساج لازورد" بالشراكة مع NHC لتطوير 1064 فيلا في الخبر
أعلنت شركة رتال للتطوير العمراني عن إطلاق مشروع "نساج لازورد" بالشراكة مع NHC، ضمن شراكة تطوير مشترك تهدف إلى إنشاء مجتمع سكني متكامل يضم 1,064فيلا سكنية، موزعة على6 نماذج متنوعة، وذلك جنوب مدينة الخبر، على مساحة تصل إلى ما يقارب 314,000 متر مربع. ويعكس هذا المشروع التزام الطرفين بدعم مستهدفات برنامج الإسكان ورؤية السعودية 2030 في رفع نسبة تملك المواطنين وتعزيز جودة الحياة. يقع المشروع بضاحية لازورد التي توفر مرافق متكاملة من مدارس ومساجد وخدمات صحية وتجارية مع مساحات خضراء واسعة تزيد عن 770 ألف متر مربع لتوفير بيئة طبيعية معمارية تتناغم فيها تفاصيل الحياة اليومية مع جمال الطبيعة. ويمثل مشروع "نساج لازورد" نموذجًا حديثًا للإسكان الميسر عالي الجودة، صُمم لتلبية احتياجات العائلات الباحثة عن بيئة سكنية تجمع بين العصرية والرقي والهدوء، في موقع استراتيجي قريب من أبرز معالم مدينة الخبر مثل جسر الملك فهد وكورنيش الخبر والشواطئ والمنتجعات الجنوبية، إضافة إلى قربه من شرايين الطرق الحيوية مثل طريق الخالدية، مما يمنح المشروع ميزة تنافسية ويعزز فرصه السوقية. كما تتولى شركة نساج، التابعة لمجموعة رتال، دور الاستشاري الإداري للمشروع. وأكد عبدالله البريكان، الرئيس التنفيذي لشركة رتال للتطوير العمراني، أن إطلاق مشروع "نساج لازورد" بالشراكة مع NHC يجسد التزام رتال بدورها الريادي في بناء مجتمعات سكنية متكاملة تتمتع بأعلى معايير الجودة، وتوفر بيئة عصرية تلائم احتياجات الأسرة السعودية. وأضاف أن المشروع يعكس قدرة رتال على ترجمة مستهدفات رؤية السعودية 2030 إلى مشاريع واقعية تسهم في رفع نسبة التملك وتعزيز جودة الحياة وخلق قيمة مضافة للسوق العقاري. وأشار البريكان إلى أن الموقع الاستراتيجي للمشروع في مدينة الخبر، إلى جانب التصميم المعماري الحديث، يجعلان من "نساج لازورد" علامة فارقة في مشاريع الإسكان الميسر ذات الطابع الحضري المتطور. ويعكس تصميم المشروع توجهًا عمرانيًا معاصرًا يواكب تطلعات الأسر السعودية، حيث ترتكز الرؤية التطويرية على إنشاء مبانٍ أنيقة ومتينة وقابلة للتكيّف مع مختلف الاحتياجات، مع التركيز على تعزيز الاستدامة وتقليل الأثر البيئي، وإبراز المسطحات الخضراء بوصفها عنصرًا أصيلًا من التجربة السكنية. ويمثل المشروع امتدادًا لرؤية رتال في إنشاء مجتمعات عمرانية حديثة ومستدامة، تستجيب لتطلعات المواطنين نحو مستقبل حضري متكامل


الشرق الأوسط
منذ 12 دقائق
- الشرق الأوسط
شراكة بين «القدية» و«أديرا» التابعة لـ«السيادي» السعودي لتشغيل مجموعة من الفنادق
أعلنت شركة «القدية للاستثمار» السعودية شراكةً استراتيجية مع «أديرا للضيافة»، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، في خطوة ستتولى بموجبها «أديرا» تشغيل مجموعة من الفنادق بمدينة القدية، العاصمة المستقبلية للترفيه والرياضة والثقافة. ووفق بيان من الشركة، فإن هذه الشراكة تهدف إلى تقديم نموذج جديد في إدارة وتشغيل الفنادق، يتجاوز الأساليب التقليدية، ويعزز الهوية السعودية في تجارب الضيافة؛ بما يتماشى ومستهدفات «رؤية 2030» التي تسعى إلى تطوير قطاع السياحة والضيافة بوصفه محركاً رئيساً لتنويع الاقتصاد. وأكد العضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار»، عبد الله الداود، أن هذه الشراكة تعكس التزام «القدية» بتقديم تجارب استثنائية قائمة على التميّز والجودة والهوية السعودية، مشيراً إلى أن «أديرا» تُعد شريكاً مثالياً لتجسيد رؤيتها في مجال الضيافة على أرض الواقع، وقال: «نحن نستثمر في شركة وطنية رائدة صُممت خصيصاً لتقديم ضيافة سعودية أصيلة على نطاق واسع». من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أديرا»، ستيفان ليزر: «هذه الشراكة تمثل بداية المسار الحقيقي لما أنشئت (أديرا) من أجله، وهو دعم مسار الضيافة الطموح في المملكة من خلال علامات حيوية تنبض بالثقافة السعودية الأصيلة، ونحن لا ندير فنادق فقط، بل نُظهر للعالم المعنى الحقيقي للضيافة السعودية». وتضمّنت هذه الشراكة إعلان «أديرا» عن مجموعتها من العلامات الفندقية السعودية الأصيلة، التي تشمل: «علياء: علامة سعودية فاخرة بمعايير راقية»، و«سما: تجربة حياة عصرية نابضة بالحياة من فئة الخمسة نجوم»، و«نور: مفهوم فندقي عملي وفعّال ضمن فئة السوق المتوسطة». وصُممت هذه العلامات لتواكب روح التحول، وتضع معايير جديدة متجذرة في الثقافة السعودية، مدفوعة بتصاميم عصرية، ومهيأة لجذب الاهتمام العالمي. اللافت أن أسماء «علياء»، و«سما»، و«نور» مستوحاة من كلمات النشيد الوطني السعودي؛ مما يضفي على هوية «أديرا» بعداً ثقافياً أعمق. وتعزز هذه الشراكة التكامل الاستراتيجي تحت مظلة «صندوق الاستثمارات العامة»، وتمهد الطريق نحو تطوير بنية تحتية سياحية متكاملة في مدينة القدية، التي تستعد لاستقبال ملايين الزوار سنوياً من مختلف أنحاء العالم، بفضل ما ستحتويه من وجهات عالمية المستوى، مثل: «سكس فلاقز مدينة القدية» و«أكواريبيا»، أكبر متنزه مائي في المنطقة.


الرياض
منذ 29 دقائق
- الرياض
القيادة تهنئ ممثل الملك في جزر كوك بذكرى يوم الدستور لبلاده
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة، لمعالي السير توم مارسترز ممثل الملك في جزر كوك، بمناسبة ذكرى يوم الدستور لبلاده. وأعرب الملك المفدى، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لمعاليه، ولحكومة وشعب جزر كوك الصديق اطراد التقدم والازدهار. كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية تهنئة، لمعالي السير توم مارسترز ممثل الملك في جزر كوك، بمناسبة ذكرى يوم الدستور لبلاده. وعبر سمو ولي العهد، عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة لمعاليه، ولحكومة وشعب جزر كوك الصديق المزيد من التقدم والازدهار.