logo
الرجل الألفا يشعر بالوحدة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

الرجل الألفا يشعر بالوحدة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

CNN عربية١٥-٠٥-٢٠٢٥

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شعر تايرون مارش بفراغ في حياته. كان في الأربعين من عمره، متزوجًا وله طفلان، ويصف نفسه بأنه اجتماعي بطبعه. لكن، بعدما استقرّ في نيويورك عقب سنوات من التنقل، أدرك أنّ علاقاته الحالية تفتقر إلى العمق. فحديثه مع الرجال غالبًا ما يدور حول الرياضة أو العلاقات العاطفية، لكنه كان يطمح إلى ما هو أعمق.. بناء صداقات حقيقية.
في العام 2018، صادف مجموعة على موقع Meetup ظنّ أنها نادٍ للكتاب، لكن الواقع كان مغايرًا: مشروع ManKind، منظمة تقدّم لقاءات دعم وورشًا مكثفة لمساعدة الرجال على تحسين علاقتهم بأنفسهم وبالآخرين.
أثار هذا الأمر فضوله، فانضم إلى واحدة من "دوائر الرجال" التابعة للمنظمة، وهي لقاءات منتظمة يشارك فيها الرجال مشاعرهم وتجاربهم.
يقول مارش عن أول لقاء حضره: "جلست مع هذه المجموعة من الرجال، وتحدثت بتلعثم عما يدور في ذهني. وكانوا يستمعون إليّ، ويطرحون أسئلة، من دون أن أشعر بأي حكم أو انتقاد. وجدت ما كنت أفتقده طوال حياتي".
لماذا لا يتمتع غالبية الرجال بما يكفي من الأصدقاء المقربين؟
سعى مارش لإيجاد روابط أعمق تسلّط الضوء على تحدٍّ كبير يواجه الكثير من الرجال اليوم. فرغم أن مشاعر الوحدة والعزلة تُصيب الرجال والنساء على حد سواء، إلا أن الرجال يواجهون صعوبة خاصة في تكوين صداقات عميقة، وهو اتجاه يحذّر الباحثون من تبعاته الخطيرة. فالعزلة الاجتماعية بين الرجال تضع أعباءً إضافية على شريكاتهم، وتزيد من احتمالية انجذابهم إلى تيارات غير مرغوب بها على الإنترنت، وقد تؤدي في حالات قصوى إلى الاكتئاب والانتحار والعنف المنزلي.
وفي وقت يجد فيه بعض الرجال الانتماء إلى أوساط سامة ضمن ما يُعرف بـ"المانوسفير"، تقدم "دوائر الرجال" نموذجًا إيجابيًا بديلًا للرجولة.
يرى الخبراء أن الإقبال على هذه المجموعات آخذ بالازدياد في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا، ويؤكد مارش وآخرون يشاركون فيها أنها تغيّر مفاهيم قديمة ومتجذّرة حول ما يعنيه أن تكون رجلًا.
بعد سنوات من المشاركة في هذه الدوائر، استطاع مارش، الذي يشغل حاليًا منصب الرئيس المشارك للكفاءة الثقافية والانتماء في منظمة ManKind Project USA، بناء شبكة من الأصدقاء المقرّبين الذين يمكنه الاعتماد عليهم.
دراسة: العناق يساعد النساء على مواجهة الإجهاد..ماذا عن الرجال؟
وقد علّمه هذا الكثير عن ذاته. فاليوم، عندما يشعر بعدم اليقين في العمل، يعترف بذلك عوض الانغماس في أفكار سلبية حول عدم كفاءته. كما لا يخجل من البكاء أمام أطفاله ليُريهم أنّ التعبير عن المشاعر ليس عيبًا. ويحرص على التفكير قبل أن يتحدث.
وقال لـCNN: "نحن كرجال تربّينا على كبت مشاعرنا، ومواجهة كل شيء بمفردنا، وأن 'نتحمل ونكون أقوياء'. بالنسبة لي، هذا كان يعني العزلة. لكن هذه الدوائر تقلب المعادلة".
تتّبع "دوائر الرجال" التي يديرها ميسّرون مدرّبون بنية مماثلة في العادة:
وضع الميسّر لبعض القواعد الأساسية بداية.
تعريف كل مشارك عن نفسه ومشاركة مشاعره في تلك اللحظة.
نشاط تمهيدي ربما، لكسر الجليد.
ثم الانتقال إلى مرحلة أعمق من المشاركة، حيث يتحدث الرجال عن قضايا يواجهونها في حياتهم، من مشاكل عاطفية ومهنية، إلى أزمات صحية.
تبادل الرجال لأطراف الحديث، والإصغاء لبعضهم، ثم طرح تعليقات بناءة أو تقديم دعم عاطفي.
اختتام اللقاء غالبًا بتلخيص للدروس المستفادة، أو مجرد تعبير عن الامتنان لما تمت مشاركته.
هذه اللقاءات تساعد الرجال على تقوية مهاراتهم الاجتماعية وتحسين علاقاتهم مع الآخرين، وفق باسكو أشتون، الشريك المؤسّس والمدير التنفيذي لمنظمة "Men's Circle" في المملكة المتحدة.
وأضاف: "الرجال في الغالب لا يمتلكون الأدوات. لم يتعلموا المهارات الاجتماعية والعاطفية التي غالبًا ما تكتسبها النساء، مثل المحادثة الخفيفة أو بناء روابط عاطفية أعمق، الذكاء العاطفي الذي نمارسه في هذه الدوائر".
هذا الإدراك دفع أشتون إلى تأسيس أول دائرة رجال في العام 2020، بعدما فقد اثنين من أصدقائه بسبب الانتحار، وشعر بالحاجة إلى تطوير ذاته، خصوصًا بعد نقاشات مع صديقات حول حركة #MeToo. كما شعر بالوحدة وعدم القدرة على الإفصاح عن مشاعره لأصدقائه الذكور.
ذلك اللقاء البسيط بين عدد من الأصدقاء في حديقة بلندن تطوّر لاحقًا ليصبح منظمة أوسع عابرة للمملكة المتحدة، مع مشاركين أيضًا من أوروبا والولايات المتحدة. وتقدّم هذه المنظمة ورش عمل وفعاليات جماعية ولقاءات غير رسمية.
ولفت أشتون إلى أن هناك كثير من الرجال ينضمون إلى هذه الدوائر بحثًا عن التواصل الاجتماعي، لكنهم يخرجون منها وقد حصلوا على ما هو أعمق بكثير. ففي استطلاع غير رسمي أجرته منظمته، أبلغ المشاركون عن حصولهم على دعم متبادل، ونظرة أعمق للحياة، وتحسن في تنظيمهم العاطفي، ووعيهم الذاتي، ومهارات حياتية أخرى أساسية.
توضح نايوب واي، مؤلفة كتاب "ثوار بقضية: إعادة تخيّل الفتيان وأنفسنا وثقافتنا"، أنّ سبب افتقار كثير من الرجال للعلاقات العميقة لا يعود إلى فروقات بيولوجية، بل إلى مشكلة ثقافية.
فبعد أكثر من أربعة عقود على دراسة تطور المراهقين، وجدت واي أن الفتيان يرغبون فعلًا بعلاقات حميمة مع أصدقائهم. لكن مع تقدّمهم في العمر، يبدأ المجتمع بالضغط عليهم لـ"يتصرفوا كرِجال"، ما يؤدي إلى ما تسميه واي بـ"أزمة في الترابط الإنساني".
تُظهر الأبحاث الحديثة أن مجموعات الرجال، مثل "ManKind Project" و"Men's Circle"، تجترح نموذجًا إيجابيًا للذكورة من خلال تشجيع الرجال على التعبير عن مشاعرهم ومناقشة صحتهم النفسية في بيئة داعمة، لا أحكام مسبقة فيها. كما توفر مساحة تواصل للرجال، ودعم بعضهم، وتحسين رفاههم العقلي. وأظهرت الدراسات أنّ هذه الدوائر تُساهم في تقليل وصمة العار المرتبطة بالتعبير عن الضعف، وتساعد على تقليل معدلات الانتحار ومشاكل الصحة النفسية بين الرجال.
دراسة جديدة: الرجال بلحية أكثر جاذبية للنساء
وتوصلت أبحاث واي، مؤلفة كتاب "Deep Secrets: Boys' Friendships and the Crisis of Connection"، إلى أن الأولاد يرغبون بإنشاء صداقات حميمة وعاطفية، لكن الضغوط الثقافية تدفعهم بعيدًا عن هذه الروابط مع تقدمهم في السن. وبيّنت دراساتها أن الأولاد يقدّرون الصداقات العميقة المبنية على الثقة والمشاركة العاطفية، لكن مع تقدمهم في السن، تبدأ هذه الروابط بالتلاشي بسبب الضغوط المجتمعية لتبني سلوكيات تُعتبر "ذكورية".
من خلال المشاركة في هذه المجموعات، يمكن للرجال بناء شبكة من الأصدقاء المقربين الذين يمكنهم الاعتماد عليهم. على سبيل المثال، لفت آشتون، مؤسس "Men's Circle" في المملكة المتحدة، إلى أنّ هذه المجموعات توفّر للرجال الأدوات اللازمة للتواصل العاطفي وبناء علاقات أعمق، مضيفًا أنّ هذه المجموعات توفر بيئات داعمة للرجال من أجل لتعبير عن مشاعرهم والتواصل بشكل أعمق، ما يُساهم في تحسين صحتهم النفسية والاجتماعية.
هذه المجموعات ليست مثالية وفق إيان ماكلروي، الذي كتب لموقع The Cut في العام 2021: "هذه المجموعات لا تزال تُدار من قبل رجال يحملون كل أعبائهم الثقافية ونظراتهم المتأصلة"، حتى مع التزام الرجال بتحسين أنفسهم، فإنهم لا ينجحون دومًا في ذلك.
تقول أنجيليكا فيرارا، عالمة نفس تنموي واجتماعي تركز أبحاثها على الذكورة والجندر، إن العديد من هذه المجموعات تنتهي بتعزيز الأفكار النمطية حول ما يجب أن يكون عليه الرجل.
يتألمون في صمت..اضطراب الأكل يهدّد الرجال أيضًا
وقالت لـCNN: "بعض مجموعات الرجال تعمل على أساس أن 'الرجل الحقيقي' يجب أن يكون ضعيفًا عاطفيًا ومُعيلًا، ليس فقط ماديًا بل أيضًا من خلال الدعم العاطفي للآخرين"، مضيفة أنّ "هذه الأطر ما تزال تمنح الرجال قيمة (ومكانة في أعين رجال آخرين) فقط بناءً على ما يُقدّمونه للآخرين، وهذه مشكلة كبيرة"،
وخلصت إلى أن مشروع ManKind ومنظمات رجالية أخرى يعتمدون على طقوس البدء وأنماط رمزية محددة لمساعدة الرجال على التواصل مع ذواتهم، مستمدين ذلك من جذورهم في حركة "الميثوبويتك" للرجال، التي ظهرت في الثمانينيات والتسعينيات، حيث كان الرجال يُؤخذون إلى الغابات لإعادة اكتشاف رجولتهم الفطرية من خلال حلقات الطبول والإنشاد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هكذا تفاعل صلاح مع فوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
هكذا تفاعل صلاح مع فوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي

CNN عربية

timeمنذ 11 ساعات

  • CNN عربية

هكذا تفاعل صلاح مع فوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ)، السبت، عن فوز النجم المصري محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب في المسابقة لموسم 2025/2024. ونشر حساب "البريميرليغ" على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) صورة لحصول صلاح على الجائزة، وعلّق قائلاً: "الأفضل في كل زمان ومكان".فيما نشر محمد صلاح صورة له وهو يحمل الجائزة، وأرفق ذلك برمز تعبيري.وكان صلاح قد خاض 37 مباراة في المسابقة هذا الموسم، سجّل خلالها 28 هدفاً وقدم 18 تمريرة حاسمة، مما ساهم في فوز نادي ليفربول باللقب. ويتصدر اللاعب، البالغ من العمر 32 عاماً، سلم ترتيب هدّافي المسابقة ويعتبر من بين أكثر اللاعبين صناعةً للأهداف. وسبق وأن فاز محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا لهذا العام، المقدمة من رابطة النقاد الرياضيين. محمد صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا لعام 2025

بعد 37 عاما.. العثور على منحوتة جيم موريسون المسروقة بباريس
بعد 37 عاما.. العثور على منحوتة جيم موريسون المسروقة بباريس

CNN عربية

timeمنذ 11 ساعات

  • CNN عربية

بعد 37 عاما.. العثور على منحوتة جيم موريسون المسروقة بباريس

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عثر على تمثال نصفي للمغني والشاعر الأمريكي الراحل جيم موريسون، الذي كان قد فُقد من قبره في باريس قبل نحو 4 عقود، وذلك بحسب الشرطة الفرنسية. وكتبت مديرية الشرطة القضائية الإقليمية بباريس في منشور على "إنستغرام" الجمعة: "بعد 37 عامًا من الغياب، عُثِر على تمثال رأس جيم موريسون، الذي سُرق في العام 1988، من مقبرة بير لاشيز". وأضافت أن "هذا الرمز الأيقوني بالنسبة لمعجبي المغني تمّت استعادته" خلال تحقيق أجرته فرقة مكافحة الفساد والجرائم المالية، بإشراف من مكتب النائب العام في باريس. وأفادت النيابة العامة في باريس CNN في بيان، الثلاثاء: "لقد تم العثور عليه بالصدفة أثناء عملية تفتيش أمر بها قاضي تحقيق في محكمة باريس". وقال جيف جامبول، مدير تركة جيم موريسون، في بيان لـ CNN يوم الثلاثاء: "نحن سعداء لسماع خبر العثور على التمثال"، مضيفًا: "من الواضح أن هذا التمثال يمثل قطعة من التاريخ، وكان قطعة فنية أرادت عائلة جيم أن تكون موجودًا على قبره، لذا فإن استعادته أمر مفرح". وتابع قائلاً: "الآن علينا أن نرى في أي حالة سيكون فيها التمثال". وكان موريسون، المغني صاحب الكاريزما بفرقة الروك "The Doors" في الستينيات، قد توفي في العام 1971، عن عمر يناهز 27 عامًا فقط. ويجذب قبره في العاصمة الفرنسية العديد من محبي الموسيقى. ويُعد مدفنه في مقبرة "بير لاشيز" واحدًا من أشهر القبور في باريس، بحسب الموقع الرسمي للسياحة في المدينة، حيث يتجمع المعجبون هناك سنويًا في ذكرى وفاته في الثالث من يوليو/ تموز. اكتشاف تمثال نصفي روماني عمره 1800 عام في مرآب للسيارات والتمثال النصفي، الذي نحته النحات الكرواتي ملادين ميكولين، قد تم تركيبه على شاهد قبره في الذكرى العاشرة على وفاته، وفقًا للموقع الرسمي لمدينة باريس. ومع ذلك، اختفى في العام 1988. وقد جرى استبدال شاهد القبر، الذي تضرر في الثمانينيات، من قبل والديه في العام 1990، بنقش مكتوب عليه باليونانية: "وفي لروحه". وفي الذكرى العشرين على وفاة موريسون العام 1991، اضطرت الشرطة إلى تفريق المعجبين من المقبرة باستخدام الغاز المسيل للدموع بسبب سلوكهم غير المنضبط. وبحلول الذكرى الثلاثين، تم حظر الكحول والموسيقى، لكن الآلاف ما زالوا يتوافدون إلى قبره لوضع أكاليل الزهور والتقاط الصور. قال عازف الأورغ السابق في فرقة "The Doors"، راي مانزاريك، حينها: "في كل يوم، تُعزف إحدى أغاني The Doors في مكان ما من العالم. إن طاقة جيم موريسون لا تزال معنا، في الأثير". كان موريسون، المعروف أيضًا بلقب "ملك السحالي"، قد اشتهر بإفراطه في شرب الكحول وتصرفاته الصادمة على المسرح. غادر موريسون الفرقة في العام 1971 ليركز على كتابة الشعر، وانتقل مع صديقته باميلا كورسون إلى باريس، حيث توفي في شقتهما في وقت لاحق من ذلك العام. تمثال نصفي أثري بيع بأحد متاجر غوديل في أمريكا يعود إلى ألمانيا وأبلغت كورسون السلطات بأنها وجدت المغني ميتًا في حوض الاستحمام. وقد تم تسجيل سبب الوفاة رسميًا على أنه فشل في القلب، مع ذلك لم تجرَ عملية تشريح للجثة، ما أثار نظريات المؤامرة حول سبب وفاته.

صيحة جديدة تثير الانقسامات لركاب يضعون المكياج على متن الطائرة
صيحة جديدة تثير الانقسامات لركاب يضعون المكياج على متن الطائرة

CNN عربية

timeمنذ يوم واحد

  • CNN عربية

صيحة جديدة تثير الانقسامات لركاب يضعون المكياج على متن الطائرة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لسنوات، ارتبطت رحلات الطيران الطويلة بالانزعاج، والجفاف، وغياب الفخامة. ولكن قَلَبَت صيحة متداولة عبر منصة التواصل الاجتماعي"تيك توك" هذه السمعة رأسًا على عقب. بدأت هذه الصيحة على يد مؤثرين. والآن، أصبح العديد من الركاب يوثقون ويشاركون مقاطع فيديو بعنوان "استعدوا معي" (GRWM) من مقاعدهم، حيث يقومون بتحويل طاولات الطعام في الطائرة إلى محطات تجميل مؤقتة. تشمل هذه الصيحة كل شي، من بكرات تسريح الشعر، ومنتجات العين المرطِّبة، إلى وضع مكياج كامل للوجه رغبةً في الوصول إلى وجهة عطلتهم، وهم على أهبة الاستعداد. ولا تكتفي الصيحة بذلك فقط، إذ حوّل بعض الركاب حمامات الطائرات الضيقة إلى خلفيات لطقوسهم المسائية للعناية بالبشرة. يأتي هذا في إطار تحوّل أوسع نحو منح الأولوية للعافية والظهور بمظهر لائق، حتى على ارتفاع أكثر من 10 آلاف متر. تحدّثنا إلى صانعات محتوى جرّبن هذه الصيحة وأخصائية جلدية لمعرفة آرائهنّ: صرّحت بيرفين يلماز، وهي ممّن يصنعون محتوى عن المكياج والعناية بالبشرة عبر "تيك توك"، لـCNN أنّها شعرت بالإلهام من انتشار هذه الصيحة، وأرادت تجربة شيء "مختلف ومبتكر" خلال أول تجربة لها على متن الطائرة، مؤكدةً أهمية التركيز على العناية بالبشرة أثناء الطيران. في مقطع فيديو نشرته، استخدمت يلماز منتجات أقل مقارنةً بغيرها من المؤثرين، كما أنّها تجنبت وضع طبقة ثقيلة من المكياج للسماح لبشرتها بالتنفس. وكان هدفها الحفاظ على بشرة "منتعشة ومريحة" وذات مظهر طبيعي. حرصت صانعة المحتوى على أن تكون منتجاتها مناسبة للسفر، حيث كانت غالبيتها بأحجام صغيرة، كما أنها استخدمت هاتفها للإضاءة. أشارت يلماز إلى أنّ غالبية الركاب كانوا نيامًا أثناء تصويرها لنفسها، لذا فهي لم تلفت أي انتباه أو تزعج أي شخص. لا تقتصر هذه الصيحة على الجمال فحسب، إذ أوضحت صانعة المحتوى البريطانية، جورجيا باريت، أنها أشبه بأداة علاجية، خاصة للركاب الذين يعانون من قلق شديد جدًا عندما يأتي الأمر للسفر. بعد أكثر من عامين من الخضوع لجلسات علاج، تعلمت باريت أهمية تشتيت انتباهها بأمرٍ مفيد، إذ قالت: "مشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى الموسيقى لا يجدي نفعًا. لكن وضع المكياج هو الشيء الوحيد الذي أفادني".ما بدأ كآلية تأقلم تطور إلى محتوى منشور، وحصدت مقاطع الفيديو الأولى التي نشرتها ملايين المشاهدات. بينما قد يُلقي الركاب نظرة خاطفة عليها، إلا أنّها حريصة على عدم انتهاك المساحة الشخصية لأي شخص أثناء التصوير. ولكنها أقرّت أنّ "التصوير هو أصعب جزء. قد يُحدق بك الناس عندما يعلمون أنّك صانع محتوى". تسمح غالبية خطوط الطيران للركاب بتوثيق مقاطع الفيديو أو التقاط الصور باستخدام الهواتف أو الكاميرات الصغيرة، طالما لا يُخلّ ذلك بسلامة الطيران أو يُزعج أفراد الطاقم. بموجب سياسة شركة "يونايتد"، يُسمح للمسافرين بالتقاط لحظاتهم الشخصية على متن الطائرة، ولكن لا يُسمح بتصوير ركاب آخرين أو موظفي شركة الطيران من دون إذنهم. وتطبِّق الخطوط الجوية الأمريكية، و"دلتا"، و"ساوث ويست" قواعد مماثلة. يُسمح لموظفي خطوط "دلتا" أيضًا بمطالبة الركاب باحترام خصوصيتهم وتجنب إظهارهم في أي محتوى. مع ذلك، أفادت شركة الطيران أنّه لا يُمكن لطاقم الطائرة إجبار أي راكب على التوقف عن التصوير، ولا يُمكنهم "إخراج أي شخص من الطائرة لمجرد أنه التقط صورة أو وثّق مقطع فيديو". يبدو أن هذه الصيحة نالت إعجاب الكثير من مضيفي الطيران، ففي أحد مقاطع الفيديو التي نشرها حساب "jazhand@" الذي تبع هذه الصيحة، علّق العديد من المضيفين بأنّهم يستمتعون بمشاهدة الركاب، وهم يضعون مستحضرات التجميل جوًا. رُغم انبهار بعض أفراد الطاقم من ذلك (أو عدم ممانعتهم للتصوير)، إلا أنّ بعض مستخدمي "تيك توك" لا يتقبّلون الأمر.في فيديو منشور في عام 2024، ظهرت صانعة المحتوى "kaayywright@" وهي تضع مساحيق التجميل على وجهها بالكامل أثناء رحلة جوية، وكانت الردود الفعل أكثر انقسامًا. حصد الفيديو أكثر 4.5 مليون مشاهدة، وكتب أحد المستخدمين: "مُقزز"، بينما كتب آخر: "كنت سوف اسأل عمّا إذا كان من الممكن طردك (من الطائرة)".ليس الجميع مقتنعًا بأنّ وضع المكياج في الجو هو الأفضل لبشرتك، خاصةً فيما يتعلق بالنظافة، إذ أنه من المعروف أنّ طاولات الطعام، وأحزمة الأمان، ومساند الأذرع على متن الطائرات تُعتبر من بين أكثر الأسطح تلوثًا. صيحة مكياج "عيون الثعلب" تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي.. لماذا يعتبرها النقاد عنصرية؟ لكن مع توفير غالبية الرحلات الجوية مناديل مضادة للبكتيريا الآن، وخضوع الرحلات الطويلة لتنظيف أكثر شمولاً، يُمكن القول إنّ هذا الروتين ليس أكثر خطورة من وضع المكياج في المنزل. أكّدت طبيبة الأمراض الجلدية والمديرة الطبية في مركز "Spring Street Dermatology" في مدينة نيويورك الأمريكية، الدكتورة سابنا باليب، أنّها تتفهم جاذبية هذه الصيحة، ولكن لديها بعض المخاوف. وشرحت: "من الجيّد رؤية أنّ الأشخاص على متن الرحلات الطويلة يحاولون العناية ببشرتهم حقًا. ولكن إذا كنتِ معرضًا للإصابة بحَب الشباب أو تعاني من حالة الوردية، فسيكون ذلك بمثابة كابوس". ووفقًا لما ذكرته باليب، يمكن للبيئة النموذجية للمقصورة، التي تكون منخفضة الرطوبة وتُدخِل الهواء المُعاد تدويره، أن تجعل البشرة هشة وجافة. وأوضحت أن الطبقة الخارجية للبشرة "تصبح أكثر هشاشة وتتقشّر بسهولة. والترطيب ضروري قبل وضع المكياج".توصي باليب بجعل الخطوات بسيطة، إذ قالت: "اركب الطائرة بوجهٍ منتعش، ومن ثم يمكنك التأنق في الساعة الأخيرة قبل الهبوط". كما أنّها تنصح بالابتعاد عن المستحضرات الغنية بالكحول، والالتزام بمنتجات أساسية خفيفة ومستحضرات مكياج معدنية الأساس لمن يمتلك بشرة حساسة. ما سر صيحة مستحضرات التجميل للذكور من مشاهير الصف الأول؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store