
مواقف شاجبة لـ"حصريّة السلاح"... حزب الله: قرار الحكومة تجريد لبنان من سلاح المقاومة خطيئة... وسنتعامل كأنه غير موجود
توالت أمس المواقف الشاجبة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتي قرَّرت تكليف الجيش وضع خطة لتنفيذها قبل 31 من الشهر الجاري، ورفعها الى مجلس الوزراء لاقرارها. فيما العين على تأكيد أولويّة الانسحاب "الإسرائيلي" من النقاط التي يحتلها ووقف الاعتداءات وإعادة الأسرى.
ناصر الدين: نعمل كي نصل الى جلسة إيجابية
اشار وزير الصحة ركان ناصر الدين، في حديث تلفزيوني، الى اننا حاولنا يوم الثلاثاء الخروج بصيغة جامعة لتجنّب "المشكل"، لكنّ الأمر لم يحصل بعدما أصرّ رئيس الحكومة نواف سلام على الصيغة التي طرحها لحصر السلاح، وذلك في ظل غياب وزيرين من الثنائي الشيعي"، لافتا "الى ان رئيس الجمهورية جوزاف عون حاول لعب دور الميزان بين الرأيين على طاولة مجلس الوزراء، ونعمل كي نصل الى جلسة إيجابية الخميس".
بأن النقاشات يجب أن تستكمل
قال وزير التنمية الادارية فادي مكي عبر منصة "إكس"، انه "سجل تحفظه ضمن الأطر المؤسساتية على طاولة مجلس الوزراء تحديدا على الشق المتعلق بوضع مهلة زمنية قبل أن يتقدم الجيش باقتراحه، وقبل استكمال النقاش في الجلسة المقبلة"، مضيفا "ينطلق موقفي من اقتناع راسخ بأن هذه النقاشات يجب أن تستكمل بروية ومسؤولية، بما يضمن مصلحة جميع اللبنانيين ويحمي هواجسهم المشروعة، وبما ينسجم في الوقت نفسه مع البيان الوزاري الذي التزمناه ، لجهة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيد قواها الشرعية، وتأكيد أولوية تأمين الانسحاب من كل النقاط التي لا تزال تحتلها "إسرائيل"، وقف الأعمال العدائية وإعادة الأسرى".
حزب الله: ما قررته الحكومة
أعلن حزب الله في بيان له: "إرتكبت حكومة الرئيس نواف سلام خطيئةً كُبرى في اتخاذ قرار يُجرِّد لبنان من سلاح مقاومة العدو الإسرائيلي، ما يُؤدي إلى إضعاف قدرة لبنان وموقفه أمام استمرار العدوان "الإسرائيلي" - الأميركي عليه، ويُحقِّق لـ "إسرائيل" ما لم تُحقِّقه في عدوانها على لبنان، حيث واجهناها بمعركة أولي البأس التي أدّت إلى اتفاق يُلزم "إسرائيل" بوقف عدوانها والانسحاب من لبنان".
ورأى ان "هذا القرار فيه مخالفة ميثاقية واضحة، ومخالفة للبيان الوزاري للحكومة حيث ورد في الفقرة الخامسة النص الآتي: "وتلتزم الحكومة وفقًا لوثيقة الوفاق الوطني المقرَّة في الطائف باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الإحتلال وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً. فالمحافظة على قوة لبنان وسلاح المقاومة من قوة لبنان، وهي من الإجراءات اللازمة، وكذلك العمل على زيادة قوة لبنان بتسليح الجيش وتقويته ليتمكن من طرد العدو "الإسرائيلي" من أراضي الدولة وتحريرها وحمايتها، وهو من الإجراءات اللازمة".
وتابع "جاء هذا القرار نتيجة إملاءات المبعوث الأميركي براك، وهو ما ذُكر في أسباب طرحه في مجلس الوزراء ومبررات إقراره، بإعلان الرئيس سلام أنَّ مجلس الوزراء "قرَّر استكمال النقاش بالورقة الأميركية يوم الخميس المقبل، وتكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي. هذا القرار يُحقق مصلحة "إسرائيل" بالكامل، ويجعل لبنان مكشوفًا أمام العدو من دون أي ردع".
واعتبر البيان ان "الحكومة ضربت بعرض الحائط التزام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في خطاب القسم بنقاش استراتيجية الأمن الوطني، بقوله: "عهدي أن أدعو إلى مناقشة سياسة دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجية أمن وطني على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية، أكرّر الدولة اللبنانية، من إزالة الاحتلال الإسرائيلي ورد عدوانه عن كافة الأراضي اللبنانية. فما قررته الحكومة هو جزء من استراتيجية الاستسلام، وإسقاط صريح لمقومات سيادة لبنان".
واشار البيان الى ان "خروج وزراء حزب الله وحركة أمل من الجلسة هو تعبيرٌ عن الرفض لهذا القرار، وتعبير عن رفض المقاومة بما تمثل من شرائح وازنة من المجتمع اللبناني من كل المناطق والطوائف والأحزاب، وتعبيرٌ أيضًا عن الرفض الشعبي لقرار إخضاع لبنان للوصاية الأميركية والاحتلال الإسرائيلي""، معتبرا ان "هذا القرار يُسقط سيادة لبنان، ويُطلق يد "إسرائيل" للعبث بأمنه وجغرافيته وسياسته ومستقبل وجوده، وبالتالي سنتعامل مع هذا القرار كأنَّه غير موجود. وفي الوقت نفسه نحن منفتحون على الحوار، وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وتحرير أرضه والإفراج عن الأسرى، والعمل لبناء الدولة، وإعمار ما تهدَّم بفعل العدوان الغاشم، ومستعدون لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني ولكن ليس على وقع العدوان".
وختم البيان مشددا على "وجوب تنفيذ الاتفاق من الجانب الإسرائيلي أولًا، وعلى الحكومة أن تعمل كأولوية باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الإحتلال الإسرائيلي، كما ورد في بيانها الوزاري، وإلى أهلنا الشرفاء نقول: غيمة صيف وتمر إن شاء الله، وقد تعودنا أن نصبر ونفوز".
" أمل": جلسة اليوم فرصة للتصحيح
أعلن المكتب الاعلامي المركزي في حركة "أمل" في بيان له: "ان لبنان ومنذ 27 تشرين الثاني عام 2024 تاريخ اقرار إتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان والعدو "الاسرائيلي" إلتزم بكامل بمندرجات الاتفاق ولا زال ملتزما بما هو متوجب عليه، لتنفيذ هذا الاتفاق الذي أقرته الحكومة السابقة والحكومة الحالية كاملاً، بينما العدو لم يلتزم وهو لازال يمعن في عدوانه غارات جوية واغتيالات بواسطة المسيرات، مستبيحاً الاجواء اللبنانية ويستمر بإحتلاله مساحات شاسعة من الاراضي اللبنانية من بينها ما يعرف بالتلال الخمس، إضافة الى منعه أهالي القرى الحدودية من العودة اليها بعد تدميرها. وإنطلاقا مما تقدم كان حري بالحكومة اللبنانية التي تستعجل تقديم المزيد من التنازلات المجانية للعدو الاسرائيلي باتفاقات جديدة، كان أولى ان تسخر جهودها لتثبيت وقف النار أولاً ووضع حد لآلة القتل الإسرائيلية" .
أضاف البيان "بذلك تكون الحكومة تعمل عكس ما جاء في خطاب القسم لرئيس الجمهورية ومخالفة لبيانها الوزاري، وبالتالي جلسة الغد فرصة للتصحيح وعودة للتضامن اللبناني كما كان".
تبنّي خط الحوار مع المقاومة
استنكرت لجنة المتابعة في "لقاء مستقلون من أجل لبنان"، في بيان "محاولة الحكومة تأمين صدور قرار سياسي ملزم لجميع الأطراف والمكونات يُشكل الغطاء المطلوب خارجياً لمصادرة سلاح المقاومة. وإعتبرت أن موقف السلطة السياسية يتناقض مع مبادىء وبنود الوفاق الوطني لعام 1989-1990 (اتفاق الطائف) الذي يقر بحق الشعب في مقاومة الإحتلال وبواجب الدولة في بسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية، وذلك على اساس مرجعية اتفاقية الهدنة لعام 1949 التي تعتبر أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقسم من بلدة الغجر اراضي ضمن الحدود اللبنانية المسجلة لدى المم المتحدة منذ عام 1923"، معتبرا "ان موقف رئيس الحكومة نواف سلام أو بعض الأطراف فيها يجر البلاد الى الإقتتال الداخلي خدمة للأجندة الأميركية، وإستكمالاً لأهداف العدو الذي لا زال يواصل احتلاله لأجزاء من الجنوب، ويُمعن في إعتداءاته اليومية، ويستمر في خروقاته للسيادة الوطنية ولإتفاق وقف اطلاق النار 1701 ".
ورأى البيان "أن مقاربة حصرية السلاح لا تتم بقرار إداري- أوامري وكذلك إلغاء دور المقاومة لا يحصل في ظل إستمرار الإحتلال والعدوان حتى لا يكون هناك تطابق بين خطة العدو في لبنان ومهام حكومتنا، وإنما يتوجب على إدارة سلام تبني خط الحوار مع المقاومة وحزب الله حول إستراتيجية الأمن الوطني، والسعي كمرحلة أولى الى إلزام العدو بالإنسحاب ووقف العدوان والإعتداءات وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لديه"، متسائلا: "حول خلفيات تسرّع الحكومة في إتخاذ خطوات متهورة تهدد الوحدة الوطنية ومصلحة الأمن الوطني وتجرّد لبنان من عناصر قوته ومنعته ومن إمكانات المقاومة الممثلة للإرادة الشعبية والتي أستُخدمت في مختلف المراحل في الدفاع عن لبنان ضد العدو "الإسرائيلي" وفي تحرير أراضيه المحتلة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ 28 دقائق
- صوت بيروت
الجميل لعراقجي: وصايتكم انتهت إلى غير رجعة
كتب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عبر منصة 'اكس ': ' وزير خارجية إيران آخر من يحق له إعطاء دروس لحكومة لبنان. يهتمّ ببلده ويتركنا نرمّم يلي خرّبه ببلدنا. وصايتكم انتهت الى غير رجعة. هذه التصاريح لا يجب ان تمرّ بعد اليوم. أتمنى على الصديق وزير الخارجية استدعاء السفير الإيراني غداً كأول خطوة بإتجاه طرده'. وزير خارجية إيران آخر من يحق له إعطاء دروس لحكومة لبنان. يهتمّ ببلده ويتركنا نرمّم يلي خرّبه ببلدنا. وصايتكم انتهت الى غير رجعة. هذه التصاريح لا يجب ان تمرّ بعد اليوم. أتمنى على الصديق وزير الخارجية استدعاء السفير الإيراني غداً كأول خطوة بإتجاه طرده. — Samy Gemayel (@samygemayel) August 6, 2025 كلام الجميل جاء رداً على تصريحات عراقحي التي قال فيها أن خطة نزع سلاح حزب الله التي أقرتها الحكومة اللبنانية ستفشل.


سيدر نيوز
منذ 2 ساعات
- سيدر نيوز
ملحم رياشي: تصريحات إيران بشأن سلاح الحزب تعد تدخلا في السيادة اللبنانية
النائب البرلماني اللبناني ملحم رياشي: تصريحات إيران بشأن سلاح حزب الله تعد تدخلا في السيادة اللبنانية وتريد استغلال لبنان كورقة تفاوضية مع واشنطن 🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.


MTV
منذ 3 ساعات
- MTV
الجيش الإسرائيلي: هاجمنا مستودعات أسلحة ومنصة صاروخية وبنى تحتية تابعة لحزب الله
كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "اكس": أغار جيش الدفاع قبل قليل على أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان ومن بينها مستودعات أسلحة ومنصة صاروخية وبنى تحتية تابعة لحزب الله والتي استخدمها لتخزين آليات هندسية مخصصة لاعادة اعمار بنى تحتية ارهابية في المنطقة. يواصل حزب الله محاولاته لترميم بنى تحتية ارهابية في أنحاء لبنان مخاطرًا بسكان لبنان ومستخدمًا أياهم دروعًا بشرية حيث يعتبر وجود مثل هذه الوسائل القتالية وقيام حزب الله بهذه الأنشطة الارهابية انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. يواصل جيش الدفاع العمل لحماية دولة إسرائيل.