
كيف انتصرت إيران على أمريكا في المرحلة الأولى من المواجهة؟
سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجبراً إلى رفع راية الاستسلام مبكراً والنزول من الشجرة، بعد ساعات من قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإطلاق عملية "بشارة الفتح" واستهداف قاعدة العديد في قطر.
كان من المفترض أن تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية قراراً بالرد على هذا الاستهداف، لا سيما وأنها انخرطت في العدوان على إيران مع كيان العدو الإسرائيلي لتحقيق جملة من الأهداف، وفي مقدمتها تدمير المنشآت النووية الإيرانية وإجبار النظام على الاستسلام، لكن ترامب اتخذ موقفاً مغايراً، حيث ادعى أن الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية في قطر لم يحقق الأهداف، وأنه تم اعتراض الصواريخ، وسقط بعضها في أماكن آمنة، مهنئاً العالم بالسلام، ثم تسارعت الأحداث بعد ذلك، ليعلن ترامب وقفاً لإطلاق النار، ويعلن المجرم نتنياهو ترحيبه بهذه الدعوة ووقف العدوان على إيران.
في المقابل، لم تكن إيران تستجدي حلاً، وكانت الصواريخ حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء تدك مغتصبات العدو، وآخرها ما حدث في بئر السبع من تدمير مبنى مكون من 7 طوابق، ما يعني أن الجمهورية الإسلامية كانت في ذروة قوتها وتصعيدها، وكانت على استعداد للمواجهة لفترات طويلة للتصدي للعدوان الصهيوني الأمريكي.
وبقراءة سريعة، هناك مجموعة من الأسباب التي سارعت في الانكفاء الأمريكي، والهروب من المواجهة، والهزيمة أمام إيران، من أبرزها ما يلي:
- فشل مخطط الفوضى داخل إيران الذي كان يهدف إلى تغيير النظام من خلال الجواسيس والعملاء الذين تم تدريبهم على مدى سنوات كثيرة لمثل هذا اليوم، وكان بحوزتهم مسيرات انتحارية ومتفجرات وغيرها من الأساليب التي تسعى إلى تحقيق هذا الهدف.
- الإخفاق الصهيوني والأمريكي في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، والدليل على ذلك عدم تسرب إشعاعات نووية، وحتى إن ادعى المجرمان نتنياهو وترامب بأنهما دمرا هذه المنشآت، إلا أن الحقيقة تقول عكس ذلك، وهي أن إيران لا تزال تحتفظ حتى الآن ببرنامجها النووي السلمي، وهي قادرة على تخصيب اليورانيوم، والصواريخ الأمريكية لم تؤثر على الإطلاق في تحصيناتها.
- قوة الردع الإيراني، وتوجيه ضربات مسددة ودقيقة ضد المنشآت الصهيونية في عمق كيان العدو بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وفشل الدفاعات الجوية للعدو في التصدي للصواريخ الإيرانية، وخلال أيام فقط تحولت عدد من الأحياء في يافا المحتلة التي يطلق عليها كيان العدو الإسرائيلي تسمية [تل أبيب] إلى ما يشبه غزة، وهذا شكل حالة من الصدمة لدى الصهاينة.
- تزايد مؤشرات الهجرة العكسية من كيان العدو إلى الخارج، فالمغتصبون الصهاينة، وعلى الرغم من إغلاق المطارات، إلا أنهم سارعوا في الهروب عبر البحر من قبرص، وبأعداد كبيرة جداً.
- انتقال المعركة إلى القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، مع المخاوف من إغلاق مضيق هرمز، وتأثير ذلك على حركة التجارة العالمية.
- دخول اليمن كلاعب قوي في هذه المواجهة، وإعلان القوات المسلحة اليمنية بأنها ستستهدف السفن الأمريكية في البحر الأحمر في حال تم العدوان الأمريكي على إيران.
وأمام كل هذه الوقائع، كان لا بد للأمريكيين والصهاينة من التراجع وعدم الاستمرار في المعركة، وهذا في حد ذاته شكل هزيمة مدوية لأعداء إيران، لا سيما وأن المواجهة لا تزال في بداياتها أو في مرحلتها الأولى، فماذا لو طال أمدها لعدة أشهر؟ بالتأكيد، فإن الكيان لن يتحمل وكذلك الأمريكيون.
لقد انتصرت الجمهورية الإسلامية سريعًا، وهذا الانتصار له تبعاته على المنطقة وعلى المحور برمته، وعلى كيان العدو. فالمخطط الخبيث لنتنياهو الساعي إلى السيطرة على المنطقة واستباحتها سيتوقف، وحلم الصهاينة بتحقيق دولتهم المزعومة (إسرائيل الكبرى) تحطم على الصخرة الإيرانية، وبات من مصلحة الدول العربية أن تسارع بالتحالف مع إيران، لخلق جبهة قوية موحدة في وجه الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، فهذه هي الفرصة المواتية.
في المجمل، لم تتمكن أمريكا وكيان العدو من تدمير المنشآت النووية السلمية الإيرانية، ولا من تفجير الوضع الداخلي وتغيير النظام، كما لم تتمكن من التأثير والحد من الترسانة الصاروخية المهولة لإيران، والتي لم تستخدم سوى القليل منها في هذه المواجهة، في حين خسرت "إسرائيل" دفاعاتها الجوية، وخسرت أمريكا مكانتها وهيبتها في المنطقة، وهذا درس كبير للدول العربية والإسلامية بأن تتفوق من غفلتها، وأن تتصدى لمشاريع الاستكبار العالمي في المنطقة، فقد ظهرت ضعيفة وهشة وغير قادرة على الصمود أمام إيران.
المسيرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 34 دقائق
- اليمن الآن
عاجل : غارات إسرائيلية جديدة على إيران وترامب يعبر عن إحباطه الشديد
أفادت وسائل إعلام إيرانية وإسرائيلية بشن غارات جوية إسرائيلية جديدة على إيران، اليوم الثلاثاء، على الرغم من قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إسرائيل ألغتها بناء على طلب منه للحفاظ على وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه منذ ساعات. وأفادت وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية بسماع دوي انفجارين في العاصمة. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن إسرائيل قصفت أحد مواقع أنظمة الرادارات الإيرانية بالقرب من طهران. وجاءت الغارات بعد دقائق من إعلان ترامب أن إسرائيل ألغت هجومها استجابة لأمر منه. وقال ترامب في منشور على تروث سوشيال 'ستحول جميع الطائرات اتجاهها وتعود إلى قواعدها مع إرسال رسالة بشكل ودي لإيران. لن يتضرر أحد، فوقف إطلاق النار ساري المفعول!'. وكان ترامب قد اتهم في وقت سابق كلًا من إسرائيل وإيران بانتهاك وقف إطلاق النار، وعبر عن إحباطه الشديد من إسرائيل التي أعلنت شن ضربات جديدة وكبيرة على طهران. وكتب ترامب على تروث سوشيال بعد وقت قصير من مغادرة البيت الأبيض لحضور قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي 'إلى إسرائيل. لا تسقطوا تلك القنابل. إذا فعلتم ذلك، فسيكون ذلك انتهاكا جسيما. أعيدوا طياريكم إلى دياركم الآن!' وقبل صعوده إلى الطائرة، قال ترامب لصحفيين إنه 'غير راض' عن أيٍ من الجانبين لانتهاكهما الهدنة، خاصة إسرائيل التي قال إنها شنت غارات جوية مكثفة ردا على إطلاق صاروخ واحد ربما كان غير مقصود. وقال لدى مغادرته البيت الأبيض 'يجب أن أجعل إسرائيل تهدأ الآن'. وقال قبل أن يبتعد عن الكاميرات ويتجه إلى طائرته الهليكوبتر إن إيران وإسرائيل تتقاتلان 'منذ فترة طويلة وبشدة لدرجة أنهما لا تعرفان ما تفعلانه'. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن ترامب تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال مراسل لموقع أكسيوس إن نتنياهو أبلغ ترامب بأن إسرائيل ستقلص حجم القصف بدلا من إلغائه. كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد قال في وقت سابقٍ من يوم الثلاثاء إنه أصدر توجيهات للجيش بشن ضربات جديدة على أهداف في طهران ردا على ما قال إنها صواريخ إيرانية أطلقت في 'انتهاك صارخ' لوقف إطلاق النار. من جانبها، نفت إيران إطلاق صواريخ، وقالت إن الهجمات الإسرائيلية استمرت لساعة ونصف الساعة بعد الوقت الذي كان من المفترض أن يبدأ فيه وقف إطلاق النار. المصدر: رويترز


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
إيران تجنح للسلام مع إسرائيل بعد 12 يومًا فقط.. وتقلّل من خسائرها بالدعوة للاحتفال بـ"الانتصار"
دخل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ صباح اليوم الأحد، بعد 12 يومًا من المواجهات العسكرية المكثفة التي طالت العمق الإيراني، وأسفرت عن خسائر فادحة في البنية التحتية والمنشآت النووية، وقيادات بارزة في الحرس الثوري. وجاء الإعلان بعد ضربة جوية نفذتها طائرات أمريكية من طراز B-2 ضد منشآت نووية إيرانية يوم السبت الماضي، وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"المثالية"، مشيرًا إلى أنها شكّلت نقطة تحول في مسار الحرب، ودفعت طهران للقبول باتفاق التهدئة. كما جاء الإعلان بعد ساعات قليلة من إطلاق طهران عشرين صاروخًا باليستيًا باتجاه قاعدة العديد الأمريكية في قطر، تم اعتراضها جميعًا وفقًا لوزارة الخارجية القطرية، باستثناء صاروخ واحد سقط دون أن يخلّف ضحايا، في رد رمزي على تدخل واشنطن إلى جانب إسرائيل في قصف المنشأة النووية الإيرانية. وأعلن ترامب اتفاق وقف إطلاق النار في منشورات متتالية عبر منصته "تروث سوشيال"، مؤكدًا أن "السلام تحقّق من خلال القوة"، وأن التدخل العسكري الأمريكي كان حاسمًا في إنهاء التصعيد. ورغم قصر مدة الحرب، إلا أن نتائجها كانت موجعة للنظام الإيراني؛ إذ فقد العشرات من علمائه النوويين، إلى جانب قيادات بارزة من الصف الأول في الجيش والحرس الثوري، إضافة إلى تدمير منشآت نووية، ومطارات، ومؤسسات خدمية. وقد قُدّر عدد القتلى المدنيين بأكثر من 500 شخص، بينهم العالم النووي محمد رضا صديقي، الذي قُتل في آخر ضربة قبل دخول التهدئة حيّز التنفيذ. وفي الوقت الذي لم تُعلن فيه طهران، وواشنطن، والكيان المحتل أي تفاصيل رسمية عن الاتفاق وشروطه، قال التلفزيون الإيراني إن ساحة الثورة بطهران ستشهد في الساعة السادسة مساءً اليوم الثلاثاء 'احتفالًا بالنصر'، وهو "النصر المزعوم" الذي احتفى به وكلاء إيران في اليمن والعراق ولبنان عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين "انتصار داعمهم في المعركة وإرغام الكيان المحتل على وقف عدوانه". وقد قوبلت دعوات إيران للاحتفال، ونفيها السريع صباحًا إطلاق أي صاروخ باتجاه إسرائيل، بموجة سخرية واسعة على منصات التواصل، حيث أكّد ناشطون أن الاستسلام الإيراني واضح، حتى وإن تم تغليفه بشعارات "النصر"، مشيرين إلى الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة مقارنةً بطهران ووكيلها في لبنان.


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
إعلام إيراني: بدء سريان وقف إطلاق النار مع إسرائيل
أعلنت وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء، بدء سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وذكرت وكالة "فارس" للأنباء، المقرّبة من الحرس الثوري الإيراني، أن وقف إطلاق النار بدء اعتبارًا من الساعة 07:30 بالتوقيت المحلي (04:00 ت. غ.). وأضافت أن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار جاء إثر "خسائر ألحقتها الصواريخ الإيرانية بالصهاينة". وصباح الثلاثاء، أعلن ترامب بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وذلك بعد ساعات من إعلانه توصل طهران وتل أبيب التوصل إلى اتفاق كامل على وقف تام وشامل لإطلاق النار. ومنتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء، أعلن ترامب عن "التوصل إلى اتفاق كامل بين إسرائيل وإيران على وقف تام وشامل لإطلاق النار"، على أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في غضون 6 ساعات تقريبا من لحظة إعلانه، مضيفا أن وقف إطلاق النار يدوم أولا لمدة 12 ساعة ثم "ستعتبر الحرب منتهية رسميا". وجاء إعلان ترامب بعد ساعات من هجوم إيراني صاروخي على قاعدة العديد الأمريكية في قطر تحت مسمى عملية "بشائر الفتح". وفجر الأحد، شنت الولايات المتحدة غارات جوية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان ذات الأهمية الإستراتيجية في إيران، وذلك استكمالا للدعم العسكري والاستخباري واللوجستي الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل في عدوانها على إيران. ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري تستهدف إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، التي ترد بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، مما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.