logo
الأطباق التقليدية تجمع العائلات في بنغلاديش

الأطباق التقليدية تجمع العائلات في بنغلاديش

صحيفة الخليج٢١-٠٣-٢٠٢٥

الشارقة: سارة المزروعي
تحمل مائدة الإفطار في بنغلاديش خلال شهر رمضان طابعاً مميزاً يجمع بين النكهات الحارة والمكونات الغنية، مما يعكس التراث الغذائي العريق للبلاد، مع حلول الغروب، حيث تلتف العائلات حول مائدة عامرة بالأطباق التقليدية والمشروبات المنعشة، في أجواء ملأى بالدفء والتآلف.
يتميز المطبخ البنغالي بتأثره بعدة ثقافات، مثل الهندية، البورمية، الفارسية والعربية، مما أضفى عليه تنوعاً فريداً، وتعتمد الأطباق البنغالية بشكل أساسي على الأرز، الأسماك، والتوابل العطرية، مما يحقق توازناً مميزاً بين النكهات القوية والمذاق الغني، ليكون بذلك انعكاساً لتراث يمتد لقرون.
ويعد الأرز بمختلف أنواعه المكون الأساسي في كل وجبة، حيث يحضر بعدة طرق متنوعة، أبرزها الأرز بالكاري، الذي يعد عنصراً رئيسياً على مائدة الإفطار، وبأنواع الكاري المختلفة سواء الدجاج أو الخضر مثل كاري البطاطس أو العدس وغيرها، ولا تخلو الموائد من طبق إليش بهونا الشهير، الذي يُحضَّر من سمك إليش المطهو مع البصل والتوابل الحارة، إلى جانب شوربة دال (العدس)، التي تُعد خياراً مغذياً يرافق الأرز بشكل دائم، كما تحضر المقبلات المقلية، مثلا لباكورة المصنوعة من عجينة الحمص والخضر، والسمبوسة المحشوة باللحم أو البطاطس، والتي تضيف لمسة من القرمشة والنكهة الفريدة للمائدة الرمضانية. وفيما يخص الخبز، تبرز أصناف مثل الباراتا المقلية والنان، الذي يُخبز في أفران خاصة، ليكمل تشكيلة الإفطار البنغلاديشي، أما ركن الحلويات، فهو غني بالأصناف الشهية التي تحمل بصمة المطبخ البنغالي العريق، ومن أبرزها بيث، وهي فطائر محشوة بجوز الهند أو سكر النخيل، إلى جانب مِشتي دُوي، وهو زبادي محلى يتم تخميره ليحصل على قوام كثيف ونكهة منعشة، ما يجعله أحد الخيارات المفضلة في رمضان والمناسبات الخاصة، كما تحظى تشوم تشوم، الحلوى المصنوعة من الجبن المطبوخ في شراب السكر والمزينة بجوز الهند، بشعبية واسعة، إلى جانب حلويات أخرى مثل راسجولا وجولاب جامون.
أما على صعيد المشروبات، فإن روح أفزا يُعد المشروب الأكثر شعبية على المائدة الرمضانية، حيث يُقدم بارداً لمنح الصائمين انتعاشاً بعد يوم طويل من الصيام، كما تحظى مشروبات مثل اللاسي المصنوع من الزبادي والماء مع الفواكه أو التوابل، إلى جانب ماء جوز الهند وعصائر الفواكه الطازجة مثل المانجو والجوافة، بشعبية واسعة بين الصائمين.
وبهذا التنوع الغني في الأطباق والمشروبات، وتعكس المائدة البنغالية مزيجاً متجانساً بين عبق النكهات التقليدية والبساطة المميزة، ما يجعلها واحدة من أبرز الموائد التي تحمل طابعاً ثقافياً فريداً خلال شهر رمضان المبارك.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

طريق المانجو
طريق المانجو

الاتحاد

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الاتحاد

طريق المانجو

طريق المانجو مرتْ عشر سنوات على رحيل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، ومنذ غادر عالمنا عام 2015 لا يزال حضوره طاغياً ومتواصلاً من دون انقطاع. كان الأبنودي رجلاً أصيلاً واثقاً.. من جنوب مصر، ظل يتحدث بلهجته الصعيدية طيلة حياته، كتب بها، وباللهجة القاهرية، أعذب القصائد وأروع الأغنيات. ولد عبد الرحمن الأبنودي في محافظة قنا جنوب مصر، وقد أخذ اسم بلدته أبنود، وهو قريب وصديق للشاعر أمل دنقل، حيث درسا معاً في مدرسة قنا الثانوية. كان الأبنودي صديقاً لنجيب محفوظ وأحمد زويل ومحمد حسنين هيكل والطيب صالح، كما كان صديقاً لعدد كبير من بسطاء الناس، وقد كتب عن عمال وجنود عملوا في منطقة قناة السويس، لتمتد أشعاره من قِنا إلى القناة. تعرفتُ على الأستاذ الأبنودي في جلسات الأستاذ نجيب محفوظ. كان نجيب محفوظ يلتقي أصدقاءه في مواقع متعددة بالقاهرة، وقد حضرتُ لقاءاته في فندق شبرد على نيل العاصمة، وفندق المطار، ومركب ليلة (أم كلثوم).. وقد التقيتُ في المجالس المحفوظية الثلاثة الأستاذ الأبنودي، كما التقيتُ الأديبيْن جمال الغيطاني ويوسف القعيد. من المجالس المحفوظية نشأت صداقتي بالشاعر الكبير، وكنتُ أزوره في منزله بحي المهندسين وسط القاهرة، وفي قرية الضبعية محافظة الإسماعيلية. وكان «الخال»، كما يلقبّه المصريون، قد اعتلّت صحته وفاض الكيل برئته من فرط التدخين، وقال له الأطباء: لا حلّ لك سوى أن تغادر القاهرة لتعيش في الأرياف وسط الأشجار والبيئة النقيّة. في قرية الضبعية تتجاور حدائق المانجو، وتنتشر الحدائق على امتداد البصر، وفي طريق المانجو إلى فيلا الأبنودي، كانت توجد علامات إرشادية تحمل اسم «فيلا آية ونور»، ابنتيْ الشاعر الكبير. يجلس الأبنودي بالجلباب الصعيدي في منزله الريفي، ويمسك بعصاه، ثم يجوب حديقته ذهاباً وإياباً، وكأنه يفتش عن كنز مخبأ في الحديقة، أو ديوان شعر يهيم بين أوراق الشجر، أو قصيدة هاربة من الأوراق والأحبار إلى الأغصان والأزهار. كان الأبنودي يطهو الطعام بنفسه لضيوفه، وعلى الرغم من أن الشاعر الكبير لا يحمل نجمة ميشلان في الطبخ، إلاّ أنه يتصرف باستعلاء غذائي يوحي بأننا إزاء «شيف» عالمي ضلّ طريقه من الفنادق ذات السبعة نجوم إلى أغنيات عبد الحليم حافظ. كتب الأبنودي لنجاة الصغيرة ومحمد رشدي، وتألّق مع عبد الحليم حافظ، وترك بصمة خلدتها تلك الأصوات البديعة. وفضلاً عن دواوينه المعروفة، ترك الأبنودي عملَه الشهير «السيرة الهلالية» التي جمعها باقتدار على مدى سنوات، كما ترك شبه مذكرات باسم «أيامي الحلوة». كنتُ واحداً ممن قدّموا الجانب الفكري من حياة الأبنودي، حيث أجريتُ معه حواراتٍ مطولةً في الإسماعيلية لبرنامجي التليفزيوني «الطبعة الأولى»، وقد تفضل فأهدى برنامجي «صوت القاهرة» عام 2014 قصيدةً بعنوان «من تاني»، قام بإلقائها بنفسه على الهواء. تعددت زياراتي للأبنودي، ولما وصل إلى مرضه الأخير، كنتُ حزيناً للغاية، لأن صديقاً رائعاً ورائداً قد وصل إلى نهاية المشوار. بعد رحيله زرتُ بلدتَه أبنود، وشاركتُ في افتتاح متحف الأبنودي بها، وكنّا في صحبة وزير الثقافة، والإعلامية نهال كمال، أرملة الشاعر الكبير. وقف الأبنودي ضد السادات وعبد الناصر، ولم يعارض مبارك وأيّد السيسي. كان الأبنودي معارضاً لعبد الناصر وتمّ اعتقاله في عهده، لكن السادات لم يقم باستيعابه، كما أن المزايدات الأيديولوجية في السبعينيات جعلته خصماً له، على الرغم من سعي السادات لتقريبه إليه، فعادى السادات وعادَ إلى عبد الناصر. ولم يكن الأبنودي مؤيداً لرئيس كما كان مع الرئيس السيسي، الذي رأى فيه بطلاً وطنياً، ورآه منقذاً لمصر من مسار مظلم وطريق فاشل. وكان يرى أن «المظاهر السيئة ستنحسر قريباً، وسيصبح مستقبل مصر أكثر من رائع». كان الأبنودي متفائلاً على الدوام، ولقد رأيتُه مبتسماً طوال الوقت وطوال السنين. لقد كان مثل قصائده.. بسيطاً سهلاً، يقف على الأرض، ويحيا بين الناس. واليوم.. وقد مرّ عقد كامل على الغياب.. لا يزال «الخال» يحمل عصاه ويجوب حديقة المانجو ويبتسم.. وكأنه يقول: لقد غادرتُ.. لكنني لا أزال بينكم. *كاتب مصري

الأطباق التقليدية تجمع العائلات في بنغلاديش
الأطباق التقليدية تجمع العائلات في بنغلاديش

صحيفة الخليج

time٢١-٠٣-٢٠٢٥

  • صحيفة الخليج

الأطباق التقليدية تجمع العائلات في بنغلاديش

الشارقة: سارة المزروعي تحمل مائدة الإفطار في بنغلاديش خلال شهر رمضان طابعاً مميزاً يجمع بين النكهات الحارة والمكونات الغنية، مما يعكس التراث الغذائي العريق للبلاد، مع حلول الغروب، حيث تلتف العائلات حول مائدة عامرة بالأطباق التقليدية والمشروبات المنعشة، في أجواء ملأى بالدفء والتآلف. يتميز المطبخ البنغالي بتأثره بعدة ثقافات، مثل الهندية، البورمية، الفارسية والعربية، مما أضفى عليه تنوعاً فريداً، وتعتمد الأطباق البنغالية بشكل أساسي على الأرز، الأسماك، والتوابل العطرية، مما يحقق توازناً مميزاً بين النكهات القوية والمذاق الغني، ليكون بذلك انعكاساً لتراث يمتد لقرون. ويعد الأرز بمختلف أنواعه المكون الأساسي في كل وجبة، حيث يحضر بعدة طرق متنوعة، أبرزها الأرز بالكاري، الذي يعد عنصراً رئيسياً على مائدة الإفطار، وبأنواع الكاري المختلفة سواء الدجاج أو الخضر مثل كاري البطاطس أو العدس وغيرها، ولا تخلو الموائد من طبق إليش بهونا الشهير، الذي يُحضَّر من سمك إليش المطهو مع البصل والتوابل الحارة، إلى جانب شوربة دال (العدس)، التي تُعد خياراً مغذياً يرافق الأرز بشكل دائم، كما تحضر المقبلات المقلية، مثلا لباكورة المصنوعة من عجينة الحمص والخضر، والسمبوسة المحشوة باللحم أو البطاطس، والتي تضيف لمسة من القرمشة والنكهة الفريدة للمائدة الرمضانية. وفيما يخص الخبز، تبرز أصناف مثل الباراتا المقلية والنان، الذي يُخبز في أفران خاصة، ليكمل تشكيلة الإفطار البنغلاديشي، أما ركن الحلويات، فهو غني بالأصناف الشهية التي تحمل بصمة المطبخ البنغالي العريق، ومن أبرزها بيث، وهي فطائر محشوة بجوز الهند أو سكر النخيل، إلى جانب مِشتي دُوي، وهو زبادي محلى يتم تخميره ليحصل على قوام كثيف ونكهة منعشة، ما يجعله أحد الخيارات المفضلة في رمضان والمناسبات الخاصة، كما تحظى تشوم تشوم، الحلوى المصنوعة من الجبن المطبوخ في شراب السكر والمزينة بجوز الهند، بشعبية واسعة، إلى جانب حلويات أخرى مثل راسجولا وجولاب جامون. أما على صعيد المشروبات، فإن روح أفزا يُعد المشروب الأكثر شعبية على المائدة الرمضانية، حيث يُقدم بارداً لمنح الصائمين انتعاشاً بعد يوم طويل من الصيام، كما تحظى مشروبات مثل اللاسي المصنوع من الزبادي والماء مع الفواكه أو التوابل، إلى جانب ماء جوز الهند وعصائر الفواكه الطازجة مثل المانجو والجوافة، بشعبية واسعة بين الصائمين. وبهذا التنوع الغني في الأطباق والمشروبات، وتعكس المائدة البنغالية مزيجاً متجانساً بين عبق النكهات التقليدية والبساطة المميزة، ما يجعلها واحدة من أبرز الموائد التي تحمل طابعاً ثقافياً فريداً خلال شهر رمضان المبارك.

الأرز نجم المائدة الإندونيسية
الأرز نجم المائدة الإندونيسية

صحيفة الخليج

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • صحيفة الخليج

الأرز نجم المائدة الإندونيسية

الشارقة: سارة المزروعي تشكل مائدة رمضان في إندونيسيا لوحة غنية بالتقاليد والنكهات المتنوعة التي تعبّر عن التراث الثقافي والمذاق المميز لهذا البلد، وتحضر العائلات الإندونيسية أطباقها الشهية ومشروباتها المنعشة، في أجواء من التآزر والاحتفال بروح رمضان. تُعرف مائدة الإفطار في إندونيسيا بتنوع أطباقها التقليدية التي تضيف طابعاً خاصاً لأمسيات رمضان، حيث يجتمع أفراد العائلة حول أطباق شهية تعكس المذاق المحلي. يُعدّ الأرز عنصراً أساساً في الثقافة الغذائية الإندونيسية، ويتفرّع إلى عدة أصناف شهيرة مثل «بيجي سلق»، وهي البطاطا الحلوة المسلوقة التي توفر طاقة عالية بعد ساعات الصيام، ومن الخيارات الأخرى «ريسول» أو «كروكيت»، وهي لفائف محشوة بالخضار أو الدجاج تُقدَّم كوجبة خفيفة لذيذة. من بين الأطباق التقليدية التي تبرز في رمضان أيضاً، يأتي «البلا بلا»، المكون من خضراوات مقلية مع الدقيق، و«بوبور إيام»، وهو طبق أرز بالدجاج يقدم مع التوابل، ما يضيف دفئاً وراحة إلى المائدة، كذلك يحتل «ناسي جورينج» مكانة مميزة، وهو أرز مقلي تُضاف إليه خضراوات متنوعة، والروبيان، وبيض مقلي، ويُقدَّم أحياناً مع الشطة، بالإضافة إلى بعض الأطباق التقليدية الخفيفة مثل «فطر المحار المقرمش» والسبانخ المقلية مع الثوم. على صعيد السلطات، يُعدّ «روجاك» خياراً شهيراً ومميزاً، إذ يتكوّن من مزيج من الفواكه والخضراوات الاستوائية مع صلصة غنية، يُعرف أيضاً باسم «روجاك مانيس» نظراً لمذاقه الذي يجمع بين الحلاوة والملوحة، ليكون إضافة منعشة ومتوازنة إلى جانب الأطباق الرئيسية، كما تُعدّ سلطة «غادو غادو» من أشهر الأطباق الإندونيسية، وتتكوّن من خضراوات في صلصة الفول السوداني الحارة، وغالباً ما تُقدّم مع التوفو المقلي (وهو منتج غذائي نباتي يُصنع من حبوب الصويا) ومع التيمبه (منتج تقليدي إندونيسي مصنوع من حبوب الصويا المتخمّرة)، إضافة إلى البطاطا المسلوقة والبيض المسلوق، تمتاز غادو غادو بمذاق متوازن يجمع بين الحلاوة والملوحة والحموضة مع لمسة حارة، بالإضافة إلى «سلطة الفواكه» التي تجمع بين الفواكه الطازجة وحليب جوز الهند، لتكوِّن مزيجاً منعشاً ومغذياً يساعد الصائمين على استعادة نشاطهم. لا تكتمل مائدة رمضان في إندونيسيا دون مشروباتها المنعشة، ويُعدّ «سيندول» من أبرز المشروبات الرمضانية في إندونيسيا، إذ يُحضّر من هلام الأرز (أو دقيق الأرز الملوّن بعصير أوراق الباندان)، ثم يُقدَّم مع حليب جوز الهند والسكر البني السائل وقطع الثلج، ما يُكسبه مذاقاً حلواً وقواماً كريمياً بارداً. أما ما يتعلّق بالحلويات، فتشير خيرية، إلى أهم الأطباق الإندونيسية على المائدة الرمضانية مثل «كومبوت الموز» و«كولاك بذور السالاك»، حيث تُقدَّمان غالباً على مائدة الإفطار أو بعدها، ويُحضَّر الكولاك من البطاطا الحلوة (وأحياناً من اليقطين) والسكر البني مع حليب جوز الهند، ما يمنحه طعماً حلواً غنياً، كما تُعد «كليبون» واحدة من أشهر الحلويات الإندونيسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store