
تحليل وتقييم المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة: الروايات والحقائق؟!
نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني
تعتبر المفاوضات النووية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة دائماً مسرحاً معقداً للتقاطعات، المناورات، وألاعيب القوة الخفية. وفي الظروف الراهنة، وبالنظر إلى التطورات الأخيرة وتصريحات كبار المسؤولين، من الضروري إلقاء نظرة أعمق على الديناميكيات المتحكمة في هذه المفاوضات. يسعى هذا التحليل، بالاستناد إلى وجهات نظر كبار المحللين الإيرانيين وكذلك النمط السلوكي للنظام نفسه، إلى فك رموز الوضع الراهن.
تصريحات خامنئي: من ثنائية 'الشيطان الأكبر' إلى لغز 'عدم التفاوض'
وفقاً لتقرير صادر عن موقع 'جماران' (التابع لحسن الخميني) بتاريخ 7 يونيو، قام محمد رضا تاجيك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بهشتي وأحد منظّري تيار الإصلاحات، بتحليل ثلاثة أزمنة لمواجهة إيران مع الولايات المتحدة في مقال بعنوان 'وقت أمريكا':
1. الزمن الأول: لحظة الرعب للنظام. هذه اللحظة هي مواجهة النظام مع 'الشيطان الأكبر' (أمريكا)؛ موقف يخضع فيه الآخرون لها، لكن النظام يظل في حالة من الذهول والتردد وتعليق اتخاذ القرار.
2. الزمن الثاني: لحظة التفاوض. هذه لحظة عابرة تخفف من حدة المواجهة السابقة وتوفر إمكانية تطبيع العداوة القديمة. لكنها تحمل ازدواجية خاصة؛ فقد تعيد الأمور إلى الماضي أو تفتح نافذة على مستقبل جديد.
3. الزمن الثالث: لحظة مواجهة الذات. هذه هي اللحظة الأكثر إيلاماً، لأنها تُجبر النظام على إعادة تعريف الصورة التي شكلتها الثورة والأيديولوجية عن أمريكا. تستلزم هذه اللحظة الإجابة على 'ذات الولاء' التي عرّفت كل هويتها في نفي أمريكا.
في الجزء الختامي، يوجه تاجيك نقداً حاداً للمناخ الحالي المستنزف سياسياً والمهووس بالسلطة. ويرى أن أهل السلطة غارقون في الروتين اليومي ولا يتقبلون النقد البناء، بينما تتطلب الظروف الحرجة اتخاذ قرارات مصيرية تتجاوز قدرة الساسة الحاليين. يدعو إلى العودة إلى العقلانية وحضور أصحاب الفكر النقدي لفتح آفاق جديدة للقرار، قبل أن يجرف الزمن كل شيء إلى الوراء.
يُظهر هذا التحليل أن تصريحات خامنئي بتاريخ 4 يونيو على قبر الخميني، والتي تضمنت رفضه الصريح للمخطط الأمريكي بوقف التخصيب الكامل، تتجاوز مجرد موقف بسيط. إن هذا التدخل المباشر منه في موضوع المفاوضات النووية، لن يدفع المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة إلى طريق مسدود فحسب، بل سيبرز أيضاً قرار خامنئي بالإبقاء على التخصيب بأي ثمن، مما يزيد من احتمالية إنهاء المفاوضات الأخرى. هذا المأزق يمكن أن يمهد الطريق لتطورات لاحقة، بما في ذلك تصعيد التوترات الدولية وتفعيل آلية الزناد. يرى بعض الخبراء أنه لا ينبغي اعتبار هذه التصريحات الموقف النهائي للنظام، حيث أثبت خامنئي مراراً خطابه المزدوج علناً وسراً؛ فعلى سبيل المثال، في 7 فبراير 2025، بينما كانت الدبلوماسية التابعة للنظام منشغلة بالتحضير للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، صرح خامنئي في خطاب علني أن التفاوض مع أمريكا 'غير عقلاني، وغير ذكي، وغير شريف'. هذه الازدواجية ستُدخل الملف النووي للنظام مرة أخرى في تحديات ومواجهات جديدة مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.
المفاوضات النووية خلف الكواليس
قام حميد رضا آصفي (محلل سياسي من المسؤولين والدبلوماسيين السابقين بوزارة الخارجية الإيرانية)، في ثلاث مقالات نُشرت بتاريخ 6 و 7 يونيو/حزيران، بتحليل وضع المفاوضات بين النظام والولايات المتحدة بعد خطاب خامنئي بتاريخ 4 يونيو وموقف أمريكا. ملخص وتحليل هذه المقالات بشكل موجز كالتالي:
المقال الأول: 'عندما تشتد لهجة القيادة، فهل الاتفاق بعيد المنال؟' يحلل آصفي أن لهجة خامنئي الحادة لا تعني بالضرورة نهاية المفاوضات، بل قد تكون جزءاً من لعبة التفاوض حيث يُسند دور 'الشرطي السيء' للقيادة لإعطاء فريق التفاوض مساحة أكبر للمناورة. إن حذف اسم ترامب كـ'قاتل سليماني' من خطاب القيادة والصمت حول اقتراح كونسورتيوم التخصيب، هي مؤشرات على بقاء أبواب المساومة مفتوحة.
المقال الثاني: 'طالما يحدو ترامب الأمل في الدبلوماسية، لن تسحب إسرائيل الزناد' يحلل آصفي أنه بعودة ترامب، لن تكون إسرائيل قادرة على بدء عمليات تخريبية أو عسكرية ما دام ترامب يأمل في المفاوضات مع إيران. فترامب، على عكس بايدن، شخصية براغماتية ولا يتحمل التخريب في مسار دبلوماسيته. وبالتالي، فإن الصمت النسبي لإسرائيل ليس مؤشراً على عدم أهمية إيران، بل هو نتيجة اعتبارات سياسة البيت الأبيض.
المقال الثالث: 'العودة إلى منطق الضغط؛ قرار مجلس المحافظين' يتناول آصفي في هذا المقال القرار الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبحسب آصفي، فإن هذا القرار هو خطوة نحو توثيق الضغط القانوني على إيران، وليس حلاً لأزمة فنية. الهدف النهائي هو تهيئة الأرضية لتفعيل آلية الزناد، وليس إحالة الملف الفورية إلى مجلس الأمن. هذه العملية ذات مرحلتين: أولاً، بناء الإجماع، ثم تهيئة الأرضية القانونية لإعادة فرض العقوبات.
العلاقة بين القوة، التفاوض، والزمن؟
في تحليل آصفي، أحد المكونات الخفية لكن البارزة هو عنصر الزمن:
• لهجة خامنئي الحادة، هي مبادرة لاستباق موازنة القوى قبل المفاوضات.
• صبر وصمت إسرائيل، هو أمل في إعادة ترتيب اللعبة من قبل ترامب في الوقت المناسب.
• التوثيق القانوني من قبل الوكالة، هو إعداد للاستخدام في لحظة معينة: 'الزمن بعد فشل المفاوضات'.
بمعنى آخر، جميع الأطراف الثلاثة (إيران، أمريكا، الغرب/الوكالة) يستخدمون الزمن بشكل استراتيجي؛ ليس للهروب من المواجهة، بل للتحكم في إطارها.
التقييم النهائي
ترسم التحليلات المذكورة أعلاه صورة متعددة الأبعاد للوضع الحالي للنظام الإيراني في مواجهة الولايات المتحدة، إسرائيل، والمؤسسات الدولية. وعلى النقيض من المظهر المتوتر واللهجة التهديدية، تجري خلف الكواليس دبلوماسية نشطة، وإدارة للمساحات الرمادية، وهندسة محسوبة للزمن. من منظور المحلل، فإن لهجة القيادة الحادة لا تعني نهاية المفاوضات، ولا تهديد إسرائيل يعني وقوع حرب وشيكة، ولا قرار الوكالة يعني إحالة فورية للملف إلى مجلس الأمن.
في الواقع، يتحرك النظام الإيراني على حد سيف، حيث يجب عليه الاستجابة للحاجة الداخلية لـ'السلطة' وفي الوقت نفسه إبقاء مسار 'المساومة الناعمة' مفتوحاً (التي يسميها خامنئي في خطاباته المرونة البطولية) لتجنب الانهيار الاقتصادي. يشير هذا الوضع إلى التعقيد المتزايد للملف النووي وصعوبة التنبؤ بمساره المستقبلي.
كلمة أخيرة
بالإضافة إلى ما ذكرناه من تصريحات وسائل الإعلام ومسؤولي النظام الإيراني، فإن حقيقة المشهد الإيراني تتجسد في هذه الكلمات للسيدة مريم رجوي في مؤتمر 'إيران حرة 2025' بتاريخ 31 مايو:
'… على مدى 34 عاماً، لم تسمح المقاومة الإيرانية، من خلال كشفها المتواصل لمواقع ومشاريع النظام النووية، للديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران بمفاجأة العالم بحيازة القنبلة الذرية. في عام 2002، كشفت المقاومة الإيرانية عن موقعي نطنز وأراك السريين. وبعد ذلك، أُجبر خامنئي على القبول، لفترة من الزمن، بتعليق تخصيب اليورانيوم وإغلاق المواقع النووية بشكل إجباري. لهذا السبب، يجب على العالم أن يكون يقظاً ويمنع خداع الملالي المتكرر بسياسة حازمة…
أما فيما يتعلق بالسياسات الدولية، فإن وصول الأوضاع في إيران إلى هذه النقطة قد أقصى جميع الخيارات الواهية والمحكوم عليها بالفشل.
إن قضية إيران ليس لها سوى حل حقيقي واحد. هذا الحل يكمن في أيدي الشعب والمقاومة الإيرانية. القضاء على إرهاب الدولة وإشعال الحروب في المنطقة من قبل النظام ليس له سوى حل واحد، وهو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
وأخيراً، فإن برنامج النظام لصنع القنبلة الذرية ليس له سوى حل واحد، وهو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.'

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كواليس اليوم
منذ 3 ساعات
- كواليس اليوم
تحليل وتقييم المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة: الروايات والحقائق؟!
نظام مير محمدي كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني تعتبر المفاوضات النووية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة دائماً مسرحاً معقداً للتقاطعات، المناورات، وألاعيب القوة الخفية. وفي الظروف الراهنة، وبالنظر إلى التطورات الأخيرة وتصريحات كبار المسؤولين، من الضروري إلقاء نظرة أعمق على الديناميكيات المتحكمة في هذه المفاوضات. يسعى هذا التحليل، بالاستناد إلى وجهات نظر كبار المحللين الإيرانيين وكذلك النمط السلوكي للنظام نفسه، إلى فك رموز الوضع الراهن. تصريحات خامنئي: من ثنائية 'الشيطان الأكبر' إلى لغز 'عدم التفاوض' وفقاً لتقرير صادر عن موقع 'جماران' (التابع لحسن الخميني) بتاريخ 7 يونيو، قام محمد رضا تاجيك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بهشتي وأحد منظّري تيار الإصلاحات، بتحليل ثلاثة أزمنة لمواجهة إيران مع الولايات المتحدة في مقال بعنوان 'وقت أمريكا': 1. الزمن الأول: لحظة الرعب للنظام. هذه اللحظة هي مواجهة النظام مع 'الشيطان الأكبر' (أمريكا)؛ موقف يخضع فيه الآخرون لها، لكن النظام يظل في حالة من الذهول والتردد وتعليق اتخاذ القرار. 2. الزمن الثاني: لحظة التفاوض. هذه لحظة عابرة تخفف من حدة المواجهة السابقة وتوفر إمكانية تطبيع العداوة القديمة. لكنها تحمل ازدواجية خاصة؛ فقد تعيد الأمور إلى الماضي أو تفتح نافذة على مستقبل جديد. 3. الزمن الثالث: لحظة مواجهة الذات. هذه هي اللحظة الأكثر إيلاماً، لأنها تُجبر النظام على إعادة تعريف الصورة التي شكلتها الثورة والأيديولوجية عن أمريكا. تستلزم هذه اللحظة الإجابة على 'ذات الولاء' التي عرّفت كل هويتها في نفي أمريكا. في الجزء الختامي، يوجه تاجيك نقداً حاداً للمناخ الحالي المستنزف سياسياً والمهووس بالسلطة. ويرى أن أهل السلطة غارقون في الروتين اليومي ولا يتقبلون النقد البناء، بينما تتطلب الظروف الحرجة اتخاذ قرارات مصيرية تتجاوز قدرة الساسة الحاليين. يدعو إلى العودة إلى العقلانية وحضور أصحاب الفكر النقدي لفتح آفاق جديدة للقرار، قبل أن يجرف الزمن كل شيء إلى الوراء. يُظهر هذا التحليل أن تصريحات خامنئي بتاريخ 4 يونيو على قبر الخميني، والتي تضمنت رفضه الصريح للمخطط الأمريكي بوقف التخصيب الكامل، تتجاوز مجرد موقف بسيط. إن هذا التدخل المباشر منه في موضوع المفاوضات النووية، لن يدفع المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة إلى طريق مسدود فحسب، بل سيبرز أيضاً قرار خامنئي بالإبقاء على التخصيب بأي ثمن، مما يزيد من احتمالية إنهاء المفاوضات الأخرى. هذا المأزق يمكن أن يمهد الطريق لتطورات لاحقة، بما في ذلك تصعيد التوترات الدولية وتفعيل آلية الزناد. يرى بعض الخبراء أنه لا ينبغي اعتبار هذه التصريحات الموقف النهائي للنظام، حيث أثبت خامنئي مراراً خطابه المزدوج علناً وسراً؛ فعلى سبيل المثال، في 7 فبراير 2025، بينما كانت الدبلوماسية التابعة للنظام منشغلة بالتحضير للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، صرح خامنئي في خطاب علني أن التفاوض مع أمريكا 'غير عقلاني، وغير ذكي، وغير شريف'. هذه الازدواجية ستُدخل الملف النووي للنظام مرة أخرى في تحديات ومواجهات جديدة مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. المفاوضات النووية خلف الكواليس قام حميد رضا آصفي (محلل سياسي من المسؤولين والدبلوماسيين السابقين بوزارة الخارجية الإيرانية)، في ثلاث مقالات نُشرت بتاريخ 6 و 7 يونيو/حزيران، بتحليل وضع المفاوضات بين النظام والولايات المتحدة بعد خطاب خامنئي بتاريخ 4 يونيو وموقف أمريكا. ملخص وتحليل هذه المقالات بشكل موجز كالتالي: المقال الأول: 'عندما تشتد لهجة القيادة، فهل الاتفاق بعيد المنال؟' يحلل آصفي أن لهجة خامنئي الحادة لا تعني بالضرورة نهاية المفاوضات، بل قد تكون جزءاً من لعبة التفاوض حيث يُسند دور 'الشرطي السيء' للقيادة لإعطاء فريق التفاوض مساحة أكبر للمناورة. إن حذف اسم ترامب كـ'قاتل سليماني' من خطاب القيادة والصمت حول اقتراح كونسورتيوم التخصيب، هي مؤشرات على بقاء أبواب المساومة مفتوحة. المقال الثاني: 'طالما يحدو ترامب الأمل في الدبلوماسية، لن تسحب إسرائيل الزناد' يحلل آصفي أنه بعودة ترامب، لن تكون إسرائيل قادرة على بدء عمليات تخريبية أو عسكرية ما دام ترامب يأمل في المفاوضات مع إيران. فترامب، على عكس بايدن، شخصية براغماتية ولا يتحمل التخريب في مسار دبلوماسيته. وبالتالي، فإن الصمت النسبي لإسرائيل ليس مؤشراً على عدم أهمية إيران، بل هو نتيجة اعتبارات سياسة البيت الأبيض. المقال الثالث: 'العودة إلى منطق الضغط؛ قرار مجلس المحافظين' يتناول آصفي في هذا المقال القرار الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبحسب آصفي، فإن هذا القرار هو خطوة نحو توثيق الضغط القانوني على إيران، وليس حلاً لأزمة فنية. الهدف النهائي هو تهيئة الأرضية لتفعيل آلية الزناد، وليس إحالة الملف الفورية إلى مجلس الأمن. هذه العملية ذات مرحلتين: أولاً، بناء الإجماع، ثم تهيئة الأرضية القانونية لإعادة فرض العقوبات. العلاقة بين القوة، التفاوض، والزمن؟ في تحليل آصفي، أحد المكونات الخفية لكن البارزة هو عنصر الزمن: • لهجة خامنئي الحادة، هي مبادرة لاستباق موازنة القوى قبل المفاوضات. • صبر وصمت إسرائيل، هو أمل في إعادة ترتيب اللعبة من قبل ترامب في الوقت المناسب. • التوثيق القانوني من قبل الوكالة، هو إعداد للاستخدام في لحظة معينة: 'الزمن بعد فشل المفاوضات'. بمعنى آخر، جميع الأطراف الثلاثة (إيران، أمريكا، الغرب/الوكالة) يستخدمون الزمن بشكل استراتيجي؛ ليس للهروب من المواجهة، بل للتحكم في إطارها. التقييم النهائي ترسم التحليلات المذكورة أعلاه صورة متعددة الأبعاد للوضع الحالي للنظام الإيراني في مواجهة الولايات المتحدة، إسرائيل، والمؤسسات الدولية. وعلى النقيض من المظهر المتوتر واللهجة التهديدية، تجري خلف الكواليس دبلوماسية نشطة، وإدارة للمساحات الرمادية، وهندسة محسوبة للزمن. من منظور المحلل، فإن لهجة القيادة الحادة لا تعني نهاية المفاوضات، ولا تهديد إسرائيل يعني وقوع حرب وشيكة، ولا قرار الوكالة يعني إحالة فورية للملف إلى مجلس الأمن. في الواقع، يتحرك النظام الإيراني على حد سيف، حيث يجب عليه الاستجابة للحاجة الداخلية لـ'السلطة' وفي الوقت نفسه إبقاء مسار 'المساومة الناعمة' مفتوحاً (التي يسميها خامنئي في خطاباته المرونة البطولية) لتجنب الانهيار الاقتصادي. يشير هذا الوضع إلى التعقيد المتزايد للملف النووي وصعوبة التنبؤ بمساره المستقبلي. كلمة أخيرة بالإضافة إلى ما ذكرناه من تصريحات وسائل الإعلام ومسؤولي النظام الإيراني، فإن حقيقة المشهد الإيراني تتجسد في هذه الكلمات للسيدة مريم رجوي في مؤتمر 'إيران حرة 2025' بتاريخ 31 مايو: '… على مدى 34 عاماً، لم تسمح المقاومة الإيرانية، من خلال كشفها المتواصل لمواقع ومشاريع النظام النووية، للديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران بمفاجأة العالم بحيازة القنبلة الذرية. في عام 2002، كشفت المقاومة الإيرانية عن موقعي نطنز وأراك السريين. وبعد ذلك، أُجبر خامنئي على القبول، لفترة من الزمن، بتعليق تخصيب اليورانيوم وإغلاق المواقع النووية بشكل إجباري. لهذا السبب، يجب على العالم أن يكون يقظاً ويمنع خداع الملالي المتكرر بسياسة حازمة… أما فيما يتعلق بالسياسات الدولية، فإن وصول الأوضاع في إيران إلى هذه النقطة قد أقصى جميع الخيارات الواهية والمحكوم عليها بالفشل. إن قضية إيران ليس لها سوى حل حقيقي واحد. هذا الحل يكمن في أيدي الشعب والمقاومة الإيرانية. القضاء على إرهاب الدولة وإشعال الحروب في المنطقة من قبل النظام ليس له سوى حل واحد، وهو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. وأخيراً، فإن برنامج النظام لصنع القنبلة الذرية ليس له سوى حل واحد، وهو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.'


المغرب اليوم
منذ 5 أيام
- المغرب اليوم
خامنئي يرفض المقترح الأميركي بشأن النووي وطهران منفتحة على "اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم"
رفض المرشد الإيراني علي خامنئي ، الأربعاء 4 يونيو 2025، المقترح الأميركي الأخير المتعلق بالملف النووي الإيراني، معتبراً أنه "يتعارض مع مصالح طهران الوطنية" ويهدف إلى تقويض قدراتها الاستراتيجية في مجال تخصيب اليورانيوم. وقال خامنئي، في خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، إن "تخصيب اليورانيوم جزء لا يتجزأ من البرنامج النووي الإيراني"، مؤكداً أن بلاده لن تتخلى عنه "مهما كانت الضغوط". وأضاف: "من أنتم لتقرروا إذا ما كان يحق لطهران امتلاك برنامج نووي؟ البرنامج بدون تخصيب لا قيمة له". وفي ظل استمرار التوترات مع واشنطن، شدد خامنئي على أن بلاده "تمكنت من امتلاك الدورة الكاملة للوقود النووي"، واصفاً المقترح الأميركي بأنه "متناقض مع مبدأ الاعتماد على الذات الذي تؤمن به الأمة الإيرانية". ورغم الموقف الحازم للمرشد الأعلى، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إيراني رفيع قوله إن طهران منفتحة على فكرة "اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم"، وهي نقطة جوهرية ضمن المقترح الأميركي الذي تقدم به مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف. وبحسب المسؤول الإيراني، فإن بلاده تدرس إمكانية تنفيذ هذا الاتحاد من داخل أراضيها، بمشاركة دول من المنطقة مثل السعودية، والإمارات، وقطر، وتركيا، إلى جانب الولايات المتحدة. لكنه أكد أن وجود مقر الاتحاد خارج إيران "غير قابل للنقاش". ويتضمن المقترح الأميركي، الذي لا تزال طهران تدرسه، تقليص إيران تركيز التخصيب إلى 3%، والتزاماً بمستوى مدني فقط، وإنشاء نظام رقابة مشدد عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع رفع تدريجي للعقوبات بمجرد إثبات التزام إيران. في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن "سياسة أقصى الضغوط" لا تزال سارية، رغم المساعي الدبلوماسية الجارية. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن "الاقتراح الأميركي مقبول ومعقول"، محذرة من "عواقب وخيمة" إذا رفضته طهران. تجدر الإشارة إلى أن مصادر دبلوماسية أفادت بإمكانية عقد الجولة السادسة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن نهاية الأسبوع الجاري في الشرق الأوسط، ما يفتح باباً جديداً للتفاوض وسط تباين واضح في المواقف. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


بديل
منذ 6 أيام
- بديل
خامنئي يرد على واشنطن: لن نتخلى عن التخصيب
قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي اليوم، الأربعاء 4 يونوي الجاري، إن طهران أحبطت أكثر من ألف مؤامرة وقد تم الرد على بعضها، معلقا على المقترح الذي قدمه الأمريكيون بإطار المفاوضات الجارية بين البلدين. وقال خامنئي، خلال إحياء الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل مؤسس الثورة الإسلامية، إن 'المقترح الذي قدمه الأمريكيون يعاكس ويعارض تماما مقولة إننا قادرون'. وقال المرشد الإيراني إن الولايات المتحدة تريد تفكيك برنامجنا النووي ونحن لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم. ولفت إلى أن 'الولايات المتحدة لا تريد أن نملك برنامجا نوويا وأن نكون في حاجة لها في عدة مجالات، لكنها لن تستطيع إضعاف برنامجنا النووي'. وأضاف: 'نحن قادرون على إنتاج الوقود النووي كاملا وعدد قليل من الدول قادرة على إنجاز هذا الأمر'. وتوجه خامنئي للولايات المتحدة بالقول:'من أنتم لتقولوا لنا ما إذا كان علينا امتلاك برنامج نووي أم لا'. وأضاف المرشد الإيراني: 'قادرون على إنتاج الوقود النووي اليوم. المشروع النووي ليس من أجل إنتاج الطاقة فقط بل جزء من فوائده'، مشيرا إلى أن 'التقنية النووية تستخدم في العديد من المجالات وليس في مجال الطاقة فقط، ولا يمكنها أن تقوم دون عملية التخصيب'. وشدد خامنئي على أن 'تخصيب إيران اليورانيوم جزء رئيسي من برنامجنا النووي، والبرنامج النووي بلا قيمة دون تخصيب اليورانيوم'. واعتبر خامنئي أن 'الانحدار الشديد في مكانة أمريكا عالميا وتنامي الكراهية تجاه الصهيونية نابع من الثورة التي قادها الإمام الخميني'، معتبرا أن 'الشعب الإيراني يحدد مساراته ويقرر، ولا ينتظر الضوء الأخضر من أمريكا'، وقال: 'لا تقلقوا من الضوء الأحمر من أمريكا وأمثالها'. - إشهار - على صعيد آخر، قال خامنئي أن 'ما يجري في قطاع غزة جريمة حقيقية وأن الولايات المتحدة شريكة في الجرائم التي ترتكب هناك'، معتبرا أنه 'لا يمكن تحقيق الأمن في المنطقة بالاعتماد على الكيان الصهيوني'، مشددا على ضرورة أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من هذه المنطقة. وقال المرشد الإيراني إن 'الكيان الصهيوني إلى زوال ولن يطول ذلك'. وكان البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يأمل في أن تقبل إيران مقترح واشنطن بشأن الصفقة النووية، وإلا فستكون هناك 'عواقب خطيرة' بالنسبة لطهران. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت خلال مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء، إن 'المبعوث الخاص ويتكوف أرسل مقترحا مفصلا ومقبولا إلى النظام الإيراني. ويأمل الرئيس في أن يقبلوه'. وأضافت أنه 'إن لم يحدث القبول فستكون هناك عواقب خطيرة'. يذكر أن الولايات المتحدة وإيران قد أجرتا خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بشأن التوصل إلى اتفاق جديد حول برنامج إيران النووي. وأعلن ترامب أن المقترح الأمريكي بشأن الصفقة لا يتضمن إمكانية تخصيب إيران لليورانيوم، خلافا لما ورد في التسريبات الصحفية في وقت سابق، التي أشارت إلى وجود إمكانية لتخصيب اليورانيوم على نطاق محدود.