
الحرارة والجفاف يهددان مزارع البُن في البرازيل
لفهم سبب ارتفاع سعر البُن إلى سبعة دولارات للرطل في محال الـ«سوبرماركت» الأميركية، يجب معرفة ما يحدث بحقول البن في تلال جنوب شرق البرازيل، وبينما كان المزارع، أوغوستو رودريغيز، يزرع أرضه الجافة في صباح أحد الأيام، ظل هاتفه يرن، وعادة ما يكون هذا النوع من المكالمات من المشترين موضع ترحيب من المزارع البالغ 27 عاماً، الذي يصدّر البُن إلى الولايات المتحدة، ويزود سلسلة مقاهي «ستاربكس» به، ولكن ليس هذا العام، وليس بعد هذا الحصاد.
وأجاب رودريغيز على الهاتف قائلاً: «ليس لدي أي قهوة»، ثم قال لمتصل آخر: «لقد نفدت الكمية، لا يوجد عندي شيء».
وتوضح معضلة رودريغيز، هشاشة وحدود إنتاج البن العالمي في عالم يشهد ارتفاعاً سريعاً في درجات الحرارة، وتُدمر درجات الحرارة القصوى والجفاف الشديد مزارع البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، وتُلحق خسائر فادحة بالمحاصيل المحلية.
وفي غضون ذلك، يستمر الطلب العالمي في الارتفاع، لاسيما في الصين، والآن أصبح هذا المشروب الذي طالما كان عنصراً أساسياً يومياً، وفي متناول كل من يحتاج إلى دفعة معنوية، سلعة فاخرة في بعض البلدان.
وتضاعف السعر العالمي لقهوة «أرابيكا»، التي تشكل معظم القهوة المحمصة والمطحونة في العالم، خلال العام الماضي، وأصبحت علامات القهوة التجارية، من المصنّعة يدوياً إلى علامة «فولجرز»، تفرض أسعاراً أعلى بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات، وفي معظم مقاهي المدن، يُمكن أن يُشعرك فنجان قهوة بسيط بأنه رفاهية مبالغ فيها.
وفي منطقة ألتا موجيانا البرازيلية، حيث تُعد القهوة أسلوب حياة، شهد بعض المزارعين تقلص حصادهم بمقدار الثلث، وآخرون بمقدار الثلثين، وهناك من لم يتبق لهم شيء على الإطلاق، وقد تسببت ندرة القهوة في زيادة حالات السرقة بشكل مقلق، ما أجبر المزارعين على مواجهة تقلبات الطقس واللصوص.
وفي هذا السياق، قال تياغو دونيزيتي، البالغ 40 عاماً، وهو مزارع بُن من الجيل الثالث: «لن أتمكّن من جمع أي شيء هذا العام، وسأضطر لشراء البُن من منتجين آخرين لمواصلة بيعه لعملائي».
وبعد أن خسر أكثر من 200 فدان من محصول البُن بسبب الجفاف العام الماضي، قال رودريغيز، إنه اضطر إلى اتخاذ إجراء استثنائي، إذ قام أولاً بتقليم حقول البن المتبقية بشكل مفرط، وسيستغرق الأمر ثلاث سنوات أخرى، قبل أن يتمكن من إعادتها إلى الإنتاج.
وفي السنوات العادية، كانت بقايا البن، تذهب إلى كومة السماد في مزرعة رودريغيز، لكن هذا العام، أبدى بعض المشترين اهتماماً بقهوة «بوركاريا»، وهي قهوة رديئة، وقال المزارع: «لذلك بعتها لهم».
وليس من المبالغة تقدير أهمية القهوة للبرازيل، فهذا بلد يُطلق على وجبة الإفطار اسم «قهوة الصباح»، ولا يُجدول الناس اجتماعاتهم، بل يُجدولون أوقات تناول القهوة، ويُحضِر كل شخص تقريباً في الريف، «ترمساً» حرارياً كبيراً من القهوة في الصباح، ليس للشرب، بل ليتركه في الخارج، تحسباً لمرور زائر.
والنبات الذي صاغ هذه الثقافة، وإلى حد ما، هذا البلد هو قهوة «أرابيكا»، وتُنتج هذه القهوة الناعمة والحلوة، وهي مفضلة على نطاق واسع على الأنواع الأخرى، وتمثّل نحو 60% من استهلاك القهوة العالمي.
لكن «أرابيكا» متقلبة بشكل ملحوظ، ويستغرق النبات عامين على الأقل حتى يُحصد، ولا يزدهر إلا في نطاق ضيق من درجات الحرارة، بين 17 و21 درجة مئوية، وفي المناطق ذات الأمطار الغزيرة، ولطالما كانت مثالية لمرتفعات جنوب شرق البرازيل، في جبال ولايات (ساو باولو، وميناس جيرايس، وريو دي جانيرو) المغطاة بالضباب.
ولكن ليس في العام الماضي، كما قال جان فيلهينا فاليروس، رئيس جمعية ألتا موجيانا لمزارعي القهوة، موضحاً: «كان متوسط درجة الحرارة هنا 26.5 درجة، مع فترات طويلة من ارتفاع درجات الحرارة وصلت إلى أكثر من 32 درجة مئوية».
عن «واشنطن بوست»
نهاية «أرابيكا»
تشير الأبحاث إلى أن ازدياد حدة المناخ قد يكون بداية نهاية قهوة «أرابيكا» في معظم أنحاء أميركا الجنوبية، ووجد الباحثون أن مساحات شاسعة من القارة لن تكون صالحة للزراعة، وقد تفقد دول الأنديز ما بين 16 و20% من هذه المساحة، وفي جنوب شرق البرازيل، موطن معظم حقول البُن في البلاد، من المتوقع أن تكون الخسائر أشد، ما بين 20 و60%، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة «التغير البيئي الإقليمي».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 9 ساعات
- العين الإخبارية
من المائدة إلى خارج المنصب.. «أرز مجاني» أطاح بوزير ياباني
أفادت وسائل إعلام يابانية أن وزير الزراعة الياباني تاكو إيتو استقال يوم الأربعاء، عقب غضب شعبي من تصريحاته بشأن حصوله على الأرز مجانًا. وبحسب شبكة سي إن بي سي، صرح إيتو يوم الأحد بأنه لم يضطر قط لشراء الأرز، إذ كان يتلقى كميات وفيرة منه كهدايا من مؤيديه، وهو تعليق أثار حفيظة السكان المحليين الذين يعانون من الارتفاع الحاد في أسعار هذا الغذاء الأساسي المحبوب. وتعاني اليابان منذ أشهر من ارتفاع حاد في أسعار الأرز، حيث يُعيق سوء الأحوال الجوية وسياسة البلاد لحماية مصالح المزارعين المحليين، الإمدادات. وتأتي استقالة تاكو في وقت تُعاني فيه حكومة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا من انخفاض معدلات التأييد قبل انتخابات مجلس الشيوخ المحورية هذا الصيف، ومفاوضات التعريفات الجمركية الجارية مع الولايات المتحدة. وذكرت قناة NHK World أن وزير البيئة السابق كويزومي شينجيرو سيخلف إيتو. وانخفض معدل تأييد حكومة إيشيبا إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 27.4%، مع تزايد استياء الناخبين من فشل الإدارة في معالجة ارتفاع أسعار الأرز ورفض تخفيضات ضريبة الاستهلاك استجابةً لارتفاع التضخم، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته وكالة كيودو الإخبارية ونُشر يوم الأحد. وفي حين تسعى وزارة الزراعة اليابانية إلى الحد من ارتفاع الأسعار من خلال الإفراج عن مخزونات الحكومة، إلا أن هذه الخطوة لم تُسفر عن تأثير يُذكر في كبح جماح الأسعار. وأفادت التقارير أن أسعار الأرز في حوالي 1000 سوبر ماركت في جميع أنحاء البلاد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في الأسبوع المنتهي في 11 مايو/أيار. وارتفعت أسعار كيس الأرز الذي يزن 5 كيلوغرامات بمقدار 54 ينًا على أساس أسبوعي لتصل إلى 4268 ينًا (29.63 دولار أمريكي). وقالت وزارة الزراعة الأمريكية في تقرير صدر في مارس/آذار، "في أعقاب نقص الأرز في اليابان وما تلاه من ارتفاع في الأسعار في صيف 2024، استمرت الأسعار في الارتفاع، على الرغم من وصول المحصول المحلي الجديد والواردات القياسية". وقال فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين الآسيويين في بنك HSBC، إن ارتفاع أسعار الأرز يعكس الآثار المستمرة لضعف الحصاد العام الماضي، حيث يعتمد الاستهلاك المحلي للأرز بشكل كبير على الإنتاج المحلي بدلاً من الواردات. وأضافت سايوري شيراي، أستاذة الاقتصاد في كلية إدارة السياسات بجامعة كيو، أن ما يُثقل كاهل العرض هو أن الأرز في اليابان يُنتج في الغالب من قِبل كبار السن الذين يديرون مزارع صغيرة، مما يجعلهم غير أكفاء لهذه المهنة الشاقة، مضيفةً أن عدد المزارعين يتناقص أيضًا مع شيخوخة السكان. وقالت، "اليابانيون يُحبون الأرز الياباني، إنهم لا يُحبون الأرز الأجنبي". ولا يزال اقتصاد الأرز الياباني معزولًا إلى حد ما عن السوق العالمية، حيث تُفرض رسوم جمركية صارمة على الأرز المستورد بهدف حماية مزارعي الأرز. ومما زاد الطين بلة، أن الطلب على الأرز الياباني قد ارتفع بشكل كبير على خلفية ارتفاع عدد السياح، كما أشارت شيراي. وقال تاكوجي أوكوبو، كبير الاقتصاديين في شركة Japan Macro Adviser، إن الارتفاع الحاد في أسعار الأرز يُعزى جزئيًا إلى حالة الهلع التي أصابت الأسر والشركات على حد سواء. وفي حين أعلن بعض تجار التجزئة عن خطط لاستيراد الأرز، إلا أن عدم إلمام المستهلكين والشركات بالأرز المستورد يجعل من غير المرجح أن تُخفف هذه الواردات اختلال التوازن بين العرض والطلب بشكل ملموس، وفقًا لشبكة CNBC. aXA6IDgyLjI2LjIzMC4zOCA= جزيرة ام اند امز LV


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
عاصمة الفستق التونسي.. موسم استثنائي للذهب الأخضر في «ماجل بلعباس»
في قلب محافظة القصرين وسط غرب تونس، وتحديدا في منطقة ماجل بلعباس، تتألق شجرة الفستق كرمز للخصوبة والأمل، ويطلق عليها الأهالي هناك لقب "الذهب الأخضر"، لما لها من قيمة اقتصادية واجتماعية كبيرة، خاصة في منطقة تُصنّف ضمن الأفقر في البلاد. يشهد موسم 2025 مؤشرات واعدة على محصول قياسي من الفستق، ويعزى هذا الأداء الإيجابي إلى غزارة الأمطار التي عرفتها المنطقة هذا العام، رغم التحديات التي طرحتها ظاهرة "التيبس" التي أتلفت عددا من الأشجار. ووفق تصريح يوسف المنصوري، رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بالقصرين، لـ"العين الإخبارية" فإن الإنتاج المتوقع هذا الموسم يصل إلى 1500 طن، مقارنة بـ800 طن في الموسم الماضي، في قفزة نوعية تعكس تحسن المناخ والاهتمام المتزايد بالقطاع. ماجل بلعباس.. عاصمة الفستق التونسي تعد ماجل بلعباس المنطقة الأولى وطنيا في إنتاج الفستق، وتحتضن وحدها ما يقرب من نصف المساحة المزروعة من أصل 8 آلاف هكتار مخصصة لزراعة الفستق في محافظة القصرين. ويمتاز الفستق المحلي بلونه البنفسجي الفريد وطعمه الغني، مما يجعله مميزا عن الفستق الأخضر التقليدي، ويباع بأسعار معقولة تراعي القدرة الشرائية للمستهلك التونسي، حيث يتوقع أن يتراوح سعر الفستق الأخضر هذا الموسم بين 16 دينارا (5 دولارات)، والجاف بين 25 و30 دينارا (حوالي 10 دولارات). مهرجان سنوي ووجهة سياحية لا يقتصر الاحتفاء بالفستق على الزراعة فحسب، بل يمتد إلى الثقافة المحلية، حيث ينظم أهالي المنطقة مهرجانا وطنيا سنويا للفستق في فصل الصيف، يمتد على مدار ثلاثة أيام، ويشهد إقبالا واسعا من الزوار من مختلف أنحاء تونس. وخلال المهرجان، تعرض المنتجات المحلية وتقام احتفالات تعكس روح الفرح والانتماء لهذا المنتج الزراعي العريق. وفي خطوة مهمة نحو تعزيز الاستدامة البيئية، تم اختيار ماجل بلعباس ضمن خمس مناطق نموذجية بيولوجية، في إطار شراكة تونسية - إيطالية. وستنطلق قريبا المرحلة الثانية من المشروع، بما يفتح آفاقا جديدة أمام المزارعين للانخراط في الزراعة العضوية التي تواكب المعايير العالمية وتلبي الطلب المتزايد على الأغذية الطبيعية والصديقة للبيئة. وأكد يوسف المنصوري أن هذا التحول نحو الزراعة البيولوجية سيُعزز من قدرة الفستق التونسي على المنافسة في الأسواق الدولية، نظرا لقيمته الصحية وخلوه من المواد الكيميائية. الزراعة في مواجهة المناخ من جانبه، أوضح حامد السعداوي، أحد مزارعي الفستق في ماجل بلعباس، أن هذه الزراعة تعد من أكثر القطاعات تكيفا مع الظروف المناخية الصعبة، مشيرا إلى أن سقوط الأمطار هذا العام أنعش آمال المزارعين بعد مواسم جفاف أضرت بالمحاصيل وأدت إلى ظهور أمراض في الأشجار. وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن شجرة الفستق تحتاج إلى كميات كافية من الأمطار والبرودة خلال موسم الشتاء كي تثمر بشكل جيد، مشيرا إلى أن موسم الجني سينطلق قريبا، وسط تفاؤل واسع بين الفلاحين. بين التحديات المناخية والفرص الزراعية، تثبت ماجل بلعباس أن الفستق ليس مجرد محصول، بل ثروة محلية تحمل في ثناياها إمكانات تنموية وسياحية وبيئية واعدة. ومع التحول نحو الزراعة العضوية والاهتمام المتزايد بالجودة، تتهيأ هذه المنطقة لأن تصبح نموذجا تونسيا متميزا في الزراعة المستدامة. aXA6IDgyLjI3LjIyMi4yMjkg جزيرة ام اند امز CH


البوابة
منذ يوم واحد
- البوابة
سعر الذهب مساء اليوم الأربعاء 21 مايو 2025.. عيار 21 وصل كام؟
عاود الذهب في مصر ارتفاعه مجددًا مع بدء تعاملات مساء اليوم الأربعاء الموافق 21 مايو 2025، بمختلف الأعيرة الذهبية داخل محلات الصاغة. وصل حجم ارتفاع متوسط جرام الذهب ما يقارب من 50 جنيهًا في المتوسط بمختلف الأعيرة الذهبية داخل محلات الصاغة اليوم. سعر الذهب اليوم بلغ سعر عيار 24 نحو 5285 جنيها للبيع و5314 جنيها للشراء وصل سعر عيار 21 نحو 4625 جنيها للبيع و4650 جنيها للشراء سجل سعر عيار 18 نحو 3964 جنيها للبيع و3985 جنيها للشراء وبلغ سعر عيار 14 نحو 3083 جنيها للشراء و3100 جنيه للبيع سجل سعر الجنيه الذهب نحو 37 ألف جنيه للبيع و37.2 ألف جنيه للشراء سجل سعر أوقية الذهب نحو 3303 دولارات للبيع و3303 دولارات للشراء توقعات خفض الفائدة عالميا وفقا لتقارير اقتصادية فإن حجم التوقعات المتزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، أدت لضغط هبوطي على الدولار، ما أدى إلى زيادة الطلب على الأصول غير المُدرّة للعائد مثل الذهب. وأظهرت بيانات حديثة صادرة عن وزارة التجارة الأمريكية استقرار مبيعات التجزئة في أبريل، بينما تباطأ نمو أسعار المستهلك إلى 3.4% على أساس سنوي، منخفضًا من 3.5% في مارس، وقد دعمت هذه الأرقام، إلى جانب تراجع مؤشرات سوق العمل، مبررات تخفيف القيود النقدية، مما عزز جاذبية الذهب كأداة تحوط اقتصادي في غضون ذلك، أجّجت التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين بشأن صادرات أشباه الموصلات والسياسة الصناعية المخاوف من صدمات العرض واضطرابات النمو. إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين العالمي، تُعزز هذه الديناميكيات الطلب على الذهب والفضة، ومع إعادة تقييم المستثمرين لتخفيضات محتملة من جانب الاحتياطي الفيدرالي والمخاطر الهيكلية المُستقبلية، لا تزال توقعات المعادن الثمينة مدعومة بقوة.