logo
موسكو تحت الضغط: عملية معقدة في عمق الحسابات الدولية

موسكو تحت الضغط: عملية معقدة في عمق الحسابات الدولية

ليبانون 24منذ 2 أيام

بينما كانت موسكو تتحضّر لجولة تفاوضية جديدة مع كييف ، جاءت العملية الأمنية الواسعة لتضرب عمق أراضيها، مستهدفة منشآت عسكرية استراتيجية تبعد آلاف الكيلومترات عن الحدود الأوكرانية. ورغم أن تفاصيل الهجوم لم تُكشف بالكامل بعد، غير أن اتساع نطاقه وخطورة أهدافه النوعية وضعاه مباشرة في خانة الرسائل السياسية المعقدة، لا في خانة التصعيد العسكري التقليدي.
في هذا الإطار، تفيد مصادر مطلعة أن ما يميّز هذه العملية تحديداً هو أن جزءاً أساسياً من التنفيذ انطلق من داخل الأراضي الروسية ذاتها، ما يعكس انتقال أساليب المواجهة إلى مرحلة أكثر تعقيداً وتداخلاً أمنياً. وبناءً على ذلك، تطرح دوائر متابعة علامات استفهام إضافية حول حجم الدور الذي من الممكن أن يكون الحلف الأطلسي قد لعبه في توفير الغطاء اللوجستي والمعلوماتي الدقيق للعملية، خصوصاً أن هذا النمط من الهجمات سبق أن تكرر في مسارح مختلفة خلال الفترة الأخيرة.
في موازاة ذلك، تتقاطع هذه التطورات مع السياق السياسي الذي تعمل عليه إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض. إذ تفيد مصادر دبلوماسية أن الإدارة تتحرك على أكثر من جبهة في محاولة لتحصيل إنجازات تفاوضية سريعة، سواء في الملف الأوكراني أو في المفاوضات النووية مع إيران ، بهدف تعزيز موقعها السياسي داخلياً وسط أزمات اقتصادية وسياسية متصاعدة.
وبينما تمضي إدارة ترامب في الجمع بين التصعيد العسكري ضد موسكو والضغوط القصوى على طهران ، تؤكد مصادر مطلعة على سير المفاوضات النووية أن واشنطن تحاول توظيف أدوات متعددة، تبدأ بالعقوبات الاقتصادية ولا تنتهي باستخدام التقارير الفنية الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والتي أشارت في أكثر من مناسبة إلى امتلاك إيران القدرات التقنية الكافية لإنتاج رؤوس نووية متى قررت ذلك.
وبحسب هذه المصادر، فإن إدارة ترامب تسعى إلى استثمار هذه التقارير كورقة ضغط إضافية تتيح لها دفع طهران إلى اتفاق سريع يتلاءم مع الحسابات الأميركية الداخلية. ومع ذلك، تشير مصادر متابعة إلى أن طهران لا تزال تحتفظ بهوامش مناورة محسوبة، تظهر مرونة في بعض التفاصيل التقنية المرتبطة بالتخصيب، لكنها في المقابل تتمسك بالحصول على مكاسب تفاوضية إضافية قبل توقيع أي تسوية نهائية.
في هذا الوقت، لا تنفصل هذه الملفات الخارجية عن الضغوط المتصاعدة التي تواجه إدارة ترامب في الداخل. إذ إنّ الإدارة شهدت منذ الأسابيع الأولى من ولايتها الثانية تغييرات متلاحقة في الفريقين الأمني والاقتصادي، بينما تعثرت مبادراتها الاقتصادية الكبرى في مواجهة عقبات قانونية واشتباكات سياسية مع المؤسسات التشريعية، وهو ما دفع البيت الأبيض إلى البحث عن إنجازات سريعة على الساحة الدولية تعوّض الإرباك الداخلي.
وبحسب تقديرات سياسية، فإن التصعيد الأمني الأخير ضد روسيا جاء في توقيت بالغ الحساسية لكل من موسكو وطهران، اللتين تسعيان إلى إدارة معاركهما التفاوضية بما يضمن لهما تحسين شروط التفاوض مع الولايات المتحدة. في المقابل، تواصل واشنطن وحلفاؤها تصعيد أدوات الضغط عبر حزمة واسعة من الوسائل التي تمتد من العقوبات الاقتصادية إلى العمليات الأمنية المعقدة.
وفي ضوء ذلك، تفيد مصادر دبلوماسية مطلعة أن موسكو تميل إلى اعتماد رد انتقائي مركّز يصيب قطاعات حيوية في العمق الأوكراني، من دون أن تذهب نحو تصعيد شامل قد يطيح بالمسار التفاوضي كلياً. إذ تدرك القيادة الروسية أن انفجاراً واسعاً قد يمنح كييف وحلفاءها فرصة للتخلص من الضغط السياسي الذي فرضته المعادلة الدولية الراهنة.
بهذا المشهد المتشابك، تتقاطع خطوط التصعيد مع مسارات التفاوض في لحظة دقيقة، فيما تواصل القوى الدولية إدارة صراعاتها على الحافة، ضمن سباق مفتوح على تثبيت المواقع قبل الوصول إلى لحظة التسويات الكبرى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رفع عقوبات أميركا على سوريا... وحدودها؟
رفع عقوبات أميركا على سوريا... وحدودها؟

النهار

timeمنذ 42 دقائق

  • النهار

رفع عقوبات أميركا على سوريا... وحدودها؟

إلغاء العقوبات الأميركية على سوريا سيفتح باب الاستثمارات الخليجية والعربية فيها، ومن شأن ذلك بدء عملية إنهاض اقتصادها وحضها على تطبيع العلاقة مع لبنان، وبدء محادثات التطبيع مع إسرائيل، والإفساح في المجال أمام حكومتها لجمع القاعدة الشعبية المتناحرة والمنقسمة حولها. في أي حال، إن بطء وتيرة التعافي والتقاتل، أو بالأحرى التناحر الداخلي والاعتداءات الإسرائيلية وعودة الدولة الإسلامية إلى الحياة، يعوق التقدم في سوريا. دونالد ترامب كان أول رئيس للولايات المتحدة منذ 25 سنة يلتقي قائداً أو زعيماً سورياً في المملكة العربية السعودية. كان ذلك بعد يوم من إعلانه رفع العقوبات المتنوعة كلها عن سوريا. وقد أكد ذلك بيان أصدره البيت الأبيض وأشار بوضوح إلى الاجتماع الذي ضم ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الشرع. قال البيت الأبيض أيضاً إن ترامب طلب من الشرع ترحيل المقاتلين الفلسطينيين من سوريا وتطبيع العلاقات مع إسرائيل ومساعدة الولايات المتحدة في محاربة "الدولة الإسلامية" وتحمّل مسؤولية مراكز احتجاز مقاتليها وعائلاتهم في شمال شرق سوريا. وقال ترامب على ما نقلته وسائل الإعلام إن واشنطن ستنظر في تطبيع علاقات بلاده مع سوريا. ما العوامل التي دفعت ترامب إلى اتخاذ المواقف المذكورة أعلاه؟ يجيب باحث جدي في مركز أبحاث أميركي لديه القدرة على الوصول إلى المعلومات من مصادرها في بلاده والخارج: "أتى إعلان ترامب بعد أشهر من إقدام حلفاء أساسيين للولايات المتحدة مثل العربية السعودية وتركيا وسوريا نفسها على التحرّك الجدي للوصول إلى النتائج المذكورة أعلاه. فأنقرة والرياض اضطلعتا بدور أساسي في الضغط من أجل الحصول عليها. وقالت الأولى إن رفع العقوبات الساحقة عن سوريا سيدعم الاستقرار الإقليمي، وسيمكّن اللاجئين من أبنائها من العودة، ويضغط على نفوذ الانفصاليين في منطقة نفوذهم جنوب سوريا. فضلاً عن أن ذلك يفتح الباب لعلاقات تجارية أكثر عمقاً مع سوريا. والرياض وضعت "التطبيع" مع سوريا جزءاً من خطة استقرار أوسع يقودها العرب، وتعد بإعادة بنائها وإزالة ديونها للبنك الدولي، ولكن طبعاً إذا سهّلت واشنطن ذلك. في الوقت نفسه أظهرت سوريا إرادتها التعامل مع الشروط الأميركية للتطبيع، ومن بينها طرد المقاتلين الأجانب وخصوصاً الذين منهم "يخدمون في الجيش السوري"، وترحيل المقاتلين الفلسطينيين، ومنع عودة الدولة الإسلامية"، إضافة إلى السيطرة على أماكن احتجاز أعضاء "الدولة الإسلامية" وعائلاتهم، وأخيراً الانضمام إلى "اتفاقات أبراهام" التي وُقّعت عام 2020 بين إسرائيل ودول عربية عدة وطُبّعت العلاقات بينها. وفي التصريحات الحديثة للشرع تعهد بحل تدريجي للميليشيات الموجودة في مؤسسات الدولة السورية وإعادة المحادثات الدستورية مع الأمم المتحدة. والشرط الوحيد لذلك هو امتناع إسرائيل عن تفخيخ سياسة سوريا أو تقويضها، كما عن متابعة هجماتها العسكرية عليها. إلى ذلك كله، يقول الباحث الأميركي نفسه إن تركيا وقطر، إضافةً إلى السعودية، تبدو الداعم والسند الأكبر لسوريا مالياً وعسكرياً. وهي كانت موّلت ودعمت الشرع "هيئة تحرير الشام". ويقول أيضاً إن اتفاق الولايات المتحدة وسوريا كان تاريخياً على علاقات ثنائية مضطربة فيها الكثير من "التشاغب". لكنهما حسّنتا علاقاتهما عام 1990 عندما انضمت سوريا إلى التحالف الذي قادته أميركا في حرب الخليج، وشاركت في مؤتمر مدريد للسلام بين إسرائيل والدول العربية. إثر ذلك تدهورت العلاقة ولا سيما بعد الـ2000 جرّاء دعم سوريا "حزب الله" والمجموعات العسكرية الفلسطينية، كما جرّاء تورّط سوريا الملمّح إليه في قتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري عام 2005، ودعمها المتمردين في حرب العراق. إزداد "الشق" الخلافي بين واشنطن ودمشق بين 2011 و2014 في أثناء الحرب الأهلية السورية، إذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات كاسحة وشاملة على سوريا ودعمت القوات المعارضة لها. عزّز ذلك مقولة إن سوريا دولة إرهابية وتدعم الإرهاب ووضعها في إطار ديبلوماسي شبه محكم. فترامب الأول أمر بضربات جوية لسوريا مرتين عام 2017 و2018 جراء استعمالها أسلحة كيميائية في الحرب الأهلية. أما "قانون قيصر" لحماية المدنيين الصادر عام 2019، يتابع الباحث الأميركي نفسه، فكان جزءاً من نظام عقوبات أميركي أوسع على سوريا ونظامها السابق. كان هدفه وقف الاستثمارات الأجنبية في سوريا، وعنى ذلك أن أي شركة عربية أو تركية تستثمر في سوريا ستواجه عقوبات ثانوية من بينها إخراجها من النظام المالي الأميركي. وقد شمل النظام المذكور قطاعات مهمة مثل الدفاع والطاقة والبناء والمصارف والتمويل.

إدارة ترامب تهدد بسحب الاعتماد من جامعة كولومبيا
إدارة ترامب تهدد بسحب الاعتماد من جامعة كولومبيا

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

إدارة ترامب تهدد بسحب الاعتماد من جامعة كولومبيا

رفعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء صوتها ضدّ جامعة كولومبيا المرموقة في نيويورك، مهدّدة بسحب اعتمادها، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرمانها من التمويل الفدرالي. ويتهم ترامب الجامعات الأميركية الشهيرة بمعاداة السامية لأنّها سمحت للاحتجاجات الطلابية ضدّ الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بالاستمرار في أحرامها الجامعية. والأربعاء، اتهمت وزيرة التعليم ليندا مكماهون جامعة كولومبيا بعدم حماية الطلاب اليهود في حرمها، رغم تقديمهم طلبات بذلك، الأمر الذي قد يكون سبباً وراء سحب اعتمادها الرسمي. وقالت الوزيرة في بيان إنّه "بعد الهجمات الإرهابية التي نفذتها حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تجاهلت إدارة كولومبيا بشكل متعمّد المضايقات التي يتعرّض لها الطلاب اليهود في حرمها الجامعي. هذا ليس أمراً غير أخلاقي فحسب، بل غير قانوني أيضاً". وقد يعني سحب اعتماد جامعة كولومبيا فقدانها التمويل الفدرالي. وكانت إدارة ترامب خفّضت التمويل الفدرالي للجامعة بمقدار 400 مليون دولار في بداية آذار/مارس. ومنذ ذلك الحين، أعلنت الجامعة أنّها بدأت بإصلاحات جذرية طلبتها الإدارة في محاولة منها لاستعادة هذه الأموال.

ترامب يوقّع أمرًا تنفيذيًا يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة
ترامب يوقّع أمرًا تنفيذيًا يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة

المنار

timeمنذ 2 ساعات

  • المنار

ترامب يوقّع أمرًا تنفيذيًا يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا منع بموجبه رعايا 12 دولة من السفر إلى الولايات المتّحدة. وبرّر ترامب خطوته هذه 'برغبته في حماية الأمريكيين من أطراف أجنبية خطرة'، وفقًا للبيت الأبيض. وقالت الرئاسة الأمريكية، في بيان، إنّ 'الحظر يشمل مواطني كلّ من أفغانستان، وبورما، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن، إضافة إلى سبع دول أخرى فرض ترامب قيودًا على سفر رعاياها إلى الولايات المتحدة'. المصدر: وكالات

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store