logo
مفاجآت ما قبل اللاعودة

مفاجآت ما قبل اللاعودة

صحيفة الخليجمنذ 4 ساعات

في اللحظة التي طالب فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخلاء العاصمة الإيرانية طهران قبيل مغادرته المفاجئة لقمة الدول السبع التي كانت منعقدة في كندا الاثنين الماضى، تخلقت قناعة لدى كثير من المراقبين أن الأزمة التي ولدها العدوان الإسرائيلي على إيران فجر يوم الجمعة الماضي قد دخلت إلى طريق اللاعودة. هذه القناعة تأكدت أكثر بالتصريحات المتلاحقة التى أدلى بها الرئيس الأمريكي وهو في طريقه من كندا إلى الولايات المتحدة، وعقب وصوله إلى واشنطن. ومجمل هذه التصريحات أن الولايات المتحدة قررت التحول من داعم ومساند لإسرائيل في الحرب ضد إيران إلى طرف مشارك فيها، ومن ثم فإن الولايات المتحدة، وليس إسرائيل وحدها، هي من سيقرر معالم «اليوم التالي» لنهاية هذه الحرب، وموقع إيران المستقبلي في نظام الشرق الأوسط الذي تجري هندسته بالحرب الخشنة، في حال نجاح تدمير إيران كما يأمل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي كان قد أعلن قبل تصريحات ترامب «نحن في الطريق نحو النصر، وإيران تفهم ذلك، ونواصل تدمير الأهداف النووية بشكل منهجي».
ترامب صرح وهو في طريق عودته من كندا إلى بلاده: «أتطلع لاستسلام إيران كاملاً ونهاية حقيقية للحرب»، وقال للصحفيين إن ما يريده هو «رضوخ كامل من إيران»، مضيفاً «لا أتطلع إلى وقف إطلاق نار.. أتطلع إلى نهاية حقيقية للنزاع..».
الاستسلام الإيراني غير المشروط الذي يريده ترامب لا يمكن أن يتحقق إلا عبر أحد طريقين، أولهما أن ينجح التهديد والترويع الأمريكي لإيران في تحقيق هدف «الردع» المطلوب لإيران، وأن يفرض عليها قبول كل ما سبق أن رفضته في جولات التفاوض، خاصة القبول الذي لا رجعة فيه عن «الحق» السيادي في تخصيب اليورانيوم داخل إيران.
الطريق الثاني أن تتولى الولايات المتحدة بنفسها قيادة حرب تدمير القدرات النووية، وهي حرب يمكن أن تدفع إلى تدمير كل القدرات العسكرية وبالذات الصاروخية، وربما فرض «السيناريو العراقي» الذي حدث مع الغزو الأمريكي – البريطاني للعراق عام 2003 تحت غطاء «القضاء على أسلحة الدمار الشامل العراقية».
هناك من يرجحون أن هناك فرصة إسرائيلية مواتية للقضاء على ما يسمونه ب «الخطر الإيراني» الذي يتجاوز خطر القدرات النووية الإيرانية المحتملة، وهو خطر المشروع الإقليمي الإيراني الطامح إلى فرض إيران كقوة إقليمية كبرى مشاركة في قيادة النظام الإقليمي الشرق أوسطي. إسرائيل التي تريد إخراج إيران، نهائياً، من معادلة «التنافس الإقليمي» لفرض نفسها كقوة إقليمية أحادية مسيطرة من دون منافس ستسعى لفرض الطريق الثاني، أي طريق الدفع بالولايات المتحدة لقيادة الحرب لتدمير إيران.
هذا الاستنتاج له ما يرجحه من قراءات تقول إن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال نائبه فانس ومبعوثه ويتكوف للتفاوض مع إيران ليس إلا محاولة لكسب الوقت، من ناحية حتى تكتمل الاستعدادات العسكرية الأمريكية من حاملات طائرات وقاذفات صواريخ ومدمرات تكفي لتحقيق «بنك الأهداف» الذي رسم بنوده مسبقاً بنيامين نتنياهو وصقور حكومته، كما أن هذا المقترح الأمريكي بإرسال وفد عالي المستوى للتفاوض مع إيران يهدف من ناحية أخرى إلى توفير «غطاء سياسي معنوي» لتبرير العدوان الأمريكي الواسع ضد إيران، انطلاقاً من قناعة تقول إن «إيران سترفض حتماً هذا التفاوض تحت أسنة الرماح» الأمر الذي سيجعل ترامب متحرراً من أي لوم من أي جهة على ما سيقوم به من تدمير لإيران.
كل هذه التقديرات ليست إلا وجهاً واحداً للأزمة، وأن الأزمة حبلى بالكثير من المفاجآت التي يمكن أن تمنع ترامب من إصدار قراره بتدمير إيران.
أولى هذه المفاجآت هي «لغز مثير» يتعلق بالصين، والتقديرات المحتملة للموقف الصيني الذي يمكن أن يحدث ويمنع سيناريو التدمير الأمريكي لإيران. فقد لوحظ أنه بالتزامن مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإخلاء العاصمة الإيرانية طهران من سكانها أن السفارة الصينية في تل أبيب طالبت الرعايا الصينيين في إسرائيل بالخروج فوراً، بدلاً من أن تطالب رعاياها في طهران بالخروج. ماذا يعني ذلك اللغز، هل تعرف الصين أن إيران ستقوم بعمل هائل ضد إسرائيل يسبق سيناريو تدميرها من جانب واشنطن؟
وهل لدى الصين تصور للتدخل دعماً لإيران بما يحول دون إتمام التهديد الأمريكي؟
هناك مفاجآت أخرى تخص إيران يمكن أن تقوم بها لإرباك المخطط الأمريكي- الإسرائيلي مثل إغلاق مضيق هرمز وخلق أزمة اقتصادية عالمية لا يقدر عليها ترامب، أو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وإعلان نفسها قوة نووية «كأمر واقع» كما هو حال دول أخرى مثل إسرائيل.
هناك أيضاً الدور العربي والإسلامي الذي يمكن أن تكون له كلمة للحؤول دون فرض سيناريو التدمير وإنجاح خيار الوساطة والتفاوض على هدي البيان الصادر عن وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية.
المفاجآت كثيرة قبل أن تصل الأزمة إلى اللاعودة، والقادم مفعم بالمفاجآت.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في لحظة حرجة.. لماذا تخلّى "محور المقاومة" عن إيران؟
في لحظة حرجة.. لماذا تخلّى "محور المقاومة" عن إيران؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 18 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

في لحظة حرجة.. لماذا تخلّى "محور المقاومة" عن إيران؟

وذكرت الصحيفة أن حلفاء إيران ، بمن فيهم الميليشيات التي تدعمها في الشرق الأوسط، "تخلوا عنها في وقت تخوض فيه معركة من أجل البقاء". وأضافت: "استطاعت إيران بناء شبكة من الميليشيات في المنطقة، تشترك في كراهيتها لإسرائيل و الولايات المتحدة ، وذلك بهدف تعزيز نفوذها الإقليمي". وتابعت: "لكن بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على طهران ، وجدت إيران نفسها وحيدة في مواجهة التهديدات الإسرائيلية". ووفق خبراء، فقد أدى الهجوم الإسرائيلي إلى تقويض قوة إيران، عبر استهداف منشآتها النووية وأنظمة أسلحتها، وتدمير بنيتها التحتية في مجالي الطاقة والنفط، فضلا عن اغتيال قادة سياسيين وعسكريين وعلماء نوويين. لكن ما هزّ "حلفاء إيران"، بحسب الصحيفة، هو اكتشافهم مدى اختراق جهاز الموساد الإسرائيلي لطهران. فقد نجحت الاستخبارات الإسرائيلية في تنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة داخل الأراضي الإيرانية، واستطاعت الوصول إلى معلومات دقيقة عن مواقع العديد من القادة العسكريين والاستخباراتيين. هذا ما جعل بعض هذه الجماعات التي تدعمها إيران تركّز على مصالحها الخاصة، وتخشى الانجرار إلى صراع أوسع، وفقا لـ"وول ستريت جورنال". وقال ريناد منصور، مدير مشروع العراق في معهد "تشاتام هاوس" في لندن: "بالنسبة إلى جميع هذه الميلشيات الآن، الأمر يتعلق بالبقاء. الجميع يدرك تبعات مثل هذه الحملات العسكرية". وأشار التقرير إلى أن حزب الله في لبنان، الذي كان يُنظر إليه سابقا كأقوى أذرع إيران، لم يُطلق ولو صاروخا واحدا في سبيل إيران منذ انطلاق عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية، واقتصر رده على بيان ندد فيه بالهجوم على إيران. وذكرت الصحيفة أن حزب الله يتبنّى حاليا موقف الترقب، ونقلت عن دبلوماسيين قولهم إن الجماعة لا ترغب في الانجرار إلى حرب جديدة، مفضلة التركيز على إعادة بناء قدراتها العسكرية ومصادر تمويلها. في العراق ، لم تستهدف الميليشيات القواعد العسكرية كما كانت تفعل سابقا. ولم يصدر سوى بيان واحد من " كتائب حزب الله"، قالت فيه إن إيران لا تحتاج إلى مساعدتها العسكرية لردع إسرائيل، لكنها ستهاجم المصالح الأميركية في حال تدخلت واشنطن في الحرب. وأشار التقرير إلى أن موازين القوى داخل قيادة الميليشيات تغير. أما حركة حماس ، فهي بالكاد تبقى على قيد الحياة، وفق "وول ستريت جورنال"، وذلك بعد حرب دامت عشرين شهرا مع إسرائيل، أسفرت عن مقتل قادتها وتدمير قطاع غزة. فيما أطلقت جماعة الحوثي في اليمن، صواريخ نحو إسرائيل يوم الأحد، لكنها لم تكرر الهجمات منذ ذلك الحين. وقد تراجعت القدرات الصاروخية للحوثيين بشكل ملحوظ نتيجة الضربات الجوية الأميركية في مارس وأبريل، حسب المصدر نفسه. وقالت إليزابيث كيندال، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط ورئيسة كلية غيرتون بجامعة كامبريدج: "أتصور أن الحوثيين صُدموا من مدى تغلغل الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران. من المرجح أنهم الآن يفكرون أنه من الأفضل لنا أن نبقى هادئين. إذا بدأنا التحرك، سنكشف أنفسنا ومواقعنا".

الرئيس الإسرائيلي: لا هدف لدينا بشأن خامنئي
الرئيس الإسرائيلي: لا هدف لدينا بشأن خامنئي

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 33 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

الرئيس الإسرائيلي: لا هدف لدينا بشأن خامنئي

ونقل موقع "بوليتيكو" عن هرتسوغ قوله: "تغيير النظام في إيران ليس هدفنا"، مضيفا "ليس لدينا أي هدف بشأن خامنئي ولا بشأن تغيير النظام". ثم أضاف: "لكن قد يكون ذلك أثرا جانبيا واضحا لعواقب تاريخية كبرى ستعود بالنفع على الشعب الإيراني". وتابع: "الهدف الرئيسي لإسرائيل يركز على القضاء على البرامج النووية والصاروخية الإيرانية". وأبرز الرئيس الإسرائيلي: "نعتقد أن الرئيس (الأميركي) ترامب يتمتع بالحكمة والقدرات والفهم الواضح للوضع. أعتقد أن هذه فرصة نادرة لإزالة خطر يلوح في الأفق حول العالم". وأكمل: "إسرائيل لا تزال منفتحة على الدبلوماسية.. الدبلوماسية يمكن أن تكون دائما جزءا من الحل. لم نرفض قط ذلك". ذا اختارت الولايات المتحدة عدم التدخل فنحن نعرف ما يجب فعله لقد أثبتنا أننا نعرف ما يجب فعله".

لماذا انقطع الإنترنت في إيران؟
لماذا انقطع الإنترنت في إيران؟

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

لماذا انقطع الإنترنت في إيران؟

في ظل التهديدات المتواصلة والقصف الإسرائيلية، بدأت السلطات الإيرانية باتخاذ إجراءات تقييدية على الوصول إلى شبكة الإنترنت، في خطوة تبرز أبعاداً أمنية جديدة لهذه الوسيلة في زمن الحرب. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصادر مطلعة قولها لوكالة «تسنيم» الإيرانية، إن «القرار (قطع الإنترنت) لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد رصد هجمات سيبرانية واسعة استهدفت مؤسسات حيوية في البلاد، من بينها القطاع المصرفي ومنصات اقتصادية رقمية، ما كشف عن محاولة منظمة من قبل (إسرائيل)، لإضعاف التماسك الوطني عبر الفضاء السيبراني». وفي تطور لافت، كشفت معلومات استخبارية أن «شبكة الطائرات المسيرة صغيرة الحجم التابعة لإسرائيل، كانت تعتمد في تشغيلها وتوجيهها على شبكة الإنترنت، ما جعلها عرضة للتعطيل الكامل مع وقف خدمات الاتصال، وهو ما انعكس مباشرة على أداء الطيران الحربي» الإسرائيلي، بحسب الوكالة. ورغم ما تسببت به هذه القيود من صعوبات لبعض المستخدمين في أنشطتهم اليومية والتوعوية، إلا أن الأثر الإيجابي في الميدان دفع قطاعات واسعة من الإيرانيين إلى تأييد القرار، على اعتبار أنه «جزء من منظومة الدفاع الوطني». وأشارت الجهات المعنية إلى أن «هذه القيود مؤقتة، وستُرفع فور انتهاء الظروف الحربية وعودة الاستقرار الأمني»، حسب الوكالة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store