
إغناتيوس: نهج ترامب لتحقيق السلام بأوكرانيا مبني على 3 أوهام
قال الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس إن نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التعامل مع محادثات السلام بين روسيا و أوكرانيا فوضوي ومربك ومبني على 3 أوهام.
وأكد إغناتيوس، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست ، أن على ترامب رؤية الأمور على حقيقتها وتغيير نهجه تجاه أوكرانيا إذا كان يريد لجهوده الدبلوماسية أن تسجل في التاريخ كـ"علامة شرف" لا كـ"وصمة عار".
"روسيا تسعى للسلام"
وأول افتراض خاطئ لدى ترامب، وفق الكاتب، هو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى السلام، إذ لم تُظهر موسكو حتى الآن أي بوادر حقيقية تدل على رغبتها في إنهاء الحرب سلميا.
وذكر المقال أن بوتين لا يزال يُصرّ على "القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة"، وهي عبارة تدل على رفضه الكامل لاستقلال أوكرانيا ورغبته في إخضاعها مجددا للنفوذ الروسي، وفق رأي الكاتب.
"روسيا منجم اقتصادي"
وأضاف المقال أن ترامب مخطئ بافتراض إمكانية تحويل روسيا بعد الحرب إلى "منجم اقتصادي ضخم يُوفّر فرصا استثمارية هائلة للولايات المتحدة".
ولفت إلى أن هذا التصوّر يصطدم بالواقع الاقتصادي الروسي، فروسيا تعاني من الفساد وسوء الإدارة، واقتصادها قائم على تصدير الطاقة والمعادن دون تنويع حقيقي.
وفي المقابل، حسب الكاتب، نجحت أوكرانيا بتطوير بيئة ابتكار عسكرية واعدة بسبب الحرب، رغم أنها تعاني أيضا من الفساد، وهذا يفتح الباب أمام فرص استثمار في مجالات التكنولوجيا والدفاع.
"أوكرانيا ضعيفة"
وأكثر الافتراضات بعدا عن الواقع، وفق المقال، هو أن أوكرانيا باتت ضعيفة إلى حد يمكن فيه فرض شروط استسلام عليها، ويتجاهل هذا التصور الدعم الأوروبي القوي والمتنامي لكييف.
وشدد الكاتب على أن الدول الأوروبية باتت تدرك تماما أن انتصار روسيا في هذه الحرب سيعيد تشكيل موازين القوى في القارة بطريقة تهدد أمنها واستقرارها، مما دفع هذه الدول مؤخرا لاتخاذ خطوات فعلية لتعزيز قدراتها العسكرية والوقوف بحزم إلى جانب أوكرانيا.
تذبذب سياسي
ولفت الكاتب في مقاله إلى أن ترامب لم ينجح حتى الآن في تحقيق أي تقدم ملموس، إذ اقترح الرئيس بداية وقف إطلاق نار محدودا يشمل البنية التحتية للطاقة والمجالات البحرية، وعند فشل ذلك طلب فريقه من الجانبين صياغة شروط كانت متباينة لدرجة حالت دون التوصل لاتفاق.
وأكمل الكاتب بأن ترامب حاول بعدها إجراء محادثات مباشرة مع روسيا دون أن يؤدي ذلك إلى نتيجة، وأخيرا قرر أمس اثنين أنه لا دخل للولايات المتحدة بمحادثات السلام وعلى أوكرانيا وروسيا حل الصراع بمفردهما.
وانتقد المقال هذا التذبذب السياسي واصفا إياه بأنه "وصفة للفشل"، ومؤكدا ضرورة تحلي ترامب بالصبر وإدراك أن الصراع لن يحل بسرعة.
ونصح الكاتب ترامب بأن يتعلم من وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الأسبق هنري كيسنجر ، الذي وصفه الكاتب بأنه "أحد أفضل صانعي الصفقات في التاريخ الدبلوماسي الحديث"، وقد قال كيسنجر إن "أي مفاوض يقنع نفسه بأن شخصيته وحدها ستؤدي تلقائيا إلى حل دبلوماسي" لن يفلح.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 19 دقائق
- الجزيرة
الأونروا تنتقد ضآلة المساعدات لغزة وتحذير أممي من مجاعة
انتقدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بشدة ضآلة المساعدات التي دخلت قطاع غزة وتؤكد أن سكان بحاجة إلى دعم هائل ومتواصل لضمان عدم دخولهم في مجاعة ، بينما جدد الاتحاد الأوروبي ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع بشكل عاجل. ودخلت إلى قطاع غزة أمس الثلاثاء 5 شاحنات فقط من 11 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم ، رغم إعلان إسرائيل موافقتها على دخول 100 شاحنة. ووصف مسؤول في الاتحاد الأوروبي ذلك بأنه "قطرة في محيط". وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن "إسرائيل تستغل الجوع والغذاء لأغراض سياسية وعسكرية، وغزة بحاجة لدعم هائل ودون عوائق أو انقطاع لضمان مواجهة الجوع المتفاقم الذي يعاني منه سكان القطاع ". وحذرت أونروا من أسوأ أزمة إنسانية قد يواجهها قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأضافت في منشور عبر صفحتها بموقع فيسبوك "أسفر القصف الإسرائيلي المكثف من الجو والبر والبحر عن سقوط مئات الضحايا وتشريد جماعي". وأكدت أونروا أنها تحتاج لدعم هائل بلا عوائق ولا انقطاع لضمان وقف انتشار الجوع في غزة، ودعت إلى عدم تسييس المساعدات الإنسانية لأن الأوضاع في قطاع غزة تتدهور بشكل يومي وسوء التغذية ينتشر في القطاع. ودعت الوكالة إلى الضغط على إسرائيل من أجل إدخال المساعدات إلى غزة. احتجاز المساعدات بدوره، أفاد مسؤول في حكومة غزة، بأن 5 شاحنات مساعدات فقط دخلت إلى غزة، الاثنين. وأضاف المسؤول الحكومي لمراسل الأناضول، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، أنه لم يتم توزيع أي كميات من المساعدات التي دخلت وما زالت في مناطق وجود القوات الإسرائيلية. وبين أنه حسب المعلومات المتوفرة من المنظمات الإغاثية الدولية، فإن هذه الشاحنات تتضمن مقدارا قليلا جدا من دقيق القمح ومكملات غذائية، وبدائل حليب للأطفال إضافة إلى كميات من الأكفان. ولفت إلى أن هذه الكميات "لا تلبي احتياجات حتى 1% من الفلسطينيين بالقطاع ليوم واحد ولو كانت محملة بشكل كامل بالأغذية". واعتبر المسؤول في حكومة غزة أن إسرائيل تستخدم المساعدات "ورقة ضغط" وتواصل تجويع الفلسطينيين في القطاع. وتؤكد الأمم المتحدة أن غزة بحاجة إلى 500 شاحنة على الأقل من المساعدات والسلع التجارية يوميا. وذكر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 116 ألف طن من الغذاء، وهي كمية تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر، جاهزة للتوصيل. غضب أوروبي وفي سياق متصل، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الثلاثاء إسرائيل لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي ستسمح بدخولها إلى غزة، واصفا كميات الطعام التي سمح بدخولها إلى القطاع مؤخرا بأنها " غير ملائمة على الإطلاق". وقال ستارمر لنواب مجلس العموم البريطاني خلال جلسة برلمانية "لا يمكننا السماح بأن يواجه شعب غزة المجاعة". كما جددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التأكيد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأشارت كالاس -في تصريحات صحفية في بروكسل، قبيل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي- إلى وجود آلاف الشاحنات التي تنتظر على معابر غزة للدخول إلى القطاع، الذي يتعرض لحصار إسرائيلي خانق. إعلان والاثنين، هدد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يوم الاثنين باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حملتها العسكرية على غزة وترفع القيود المفروضة على المساعدات. وذكر بيان مشترك للدول الثلاث نشرته الحكومة البريطانية أن "منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي". خطر الإغلاق في الأثناء، قالت منظمة الصحة العالمية إنّ مستشفيات شمال غزة معرضة لخطر الإغلاق التام. وأضافت المنظمة في حسابها على منصة إكس أنّ الأعمال العدائية المكثفة والوجود العسكري مستمران بالقرب من المستشفى الإندونيسي منذ الثامن عشر من الشهر الجاري. ولفتت إلى أن معظم المرضى خرجوا بأنفسهم بعد اشتداد القتال في الخامس عشر من الشهر الجاري، مشيرة إلى ورود تقارير عن بقاء 15 شخصًا فقط بينهم مرضى وموظفون في المستشفى وهم في حاجة ماسة إلى الطعام والماء. ونبهت منظمة الصحة العالمية إلى تدهور الوضع بسرعة في مستشفى العودة شمال القطاع والمكتظ بالإصابات والذي يعاني من نقص حاد في الإمدادات. ودعت المنظمة إلى الحماية الفعالة للرعاية الصحية، مشددة على أنه لا ينبغي أبدًا عسكرة المستشفيات أو استهدافها. ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين. وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


الجزيرة
منذ 19 دقائق
- الجزيرة
استنكار الجنرال غولان لقتل أطفال غزة يوحّد ساسة إسرائيل
ما إن قال رئيس حزب الديمقراطيين في إسرائيل يائير غولان في مقابلة إذاعية صباح الثلاثاء إن "الدولة العاقلة لا تشن حربًا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها هدف طرد السكان"، حتى فتحت عليه بوابات الجحيم من أفواه قادة كل الأحزاب الصهيونية والدينية الذين رأوا فيه هادما للهيكل وذابحا للبقرة المقدسة وداعما لأعداء إسرائيل. ورغم تاريخه العسكري كجنرال ونائب لرئيس الأركان، فإن الحملة عليه صوّرته كأنه يتهم الجيش وليس المؤسسة السياسية التي تقود الجيش وتوجهه. كذلك فإن المعارضين لنتنياهو من بين قادة الأحزاب رأوا في كلامه فرصة لتجييش الشارع ضده وضد حزبه في إطار انتهازية سياسية مكشوفة. وتقريبا لم يجد بين كل هؤلاء من يدافع عنه أو يرى في كلامه زلة لسان أو مبالغة في التوصيف، بل إن غولان حمل على منتقديه وقال إن هذه الحرب تجسيد لأوهام بن غفير وسموتريتش. ماذا قال غولان وفي أي سياق؟ ففي مقابلة إذاعية قال غولان "للأسف، تستمر الحرب إلى الأبد بالنسبة للحكومة الإسرائيلية. وهذا أمر مؤسف بطبيعة الحال وله تكاليف باهظة". وتساءل عما إذا كانت عملية "عربات جدعون" الحالية ضرورية، وأجاب "لقد أكملنا العملية العسكرية لكسر قوة حماس العسكرية في مايو/أيار ويونيو/حزيران من العام الماضي. ومنذ ذلك الحين، دخلت الحرب مرحلة أصبحت فيها أهدافها العسكرية أقل إستراتيجية، وأهدافها السياسية أكثر فأكثر، أي بقاء هذه الحكومة". وأشار إلى أن أهداف الحرب لم تتحقق، وأن إسرائيل لم تقض على حماس، ولم تهزمها عسكريا وسلطويا، ولم تستعد الرهائن. وقال إن من الواضح أن الحرب منذ بدايتها لديها تناقض في أهدافها، و"يجب تحديد الأولويات. أولوياتي واضحة تمامًا، ويبدو لي أن أكثر من 70% من المواطنين الإسرائيليين لديهم أولويات واضحة أيضًا. أولًا، يجب إعادة جميع المختطفين إلى ديارهم. هذه مسألة تضامن إسرائيلي، وروح إسرائيل، وجوهرنا كشعب. أما بالنسبة لحماس، فلا يزال بإمكاننا تصفية الحساب معها بعد عامين، وثلاثة، وخمسة، وعشرة أعوام". وعن البيان المشترك الصادر عن بريطانيا وفرنسا وكندا والتهديد بتخلي أميركا عن إسرائيل قال إن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولةً مجذومة بين الأمم، كجنوب أفريقيا في الماضي. هذا إن لم تعد إلى سلوكها كدولة عاقلة. الدولة العاقلة لا تشن حربًا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها هدفًا لتهجير السكان. هذه الأمور صادمةٌ حقا، ولا يُعقل أن نكون نحن، أبناء الشعب اليهودي، الذين تعرضنا للاضطهاد والمذابح وأعمال الإبادة على مر تاريخنا، والذين مثّلنا عبر التاريخ رمزًا يمينيا للأخلاق الإنسانية واليهودية من يتخذ خطوات مرفوضة تمامًا". وكما سلف، أثارت كلمات غولان دويا هائلا في الحلبة السياسية، حيث تفاعل معها العديد من الوزراء وأعضاء الكنيست بغضب ودهشة. رد نتنياهو وطبعا كان في طليعة المهاجمين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي وصف تصريحات غولان بأنها "افتراءات دموية معادية للسامية". وقال إن "غولان، الذي يشجع على التحدي، والذي سبق أن قارن إسرائيل بالنازيين وهو يرتدي الزي العسكري، وصل الآن إلى مستوى جديد من الانحدار بزعمه أن إسرائيل تقتل الأطفال كهواية". وأضاف "بينما نخوض حربًا على جبهات متعددة ونقود جهودًا دبلوماسية معقدة لتحرير رهائننا وهزيمة حماس، يردد غولان وأصدقاؤه من اليسار المتطرف أبشع الافتراءات الدموية المعادية للسامية ضد جنود الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل". ولحقه على الفور الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قائلا إن "الافتراء الخطير والكاذب على جنود الجيش الإسرائيلي هو خط أحمر"، كما هاجم وزير الخارجية جدعون ساعر غولان بقوله إن "الافتراء الدموي الذي ارتكبه غولان ضد دولة إسرائيل وجيشها لن تسامحه". وأضاف "إن ما قاله غولان من شأنه بالتأكيد أن يؤجج نار معاداة السامية في العالم، هذا في الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل من أجل حياتها ضد تحالف يعمل على تدميرها". أما وزير الحرب إسرائيل يسرائيل كاتس فلم تتأخر إدانته إذ صرح قائلا إن "أي شخص قارن المجتمع الإسرائيلي في الماضي بالنظام النازي ويقوم الآن بتشويه سمعة دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي في وقت الحرب يجب نبذه من الحياة العامة". وقالت وزيرة الهجرة والاستيعاب أوفير سوفر إن "الادعاء بأن دولة إسرائيل "تقتل الأطفال كهواية" كذبة شنيعة وإهانة بالغة لأخلاقيات الجيش الإسرائيلي القتالية، وسمعته كدولة إسرائيل. دولة إسرائيل، من خلال مقاتلي الجيش الإسرائيلي، تقاتل عدوًّا وحشيًّا أحرق كبار السن والنساء والأطفال والرضع وذبحهم واغتصبهم". ولم يقبل وزير الإعلام شلومو كرعي بأقل من القول إن "يائير غولان إرهابي. إرهابي يسعى إلى تحقيق أهداف الحرب. إرهابي يستهدف أمن مقاتلي الجيش الإسرائيلي". وهاجم وزير التعليم يوآف كيش غولان بقوله "عار عليك يا يائير غولان، مثل هذه الافتراءات على دولة إسرائيل لا تُسمع إلا من أفواه ألدّ أعدائنا. إن اتهام مقاتلينا الأبطال الذين يُخاطرون بحياتهم من أجل الدولة بقتل الأطفال ليس سوى افتراء دموي وتحريض خطير. غولان ليس عضوًا في الكنيست ولا يتمتع بالحصانة. أتوقع من المستشار القانوني للحكومة أن يفتح تحقيقًا فوريًّا ضده بتهمة التحريض". كما دعا عضو الكنيست كرويزر إلى محاكمة يائير غولان بتهمة التحريض على الفتنة في أعقاب تصريحاته ضد جنود الجيش الإسرائيلي. أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فاستذكر ماضي غولان وقال "لقد دعمت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل طوال سنوات. يائير غولان يكذب عن علم، ويشوّه سمعة إسرائيل وقوات الدفاع الإسرائيلية في العالم، ويشارك في المؤامرات الدموية لأعدائنا الأكبر لوضع السيف في أيديهم لقتلنا. يجب على كل صهيوني شريف وأخلاقي أن يتبرأ من غولان وأفعاله وأن يوضح أن هناك خطوطًا حمرًا لا يجوز تجاوزها". كما أن بن غفير قال "يبدو أن غولان أخذ كتيب رسائل المتحدث باسم حماس وتبناها، وقد كانت هواية غولان الوحيدة دائمًا نشر الافتراءات الدموية المعادية للسامية ضد دولة إسرائيل. يائير، اخجل من نفسك". ردود بينيت ولبيد وفي الجهة المقابلة، أدان رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت تصريحات غولان مشددا على أن من يقتل الأطفال "هي حماس، وحماس وحدها. فإسرائيل تخوض حربًا دفاعية صعبة ضد عدو يستخدم شعبه دروعًا بشرية. هدف حماس هو قتل مواطنيها. مقاتلونا يتصرفون، وسيواصلون، بشجاعة وأخلاق حقيقية وعزيمة لحمايتنا". وهاجم زعيم المعارضة يائير لبيد غولان فأوضح "مقاتلونا أبطال ويحمون أرواحنا. إن القول إنهم يقتلون الأطفال كهواية هو قول مغلوط، وهو هدية لأعدائنا. أنا أدعم الجيش الإسرائيلي ومقاتليه وأدين هذا القول". وكذلك فعل رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، فقال إن "الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، وأي تصريح كاذب ضده يضرّ بجنودنا وأمن الدولة". ولم يتخلّف عن ركب المهاجمين رئيس المعسكر الرسمي بيني غانتس الذي طالب غولان بالتراجع عن تصريحاته. وأضاف أن "جنود الجيش الإسرائيلي لا يمارسون هواية قتل الأطفال. هذه الأمور ليست فاضحة وكاذبة ومتطرفة فحسب، بل تُعرّض حرية مقاتلينا الأبطال للخطر أمام القانون الدولي. تخوض دولة إسرائيل حربًا عادلة منذ تأسيسها، وتفعل ذلك وفقًا للقواعد الدولية وأسمى القيم الأخلاقية. شخص مثل غولان، الذي كان نائبًا لرئيس الأركان، يدرك ذلك". رئيس حزب شاس، عضو الكنيست الحاخام أرييه درعي، قال "لا يجوز لنا أن نبقى صامتين إزاء التشهير الدموي الرهيب ضد جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، الذين يذلون أنفسهم في مواجهة عدو قاسٍ. أدعو زعماء المعارضة، أفيغدور ليبرمان وبيني غانتس، إلى التبرؤ بشكل لا لبس فيه من يائير غولان والتوضيح للجمهور أنهم لن يشكلوا حكومة معه تحت أي ظرف من الظروف". شجاعة أدبية لكن كل هذه الحملة ضد غولان المعروف بشجاعته الأدبية لم تردعه أو تجبره على إبداء الاعتذار بل إنه أعاد تأكيد موقفه وحمل على منتقديه؛ إذ رد على العاصفة التي أعقبت تصريحه، قائلا "لقد جربنا بالفعل طريقة غانتس في الإطراء على نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، لكنها فشلت". وأوضح معنى كلامه فقال إن "قصدي من كلامي واضح: هذه الحرب هي تجسيد لأوهام بن غفير وسموتريتش. وإذا سمحنا لهما بتحقيقها، فسنصبح دولةً مشرذمة". وأضاف غولان "لقد حان الوقت لأن يكون لدينا عمود فقري من الفولاذ المطاوع، يتعين علينا أن ندافع عن قيمنا كدولة صهيونية ويهودية وديمقراطية. مقاتلو الجيش الإسرائيلي أبطال، ووزراء الحكومة فاسدون. الجيش الإسرائيلي أخلاقي، والشعب مستقيم، والحكومة فاسدة. يجب أن تنتهي الحرب، ويعود المختطفون، وتعود إسرائيل إلى مكانها". وهذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها غولان تصريحات تثير الغضب وتولد انتقادات وإدانات شديدة ضده؛ فتصريحه الأكثر شهرة كان وهو لا يزال نائبًا لرئيس الأركان في عام 2016، في خطاب ألقاه في حفل يوم ذكرى الهولوكوست. في ذلك الوقت وعلى خلفية قتل الجندي إيلور عزاريا فلسطينيا بعد القبض عليه قال "إذا كان هناك شيء يخيفني في ذكرى الهولوكوست فهو العمليات المروعة التي وقعت في أوروبا بشكل عام وفي ألمانيا بشكل خاص، قبل 70 و80 و90 عامًا، وإيجاد أدلة عليها في أوساطنا اليوم". حينئذ ورغم أن غولان أوضح لاحقا أنه لم يكن يقصد مقارنة الهولوكوست بواقع عصره، فإن العاصفة لم تهدأ. ففي يناير/كانون الثاني 2022، شغل غولان منصب نائب وزير الاقتصاد عن حزب ميرتس في حكومة التغيير، وتطرق إلى قضية البؤرة الاستيطانية غير القانونية في حومش في مقابلة مع قناة الكنيست، فوصف المستوطنين الذين هاجموا سكان قرية برقة المجاورة بـأنهم "دون البشر". وأضاف "عندما كنت قائدا على الضفة الغربية، لم أسمح لأحد أن يستوطن هناك. لماذا لا يذكرون حقيقة أن هؤلاء الأشخاص الذين يأتون للاستقرار هناك يقومون بأعمال شغب في قرية برقة، ويدمرون شواهد القبور، ويرتكبون مذبحة. هل نحن، أبناء الشعب اليهودي الذين عانوا من المذابح عبر التاريخ، نرتكب المذابح ضد الآخرين؟ هؤلاء ليسوا بشرًا، إنهم دون البشر. إنهم أناس حقيرون، وهم فساد الشعب اليهودي. يجب عدم تقديم أي دعم لهم، يجب إبعادهم من هذا المكان بالقوة، ويجب إعادة القانون والنظام إلى المنطقة. هذا الهيجان القومي المتطرف سيجرّ علينا كارثة. هؤلاء أناس يريدون ضم ملايين الفلسطينيين إلى دولتنا". وبعد انتخابه زعيمًا لحزب العمل، أثار بالفعل ضجة بعد نشر تسجيل صوتي دعا فيه إلى العصيان المدني وأعرب عن دعمه لعدم الانضمام إلى قوات الاحتياط كجزء من النضال من أجل الإطاحة بالحكومة.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إيكونوميست: تودد ترامب إلى بوتين لن يوقف حرب أوكرانيا
في تعليقها على المكالمة الهاتفية التي استمرت ساعتين أمس الاثنين بين زعيمي الولايات المتحدة و روسيا ، قالت مجلة إيكونوميست إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يوجه أي إنذار نهائي إلى نظيره فلاديمير بوتين ، بل اقترح بدلا من ذلك إجراء مزيد من محادثات السلام. واعتبرت المجلة البريطانية أن ذلك يصب في صالح روسيا، التي يصر رئيسها بوتين على ضرورة الاتفاق أولا على شروط التسوية السلمية قبل أن تصمت المدافع، في وقت تحرز فيه قواته تقدما على الأرض. وزادت أن بوتين يريد استسلام أوكرانيا، سواء في ساحة المعركة أو على طاولة المفاوضات. وعلى النقيض، تريد أوكرانيا ، التي تحظى بدعم القادة الأوروبيين، وقفا فوريا وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما، تليها محادثات حول تسوية دائمة للصراع. استرضاء بوتين غير أن ترامب لا يرى الأمر على ذلك النحو، فقد وصف المكالمة الهاتفية مع بوتين بالممتازة، وذلك-في تعليق له على منصة "تروث سوشيال" الخاصة به على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الاثنين، أكد فيه أن "روسيا وأوكرانيا ستبدآن على الفور مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار ، والأهم من ذلك، إنهاء الحرب". وتفيد إيكونوميست أن الرئيس الروسي بدا راضيا، حيث أشار إلى أن الأمور "تسير على الطريق الصحيح بشكل عام"، وأن روسيا مستعدة للعمل على "مذكرة بشأن معاهدة سلام مستقبلية محتملة تحدد عددا من المواقف". وتميل المجلة إلى الاعتقاد بأن المواقف التي يعنيها بوتين تشمل مطالبته أوكرانيا بتسليم الأراضي التي لا تزال تحتفظ بها في 4 مقاطعات غزتها روسيا وتطالب بها. زيلينسكي يرفض وقد رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تلك المطالب، وشدد -في منشور على منصة (إكس)- على ضرورة فرض عقوبات أقسى على موسكو إذا لم تكن على استعداد لوقف عمليات القتال، مبررا ذلك بأن الضغط على روسيا سيدفعها نحو سلام حقيقي. ووصفت المجلة البريطانية المنشور بأنه مدروس ويدل على رغبة زيلينسكي في كسب رضا ترامب عقب خلافهما في المكتب البيضاوي بواشنطن في فبراير/شباط الماضي. ومضت إلى القول إن ترامب ظل يتساءل، في الأسابيع الأخيرة، عما إذا كان بوتين يستغله باستمرار، إلا أنها تزعم أن الرئيس الأميركي هو من ينصت إلى كل من يريده أن يكون صارما. متردد بين ثلاث خيارات وذكرت في تحليلها أن ترامب "المفتون بالرئيس الروسي" ظل مترددا بين 3 خيارات: إما أن يتودد أكثر له، أو أن يستسلم، أو أن يتحول إلى عدائه. وأضافت أن الرئيس الأميركي ربما يقرر مقابلة بوتين شخصيا للوصول إلى نتيجة، مشيرة إلى أنه في قراءته لتطورات المشهد، لعب ترامب على وتر الفوائد الاقتصادية للتجارة مع أميركا إذا انتهت الحرب. قد يبدو ترامب في نهاية المطاف -برأي إيكونوميست- ضعيفا وأحمق، وأن المحادثات التي لا نهاية لها تمنح روسيا الوقت لتحقيق المزيد من المكاسب في ساحة القتال. التخلي عن الوساطة ومع ذلك، يساور الإدارة الأميركية قلق متزايد من أن تؤدي الدبلوماسية غير المثمرة الى تحويل الحرب التي أطلق عليها ترامب يوما بأنها "حرب جو بايدن" إلى فشل ترامب، وهو ما جعل البعض يتحدث عن خيار آخر وهو التخلي عن جهود الوساطة برمتها. بيد أن المجلة ترى أن التخلي عن الوساطة بسبب خيبة الأمل تجاه روسيا، قد يكون له تأثير عكسي؛ إذ أن ذلك سيحرم أوكرانيا مما تبقى من دعم دبلوماسي أميركي. وتختتم تحليلها بالقول إن ترامب، الذي يصف الحرب الأوكرانية بأنها مذبحة، لا يدرك أن تودده إلى بوتين لن يوقفها.