
التين الشوكي 'كنز غذائي' ربما لا يعرفه كثيرون
وتتخذ ثمار التين الشوكي ألواناً تتدرّج من الأخضر إلى الأحمر مروراً باللون الأصفر والأرجواني، ويتدرّج كذلك مذاق الثمار؛ وتُعدّ ذات اللون الأصفر أشهى حتى من الثمرة ذات اللون الأحمر، كما أكّد لي بائع التين، سيّد أو أبو ياسين كما يحب أنْ يناديه الناس.
يقول أبو ياسين، وهو رجل أربعيني من صعيد مصر، إن 'الثمرة الأُنثى تكون بطبيعة الحال أكثر حلاوة ونعومة من الثمرة الذكر'، زاعماً أنه يستطيع أنْ يميّز الأخيرة بسهولة، بما 'تحمل من زوائد، وبما يكون عليها من بقايا حبوب اللقاح'.
BBC
ويتراوح ثمن ثمرة التين الشوكي الواحدة في القاهرة هذا العام بين جنيهيْن وسبعة جنيهات مصرية (0.04 – 0.14 دولار)، تبعاً لحجم الثمرة، بحسب أبو ياسين الذي يقول إنّ القفص به نحو 85 ثمرة يكلّفه حوالي 400 جنيه مصري (8.22 دولار)، شاملة تكاليف النقل وغيره.
وينفي البائع الجوال للتين الشوكي التربُّح كثيراً من عمله، قائلاً إن 'الذي يتربّح بحقّ هو التاجر الذي يشتري الثمار من المزرعة، أمّا السرّيحة من أمثالي فلا يتحصّلون على الشيء الكثير على مدار الموسم الذي يمتد لنحو شهر ونصف فقط طوال العام'.
'كنز نباتي'
FAO
يُلقّب التين الشوكي في مصر بـ'فاكهة الفقراء'، نظراً لانخفاض ثمنه، وفي تونس يُلقب بـ'سُلطان الغلّة'، نظراً لأهميته.
ويعتبر التين الشوكي، عن جدارة، كنزاً نباتياً، لما يحتوي عليه من خصائص غذائية وعلاجية على السواء، وتكفي الإشارة إلى أن ثمرة التين الشوكي تتمتع بنشاط عالِ مضادٍ للأكسدة يعادل ضعفَي هذا النشاط في ثمار الكمثرى والتفاح والطماطم والموز، ويعزى ذلك إلى فيتامين سي ومركبات الفلافونويد والبيتالينات، وفقا لدراسة حديثة نشرتْها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وأشارت الدراسة إلى أن اتباع نظام غذائي غنيّ بثمار التين الشوكي كفيلٌ بخفض نسبة احتمالات الإصابة بمرض الشريان التاجي وبعض أنواع السرطانات.
وتساعد الألياف التي تحتوي عليها ثمار التين الشوكي في خفض الكوليسترول، كما يساعد تناوُل هذه الفاكهة بانتظام في تحسين أداء الصفائح الدموية.
أمّا محتوى البوتاسيوم العالي ومحتوى الصوديوم المنخفض فيقدّمان فوائد غذائية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكُلى وارتفاع ضغط الدم، وفقاً لدراسة الفاو.
'غذاء متكامل يدعم الصحة العامة'
منذ مئات السنين، وحتى الآن، يجري استخدام التين الشوكي في الطب التقليدي أو الشعبي لعلاج العديد من الأمراض، مثل السُكري والإسقربوط (مرض ينجم عن نقص فيتامين سي)، فضلاً عن استخدامه منذ القِدم في علاج حروق الشمس.
واليوم، كشفت الأبحاث عن مزيد من الفوائد الصحية للتين الشوكي، الذي يمتلك خصائص تؤهله للعمل كـ مُطهّر للأمعاء وللكَبد والكلى والمثانة نظراً لخصائصه المدرّة للبول.
وفي حديث لبي بي سي، قالت اختصاصية التغذية العلاجية مجد الخطيب، إن للتين الشوكي تأثيرات صحية مهمة على الجهاز الهضمي والقلب وحتى على الحالة النفسية.
وأشارت الخطيب إلى أن وفرة الألياف الغذائية في ثمرة التين الشوكي قادرة على تحسين حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك، إضافة إلى دورها في تعزيز البكتيريا النافعة.
وتبرز هنا أهمية ما يُعرف بـ 'محور الأمعاء-الدماغ'، وهو الرابط بين صحة الجهاز الهضمي والمزاج؛ إذ تشير الدراسات إلى أن توازُن بكتيريا الأمعاء قد يُسهم في تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر.
FAO
ولفتت أخصائية التغذية مجد الخطيب إلى قُدرة التين الشوكي على ضبط مستويات سكر الدم لدى مرضى السُكري من النوع الثاني؛ 'فالألياف والبكتين الموجودة في لبّ الثمرة تُبطئ امتصاص السكريات، بينما تسهم مضادات الأكسدة في تحسين استجابة الجسم للإنسولين'، فضلاً عن مساعدة هذه المضادات في تقليل الالتهابات والتوتر والقلق.
كما يساعد التين الشوكي في خفض الكوليسترول الضار وتحسين مرونة الأوعية الدموية، ما يجعله خياراً مناسباً للوقاية من أمراض القلب والشرايين، وفقاً للخطيب.
وبفضل احتواء التين الشوكي على فيتامين سي والمعادن الأساسية، فإنه يعزّز عمل الجهاز المناعي ويساعد الجسم على مقاومة الالتهابات والأمراض المزمنة، ليؤكد بذلك مكانته كـ'غذاء متكامل يدعم الصحة العامة'.
ولكنْ، رغم كل هذه الفوائد، تنصح أخصائية التغذية مجد الخطيب بالاعتدال في تناوُل ثمار التين الشوكي، وخصوصاً مرضى السكري ومَن يعانون انخفاضاً في ضغط الدم ومرضى القولون العصبي، مُفضّلة 'أن يكون ذلك ضمن نظام غذائي متوازن وتحت إشراف طبي عند الحاجة'.
وينصح خبراء التغذية بتناول ثمار التين الشوكي بمعدّل ثمرتين اثنتين في اليوم مع شُرب كمية مناسبة من المياه.
وتتمتع ثمرة التين الشوكي بثروة من العناصر المُغذية كالحديد والفوسفور والبوتاسيوم، فضلا عن مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات، ما يجعل التين الشوكي مفيداً في مقاومة عدد من الأمراض.
كما تُستخدم مُستخلصات ألواح الصبار في علاج الصُداع وألم الأسنان والكدمات.
الجذور التاريخية لنبات الصبار
عُرف التين الشوكي ونبات الصبار بشكل عام كدواء منذ القِدم، لا سيما في أمريكا الوسطى وتحديداً المكسيك؛ حيث كان الصبار جزءاً من ثقافة شعب الأزتيك الذي ازدهرت حضارته ما بين القرنَين الرابع عشر والسادس عشر للميلاد، وفقاً للمصادر التاريخية.
وكان شِعار عَلَم الجيش الأزتيكي عبارة عن نسر يقف على نبات الصبار ويفترس ثعباناً، كما كانت عاصمة الأزتيك تُسمّى 'تينوتشتيتلان' (أو نبات الصبار فوق صخرة).
وكان شعب الأزتيك في المكسيك يعرف التين الشوكي باسم 'تينوشتلي'.
ولم يكن الأوروبيون حتى عام 1492 يعرفون التين الشوكي حتى قام الإسبان بغزو جزيرة هيسبانيولا (هايتي والدومينيكان حالياً) في البحر الكاريبي، وهناك قدّم إليهم السكان الأصليون ثمار التين التي كانوا يطلقون عليها اسم 'تون'، وفقا لدراسة الفاو.
ونقل الإسبان نبات الصبّار إلى أوروبا لينتشر على طول ساحل المتوسط وشمال أفريقيا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر.
وخلال القرن الثامن عشر، انتشر الصبار في جنوب أفريقيا والهند والصين.
وساعد على نجاح تلك الهجرة، تحمُّل نبات الصبار للرحلات الطويلة دون أن يفقد القدرة على التجذُّر (أو إنتاج جذور جديدة)، فضلاً عن قدرته الفائقة كنبات على التأقلم؛ حيث ينمو الصبار في جميع أنواع التربة، وبإمكان الصبار أن ينمو في درجة حرارة تتجاوز 40 مئوية.
ولا يحتاج نبات الصبار إلى رعاية بشرية أو إلى تدخُّل كيمائي من أي نوع. لكنه يتأثر سلبياً بالملوحة العالية وغمْر المياه.
استخدامات أخرى
وإلى جانب استخدامه منذ القدم لعلاج أمراض وشفاء جروح، يدخل الصبار في صناعة العديد من مستحضرات التجميل كالكريمات المُرطّبة والصابون والشامبو وطلاء الشفاه؛ كما يدخل الصبار في صناعة الصمغ النباتي والأصباغ.
وفي بعض المجتمعات، كما هي الحال في المسكيك وكاليفورنيا على سبيل المثال، تؤكل ألواح الصبار، حيث تُقطّع إلى شرائح وتؤكَل مُحمّصة أو مُتبّلة، أو حتى مُحمَّرة في الزُبد، ويضاف إليها الجُبن.
كما يدخل الصبار في إنتاج الأعلاف للبهائم؛ حيث تحتوي ألواحه على نسبة مرتفعة من الكربوهيدرات والنشا والبيتاكاروتين.
وثمة فائدة بيئية ، فقد شجعت دراسة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على الاستزادة من زراعة الصبار، كجزء من استراتيجية للحدّ من تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي؛ ذلك أن مزارع الصبار تعمل كخزان للكربون في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.
وأخيراً، كان الصبار يستخدم قديماً كنبات للزينة، كما استخدمه النبلاء الإسبان في حدائقهم، وهو للآن يستخدم كسياج لبعض البساتين حيث يساعد في صدّ الرياح والحماية بوجه عام.
وربما تجدر الإشارة هنا إلى أن المغاربة حتى اليوم يعرفون الصبار باسم 'تابيا'، نِسبة إلى كلمة إسبانية تعني السياج.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 6 ساعات
- صدى البلد
التعليم : إغلاق باب تظلمات الثانوية العامة 2025 .. الأحد القادم
تغلق وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، باب تلقي طلبات تظلمات الثانوية العامة 2025 ، يوم الأحد القادم الموافق 10 أغسطس 2025. رابط تظلمات الثانوية العامة 2025 وقالت وزارة التربية والتعليم ، يمكن الان لطلاب الثانوية العامة المتضررين من درجاتهم في نتيجة الثانوية العامة 2025 في أي مادة من المواد الدخول على رابط تظلمات الثانوية العامة 2025 وزارة التربية والتعليم من خلال الضغط على رسوم تظلمات الثانوية العامة 2025 وحددت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، رسوم تظلمات الثانوية العامة 2025 بمبلغ 300 جنيه للمادة وأوضحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أن رسوم تظلمات الثانوية العامة 2025 تقدر بـ 300 جنيه مصري عن المادة الواحدة ، ويتم دفعها من خلال أحد منافذ الدفع البنكي المخصصة لذلك ( البريد المصري - فورى - وقتي - إيجي باى - سداد - ضامن - أمان -مصاري - بيي - ممكن - طلقة - موجة - خالص موبايل - أموال ) خطوات تظلمات الثانوية العامة 2025 كما كشفت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، عن خدوات خطوات تظلمات الثانوية العامة 2025 مؤكدة أنها تتمثل فيها يلي : ادخل على رابط تظلمات الثانوية العامة 2025 وزارة التربية والتعليم من خلال الضغط هنا اضغط على تسجيل الدخول بالبريد الموحد (البريد الذي قمت باستخدامه في الدخول على استمارة الثانوية العامة الخاصة بك) ادفع مبلغ 300 جنيه مصري عن المادة الواحدة من خلال أحد منافذ الدفع البنكي المخصصة لذلك ( البريد المصري - فورى - وقتي - إيجي باى - سداد - ضامن - أمان -مصاري - بيي - ممكن - طلقة - موجة - خالص موبايل - أموال ) اضغط على زر تقديم تظلم تظهر لك شاشة بها بياناتك الشخصية (الاسم - والشعبة والتخصص - صورتك الشخصية - رقم الجلوس - الكود - عدد المواد المدفوعة والمسجلة قم بإختيار مواد التظلم طبقا لعدد المواد التي دفعت رسومها اضغط على زر حفظ التظلم تظهر لك شاشة تم الحفظ بنجاح تابع موقع تظلمات الثانوية العامة 2025 يوميا حيث سيتم ارسال رسالة توضح لك موعد الحضور باليوم والساعة مع تحديد المكان ، مع احضار الرقم القومي وأكد مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن إجمالي عدد الطلاب الذين سجلوا على رابط تظلمات الثانوية العامة 2025 حتى الآن تخطى الـ 40 ألف طالب وطالبة على مستوى الجمهورية . وقالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني : أنه سيتم التعامل بعدالة تامة مع الطلاب المتظلمين ، مشددة على أن أي طالب ستثبت تظلمات الثانوية العامة 2025 أحقيته في درجات زيادة سيحصل عليها فوراً


صدى البلد
منذ 19 ساعات
- صدى البلد
استقرار أسعار اللحوم البلدية والمستوردة في الأسواق اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025
شهدت أسعار اللحوم الحمراء – سواء البلدية أو المستوردة – استقرارًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين 4 اغسطس 2025 ٠ أسعار اللحوم البلدية: اللحم الكندوز البلدي: بين 300 و400 جنيه للكيلو حسب المنطقة وجودة اللحوم عرق الفلتو البلدي: 420 جنيهًا للكيلو اللحم الضأن البلدي: بين 300 و350 جنيهًا للكيلو اللحم البتلو: 408.5 جنيهًا للكيلو اللحم الموزة: نحو 295 جنيهًا للكيلو وش الفخدة: 300 جنيه للكيلو عرق الفلتو: 420 جنيهًا للكيلو الكبدة البلدي: بين 250 و450 جنيهًا للكيلو اللحم المفروم: 240 جنيهًا للكيلو أسعار اللحوم المستوردة: اللحوم السودانية: نحو 285 جنيهًا للكيلو اللحوم الهندية: بين 260 و310 جنيهات للكيلو اللحوم البرازيلية: تبدأ من 320 جنيهًا للكيلو ويأتي هذا الاستقرار في الأسعار نتيجة الرقابة على الأسواق وتوفير كميات مناسبة من اللحوم من خلال المجمعاتالاستهلاكية ومنافذ البيع الحكومية، لتخفيف الأعباء على المواطنين٠


سيدر نيوز
منذ يوم واحد
- سيدر نيوز
التين الشوكي 'كنز غذائي' ربما لا يعرفه كثيرون
في قيظ الصيف، تحت شمس يوليو/تموز اللافحة وحتى منتصف أغسطس/آب، يتعطّش المارّة في شوارع القاهرة إلى ظلّ شجرة يعبرون من خلاله، وهناك -ولا سيما على نواصي الشوارع- لا تكاد تخلو تلك الأماكن في هذه الأيام من عَربة تين شوكيّ كما يسميه الناس في مصر، أو 'صبّار' و 'صبر' كما يُسمَّى في بلاد المشرق العربي، أو 'الهندي' كما يعرفه المغاربة. وتتخذ ثمار التين الشوكي ألواناً تتدرّج من الأخضر إلى الأحمر مروراً باللون الأصفر والأرجواني، ويتدرّج كذلك مذاق الثمار؛ وتُعدّ ذات اللون الأصفر أشهى حتى من الثمرة ذات اللون الأحمر، كما أكّد لي بائع التين، سيّد أو أبو ياسين كما يحب أنْ يناديه الناس. يقول أبو ياسين، وهو رجل أربعيني من صعيد مصر، إن 'الثمرة الأُنثى تكون بطبيعة الحال أكثر حلاوة ونعومة من الثمرة الذكر'، زاعماً أنه يستطيع أنْ يميّز الأخيرة بسهولة، بما 'تحمل من زوائد، وبما يكون عليها من بقايا حبوب اللقاح'. BBC ويتراوح ثمن ثمرة التين الشوكي الواحدة في القاهرة هذا العام بين جنيهيْن وسبعة جنيهات مصرية (0.04 – 0.14 دولار)، تبعاً لحجم الثمرة، بحسب أبو ياسين الذي يقول إنّ القفص به نحو 85 ثمرة يكلّفه حوالي 400 جنيه مصري (8.22 دولار)، شاملة تكاليف النقل وغيره. وينفي البائع الجوال للتين الشوكي التربُّح كثيراً من عمله، قائلاً إن 'الذي يتربّح بحقّ هو التاجر الذي يشتري الثمار من المزرعة، أمّا السرّيحة من أمثالي فلا يتحصّلون على الشيء الكثير على مدار الموسم الذي يمتد لنحو شهر ونصف فقط طوال العام'. 'كنز نباتي' FAO يُلقّب التين الشوكي في مصر بـ'فاكهة الفقراء'، نظراً لانخفاض ثمنه، وفي تونس يُلقب بـ'سُلطان الغلّة'، نظراً لأهميته. ويعتبر التين الشوكي، عن جدارة، كنزاً نباتياً، لما يحتوي عليه من خصائص غذائية وعلاجية على السواء، وتكفي الإشارة إلى أن ثمرة التين الشوكي تتمتع بنشاط عالِ مضادٍ للأكسدة يعادل ضعفَي هذا النشاط في ثمار الكمثرى والتفاح والطماطم والموز، ويعزى ذلك إلى فيتامين سي ومركبات الفلافونويد والبيتالينات، وفقا لدراسة حديثة نشرتْها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). وأشارت الدراسة إلى أن اتباع نظام غذائي غنيّ بثمار التين الشوكي كفيلٌ بخفض نسبة احتمالات الإصابة بمرض الشريان التاجي وبعض أنواع السرطانات. وتساعد الألياف التي تحتوي عليها ثمار التين الشوكي في خفض الكوليسترول، كما يساعد تناوُل هذه الفاكهة بانتظام في تحسين أداء الصفائح الدموية. أمّا محتوى البوتاسيوم العالي ومحتوى الصوديوم المنخفض فيقدّمان فوائد غذائية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكُلى وارتفاع ضغط الدم، وفقاً لدراسة الفاو. 'غذاء متكامل يدعم الصحة العامة' منذ مئات السنين، وحتى الآن، يجري استخدام التين الشوكي في الطب التقليدي أو الشعبي لعلاج العديد من الأمراض، مثل السُكري والإسقربوط (مرض ينجم عن نقص فيتامين سي)، فضلاً عن استخدامه منذ القِدم في علاج حروق الشمس. واليوم، كشفت الأبحاث عن مزيد من الفوائد الصحية للتين الشوكي، الذي يمتلك خصائص تؤهله للعمل كـ مُطهّر للأمعاء وللكَبد والكلى والمثانة نظراً لخصائصه المدرّة للبول. وفي حديث لبي بي سي، قالت اختصاصية التغذية العلاجية مجد الخطيب، إن للتين الشوكي تأثيرات صحية مهمة على الجهاز الهضمي والقلب وحتى على الحالة النفسية. وأشارت الخطيب إلى أن وفرة الألياف الغذائية في ثمرة التين الشوكي قادرة على تحسين حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك، إضافة إلى دورها في تعزيز البكتيريا النافعة. وتبرز هنا أهمية ما يُعرف بـ 'محور الأمعاء-الدماغ'، وهو الرابط بين صحة الجهاز الهضمي والمزاج؛ إذ تشير الدراسات إلى أن توازُن بكتيريا الأمعاء قد يُسهم في تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر. FAO ولفتت أخصائية التغذية مجد الخطيب إلى قُدرة التين الشوكي على ضبط مستويات سكر الدم لدى مرضى السُكري من النوع الثاني؛ 'فالألياف والبكتين الموجودة في لبّ الثمرة تُبطئ امتصاص السكريات، بينما تسهم مضادات الأكسدة في تحسين استجابة الجسم للإنسولين'، فضلاً عن مساعدة هذه المضادات في تقليل الالتهابات والتوتر والقلق. كما يساعد التين الشوكي في خفض الكوليسترول الضار وتحسين مرونة الأوعية الدموية، ما يجعله خياراً مناسباً للوقاية من أمراض القلب والشرايين، وفقاً للخطيب. وبفضل احتواء التين الشوكي على فيتامين سي والمعادن الأساسية، فإنه يعزّز عمل الجهاز المناعي ويساعد الجسم على مقاومة الالتهابات والأمراض المزمنة، ليؤكد بذلك مكانته كـ'غذاء متكامل يدعم الصحة العامة'. ولكنْ، رغم كل هذه الفوائد، تنصح أخصائية التغذية مجد الخطيب بالاعتدال في تناوُل ثمار التين الشوكي، وخصوصاً مرضى السكري ومَن يعانون انخفاضاً في ضغط الدم ومرضى القولون العصبي، مُفضّلة 'أن يكون ذلك ضمن نظام غذائي متوازن وتحت إشراف طبي عند الحاجة'. وينصح خبراء التغذية بتناول ثمار التين الشوكي بمعدّل ثمرتين اثنتين في اليوم مع شُرب كمية مناسبة من المياه. وتتمتع ثمرة التين الشوكي بثروة من العناصر المُغذية كالحديد والفوسفور والبوتاسيوم، فضلا عن مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات، ما يجعل التين الشوكي مفيداً في مقاومة عدد من الأمراض. كما تُستخدم مُستخلصات ألواح الصبار في علاج الصُداع وألم الأسنان والكدمات. الجذور التاريخية لنبات الصبار عُرف التين الشوكي ونبات الصبار بشكل عام كدواء منذ القِدم، لا سيما في أمريكا الوسطى وتحديداً المكسيك؛ حيث كان الصبار جزءاً من ثقافة شعب الأزتيك الذي ازدهرت حضارته ما بين القرنَين الرابع عشر والسادس عشر للميلاد، وفقاً للمصادر التاريخية. وكان شِعار عَلَم الجيش الأزتيكي عبارة عن نسر يقف على نبات الصبار ويفترس ثعباناً، كما كانت عاصمة الأزتيك تُسمّى 'تينوتشتيتلان' (أو نبات الصبار فوق صخرة). وكان شعب الأزتيك في المكسيك يعرف التين الشوكي باسم 'تينوشتلي'. ولم يكن الأوروبيون حتى عام 1492 يعرفون التين الشوكي حتى قام الإسبان بغزو جزيرة هيسبانيولا (هايتي والدومينيكان حالياً) في البحر الكاريبي، وهناك قدّم إليهم السكان الأصليون ثمار التين التي كانوا يطلقون عليها اسم 'تون'، وفقا لدراسة الفاو. ونقل الإسبان نبات الصبّار إلى أوروبا لينتشر على طول ساحل المتوسط وشمال أفريقيا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. وخلال القرن الثامن عشر، انتشر الصبار في جنوب أفريقيا والهند والصين. وساعد على نجاح تلك الهجرة، تحمُّل نبات الصبار للرحلات الطويلة دون أن يفقد القدرة على التجذُّر (أو إنتاج جذور جديدة)، فضلاً عن قدرته الفائقة كنبات على التأقلم؛ حيث ينمو الصبار في جميع أنواع التربة، وبإمكان الصبار أن ينمو في درجة حرارة تتجاوز 40 مئوية. ولا يحتاج نبات الصبار إلى رعاية بشرية أو إلى تدخُّل كيمائي من أي نوع. لكنه يتأثر سلبياً بالملوحة العالية وغمْر المياه. استخدامات أخرى وإلى جانب استخدامه منذ القدم لعلاج أمراض وشفاء جروح، يدخل الصبار في صناعة العديد من مستحضرات التجميل كالكريمات المُرطّبة والصابون والشامبو وطلاء الشفاه؛ كما يدخل الصبار في صناعة الصمغ النباتي والأصباغ. وفي بعض المجتمعات، كما هي الحال في المسكيك وكاليفورنيا على سبيل المثال، تؤكل ألواح الصبار، حيث تُقطّع إلى شرائح وتؤكَل مُحمّصة أو مُتبّلة، أو حتى مُحمَّرة في الزُبد، ويضاف إليها الجُبن. كما يدخل الصبار في إنتاج الأعلاف للبهائم؛ حيث تحتوي ألواحه على نسبة مرتفعة من الكربوهيدرات والنشا والبيتاكاروتين. وثمة فائدة بيئية ، فقد شجعت دراسة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على الاستزادة من زراعة الصبار، كجزء من استراتيجية للحدّ من تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي؛ ذلك أن مزارع الصبار تعمل كخزان للكربون في المناطق القاحلة وشبه القاحلة. وأخيراً، كان الصبار يستخدم قديماً كنبات للزينة، كما استخدمه النبلاء الإسبان في حدائقهم، وهو للآن يستخدم كسياج لبعض البساتين حيث يساعد في صدّ الرياح والحماية بوجه عام. وربما تجدر الإشارة هنا إلى أن المغاربة حتى اليوم يعرفون الصبار باسم 'تابيا'، نِسبة إلى كلمة إسبانية تعني السياج.