logo
'المتمردة'.. أسرار المدينة المغربية الصاخبة التي يتجاهلها السياح وتخفي وجهاً آخر لا يظهر في البطاقات البريدية!

'المتمردة'.. أسرار المدينة المغربية الصاخبة التي يتجاهلها السياح وتخفي وجهاً آخر لا يظهر في البطاقات البريدية!

أريفينو.نت٠٢-٠٦-٢٠٢٥

أريفينو.نت/خاص
وداعاً للتصورات التقليدية والمستهلكة عن المغرب! فالدار البيضاء، أو 'كازابلانكا' كما يناديها الكثيرون، هي أبعد ما تكون عن صورة المدينة المتحفية الهادئة. هنا، لن تتعثر برياضات ساحرة تنتظر عدسات التصوير عند كل منعطف، بل ستغمرك طاقة خام، حيوية مدنية صاخبة تنبض بالحياة دون تكلف. ولهذا السبب تحديداً، تستحق هذه المدينة الزيارة.
كازابلانكا الحقيقية.. مدينة تعيش لنفسها لا لعدسات السائحين!
في تمام التاسعة صباحاً بالدار البيضاء، تستشعر حرارة الجو المرتفعة، وضجيج أبواق السيارات الذي لا ينقطع. أشجار النخيل تصطف على جانبي الشوارع المكتظة بالمركبات، بينما يمتزج غبار مواقع البناء المنتشرة بضباب المدينة الخفيف. وفي الأفق، يلمع المحيط الأطلسي بلون أزرق عميق يأسر الألباب.
الدار البيضاء، التي كثيراً ما تُقارن خطأً بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية بسبب توسعها الحضري الشاسع، تكشف عن وجه مغاير تماماً عند التجول في أزقتها وشوارعها. إنه وجه مدينة ما بعد الاستعمار، حيث المقاهي ذات الطراز الفرنسي العتيق تجاور مباني تبدو وكأنها لم تكتمل بعد. القطط الشاردة تفرض سيطرتها على الأرصفة، والدراجات النارية الصغيرة (الموبيليت) تشق طريقها بسرعة جنونية عبر وسط المدينة، في فوضى خلاقة قد تُذكّرك بهانوي أكثر من مراكش. وهنا يكمن سحر 'كازا' الحقيقي: إنها مدينة لا تحاول إبهار السياح أو التودد إليهم، بل تعيش واقعها الخاص بكبرياء.
لماذا تختلف 'كازا' وتُبهر؟ أسواق للسكان وموسيقى أفريقية جريئة وفن يُعانق المستقبل!
في الوقت الذي تتجاهل فيه معظم الأدلة السياحية الدار البيضاء، مكتفية بالإشارة إليها كمحطة عبور عابرة، تجسد هذه المدينة، وهي الأكبر في المغرب، وجهاً معاصراً وديناميكياً للبلاد، أكثر تعقيداً وغنى من مجرد صور نمطية. فالأسواق هنا أُنشئت لتلبية احتياجات السكان المحليين، لا لاستقطاب الزوار. ومنسقو الأغاني (الدي جيهات) يمزجون أحدث إيقاعات المشهد الموسيقي الأفريقي الصاعد، متأثرين بتجارب فنية عالمية مثل مهرجان 'أفريكا بيرن'. أما المعارض الفنية، فتعرض أعمال فنانين واعدين، بعيداً عن القوالب الحرفية التقليدية. والشباب هنا يرسمون ملامح مستقبلهم خارج عباءة الصناعة السياحية. إن الدار البيضاء هي المغرب النابض بالحياة، المغرب الذي يتطور، يتساءل، ويبتكر.
دليلك إلى قلب 'كازا': من تذكرة الطائرة إلى أشهى الأطباق وكنوز المدينة الخفية!
إقرأ ايضاً
**كيف تصل إلى الدار البيضاء وتتنقل داخلها؟**
تتوفر رحلات جوية مباشرة من عدة مدن أوروبية كبرى مثل باريس وليون ومارسيليا، تخدمها شركات طيران مثل الخطوط الملكية المغربية، وإير فرانس، وترانسافيا. أما القادمون من نيويورك، فيمكنهم الوصول في رحلة مباشرة تستغرق حوالي 6 ساعات و45 دقيقة مع الخطوط الملكية المغربية.
بالنسبة للتنقلات، تُستخدم سيارات الأجرة الكبيرة للرحلات من وإلى المطار. أما 'سيارات الأجرة الصغيرة' (البيتي تاكسي)، فهي وسيلتك للتنقل داخل المدينة (لا تنسَ أن تطلب تشغيل 'العداد' فور صعودك). وتجدر الإشارة إلى أن سيارات الأجرة الصغيرة غالباً ما تعمل بنظام مشابه لـ 'أوبر بول'، حيث قد يشاركك الركوب ركاب آخرون متجهون في نفس طريقك.
**أين تتذوق أطايب 'كازا'؟ أفضل الخيارات المحلية:**
* **للإفطار:** مطعم 'السقالة' (La Sqala)، وهو حديقة غنّاء وارفة الظلال، يقدم وجبة فطور مغربية متكاملة تضم البيض والخبز والزيتون وجبن الريكوتا والتمر والمربيات المتنوعة.
* **للغداء:** 'السوق المركزي' (Marché Central)، حيث يمكنك شراء الأسماك والمحار الطازجة مباشرة من الباعة، ثم طلب طهيها في عين المكان. تجربة فريدة لتذوق الكركند العملاق وقنافذ البحر الطازجة مقابل أسعار زهيدة.
* **للعشاء وأجواء السهرة:** مطعم 'لو كابستان' (Le Cabestan)، عنوان أنيق وفاخر يقع على شاطئ البحر، يجمع بين أجواء ماليبو وكان الفرنسيتين. هنا، يستمتع الزوار بإيقاعات منسقي الأغاني المحليين، والكوكتيلات المبتكرة، والأجواء العالمية الراقية.
معالم لا يمكن تفويتها.. رحلة عبر تاريخ وحاضر الدار البيضاء الساحر!
**أبرز المعالم والأنشطة في الدار البيضاء:**
1. **مسجد الحسن الثاني:** تُحفة معمارية فريدة تستقر بأعمدتها فوق مياه المحيط. يُعد من المساجد القليلة في المغرب المفتوحة لغير المسلمين. ويمكن رؤية مئذنته الشاهقة، التي يبلغ ارتفاعها 210 أمتار، من على بعد كيلومترات.
2. **المدينة القديمة:** أقل ازدحاماً بالسياح مقارنة بمدينتي فاس أو مراكش، لكنها تضج بالحياة المحلية الأصيلة: أسواق السمك والخضروات، والملابس المقلدة، والنعال الجلدية (البابوش) بأسعار تناسب السكان المحليين. والمساومة هنا أكثر سلاسة وأقل ضغطاً.
3. **أحياء الآرت ديكو والحبوس:** يزخر وسط المدينة بالعديد من المباني المنسية التي تتميز بطراز 'الآرت ديكو' المعماري. أما حي 'الحبوس'، فيجمع ببراعة بين التأثيرات الأندلسية والحداثة الكولونيالية.
**لماذا ستترك الدار البيضاء بصمة لا تُمحى في ذاكرتك؟**
لأنها ببساطة لا تتعامل معك كضيف عابر أو سائح تقليدي. إنها تدفعك للملاحظة، للاستماع، وللفهم العميق. قد لا تكون 'كازا' جميلة بالمعنى الكلاسيكي الثابت للصورة، لكنها مدينة حية، نابضة بالحياة، غير مكتملة بشكل ساحر، ومؤثرة إلى أبعد الحدود.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صاحبة أغنية « كازا » تحيي حفلا موسيقيا بمراكش
صاحبة أغنية « كازا » تحيي حفلا موسيقيا بمراكش

مراكش الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • مراكش الإخبارية

صاحبة أغنية « كازا » تحيي حفلا موسيقيا بمراكش

ستحيي المغنية الفرنسية ذات الأصول المغربية « وداد »، حفلا موسيقيا بمدينة مراكش، يوم 17 يونيو الجاري، في إطار جولتها الوطنية الأولى، التي تشمل خمس مدن هي مراكش (17 يونيو)، فاس (19 يونيو)، وجدة (20 يونيو)، الدار البيضاء (21 يونيو) وأكادير (17 يوليوز). وتنتمي « وداد »، التي ولدت بباريس ونشأت في المغرب، إلى الجيل الجديد من الفنانين الذين يستمدون من مسارهم الشخصي قوة شعرية وموسيقية فريدة من نوعها، وقد استطاعت بصوتها الرقيق وكلماتها الصادقة، أن تأسر الجمهور بأدائها الرائع وأغانيها المتميزة. ورغم مزاولتها للصيدلة، صنعت « وداد » لنفسها اسما من خلال نشر أدائها لمقاطع موسيقية لاقت نجاحا كبيرا على الشبكات الاجتماعية، لا سيما نسختها من أغنية « يا زينة » لفرقة « بابيلون » (أكثر من 9 ملايين مشاهدة)، وفي سنة 2023 فتحت آفاقا جديدة بأغنيتها الأولى « كازا » التي شاركت في كتابتها مع « براف » والمستوحاة من قصتها الخاصة، ثم تلتها أغنية 'Je reste'. وتستكشف « وداد » من خلال كلمات أغانيها طبيعة جذورها المعقدة، بين فرنسا والمغرب، مستحضرة حب الأم، المنفى، الارتباط والنقل، وتعد موسيقاها صلة وصل بين عالمين، ومشبعة بالحنين والحنان والصمود.

خطر كبير يغلق أبواب هوليوود في وجه المغرب؟
خطر كبير يغلق أبواب هوليوود في وجه المغرب؟

أريفينو.نت

timeمنذ 2 أيام

  • أريفينو.نت

خطر كبير يغلق أبواب هوليوود في وجه المغرب؟

أريفينو.نت/خاص أثارت مقاطع فيديو شديدة الواقعية، تم إنشاؤها مؤخراً بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة مثل 'Veo 3' من جوجل، جدلاً واسعاً في المغرب وخارجه. هذه الفيديوهات، التي تُظهر شخصيات افتراضية تتحدث بالدارجة المغربية وترتدي أزياء تقليدية، تطرح سؤالاً مقلقاً: هل نحن على وشك نهاية عصر السينما كما نعرفها، وهل يمكن لهذه التقنية أن تهدد مكانة مدن سينمائية عالمية مثل ورزازات؟ 'من التصوير إلى التلقين'… كيف يرى البعض الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية؟ يرى فاعلون في المجال، مثل المخرج ومنتج الإعلانات يونس حميدين، أن هذه الثورة التكنولوجية تشبه الانتقال من التصوير الفوتوغرافي الفيلمي إلى الرقمي. من وجهة نظره، يمنح الذكاء الاصطناعي المخرجين 'حرية إبداعية أكبر' ويساعد على التحكم في الميزانيات التي كانت تلتهمها التكاليف اللوجستية وتصاريح التصوير وأجور الممثلين. ويؤكد حميدين أن دور المخرج يتحول من 'التصوير' إلى 'تلقين الفكرة' للذكاء الاصطناعي، الذي يقوم بتنفيذها، مشيراً إلى أن بعض الوظائف والمعدات، مثل الكاميرات واستوديوهات الصوت، قد تصبح شيئاً من الماضي. 'الجمهور يبحث عن اتصال إنساني'… لماذا يعتقد آخرون أن الممثل الحقيقي لا يُعوض؟ على الجانب الآخر، يقف المنتج والمخرج هشام حجي، الذي يعمل بين المغرب وهوليوود، موقفاً أكثر تشككاً. فرغم اعترافه بأن الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتسريع عمليات المؤثرات البصرية المعقدة، إلا أنه يجزم بأن 'السينما ستنجو من الذكاء الاصطناعي' كما نجت من أزمات عالمية سابقة. ويؤمن حجي بأن الجمهور يبحث عن 'اتصال إنساني' حقيقي، ولن يتمكن من بناء علاقة عاطفية مع شخصيات وممثلين غير موجودين في الواقع. وبالتالي، فإن المخرجين الكبار سيظلون يبحثون عن الأصالة التي توفرها المواقع الحقيقية والممثلون الحقيقيون. إقرأ ايضاً ورزازات باقية… هل سيكون دور الذكاء الاصطناعي مجرد 'مؤثرات خاصة' متطورة؟ يتفق الطرفان في النهاية على أن الذكاء الاصطناعي، على الأقل في المدى المنظور، لن يحل محل التجربة السينمائية بالكامل. الاستخدام الأكثر واقعية له حالياً هو كأداة 'تعزيز' وليس 'استبدال'. على سبيل المثال، يمكن تصوير مشهد في ورزازات ثم استخدام الذكاء الاصطناعي لإضافة تنين أو مضاعفة عدد الكومبارس من عشرة إلى مئات. أما استبدال مواقع أيقونية مثل ورزازات بالكامل، فيبدو أمراً مستبعداً في الوقت الحالي، مما يبقي على أهمية المغرب كوجهة سينمائية عالمية.

بسعر خرافي… عرض اخطر فيلا في المغرب للبيع، لكن هناك سر خلف جدرانها!
بسعر خرافي… عرض اخطر فيلا في المغرب للبيع، لكن هناك سر خلف جدرانها!

أريفينو.نت

timeمنذ 4 أيام

  • أريفينو.نت

بسعر خرافي… عرض اخطر فيلا في المغرب للبيع، لكن هناك سر خلف جدرانها!

أريفينو.نت/خاص أعلنت وكالة 'جون تايلور' العقارية عن طرح إحدى أشهر الفيلات في مراكش للبيع، وهي ليست مجرد فيلا فاخرة، بل قطعة من تاريخ السينما العالمية. إنها الفيلا التي استضافت تصوير مشاهد من فيلم 'Spectre'، الجزء الرابع والعشرين من سلسلة أفلام العميل السري البريطاني الشهير جيمس بوند، وهي معروضة الآن في السوق لمن يستطيع دفع ثمنها البالغ 2.5 مليون يورو. تحفة معمارية في قلب النخيل… اكتشف أسرار 'دار بيانكا'! تقع هذه الجوهرة المعمارية، التي تحمل اسم 'دار بيانكا'، في قلب منطقة النخيل الراقية بمراكش. تم تصميمها على يد المهندس المعماري الفرنسي-الجزائري عماد رحماني، الذي يوصف بأنه تلميذ المصمم العالمي الشهير فيليب ستارك. تمتد الفيلا على مساحة 640 متراً مربعاً وسط حديقة غنّاء تبلغ مساحتها 1.2 هكتار. وتتميز بتصميمها الجريء الذي يمزج بين الخرسانة والمعدن والزجاج، وتضم خمس غرف نوم فسيحة، ومطبخاً عصرياً، وفضاء استقبال ضخماً يفتح مباشرة على المسبح، مما يجعلها احتفاءً حقيقياً بفن العيش في الهواء الطلق. إقرأ ايضاً 2.5 مليون يورو وحاجة للتجديد… من سيكون المالك الجديد لعرين العميل 007؟ رغم فخامتها وتاريخها السينمائي، تشير وكالة 'جون تايلور' إلى أن الفيلا 'تحتاج إلى بعض أعمال التجديد والتحديث لتعود إلى كامل بريقها'. هذا الشرط يضيف لمسة من التحدي للمالك المستقبلي. وتستهدف الفيلا، حسب الوكالة، 'شريحة من الزبائن الدوليين المتطلبين، الشغوفين بالهندسة المعمارية والباحثين عن فن العيش الفريد الذي توفره مدينة مراكش'، فمن يا ترى سيكون المالك المحظوظ لهذا العقار الاستثنائي؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store