logo
حدث ذات مكان. أو (طيحان الحظ بين حقبتين)

حدث ذات مكان. أو (طيحان الحظ بين حقبتين)

موقع كتابات١٣-٠٧-٢٠٢٥
بعد مضي فترة على تعيينه بصفة عامل في الدائرة ربما تجاوزت السنة، نجح في نسج علاقات متميزة مع عدد من موظفي وعمال الدائرة التي يشتغل فيها، كان من أبرزها تلك التي جمعته بالأستاذ عادل الذي تمَ إبعاده من سلك التعليم ولأسباب سياسية وليُنَسَّب الى إحدى دوائر الدولة في مدينته بصفة موظف في قسم الأرشيف، بعد خدمة ربما زات على الخمسة عشرة سنة، قضى جلّها في أماكن نائية عن منطقة سكناه.
وإذا كان لنا من إشارة الى ما يتصفان به ويشتركان، فيمكن القول بأنهما كثيرو الكلام وربما يتنافسان في ذلك حتى تُحار الى أيهما ستعطي أولوية التفوق في هذا المجال. أمّا لو دخلا في نقاش أي موضوع فسوف لن يخرجا منه الاّ بعد أن يشبعوه تفصيلاً حتى لو كان من الصغر والهامشية بحيث لا يشكل أية أهمية تُذكر، بل حتى لو جاء على حساب المحيطين بهما وما إذا كان سيؤدي الى مّللهم ونفرتهم منهما، غير أنَّ هذه الصفة أي كثرة الكلام وفي كل الأحوال سوف لن تأتي على حساب ما يتمتعان به من علاقات واسعة ومن ثقة يحضون بها من قبل المحيطين بهما لما يتصفان به من خلق رفيع ومن رضا وقبول من قبل أكثرية زملائهم.
العلاقة بينهما (الأستاذ عادل وذلك العامل الذي أتينا على ذكره) أخذت تتعزز وتتطور أكثر فأكثر، وليدخلا من بعدها في حوارات ونقاشات معمقة ومسهبة، كانت قد أفضت الى أن تتكشف خلالها طريقة تفكير كل منهما، فضلاً عمّا بدا عليهما من تقارب ملحوظ في توجهاتهما السياسية والى أي الأحزاب ينتميان أو لنقل يميلان. وتعزيزا لتلك العلاقة وبعد أن بدءا يشعران بالقلق بسبب ما يحيط البلد من تطورات ليست بالمريحة، ومن أجل أخذ الحيطة والحذر، لذا راحا ينعزلان شيئاً فشيئا عمّا يحيط بهما وذلك درءاً للمخاطر التي من الممكن أن تطالهما.
وعملا بالوصايا التي كانا قد حفظاها عن ظهر قلب، وبالإستناد الى العديد من التجارب السابقة التي مرَّ بها البلد في سنوات سابقة، وكذلك حرصاً منهما على وظيفتيهما من الضياع بعد أن ذاقا الأمرين، خاصة وأن قرارات الفصل بدأت تطال الكثير من ملاكات الدولة ولإعتبارات سياسية صرفة، لذا وللأسباب الفائتة مجتمعة فقد إرتأيا عدم التصريج علانية بأي موقف سياسي قد يترتب عليه إلحاق الأذى بهما، خاصة بعد أن تسرب الى مسامعهما من الأخبار ما يشي بصدور توجيهات وتعليمات صريحة الى ملاكات الحزب الحاكم وعناصره، مفادها بضرورة مراقبتهما، حيث إعتبرتهما من العناصر المشبوهة، الواجب رصدها ومتابعتها. وبعد أن وصلت مسامعهما هذه الأخبار، فقد حمدا الله وشكراه ومن باب الدعابة لما يحملانه من (أفكار هدّامة) حسب المصطلح الذي كان شائعاً ومتداولاً آنذاك في أدبيات السلطة وحزبها الحاكم، والذي عادة ما ينعتون به كل مَنْ يتقاطع مع أفكارهم وتوجهاتهم.
وأرتباطا بما يجري من أحداث ولأن الأستاذ عادل يتمتع بهذه الخاصية، اي الحس الأمني المبكر ويشم عن بُعد تلك (الروائح الكريهة) بسبب خبرتهم الطويلة معهم، ويدرك كذلك تحركات أصحابها وخلفياتها وما يهدفون اليه، فقد نقلها بدوره وبحكم العلاقة الخاصة والمتميزة وما يجمعهما من ثقة متبادلة الى صديقه العامل الذي بات الأقرب اليه وعلى مختلف المستويات. فكم من مرة حذَّره من التمادي في توجيه الإنتقادات الى إدارة المؤسسة التي يشتغلان فيها وبحضور بعض العاملين تحديدا.
ومن بين الأشخاص الذين جرى التركيز عليه في تحذيره لصديقه، هو ذاك الذي يتمتع بشاربين طويلين، متدليان على جانبي فمه، كان قد تعمَّدَ إطلاقهما على هذا النحو، تزلفاً وتملقاً لصاحب السلطة والقرار ليمتدا، مُذكراً بتلك العلامة الفارقة التي يتميّز بها الحزب الذي ينتمي اليه حسب إدعاءه عن غيره من الأحزاب. فـهذا الشخص كان دائب الحركة ويتمتع بصلاحيات مطلقة، ضارباً عرض الحائط كل إشتراطات وقوانين العمل المفروضة على جميع الموظفين والتي ينبغي الإلتزام بها، لتجده متلصصا على هذا وذاك، كل ذلك قبالة ما أعطي له من وعود تتمثل بحصوله على ترقية وظيفية أو على زيادة مجزية في راتبه، لذا وفي الكثير من الحالات راح واشياً بزملاءه ولم يتورع عن الإيقاع حتى بأقرب المقربين اليه، ملفقاً ومتهماً إياهم بما ليس فيهم. أي بإختصار وبشكل مباشر وباللغة التي كانت دارجة آنذاك، فهو كاتب تقارير من الطراز الأول، حيث لا ذمة له ولا ضمير، وأعتقد مَنْ عاش تلك الحقبة من الزمن سيتذكر الكثير من هؤلاء.
وتحذير الأستاذ عادل لصديقه لم يقتصر على صاحب الشاربين، بل هناك شخص آخر لا يقل سوءاً وأذى عن سابقه، كان قد تمَّ (تجنيده) هو الآخر ليقوم بمهمة التلصص على زملاءه. وفي الحديث عنه وإذا ما أردنا التوقف على شخصيته، فهو من ذلك النوع الذي لا يطيب له الكلام ويهنأ الاّ حين الحديث عن الغجريات أو النوريات كما يطلق عليهن في بلاد الشام، وبالكاولية كما درج عامة أهل العراق على تسميتهم وبصرف النظر وغير مبالٍ بمن يكون جليسه. فبمجرد أن يأتي أحدهم على ذكر هذا الصنف أي الكاولية حتى لو جاء ذلك عرضاً ومن دون قصد، الاّ تجده وقد شمَّرَ عن ساعديه ولسانه ليأتيك منه ما طاب له من أرذل الكلام وأرخصه ومن دون وجل أو خجل.
وعن حالة عاشق عالم الكاولية هذا وللمزيد من التوضيح، ففي لقاءاته التي كانت تجري مع زملاءه وأثناء فترة الإستراحة، لم يكن مبالياً في أحاديثه التي أشرنا اليها لكل الإعتراضات والإعتبارات الأخلاقية التي كانت تصل مسامعه، بل كثيرا ما تجده متمادياً في (تحليقه) و(تغريداته)، ولم يتوانَ حتى عن وصف ما كان يقوم به من (بطولات) حين يجن الليل وشكل الخيمة التي كان ينزوي فيها، والتي عادة ما تكون عارية عن أية حشمة وإستقلالية، ومن هناك أي من تلك الخيمة سيلحقها بوصلات خاصة من الرقص وعلى إيقاعات لا تقل مجوناً عن تلك التي تجري في الأماكن الخاصة والمغلقة، ولم يوقفه عن ذلك كائناً مَنْ كان.
من ثم وبعد أن تأخذه النشوة (ولا زال الكلام المباح له) ويشعر أنه قد بات في أعلى درجات التحليق والتسامي، سيتبعها بإعطاءه إيعازاً وبإشارة خاصة متفق عليها لإحداهن كي تلتحق به في إحدى الزوايا أو أي مكان، لا يبعد كثيرا عن مراسيم الحفل المقام على شرفه كما يطيب له الإدعاء، وليستمع الحاضرون من رواد الكاوليه وعلى اثر خلوته هذه من الآهات والأنين ما ينده له جبين حتى الحمار.
غير أن ما حدث معه وفي إحدى (بطولاته) وجولاته التي كان يقوم بها لصنف الكاولية وما لم يكن في الحسبان، هو إلتقاءه هناك وبالصدفة المحضة بصاحب الشاربين الطويلين، والذي على ما يبدو كان قد سبقه الحضور، بناءأ على ما وصلته من معلومات ومن مصادر خاصة، تفيد بأنَّ إحداهن ممن كَثُرَ الكلام عن جمالها وطيب مؤانستها قد حضرت ومعها فرقتها الخاصة. في ذات الوقت فهي تُعد إحدى محضيات ذلك الشخص الذي وعلى ما وصفناه بأحد متابعي عالم الكاولية وأنشطتها وحضور أماسيهم بشوق ولهفة.
وبعد أن إلتقيا تحت خيمة الكاولية وبدأت فصول الحفل تأخذ مدياتها ورقص مَنْ رقص وشرب من الراح من شرب، وأخذت النشوة بالتسامي شيئا فشيئا ولتفعل فعلها. هنا وفي لحظات كهذه، لابد لهما من أن ينتقلا الى عالم آخر يتسق مع ما كان يسعيان الى تحقيقه، فمسك الختام إذن هو المبتغى. هنا ستحدث الواقعة، حيث كل منهما لايطيب له أن ينهي ليلته الاّ بمؤانسة تلك السيدة التي ذاع صيتها كأجمل نساء الغجر ويقضي منها وطر….. . فحصل ما حصل وتبادلا من الشتائم والسباب أقذعها ولم ينتهِ أمر خلافهما الاّ بالعودة الى صاحبة الشأن فلها القرار الفصل، الغير قابل للطعن ولا النقض ولا التمييز، فما عليها إذن وعلى ما هو متعارف عليه في عالم الغجر سوى الإعلان عن الى أي من الجانبين ستميل. فما كان لها الاّ أن تختار ذلك الذي أسميناه بسليط اللسان وأقذره، وعلى شفتيها من الإبتسامة ما يشي الى كم الثقة والسلطة الممنوحة لها.
قرار كهذا لم يَطبْ ولم يرضِ بالتأكيد صاحب الشاربين الطويلين، فراح يزبد ويرعد ويهدد غريمه بإنزال أقصى العقوبات الإدارية بحقه إن لم يتراجع عن قراره ويفسح له في المجال لقضاء سهرته مع تلك الغجرية الفاتنة الجمال والحضور. لكن المفاجئة التي حصلت هي إصرار الآخر على ما يريد ويرغب حتى لو أتى ذلك على حساب وظيفته. أمام هكذا إصرار لم يكن أمام صاحب الشاربين الطويلين من خيار ومخرج يداري به حرجه وإهتزاز سلطته سوى اللجوء الى أسلوب أو لنقل نوع من الإبتزاز، يتمثل بقبول الطرف المنافس على تكليفه بإحدى المهام الأمنية داخل الدائرة، فكان له ما أراد وعلى نحو سريع ومن دون أن يأخذ من الوقت رمشة عين. أمّا لو سألتم ما هي هذه المهمة فهي وبإختصار: مراقبة الأستاذ عادل وصديقه العامل، المشبوهين من قبل أجهزة الدولة، وكتابة التقارير الدورية عنهما وإيصالها الى أصحاب الشأن.
مرة أخرى سيبرز التساؤل من جديد: ما الذي سيستفيده صاحب الشاربين من هذه المساومة انها وكي لا نطيل، فستساعده في الحصول على وظيفة أرقى وراتب أعلى كما كان قد وُعدَ به من قبل مسؤوليه وذلك لقاء (أتعابه الأمنية وحرصه على سلامة أمن الدولة). أنه عالم الفاشينستات، فلهن القول الفصل، وما أشبه اليوم بالبارحة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نساء الصبر!ثامر الحجامي
نساء الصبر!ثامر الحجامي

ساحة التحرير

timeمنذ 24 دقائق

  • ساحة التحرير

نساء الصبر!ثامر الحجامي

نساء الصبر! ثامر الحجامي في كل المراحل التاريخية للبشرية كانت المرأة شريكة للرجل في كل المحطات المهمة المؤثرة في التاريخ، فآدم عليه السلام لم ينزل الى الارض إلا وحواء معه، وإبراهيم عليه السلام كانت شريكتاه في أيام النبوة هاجر وسارة، وعيسى عليه السلام جاء من رحم السيدة مريم العذراء ، والسيدة خديجة كانت شريكة النبي محمد صلى الله عليه واله في المحنة ونشر رسالة الاسلام. وهكذا في كل المحطات التاريخية وكل المجتمعات البشرية كانت المرأة عنصرا فاعلا ومؤثرا، لكنها وبسبب المتغيرات التاريخية والحروب والصراعات كانت الأكثر عرضة للإعتداء والتعنيف والتنكيل، وأحيانا تغييب دورها الكبير في بناء المجتمع، وبغياب هذا الدور تعاني معظم المجتمعات من الجهل والمشاكل المجتمعية، وعدم النمو والتطور، نتيجة غياب التوازن الذي خلقت عليه البشرية. ولعل أبرز مظاهر العنف ما تعرضت له نساء العترة الطاهرة في واقعة كربلاء، حين شاركن الإمام الحسين عليه السلام في الحدث الأبرز والمعركة الأشرف التي خاضها الامام الحسين عليه السلام ضد طاغية عصره، حين كانت السيدة زينب والسيدة الرباب والسيد ليلى هن شريكات الامام الحسين وأبي الفضل العباس في هذه المعركة وساترهم الخلفي وفريق الدعم الذي وقف معهم، يجسدن الدور الحقيقي للمرأة ووقوفها مع الرجل في خندق واحد, فتعرضن الى ما تعرضن له من سبي وإعتداء وتنكيل. من هذا المنطلق يقام مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف في الأول من صفر يوم دخول سبايا أهل البيت عليهم السلام الى الشام، وهو يهدف الى نبذ أساليب العنف خاصة العنف الأسري والمجتمعي التي تواجه المرأة وأخذ دورها في بناء المجتمع، وإعادة تمكين المرأة في ممارسة دورها الذي تستحقه، وإزالة مظاهر الجور والتنكيل والحرمان التي تعرضت لها في الأزمنة السابقة، ونفض الغبار عن المرتكز الثاني لأي مجتمع، بل هو المرتكز الأبرز لبناء المجتمعات المتطورة، نتيجة تعدد الأدوار التي تقوم بها المرأة. هذه الدعوات التي تدعو الى مناهضة العنف يجب أن تأخذ دورا عمليا وفعليا، سواء على المستوى الإجتماعي أو على المستوى الحكومي، من خلال إصدار جملة من التشريعات التي تحمي حقوق المرأة، وتعزيز مشاركتها في الحياة الإجتماعية والسياسية، وجعلها شريكة في البناء والقرار، وإزالة ترسبات الماضي التي كانت تجعل من حقوق المرأة قضية هامشية. ‎2025-‎07-‎24

دولة الرئيس يجب مكاشفة الشعب العراقي
دولة الرئيس يجب مكاشفة الشعب العراقي

موقع كتابات

timeمنذ 13 ساعات

  • موقع كتابات

دولة الرئيس يجب مكاشفة الشعب العراقي

منذ عدة اشهر وقانون الحشد الشعبي نائم في ادراج مجلس النواب وتمت قرائته قراءة اولى وقبل عدة ايام تمت قرائته قراءة ثانية بطريقة تم اعتبارها من قبل البعض من النواب انها تمت بطريقة التهريب داخل المجلس… والان لنتكلم بصراحة ونقول ان القانون تمت عرقلة اصداره بسبب اعتراض الادارة الاميركية عليه بل ووصل الامر انها ترفض اصداره رفضا قاطعا ووصل الامر الى ايصال رسائل للعراق بأن اقرار القانون قد يعرض العراق لعقوبات اقتصادية وسياسية وطبعا اميركا لم تعين سفيرا لها في العراق بانتظار انجلاء امر القانون ناهيك عن اسباب اخرى ويبدو ان الادارة الاميركية لديها مأخذ على الحكومة العراقية بل ان الكواليس السياسية الاميركية تتحدث عن ان العلاقات الاميركية العراقية قد تتعرض لهزة غير متوقعة بل ان البعض قال ان اميركا قد تعارض الولاية الثانية للسيد محمد شياع السوداني… كل هذه التطورات والمواطن العراقي لايعلم بها ولايعرف عنها شيئا…….. والواضح ان هناك خطأ ما في طريقة تعامل الحكومة مع عدة مواضيع… ليلة امس كان اتصال هاتفي بين روبيو وزير الخارجية الأميركية والسيد محمد شياع السوداني ويبدو ان الكلام كان عن الازمات السياسية مثل رواتب الاقليم وقضية الطائرات المسيرة التي قصفت اهدافا في العراق ولانعرف كشعب عراقي من هي الجهة التي قامت بعمليات القصف ولكن الموضوع الاكثر اهتماما كان موضوع قانون تقاعد الحشد الشعبي وموضوع اقراره في مجلس النواب وهو موضوع لايتعلق بالحكومة ولكنه يتعلق بالجهة التي تريد اقرار القانون والتهديدات الاميركية في حال اقرار القانون مثل عقوبات اقتصادية غير منظورة مثل تخفيف صرف الحوالات والدولار النقدي هذا ان لم تمنع اميركا العراق من استعمال ارصدته المالية بل وان هناك في واشنطن من يقول ان اميركا تريد اصدار عقوبات بحق مئات الاشخاص من رجال الاعمال الذين قاموا بالتبرع للحشد قبل عدة سنوات ويبدو ان هذا الموضوع اصبح موضوع مهم جدا عند الادارة الاميركية… الان يجب التصرف بحكمة وعقلانية والتفاهم مع قيادات الاطار التنسيقي حول القانون ومن يريد تمرير القانون عليه تحمل عواقب تمريره وتحمل كافة النتائج التي ستنتج عن اقرار القانون…… وهناك موضوع الطائرات المسيرة ويجب مكاشفة الشعب بالجهة المسؤولة عن هذه الطائرات وعمليات القصف التي قامت بها…. دولة الرئيس لامجال لاخفاء الحقائق والشعب بريد معرفة الحقائق كاملة لكي يستطيع الفرز بين الصالح والطالح…. وننتظر ماستفرزه الايام المقبلة حول هذا الموضوع والشعب العراقي لايتحمل صدمة اقتصادية في هذه الفترة وقد تخرج تظاهرات شعبية عارمة لايستطيع احد ايقافها والكلام كثير ولكن لنا ثقة بانك يادولة الرئيس ستتخذ القرار المناسب ان شاء الله

متى بدأت نهضة الإمام الحسين عليه السلام؟
متى بدأت نهضة الإمام الحسين عليه السلام؟

موقع كتابات

timeمنذ 13 ساعات

  • موقع كتابات

متى بدأت نهضة الإمام الحسين عليه السلام؟

إن الحسين عليه السلام نبراساً للعدل وممثلاً للحقيقة المحمدية فكانت ثورته عليه السلام مرجعاً وإماماً يقتدي بها الثائرون على الظلم المطالبين بالحق والعدل، لقد جسّد نهج جده الأعظم محمد ﷺ وسار في طريق علم الهدى ونبراس التقى علي بن أبي طالب عليه السلام، نعم، لقد ثار الحسين على حزب إبليس وسقى ثورته بالدماء الزكية التي سفحت على تراب كربلاء فبقت تلك الثورة خالدة شامخة تناطح السحاب في شموخها وتتحطم الأباطيل إذا اصطدمت بها، بلى لقد انتصر الدم على السيف، تخلد الحسين ومات يزيد، لكن دعونا نتساءل متى بدأت ثورة الإمام الحسين؟، ما حدث في السنة الواحد والستين للهجرة إنما هو انفجار تلك الثورة، فمتى اشتعل فتيلها ومن اشعله؟. يعلم كثير من الناس ورواة الأخبار أن ثورة الحسين بدأت منذ أن دعي إلى قصر الإمارة بالمدينة بعد موت معاوية ليقدم البيعة ليزيد في سنة ستين للهجرة، لكن عين المؤرخ والباحث ترى أن حقيقة بدايتها ليس كذلك بل قبل ذلك بسنين، دعونا نبيّن ذلك في سرد تاريخي مختصر: في سنة واحدٍ وأربعين تنازل الإمام الحسن عليه السلام عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان على شروط اتفقوا عليها، كان أحد الشروط هو ألا يولي معاوية أحد من بعده ويجعل الأمر شورى، لكن بعد وفاة استشهاد الإمام الحسن بن علي عليهما السلام بكذا سنة وبالتحديد سنة ست وخمسين للهجرة قام معاوية بتولية يزيد ابنه ذلك الشاب الماجن شراب الخمور وربيب بيوت النصارى ولاية العهد ضارباً بشروط الصلح التي جعلته خليفة على رقاب المسلمين عرض الجدار، في تلك السنة بايع أهل الشام والعراق وغيرهم يزيد بولاية العهد وبقيت الحجاز فأول ما فعل معاوية أن بعث إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب بمائة ألف درهم وذكر له الرسول بيعة يزيد فقال ابن عمر: «هذا أراد أن ديني عندي إذن لرخيص»، فامتنع، فأرسل معاوية إلى مروان بن الطريد وكان حينئذ واليه على المدينة أن يأخذ البيعة من أهل الحجاز لابنه يزيد، فقام مروان خطيباً في مسجد رسول الله ﷺ فكان مما قاله أن هذه البيعة على سنة أبي بكر وعمر ، فقام له عبد الرحمن بن أبي بكر وقال له: «كذبت يا مروان وكذب معاوية، ما الخيار أردتما لأمة محمد ﷺ ، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل»، فقال مروان: «هذا الذي أنزل الله فيه (وَٱلَّذِى قَالَ لِوَٰلِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ)»، فسمعت عائشة فقالت من وراء الحجاب: «يا مروان، أنت القائل لعبد الرحمن أنه أنزل فيه القرآن؟! كذبت والله ما هو به ولو شئت لسميته، لكن الله لعن أباك وأنت في صلبه فأنت فضضٌ من لعنة الله»، وقام الإمام الحسين وانكر هذه البيعة وفعل مثله ابن الزبير وابن عمر فكتب مروان إلى معاوية بذلك، فجاء معاوية إلى الحجاز في ألف فارس يظهر أنه يريد العمرة وهو يريد أن يرهب أهل الحجاز بذلك وإلا ما حاجته إلى هذا العدد وهو يريد العمرة، أليس يقال أن عهده كانت المرأة العجوز تقطع الصحراء وهي آمنه؟؟!!، فمكث في المدينة فترة وخطب فيها ومدح يزيد وتهدد من خالف البيعة بالقتل ثم ذهب إلى مكة وهناك دعى الإمام الحسين وابن أبي بكر وابن عمر وابن الزبير في دار مغلقة وتناقش معهم في الأمر ولما لم يستحسن جوابهم وشهد رفضهم للبيعة قال لهم متوعداً ومهدداً: «فَإِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ، إِنَّهُ قَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ، إِنِّي كُنْتُ أَخْطُبُ فِيكُمْ فَيَقُومُ إِلَيَّ الْقَائِمُ مِنْكُمْ فَيُكَذِّبُنِي عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَأَحْمِلُ ذَلِكَ وَأَصْفَحُ، وَإِنِّي قَائِمٌ بِمَقَالَةٍ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَئِنْ رَدَّ عَلَيَّ أَحَدُكُمْ كَلِمَةً فِي مَقَامِي هَذَا لَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ كَلِمَةٌ غَيْرُهَا حَتَّى يَسْبِقَهَا السَّيْفُ إِلَى رَأْسِهِ، فَلَا يُبْقِيَنَّ رَجُلٌ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ»، ثم قال لصاحب حرسه وهو بحضرتهم: «أَقِمْ عَلَى رَأْسِ كُلِّ رَجُلٍ مِنْ هَؤُلَاءِ رَجُلَيْنِ وَمَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَيْفٌ، فَإِنْ ذَهَبَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَرُدُّ عَلَيَّ كَلِمَةً بِتَصْدِيقٍ أَوْ تَكْذِيبٍ فَلْيَضْرِبَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا»، ثم خرج وقال للناس أن هذه الجماعة قد بايعت ليزيد في الدار فبايع الناس فكانت هذه السنة هي النار التي اشعلت فتيل ثورة الحسين عليه السلام، نعم إن ثورة الإمام الحسين لم تقم في سنة سيتن للهجرة بل في ست وخمسين من الهجرة، مهد لها كتابة الشروط واشعلها نقض الشروط، فلم تكن كما يدعي البعض بأنها ثورة باطلة لأنها خروج على ولي الأمر، بل إنها ثورة حقة طالبت بالالتزام بالعهود المواثيق وتطبيقها، إنها ثورة حق على باطل لا يقوم بها إلا من كان دمه ولحمه من دم ولحم رسول الله ﷺ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store