
مع استمرار الحرب في أوكرانيا... هل تكسر روسيا الجليد مع أوروبا عبر بوابة الثقافة؟
فبعد انطلاق الحرب، رفض الحليف القديم للرئيس فلاديمير بوتين إدانة الغزو، موقف لقي رفضا واسعا من المؤسسات الأوروبية، تجسد في فصله من قيادة أوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية ، وكذلك من منصبه كعضو في الأكاديمية الملكية السويدية للموسيقى، إلى جانب إلغاء حفلاته في فرنسا وإيطاليا.
أما في روسيا، فقد احتفظ غيرغييف بمنصبيه المرموقين كرئيس لمسرحي البولشوي في موسكو وكذلك مارينسكي في سانت بطرسبرغ.
لكن وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب في أوكرانيا، ها هو قائد الأوركسترا، الذي يعد من أبرز الشخصيات الثقافية الروسية، مدعو إلى الوقوف على خشبات المسارح الأوروبية. إذ من المزمع أن يقدم عرضا ضمن مهرجان "أون إستيت دا ري" في كامبانيا بجنوب إيطاليا في 27 يوليو/تموز.
غيرغييف في إيطاليا "سابقة خطيرة" و"محض نفاق"
رئيس المجلس الإقليمي لكامبانيا فينتشنزو دي لوكا وهو أيضا عضو الحزب الديمقراطي (يسار الوسط)، دافع عن هذه الخطوة قائلا، إن عرض غيرغييف يسمح بالإبقاء على "قنوات التواصل مفتوحة حتى مع من لا يفكرون مثلنا"، مضيفا أن إلغاء مشاركته سيؤدي إلى "إشعال فتيل الكراهية".
جاءت تصريحاته بعد انتقاد ممثلين إيطاليين وشخصيات معارضة روسية لهذا القرار، محذرين من أن فتح الباب أمام هذا الموسيقي سيُشكل سابقة خطيرة.
في هذا السياق، قال وزير الثقافة أليساندرو جولي، المُعين من زعيمة اليمين المتطرف جورجيا ميلوني، إن أداء غيرغيف سيُحول المهرجان إلى "منصة للدعاية الروسية".
من جانبها، قالت يوليا نافالنايا، أرملة زعيم المعارضة الروسية الراحل أليكسي نافالني، إن ظهور المايسترو هو بمثابة "هدية للديكتاتور [بوتين - ملاحظة المحرر]". وأضافت في مقال نشرته الثلاثاء صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية: "الحرب المروعة والمدمرة مستمرة في أوكرانيا". متسائلة: "كيف يُعقل أنه في صيف 2025، وبعد ثلاث سنوات من بدء النزاع في أوكرانيا، تمت دعوة فاليري غيرغيف، المتواطئ مع بوتين والشخص المُدرج على قوائم عقوبات عدة دول، بشكل مفاجئ إلى إيطاليا للمشاركة في مهرجان؟"
كما دعت "مؤسسة مكافحة الفساد" التي أسسها نافالني إلى إلغاء الحفل. وقالت إن "أي محاولة لغض الطرف عمّن يكون فاليري غيرغييف خارج ساعات قيادته للفرق الموسيقية والتظاهر بأن هذا مجرد حدث ثقافي لا يحمل أي أبعاد سياسية.. هو محض نفاق".
والإثنين، وبعد إدانات أوكرانية وجدل داخلي حاد، تقرر إلغاء الحفل الذي كان مبرمجا لقائد الأوركسترا الروسي الشهير بقصر كازيرتا قرب مدينة نابولي، وهو المقر السابق لعائلة بوربون الملكية، وفق ما أعلن القيّمون على الحدث. وقررت إدارة المهرجان "إلغاء الحفل السمفوني بقيادة فاليري غيرغييف".
"محاولة غير بريئة للنأي عن آلة الحرب الروسية"
في الواقع، يُعتبر غيرغيف من بين الفنانين المؤيدين للكرملين الذين تأثروا بالمقاطعة الأوروبية الواسعة في السنوات الثلاث الماضية، الأكثر ارتباطا بالمؤسسة الروسية. في هذا الشأن، يشرح د. دان إلفيك المحاضر بعلم الموسيقى في رويال هولواي بجامعة لندن: "يصعب التفكير في شخصية أخرى أكثر مركزية منه لجهة البنية الثقافية والسياسية للموسيقى الروسية". مضيفا: "غيرغيف قريب بشكل كبير من فلاديمير بوتين على المستوى الشخصي، بعيدا عن كل انتماء سياسي آخر. على الرغم من ذلك، لم يتردد في التعبير عن دعمه السياسي لبوتين بشكل علني".
لكن وبالرغم من ارتباطه الوثيق بسيد الكرملين، من المرجح وفق أنباء متداولة بأن غيرغيف قد يعود حتى للظهور على المسارح الإسبانية في 2026. وهو على أية حال، ليس الفنان الروسي الوحيد المثير للجدل الذي يبدو أن مؤسسات أوروبية باتت لا تجد من مانع لاستضافته.
إذ إن السوبرانو العالمية الشهيرة، آنا نيتريبكو، التي رعاها غيرغيف أصلا، ستعود هي الأخرى إلى دار الأوبرا الملكية بلندن لأول مرة منذ ست سنوات في سبتمبر/أيلول 2025، لافتتاح موسمها بعرض جديد لأوبرا "توسكا" لبوتشيني. وكانت نيتريبكو من أكثر مؤيدي بوتين قبل الغزو، حتى إنها احتفلت بعيد ميلادها الخمسين بإحياء حفل في الكرملين.
وكان قد تم إلغاء حفلاتها الموسيقية حول العالم عقب ردود فعل غاضبة على بيان أصدرته في 2022، أدانت فيه الحرب بدون انتقاد الزعيم الروسي بشكل صريح. لكنها نأت في بيان لاحق بنفسها عن بوتين ما سمح لها بالعودة إلى المسارح الأوروبية، بما فيها لا سكالا وأوبرا برلين الحكومية وأوبرا باريس. على الرغم من ذلك، انقسم الجمهور بين من قابلها بالاحتجاج وبصيحات الاستهجان ، ومن رحب بها بالتصفيق الحار والتعليقات الإيجابية، خلال ذلك الحدث.
ومن المنتظر، أن يشكل ظهورها مجددا في مسارح لندن، ومن ثم أوبرا زيورخ في نوفمبر/تشرين الثاني، عودة شبه كاملة إلى أبرز المسارح العالمية، ما عدا أوبرا متروبوليتان في نيويورك. ولم تظهر نيتريبكو في قاعة الحفلات الموسيقية الأمريكية تلك منذ 2022، بسبب ما اعتبره المدير العام لأوبرا متروبوليتان بيتر جيلب في تصريحات أخيرة بأنه "محاولة غير بريئة منها للنأي بنفسها عن المجهود الحربي الروسي".
"إلى الأمام"... دعاية سوفياتية في معارض أوروبية؟
في الحقيقة، تدفع مسألة نتريبكو إلى التساؤل حول سبل تعامل المؤسسات الثقافية الأوروبية مع الفنانين الروس البارزين الذين لديهم مواقف سياسية غامضة، فيما يدعو قادة التكتل إلى فرض عقوبات إضافية على موسكو.
وعلى غرار الموسيقى، فإن عالم الفنون الجميلة هو الآخر يشهد شدا وجذبا حول هذه القضية. فقد واجه زوار معرض "آرت بازل" الفني السنوي لعام 2025 نفس المعضلة، بعد عرض لوحات فنية تبدو مناصرة للجيش، تعود للفنان الروسي إريك بولاتوف.
وضم معرض يونيو/حزيران في سويسرا لوحتين ضخمتين للفنان، تُصوّران الكلمة الروسية "ВПЕРЁД" التي تعني "إلى الأمام"، واللتين تم تصميمهما بطريقة تشبه أساليب الملصقات الدعائية السوفياتية التقليدية.
تم إنجاز لوحة "فوروارد 2" المزدوجة عام 2016، أي بعد عامين من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
على أية حال، لم يُدلِ بولاتوف، المقيم في باريس منذ 1991 بأي تعليق علني حول الحرب الروسية الأوكرانية، وهي ظاهرة يمكن تفهمها إلى حد ما، إذ إن أي معارضة صريحة لبوتين "قد تُشكل خطرا" حتى على الروس المقيمين في الخارج.
لكن من جهة أخرى، يمكن أيضا أن يفسر تجنب فنانين روس الخوض في أحاديث السياسة، على أنه اتخاذ لموقف "محايد" أو حتى تأييد ضمني للغزو، وهو ما حاولت نيتريبكو على الأرجح فعله في البداية.
لكن العارض السويسري الذي يُمثل بولاتوف، قال إن لوحات الأخير "بعيدة كل البعد عن المواقف الحزبية".
على الرغم من ذلك، اعتبر البعض في معرض "آرت بازل" بأن إشارات لوحاته البصرية ترمز إلى الدعاية العسكرية السوفياتية وللإمبريالية، على أقل تقدير، وهو بالنسبة لهم "إقحام فظ" من قبل المنظمين، لا بل وأيضا، في أسوأ الأحوال، تأييد لمحاولة روسيا احتلال مزيد من الأراضي الأوكرانية.
حتى إن أحد الناشطين الأوكرانيين كتب على لافتة رفعت بجانب هذه الأعمال الفنية: "الطريق الوحيد أمام روسيا هو التراجع". فيما كُتب على أرضية المعرض: "روسيا دولة إرهابية".
"قوة ناعمة"... و"تليين الرأي العام الغربي"
يمكن إرجاع جزء من المخاوف حيال مسألة إعادة فنانين روس بارزين إلى المشهد الثقافي الأوروبي، وخاصة أولئك المرتبطين ببوتين، إلى احتمال أن يفتح ذلك الباب أمام تغلغل النفوذ الروسي في أوروبا. فقد رأت النائبة الأوروبية وعضو الحزب الديمقراطي الإيطالي بينا بيتشيرنو في تصريح لقناة بي بي سي: "غيرغيف هو جزء من استراتيجية متعمدة للكرملين. إنه أحد مبعوثيهم الثقافيين والهدف هو تليين الرأي العام الغربي" حيال موسكو.
باختصار، يحول الترويج لصورة روسيا وبوتين من خلال التميز الثقافي الانتباه عما يفعله جنودها في ساحة المعركة، بما فيها الاتهامات بارتكابهم إبادة ثقافية في أوكرانيا. لكن في نفس الوقت، فإن الحظر الشامل لكافة الفنانين الروس قد يؤدي إلى الخلط بين الثقافة الروسية بشكل عام وبين سياسات الكرملين الحالية، وهو ما يطرح أيضا إشكالية وقد يشكل خطرا، حسب الخبراء.
تعقيبا، اعتبر دان إلفيك بأن "ثمة أسئلة حساسة حيال ما تُحققه المقاطعة الثقافية". يضيف المحاضر بعلم الموسيقى بجامعة لندن بأن "إقحام تشايكوفسكي [بيتر إليتش تشايكوفسكي هو مؤلف موسيقي شهير] لا يخدم المجهود الحربي بشكل ملموس، لكن رفض التعامل مع الفنانين المرتبطين بفلاديمير بوتين يبدو خيارا أكثر فعالية".
لحد اليوم، اتبعت المؤسسات الثقافية الأوروبية نهجا متشددا في هذا الإطار، من خلال تهميش حلفاء بوتين وإبراز الفنانين الروس المعارضين للكرملين. فمثلا، من المقرر أن يقدم المخرج المسرحي الروسي المنفي طوعيا كيريل سيريبرينيكوف في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، عرضا لمسرحية هاملت لشكسبير على مسرح شاتليه بباريس، بلغات متعددة بما فيها الروسية.
يعد سيريبرينيكوف ناشطا في مجال الدفاع عن حقوق مجتمع الميم، وهو أيضا ناقد صريح للكرملين، حتى إنه انتقد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014. تم وضعه لاحقا قيد الإقامة الجبرية لمدة 18 شهرا بتهم احتيال نظر إليها على نطاق واسع ذات دوافع سياسية.
نذير شؤم أم مجرد استثناء؟
لكن مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث، كيف سيكون وقع إغراء الأسماء الروسية الكبيرة على المواقف الأوروبية. هل ستكون عودة غيرغيف بمثابة نذير شؤم أو مجرد استثناء؟ الجواب قد يكمن في النجم السابق للباليه العالمي سيرغي بولونين.
فعلى الرغم من أن نجم فرقة الباليه الملكية البريطانية السابق قد ولد في أوكرانيا إلا أنه يعتبر نفسه روسيا. وقد أدرجه الأوروبيون في القائمة السوداء لدعمه الكرملين بعد غزو أوكرانيا بما في ذلك مساعدته على تنظيم حملات تبرع للجنود الروس.
كان بولونين من المؤيدين المخلصين لبوتين حتى إن جسده يحمل ثلاثة وشوم لوجه الزعيم الروسي، وقد مُنح في 2019 أدوارا مرموقة من قبل الكرملين بما فيها إدارة مسرح أوبرا وباليه جديد في سيفاستوبول، أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم، كما تم تعيينه أيضا رئيسا لأكاديمية للرقص.
لكن في أغسطس/آب 2024، تمت تنحيته من كلا المنصبين، على الأرجح بسبب منشور على المنصات الاجتماعية قال فيه إنه يشعر "بالأسف الشديد على سكان" قرية تعرضت لقصف عنيف قرب خيرسون حيث نشأت عائلته، وكذلك دعوته بوتين إلى إنهاء القتال.
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن بولونين، الذي يحمل أيضا وشما آخر على يده اليسرى، للرمز الوطني الأوكراني وهو الرمح ثلاثي الشعب، أنه سيغادر روسيا بصحبة عائلته، بعد أن قال إنه لم يعد يشعر بالأمان فيها.
لكن هل سيحظى الفنان الذي لم يكن يخفي في السابق إعجابه ببوتين، قبل أن يتخذ موقفا جديدا مؤخرا حيال الحرب في أوكرانيا، بالترحيب على المسارح الأوروبية؟ لم يُعلن النجم بعد عن أي حفلات دولية له.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 16 دقائق
- فرانس 24
أوكرانيا تفقد أول مقاتلة ميراج 2000 فرنسية في حادث تحطم
تعرضت أوكرانيا لخسارة أولى مقاتلاتها الفرنسية من طراز ميراج 2000 الثلاثاء في حادث تحطم، وتمكن الطيار من القفز بسلام من الطائرة. وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب بثه الموقع الرسمي للرئاسة فجر الأربعاء، أن الطائرة كانت فرنسية وفعالة للغاية، مشيرا إلى أن الطيار لم يتعرض للأذى ولم يكن للروس دور في إسقاطها. وأفاد سلاح الجو الأوكراني في بيان بأن الحادث وقع مساء الثلاثاء دون تسجيل إصابات بين المدنيين. وجاء في البيان أن الطيار أبلغ برج المراقبة عن عطل فني في معدات الطيران، وتصرف بكفاءة وفق إجراءات الطوارئ وقفز بالمظلة بنجاح. ويعد هذا الحادث ضربة جديدة للقوات الأوكرانية وسط معاناتها من ضعف الدفاعات الجوية في مواجهة الهجمات الروسية. وكان طيارون وفنيون أوكرانيون قد تلقوا تدريبات على تشغيل مقاتلات ميراج في شرق فرنسا، وبدأت كييف باستلام هذه الطائرات، التي تنتجها شركة داسو للطيران، مطلع العام الجاري ضمن حزمة مساعدات عسكرية فرنسية.


فرانس 24
منذ 8 ساعات
- فرانس 24
فرنسا: القضاء يحيل وزيرة الثقافة رشيدة داتي وكارلوس غصن على المحاكمة بتهمة الفساد
قرر قضاة تحقيق في باريس الثلاثاء، إحالة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي والرئيس السابق لمجموعة رينو-نيسان كارلوس غصن على المحاكمة، بتهم منها الفساد واستغلال النفوذ، وفق مصدر قضائي. وكان مكتب المدعي العام المالي الوطني، قد طلب في لائحة اتهام موقعة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، محاكمة وزيرة الثقافة، تحديدا بتهمة الفساد واستغلال النفوذ السلبي من قِبل شخص يشغل منصبا انتخابيا عاما في منظمة دولية، هي البرلمان الأوروبي. وعمل المحققون على التدقيق في المقابل المادي للاستشارات الذي تلقته داتي من تحالف رينو - نيسان للسيارات، الذي وظفها مستشارة بعد أن استقالت من منصبها وزيرة للعدل عام 2009، للترشح للبرلمان الأوروبي. وبدأ التحقيق في القضية في باريس عام 2019، بينما تنفي داتي وغصن، الذي يحمل الجنسيات الفرنسية واللبنانية والبرازيلية، التهم الموجهة إليهما. ويُشتبه في أن تكون داتي، وزيرة العدل في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، قد تقاضت "بسرية تامة بل في غياب الشفافية" وفق التحقيق، مبلغ 900 ألف يورو بين عامي 2010 و2012 مقابل خدمات استشارية من دون أن تكون قد عملت فعليا، بناء على اتفاق وقعته مع شركة "أر أن في بي" التابعة لرينو-نيسان عندما كان غصن رئيسا للمجموعة. وكانت داتي في ذلك الحين محامية وعضوا في البرلمان الأوروبي بين 2009 و2019. ويشتبه بأن الاتفاق مع الشركة كان ستارا لنشاط ضغط في البرلمان الأوروبي، وهو ما يُحظر على النواب القيام به. المحاكمة تبدأ بعد الانتخابات التي قد تخوضها داتي وداتي البالغة 59 عاما، من الشخصيات البارزة في حكومة فرنسوا بايرو، ومرشحة محتملة لرئاسة بلدية العاصمة. ومن المتوقع أن تبدأ المحاكمة، بعد الانتخابات البلدية المُقرر إجراؤها في آذار/مارس 2026، بحسب مصدر مطّلع على الملف. وينتظر تحديد موعد المحاكمة في جلسة الاستماع الأولى في 29أيلول/سبتمبر. واتهمت تقارير صحافية فرنسية الوزيرة في حزيران/يونيو، بتلقي 299 ألف يورو من مجموعة "جي دي أف سويز" أثناء ولايتها النيابية، من دون أن تصرّح عن مصدر هذه الأموال للبرلمان الأوروبي. ويقيم غصن البالغ 71 عاما في لبنان حاليا، بعد أن فرّ إليه من اليابان أواخر 2019. وصدرت بحقه في نيسان/أبريل 2023 مذكرة توقيف دولية في الملف. وسيحاكم بتهم استغلال النفوذ من قبل رئيس شركة، وإساءة الأمانة، والفساد. وأوقف الرئيس السابق لرينو أواخر 2018 في اليابان، حيث كان من المفترض أن يحاكم بتهمة الاحتيال المالي، قبل فراره.


فرانس 24
منذ يوم واحد
- فرانس 24
منصة إكس المملوكة لإيلون ماسك تصف تحقيقا قضائيا فرنسيا بـ"أجندة سياسية"
بعد فتح تحقيق حول شبهات تخص كيفية تعاملها مع بيانات المستخدمين لمنصتها، اتهمت مجموعة إكس السلطات الفرنسية بتحوير القانون من أجل خدمة "أجندة سياسية ". وأكدت منصة التواصل الاجتماعي المملوكة للثري الأمريكي إيلون ماسك"بالاستناد إلى ما نعرفه حتى الآن، تعتبر إكس أن هذا التحقيق يحوّر القانون الفرنسي بغية خدمة أجندة سياسية، وفي نهاية المطاف تقويض حرية التعبير". وأفادت أنه بناء على ذلك "لم تلبّ اكس طلبات السلطات الفرنسية"، مؤكدة أن ذلك هو من "حقها القانوني". وبحسب إكس، طلبت السلطات النفاذ إلى خوارزميات التوصية، فضلا عن البيانات الآنية المتعلقة بكل منشورات المستخدمين على الشبكة. ويذكر انه في 11 تموز/يوليو، أعلنت النيابة العامة في باريس عن تكليف المديرية العامة للدرك الوطني بتحقيق يطال إكس، كشخص اعتباري فضلا عن "الأشخاص الطبيعيين" الذين يتولون إدارتها. ويرتكز التحقيق "خصوصا" على تعديل عمل نظام معالجة للبيانات في عصابة منظمة واستخراج معطيات على نحو احتيالي من نظام معالجة للبيانات في عصابة منظمة. وجاء التحقيق بعد بلاغين قدما في كانون الثاني/يناير عن شبهة بـ"استخدام خوارزميات إكس (تويتر سابقا) لأغراض تدخل أجنبي"، وفق النيابة العامة. وكان النائب إيريك بوتوريل المتخصص في هذه الشؤون والعضو في حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد تقدم بأحد البلاغين. وقد نبّه إلى "التعديلات الحديثة في خوارزميات إكس، فضلا عن التدخلات الجلية في إدارتها منذ شرائها من إيلون ماسك" في 2022. الفرنسية خبيرين معاديين لها لإجراء التحقيق ذي الصلة.