
إنذار إخلاء دير البلح وسط غزة.. تصعيد ميداني أم ورقة ضغط تفاوضية؟
في خطوة غير مسبوقة، أنذر الجيش الإسرائيلي سكان دير البلح وسط قطاع غزة بإخلاء المنطقة، ما أثار العديد من التساؤلات.
وتعززت هذه التساؤلات كونها المرة الأولى التي يتم فيها إصدار إنذار رسمي بإخلاء هذه المنطقة، إلى جانب الاعتقاد السائد في إسرائيل بأن حركة «حماس» قد تحتفظ ببعض الرهائن الإسرائيليين هناك.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»: «إلى جميع الموجودين في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح، في البلوكات 130، 132–134، 136–139، 2351، بما في ذلك من هم داخل الخيام في المنطقة، أخلوا المكان فورًا وانتقلوا جنوبًا نحو المواصي، حيث يوسّع الجيش الإسرائيلي أنشطته في منطقة لم يعمل فيها من قبل».
وصرّح المحلل العسكري في موقع «واللا» الإخباري، أمير بوحبوط، بأن الجيش الإسرائيلي امتنع حتى الآن عن تنفيذ عمليات برية واسعة في المعسكرات الوسطى خشية الإضرار بمناطق يُعتقد بوجود الرهائن فيها.
وأضاف: «بيان المتحدث باسم الجيش باللغة العربية يأتي، في مرحلته الأولى، للضغط على حماس التي تماطل في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، ويعكس أيضًا استعدادًا لعملية عسكرية أوسع تشمل غارات جوية ومناورات برية».
وأشار إلى أن هذا البيان قد يدل على قرب انتهاء عملية «عربات جدعون»، وبالتالي بدء القيادة السياسية في اتخاذ قرار بشأن المرحلة التالية، إما تطويق المعسكرات الوسطى ومدينة غزة، أو الانتقال إلى مرحلة أكثر عنفًا تهدف إلى احتلال القطاع بالكامل.
وأضاف بوحبوط أن هذه التحركات تُعد توسعًا إضافيًا للعملية البرية، في ظل مساعي الجيش لتدمير البنية التحتية لحماس وتقويض قدراتها القيادية الميدانية، حيث تتركز العمليات حاليًا على مواجهة كتيبة حماس في بيت حانون، إلى جانب نشاط مكثف في جباليا والشجاعية.
ورغم هذا التصعيد، أوضح بوحبوط أن مستوى الصراع لا يزال منخفضًا نسبيًا في الخلفية، ريثما يتم التوصل إلى تسوية سياسية. ووفق مصادر سياسية إسرائيلية، لا تزال الفجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس في ما يتعلق باتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار، إلا أن تقدمًا قد يُسجل في الأيام المقبلة إذا ازداد الضغط الأمريكي.
وأضاف أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لـ«اليوم التالي» المحتمل مع حماس، عبر إنشاء «مدينة إنسانية» جديدة في رفح، وإعادة تصميم المنطقة العازلة على حدود غزة، لتشمل شريطًا أمنيًا بعرض كيلومتر ونصف، مزودًا بأنظمة مراقبة وبنية تحتية متقدمة وأسلحة مضادة للطائرات.
العملية تحتاج إلى لواءين وشهرين
من جهته، قال المحلل العسكري في موقع «واينت»، يوآف زيتون، إن دير البلح تضم مخيمًا للاجئين لجأ إليه عدد كبير من سكان غزة خلال الحرب، لكون الجيش لم ينفذ عمليات برية فيه. كما تضم المنطقة مستشفى شهداء الأقصى، حيث استقر كثير من النازحين.
وأضاف أن حماس أقامت احتفالات هناك في يناير الماضي، أبرزت فيها أن البنية التحتية لا تزال صامدة مقارنة بالدمار الذي طال خان يونس وشمال القطاع. كما أشار إلى أن مشاهد سكان غزة وهم يرتادون الشاطئ في دير البلح أثارت غضبًا داخل إسرائيل.
وأوضح أن كتيبة حماس في دير البلح تُعد قوية، وقد امتنع الجيش الإسرائيلي عن مهاجمتها خشية المساس بالرهائن، لكنه يقدّر أن تطهير المنطقة يتطلب على الأقل لواءين عسكريين وشهرين من العمليات.
جزء من ديناميكية التفاوض؟
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش لم يناور حتى الآن في مخيمات الوسط ودير البلح خوفًا من وجود أسرى، موضحة أن السيطرة على 75 في المئة من القطاع ضمن عملية «عربات جدعون» ترك مجالاً ضيقًا للمناورة دون الاقتراب من مواقع يُشتبه بوجود الرهائن فيها.
وأشارت إلى أنه في دفعات الإفراج الأخيرة، أُطلق سراح عدد من الرهائن من دير البلح، وأن التوثيقات المصورة من هناك أظهرت أن المباني لا تزال قائمة، في إشارة إلى غياب عمليات تدمير شاملة في المنطقة.
وخلص التقرير إلى أن التحركات قد تكون جزءًا من ديناميكية التفاوض بشأن إطلاق سراح الأسرى والتوصل إلى وقف إطلاق نار.
تهديد إسرائيلي مباشر
أما إذاعة الجيش الإسرائيلي فرأت أن البيان يمثل تطورًا بالغ الأهمية، حيث تضع إسرائيل على الطاولة تهديدًا واضحًا بالاجتياح البري لدير البلح من خلال إنذار الإخلاء.
وأشارت الإذاعة إلى أن المنطقة بقيت سليمة نسبيًا منذ بداية الحرب، ولم تُسجل فيها عمليات توغل بري، كما أن الغارات الجوية عليها كانت محدودة.
عائلات الرهائن تشعر بالهلع
من جانبها، أصدرت عائلات الرهائن الإسرائيليين بيانًا أعربت فيه عن القلق والهلع من تقارير تفيد بأن الجيش ينوي التحرك في مناطق وسط غزة، التي لم تُستهدف حتى الآن.
وأضاف البيان: «هل من يضمن لنا ألا يكون هذا القرار على حساب أحبائنا؟ نطالب رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقادة الجيش بشرح خطة القتال، وتوضيح كيف ستضمن سلامة المخطوفين والمختطفات في غزة».
وتابعت العائلات: «رغم الدعاية والوعود المتكررة، فقد أدركت العديد من الأسر فداحة ما تعنيه توسعة نطاق القتال دون خطة واضحة، ولا يمكن نسيان مقتل المخطوفين الستة في أغسطس الماضي».
واختُتم البيان بالقول: «المختطفون ليسوا أوراق تفاوض، بل أرواح تواجه خطرًا مباشرًا. كفى. شعب إسرائيل يريد إنهاء القتال والتوصل إلى اتفاق شامل يعيد جميع المخطوفين والمخطوفات».
aXA6IDY0LjEzNy44Mi4xOTQg
جزيرة ام اند امز
IT

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
ترامب يربط إنهاء الأزمة في غزة باستسلام حماس.. ويهاجم كندا لدعمها دولة فلسطينية
علق الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، اليوم الخميس، على تطورات الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، معتبرًا أن "الطريق الأسرع لإنهائها يتمثل في استسلام حركة حماس وإفراجها عن جميع الأسرى الإسرائيليين"، بحسب ما نشره عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال". وفي منشور منفصل، وجه ترامب انتقادًا حادًا لكندا عقب إعلانها دعم قيام دولة فلسطينية، قائلاً بسخرية: "أوه كندا! لقد أعلنتِ للتو دعمك لدولة فلسطين. سيكون من الصعب الآن التوصل إلى اتفاق تجاري معها". تأتي تصريحات ترامب بالتزامن مع ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤولين في البيت الأبيض، أفادوا بأن الرئيس السابق، وقبيل مغادرته إلى اسكتلندا، شاهد صورًا مؤلمة لأطفال يعانون الجوع في قطاع غزة، وأبدى اهتمامًا بمناقشة الأزمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وبحسب نفس المصادر، فقد استفسر ترامب عن السبل المتاحة لتقديم المساعدة لسكان غزة، إلا أنهم أكدوا في الوقت ذاته أن هذا الموقف "لا يشير إلى وجود خلاف مع نتنياهو"، مشددين على أن ترامب "لا يزال ملتزمًا التزامًا كاملًا بدعم إسرائيل في حربها ضد حماس".


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
كندا تعلن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين سبتمبر المقبل
أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الأربعاء، أن كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين رسميًا خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر المقبل، في خطوة وصفها بأنها ضرورية للحفاظ على حل الدولتين وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط. وقال كارني في بيان صدر من أوتاوا إن كندا ظلت ملتزمة لعقود بحل الدولتين، لكن هذا النهج 'لم يعد قابلاً للاستمرار' في ظل تدهور فرص تحقيقه بشكل خطير، مشيرًا إلى تصاعد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، واستمرار عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، إضافة إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. وأوضح كارني أن قرار كندا يستند إلى التزامات السلطة الفلسطينية بتنفيذ إصلاحات جوهرية، بينها إصلاح نظام الحكم وإجراء انتخابات عامة في 2026 'لا يمكن لحماس أن تشارك فيها'، إلى جانب نزع سلاح الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأكد رئيس الوزراء الكندي أن بلاده ستكثف دعمها للسلطة الفلسطينية عبر تعزيز الحكم الديمقراطي والمستقر، لافتًا إلى أن كندا خصصت بالفعل أكثر من 340 مليون دولار كمساعدات إنسانية لمعالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، بينها 30 مليون دولار كمخصصات جديدة لدعم المدنيين الفلسطينيين و10 ملايين دولار لتعزيز الاستقرار في الضفة الغربية. وشدد كارني على أن كندا ستواصل دعمها الثابت لحق إسرائيل في الأمن والسلام، مؤكدًا أن قيام دولة فلسطينية مستقرة وقابلة للحياة 'يمثل المسار الوحيد لتحقيق سلام دائم في المنطقة'. كما دعا حركة حماس إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الذين اختطفتهم خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، ونزع سلاحها بالكامل. واختتم كارني بيانه بالتأكيد على أن كندا ستعمل مع شركائها الدوليين على وضع 'خطة سلام ذات مصداقية' تحدد الترتيبات الأمنية والسياسية اللازمة، وتضمن إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالقدر المطلوب.


البوابة
منذ 2 ساعات
- البوابة
مجلس الشيوخ الأمريكي يرفض وقف تسليح إسرائيل رغم تنامي الضغوط الداخلية والدولية
رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، مشروعي قرار قدّمهما السيناتور المستقل بيرني ساندرز، كانا يهدفان إلى منع تمرير صفقات أسلحة جديدة إلى إسرائيل، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات داخل أروقة الكونغرس بسبب استمرار سقوط المدنيين في قطاع غزة جراء الحرب الدائرة. جاء التصويت ضد القرارين بأغلبية واضحة، حيث صوّت 73 عضواً مقابل 24 ضد المقترح الأول، و70 مقابل 27 ضد الثاني، في مجلس يضم 100 عضو. ورغم النتيجة، أظهرت الأرقام الحالية تحسناً ملحوظاً مقارنة بمقترحات مشابهة طرحها ساندرز في أبريل الماضي، والتي رُفضت حينها بأغلبية ساحقة (82 مقابل 15 و83 مقابل 15). يعكس التصويت الأخير تزايد الأصوات الرافضة للدعم المطلق لإسرائيل، رغم التقاليد السياسية الأمريكية المتجذرة في دعم تل أبيب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مما يجعل من تمرير أي قرار يقيد مبيعات السلاح أمراً بالغ الصعوبة. دعم إسرائيل مستمر ويرى مؤيدو المقترحين أن طرح هذه القضايا للنقاش يساهم في تعرية الوضع الإنساني في غزة، ويمارس ضغوطاً أخلاقية وسياسية على الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية من أجل اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لحماية المدنيين. وقال ساندرز عقب التصويت: "رغم أننا لم ننجح في تمرير القرار، إلا أن الاتجاه بدأ يتغير. الشعب الأمريكي لا يريد إنفاق مليارات الدولارات لتمويل تجويع الأطفال في غزة... الديمقراطيون يتحركون، وأتوقع دعماً جمهورياً قريباً". وفي مؤشر على التحوّل المتدرج داخل المجلس، صوّتت السيناتورة الديمقراطية جان شاهين لصالح المقترحين، رغم أنها كانت قد رفضت مثيلاتهما سابقاً. وأوضحت في بيانها: "بينما تمتلك إسرائيل حق الدفاع عن النفس، إلا أن عملياتها العسكرية لم تلتزم بالمعايير الإنسانية، كما أنها فشلت في السماح بإدخال مساعدات كافية إلى غزة، مما فاقم معاناة المدنيين". وشملت قرارات ساندرز المقترحة منع صفقة ذخائر بقيمة 675 مليون دولار، وإيقاف شحنات تشمل 20 ألف بندقية هجومية. إلا أن المعسكر الجمهوري، بقيادة السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، دافع بشدة عن استمرار تسليح إسرائيل، محملاً حركة حماس المسؤولية المباشرة عن الأوضاع الإنسانية المتدهورة. وقال: "من مصلحة الولايات المتحدة والعالم القضاء على هذه الجماعة الإرهابية". ويأتي هذا التطور في وقت حساس تشهد فيه الساحة الدولية تغيرات ملموسة؛ إذ أعلنت كل من فرنسا وكندا اعتزامهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بينما لمّحت بريطانيا إلى إمكانية اتخاذ خطوة مماثلة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، في حال استمر النزاع دون تسوية.