logo
في أول حديث للإعلام العربي عن "مدينة" مخفية تحت الأهرام... بيوندي وميدي لـ"النهار": مَن انتقد التقنية لم يفهمها

في أول حديث للإعلام العربي عن "مدينة" مخفية تحت الأهرام... بيوندي وميدي لـ"النهار": مَن انتقد التقنية لم يفهمها

النهار١٠-٠٤-٢٠٢٥

أثارت الدراسة المذهلة التي افترضت العثور على مدينة قديمة مخفية تحت هرم خفرع في مصر حرباً بين الخبراء، فشكّك البعض في جدوى التقنية المستخدمة في الاستكشاف، فيما ذهب آخرون إلى التقليل من صدقية الخبراء الذين أجروا البحث.
فيليبو بيوندي وكورادو مالانغا وأرماندو ميدي، الذين قادوا مشروع استكشاف ثاني أكبر هرم في الجيزة، تمسّكوا بنتائج دراستهم. وفنّد بيوندي وميدي في حديث لـ "النهار" عبر الفيديو، هو الأول لهما للإعلام العربي، الاتهامات التي وجّهت إليهما، ووجّها دعوة إلى وزير الآثار المصري الأسبق زاهي حواس لمناقشة ما توصلوا إليه، معربين عن احترامهم الكبير له، في الوقت الذي تعهّدا فيه بالإعلان عن اكتشاف ضخم جداً تحت هضبة الجيزة في نهاية السنة.
View this post on Instagram
A post shared by Annahar Al Arabi (@annaharar)
هل يمكنكما شرح الآلية التي استخدمت في الدراسة؟
بدأنا هذا العمل قبل عام 2022. درسنا هرم خنوم خوفو باستخدام التصوير المقطعيّ بتأثير دوبلر، الذي يراقب المادة ويفحص داخلها. ومعروف في الأوساط العلمية العالمية أن الموجات الكهرومغناطيسية لا تتفاعل إلا مع سطح المادة؛ لذا كان يستحيل الوصول إلى أعماق الأرض، خصوصاً من الفضاء. أمّا رادارات اختراق الأرض من السطح التي تُطلق أطياف الطاقة الكهرومغناطيسية فلا يمكنها الغوص أكثر من 50 متراً بحدّ أقصى. لذا، ارتأينا العمل من الفضاء، واستخدام الموجات الكهرومغناطيسية، ورادار الفتحة الاصطناعية، الذي يختلف تماماً عن رادارات اختراق الأرض. هذا مجال أكاديمي مُتخصص للغاية. ربما هناك نحو 200 أو 300 شخص في العالم يدرسونه فعلياً، ويُطلق عليه اسم "اصطناعي" نسبةً إلى تركيب الأقمار الاصطناعية في المدار، وفتحة العدسة. هذه الفتحة مُعامل فيزيائي إلزامي وفقاً لمعادلة رايلي لتحقيق دقة عالية. ولو لم يكن الرادار اصطناعياً، لكان علينا وضع هوائي في الفضاء بطول كيلومترات عدة؛ وهذا مستحيل.
واجهت دراستكم انتقادات لاذعة، شملت تشكيكاً في جدوى التقنية المستخدمة وافتقارها إلى الصحة، إضافة إلى تفسير النتائج. كيف تردون على ذلك؟
انتقد بعضهم هذه التقنية لأنهم لم يفهموها. يقول معظم هؤلاء إن الموجات الكهرومغناطيسية لا تخترق الأرض. هذا صحيح تماماً. لكننا لا نستخدم الموجات الكهرومغناطيسية إلا للوصول إلى قناة اتصال ثانية، مخفية، لالتقاط الصوت. والصوت مفيد لأنه ينتشر فقط في داخل المادة. ولتفسير النتائج، عالجنا قدراً كبيراً من البيانات، ولم نعرض كلّ شيء. لدينا الكثير من النتائج، لكننا عرضنا ما أردنا عرضه فحسب. باستخدام منصّة الصور المقطعيّة، تمكّنا من إعادة بناء نموذج ثلاثيّ الأبعاد لما وجدناه.
لقد انتقد وزير الثقافة المصري السابق زاهي حواس دراستكم في مقالة نشرتها "النهار".
أرماندو وأنا معجبان بالدكتور حواس، ونقدّر جداً عمله، ومكانته في داخل المجمع المؤسسي المصري. نشكره على كل شيء، ونتقبّل انتقاداته تماماً. لكننا نتمسك بموقفنا بحزم. العلم هو العمل معاً، وهو أيضاً تقبل للعمل في بيئة تحتمل وجهات نظر مختلفة.
كيف تنوون المضي قدماً بعد هذه الدراسة؟
سنُنهي عمليات المسح في داخل هضبة الجيزة لبناء نموذج ثلاثيّ الأبعاد يكون أدقّ، ولن نكتفي بهرم خفرع، بل سيشمل عملنا هضبة الجيزة كلّها؛ فنحن نفترض وجود شيء ضخم جداً تحتها، لأننا نرى هذه الأشياء، فنحن نقيس تدفّقات الطاقة تحت الأرض.
هل من تعاون مع علماء آثار مصريين أو خبراء ميدانيين؟
جيدٌ التواصل مع علماء المصريات حول العالم، خصوصاً المصريين. أعتقد أننا نستطيع تحقيق نتائج بالغة الأهمية لمصر والبشرية. واعلموا أن في القرن الماضي، كان هناك علماء في التاريخ المصري يفترضون وجود هياكل تحت هضبة الجيزة، واقترح أحدهم وجود ممرات مجهولة تؤدي إلى باطن الأرض. ولهذا، نحتاج إلى دعم المتخصصين في العلوم المصرية لنقاش بشكل أعمق على أساس نموذج علمي. فالتواصل بين سبيل للمضي قدماً في استكشاف خبايا الماضي. هذا الأمر مهمّ جداً لمصر.
هل أنت على علم باكتشافات جديدة في أهرام الجيزة الآن؟
(ميدي) نعمل بتقنية SAR، ونتقدم في هذا المجال. ذكر فيليبو أننا نشرنا ما كشفناه تحت هرم خفرع، لكن ثمة أموراً أخرى قيد الدرس للتأكّد من أن ما ننظر إليه حالياً هو هياكل حقيقية تقع أسفل الأهرام. نفحص باطن الأرض من زوايا مختلفة باستخدام أقمار اصطناعية مختلفة، وبالتقنية نفسها، لنتأكّد من أنّ ما نبحث عنه هو هيكل حقيقيّ. ثمّة نتائج مهمّة جداً سنعلن عنها، ربما في نهاية العام.
تواجهون تحدّيات كبيرة. فإن صحت هذه الاكتشافات، فستُشكك في الفهم الحالي لكيفية بناء الأهرام. هل تعلمون ذلك؟
(ميدي) نعم. إن التقنية التي نستخدمها مصادق عليها بالفعل من سبعة مُحكمين. لذا، من وجهة نظر علمية، تقنيتنا مُعتمدة. وهذه نقطة أساسية. في النقطة الثانية، ما زلنا حتى هذه اللحظة نناقش لغز الأهرام، لأن مجتمع الآثار كلّه لا يعرف كيف بُنيت الأهرام، ومن بناها، فلا دليل فعلياً يُشير إلى أن الأهرام بُنيت في عهد الأسرة الفرعونية الرابعة. وعلى سبيل المثال، يُستشهد في العادة بمذكّرات ميرير للإشارة إلى أن الأهرام بُنيت في عهد خوفو. لا توجد في هذه المذكرات أي كلمات تشير إلى الهرم الأكبر، لكن ثمة ما يشير إلى نقل الحجر الجيري من كهف طرّة إلى الجيزة في عهد خوفو. وهكذا، فإن القطع الأثرية الأخرى والبرديات والقطع الأثرية التي عُثر عليها في مصر لا تصف عملية بناء الأهرام. كذلك، إن النقوش على الجدران في حجرة الجدّ في داخل الهرم الأكبر، وكتابات الرذيلة، مثار نقاش واسع. برأيي، لا تُعدّ هذه النقوش عنصراً دقيقاً يؤكد أن الأهرام بُنيت في عهد خوفو. ولهذا السبب، طلب علماء آثار في العقود الماضية دراسة هذه النقوش ميدانياً. وأنا أيضاً أطلب دراستها ميدانياً مع مجموعة دولية من العلماء المتخصصين في الحضارات المصرية. امنحونا فرصة دراسة النقوش على الجدران وحلّ اللغز. الأمر سهل للغاية. لم لا؟ فالجميع، برأيي، يعلم أن النقوش على الجدران مزورة. الألغاز كثيرة، وبالتعاون العلمي يمكن الوصول إلى الحقيقة. هذا أساس كل شيء.
(بيوندي) أود أن أضيف شيئاً. هناك الكثير من الألغاز حول الأهرام، وهناك ألغازٌ بالتأكيد حول الأعمدة التي اكتشفناها تحت أهرام خفرع. فهذه الأعمدة ضخمة جداً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسرار ملكية عمرها آلاف السنين.. الملك زوسر وزوجته وبناته العشرة في كشف أثري جديد
أسرار ملكية عمرها آلاف السنين.. الملك زوسر وزوجته وبناته العشرة في كشف أثري جديد

صدى البلد

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • صدى البلد

أسرار ملكية عمرها آلاف السنين.. الملك زوسر وزوجته وبناته العشرة في كشف أثري جديد

أطل على العالم كشف آثري جديد بمنطقة سقارة ، التي لا تنضب أرضها من الاكتشافات الأثرية، لتخرج لنا الحضارة الأهم في العالم من كنوز المصرى القديم. ووفقا لآخر كشف أثري في سقارة ، خرج علينا عالم الآثار الشهير الدكتور زاهى حواس ،ليعلن للعالم عن عثور البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة الدكتور زاهي حواس للآثار والتراث، داخل المقبرة ولأول مرة على تمثال للملك زوسر وزوجته وبناته العشرة حيث أثبتت الدراسات المبدئية أن هذه التماثيل كانت موجودة داخل غرفة بجوار هرم الملك زوسر المدرج وتم نقل هذه التماثيل إلى مقبرة الأمير "وسر إف رع" خلال العصور المتأخرة. كشف آثري جديد وكانت كشفت البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة الدكتور زاهي حواس للآثار والتراث، برئاسته، عن مقبرة الأمير "وسر إف رع" ابن الملك "أوسر كاف" أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وذلك أثناء أعمال البعثة بمنطقة سقارة الأثرية بالإضافة إلى العديد من اللقى الأثرية الهامة من هذا العصر والعصور المتأخرة. وأعرب شريف فتحي وزير السياحة والآثار عن سعادته بهذا الكشف الذي قامت به بعثة أثرية مصرية خالصة، مما يساهم في إزاحة الستار عن أسرار جديدة لتلك الحقبة التاريخية الهامة في تاريخ الحضارة المصرية العريقة. وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ان هذه هي المرة الأولى التي يتم العثور فيها على باب وهمي من الجرانيت الوردي بهذه الضخامة، حيث يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار ونصف وعرضه 1.15 متر، وهو مزين بنقوش هيروغليفية توضح اسم الأمير وألقابه والتي من بينها "الأمير الوراثي، وحاكم إقليمي بوتو ونخبت والكاتب الملكي والوزير والقاضي والكاهن المرتل.

في أول حديث للإعلام العربي عن "مدينة" مخفية تحت الأهرام... بيوندي وميدي لـ"النهار": مَن انتقد التقنية لم يفهمها
في أول حديث للإعلام العربي عن "مدينة" مخفية تحت الأهرام... بيوندي وميدي لـ"النهار": مَن انتقد التقنية لم يفهمها

النهار

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • النهار

في أول حديث للإعلام العربي عن "مدينة" مخفية تحت الأهرام... بيوندي وميدي لـ"النهار": مَن انتقد التقنية لم يفهمها

أثارت الدراسة المذهلة التي افترضت العثور على مدينة قديمة مخفية تحت هرم خفرع في مصر حرباً بين الخبراء، فشكّك البعض في جدوى التقنية المستخدمة في الاستكشاف، فيما ذهب آخرون إلى التقليل من صدقية الخبراء الذين أجروا البحث. فيليبو بيوندي وكورادو مالانغا وأرماندو ميدي، الذين قادوا مشروع استكشاف ثاني أكبر هرم في الجيزة، تمسّكوا بنتائج دراستهم. وفنّد بيوندي وميدي في حديث لـ "النهار" عبر الفيديو، هو الأول لهما للإعلام العربي، الاتهامات التي وجّهت إليهما، ووجّها دعوة إلى وزير الآثار المصري الأسبق زاهي حواس لمناقشة ما توصلوا إليه، معربين عن احترامهم الكبير له، في الوقت الذي تعهّدا فيه بالإعلان عن اكتشاف ضخم جداً تحت هضبة الجيزة في نهاية السنة. View this post on Instagram A post shared by Annahar Al Arabi (@annaharar) هل يمكنكما شرح الآلية التي استخدمت في الدراسة؟ بدأنا هذا العمل قبل عام 2022. درسنا هرم خنوم خوفو باستخدام التصوير المقطعيّ بتأثير دوبلر، الذي يراقب المادة ويفحص داخلها. ومعروف في الأوساط العلمية العالمية أن الموجات الكهرومغناطيسية لا تتفاعل إلا مع سطح المادة؛ لذا كان يستحيل الوصول إلى أعماق الأرض، خصوصاً من الفضاء. أمّا رادارات اختراق الأرض من السطح التي تُطلق أطياف الطاقة الكهرومغناطيسية فلا يمكنها الغوص أكثر من 50 متراً بحدّ أقصى. لذا، ارتأينا العمل من الفضاء، واستخدام الموجات الكهرومغناطيسية، ورادار الفتحة الاصطناعية، الذي يختلف تماماً عن رادارات اختراق الأرض. هذا مجال أكاديمي مُتخصص للغاية. ربما هناك نحو 200 أو 300 شخص في العالم يدرسونه فعلياً، ويُطلق عليه اسم "اصطناعي" نسبةً إلى تركيب الأقمار الاصطناعية في المدار، وفتحة العدسة. هذه الفتحة مُعامل فيزيائي إلزامي وفقاً لمعادلة رايلي لتحقيق دقة عالية. ولو لم يكن الرادار اصطناعياً، لكان علينا وضع هوائي في الفضاء بطول كيلومترات عدة؛ وهذا مستحيل. واجهت دراستكم انتقادات لاذعة، شملت تشكيكاً في جدوى التقنية المستخدمة وافتقارها إلى الصحة، إضافة إلى تفسير النتائج. كيف تردون على ذلك؟ انتقد بعضهم هذه التقنية لأنهم لم يفهموها. يقول معظم هؤلاء إن الموجات الكهرومغناطيسية لا تخترق الأرض. هذا صحيح تماماً. لكننا لا نستخدم الموجات الكهرومغناطيسية إلا للوصول إلى قناة اتصال ثانية، مخفية، لالتقاط الصوت. والصوت مفيد لأنه ينتشر فقط في داخل المادة. ولتفسير النتائج، عالجنا قدراً كبيراً من البيانات، ولم نعرض كلّ شيء. لدينا الكثير من النتائج، لكننا عرضنا ما أردنا عرضه فحسب. باستخدام منصّة الصور المقطعيّة، تمكّنا من إعادة بناء نموذج ثلاثيّ الأبعاد لما وجدناه. لقد انتقد وزير الثقافة المصري السابق زاهي حواس دراستكم في مقالة نشرتها "النهار". أرماندو وأنا معجبان بالدكتور حواس، ونقدّر جداً عمله، ومكانته في داخل المجمع المؤسسي المصري. نشكره على كل شيء، ونتقبّل انتقاداته تماماً. لكننا نتمسك بموقفنا بحزم. العلم هو العمل معاً، وهو أيضاً تقبل للعمل في بيئة تحتمل وجهات نظر مختلفة. كيف تنوون المضي قدماً بعد هذه الدراسة؟ سنُنهي عمليات المسح في داخل هضبة الجيزة لبناء نموذج ثلاثيّ الأبعاد يكون أدقّ، ولن نكتفي بهرم خفرع، بل سيشمل عملنا هضبة الجيزة كلّها؛ فنحن نفترض وجود شيء ضخم جداً تحتها، لأننا نرى هذه الأشياء، فنحن نقيس تدفّقات الطاقة تحت الأرض. هل من تعاون مع علماء آثار مصريين أو خبراء ميدانيين؟ جيدٌ التواصل مع علماء المصريات حول العالم، خصوصاً المصريين. أعتقد أننا نستطيع تحقيق نتائج بالغة الأهمية لمصر والبشرية. واعلموا أن في القرن الماضي، كان هناك علماء في التاريخ المصري يفترضون وجود هياكل تحت هضبة الجيزة، واقترح أحدهم وجود ممرات مجهولة تؤدي إلى باطن الأرض. ولهذا، نحتاج إلى دعم المتخصصين في العلوم المصرية لنقاش بشكل أعمق على أساس نموذج علمي. فالتواصل بين سبيل للمضي قدماً في استكشاف خبايا الماضي. هذا الأمر مهمّ جداً لمصر. هل أنت على علم باكتشافات جديدة في أهرام الجيزة الآن؟ (ميدي) نعمل بتقنية SAR، ونتقدم في هذا المجال. ذكر فيليبو أننا نشرنا ما كشفناه تحت هرم خفرع، لكن ثمة أموراً أخرى قيد الدرس للتأكّد من أن ما ننظر إليه حالياً هو هياكل حقيقية تقع أسفل الأهرام. نفحص باطن الأرض من زوايا مختلفة باستخدام أقمار اصطناعية مختلفة، وبالتقنية نفسها، لنتأكّد من أنّ ما نبحث عنه هو هيكل حقيقيّ. ثمّة نتائج مهمّة جداً سنعلن عنها، ربما في نهاية العام. تواجهون تحدّيات كبيرة. فإن صحت هذه الاكتشافات، فستُشكك في الفهم الحالي لكيفية بناء الأهرام. هل تعلمون ذلك؟ (ميدي) نعم. إن التقنية التي نستخدمها مصادق عليها بالفعل من سبعة مُحكمين. لذا، من وجهة نظر علمية، تقنيتنا مُعتمدة. وهذه نقطة أساسية. في النقطة الثانية، ما زلنا حتى هذه اللحظة نناقش لغز الأهرام، لأن مجتمع الآثار كلّه لا يعرف كيف بُنيت الأهرام، ومن بناها، فلا دليل فعلياً يُشير إلى أن الأهرام بُنيت في عهد الأسرة الفرعونية الرابعة. وعلى سبيل المثال، يُستشهد في العادة بمذكّرات ميرير للإشارة إلى أن الأهرام بُنيت في عهد خوفو. لا توجد في هذه المذكرات أي كلمات تشير إلى الهرم الأكبر، لكن ثمة ما يشير إلى نقل الحجر الجيري من كهف طرّة إلى الجيزة في عهد خوفو. وهكذا، فإن القطع الأثرية الأخرى والبرديات والقطع الأثرية التي عُثر عليها في مصر لا تصف عملية بناء الأهرام. كذلك، إن النقوش على الجدران في حجرة الجدّ في داخل الهرم الأكبر، وكتابات الرذيلة، مثار نقاش واسع. برأيي، لا تُعدّ هذه النقوش عنصراً دقيقاً يؤكد أن الأهرام بُنيت في عهد خوفو. ولهذا السبب، طلب علماء آثار في العقود الماضية دراسة هذه النقوش ميدانياً. وأنا أيضاً أطلب دراستها ميدانياً مع مجموعة دولية من العلماء المتخصصين في الحضارات المصرية. امنحونا فرصة دراسة النقوش على الجدران وحلّ اللغز. الأمر سهل للغاية. لم لا؟ فالجميع، برأيي، يعلم أن النقوش على الجدران مزورة. الألغاز كثيرة، وبالتعاون العلمي يمكن الوصول إلى الحقيقة. هذا أساس كل شيء. (بيوندي) أود أن أضيف شيئاً. هناك الكثير من الألغاز حول الأهرام، وهناك ألغازٌ بالتأكيد حول الأعمدة التي اكتشفناها تحت أهرام خفرع. فهذه الأعمدة ضخمة جداً.

جدل ما تحت الأهرامات: ما هي تقنية الرادار ذات الفتحة التركيبية التي قد تُغيّر تاريخ مصر؟
جدل ما تحت الأهرامات: ما هي تقنية الرادار ذات الفتحة التركيبية التي قد تُغيّر تاريخ مصر؟

النهار

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • النهار

جدل ما تحت الأهرامات: ما هي تقنية الرادار ذات الفتحة التركيبية التي قد تُغيّر تاريخ مصر؟

لندن - "النهار" في تطور جديد أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط الأثرية والعلمية، أعلن فريق بحث مكوّن من أرماندو مي، فيليبو بيوندي، وكورادو مالانجا، عن نظرية مثيرة مفادها وجود "مدينة غامضة" مدفونة أسفل هرم خفرع، أحد أشهر أهرامات الجيزة. هذه النظرية، التي حظيت بتغطية إعلامية عالمية، تعتمد على استخدام تقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية (Synthetic Aperture Radar – SAR)، وتدّعي الكشف عن هياكل ضخمة على عمق يصل إلى 2000 قدم. تفاصيل ما تحت الأهرامات بحسب الفريق، تم رصد "أسطوانات عمودية"، وغرف تحت الأرض، وتشكيلات مكعبة الشكل بمساحة تقدّر بـ 80×80 متراً، إضافة إلى ما يشبه نظام أنابيب مياه. وأوضح الباحث كورادو مالانجا، من جامعة بيزا، أنه عند تكبير الصور المستقبلية، قد نكون بصدد اكتشاف ما وصفه بـ"مدينة حقيقية تحت الأرض". كما أشار الفريق إلى احتمال وجود "قاعة السجلات الأسطورية"، التي يُعتقد بأنها تحتوي على وثائق نادرة من مصر القديمة وربما عن قارة أطلانتس الأسطورية. وأوضح الباحثون أنهم استخدموا نبضات الرادار لمسح المنطقة تحت الهرم، ثم حوّلوا الإشارات المرتدة إلى موجات صوتية مكّنتهم من رسم خريطة للهياكل التحت أرضية، ما يوفر نموذجًا ثلاثي الأبعاد للفراغات والهياكل المفترضة. تقنية قد تغير تاريخ مصر! تعتمد النظرية على تقنية الرادار ذي الفتحة التريكيبة (SAR)، وهي تقنية متقدمة تتيح إرسال إشارات رادارية من أقمار صناعية أو طائرات لمسح الأرض وتحليل الانعكاسات لرسم صور دقيقة، حتى في ظروف الظلام أو الطقس السيئ. ويمكن استخدام هذه التقنية لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد لما تحت سطح الأرض. كيف تعمل؟ • ترسل إشارات نبضية من الموجات القصيرة إلى المكان المستهدف • تسجل ارتدادات النبضات المرسلة وتعالجها لتشكيل صور مفصلة • تحقق دقة مكانية عالية لمسافات بعيدة بتصحيح الانزياحات في الإشارات المرتدة • فعالة في جميع الظروف المناخية وفي كل وقت • تنتج دقة مكانية عالية أفقياً وعامودياً واختراقاً في العمق ما يتيح التصوير المفصل للتربة والأجسام تحتها • تعتمد على تقنية "تأثير دوبلر" لتحسين جودة الصورة • تستخدم خوارزميات متقدمة لتوجيه الاتجاهات العرضية والمدى لإنشاء صور عالية الدقة • تتيح المعالجة الإضافية للتصوير مختلف الأبعاد باستخدام البيانات الذكية • الاستطلاع العسكري: رصد التحركات والمواقع حتى في أصعب الظروف • مراقبة الحدود والسواحل: كشف التسللات والأنشطة غير المشروعة • تحليل التضاريس لتحديد المسارات والمواقع الاستراتيجية • تقييم الأضرار بعد الضربات أو الكوارث الطبيعية • مراقبة بيئية وجيولوجية: تتبع الزلازل، الفيضانات، وانهيارات الأرض ما هي قيودها؟ تتطلب معالجة إشارات معقدة وموارد حسابية كبيرة لتشكيل الصور وتحسين دقتها ردات فعل متباينة لكن هذا الاكتشاف المثير للجدل لم يمر مرور الكرام، إذ شكك عدد من الخبراء في مصداقيته. وقال البروفيسور لورانس كونيرز، خبير الرادار في جامعة دنفر، إن احتمال وجود مدينة كاملة تحت الهرم "غير وارد"، مشيراً إلى أن بعض الحضارات القديمة كانت تبني منشآتها فوق كهوف طبيعية ذات أهمية طقسية، ما قد يفسر بعض القراءات. Below is Zahi Hawass' statement regarding the recent work by Armondo Mei, Filippo Biondi, and Corrado Malanga. Read his statement. Read it again. Think maybe he's pissed-off because someone is intruding on his turf? He's made similar degrading statements against others that… — TheGreatAwakening (@DGr8Awakening) March 24, 2025 من جهته، أصدر الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، بياناً رسمياً نفى فيه صحة هذه الادعاءات. وقال إن ما تم تداوله "لا أساس له من الصحة"، مؤكدًا أنه لم تُمنح أي تصاريح لهذا الفريق للعمل داخل هرم خفرع، وأنه لم تُستخدم أي أجهزة رادار داخل الهرم. وأضاف: "قاعدة هرم خفرع منحوتة من الصخر على ارتفاع 8 أمتار، ولا يوجد تحتها أي أعمدة أو فراغات ضخمة كما يدّعي هؤلاء". — Greg Reese (@gregreese) March 18, 2025 الباب مفتوح... والعقول أيضاً سواء ثبتت صحة هذه النظرية أو لم تثبت، فإن ما يحدث حاليًا يعكس صراعاً بين منهجين: المدرسة التقليدية التي يمثلها علماء مثل حواس، وبين الباحثين الطموحين الذين يسعون إلى إعادة رسم حدود المعرفة. وفي جميع الأحوال، فإن تقدم التكنولوجيا يفرض علينا إبقاء عقولنا مفتوحة. فربما نكون قريبين من إعادة كتابة فصل جديد من التاريخ الإنساني... أو من تصحيح أحد أوهامه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store