logo
مزيد من الاعتراف بدولة فلسطينية.. ماذا يعني؟

مزيد من الاعتراف بدولة فلسطينية.. ماذا يعني؟

الدستورمنذ 2 أيام
للتذكير فقط، فإنّ ما كانت تُسمّى بـ»صفقة القرن» خلال الفترة الأولى من رئاسة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب (2017-2021)، كانت تعني باختصار إنهاء الآمال بقيام دولة فلسطينية، واقتصار السلام على صفقة اقتصادية، وفي أفضل الأحوال اعتماد ما يُسمّى «بالسلام الاقتصادي».ومنذ 7 أكتوبر 2023، وهناك حروب دائرة بالسرّ والعلن، منها حرب الإبادة التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 61 ألف شهيد، وأكثر من 152 ألف جريح - عدا عشرات الآلاف ممن قضوا تحت الأنقاض -.«حرب غزة» سبق وأن ذكرتُ في أكثر من مقال، بأنها أكثر من حرب، فهي بالإضافة إلى الحرب العسكرية، حرب ديموغرافية، وحرب استخباراتية، وحرب إعلامية، وحرب سياسية دبلوماسية شرسة، لا تقلّ ضراوة عن الحرب العسكرية، لأن نتنياهو أعلنها منذ اليوم الأول «حربًا وجودية».إسرائيل، بحكومتها الأكثر تطرفًا بقيادة نتنياهو المطلوب للعدالة نتيجة قضايا فساد ستنهي حياته السياسية، أراد أن يُوظّف 7 أكتوبر ذريعة لإنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد، بكل الذرائع التي ساقها وسردها وضلّل بها المجتمع الدولي منذ بدء العدوان على غزة، ومنذ سردية قطع رؤوس الأطفال والاعتداء على النساء، وغيرها من السرديات التي سرعان ما كان ينكشف زيفها.. مرورًا بسرديات تخزين الأسلحة تحت المستشفيات كذريعة لتدميرها.. وليس انتهاءً بقصف مدارس ومقرّات «الأونروا»، واتهامها بالشراكة في أحداث 7 أكتوبر، لإنهاء هذه الوكالة التي تُشكّل رمزًا من رموز حقّ اللاجئين بالعودة والتعويض، ونتنياهو وحكومته لا يؤمنون لا بالعودة ولا بأيّ حقّ للفلسطينيين، ولا بالسلام من أساسه.لذلك فإن 7 أكتوبر هي حرب وجودية بالفعل، فمن وجهة نظر نتنياهو يريدها دولة يهودية لا مكان فيها لفلسطينيّ.. ولذلك سعى منذ اللحظة الأولى إلى الضغط من أجل إنفاذ سياساته ومخططاته بتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة.. وهي في المقابل حرب وجودية أيضًا بالنسبة للفلسطينيين، من حيث «تكون فلسطين أو لا تكون».اليوم.. وبعد نحو عامين على حرب غزة، نسأل عن نتيجة الحرب السياسية: هل نجح نتنياهو وحكومته في القضاء على القضية الفلسطينية؟ أم نجحت دماء الأطفال والنساء والشهداء الزكية التي جُبلت بثرى غزة الطاهر بالضغط على العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية وحقّ الشعب الفلسطيني بالعيش حرًّا كريمًا؟الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، أدرك خطورة الحرب وما وراء الحرب، فكان الموقف ثابتًا وواضحًا وقويًّا بلاءات شكّلت حائط صدّ منيع في مواجهة الأطماع الإسرائيلية التوسعية في فلسطين والإقليم.. وهذا جانب مما حقّقه الأردن على مدى نحو سنتين من بدء العدوان على غزة:1 - الأردن منع كل مخططات التهجير، وشكّل موقفًا صلبًا مع الشقيقة الكبرى مصر بمنع تهجير الغزيين إلى مصر، ومنع تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن.2 - الأردن وقف ولا زال، وبالتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة، محذّرًا من مغبّة القضاء على «الأونروا» لأنها ليست مجرد وكالة لغوث اللاجئين، بل هي رمز وشاهد على حقّ اللاجئين في العودة إلى أرضهم المغتصبة من قبل إسرائيل.3 - جهود الأردن عبر كافة المحافل الدولية ساهمت بصورة أو بأخرى باعتراف نحو (147) دولة من أصل (193) دولة عضو في الأمم المتحدة.4 - الأردن نجح، وبالتنسيق مع الدول العربية الشقيقة، باتخاذ موقف واضح وصريح بضرورة قيام دولة فلسطينية قبل الحديث عن أي تقارب بين دول الإقليم.5 - لقاءات واتصالات وجهود جلالة الملك الدبلوماسية والسياسية والإعلامية ولقاءاته المتواصلة مع قادة دول العالم غيّرت من مواقف كثير من الدول.. وها هي فرنسا وبريطانيا وكندا والبرتغال وغيرها من الدول تتجه نحو الاعتراف بدولة فلسطينية في أيلول المقبل.6 - الأردن يخوض هذا التحدي في مواجهة المخططات الإسرائيلية، لأن اعتراف العالم بدولة فلسطينية يعني إحباط وإفشال مخططات حكومة إسرائيل المتطرفة بالتهجير وبالوطن البديل وبالاستيلاء على المقدسات الإسلامية منها والمسيحية.7 - قيام دولة فلسطينية يعني حقوق الفلسطينيين، وفي مقدمتها حقّ العودة للاجئين.8- الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعني القبول بحلّ الدولتين، ويعني حقوقًا قانونية عديدة.*باختصار: تزايد أعداد الدول التي تنوي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يُشكّل صفعة في وجه إسرائيل ونتنياهو.. وتَعني أن دماء الغزيين والفلسطينيين الطاهرة في غزة وعموم فلسطين لم تذهب سدى، كما لم تذهب سدى من قبل دماء الشهداء الجزائريين - بلد المليون شهيد - في سبيل تحرير واستقلال دولتهم.الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعني أن الأردن، بقيادة جلالة الملك وحكمته وحنكته وعلاقاته المحترمة والمقدّرة من قبل قادة العالم، قد نجح بتغيير مواقف كانت لا تستمع إلاّ للسردية الإسرائيلية، لكنها اليوم باتت أكثر اقتناعًا بسردية الأردن الصادقة، المؤمنة بأن لا سلام في المنطقة والعالم إذا لم تكن هناك دولة فلسطينية، وإذا لم ينل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه على أرضه.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التقاعد المبكر.. إلى متى؟
التقاعد المبكر.. إلى متى؟

الرأي

timeمنذ 27 دقائق

  • الرأي

التقاعد المبكر.. إلى متى؟

لا أعرف صراحة لماذا نصر على الاستمرار في نظام التقاعد المبكر ونحن ندرك جميعا حجم الضرر الذي يلحق بنا جراءه، ولا أفهم أيضا سبب"الصمت المطبق" تجاه تعديل هذا النظام أو وقفه فورا، رغم علمنا المؤكد بأنه يلتهم مدخراتنا المستقبلية ويقوض مصلحة الأجيال القادمة، فما المانع من إيقافه أو إعادة النظر فيه بجدية؟. تخيلوا أن أكثر من 63% من المتقاعدين خرجوا من سوق العمل عبر نظام التقاعد المبكر، أي ما يزيد عن 160 ألفاً من أصل 259 ألف متقاعد ضمان، معظمهم إن لم يكن جميعهم ما زالوا في سن منتجة مؤهلون للعطاء والمشاركة الاقتصادية، فـ"التقاعد المبكر" لم يعد يعكس فقط ميول الأفراد، بل يكشف عن خلل في السياسات، وسوء فهم لدور مؤسسة الضمان الاجتماعي. القطاع العام وحده يستحوذ على أكثر من 60% من حالات التقاعد المبكر، والمفارقة أن هذا النظام وضع أساسا لحماية العاملين بالمهن الخطرة، لكنه تحول للأسف لـ"وسيلة" يستخدمها البعض، أفرادا ومؤسسات،كطريق مختصر نحو الراحة وتخفيف الأعباء، فيما يبقي نزيف مدخرات الضمان مستمرا وببطء قاتل. يظن البعض أن "التقاعد المبكر" خيار شخصي أو ميزة وظيفية، لكنه في الواقع أصبح كابوسا ماليا يهدد استدامة صندوق الضمان الاجتماعي، ويدفع به لحافة الخطر عاجلا أم آجلا، فالنزيف الناجم عن استمرار هذا النظام ليس مجازيا، بل هو نزيف مالي حقيقي، إذ تدفع مؤسسة الضمان رواتب تقاعدية لمتقاعدين بالخمسينيات من أعمارهم لسنوات طويلة، دون أن يقابل ذلك باشتراكات. للأسف، المعادلة باتت مقلوبة، والنتيجة واضحة، وتكمن في استنزاف الإيرادات وتضخم النفقات، وتراجع في الاستثمارات والنمو المستقبلي،وكل ذلك يحدث وسيحدث في ظل غياب القرار الجريء الذي يوقف هذا النزيف والتحرك سريعا دون مجاملات أو تسويف،فالضمان ملك لأكثر من مليون ونصف المليون مشترك يعولون عليه لضمان كرامتهم في المستقبل. والأنكى أن هذه الرواتب التقاعدية، التي تكلف الضمان الاجتماعي مليارات الدنانير، لا توفر غالبا حياة كريمة كما يُخيّل للبعض، فهناك أكثر من 33 ألف متقاعد مبكر يتقاضون أقل من 200 دينار شهريا، وأكثر من 260 ألفًا يتقاضون أقل من 500 دينار، ما يعني أن التقاعد المبكر لا يضمن رفاهية ولا يُحقق أمنًا ماليًا حقيقيًا. خلاصة القول، التقاعد المبكر، بصيغته الحالية، لم يعد "حماية اجتماعية"، بل أصبح"كارثة مالية"، بحيث أن استمراره بهذا الشكل هو أشبه بكتابة "شهادة وفاة"مبكرة للضمان الاجتماعي،ويقوض قدرته على الاستمرار بشكل أناني يهدر حقوق الأجيال المقبلة، ولهذا، فالوقت مناسب، بل ملح جدا، لاجل اتخاذ قرار شجاع لترميم هذه الثغرة التي تنذر بانهيار أحد أهم مؤسسات الحماية الاجتماعية في البلاد.

مشروع لإنشاء 4 قصور عدل ومباني محاكم في عمّان والمحافطات
مشروع لإنشاء 4 قصور عدل ومباني محاكم في عمّان والمحافطات

السوسنة

timeمنذ 27 دقائق

  • السوسنة

مشروع لإنشاء 4 قصور عدل ومباني محاكم في عمّان والمحافطات

عمان - السوسنة بحث وزيرا الأشغال العامة والإسكان ماهر أبو السمن، والعدل الدكتور بسام التلهوني، الأحد، سير العمل بعدد من المشروعات التي يتم دراستها وتنفيذها من خلال وزارة الاشغال.وتتضمن المشروعات وفق بيان وزارة الأشغال، إنشاء مبنى محكمة الاستئناف في العاصمة عمان، الذي يتضمن 24 قاعة محكمة وما يتبعها من مكاتب قضاة وخدمات للمحكمة ومكاتب متابعة وأخرى للباحثين القانونيين واستراحات للقضاة والمحامين، إضافة إلى خدمات عامة للمبنى موزعة على 8 طوابق المشروع بمساحة كليه تزيد على 37 ألف متر مربع.كما تتضمن إنشاء مبنى قصر العدل بالعقبة، ومحكمة جنايات عمان في الجويدة، ومبنى قصر العدل بجرش، ومبنى قصر العدل بالطفيلة، ومبنى قصر العدل بالمفرق، ومبنى محكمة شرق عمان، بالإضافة إلى أعمال صيانة وإعادة تأهيل للطابق الثالث من قصر العدل في عمان البالغة مساحته نحو 4 آلاف متر مربع.واستعرض الوزيران خلال الاجتماع الذي حضره أمين عام وزارة الأشغال الدكتور جمال قطيشات، وأمين عام وزارة العدل للشؤون الإداريَّة والماليَّة خلود العبادي، المشروعات المنفذة، وسبل تذليل العقبات التي تواجه بعض المشاريع .

ضربة من المحكمة الأوروبية لسياسة الهجرة تُغضب ميلوني
ضربة من المحكمة الأوروبية لسياسة الهجرة تُغضب ميلوني

خبرني

timeمنذ 27 دقائق

  • خبرني

ضربة من المحكمة الأوروبية لسياسة الهجرة تُغضب ميلوني

خبرني - أزمة سياسية اندلعت داخل الاتحاد الأوروبي وسط غضب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني جراء ضربة قضائية تعرضت لها سياستها للهجرة. هاجمت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني محكمة العدل الأوروبية التي ألغت خطتها الشهيرة لمعالجة أزمة الهجرة عندما أبرمت قبل عامين اتفاقًا مع ألبانيا لنقل المهاجرين المتجهين إليها. وكانت خطة ميلوني تهدف إلى تسريع معالجة طلبات اللجوء التي من المرجح أن يتم رفضها إذا كانت قادمة من دول يمكن تصنيفها كدول "آمنة" وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ بدء العمل بالخطة العام الماضي، أرسلت إيطاليا ثلاث مجموعات من المهاجرين إلى مراكز الهجرة في ألبانيا بين أكتوبر/تشرين الأول ويناير/كانون الثاني. ومع ذلك، وفي ظل صعوبة تعريف الدول "الآمنة"، عرقلت المحاكم الإيطالية خطط ميلوني وعند طرح الأمر على محكمة العدل الأوروبية، قررت المحكمة أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لها الحق في تحديد الدول "الآمنة" لترحيل المهاجرين إليها، لكن مع شرح الأسباب علنًا. وحتى الآن، انحازت معظم الأحكام الصادرة عن المحاكم الإيطالية إلى المهاجرين واتفقت معهم على أن اعتبار بلدهم الأصلي آمنًا ليس سببًا كافيًا لترحيلهم إلى ألبانيا وقضت بضرورة معالجة أوضاعهم في إيطاليا وليس في مراكز "أشبه بالسجون" في ألبانيا. وفي حكمها الصادر يوم الجمعة الماضي، قالت المحكمة الأوروبية "لا يمنع قانون الاتحاد الأوروبي أي دولة عضو من تصنيف دولة ثالثة كدولة أصلية آمنة... شريطة أن يكون هذا التصنيف قابلاً للمراجعة القضائية الفعالة". وبدأت القضية في عام 2024 عندما تم إنقاذ مواطنين من بنغلاديش في البحر الأبيض المتوسط على الأراضي الإيطالية، ولكن تم نقلهما إلى ألبانيا لمعالجة أوضاعهما لكن روما رفضت استقبالهما لأنها اعتبرت أن بنغلاديش آمنة واستأنف الرجلان القرار، وطالبا بتبرير قرار روما اعتبار بنغلاديش آمنة. وبعد صدور القرار، قال مكتب ميلوني في بيان لصحيفة "فاينانشال تايمز" إن "قرار المحكمة يُضعف سياسات مكافحة الهجرة غير الشرعية الجماعية وحماية الحدود الوطنية". وأضاف البيان "هذا حكم ينبغي أن يُقلق الجميع... لأنه يُقلّص نطاق استقلالية الحكومة والبرلمان المحدودة أصلاً". ولم تقتصر حالة الغضب على ميلوني فقط بل امتدت إلى نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب الرابطة من أقصى اليمين ماتيو سالفيني الذي وصف الحكم بأنه "فاضح"، مُعربا عن اعتقاده بأن القضاة في قمة الاتحاد الأوروبي قاموا بـ"محو" سيادة إيطاليا وقال للصحفيين "إنه دليلٌ آخر على فشل أوروبا". لكن مُعارضي ميلوني السياسيين أشادوا بقرار المحكمة الأوروبية واعتبروه انتصاراً لهم، وأعربوا عن اعتقادهم بأن خطة ألبانيا ليست سوى خدعة سياسية. وكتب ماتيو أورفيني، من الحزب الديمقراطي المعارض "أخطأت حكومة ميلوني.. لقد فشل نموذج ألبانيا.. لقد كان قائمًا على إساءة استخدام اللوائح" وأضاف "أدى هذا الخيار إلى انتهاك الحقوق وإهدار ما يقرب من مليار يورو من الأموال العامة.. هل سيعتذر أحد؟ هل سيستقيل أحد؟" وعلى الرغم من قرار المحكمة الأوروبية، فإن ميلوني لا تزال عازمة على مواصلة خططها، وقد تعهدت بإعادة تشغيل المركز في ألبانيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store