الجولة الثانية من الانتخابات: إقبال منخفض وإشكالات وشكاوى متعددة
وسط إشكاليات لوجستية وتسجيل مخالفات إدارية، ولا سيما في منطقتي طرابلس وعكار، انطلقت صباح اليوم الأحد، 11 أيار، الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في محافظتي الشمال.
وبلغت نسبة الاقتراع في الشمال بشكل عام حتى الساعة 11 صباحًا 4.3%، أما في عكار فقد بلغت 7.19%. وتوزعت النسب على النحو التالي: طرابلس: 1.75%، وزغرتا: 5.92%، وبشري: 4.65%، والمنية - الضنية: 6.31%، والكورة: 5.85%، والبترون: 8.77%.
ومن أبرز الإشكاليات التي سُجّلت، تخلّف عدد من الموظفين المكلّفين في هيئات القلم عن الحضور إلى مراكز عملهم، ما انعكس تأخيرًا في تسليم صناديق الاقتراع، وبالتالي تأخر افتتاح بعض مراكز الاقتراع عن الموعد المحدد.
ونقل مراسلو "المدن"، المنتشرون في مختلف أقضية الشمال، أجواء سير العملية الانتخابية، مشيرين إلى تفاوت المشهد بين منطقة وأخرى. ففي البترون، مركز القضاء وثاني أكبر مدن الشمال، بدأ اليوم الانتخابي بهدوء، مع توافد تدريجي للناخبين وإقبال محدود، وسط تعزيزات أمنية مكثفة.
البترون: إقبال كثيف
وتدور المعركة الانتخابية في البترون بين لائحتين رئيسيتين، هما "كلّنا للبترون" و"للبترون وأهلها". وقد لوحظ تكثيف الزخم الانتخابي من حيث الدعاية الانتخابية والحضور والترتيبات اللوجستية والمندوبين لصالح لائحة "كلّنا للبترون"، التي يقودها رئيس البلدية الحالي، رجل الأعمال مرسيلينو الحرك، الساعي إلى تمديد رئاسته التي تستمر منذ 25 عامًا.
ويُعرف الحرك بقدرته على نسج التحالفات، حيث نجح في جمع القوى السياسية المتناقضة في لائحة توافقيّة نادرة تضم "القوّات اللبنانيّة"، "التيّار الوطنيّ الحرّ"، "الكتائب اللبنانيّة"، و"تيار المردة"، ما يعكس تفاهمات دقيقة بين هذه القوى المختلفة سياسيًا.
في بلدة شكا، تحتدم المعركة الانتخابية التي أخذت طابعًا حزبيًا وطائفيًا، وسط تخوفات لدى السكان الذين التقتهم "المدن" من وقوع مشاجرات أو خلافات أثناء اليوم الانتخابي.
وتدور المعركة بين لائحتين: "كلّنا شكا" و"شكا بتستاهل"، وقد لوحظ ارتفاع نسبة الإقبال حيث شهدت مراكز الاقتراع ازدحامًا كبيرًا للناخبين الذين اصطفوا في طوابير أمام الأقلام. ذلك وسط تعزيزات أمنية مكثفة لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة.
القرى والبلدات في قضاء البترون، مثل حامات وسلعاتا وكوبا، تشهد إقبالًا تدريجيًا للناخبين، علمًا أن نتائج الانتخابات في غالبية هذه القرى باتت شبه محسومة.
هدوء حذر في الكورة
في الكورة، انطلقت الانتخابات وسط أجواء هادئة عمومًا، مع تسجيل نسب اقتراع متدنية، ومن المتوقع أن ترتفع بعد انتهاء القداديس الصباحية. ويستمر الهدوء في معظم قرى القضاء، باستثناء بلدة أنفه التي شهد أحد أقلامها إشكالًا محدودًا بين رئيسة القلم وإحدى الناخبات على خلفية استخدام الأخيرة لهاتفها داخل القلم، ما استدعى تدخل عناصر قوى الأمن الداخلي الذين عملوا على معالجة الوضع وإعادة سير العملية الانتخابية بشكل طبيعي.
وتسجل أبرز المنافسات في القضاء في بلدات أنفه، أميون، ودده، حيث تتقاطع التحالفات وتتواجه القوى السياسية خلف العائلات في مشهد انتخابي محتدم.
بشري وزغرتا
وسط تدابير لوجستية وإدارية وأمنية منظمة، فتحت صناديق الاقتراع في قضاء زغرتا بعد وصول رؤساء الأقلام ومساعديهم وحضور مندوبي اللوائح، في موعدها المحدد من دون إشكالات أو تأخير، باستثناء قلم حرف إرده الذي تأخر فتح صناديقه بسبب تأخر اقتراع المندوبين.
في زغرتا، كان الإقبال خفيفًا، وسط تواجد كثيف لمندوبي لائحة "سوا لزغرتا وإهدن" في مراكز الاقتراع وأمامها. أما في بلدات القضاء، فتفاوت الإقبال بحسب حدّة المعركة الانتخابية، حيث شهدت بلدة رشعين إقبالًا كثيفًا منذ السابعة صباحًا، مع تواجد مكثف لمندوبي اللائحتين المتنافستين.
كذلك، فتحت صناديق الاقتراع في تمام الساعة السابعة صباحًا في قضاء بشري في البلدات التي تشهد انتخابات، وهي بان، برحليون، بزعون، بشري، بقرقاشا، وعبدين، بعد فوز خمس بلديات بالتزكية.
ضراوة المعركة في طرابلس
وسط تسجيل "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" عددًا من المخالفات المتعلقة بخرق مبدأ سرية الاقتراع، انطلقت الانتخابات في طرابلس بنسب إقبال منخفضة. ومن المتوقع أن تشتد المعركة بعد العصر وفي الساعات الأخيرة التي تسبق إقفال صناديق الاقتراع، خصوصًا مع توارد معلومات عن إمكانية توزيع "رشاوى" في هذه الفترة.
اكتمل المشهد الانتخابي في منافسة حامية بين لائحة "رؤية طرابلس"، المدعومة من التحالف السياسي بين النواب فيصل كرامي وأشرف ريفي وكريم كبارة، بالإضافة إلى جمعية المشاريع "الأحباش"، مقابل خمس لوائح تشتت فيها تمثيل المجتمع المدني. لكن أقوى وأوفر هذه اللوائح حظًا هي لائحة "نسيج طرابلس" (عمران) برئاسة وائل زمرلي، خصوصًا أن العمل على تشكيلها بدأ قبل نحو ثلاث سنوات.
شكاوى إدارية في عكار والضنية
وسط إجراءات أمنية مشددة من الجيش اللبناني، الذي انتشر في القرى والبلدات منذ صباح أمس السبت، افتتحت أقلام الاقتراع في محافظة عكار. وسُجلت بعض الإشكالات الفردية في بعض الأقلام، والتي عالجتها القوى الأمنية. ورغم الضغط الكثيف من الناخبين على مداخل مراكز الاقتراع، إلا أن العملية الانتخابية كانت تسير ببطء شديد، ولم تخلُ من العديد من الشكاوى، لاسيما على الصعيد اللوجستي. فقد تأخر فتح بعض الأقلام عن الموعد المحدد في الساعة الثامنة صباحًا، في مناطق مثل برقايل وببنين، بسبب عدم وصول رؤساء الأقلام في الوقت المحدد.
ومن الإشكاليات الإدارية في بعض البلدات، لوحظ عدم احترام مبدأ سرية الاقتراع. ففي ببنين، حيث تتنافس لائحتان، إحداهما تدعمها العائلات والأخرى تدعمها الجماعة الإسلامية، سُجل في بعض الأقلام عدم وجود العازل الذي يضمن سرية الاقتراع. كما سُجلت شكاوى في بلدات شدرا وعندقت، حيث تتنافس لائحتان، إحداهما مدعومة من القوات اللبنانية والأخرى من التيار الوطني الحر، تتعلق ببطء سير العملية الانتخابية بسبب المشاكل اللوجستية.
في بلدات المنية، النبي يوشع، بحنين، بخعون وببنين، افتتحت صناديق الاقتراع في 86 قلمًا، وسُجّل إقبال خجول للناخبين في الساعات الأولى. كما تم تسجيل تأخير ملحوظ في فتح عدد من الأقلام، لا سيما في النبي يوشع وبخعون، ما عكس ارتباكًا إداريًا واضحًا في تنظيم العملية الانتخابية.
في النبي يوشع، البلدة التي اعتادت تسجيل أعلى نسب المشاركة في قضاء المنية – الضنية، انطلقت العملية الانتخابية وسط حضور غالبيته من كبار السن، وذلك على وقع انقطاع التيار الكهربائي في المدرسة الرسمية. كما شهد أحد المراكز (مدرسة البلاط الرسمية للبنات) تلاسناً بين الموظفين (الصندوق البلدي والاختياري).
في بحنين، تأخر فتح عدد من الأقلام حتى ما بعد السابعة والربع، وسط إقبال محدود. بينما كان المشهد أكثر توترًا في بخعون، حيث وقع إشكال وتدافع بين مندوبي اللوائح المتنافسة داخل أحد المراكز، ما استدعى تدخل القوى الأمنية.
في موازاة هذه الوقائع، سُجّلت شكاوى عن محاولات لشراء أصوات في أكثر من بلدة، وسط غياب رقابة فاعلة من الجهات المعنية، ما يثير علامات استفهام مبكرة حول مدى نزاهة العملية الانتخابية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
القوّات في بيروت: وقت الخطر 'أحباش'!
حملت نتائج الانتخابات البلديّة، حتّى الآن، 'تشكيلة' من الانتصارات المصطنعة، بفعل التحالفات المصطنعة، وأخرى راكمت مؤشّرات سياسيّة جدّيّة يصعب حجب تأثيرها على الاستحقاق النيابي المقبل. بعد جونية الصداميّة، والبترون التوافقيّة، وزغرتا 'كسر العضم'، وبشرّي المُطعّمة بالنصر القوّ=اتي الناقص، قدّمت العاصمة بيروت، بدوائرها المسيحية، ومدينة زحلة ترسيماً إضافيّاً للأحجام نصّب 'القوات' رقماً صعباً، والتيّار الوطني الحرّ شريكاً لا غنى عنه، و جعل نوّاب التغيير… 'قيد التغيير'. الأهمّ أنّه تحت عنوان مناصفة لم تَسلَم من الخرق ارتضت 'القوّات' التحالف مع 'الحزب' والأحباش، وهو ما دفع النائب جبران باسيل إلى الطلب من 'القوّات' تفهّم تحالفه سابقاً مع 'الحزب' لحماية العيش المشترك. اعترف النائب جبران باسيل بأنّ 'القوّات' هي القوّة الكبرى في زحلة، وبرافو عليهم. أمّا نحن فلدينا مسؤوليّة مراجعة أدائنا السياسي والشعبي في زحلة، فنحن نشكّل القوّة الشعبيّة الثانية بعد 'القوّات' بفارق كبير، مع رفضنا للأداء الإلغائي'. فَهِم كثيرون من كلام باسيل توجّهه إلى إجراء تغيير في ما يخصّ مرشّحه للنيابة في زحلة في الانتخابات المقبلة، لكن أيضاً وَضع باسيل إطاراً واقعيّاً لهزيمته في زحلة حين تحدّث عن عائقَين: رفض 'القوّات' التحالف معه، ورفض باسيل توفير رافعة أصوات، تماماً كما الكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف، لأسعد زغيب الذي حلّ قبل الخاسر الأخير في ترتيب اللائحة، مؤكّداً أنّها 'رسالة' مقصودة من التيّار. فيما يدلّ هذا الاعتراف على أنّ 'التيّار' أعطى لائحة 'القوّات'، تنفي مصادر قيادية هذا الأمر، مؤكّدة أنّ قراره ترك الحرّيّة للناخبين ينزع أيّ صبغة حزبية لسلوك الناخبين الملتزمين، وأنّ 'مفاوضات على أعلى المستويات حصلت بين الطرفين عشيّة الاقتراع، لكنّها لم تصل إلى مكان. فعليّاً، نحن شطّبنا أسعد زغيب'. تقول مصادر إحدى الماكينات الانتخابية إنّ 'التيّار' وميريام سكاف صبّا ما يقارب ثلاثة آلاف صوت للّائحة المدعومة من 'القوّات' برئاسة سليم غزالة، من دون أن يُعرف إذا حصل ذلك بتوجيه سياسي محدّد. هذا البلوك من الأصوات لو ذهب للائحة زغيب لكانت فازت لائحته بـ 16 عضواً، وخرقت 'القوّات' بخمسة أعضاء'. وهو تحليل للأرقام لا تعترف معراب بجدّيّته. بيضة القبّان مقابل نكسة سقوط التحالف الانتخابي لزغيب وميشال ضاهر والثنائي الشيعي والكتائب وسيزار معلوف ونقولا فتّوش وخليل الهراوي 21 – صفر أمام 'القوّات'، برز سيناريو مضادّ مفاده: 'بعملية حسابيّة بسيطة كان على لائحة 'القوّات' 16 مرشّحاً بلغ مجموع أصوات كلّ منهم بين 14,086 صوتاً و13,437 صوتاً، في مقابل 16 مرشّحاً على لائحة زغيب تراوح مجموع أصوات كلّ عضو بين 8,516 و8,031، ولذلك بلوك الـ 3 آلاف صوت لو جُيّر لهم لكانوا نجحوا على اللائحة المدعومة من النائب ميشال ضاهر. ربّما أراد التيّار والكتلة الشعبية أن يقولوا إنّهم بيضة القبّان في هذا الإنجاز، خصوصاً بعدما تعاطى زغيب بفوقيّة فاقعة مع التيّار. وسكاف من جهتها أرادت خوض معركة إلحاق الخسارة بميشال ضاهر في زحلة، مع العلم أنّ كتلة صامتة مستقلّة آثرت الذهاب نحو الخيار الوحيد المتاح ضدّ أسعد زغيب، لأنّهم يريدون وجهاً جديداً غير الرئيس الحالي، كائناً من كان'. اللافت أنّ زياد شعنين، على لائحة 'قلب زحلة' المدعومة من 'القوّات'، حلّ أوّلَ (14,369) بفارق 28 صوتاً عن الرقم الذي ناله رئيس اللائحة سليم غزالة. يُذكر أنّ شعنين هو نائب الرئيس الذي كانت طرحته ميريام سكاف خلال مفاوضات التحالف مع 'القوّات'، فيما أكثر من مرشّح طرحتهم سكاف، وأُبقي عليهم على لائحة 'القوّات' بعدما فَرَطَ 'الديل' بينهما. القوّات 'تُحلّق' مع ذلك، يؤكّد العارفون بالخريطة الزحليّة أنّ 'القوّات' سجّلت خلال تسع سنوات فارقاً كبيراً، من آخر انتخابات حين كان مجلس بلديّة المدينة يتقاسمه 'التيّار' و'القوّات' والكتائب وميشال ضاهر وأسعد زغيب، ببلوك أصوات بلغ نحو عشرة آلاف صوت. لكنّ 'القوّات' اليوم حقّقت قفزة كبيرة، وباتت اليوم صاحبة الرقم واحد في زحلة بفارق شاسع عن أخصامها، ويليها النائب ميشال ضاهر الذي سجّل القدرة على تشكيل لائحة بوجه معراب (مع بلوك أصوات من نحو 8,500 من داعميه)، فيما لا يمكن اليوم تحديد الحجم الحقيقي لـ'التيّار' وسكاف اللذين يُشكّلان، معاً، بلوكاً من 4,500 صوت، ذهب 3 آلاف منه للائحة 'القوّات'. وفي نهاية المطاف لم يتمكّنا من تأليف لائحة، بعدما كان في السابق من الصعب خوض معركة من دون 'التيّار' وآل سكاف'. في المقابل، في قرى قضاء زحلة برزت أكثر قوّة 'التيّار' والنائب ضاهر، خصوصاً في قرى شرقي زحلة (كفرزبد، عين كفرزبد، رعيت، كوسايا، دير الغزال) التي تصدّر فيها ضاهر ثمّ 'التيّار'. يرفع هذا الواقع، بتأكيد هؤلاء، رقم 'القوّات' منفردة إلى 20 ألفاً، فأصبح نيلها حاصلَين شبه محسوم، وقد تحصل على كسر (الأكبر) الحاصل الثالث إذا تحالفت مع شخصيّة وازنة، لكنّ ادّعاء 'القوّات' القدرة على نيل أكثر من هذه الحواصل هو أمر مبالغ فيه، لأنّها ستحتاج إلى 40 ألف صوت، وهو أمر مستحيل لأيّ فريق في قضاء زحلة. من زحلة إلى بيروت فيما كانت 'القوّات' تدقّ الأجراس وتستنفر قواعدها الزحليّة للتصدّي للتصويت الشيعي للائحة أسعد زغيب، وجد قياديّو معراب كلّ المبرّرات لـ 'تشريع' تحالفهم مع 'حزب السلاح' في العاصمة بيروت، الذي أعلن رفده، مع حركة أمل، لائحة 'بيروت بتجمعنا' بنحو 20 ألف صوت. مع ذلك، مُنيت اللائحة بنكسة تطيير مرشّح متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، وهو إيلي أندريا شقيق مساعدته، لحساب مرشّح 'بيروت بتحبّك' محمود الجمل، في تكرار لسابقة 1998. المفارقة أنّ 'المتّهم' الأوّل بكسر المناصفة هي قوى مسيحية صوّتت ضدّ خيار المطرانية 'غير المُناسب'. وتفيد المعلومات بأن بعض الناخبين الأرثوذكس عمدوا إلى تشطيب إسم أندريا، إضافة إلى قريبين من النائب نديم الجميل، الذي وصف الخرق في تصريح إعلامي، بـ 'اللعبة الديموقراطية'. جهاد بقرادوني: عِلاج المناصفة يقول نائب بيروت في تكتّل 'الجمهوريّة القوية' جهاد بقرادوني لـ 'أساس': 'حصيلة هذا الواقع تقودنا إلى ضرورة إعادة النظر بقانون البلديّات في ما يخصّ العاصمة بيروت، فـ'عِلاج' المناصفة لا يكون بالضرورة عبر التقاء كلّ الأضداد على لائحة واحدة ضمن تحالف 'الأمر الواقع'، أو أن يكون الأمر مرتبطاً بقرار شخص أو مرجعية أو مناخات سياسية معيّنة، هذا إذا كنّا فعلاً نريد بناء دولة. لذلك يجب أن تتمّ حماية المناصفة بالقانون والدستور وبالتقسيم الانتخابي لبلديّة بيروت، وهو ما يقوّي أيضاً عامل المنافسة بين المشاريع لمصلحة العاصمة'. يضيف بقرادوني: 'للأسف أتى هاجس حماية المناصفة على حساب إعداد البرامج الإنمائية لبلديّة بيروت، التي تحتاج إلى جهد جماعيّ كبير، فالتهينا بـ 'الديل' الذي قام بيننا على حساب التركيز على أمور ومشاريع هي من صلب العمل البلديّ الإنمائي والتطويريّ للعاصمة'، لافتاً إلى أنّه 'ربّما الحسنة الأساسية لهذا النوع من المجالس البلدية أن ليس من قوى معيّنة طاغية عليه'. معركة المخاتير ذكّر النائب السابق فارس سعيد أمس بقيام قوى المعارضة، وبينها 'القوّات'، ثلاث مرّات بالتحالف مع 'الحزب': عند إيصال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وعند إقرار انتخابات 2018، وفي بلديّة بيروت اليوم. في المقابل، يمكن الجزم أنّ القوى المسيحية، وعلى رأسها 'القوّات'، فَشِلت في جذب الناخبين المسيحيين نحو صناديق الاقتراع في بيروت، ولو تحت عنوان حماية المناصفة، فتكفّل بالأمر البلوك الشيعي وتصويت الأحباش والطاشناق (نحو ستة آلاف صوت)، إضافة إلى التصويت السنّيّ. تقول مصادر مسيحية إنّ 'المعركة الحقيقية للمسيحيين كانت المخاتير. وقد نال إيلي صباغة (أرثوذكس)، المستقلّ، على لائحة تحالف الأحزاب 5,773 صوتاً، فحلّ أوّلَ في الدائرة الأولى التي تضمّ 40 مختاراً: الأشرفية (12)، الرميل (12)، الصيفي (4)، المدوّر (12). وحصد 'الطاشناق' (12 مختاراً) و'القوّات' (12) العدد الأكبر من المخاتير، ويليهما حزب الكتائب، 'التيّار'، وميشال فرعون'. في المقابل، لم ينجح نوّاب التغيير في إيصال مختار واحد، فيما كان لافتاً نيل إيلي ترنتيك أحد المرشّحين المدعومين من تحت الطاولة من أنطوان الصحناوي، ومن دون ماكينة انتخابية ظاهرة، 2,772 صوتاً في الأشرفية، ونيل مارون نوفل المقرّب أيضاً من الصحناوي 1,420 صوتاً في الرميل، وهذه أرقام لافتة تعني أنّ الكباش المسيحي سيكون قويّاً جدّاً في الانتخابات النيابية المقبلة. ملاك عقبل -اساس انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 6 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
انتخاب رؤساء المجالس البلدية ونوابهم في البترون
بدأت اليوم في مكتب قائمقام البترون روجيه طوبيا وبإشرافه عملية انتخاب رؤساء المجالس البلدية ونوابهم ، وانتخب مرسيلينو الحرك رئيسا لبلدية البترون وسايد فياض نائبا له، سيمون ضاهر رئيسا لبلدية إجدبرا وزياد ريشا نائبا له، نجم خطار رئيسا لبلدية إده وجوزيف معوض نائبا، لبيب صالح رئيسا لبلدية الهري وسليم إدريس نائبا له، بيار ريشا رئيسا لبلدية آسيا وحميد يوسف نائبا له. وستتواصل عملية انتخاب الرؤساء ونوابهم لكل المجالس البلدية في قضاء البترون. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
"تحصّن" مسيحي وتمدّد سيادي وطرابلس "ائتلاف"... زيادة لافتة للمخالفات في الشمال ومشاركة متفاوتة
مرّت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان التي أجريت في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، على غرار الجولة الأولى في مسار إنجاز هذا الاستحقاق وفق معايير معقولة بجهوزية أمنية عالية. ولكن الفارق بدا واضحاً بين الجولتين لجهة تراجع نسبة المشاركة في الاقتراع في الجولة الثانية في لبنان الشمالي، فيما كانت أكبر في عكار كما في ارتفاع سقف المخالفات الإدارية والرشاوى والإشكالات التي تعدّدت في الكثير من الأقضية وبعضها تسبّب بإشكالات أمنية. وعلى رغم أن النتائج الأولية للانتخابات تستلزم انتظاراً لساعات متقدمة من الليل، فإن المعالم الأولية أبرزت مجموعة وقائع أساسية، من أبرزها أنه على غرار الجولة الأولى في جبل لبنان فإن المعارك والمواجهات والتنافسات الحامية طبعت أقضية "الشمال المسيحي" أي البترون والكورة وزغرتا وبشري وبعض عكار أكثر منها في "الشمال الإسلامي". وبدا من النتائج الأولية أن "القوى الكبيرة" خرجت محتفظة بحصونها ومواقعها في المدن، فيما ينتظر إحصاء نتائج البلدات في الأقضية في الساعات المقبلة لتبيان الخط البياني لرصد حجم التغييرات المحتملة التي يبدو أنها ستكون لمصلحة تحالف "القوات" الكتائب مجد حرب في البترون والكورة، و"القوات" وميشال معوض في قرى قضاء زغرتا، و"القوات" في بشري بلدة وقضاء. وأما طرابلس، الذي اتجهت اليه الأنظار لرصد طبيعة الخلفيات السياسية السنّية التي ستتقدم بين ست لوائح تنافست على بلدية ثاني أكبر المدن اللبنانية، فإنها أفرزت معركة فاترة ترجمتها النسبة الأقل والأضعف في المشاركة من بين كل مناطق الشمال وعكار. وتشير النتائج الأولية إلى فوز غير كامل للائحة "رؤية طرابلس" المدعومة من نواب المدينة وفي مقدمهم اللواء اشرف ريفي وفيصل كرامي مع احتمالات خرقها بعدد من المقاعد المنافسة. وقد تنافست في مدينة البترون لائحتان: "كلّنا للبترون" التي يقودها رئيس البلدية مرسيلينو الحرك، مستندًا إلى تحالف واسع نادر بين "القوات اللبنانية" والكتائب والمردة وبدعم مباشر من رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، و"للبترون وأهلها" المعارضة. وتشير النتائج الأولية إلى فوز محسوم للائحة الحرك. وأبرزت النتائج الأولية فوز عدد كبير من المخاتير في بلدات قضاء البترون بدعم من تحالف "القوات" والكتائب والمحامي مجد حرب بما يؤشر إلى تقدم كبير لهذا التحالف في البلديات. وفي بلدات حامات، عبرين، بُقسميا، ودوما، تواجهت لوائح مدعومة من أحزاب "القوات اللبنانية"، والكتائب و"التيار الوطني الحر"، و"المردة"، إلى جانب شخصيات مستقلة. أما في تنورين، مسقط رأس النائب السابق بطرس حرب، فتنافست لائحة "تنورين قبل الكلّ" المدعومة منه ومن "القوات اللبنانية" مع لائحة شبابية مستقلة تحمل اسم "تجمّع تنمية تنورين". وتشير النتائج الأولية إلى دعم لائحة حرب – القوات. وفي مدينة زغرتا، تنافست لائحتان رئيسيتان: "سوا لزغرتا وإهدن"، المدعومة من تيار "المردة" وحلفائه، و"بلدنا بلديتنا"، إلى جانب عدد من المستقلين بدعم ضمني من النائب ميشال معوض. وتشير النتائج الأولية إلى فوز لائحة المردة. أما في بلدات القضاء حيث المعركة أكثر حدّة، فقد شهدت مراكز الاقتراع إقبالاً كثيفًا لا سيّما في رشعين. وتتّسم أردة، عشاش، ومجدليا بمعارك انتخابية محتدمة بين لوائح مدعومة من المردة وحلفائهم، وأخرى مدعومة من "حركة الاستقلال" وحلفائها. وتنافست في مدينة بشري لائحتان رئيسيتان: "بشري لجمهورية قوية"، المدعومة من "القوات اللبنانية"، و"بشري سوا أقوى" اللائحة المدعومة من النائب وليم طوق، وأظهرت النتائج فوزاً حاسماً لمصلحة اللائحة المدعومة من "القوات"في البلدة كما في بلديات القضاء. وتزامنًا مع ضعف الإقبال على صناديق الاقتراع، توالت الشكاوى بشأن العقبات الكبيرة التي واجهها المندوبون. وقد اشتكى العديد من المرشحين في طرابلس من تأخير إصدار التصريحات لعشرات المندوبين، باستثناء لائحة "رؤية طرابلس" التي حظيت بتسهيلات كبيرة من المحافظة. وفي عكار، سجلت إشكاليات عدة متعلقة بعدم وصول صناديق الاقتراع، وعادت وارتفعت نسبة الإقبال في البلدات العكارية. ومع ازدياد الاقبال، حصل العديد من الاشكالات في أقلام الاقتراع. وبلغت نسبة الاقتراع النهائية في لبنان الشمالي 36.06 في المئة وفي عكار 47.47 في المئة. وسجّلت وزارة الداخلية نحو 450 شكوى، فيما أبرزت مجريات الانتخابات البلدية في مختلف المناطق، أن المعارك الانتخابية احتدمت في مناطق محددة ضمن كل قضاء، مع تسجيل العديد من الإشكالات الإدارية والأمنية، لا سيّما في عكار وطرابلس، وسط شائعات عن عمليات شراء للأصوات. وسارع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام إلى الإعلان أنه يتابع سير العملية الانتخابية في الشمال عن كثب مع وزير الداخلية. وكتب عبر حسابه على منصة "إكس': "أثمّن سرعة تدخل الأجهزة الأمنية لضبط المخالفات ومحاولات الرشوة. لن نتهاون مع تكرار هذه التجاوزات، لا في الشمال، ولا في بيروت أو البقاع أو الجنوب لاحقاً. ومع اقتراب إغلاق الصناديق، أدعو المواطنين في الشمال جميعاً إلى المشاركة بكثافة. هذه فرصتهم للتعبير عن احتياجاتهم وطموحاتهم، فتنمية بلدنا تبدأ ببلداتنا". ولدى زيارته مساء وزارة الداخلية، قال سلام: "معروف لكل من تابع العملية خلال النهار عدد الشكاوى التي وردت، والأهم هو سرعة التعامل معها والجدية التي برهنت عنها قوى الأمن والجيش، والمؤسف أن تكون العملية توقفت لأكثر من ساعة وفي أحد الأقلام لساعتين، وآمل ألا يتكرر الأمر في بيروت أو البقاع". وهنّأ سلام وزارة الداخلية بهذه التجارب والآداء، آملًا أن تجرى الانتخابات في البقاع وبيروت والجنوب بطريقة جيدة أيضًا. أضاف سلام: "نتعلّم من الإشكالات التي حصلت اليوم والأداء سيكون أفضل في بيروت والبقاع والجنوب، ومن الضروري كشف هوية الذين يقفون خلف المال الانتخابي ومعاقبتهم". ولفت إلى "اننا سنستمر بالسعي لتأمين العملية الانتخابية في الجنوب عبر الاتصالات السياسية والدبلوماسية" وقال: "لا أستطيع أن أعطي ضمانات". وفي سياق المخالفات، حصل تلاسن ومشادات في أحد أقلام الاقتراع في بلدة عيات وتدخل الجيش لتهدئة الأمور، كما أفيد عن توقف الانتخابات في بلدية مارتوما في عكار، بسبب إشكال كبير داخل قلم الاقتراع وتمت المعالجة من قبل الحيش والقوى الأمنية. واستمرت الإشكالات الأمنية في بخعون - قضاء الضنية منذ افتتاح صناديق الاقتراع. وقد حصلت أعمال عنف استدعت تدخل الجيش. كما أفيد عن حصول اشكال كبير في بلدة فنيدق أمام مركز اقتراع للنساء، وجرى الاعتداء على جندي، وقد ادى الاشكال الى جرح مواطن اثر طعنه بسكين، ووصلت قوة من مغاوير البحر، إلى مركز الاقتراع. وحصل إشكال كبير وتضارب بين عدد من الاشخاص في أحد مراكز الاقتراع في بلدة برقايل - قضاء عكار. وتوقفت عمليّة الانتخابات داخل مدرسة تكريت الرسميّة في عكار بسبب مناكفات حصلت في باحة المدرسة والجيش تدخل. عون في الكويت في غضون ذلك ، وصل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي كان تفقد صباحاً غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي في بيروت واطّلع على الإجراءات المتخذة لجولة الشمال الانتخابية، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، إلى المطار الأميري في الكويت، في مستهل زيارة رسمية إلى دولة الكويت، تلبية لدعوة من أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. وكان أمير الكويت في استقباله، وإلى جانبه ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح. وعبّر الرئيس عون عن "بالغ تقديره وامتنان الشعب اللبناني للدعم المستمر الذي قدمته وتقدمه دولة الكويت للبنان، خاصة في الظروف الصعبة التي مرّ بها وطننا. فدولة الكويت كانت ولا تزال سنداً قوياً للبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية". وقال: "خلال هذه الزيارة، سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا، بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، وستكون فرصة للتأكيد على أن اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لا سيما خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم. كما سنتطرق إلى التحديات التي تواجه المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف الراهنة".