
وحدتنا فى تنوعنا قوة لا تقهر
فالوطن كالجسد الواحد، يضم أعضاء مختلفة، لكنها تعمل جميعًا من أجل سلامة الجسد واستمرارية حياته، وأى خلل فى أحد الأعضاء يؤثر سلبًا على الكل إن الوحدة الوطنية ليست مجرد شعار يُرفع وقت الأزمات، بل هى وعيٌ راسخ فى وجدان المصريين، يتجلّى فى مواقفهم الوطنية، وفى تلاحمهم الشعبى، وفى دعمهم المتبادل فى شتى الظروف وفى ظل ما نعيشه اليوم من تحديات داخلية وخارجية، تظهر بوضوح محاولات خبيثة للنيل من وحدة الشعب المصرى، عبر بث الشائعات المغرضة، ونشر الأخبار الكاذبة التى تهدف إلى إشاعة الفوضى، وزرع الشك والريبة بين أبناء الوطن. وغالبًا ما تستهدف هذه الشائعات مؤسسات الدولة، وتسعى إلى التقليل من جهودها فى البناء والتنمية، عبر تضخيم السلبيات وتزييف الحقائق ومن هنا تبرز أهمية الوعى المجتمعى، والحذر فى التعامل مع ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعى، التى أصبحت أداة فعّالة لنشر الشائعات، خاصة فى أوقات الأزمات.
وهنا لا بد أن نعوّل على أهمية كشف الحقائق، والتصدى للأكاذيب، وتوعية المواطنين. فهذه مسئولية مشتركة، لا تقع على كاهل الدولة وحدها، بل يتحمّلها كل فرد فى المجتمع. فالمواطن الواعى هو من يتحرى الدقة، ويبحث عن المعلومات من مصادرها الرسمية، ويحذر من تداول الأخبار الزائفة التى تهدد النسيج الوطنى وأدعو جميع المؤسسات الإعلامية والتعليمية والدينية والفنية والثقافية لتحمّل مسئوليتها فى ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية، وتعزيز قيم الانتماء والتلاحم بين المواطنين، خاصة لدى الأطفال والشباب. يجب إبراز النماذج الوطنية التى تجسد روح الوحدة.
لقد علّمنا التاريخ، وما نراه من حولنا فى الواقع، أن الشعوب التى انقسمت على نفسها، وسمحت للفتن بالتسلل إلى صفوفها، سرعان ما ضعفت وسقطت فريسة سهلة لأعدائها. ولا يمكن أن ننسى كيف كانت وحدة الصف سببًا فى تحقيق النصر فى محطات فاصلة من تاريخ مصر، مثل ثورة 1919 التى رفعت شعار الدين لله والوطن للجميع، وحرب أكتوبر 1973 التى جسّدت أروع صور تلاحم الجيش والشعب، وثورة 30 يونيو التى خرج فيها الملايين من المصريين، بمختلف فئاتهم، دفاعًا عن هوية الدولة ومؤسساتها ولن نغفل عن الثمن الباهظ الذى دفعته مصر فى مواجهة الإرهاب، من أرواح رجال الجيش والشرطة والقضاء والمدنيين، الذين سقطوا ضحايا لعمليات غادرة استهدفت المساجد والكنائس على السواء. ورغم ذلك، كان الرد الشعبى موحدًا، لن نفرّط فى وحدتنا، ولن نسمح للإرهاب بأن يفرقنا. فالشعب المصرى يعشق جيشه، وأبناء الجيش هم من نسيج هذا الشعب، ولا يمكن أن يُفصل بينهما، ومن يحاول ذلك يُسحق تحت إرادة الشعب الموحد، ولا يمكن فصل الوحدة الوطنية عن مسار التنمية والاستقرار. ومصر اليوم تخوض معركة البناء والتنمية، بمشروعات كبرى تحتاج إلى تضافر الجهود، والتفاف المواطنين حول قيادتهم السياسية، من أجل بناء دولة قوية وعصرية، قائمة على العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، كل جهد إيجابى، مهما يبدو صغيرًا، يُسهم فى دعم مسيرة الوطن. والحفاظ على هذه الوحدة وصونها من الشائعات والفتن، مسئولية نتحمّلها جميعًا فلنقف صفًا واحدًا فى وجه كل من يحاول تفكيك نسيجنا الوطنى، ولنجعل من تنوّعنا مصدرًا للقوة، ومن تلاحمنا طريقًا لبناء وطن نفخر به.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ ساعة واحدة
- تحيا مصر
النائب محمد الجارحي ينعى عمته الحاجة أميرة الجارحي.. وتشييع الجنازة غدًا من مسجد الحصري
نعى النائب محمد الجارحي، عضو مجلس النواب، عمته الحاجة أميرة عبد القادر الجارحي، التي وافتها المنية اليوم، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته. النائب محمد الجارحي ينعى عمته الحاجة أميرة الجارحي.. وتشييع الجنازة غدًا من مسجد الحصري ومن المقرر أن تُقام صلاة الجنازة غدًا الخميس بمسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر، عقب صلاة الظهر مباشرةً، على أن يتم الدفن بمقابر العائلة بـ 6 أكتوبر. ويُقام العزاء مساء نفس اليوم بمسجد الشرطة بمدينة 6 أكتوبر. النائب محمد الجارحي ينعى عمته الحاجة أميرة الجارحي.. وتشييع الجنازة غدًا من مسجد الحصري وتقدّم النائب محمد الجارحي بخالص الشكر لكل من تقدم بواجب العزاء والمواساة، داعيًا الله أن يتقبل الفقيدة في الصالحين، ويجعل مثواها الجنة، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

يمرس
منذ 7 ساعات
- يمرس
الرئيس المشاط يعزّي في وفاة المهندس أحمد قائد بركات
وأشاد فخامة الرئيس في البرقية، بمناقب الفقيد بركات وإسهاماته في خدمة وطنه ومجتمعه في مجالات العلم والفكر والمعرفة، حيث كان شخصية وطنية ومفكرًا وأديبًا في قضايا التنمية والمجتمع والهوية العربية. وعبر الرئيس المشاط عن خالص العزاء وعظيم المواساة لأفراد أسرة الفقيد وآل بركات كافة بهذا المصاب، سائلًا المولى جلّت قدرته أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان، ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. "إنا لله وإنآ إليه راجعون".


تحيا مصر
منذ 8 ساعات
- تحيا مصر
وزير التراث الإسرائيلي: قضية الرهائن ليست أولوية ويجب القضاء على حماس أولاً
قال وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، أن قضية الرهائن المحتجزين في وزير التراث الإسرائيلي: قضية الرهائن ليست أولوية ويجب القضاء على حماس أولاً وقال الوزير المتطرف في مقابلة مع إذاعة "كول هاي" يوم الأربعاء إن:" إسرائيل يجب أن تعيد تعريف رهائن غزة باعتبارهم أسرى حرب"، وأضاف:"لا يُعامل أسرى الحرب إلا بعد النصر. أولًا، يجب هزيمة حماس". وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو وأضاف وزير التراث الإسرائيلي:" أعتقد أن المهمة ليست الرهائن أولاً، وهذا التردد هو ما يُبقيهم عالقين هناك. كثيرون يُعطون الرهائن أولويةً أعلى من تحقيق النصر؛ وهذا خطأ. أدعو إلى إطلاق سراح أسرى الحرب بعد النصر، وليس قبله". وسبق وتعرض إيلياهو مؤخرا لانتقادات شديدة بسبب إشارته إلى أن إسرائيل تخطط لاستئناف الاستيطان اليهودي في غزة، وقال:" الحكومة تسارع إلى محو غزة، والحمد لله أننا نمحو هذا الشر. غزة كلها ستكون يهودية". طوفان من الغضب الإسرائيلي وبدوره، تعرض الوزير المتطرف لطوفان من الانتقادات من جانب المعارضة، وقال يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلية:" بعد اقتراحه إلقاء قنبلة ذرية على غزة ومحوها، يقترح عميخاي إلياهو الآن التخلي عن الرهائن للموت". وأضاف لابيد:"إذا لم يُفصل اليوم، فإن الحكومة الإسرائيلية تعترف بالتخلي عن الرهائن". وفي السياق ذاته، كتب رئيس حزب أزرق أبيض والوحدة الوطنية بيني جانتس عبر منصة إكس: "الإسرائيليين المختطفين في أكبر فشل في تاريخ الدولة ليسوا أسرى حرب، والمقارنة نفسها تعرض حياتهم للخطر وتخدم رواية حماس". وأضاف أنه "من أجل تدمير حكم حماس ومواجهة كافة التحديات المقبلة، يجب علينا أن نعمل على إعادة كافة الرهائن في إطار شامل واحد". وبدوره، قال يائير غولان، زعيم الديمقراطيين، في إشارة واضحة إلى تصريح وزيرة المستوطنات والمشاريع الوطنية، أوريت ستروك، الصيف الماضي، بأن الحرب كانت "كزمن المعجزات" بالنسبة لحركة الاستيطان: "عميخاي إلياهو يُعلن صراحةً ما تفعله الحكومة وتخفيه. لقد قرروا منذ زمن طويل التضحية بالرهائن وإطالة أمد الحرب إلى أجل غير مسمى. بالنسبة لهم، هذا زمن المعجزات". وأضاف:"الغالبية العظمى من الإسرائيليين يريدون العيش بأمان وعودة الرهائن إلى ديارهم. حكومة بن جفير وسموتريتش تريد رؤىً للتهجير والمحو والاستيطان. علينا محاربة هؤلاء الناس وإعادتهم إلى ديارهم".