
العرض الأمريكي والتعنت الإيراني
2025-05-19
Editor
اياد العناز
تصاعد حدة التطورات الميدانية والمناكفات السياسية والتصريحات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران قبل تحديد موعد قادم لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات بين الدولتين بحضور الوسيط العربي العُماني، وتتمحور معظم الأحاديث حول الآفاق المستقبلية لكيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني والموقف الإيراني من المقترحات والرسائل التي قدمتها الإدارة الأمريكية للقيادة الإيرانية. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده قدمت اقتراحًا إلى إيران، مع استمرار المفاوضات بين الجانبين بشأن البرنامج النووي لطهران، في تصريح على متن الطائرة الرئاسية (إير فورس وان)، بعد أن أنهى جولته الخليجية التي شملت السعودية وقطر، وأضاف أن الإيرانيين قدموا اقتراحًا استلمه ( ستيفن ويتكوف) ولكنهم الأهم أن يدركوا حقيقة الأوضاع والمواقف الأمريكية ويتعين عليهم المضي قدمًا بسرعة وإلا سيحدث أمر سيئ. واضح أن الرئيس ترامب لا يزال ملوحًا بغصن الزيتون الذي يمثل الحوار الدبلوماسي والاسلوب السياسي في إدارة المفاوضات ولكنه في الوقت نفسه يوضح لإيران أن عليها عدم إطالة الوقت والسعي للعمل الجاد من أجل إيجاد الصيغ الفاعلة لإيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم والالتزام بالمحددات والنسب التي تسمح لها بالاستخدامات السلمية،وإلا فإن العودة للتلويح بالعمل العسكري وتفعيل سياسة الضغط الأقصى وتنفيذ العقوبات على الكيانات والأشخاص الذين يتعاملون مع إيران في تبادل المعلومات وتوفير الأدوات والوسائل الداخلة في تطوير المفاعلات النووية والقائمين على استيراد الطاقة الإيرانية سيكون هو الفاعل الميداني. تعود إيران إلى اسلوبها في إدارة الأزمات بمحاكاة مواطنيها وبث روح الأمل ورفع المعنويات لديهم وتعزيز مكانتها داخليًا عندما تستخدم سياسة إظهار القوة والممانعة والوقوف أمام الإدارة الأميركية وما تقوله وتعلم عنه، وهو ما فعله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في السادس عشر من آيار 2025 بقوله ( لا وجود لأي سيناريو تتخلي فيه إيران عن حقها في التخصيب للأغراض السلمية ولم نتلق أي عرض مكتوب من واشنطن لا بشكل مباشر ولا غير مباشر)، وهذا نفي واضح لما سبق وأن اعلنته واشنطن وأكد علية ترامب في أحاديث التي أدلى فيها أثناء زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأن هذا الأسلوب الإيراني لا يفيد في تقدم مسار المفاوضات بل يعمل على عدم إيجاد فسحات من تبادل الثقة بين الجانبين الأمريكي والإيراني وتضعف حالة التوافق والوصول إلى اتفاق دائم. وأمام هذه الوقائع يمكن أن نعزز ما نقوله ونكتبه بالسؤال عن إمكانية نجاح المفاوضات وماهي المسارات الإيجابية التي من الممكن العمل وفقها وما الذي يجب أن تفعله سياسة الحوار المتبادل ودبلوماسية التفاوض وكيفية التعامل مع إيران وفق المعطيات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي؟ أسئلة محورية تحتاج إلى أجوبة دقيقة وفق المنظور الميداني والأفق المستقبلي والأهداف والغايات التي تسعى إليها طهران وتتمسك بها واشنطن، فكلا الطرفين لهما افكارهما وتطلعاتهما في الحفاظ على المصالح العليا والمكاسب الكبيرة التي تهم بلديهما، إيران عليها أن تنظر بمنظار واقعي وتقف قليلًا لتقرأ حقيقة المتغيرات الإقليمية والدولية وتعمل ضمن المسار الدبلوماسي في معالجتها لبرنامجها النووي دون الوصول إلى مواجهة عسكرية محتملة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأفضل لها لكي تحقق أهدافها في رفع العقوبات الاقتصادية وإطلاق الأموال المجمدة وعودتها لسوق الطاقة العالمية أن تتعامل بجدية ووضوح وقبول مع الاستراتيجية الأمريكية وعلاقتها مع دول مجلس التعاون الخليجي والاستفادة من هذه الثنائية المهمة لاتاحة الفرصة التاريخية لها في المضي بشكل إيجابي في تعزيز الحوار مع واشنطن للوصول إلى اتفاق دائم ومشروع حول البرنامج النووي الإيراني الذي يحقق للجميع اطارًا أمنيًّا يكون فيه الترابط الاقتصادي عاملًا من عوامل الاستقرار. أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة والتي امتدت للأيام من 13-16 لشهر آيار 2025 منحت انطباعًا ميدانيًا ورسمت ملامح إيجابية أكدت عمق العلاقات الثنائية بين واشنطن وعواصم دول مجلس التعاون الخليجي العربي وسياسة الحوار المتبادل والفهم المشترك لما تعيشه المنطقة من أزمات سياسية واقتصادية وضرورة إيجاد البدائل المكافئة لحلها والابتعاد عن الحلول العسكرية في انهائها، وهي الثوابت الركائز الأساسية التي اقتنع بها الرئيس الأميركي ترامب وانتقل بها من مسار التلويح بالعمل العسكري وتوجيه ضربات حاسمة لإيران إلى مسار الدبلوماسية والحوار المشترك. وإيران على قناعة تامة بما تراه وتشهده من تحولات سياسية ألقت بظلالها على واقع الحال الجديد الذي تمر به بعض عواصم الأقطار العربية، وتعلم حقيقة الأمر أن مشروعها السياسي الإقليمي أصابه الانكسار والضعف بضياع سوريا وانهيار القوى الركائز الأساسية لحزب الله اللبناني وبعض الضربات التي طالت أذرعها في المنطقة. ويمكن قراءة تصريحات علي شمخاني المستشار السياسي للمرشد الأعلى علي خامنئي بعد ساعات من الحديث الذي أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء زيارته للعاصمة القطرية (الدوحة) بالتلويح بغصن الزيتون دون التلويح بالعمل والمواجهة العسكرية، بقول شمخاني (إيران ستلتزم بعدم تصنيع أسلحة نووية مطلقًا والتخلص من مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، والموافقة على تخصيب اليورانيوم فقط إلى المستويات الدنيا اللازمة للبلاده مستعدة للتخلص من مخزوناتها من اليورانيوم مع الولايات المتحدة مقابل رفع العقوبات الاقتصاديةاستخدام المدني، والسماح بإشراف مفتشين دوليين على العملية).
وتبقى الإدارة الأمريكية عند موقفها من المفاوضات مع إيران وترى فيها حالة من الأمل والتفاؤل في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي وأن الاقتراب من تعزيز حالة التفاهم المشترك قائمة ويمكن إنهاء المفاوضات بشكل إيجابي على أن تغادر إيران سياسية امتلاك السلاح النووي وإيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم وخزن الطرود المركزية الفاعلة تنشيط العمل في منشأتها النووية، رغم التصريحات التي أعلنها مساعد وزير الخارجية الإيراني مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية (كاظم غريب آبادي) في السادس عشر من آيار 2025، والتي أوضح فيها أن ( عملية وقف تخصيب اليورانيوم مرفوض تمامًا ونعده خطًا احمر لا يمكن تجاوزه ولا تنازل عن حقنا في التخصيب ولن نفكك أي منشأة نووية وإنجازاتنا النووية ليست محل مساومة وحق التخصيب ثابت قانوني)،وجاءت في سياق عقد الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا) التي جرت في القنصلية الإيرانية في إسطنبول، بحضور مساعدي وزراء الخارجية ومديري الشؤون السياسية لتلك الدول.
وحدة الدراسات الإيرانية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 28 دقائق
- الرياض
هل استطاعت القمم العربية لمّ الشمل أم آن لها أن تتوقف؟
استضافت بغداد قمة عربية جديدة هي الرابعة والثلاثون التي تعقد منذ تأسيس جامعة الدول العربية في عام 1945، وكانت المملكة العربية السعودية من بين أول ستة مؤسسين لأقدم تجمع إقليمي عربي بعد الحرب الكونية الثانية. إن الجامعة العربية تمثل ثمانية عقود من التعاون المشترك وحجر أساس للم الشمل العربي فقد "شكّل تأسيس هذه المنظمة العربية نقطة تحول مهمة في تاريخ العرب المعاصر وانضوت تحت مظلتها وحدة الهدف والمصير المشترك، فكانت منذ أكثر من سبعة عقود "بيتاً للعرب" للالتئام والتشاور وتوحيد الصف تجاه مسرح الأحداث إقليميا ودوليا". في البدايات كانت القمم العربية تؤكد على وحدة المصير العربي المشترك كما حدث في قمة بيروت في عام 1956 لدعم مصر ضد العدوان الثلاثي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. وللمفارقة هو أن هذا العدوان توقف، ليس بسبب قرارات القمة العربية، وإنما بسبب الموقف الشجاع والصارم من الملك عبدالعزيز آل سعود وضغطه على الإدارة الأميركية ورئيسها فرانكلين رزفلت وقطع المملكة علاقاتها مع بريطانيا وفرنسا ووقف تصدير النفط السعودي إليهما. وقد تدخلت الولايات المتحدة لوقف هذا العدوان بسبب ضغط الملك عبدالعزيز وخوفًا من اندلاع حرب عالمية جديدة مع الاتحاد السوفيتي ولرغبة الولايات المتحدة بإضعاف النفوذ البريطاني في منطقة الشرق الأوسط. وقد كانت رؤية القادة العرب استشرافية، فقد دعوا إلى التعاون العربي في مجال البحوث الذرية لخدمة الأغراض السلمية، وهي الدعوة التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد الاتفاق على مشروع "الذرة من أجل السلام" في الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمملكة. في القمم اللاحقة، كانت القرارات الختامية تبدو مكررة، لكنها كانت تجمع على موضوع رئيس هو دعم القضية الفلسطينية والدعوة إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة في العدوان الإسرائيلي عام 1967 ومن ضمنها مدينة القدس واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة في دولة مستقلة بحسب قرارات الشرعية الدولية. في أجواء التشرذم، حاولت قيادة المملكة العربية السعودية لملمة ما تبقى من الصف العربي فطرحت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- كان وليًا للعهد آنذاك، في قمة بيروت العربية العادية الرابعة عشرة في مارس 2002، وتبنت القمة هذه المبادرة وأصبحت تعرف بمبادرة السلام العربية التي تصر قيادة المملكة على قبول إسرائيل بها قبل الحديث عن محاولة للتطبيع معها. وقد نجح ثبات قيادة المملكة وتمسكها بمبادئها وبحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ولهذا توقفت الإدارة الأميركية عن ربط مسألة التطبيع بالمشروع السعودي للطاقة الذرية السلمية. هناك فواصل ثابتة في اجتماعات القمم العربية وقراراتها، هي الأمن العربي، والتضامن العربي، وإنهاء الخلافات العربية وحماية العالم العربي من الأخطار وأشياء أخرى كثيرة، وهي مفاصل تكاد تكون متكررة في البيانات الخادمة مع اختلاف بسيط في ما يتعلق بالأزمات الطارئة. أما القضايا المشتركة التي لم تغب عن قرارات القمم العربية منذ 77 عامًا، فهي القضية الفلسطينية، كونها "قضية العرب الأولى"، والتهديدات الإسرائيلية المتكررة للدول المجاورة. وقد ظلت هذه القضايا والمشكلات المرتبطة بها دون حل بسبب غياب الإجماع والإرادة السياسية وانعدام أدوات الضغط أو عدم تفعيلها واستبعاد الخيار العسكري في حل النزاع مع إسرائيل والاكتفاء بالبيانات والإدانة واللجوء للمنظمات الدولية. ونظرًا لانعدام الإجماع فقد تعطلت اجتماعات القمم العربية لمدة استمرت ست سنوات. وقد جاءت هذه القمة وأعلن ترمب رفع العقوبات عن سوريا استجابة لطلب من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. وعقدت القمة العربية في فندق "قلب العالم". ونتساءل: هل لهذا العالم قلب؟ وهل هناك فائدة من هذه القمم أم آن لها أن تتوقف؟

سعورس
منذ 4 ساعات
- سعورس
النفط يرتفع مع انتعاش الطلب على الوقود ومخاوف تعثر المحادثات النووية
استقرت العقود الآجلة لخام برنت عند 64.78 دولارًا للبرميل، بارتفاع 34 سنتًا، أو 0.54 %. أغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 61.53 دولارًا أمريكيًا، بارتفاع قدره 33 سنتًا، أو 0.54 %. وقال فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة برايس فيوتشرز: "أعتقد أن هناك بعض عمليات تغطية المراكز القصيرة مع بداية عطلة نهاية الأسبوع هذه". وتُطلق عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة يوم الذكرى موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة ، وهي الفترة التي تشهد أعلى طلب على وقود السيارات. والتقى المفاوضون الأمريكيون والإيرانيون في روما يوم الجمعة في جولة أخرى من المحادثات تهدف إلى تقليص البرنامج النووي لإيران. وأسفرت المحادثات عن "بعض التقدم، وإن لم يكن حاسمًا"، وفقًا لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وقد يؤدي أي مسار خاطئ في المفاوضات، والذي أثار انتقادات من عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين ، إلى تشديد العقوبات، مما يحد من تدفقات النفط من الدولة العضو في أوبك. وقد يُمهّد اتفاق بين البلدين الطريق لضخّ المزيد من براميل النفط. ويأتي احتمال زيادة المعروض في سوق النفط وسط مخاوف مستمرة بشأن الطلب. وقد أثارت حرب ترمب التجارية المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، مع مخاوف من أن يؤثر ذلك سلبًا على الطلب على الوقود. وقال فلين إن التجار يخشون انقطاع إمدادات النفط الخام في حال فشل المحادثات في التوصل إلى اتفاق، واستمرار العقوبات على النفط الإيراني. وقال: "المحادثات لا تبدو جيدة. إذا كانت هذه هي المحادثات الأخيرة ولم يتم التوصل إلى اتفاق، فقد يُعطي ذلك الضوء الأخضر للإسرائيليين لمهاجمة إيران". وإيران هي ثالث أكبر مُنتج للنفط في منظمة الدول المُصدّرة للنفط (أوبك)، بإنتاج يتجاوز 3 ملايين برميل يوميًا. وكانت الولايات المتحدة تُفاوض على اتفاق سلام نووي مع طهران ، حتى أن الرئيس ترمب ألمح الأسبوع الماضي إلى قرب التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، يبدو أن المحادثات قد تعثرت بسبب نقاط خلاف رئيسة، أبرزها إصرار إيران على تخصيب اليورانيوم. وكتب دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في بنك أو كيه فاينانشال، في مذكرة: "هناك الكثير من التساؤلات التي تُبقي أسعار النفط الخام في حالة من التوتر". وساهمت عدة عوامل في كبح جماح أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من ارتفاعها من أدنى مستوياتها في أبريل. وفي أوائل أبريل، أعلنت أوبك + أنها سترفع الإنتاج بدءًا من مايو. ووافقت منظمة النفط لاحقًا على زيادة الإنتاج في يونيو. كما يشير ارتفاع الإنتاج عن المتوقع من كازاخستان، المنتجة للنفط في أوبك، إلى المزيد من المعروض في السوق. في غضون ذلك، ساعدت البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية في محو التراجع السابق الذي بلغ نحو 2 % بعد أن قال الرئيس دونالد ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الاتحاد الأوروبي "كان من الصعب للغاية التعامل معه" وأنه سيوصي بفرض تعريفة جمركية بنسبة 50 % على الكتلة في الأول من يونيو. وانخفض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ عام 2023، مما جعل السلع المُسعرة بالعملة أكثر جاذبية. وقال أندرو ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس: "يتعرض سوق النفط لضغوط بسبب عاملين. ننتظر تأثير الرسوم الجمركية على الطلب على النفط، ومن المتوقع أن تزيد أوبك + الإنتاج مجددًا هذا الصيف". وتعقد أوبك +، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بقيادة روسيا ، اجتماعات الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن تُسفر عن زيادة أخرى في الإنتاج قدرها 411 ألف برميل يوميًا لشهر يوليو. وقد تُنهي أوبك + ما تبقى من خفض الإنتاج الطوعي البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية أكتوبر، بعد أن رفعت بالفعل أهداف الإنتاج بنحو مليون برميل يوميًا لأبريل ومايو ويونيو. وقال محللو بنك إيه ان زد، ارتفع سعر النفط في تداولات ضعيفة قبل العطلات، مع تراجع ثقة المستثمرين بإمكانية توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق نووي، بينما عززت البيانات الأمريكية القوية صورة الطلب المتذبذبة. وكانت الجغرافيا السياسية محور تركيز رئيس للمتداولين الأسبوع الماضي، حيث أفاد تقرير من شبكة سي ان ان، بأن المخابرات الأمريكية أشارت إلى أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية مما أدى إلى مكاسب قصيرة في وقت سابق من الأسبوع. بعد ذلك، قال عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات مع الولايات المتحدة ، إن التوصل إلى اتفاق ممكن يتضمن تجنب طهران للأسلحة النووية، ولكن ليس التخلي عن تخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، لا تزال التوقعات هبوطية بشكل عام. وانخفض سعر النفط الخام بنحو 14 % هذا العام، مسجلاً أدنى مستوى له منذ عام 2021 الشهر الماضي، مع تخفيف أوبك + لقيود الإمدادات بوتيرة أسرع من المتوقع، في الوقت الذي شكلت فيه حرب الرسوم الجمركية التي تقودها الولايات المتحدة رياحًا معاكسة للطلب. واستعادت الأسعار بعض قوتها مع انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لكن البيانات الأسبوع الماضي أظهرت أيضًا زيادة أخرى في مخزونات النفط التجارية الأمريكية ، مما زاد من المخاوف بشأن وفرة المعروض. وقال جينز نارفيج بيدرسن، الخبير الاستراتيجي في بنك دانسكه: "عادت المشاعر السلبية إلى سوق النفط هذا الأسبوع". "وفي حين أن زيادة أخرى في إنتاج أوبك + هي مصدر القلق الرئيس، فإن التقدم في المحادثات النووية مع إيران ، واحتمال تخفيف العقوبات، وعدم إحراز تقدم في محادثات التجارة يزيد من مشاكل السوق". في سياقٍ آخر، صرّح فالديس دومبروفسكيس، كبير الاقتصاديين في المفوضية الأوروبية، بأنه من المناسب خفض سقف النفط الروسي إلى 50 دولارًا للبرميل. وأضاف أن السقف الحالي البالغ 60 دولارًا - والذي يُقصد به معاقبة موسكو على حربها ضد أوكرانيا ، مع الحفاظ على تدفق النفط - لا يضرّ بالمنتج نظرًا لانخفاض الأسعار. ومن المتوقع أن تتسارع أسعار البنزين في اللحاق بالركب - بشكل إيجابي - خلال الأسابيع المقبلة، انعكاسًا للانخفاض الأخير في أسعار النفط الآجلة. وبلغ متوسط سعر البنزين على المستوى الوطني 3.14 دولارات للغالون يوم الجمعة، وفقًا لبيانات الرابطة الأمريكية للسيارات. وهذا أقل بنحو 0.04 دولار عن الأسبوع الماضي، وأقل بنحو 0.50 دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي. وقد أدى ارتفاع أسعار مزيج البنزين الصيفي وصيانة المصافي إلى ارتفاع أسعار البنزين موسميًا في مارس. في حين تراجعت الأسعار بعض الشيء في أبريل، إلا أنه لم يتضح بعد تأثير أكبر لانخفاض أسعار النفط. وقال باتريك دي هان، رئيس قسم تحليل النفط في جازبودي: "نظرًا لانخفاض مخزونات البنزين، لم نشهد انخفاضًا في أسعار البنزين بقدر انخفاض أسعار النفط". وأضاف: "ولكن مع انتهاء موسم صيانة المصافي، أعتقد أن هناك فرصة قوية لأن نرى متوسط سعر البنزين على المستوى الوطني أقل من 3 دولارات للغالون هذا الصيف، حيث من المرجح أن تبدأ المخزونات في النمو قريبًا". وتشهد 23 ولاية على الأقل بالفعل متوسط سعر أقل من 3 دولارات للغالون، بما في ذلك تكساس وبقية ساحل الخليج، والغرب الأوسط، وحتى أجزاء من نيو إنجلاند، مثل رود آيلاند، وماين، ونيو هامبشاير. وكتب محللو بنك جولدمان ساكس في مذكرة للعملاء: "لا يزال اعتقادنا الراسخ أن ارتفاع الطاقة الاحتياطية وارتفاع مخاطر الركود يُرجّحان مخاطر انخفاض أسعار النفط على الرغم من أساسيات السوق الصعبة نسبيًا". وفي أبريل، سجلت أسعار النفط الخام أسوأ انخفاض شهري لها منذ نوفمبر 2021 وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي وصدمة في الطلب بسبب سياسة الرئيس ترمب للرسوم الجمركية. وفي الأسبوع الماضي، كتب محللون في جي بي مورجان تشيس: "في حين أن التهدئة الأخيرة في محادثات التجارة قللت من احتمالية حدوث حالة هبوط، فإن "خيار ترمب" لا يمتد إلى الطاقة، حيث تواصل الإدارة إعطاء الأولوية لانخفاض أسعار النفط لإدارة التضخم". في تطورات أسواق الطاقة، تصارع شركات خطوط الأنابيب الأمريكية معضلة الشراء/ البناء مع سعي الرئيس ترمب لتوسيع قطاع الطاقة. فيما لا يزال الضغط على نمو المشاريع الجديدة قائمًا بسبب انخفاض أسعار النفط والرسوم الجمركية. وكانت سياسات ترمب الداعمة للطاقة تهدف إلى تسريع بناء الجيل القادم من البنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة ، إلا أن العديد من مشغلي خطوط أنابيب النفط والغاز ما زالوا يفضلون الشراء على التوسع بسبب مجموعة من العوامل التي تعيق المشاريع الكبيرة. وأعلن ترمب حالة طوارئ في قطاع الطاقة في أول يوم له في منصبه، وأصدر توجيهات لدعم الصادرات، وإصلاح التصاريح، وإلغاء المعايير البيئية. ومنذ انتخابه في نوفمبر، تمت الموافقة على عدد من المشاريع الكبيرة، بما في ذلك محطة للغاز الطبيعي المسال وعدد من خطوط الأنابيب. لكن ارتفاع التكاليف الناجمة عن حرب تجارية عالمية أشعلتها الرسوم الجمركية الأمريكية ، ونقص العمالة، وانخفاض أسعار النفط، وخطر العقبات القانونية، يعني أن العديد من الشركات تتردد عمومًا في الالتزام بمشاريع بناء جديدة جريئة. بدلاً من ذلك، يرى المشغلون أن عمليات الدمج والاستحواذ وسيلة أكثر فعالية للنمو. في الربع الأول من هذا العام، تم إبرام 15 صفقة في قطاع الطاقة المتوسطة في الولايات المتحدة ، وهو أعلى رقم ربع سنوي منذ الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021. وقال أنجيلو أكونشيا، الشريك في شركة أرك لايت كابيتال، التي تستثمر في البنية التحتية للطاقة: "لقد قضينا وقتًا طويلاً في التفكير في مسألة الشراء مقابل البناء، وفي الوقت الحالي، نرى المزيد من الفرص لشراء الأصول". وقال، إن عوامل، بما في ذلك الرسوم الجمركية وارتفاع الطلب على الإمدادات والعمالة، جعلت من الصعب حساب الجدوى الاقتصادية لبناء أي مشروع. ومن أبرز الاتجاهات السائدة في إبرام الصفقات حتى الآن في عام 2025 إعادة شراء شركات خطوط الأنابيب لحصصها في المشاريع المشتركة، والتي كانت قد بيعت سابقًا للمساعدة في تمويل تكاليف التطوير الأولية لمشاريع السنوات السابقة. وأعلنت شركة تارغا ريسورسز، في فبراير الماضي، أنها ستستحوذ على أسهم تفضيلية في نظام خطوط أنابيب تارغا بادلاندز من بلاكستون، مقابل 1.8 مليار دولار، بينما أعلنت شركة إم بي إل إكس، في الشهر نفسه، أنها ستشتري حصة 55 % في خط أنابيب الغاز الطبيعي بانجل، المملوك سابقًا لشركة وايت ووتر ميدستريم ودايموند باك إنرجي، مقابل 715 مليون دولار. ويحرص مالكو الأسهم الخاصة في البنية التحتية للطاقة على البيع، بعد أن أمضوا السنوات الأخيرة في تطوير أنظمة أصبحت الآن متاحة. على سبيل المثال، تُسوّق شركة نورثويند ميدستريم، وهي شركة تشغيل خطوط أنابيب تركز على نيو مكسيكو ، حاليًا للبيع من قِبل فايف بوينت إنفراستركتشر. وبينما الرسوم الجمركية تُثقل كاهل مشاريع خطوط أنابيب النفط والغاز الأمريكية في السنوات الأخيرة، واجهت هذه المشاريع عقبات تنظيمية ومعارضة بيئية شديدة، مما أدى إلى سنوات من التأخير وتجاوزات كبيرة في التكاليف. وبدأ خط أنابيب ماونتن فالي، وهو أنبوب لنقل الغاز الطبيعي مملوك لمجموعة تقودها شركة إي كيو تي، العمل في يونيو الماضي، لكن بناؤه استغرق ست سنوات، وبلغت تكلفته أكثر من ضعف ميزانيته الأولية البالغة 3.5 مليارات دولار. وفي حين رحّب القطاع بموقف ترمب الداعم للوقود الأحفوري، فإن بعض سياساته الأخرى - بما في ذلك الرسوم الجمركية على منتجات مثل الصلب - ترفع تكلفة مشاريع الطاقة الجديدة. كما دفع ضعف أسعار النفط الخام العالمية منتجي النفط والغاز الأمريكيين إلى تحذيرات من احتمال تقليص نمو الإنتاج، مما جعل شركات خطوط الأنابيب حذرة بشأن الإنفاق الجديد. وصرحت بعض الشركات، بما في ذلك كيندر مورغان، بأنها تعتقد أن المشاريع الصغيرة التي تُوسّع البنية التحتية القائمة تُحقق عوائد اقتصادية أفضل من المشاريع الجديدة الكبيرة. في حين يُبدي آخرون حذرهم حتى من هذه الأنواع من المشاريع. وقال الرئيس التنفيذي لشركة دي تي ميدستريم، ديفيد سلاتر، الشهر الماضي بأنه في حين قد تستمر بعض التوسعات الصغيرة في نظام ليب التابع للشركة في حوض هاينزفيل، إلا أنه يرغب في معرفة كيفية تفاعل المنتجين المحليين مع تحركات أسعار السلع الأساسية قبل النظر في خطط جديدة. وقال للمحللين في مكالمة هاتفية: "أعتقد أننا بحاجة فقط إلى ترك الوقت يعمل هنا قليلاً، لنرى كيف يستجيب الحوض". وعلى الرغم من العقبات، لا تزال الحسابات ترجح بناء مشاريع جديدة لبعض الشركات. وقالت شركة إنرجي ترانسفير إنها ستقوم ببناء خط أنابيب الغاز الطبيعي هيو برينسون بقيمة 2.7 مليار دولار في تكساس، بينما تخطط شركة تالجراس إنرجي لبناء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من حوض بيرميان إلى خط أنابيب روكيز إكسبريس الذي يمر عبر كولورادو ووايومنغ.


صدى الالكترونية
منذ 4 ساعات
- صدى الالكترونية
زيارة موفقة
لاشك ان زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة كانت زيارة موفقة وقد فاقت ايجابياتها كل شيء ولكن وقبل كل هذا ، قال السفير الأمريكي السابق لدى المملكة، مايكل راتني: ان الرئيس ترامب اختار الرياض في بداية زيارة لبعض من دول الخليج بادرة قوية تنمّ عن الاحترام'.. وأضاف: (إن كثيرين في السعودية يحملون نظرة إيجابية للرئيس ترامب؛ ومن ثم نقول: ان إيجابيات تلك الزيارة عظيمة جدا وذات فوائد جمة لكلا البلدين فمن تلك الإيجابيات أشادة الرئيس ترامب بالجهود الكبيرة التي يبذلها سمو ولي العهد في قيادة المملكة، قائلاً: 'يا له من عمل قمت به أعتقد أنك تتقلب مثل معظمنا في الليل، تفكر في كيفية تحسين المعيشة في بلدك'. وأضاف: 'أولئك الذين لا ينامون هم من سيأخذونك إلى الأرض الموعودة لدرجة انه سال سموه بعبارة هل تنام ليلاً = وفي يوم الثلاثاء الماضي انطلقت أعمال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، بمدينة الرياض بمشاركة المسؤولين في البلدين الصديقين، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات. شهد ولي العهد وترامب توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين في مجال التجارة والطاقة وفي مجالات أخرى. الى جانب استكشاف فرص جديدة تعزز الشراكة الاقتصادية بين المملكة وأمريكا. = أكد الرئيس ترامب في كلمته خلال المنتدى، أنه لن يتردد أبدًا في الدفاع عن المملكة، مشيدًا بما رآه خلال زيارته، ومشيرًا إلى أن الرياض أصبحت عاصمة للتقنيات المتقدمة في العالم. = وفي مقابل ذلك قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، «إنَّ العمل المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يقتصر على التعاون الاقتصادي، وإنما يمتد لإحلال السلام في المنطقة والعالم». = قال الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة تريد المشاركة مع المملكة في المناورات العسكرية والدفاع المشترك، وإتاحة الفرصة للمملكة لتستفيد بالتكنولوجيا الأمريكية التي تتعلق بالطاقة النووية السلمية معللا ذلك بأن المملكة تدرك أهمية البحث عن المصادر الأخرى للطاقة النووية والمتجددة. وقال الرئيس الأمريكي لولي العهد : خلال القمة «السعودية الأمريكية»: سنستمر في خدمة بلدكم العظيم = وأخيرا فقد أكد الرئيس الأمريكي أنه سيرفع العقوبات عن سوريا استجابة لطلب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، = وفي مقابل هذا أبدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، فرحته بإعلان الرئيس الأمريكي، رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا. ومن ثم عقب الرئيس بالقول موجها الحديث الى السوريين لنرى منكم شيئا خاصا من أجل مستقبلكم. أجعلونا نرى شيئا خاصا من أجل مستقبلكم. وقال: كل ما أقوم به الآن هو من أجل الأمير محمد بن سلمان وعلى اثر ذلك انطلقت الاحتفالات في شوارع دمشق، بعد إعلان ترامب من الرياض رفع العقوبات عن سوريا وأخيرا فقد رفع الرئيس الأمريكي مكانة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بما يستحقه بقوله: إن كل ما أقوم به الآن هو من أجل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. وأضاف إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد رجل عظيم لا مثيل له. وختاما فشكرا لكم فخامة الرئيس ترامب على هذا الاطراء والتقدير والاحترام الذي حظي به سموه من فخامتكم حفظ الله سمو اميرنا الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ونتمنى ان تدوم العلاقات بين البلديد جيدة امدا طويلا