أحدث الأخبار مع #ايادالعناز


مركز الروابط
منذ 5 أيام
- سياسة
- مركز الروابط
العرض الأمريكي والتعنت الإيراني
2025-05-19 Editor اياد العناز تصاعد حدة التطورات الميدانية والمناكفات السياسية والتصريحات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران قبل تحديد موعد قادم لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات بين الدولتين بحضور الوسيط العربي العُماني، وتتمحور معظم الأحاديث حول الآفاق المستقبلية لكيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني والموقف الإيراني من المقترحات والرسائل التي قدمتها الإدارة الأمريكية للقيادة الإيرانية. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده قدمت اقتراحًا إلى إيران، مع استمرار المفاوضات بين الجانبين بشأن البرنامج النووي لطهران، في تصريح على متن الطائرة الرئاسية (إير فورس وان)، بعد أن أنهى جولته الخليجية التي شملت السعودية وقطر، وأضاف أن الإيرانيين قدموا اقتراحًا استلمه ( ستيفن ويتكوف) ولكنهم الأهم أن يدركوا حقيقة الأوضاع والمواقف الأمريكية ويتعين عليهم المضي قدمًا بسرعة وإلا سيحدث أمر سيئ. واضح أن الرئيس ترامب لا يزال ملوحًا بغصن الزيتون الذي يمثل الحوار الدبلوماسي والاسلوب السياسي في إدارة المفاوضات ولكنه في الوقت نفسه يوضح لإيران أن عليها عدم إطالة الوقت والسعي للعمل الجاد من أجل إيجاد الصيغ الفاعلة لإيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم والالتزام بالمحددات والنسب التي تسمح لها بالاستخدامات السلمية،وإلا فإن العودة للتلويح بالعمل العسكري وتفعيل سياسة الضغط الأقصى وتنفيذ العقوبات على الكيانات والأشخاص الذين يتعاملون مع إيران في تبادل المعلومات وتوفير الأدوات والوسائل الداخلة في تطوير المفاعلات النووية والقائمين على استيراد الطاقة الإيرانية سيكون هو الفاعل الميداني. تعود إيران إلى اسلوبها في إدارة الأزمات بمحاكاة مواطنيها وبث روح الأمل ورفع المعنويات لديهم وتعزيز مكانتها داخليًا عندما تستخدم سياسة إظهار القوة والممانعة والوقوف أمام الإدارة الأميركية وما تقوله وتعلم عنه، وهو ما فعله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في السادس عشر من آيار 2025 بقوله ( لا وجود لأي سيناريو تتخلي فيه إيران عن حقها في التخصيب للأغراض السلمية ولم نتلق أي عرض مكتوب من واشنطن لا بشكل مباشر ولا غير مباشر)، وهذا نفي واضح لما سبق وأن اعلنته واشنطن وأكد علية ترامب في أحاديث التي أدلى فيها أثناء زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأن هذا الأسلوب الإيراني لا يفيد في تقدم مسار المفاوضات بل يعمل على عدم إيجاد فسحات من تبادل الثقة بين الجانبين الأمريكي والإيراني وتضعف حالة التوافق والوصول إلى اتفاق دائم. وأمام هذه الوقائع يمكن أن نعزز ما نقوله ونكتبه بالسؤال عن إمكانية نجاح المفاوضات وماهي المسارات الإيجابية التي من الممكن العمل وفقها وما الذي يجب أن تفعله سياسة الحوار المتبادل ودبلوماسية التفاوض وكيفية التعامل مع إيران وفق المعطيات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي؟ أسئلة محورية تحتاج إلى أجوبة دقيقة وفق المنظور الميداني والأفق المستقبلي والأهداف والغايات التي تسعى إليها طهران وتتمسك بها واشنطن، فكلا الطرفين لهما افكارهما وتطلعاتهما في الحفاظ على المصالح العليا والمكاسب الكبيرة التي تهم بلديهما، إيران عليها أن تنظر بمنظار واقعي وتقف قليلًا لتقرأ حقيقة المتغيرات الإقليمية والدولية وتعمل ضمن المسار الدبلوماسي في معالجتها لبرنامجها النووي دون الوصول إلى مواجهة عسكرية محتملة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأفضل لها لكي تحقق أهدافها في رفع العقوبات الاقتصادية وإطلاق الأموال المجمدة وعودتها لسوق الطاقة العالمية أن تتعامل بجدية ووضوح وقبول مع الاستراتيجية الأمريكية وعلاقتها مع دول مجلس التعاون الخليجي والاستفادة من هذه الثنائية المهمة لاتاحة الفرصة التاريخية لها في المضي بشكل إيجابي في تعزيز الحوار مع واشنطن للوصول إلى اتفاق دائم ومشروع حول البرنامج النووي الإيراني الذي يحقق للجميع اطارًا أمنيًّا يكون فيه الترابط الاقتصادي عاملًا من عوامل الاستقرار. أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة والتي امتدت للأيام من 13-16 لشهر آيار 2025 منحت انطباعًا ميدانيًا ورسمت ملامح إيجابية أكدت عمق العلاقات الثنائية بين واشنطن وعواصم دول مجلس التعاون الخليجي العربي وسياسة الحوار المتبادل والفهم المشترك لما تعيشه المنطقة من أزمات سياسية واقتصادية وضرورة إيجاد البدائل المكافئة لحلها والابتعاد عن الحلول العسكرية في انهائها، وهي الثوابت الركائز الأساسية التي اقتنع بها الرئيس الأميركي ترامب وانتقل بها من مسار التلويح بالعمل العسكري وتوجيه ضربات حاسمة لإيران إلى مسار الدبلوماسية والحوار المشترك. وإيران على قناعة تامة بما تراه وتشهده من تحولات سياسية ألقت بظلالها على واقع الحال الجديد الذي تمر به بعض عواصم الأقطار العربية، وتعلم حقيقة الأمر أن مشروعها السياسي الإقليمي أصابه الانكسار والضعف بضياع سوريا وانهيار القوى الركائز الأساسية لحزب الله اللبناني وبعض الضربات التي طالت أذرعها في المنطقة. ويمكن قراءة تصريحات علي شمخاني المستشار السياسي للمرشد الأعلى علي خامنئي بعد ساعات من الحديث الذي أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء زيارته للعاصمة القطرية (الدوحة) بالتلويح بغصن الزيتون دون التلويح بالعمل والمواجهة العسكرية، بقول شمخاني (إيران ستلتزم بعدم تصنيع أسلحة نووية مطلقًا والتخلص من مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، والموافقة على تخصيب اليورانيوم فقط إلى المستويات الدنيا اللازمة للبلاده مستعدة للتخلص من مخزوناتها من اليورانيوم مع الولايات المتحدة مقابل رفع العقوبات الاقتصاديةاستخدام المدني، والسماح بإشراف مفتشين دوليين على العملية). وتبقى الإدارة الأمريكية عند موقفها من المفاوضات مع إيران وترى فيها حالة من الأمل والتفاؤل في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي وأن الاقتراب من تعزيز حالة التفاهم المشترك قائمة ويمكن إنهاء المفاوضات بشكل إيجابي على أن تغادر إيران سياسية امتلاك السلاح النووي وإيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم وخزن الطرود المركزية الفاعلة تنشيط العمل في منشأتها النووية، رغم التصريحات التي أعلنها مساعد وزير الخارجية الإيراني مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية (كاظم غريب آبادي) في السادس عشر من آيار 2025، والتي أوضح فيها أن ( عملية وقف تخصيب اليورانيوم مرفوض تمامًا ونعده خطًا احمر لا يمكن تجاوزه ولا تنازل عن حقنا في التخصيب ولن نفكك أي منشأة نووية وإنجازاتنا النووية ليست محل مساومة وحق التخصيب ثابت قانوني)،وجاءت في سياق عقد الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا) التي جرت في القنصلية الإيرانية في إسطنبول، بحضور مساعدي وزراء الخارجية ومديري الشؤون السياسية لتلك الدول. وحدة الدراسات الإيرانية مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة


مركز الروابط
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- مركز الروابط
هل تستعين إيران بحلفائها في جولات التفاوض القادمة؟
2025-04-24 Editor اياد العناز افصحت المفاوضات الأمريكية الإيرانية عن العديد من الأمور السياسية والاقتصادية والعسكرية التي أصبحت من الظواهر التي بدأت تأخذ مداها في أروقة وقاعات الاجتماعات وتلقى بظلالها على النتائج والتوقعات القادمة لما ستسفر عنه الحوارات بين واشنطن وطهران، ومن أهم الأمور المتداولة الموقف السياسي الإيراني بمناقشة الجوانب الرئيسية المتعلقة بالبرنامج النووي والبحث عن أدوات ووسائل علمية وطرح أفكار ميدانية حول مديات الالتزام الإيراني بمستوى التخصيب أو نقل كميات اليورانيوم المخصب خارج النسب المقررة سنة 2015 إلى دولة أخرى أو أن تكون تحت رعاية ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع رفض أي إضافة للنقاش حول مواضيع أخرى تتعلق بالمشروع السياسي الإقليمي الإيراني والعلاقة مع الفصائل والمليشيات المسلحة التي تتلقى الدعم من قبل القيادات العسكرية في فيلق القدس والحرس الثوري والتي تنشط في عواصم الأقطار العربية وبعض دول منطقة الشرق الأوسط. وتعتمد إيران في تحديد مسار المفاوضات على رؤيتها وقدرتها على الوصول لاتفاق سياسي مع الإدارة الأميركية قبل الخامس والعشرين من تشرين الأول 2025 والذي يتعلق بما ورد في اتفاقية العمل المشتركة من رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران والسماح لها بالعودة للأسواق العالمية للطاقة والتجارة وفتح الأسواق الإيرانية أمام الاستثمارات الأميركية والغربية مع اعتماد صيغ واضحة في كيفية التعامل مع برنامج الصواريخ الباليستية والأسلحة المتطورة. ترى إيران أن حماية أمنها الداخلي والدفاع عن وجودها الإقليمي واستمرار تأثيرها الدولي يتأتى من احتفاظها بجزء من برنامجها النووي واقناع الجانب الأميركي باستخدامه لأغراض سلمية مع وجود أسلحة الدفاع المتمثلة في الصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة. الولايات المتحدة الأمريكية تدرك وتفهم الرؤية الإيرانية التي تذهب الاحتفاظ بقدر مناسب من برنامج نووي مدني والحفاظ على نظامهم السياسي بوجود تشكيلات الحرس الثوري والباسيج الإيراني اللذان يشكلان الداعم الرئيسي لقوة النظام، مع الالتزام بعدم صناعة القنبلة الذرية، ولهذا فإن المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملف بالتفاوض مع الجانب الإيراني أكد على مصداقية الردع والشمولية الكاملة لكل الشروط الأمريكية مناقشتها بشكل موحد وعدم تجزئتها وإظهار حالات العزم والقوة والثبات في جولات الحوار واتخاذ الخطوات المناسبة لكل فقرة من الفقرات المتعلقة بالبرنامج النووي والصواريخ البالستية والمشروع الإقليمي السياسي الإيراني والعلاقة مع المليشيات والفصائل المنتمية إليها ،والتأكيد على مسألة الوصول إلى اتفاق نووي خلال شهرين أو الاتجاه نحو الخيار العسكري والذي لا ترغب فيه إيران. والأمر الثاني يتعلق بمحاولة إيران إشراك حلفائها الرئيسين ( روسيا والصين) في المفاوضات أو التدخل لدى الإدارة الأميركية لاقناعها لتخفيف الضغط السياسي والاقتصادي عنها وإيجاد وسائل وطرق كفيلة بنجاح المفاوضات بأقل الخسائر التي من الممكن أن تصيب إيران، وهو الأمر الذي ناقشه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في زيارتيه لكل من روسيا والصين وطرح على المسؤولين في البلدين إمكانية العمل بصورة جماعية عبر لقاءات ثلاثية تضم ( إيران وروسيا والصين) لتوحيد الرؤى في مواجهة الشروط الأمريكية والحفاظ على المصالح العليا لهذه البلدان، خاصة بعد أن أصبحت خيارات إيران محدودة في مواجهة أمريكا بعد المتغيرات السياسية الوقائع والأحداث الميدانية التي أدت إلى فقدانها لاذرعها وحلفائها في سوريا والجنوب اللبناني، وما لمسته في الجولتين الأولى والثانية من سياسة الحسم التي طالب بها المفاوض الأمريكي ( ستيفن ويتكوف) بوضع جدول زمني للمفاوضات على أن لا تأخذ وقتًا طويلًا. وتنظر الأوساط السياسية الإيرانية إلى دعوة الرئيس مسعود بزشكيان للولايات المتحدة الأمريكية للاستثمارات الاقتصادية في إيران بشئ من الحذر والتأني ملاحظة إمكانية تجاوز الاتفاقية الصينية الإيرانية المشتركة التي دفعت بموجبها الصين لإيران 400 مليار دولار للاستثمار في معادنها وثرواتها الطبيعية. ويمكن أن نقرأ ما اوردته صحيفة ( خراسان) الإيرانية عن واقع الشروط الأمريكية بأن ( أمريكا تريد رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل استسلامها والتخلي عن مكونات قوتها) انها إشارة إلى البرنامج النووي والسلاح الصاروخي والدور السياسي الإقليمي، وهذا الرأي يناظر ما قاله المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ( ستيفن ويتكوف) في لقائه مع قناة فوكس نيوز الأمريكية ( إن الهدف من المحادثات هو التحقق من أن البرنامج النووي الإيراني سلمي والتأكد من الصواريخ التي لديهم). مهما عمدت إيران على استخدام معايير معينة واختبار أساليب أخرى في وحاراتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن واشنطن ملتزمة بالتحقق وتنفيذ ما جاء برسالة الرئيس ترامب الموجهة للمرشد الأعلى علي خامنئي، والتي تتضمن شروط التفاوض وألية التنفيذ وصولاً لاتفاق دائم عبر عملية متدرجة، وهي الحالة التي تعلمها إيران وأن ليس لها إلا القبول بالتفاوض والالتزام بالأساس والمرتكزات التي يفرصها واقع الحال. وحدة الدراسات الإيرانية مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة


مركز الروابط
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- مركز الروابط
جولة المفاوضات القادمة.. أهداف أمريكية وغايات إيران
2025-04-16 Editor اياد العناز تتجه الانظار جميعها إلى ما ستسفر عنه نتائج ومباحثات المفاوضات الأمريكية الإيرانية التي من المؤمل أن تجري يوم السبت 19نيسان 2025 في العاصمة الإيطالية ( روما) بوجود الوسيط العربي العُماني، وأهميتها أنها تأتي بعد أسبوع من التصريحات والمناكفات السياسية بين الإدارة الأميركية والقيادة الإيرانية التي لا زالت متمسكة بالأهداف والغايات التي تسعى إليها الدولتين. النظرة التفاؤلية كانت في طيات الأحاديث التي أدلى بها المسؤولين من كلا الطرفين، ولكن إيران توقفت عند هذه النقطة الحساسة، فهي أعطت فسحة من التشاؤم وعدم الاطمئنان السياسي لموقف الولايات المتحدة الأمريكية ولكنها متمسكة بقدرتها الداعية في تحقيق غايتها من المفاوضات، وهذا ما تحدث به المرشد الأعلى علي خامنئي واعتبر رغم حالة التشاؤم أن الوفد الإيراني المفاوض قد عمل على تنفيذ الخطوات الأولى من المباحثات بطريقة جيدة، وهو خطاب موجه للداخل الإيراني لاقناعه بقدرة النظام على تسير المفاوضات بشكل يحافظ على إيران ويمنح نظامها قدرًا من الإستمرار. رغم أن القيادة الإيرانية تعلم حقيقة ما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية واجتماعية وأن الأوضاع المالية تشهد حالة من الانهيار وتضخم مالي كبير يبلغ 37٪ مع عدم إمكانية توفير المواد الأساسية للمواطنين من المياه والكهرباء والوقود وانخفاض واسع في العملة المحلية وعدم تمكن الاقتصاد الإيراني من الوصول إلى الأسواق العالمية بسبب التفعيل المباشر لسياسة ( الضغط الأقصى) الذي فرضته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تنعقد الجولة الثانية والجانب الأمريكي يعمل على تعزيز القدرات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط بارساله قطعاً بحرية ومقاتلات حربية من نوع ( بي 52) و( بي 2) في تصعيد واضح لزيادة الضغوط السياسية على المفاوض الإيراني الذي يعلم حقيقة التوجه الأمريكي في ضرورة الالتزام بالحوار الدبلوماسي والخطوات السياسية التي تتلائم والشروط الأمريكية بتفكيك البرنامج النووي الإيراني ومناقشة الأبعاد الميدانية للمشروع السياسي الإيراني. ويمكن الاستدلال على هذا الاستنتاج السياسي بعقد الرئيس ترامب اجتماعًا موسعًا لغرفة العمليات بالبيت الأبيض ودراسة الآفاق المرحلة وكيفية التعامل مع إيران في الجولة الثانية بما يخص برنامجها النووي، والذي عبر عن المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي ( ستيفن ويتكوف) في مقابلة إعلامية مع قناة ( فوكس نيوز) بقوله أن اساس التفاوض يتعلق بالتحقق من برنامج التخصيب، ثم التحقق في نهاية المطاف من التسلح ويشمل الصواريخ نوعيتها وكمية خزنها. واضح أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت أسس وخطوات متوالية ومتعددة الاتجاهات لرسم ملامح اتفاق جديد للبرنامج النووي الإيراني ومواجهة مشروعه التوسعي في المنطقة. إيران، تتابع بدقة ما يصدر عن الإدارة الأميركية وتستبق جولة المفاوضات القادمة بتصريحات إعلامية ورسائل موجهة، تصر فيها على إبقاء مخزونها من اليورانيوم المخصب لديها وعدم نقله إلى أي جهة أو دولة أخرى وأن يكون تحت إشراف مباشر ودقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واعتبرت مناقشة هذه النقطة بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم ( ليس موضع تفاوض مع الولايات المتحده)، واعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن التناقض واضح في معاملة واشنطن لبلاده وان سياسة الضغط وفرض الإملاءات لن تؤدي إلى أي نتيجة. تحاول القيادة الإيرانية مواجهة الشروط الإيرانية وتعزيز دورها في الجولة الثانية عبر قيامها بالاتصال بحلفائها وشركائها الدوليين في موسكو وبكين لشرح موقفها وما ستؤول إليه المفاوضات القادمة مع الإدارة الأميركية، ولهذا جاء الاعلان عن زيارة عراقجي لروسيا في ظل التطورات الميدانية ومناقشة عدة مسائل مهمة تتعلق بالمحادثات الأمريكية الإيرانية التي جرت في العاصمة العُمانية ( مسقط) وإمكانية الحصول على تأييد دولي لخطواتها مع الولايات المتحدة الأمريكية. تدرك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهجمات الإسرائيلية والأمريكية والتي حدثت في السنه الماضية تجاه العمق الإيراني، قد تسببت في تراجع قدرات الدفاع الجوي ومنظومة الصواريخ، وهو الأمر الذي يشكل حالة من الاخفاق الميداني الذي يعد أمرًا مهمًا تعلمه إيران ولا تجد لها طريقًا تبتعد فيه عن أي ضربات عسكرية محتملة إلا قبول المفاوضات والحفاظ على نظامها السياسي من السقوط والانهيار،واعتماد المرونة السياسة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تعصف بالمجتمع الإيراني وسوء الحالة المعيشية التي تمر بها الشعوب الإيرانية، ومهما حاولوا تدارك الأوضاع باستخدام سياسة إطالة الوقت، إلا أن ثبات الموقف الأمريكي واضح في الرسالة التي وجهت للمرشد الأعلى علي خامنئي مطالبة باتفاق نووي جديد يعكس عملية التفكيك المرحلي له وعدم دعم المليشيات والفصائل المسلحة التابعة للحرس الثوري الإيراني. ستكون الجولة الثانية أكثر وضوحًا فيما يتعلق بعقد جولة ثالثة وهو ما تسعى إليه إيران والتمسك بثوابتها في الحفاظ على نظامها وبقائها سلطتها السياسية وادامة تأثيرها الإقليمي، وهذا سوف لا يتم إلا بتقديم تنازلات تتعلق ببرنامجها النووي وايجاد مساحة للتعامل مع أسلحة المواجهة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومشروعها السياسي الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، وهذا ما سنلاحظه عبر الايام القادمة وما ستؤول إليه مفاوضات الجولة الثانية والموقف الأمريكي من الطروحات الإيرانية. وحدة الدراسات الإيرانية مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة


مركز الروابط
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- مركز الروابط
صراع القوى.. ومستقبل المشروع الإيراني
اياد العناز لا يزال النظام الإيراني متمسكًا بعقيدة الدفاع البعيد عن حدوده الجغرافية، ونقل آثار أزماته الداخلية إلى عواصم وبلدان تتمتع فيها أدواته وشركاؤه بتأثير ميداني ملحوظ، في محاولة منه لتخفيف الضغط الشعبي والرفض الجماهيري لطبيعة إدارته للأزمات التي يمر بها المجتمع الإيراني، ورغم الهزيمة الكبرى والانكسار النفسي الذي تعرض له المشروع السياسي الإيراني الإقليمي، إلا أن قيادات فيلق القدس والحرس الثوري متمسكة بأهدافها وغاياتها في التوسع والتمدد والتعامل مع الأحداث التي طرأت على حزب الله في الجنوب اللبناني، وما وصل إليه المشهد السياسي السوري من إسقاط نظام الأسد وفراره إلى روسيا، بفائض من الثقة عبر الحديث الذي يتداوله المرشد الأعلى علي خامنئي عن قوة وإمكانية محور المقاومة، دون أن يشير إلى الأخطار والصعاب التي مرت عليه وأفقدته القدرة على مواجهة التحديات والمواجهات في الميدان الذي تواجد فيه، والذي مثلته الساحتان اللبنانية والسورية، والتي ما لبث أن أعلن أنه لا يمتلك أي وكلاء وشركاء له في المنطقة أو قوات رديفة له. أن إيران بدأت تخشى مغادرة تأثيرها الإقليمي وانعزالها دوليًا، وعدم عودتها مرة أخرى إلى الميدان السوري ومشاركتها في أي تغيير أو تحرك سياسي دبلوماسي تجاه الوضع القائم في دمشق، فهي حريصة على العودة حيث مصالحها الاستراتيجية واستثماراتها الاقتصادية، ولكنها ترى أن ما أعلنته الإدارة الأمريكية الجديدة، وبعد تولي الرئيس دونالد ترامب، باعتماد سياسة الضغط الأقصى تجاه حركتها ومشروعها وقدرتها على الاستمرار في برنامجها النووي، وقطع الطريق أمامها وإيقاف أي توجه يهدد أمن وسلامة الشرق الأوسط والوطن العربي، مما يعني إبعادها عن دائرة التأثير الإقليمي وإبقائها ضمن مساحة معينة تحت المراقبة في علاقتها مع دول العالم، ومنعها من أي محاولة لإثارة الشغب والفوضى في بعض العواصم العربية. وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية تصميمها التام على تنفيذ سياستها تجاه إيران، وهي تنتظر تغييرًا جوهريًا وموقفًا صريحًا من قبل القيادة الإيرانية في تقديم التنازلات والتعاون في مجال الحد من تخصيب اليورانيوم، وخزن أجهزة الطرد المركزي التي تساهم في إنتاج القنبلة الذرية، وعليها أن تقبل بأي مفاوضات وإملاءات تحد من طبيعة مشروعها السياسي، وإلا فإن الأخطار التي ستواجهها كبيرة في استهداف المنشآت العسكرية والاقتصادية والمواقع الرئيسية للبنية التحتية للنظام. وكان للمعلومات التي أُعلنت عن مركز (شاهرود للفضاء)، والذي يعتقد أنه يعمل بإشراف الحرس الثوري لتطوير وإنتاج الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، عن إنتاج إيران لصاروخ (قائم-100) الذي يمكن استخدامه لإطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء، وبإمكانه العمل كصاروخ باليستي يصل مداه إلى 1400 ميل، ويعمل خبراء في الوكالة الوطنية الإيرانية النووية على تطوير رأس نووي لصاروخ قائم-100 يعمل بالوقود ويصل مداه إلى 3000 كم مع منصة إطلاق متنقلة، وهناك ميناء (الإمام الخميني الفضائي) في مدينة سمنان شمال إيران، والذي أطلقت منه إيران أثقل صاروخ فضائي بوزن 660 رطلًا، ساهمت هذه المعلومات في تعزيز سياسة الضغط الأقصى تجاه إيران من قبل الإدارة الأمريكية. وأمام هذه المعطيات الميدانية، أطلق محمد جواد ظريف، مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، مبادرة (المودة لدول غرب آسيا)، والتي جاءت بعد سقوط نظام بشار الأسد، والتي يدعو فيها جميع الدول الإسلامية في منطقة الخليج العربي والأردن ومصر والعراق واليمن وتركيا وإيران للمشاركة في مفاوضات شاملة وبمشاركة منظمة الأمم المتحدة، مؤكدًا فيها على بناء شراكات تعزز التعايش السلمي والتكامل الاقتصادي والتجاري والبحري، وتسوية الخلافات الإقليمية، وتنطلق من القواعد الرئيسية التي بناها الرئيس مسعود بزشكيان أثناء حملته الانتخابية في الترشيح للرئاسة الإيرانية، وترى إيران في هذه المبادرة تعويضًا لها عن فقدانها حليفًا استراتيجيًا مهمًا في المنطقة، بخروج الأسد وسقوط نظامه، والتدهور والانكسار الذي أصاب القيادات الفاعلة في حزب الله اللبناني درّة المشروع السياسي الإيراني. وسيبقى الملف الإيراني من أهم الملفات التي تعتمد في أي مباحثات أمريكية-إسرائيلية، لطبيعة العلاقة المميزة بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكذلك العلاقة التي تربط ترامب بالتحالف العربي، مما يتيح الفرص السياسية للتركيز على أهم الملفات التي تهدد أمن وسلامة المنطقة. وسبق للخارجية الأمريكية أن أعلنت في تقريرها السنوي لعام 2024 بأن (إيران الدولة الرائدة عالميًا برعاية الإرهاب، حيث تواصل دعم مجموعات مسلحة في مختلف بلدان العالم)، وأن القوات الأمريكية في العراق وسوريا قد تعرضت لهجمات متكررة بطائرات مسيرة من قبل أذرع إيران بهدف إجبارها على الانسحاب. لم يعد لطهران إلا أن تسعى للحفاظ على نظامها السياسي، والنأي بنفسها عن أي تدخل في شؤون الآخرين، ووقف حركتها وعلاقتها مع أدواتها وشركائها المساهمين في تنفيذ مشروعها الإقليمي، وعليها مغادرة عقيدتها الدفاعية القائمة على الدفاع المتقدم، بخلق أدوات وحلفاء يحققون أهدافها وينفذون توجهاتها، والعمل ضمن دائرة العمق الاستراتيجي الداخلي، وأن عليها التعامل الجدي مع الإصرار الأمريكي الخاص ببرنامجها النووي. وحدة الدراسات الإيرانية مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة


مركز الروابط
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- مركز الروابط
أمريكا وإيران.. التوجه لسياسة العمق الداخلي الاستراتيجي
2025-02-18 Editor اياد العناز كان لخطاب وتوجه الإدارة الأميركية الجديدة بعد دخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض لولاية ثانية انعكاسات عديدة على طبيعة الأحداث والأزمات السياسية في الشرق الأوسط والوطن العربي، وكان من أبرزها ما تعلق بكيفية إنهاء القتال في الأراضي الفلسطينية وتوقيع اتفاق تبادل الأسرى ضمن مراحله الثلاث بين حركة حماس وإسرائيل والبحث عن مخرجات سياسية للأوضاع الميدانية في قطاع غزة. جاءت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ولقائه مع الرئيس ترامب في الرابع من شباط 2025 تأكيدًا للدعم الشامل لسياسة الحكومة الإسرائيلية وإطلاق شحنة الأسلحة التي توقفت في عهد الرئيس جو بايدن ووصولها إلى ميناء أسدود يوم 16 شباط 2025 بحمولة من ذخائر ثقيلة طراز (MK-84) وتم نقلها إلى قواعد سلاح الجو، مع 76 ألف طن من المعدات العسكرية في 678 رحلة جوية و129 عملية شحن بحري. وهي أكبر عملية شحن جوي وبحري في تاريخ إسرائيل، وتشكل رصيداً مهما لسلاح الجو والجيش الإسرائيلي ودليلاً إضافياً على العلاقة القوية بين إسرائيل والولايات المتحدة. وكان معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي قد أوصى بإعطاء أولوية شاملة لحوار استراتيجي مع إدارة الرئيس ترامب بهدف تعزيز العلاقة معه والتوافق على الرؤى المشتركة حول مستقبل الشرق الأوسط بإضعاف إيران وتعزيز سياسة السلام مع الأقطار العربية وخاصة المملكة العربية السعودية، ولكنه تفاجأ بنتائج اللقاء الذي تم بين ترامب ونتنياهو، والذي قال عنه الاخير (إن إسرائيل تعيش أفضل أيامها بوجود إدارة ترامب). ثم كان الإجراء الذي اعتمدته الإدارة الأمريكية بإقرار سياسة (الضغط الأقصى) ضد إيران وتفعيل مركز للعقوبات الاقتصادية بشمولية أكثر ومحاسبة جميع الجهات التي تتعامل معها أو تساعد في استقبال شحنات النفط والغاز التي تصدرها خلافًا للعقوبات عليها، ومنحت إيران فرصة سياسية في قبول الشروط الأمريكية بإيقاف نشاطات برنامجها النووي والحد من مشروعها السياسي الإقليمي في التمدد والنفوذ والتدخل بالشؤون الداخلية لعواصم الأقطار العربية، وفي حالة عدم الرضوخ للإملاءات الأمريكية فإن إيران من الممكن أن تتعرض إلى هجمات عسكرية وفعاليات جوية تطال منشآتها النووية وقواعدها العسكرية ومصادر الطاقة فيها. وجاء الرد الإيراني على لسان رئيس منظمة حماية الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني اللواء مجيد خادمي من أن أي تهديد للمصالح الوطنية سيواجه برد فعل مماثل على المستوى العالمي، مقللاً من فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة ووصفها بأنها خط أحمر، وقال (إذا حاولت الولايات المتحدة تنفيذ أي أعمال شريرة، فسنرد بصورة قاطعة وحازمة). وحاولت السياسة الإيرانية توظيف الأحداث التي عاشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية لتحقيق مكاسب ومنافع تعزز من مكانة إيران إقليميًا لتكون ورقة ضغط لديها في أي مفاوضات تتعلق ببرنامجها النووي أو تأثيراتها الميدانية على مجمل الأوضاع التي تمر بها المنطقة، ولكنها جوبهت بضرب درة تاج مشروعها السياسي في الجنوب اللبناني وسقوط وهروب حليفها الاستراتيجي بشار الأسد من سوريا وتدمير أنظمة الدفاع الجوي وقواعد الصواريخ الباليستية ومعامل إنتاج الصواريخ في الضربة الإسرائيلية التي تلقتها في منتصف شهر تشرين الأول 2024. من هنا تعالت الأصوات السياسية في الهيكلية التنظيمية للنظام مطالبة بحق التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية والتوصل معها إلى اتفاق جديد يتم بموجبه تخفيف الضغوط ورفع الحصار عنها، والتوصل إلى تفاهم مع الرئيس ترامب يؤدي إلى تعزيز التحرك السياسي الإيراني دوليًا وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها أبناء الشعب الإيراني. وهذه كانت أهم المنعطفات التي أدلى بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في أولى جولاته الانتخابية وتأكيده على اتباع الطرق الصحيحة والمناهج السليمة التي تؤدي بإيران للخروج من أزماتها الاقتصادية وإعادة تركيبتها السياسية ودورها الإقليمي ضمن معادلات العلاقات السياسية بين بلدان العالم، وأن تكون بداية الخطوات الانفتاح على الولايات المتحدة الأمريكية وإجراء مفاوضات مباشرة مع إدارتها الجديدة، وساعده وأيده في نظريته السياسية مساعده للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، وهذا ما ساهم في تصاعد حدة الخلافات والصراعات السياسية بين الرئيس بزشكيان وطاقمه الاستشاري الحكومي وبين القوى الإيرانية الممانعة لأي حوار مع الاميركيين وهو الخط المتشدد من المحافظين وبعض القيادات العسكرية في فيلق القدس والحرس الثوري المتضررين من وصول الرئيس مسعود بزشكيان وخطابه الإصلاحي، وهو خلاف تحركه دوافع سياسية ذات أهداف ومكاسب استراتيجية تتعلق بمنطوق السيطرة على الحكم ومعارضة أي خطاب معتدل إصلاحي التوجه حتى وإن كان الغاية منه الحفاظ على بقاء النظام وحماية الأمن القومي الإيراني. وأمام حالة التصعيد ولإعطاء حالة من الردع الخارجي والاطمئنان الداخلي وفي محاولة تعطيل خطوات الانفتاح على إدارة الرئيس ترامب، قال قائد القوة البحرية للحرس الثوري إنه (سيغلق مضيق هرمز رداً على تهديدات ترامب وإجراءاته العدائية بشأن منع صادرات النفط والعقوبات الشديدة على إيران، لكننا لا نفعل ذلك في الوقت الحالي ما دام أننا نستخدم هذا المضيق بأنفسنا)، لأنه يدرك أن عمليه غلق مضيق هرمز سيؤدي إلى زيادة حالة الرفض العالمي والإقليمي لإيران وإجراءاتها كون 40٪ من التجارة الدولية والانتاج العالمي للنفط يمر عبر هذا الممر المائي المهم، وأن أي تمدد بهذا الإجراء سيؤدي إلى الإساءة للعلاقات ما بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي والإضرار بمصالح الصين الدولة الحليفة لإيران والتي من الممكن أن يتسبب الحال في خلق مشاكل عديدة في استمرار وصول النفط الإيراني إليها. ويحاول الرئيس بزشكيان مد جسور العلاقة الإيجابية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد تقريرها الأخير حول إنتاج إيران نحو سبعة كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ وتركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تقدماً وتغذي بعضها باليورانيوم المخصب إلى مستويات أعلى، مما يؤدي إلى تنفيذ توجهاتها بصنع قنبلة ذرية وعدم اعتماد برنامجها النوري لاستخدامات مدنية خاصة. جميع الانظار تتجه إلى النتائج التي قد تحصل لإيران إذا ما رفضت أو اتبعت سياسة التعنت في قبول الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية أو إيجاد المعوقات التي تقف حائلًا في إجراء أي جولة من النقاش بين الدولتين، وأولى المخاطر التي ستكون تجاه إيران هي إحياء (آلية سناب باك) أو ما يعرف بالضغط على الزناد واتباع حدة العقوبات التي تلائم مقررات مجلس الأمن الدولي عام 2015 وهو ما تخشاه إيران، مع اعتماد صيغة التفاعل الدبلوماسي الأوروبي والإقليمي للإجراءات الأمريكية والتعاون في تطبيقها. يدرك الرئيس بزشكيان خطورة التطورات السياسية وطبيعة الثوابت الأمريكية في تنفيذ سياسة الضغط الأقصى، لهذا سعى إلى اعتماد مبدأ مفهوم العمق الإستراتيجي وتحديد آفاقه ومدياته في الداخل الإيراني واستعاض عن سياسة إيران التي كانت تضع العمق الإستراتيجي أداة لتنفيذ مشروعها السياسي الإقليمي خارج حدودها الجغرافية، ويرى أن العمق الداخلي هو الأهم لبقاء وديمومة النظام باعتماد خطط وبرامج تنموية واقتصادية لحل الأزمات الاجتماعية التي تعصف بالمجتمع الإيراني، وأن يكون الحل السياسي بالحوار مع واشنطن هو الطريق الأول لتنفيذ سياسة العمق الداخلي، ورفع شعار الوفاق الوطني الذي دعا فيه جميع القوى الإيرانية بالعمل على وحدة الصف وإنقاذ إيران وحماية البلاد وتعزيز علاقة النظام مع المواطنين، وسعى إلى مداولة سياسية مع المرشد الأعلى علي خامنئي لتوضيح مخاطر عدم الاهتمام بالعلاقة مع الجانب الأمريكي وضرورة البدء بسياسة واقع الحال التي تقتضيها الأوضاع السياسية التي تمر بها إيران ومحاولة تجنيبها أي مخاطر داخلية وخارجية. ويبقى الأمر منظورًا حول كيفية التعامل الروسي مع التقارب الأمريكي الإيراني ومدى تأثيراته على المصالح العليا الروسية في علاقتها مع إيران وتواجدها في منطقة الشرق الأوسط. وحدة الدراسات الإيرانية مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة