logo
جولة المفاوضات القادمة.. أهداف أمريكية وغايات إيران

جولة المفاوضات القادمة.. أهداف أمريكية وغايات إيران

مركز الروابط١٧-٠٤-٢٠٢٥

2025-04-16
Editor
اياد العناز
تتجه الانظار جميعها إلى ما ستسفر عنه نتائج ومباحثات المفاوضات الأمريكية الإيرانية التي من المؤمل أن تجري يوم السبت 19نيسان 2025 في العاصمة الإيطالية ( روما) بوجود الوسيط العربي العُماني، وأهميتها أنها تأتي بعد أسبوع من التصريحات والمناكفات السياسية بين الإدارة الأميركية والقيادة الإيرانية التي لا زالت متمسكة بالأهداف والغايات التي تسعى إليها الدولتين. النظرة التفاؤلية كانت في طيات الأحاديث التي أدلى بها المسؤولين من كلا الطرفين، ولكن إيران توقفت عند هذه النقطة الحساسة، فهي أعطت فسحة من التشاؤم وعدم الاطمئنان السياسي لموقف الولايات المتحدة الأمريكية ولكنها متمسكة بقدرتها الداعية في تحقيق غايتها من المفاوضات، وهذا ما تحدث به المرشد الأعلى علي خامنئي واعتبر رغم حالة التشاؤم أن الوفد الإيراني المفاوض قد عمل على تنفيذ الخطوات الأولى من المباحثات بطريقة جيدة، وهو خطاب موجه للداخل الإيراني لاقناعه بقدرة النظام على تسير المفاوضات بشكل يحافظ على إيران ويمنح نظامها قدرًا من الإستمرار. رغم أن القيادة الإيرانية تعلم حقيقة ما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية واجتماعية وأن الأوضاع المالية تشهد حالة من الانهيار وتضخم مالي كبير يبلغ 37٪ مع عدم إمكانية توفير المواد الأساسية للمواطنين من المياه والكهرباء والوقود وانخفاض واسع في العملة المحلية وعدم تمكن الاقتصاد الإيراني من الوصول إلى الأسواق العالمية بسبب التفعيل المباشر لسياسة ( الضغط الأقصى) الذي فرضته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تنعقد الجولة الثانية والجانب الأمريكي يعمل على تعزيز القدرات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط بارساله قطعاً بحرية ومقاتلات حربية من نوع ( بي 52) و( بي 2) في تصعيد واضح لزيادة الضغوط السياسية على المفاوض الإيراني الذي يعلم حقيقة التوجه الأمريكي في ضرورة الالتزام بالحوار الدبلوماسي والخطوات السياسية التي تتلائم والشروط الأمريكية بتفكيك البرنامج النووي الإيراني ومناقشة الأبعاد الميدانية للمشروع السياسي الإيراني. ويمكن الاستدلال على هذا الاستنتاج السياسي بعقد الرئيس ترامب اجتماعًا موسعًا لغرفة العمليات بالبيت الأبيض ودراسة الآفاق المرحلة وكيفية التعامل مع إيران في الجولة الثانية بما يخص برنامجها النووي، والذي عبر عن المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي ( ستيفن ويتكوف) في مقابلة إعلامية مع قناة ( فوكس نيوز) بقوله أن اساس التفاوض يتعلق بالتحقق من برنامج التخصيب، ثم التحقق في نهاية المطاف من التسلح ويشمل الصواريخ نوعيتها وكمية خزنها. واضح أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت أسس وخطوات متوالية ومتعددة الاتجاهات لرسم ملامح اتفاق جديد للبرنامج النووي الإيراني ومواجهة مشروعه التوسعي في المنطقة. إيران، تتابع بدقة ما يصدر عن الإدارة الأميركية وتستبق جولة المفاوضات القادمة بتصريحات إعلامية ورسائل موجهة، تصر فيها على إبقاء مخزونها من اليورانيوم المخصب لديها وعدم نقله إلى أي جهة أو دولة أخرى وأن يكون تحت إشراف مباشر ودقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واعتبرت مناقشة هذه النقطة بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم ( ليس موضع تفاوض مع الولايات المتحده)، واعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن التناقض واضح في معاملة واشنطن لبلاده وان سياسة الضغط وفرض الإملاءات لن تؤدي إلى أي نتيجة. تحاول القيادة الإيرانية مواجهة الشروط الإيرانية وتعزيز دورها في الجولة الثانية عبر قيامها بالاتصال بحلفائها وشركائها الدوليين في موسكو وبكين لشرح موقفها وما ستؤول إليه المفاوضات القادمة مع الإدارة الأميركية، ولهذا جاء الاعلان عن زيارة عراقجي لروسيا في ظل التطورات الميدانية ومناقشة عدة مسائل مهمة تتعلق بالمحادثات الأمريكية الإيرانية التي جرت في العاصمة العُمانية ( مسقط) وإمكانية الحصول على تأييد دولي لخطواتها مع الولايات المتحدة الأمريكية. تدرك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهجمات الإسرائيلية والأمريكية والتي حدثت في السنه الماضية تجاه العمق الإيراني، قد تسببت في تراجع قدرات الدفاع الجوي ومنظومة الصواريخ، وهو الأمر الذي يشكل حالة من الاخفاق الميداني الذي يعد أمرًا مهمًا تعلمه إيران ولا تجد لها طريقًا تبتعد فيه عن أي ضربات عسكرية محتملة إلا قبول المفاوضات والحفاظ على نظامها السياسي من السقوط والانهيار،واعتماد المرونة السياسة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تعصف بالمجتمع الإيراني وسوء الحالة المعيشية التي تمر بها الشعوب الإيرانية، ومهما حاولوا تدارك الأوضاع باستخدام سياسة إطالة الوقت، إلا أن ثبات الموقف الأمريكي واضح في الرسالة التي وجهت للمرشد الأعلى علي خامنئي مطالبة باتفاق نووي جديد يعكس عملية التفكيك المرحلي له وعدم دعم المليشيات والفصائل المسلحة التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ستكون الجولة الثانية أكثر وضوحًا فيما يتعلق بعقد جولة ثالثة وهو ما تسعى إليه إيران والتمسك بثوابتها في الحفاظ على نظامها وبقائها سلطتها السياسية وادامة تأثيرها الإقليمي، وهذا سوف لا يتم إلا بتقديم تنازلات تتعلق ببرنامجها النووي وايجاد مساحة للتعامل مع أسلحة المواجهة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومشروعها السياسي الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، وهذا ما سنلاحظه عبر الايام القادمة وما ستؤول إليه مفاوضات الجولة الثانية والموقف الأمريكي من الطروحات الإيرانية.
وحدة الدراسات الإيرانية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إدارة ترمب تفصل 100 مسؤول في مجلس الأمن القومي
إدارة ترمب تفصل 100 مسؤول في مجلس الأمن القومي

الوئام

timeمنذ 3 ساعات

  • الوئام

إدارة ترمب تفصل 100 مسؤول في مجلس الأمن القومي

قررت الإدارة الأميركية، يوم الجمعة، إعطاء أكثر من 100 مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إجازة إدارية في إطار إعادة هيكلة تحت قيادة مستشار الأمن القومي المؤقت ووزير الخارجية ماركو روبيو، وفق شبكة سي إن إن. ووفق الشبكة الأميركية، فقد أُرسلت رسالة إلكترونية من رئيس موظفي مجلس الأمن القومي، برايان ماكورماك، حوالي الساعة 4:20 مساءً، تُبلغ فيها الموظفين الذين سيتم فصلهم بأن لديهم 30 دقيقة لإخلاء مكاتبهم، وإذا لم يكونوا متواجدين في مقار عملهم، كما ورد في البريد الإلكتروني، يُمكنهم إرسال عنوان بريد إلكتروني وترتيب موعد لاستلام أغراضهم وتسليم أجهزتهم لاحقًا. وجاء في الرسالة: 'ستعودوا إلى وكالتكم الأساسية'، مما يُشير إلى أن معظم المتأثرين كانوا مُكلفين من قِبل مجلس الأمن القومي من إدارات ووكالات أخرى. مع تزامن ذلك مع نهاية يوم الجمعة قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة، وصفه المسؤول بأنه 'غير مهني ومتهور للغاية'، على ما نقلت سي ان ان.

تعدد نقاط الخلاف يعوق تقدم المحادثات حول النووي الإيراني
تعدد نقاط الخلاف يعوق تقدم المحادثات حول النووي الإيراني

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

تعدد نقاط الخلاف يعوق تقدم المحادثات حول النووي الإيراني

عقدت إيران والولايات المتحدة أمس الجمعة في روما جولة خامسة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وغادر وفدا البلدين من دون إحراز تقدم ملحوظ، لكنهما أبديا استعدادهما لإجراء محادثات جديدة. في ما يلي عرض من وكالة الصحافة الفرنسية لنقاط الخلاف المستمرة حول الملف النووي الإيراني على رغم وساطة سلطنة عمان. مشكلة التخصيب يشكل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيس، إذ تشتبه الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدو اللدود لإيران والتي يرى الخبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، في نية طهران امتلاك سلاح نووي، لكن طهران تنفي أية طموحات نووية عسكرية. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخصب اليورانيوم راهناً بنسبة 60 في المئة، متجاوزة إلى حد بعيد سقف الـ3.67 في المئة الذي نص عليه اتفاق عام 2015 النووي مع القوى الغربية الكبرى الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018. ورداً على الخطوة الأميركية، أعلنت ايران أنها غير ملزمة بعد ذلك مضمون الاتفاق. ويعتبر الخبراء أنه ابتداءً من نسبة 20 في المئة، قد تكون لليورانيوم المخصب استخدامات عسكرية، علماً أن التخصيب ينبغي أن يكون بنسبة 90 في المئة للتمكن من صنع قنبلة. وصرح الموفد الأميركي إلى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف الذي يترأس وفد بلاده في المحادثات مع طهران الأحد الماضي، بأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لإيران بأن تملك ولو واحداً في المئة من القدرة على التخصيب، وتؤكد إيران أن قضية التخصيب "خط أحمر" بالنسبة إليها. صراع الخطوط الحمراء وقال الباحث في مركز السياسة الدولية في واشنطن سينا توسي إن محادثات أمس أبرزت "صراع الخطوط الحمراء التي يبدو أنه لا يمكن تحقيق تقارب في شأنها". وتصر طهران على حصر المفاوضات بالمسألة النووية ورفع العقوبات عنها، جاعلة من ذلك مبدأ غير قابل للتفاوض. وعام 2018 اعتُبر الانسحاب الأميركي من الاتفاق الدولي حول الملف النووي مدفوعاً بصورة جزئية بعدم وجود إجراءات ضد برنامج إيران الباليستي الذي ينظر إليه على أنه تهديد لإسرائيل، حليفة واشنطن. وفي الـ27 من أبريل (نيسان) الماضي، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة إلى بلوغ اتفاق يحرم في الوقت نفسه إيران من أية قدرة على تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ. واستبق محللون الأمر بالقول إن هذا الموضوع مطروح على جدول أعمال المحادثات، وكذلك دعم إيران لما يسمى "محور المقاومة" الذي يضم تنظيمات مسلحة معادية لإسرائيل أبرزها "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" الفلسطينية في غزة والمتمردون الحوثيون في اليمن. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مواقف متناقضة ولا تخفي إيران استياءها من مطالب "غير عقلانية" من جانب الولايات المتحدة، فضلاً عن شكواها من مواقف متناقضة لدى المسؤولين الأميركيين. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الشهر الماضي، "إذا واصلنا (سماع) مواقف متناقضة، فذلك سيطرح مشكلات" بالنسبة إلى المفاوضات. وتندد إيران بموقف واشنطن "العدائي" بعدما فرضت عقوبات جديدة عليها قبل عدد من جولات التفاوض. وفي هذا السياق، استهدفت الخارجية الأميركية الأربعاء الماضي قطاع البناء بحجة أن بعض المواد تستخدمها إيران في برامجها النووية والعسكرية والباليستية. ورأت الخارجية الإيرانية أن "هذه العقوبات تثير تساؤلات حول مدى جدية الأميركيين على الصعيد الدبلوماسي". ومع نهاية أبريل الماضي وقبل الجولة الثالثة من المفاوضات، فرضت واشنطن أيضاً عقوبات على قطاعي النفط والغاز في إيران. التهديد بقصف المنشآت وفي موازاة دعوته القادة الإيرانيين بإلحاح إلى التوصل لاتفاق، يتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف إيران إذا فشل المسار الدبلوماسي. وحذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري أمس من أن "أي توغل للولايات المتحدة في المنطقة سيؤول (بها) إلى مصير مماثل لما واجهته في فيتنام وأفغانستان". ونقلت شبكة "سي أن أن" الثلاثاء الماضي عن عدد من المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية، وحذرت طهران من أنها ستحمّل واشنطن مسؤولية أي هجوم اسرائيلي. وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن ستيف ويتكوف أجرى مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين أمس سبقت الجولة التفاوضية الخامسة. وكتبت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة المتشددة اليوم السبت أن "التنسيق بين ترمب ونتنياهو يفضي إلى مأزق في المفاوضات".

الجولة الخامسة.. إلى أين تتجه بوصلة المفاوضات؟
الجولة الخامسة.. إلى أين تتجه بوصلة المفاوضات؟

مركز الروابط

timeمنذ 7 ساعات

  • مركز الروابط

الجولة الخامسة.. إلى أين تتجه بوصلة المفاوضات؟

2025-05-23 Editor انطلقت أعمال الجولة الخامسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية في العاصمة الإيطالية (روما) يوم الثالث والعشرين من آيار 2025 وسط العديد من التكهنات التقديرات السياسية على مديات نجاحها واستمرارها وطبيعة المواضيع الرئيسية التي سيناقشها المبعوث الأمريكي ( ستيف ويتكوف) مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وبحضور اللجان الفنية التي أُتفق على حضورها منذ الجولة الثالثة لدعم الاراء والأفكار المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. تنعقد الجولة الخامسة في مخاضات رسمتها المواقف السياسية والإجراءات الأمريكية الإيرانية، ومنها ما أعلنته الأمريكية بتاريخ الثاني والعشرين من آيار 2025 بفرض عقوبات اقتصادية على قطاع البناء والتشييد في إيران مع أخرى تتعلق ب( 10) مواد صناعية ذات طبيعة عسكرية، وهو الإجراء الذي عبرت عنه وزارة الخارجية الإيرانية عبر ممثلها إسماعيل بقائي بالقول ( إن العقوبات الأميركية الجديدة على طهران تلقي بمزيد من الشكوك على استعداد واشنطن للانخراط في الدبلوماسية). ثم جاء المتغير السياسي والموقف الأمريكي الذي طالب إيران بالتخصيب الصفري ويعني التفكيك الكامل للبرنامح النووي الإيراني، وهو في رأي غالبية الإدارة الأمريكية يشكل منعطفًا ايجابيًا في تحقيق اتفاق جديد ودائم مع إيران وتثبت خلالها مصداقيتها في العمل وتوصل لنجاح المفاوضات،ولكن الجانب الإيراني يرى أن موافقته لعقد جلسة الحوار الخامسة إنما انبثقت من سعيه إلى تحقيق المصالح العليا لإيران وتثبيت احقيتها في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات الاقتصادية وأنها عازمة على الثبات والدفاع عن موقفها. جاء الموقف الإيراني قبل يوم من بدء الجولة الخامسة والذي أوضحه بشكل واضح ودقيق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تدوينته على موقع (X) وأُعتبر رسالة موجهة للمفاوض الأمريكي بقوله (عدم وجود أسلحة نووية يعني وجود اتفاق وعدم التخصيب يعني لا اتفاق، وحان الوقت لاتخاذ القرار)،وان إيران على استعداد لمزيد من عمليات التفتيش لمنشأتها النووية، وهو بذلك يمنح مسارًا جديدًا أكثر مقبولية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ويعطي فسحة من التفاؤل في التغلب على عديد من العوائق والمشاكل المطروحة في المفاوضات المشتركة بين واشنطن وطهران. إيران ترى أن التخصيب حق لها ومسألة تتعلق بمواقفها ودفاعها عن وجودها وأنها تتمسك برأيها حول امتلاكها لبرنامج نووي مدني سلمي، هذا ما لا يتوافق والرؤية الأمريكية الذي يسعى إلى تحديد النسب المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وعدم التوسع فيها مع ضرورة العودة إلى النسب التي بررها اتفاق 2015 والذي سمح لإيران بنسبة تخصيب لا تتعدى 3،67، وهذا ما يصر على مناقشته المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومعه مدير تخطيط السياسات في الخارجية الأميركية مايكل أنطون،مقابل تخفيف العقوبات. لا زالت العقبة الرئيسية التي يراها الطرفان ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم وهي ما يمكن التغلب عليها إذا ما نظرت إيران إلى أهدافها وغاياتها من قبولها لعقد المفاوضات بعد ممانعة امتدت لسنوات عديدة، رأت في مصلحتها وبقاء نظامها ومعالجة أزماتها الاقتصادية والاجتماعية، وأنها عليها الموافقة والبدأ لمناقشة الشروط الأمريكية التي وردت في رسالة الرئيس ترامب للقيادة الإيرانية. أن المواقف الإيرانية لا زالت تخاطب المواطن الإيراني وترغب في اقناعه بثبات رأيها ودورها المؤثر في مراحل المفاوضات التي تريد أن تؤكد له أنها في حالة دفاع عن منجزاته العلمية ومكتسباته الوطنية، في حين أنها تسعى لتثبيت وضعها السياسي ونظامها الحاكم ودورها الإقليمي، وبغية تعزيز الدور الإيراني أمام الشعوب الإيرانية يأتي تصريح المرشد الأعلى علي خامنئي بتاريخ العشرين من آيار 2025 حول الشروط الأمريكية وما يتم مناقشته في جولات الحوار بقوله ( أن الشروط زائدة عن الحد ومهينة) وأنه يرى انها سوف لا تفضي الى اتفاق دائم، ويأتي الرأي السياسي من المرشد الإيراني بعد التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من أن إدارة الرئيس ترامب تعمل على التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني دون تخصيب اليورانيوم معتبراً أن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق لن يكون سهلاً. تبقى موضوعة التعامل مع نسب التخصيب التي وصلتها إيران وكيفية التصرف بها من المواضيع العامة التي ستحدد مسار الجولة الخامسة وإضاف إلى موقف إيران وممانعتها في مناقشة برنامج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، في موازاة لحملة من التهديدات تطلقها بعض القيادات العسكرية والأمنية في الحرس الثوري الإيراني في التمسك بعملية تخصيب اليورانيوم والدفاع عنها والالتزام بعدم تقديم أي تنازلات بخصوصها وإلا فإن الموقف السياسي سيتغير بإعلان الانسحاب من المفاوضات وهي مواقف لا تمثل الحقيقة الميدانية والأهداف التي ترغب إيران في التمسك بجولات الحوار وصولًا لرفع العقوبات الاقتصادية والتوصل لاتفاق نووي جديد. تبقى المواقف الأمريكية الإيرانية رهينة بالمتغيرات السياسية والوقائع الميدانية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي وما ستؤول إليه النتائج الإيجابية التي تعالج فيها الأزمات المحيطة بالمنطقة وكيفية التعامل مع أي مستجدات قد تحصل وتساهم في التأثير على المصالح الدولية والإقليمية. وحدة الدراسات الإيرانية مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store