
"تحدي الباراسيتامول" يثير ذعرا في الجزائر.. ووزارة التربية والصيادلة يحذرون
حذّرت الجمعية الوطنية للصيادلة في الجزائر، يوم أمس الأحد، من تفشي ظاهرة خطيرة تُعرف باسم "تحدي الباراسيتامول"، بعدما رصدت انتشارها بشكل مقلق عبر منصة "تيك توك" ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، محذّرة من عواقبها الصحية الخطيرة، لا سيما بين صفوف المراهقين.
ويقوم هذا التحدي -الذي انطلق من دول أجنبية وانتشر مؤخرا في الجزائر- على تناول جرعات مفرطة من دواء الباراسيتامول (Paracetamol) الذي يُستخدم عادة كمسكّن للآلام وخافض للحرارة، في استعراضات فردية غير مدروسة من دون أي إشراف طبي، مما يعرّض حياة المشاركين للخطر.
وأكدت الجمعية أن الجرعات الزائدة من الباراسيتامول قد تؤدي إلى:
وأوضحت أن الجرعة السامة من الباراسيتامول قد تختلف حسب وزن الشخص وحالته الصحية، إلا أن التناول العشوائي -خاصة من قبل المراهقين- يشكل خطرا داهما، نظرا لغياب الوعي والإشراف.
تحرك رسمي وحملات توعوية
في سياق متصل، أعلنت وزارة التربية الوطنية الجزائرية عن قلقها العميق إزاء انتشار الظاهرة داخل المدارس، وأصدرت مراسلات رسمية إلى مديري المؤسسات التربوية تدعوهم إلى إطلاق حملات تحسيسية موجهة للتلاميذ وأولياء الأمور.
بدورها، أصدرت منظمة حماية المستهلك بيانا شديد اللهجة، اعتبرت فيه هذه الظاهرة "دخيلة وغريبة عن المجتمع الجزائري"، مؤكدة أن حفظ النفس من مقاصد الشريعة، ومطالبة بتشديد الرقابة على بيع الباراسيتامول، خصوصا لمن هم دون السن القانونية.
وفي تصريح لـ"الجزيرة نت"، شدد المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية المستهلك فادي تميم على ضرورة منع بيع هذا الدواء دون وصفة طبية، وتوعية الصيادلة بخطورة الظاهرة.
إجراءات وقائية للحد من الظاهرة
وقررت السلطات تشديد الرقابة على بيع الأدوية، خاصة الباراسيتامول في الصيدليات، وملاحقة الحسابات التي تروّج للتحدي على منصات التواصل، إلى جانب إطلاق حملات توعية في المدارس والمراكز الشبابية حول الاستخدام الآمن للأدوية.
كما دعت أولياء الأمور إلى مراقبة استخدام أبنائهم لوسائل التواصل الاجتماعي والتحدث معهم بانتظام عن مخاطر مثل هذه التحديات، وتعزيز الوعي الصحي في المدارس، وتكثيف البرامج النفسية والإرشادية للتلاميذ.
وطالبت الجهات المعنية شركات التواصل بإزالة المحتوى المحرض، وعلى رأسه "تيك توك"، الذي انتشرت عليه التحديات السامة بين المراهقين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
بنوك الدم خاوية في غزة والمجاعة تؤثّر على صحة المتبرعين
غزة – كالمعتاد، عند الثامنة صباحا فتح قسم بنك الدم في مجمع ناصر الطبي ب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أبوابه، ولنحو 4 ساعات، رصدت الجزيرة نت هدوءا تاما ومقاعد فارغة، على وقع أصوات الإنذار الصادرة عن سيارات الإسعاف، التي تتوافد على المجمع محملة بجرحى غارات جوية إسرائيلية مكثفة على المنازل وخيام النازحين. طوال هذه الساعات لم يحضر سوى متبرع واحد، اعتاد على التبرع بالدم منذ ما قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع عقب عملية " طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن يوسف التلاوي يقول للجزيرة نت إنه خلال الشهور الستة الماضية امتنع عن التبرع لشعوره بـ"الهزال والدوخة بسبب المجاعة وسوء التغذية". صبيحة أول أمس الأحد، استيقظ التلاوي وفي نيته التبرع وقد تملّكه الحزن لعدم وجود ما يتناوله من طعام قبل التوجه لبنك الدم، ولولا دعاه صديق له لتناول الإفطار برفقته لما تمكّن من ذلك، ويقول "لا أملك غير دمي للتبرع به للمساعدة في إنقاذ جريح قد تكون قطرة منه تعني الحياة بالنسبة له". قبل اندلاع الحرب كان التلاوي (25 عاما) معتادا على التبرع بشكل دوري ومستمر، مرة كل 3 شهور، غير أن العدوان لم يمنحه الفرصة سوى 3 مرات فقط للتبرع بالدم، ويُرجع هذا الشاب، المتزوج حديثا والذي رُزق بطفلته الأولى، السبب "ل استهداف المستشفيات والحصار والمجاعة وسوء التغذية". إعلان تشير مديرة وحدة المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة الدكتورة صوفيا زعرب إلى "ظاهرة ملفتة لعزوف الشباب عن التبرع بالدم"، وتقول للجزيرة نت إنها ازدادت على نحو كبير منذ تشديد الحصار وإغلاق المعابر في 2 مارس/آذار الماضي، وما تبع ذلك من تفشي المجاعة وسوء التغذية. وحسب زعرب، لم يدخل رصيد بنك الدم في مجمع ناصر الطبي خلال الأيام الثلاثة الماضية سوى 10 وحدات دم فقط، في مقابل صرف 250 وحدة في الفترة ذاتها منذ صباح يوم الجمعة الماضي، لمواكبة الأعداد الهائلة من الجرحى. من جانبه، يقول شريف إهليل، وهو شاب رياضي في الثلاثين من عمره، للجزيرة نت "أشعر أنني لست بخير"، وكلما عزم على التبرع بالدم يتردد ويعزف عن ذلك. كان إهليل لاعبا لكرة القدم في أندية محلية، ويؤكد أنه لا يعاني من أية أمراض، غير أنه لا يتناول أي طعام صحي منذ إغلاق المعابر واستئناف الحرب على القطاع في 18 مارس/آذار الماضي، حيث لا تتوفر اللحوم والدواجن والأسماك في الأسواق، والخضراوات شحيحة وأسعارها "فلكية"، ويعتمد في غذائه اليومي على ما تبقى لديه من أغذية معلبة حصل عليها في طرود مساعدات إنسانية سابقة. وتقول الدكتورة زعرب إن "المجاعة فتكت بالجميع، وكثيرون من أمثال إهليل في مرحلة الشباب يعانون من سوء التغذية، ويخشون من التبرع بالدم، وبينهم من يتعالى على جوعه ويأتي للتبرع، ولكنه يشعر بالتعب والدوخة ولا يستطيع إكمال الوحدة، ونضطر لإتلاف الكمية التي سُحبت منه". واقع خطير أحد هؤلاء شاب في العشرينيات من عمره، بجسد تبدو عليه الصحة، حضر قبل بضعة أيام للتبرع بالدم، وبعد دقائق معدودة من جلوسه على المقعد المخصص وهو ينظر إلى أنبوب متصل بكيس طبي يُفترض أن يمتلئ بوحدة الدم، ظهرت عليه فجأة علامات التعب الشديد وبدأ يتصبب عرقا وأُصيب بالغثيان والدوخة. لاحظت عليه الموظفة ذلك، وسألته فورا "هل تناولت أي شيء قبل حضورك للتبرع؟ وعندما أخبرها أن آخر ما دخل جوفه "قطعة صغيرة من الخبز تناولها مع القليل من الزعتر الليلة الماضية"، نزعت الأنبوب من يده، ورفضت تبرعه. ووفقا للدكتورة زعرب، فإن مثل هذه الحالة تتكرر مع متبرعين يؤثرون على أنفسهم ويتعالون على آلامهم للتبرع بالدم، تلبية لنداءات متواترة ومستمرة من المستشفيات، للمساهمة في إنقاذ أرواح جرحى، غير أن تداعيات الجوع تظهر عليهم أثناء عملية نقل الدم، التي تتطلب "طاقة وسعرات حرارية وتعويضا سريعا للسوائل والسكريات المفقودة، وهي أشياء رغم بساطتها مفقودة بسبب الحصار والمجاعة". ودرجت العادة على منح العصائر للمتبرع بالدم، لكنها توضح أن بنوك الدم في غزة تفتقر لهذه العصائر بسبب الحصار ومنع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية، و"في أحيان كثيرة لا نجد حتى كوبا من المياه العذبة ليشربه المتبرع". ووصفت المسؤولة الطبية واقع بنوك الدم بأنه "معقد وخطير ومقلق للغاية"، وتقدّر أن رصيد الدم المتوفر حاليا يكفي لأربعة أيام فقط في أحسن الأحوال، ما لم تشهد الاعتداءات الإسرائيلية تصعيدا على نحو أكبر وأوسع. قيود إسرائيلية تعاني بنوك الدم في غزة من عجز كبير في أرصدة الدم، وفي أجهزة نقل الدم والأكياس ومواد للفحص، وتقول الدكتورة زعرب إن الكثير من المواد والمستلزمات "رصيدها صفر"، حيث يمنع الاحتلال إدخالها ووحدات دم من الخارج لتغذية الأرصدة ومواكبة التطورات وإنقاذ الجرحى والمرضى، وآخرها كمية من متبرعين ب الضفة الغربية منع إدخالها قبل استئنافه الحرب. وتؤكد "جراء ذلك، نعمل في ظروف صعبة واستثنائية لا تتناسب مع الضغط الهائل في أعداد الجرحى يوميا، وبتنا نحتاج لنحو نصف ساعة من أجل تجهيز وحدة دم واحدة بطريقة يدوية، وهي ضعف المدة التي كنا نستغرقها في الوقت الطبيعي". وتضيف مديرة وحدة المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة صوفيا زعرب أن شدة الاعتداءات وما ينجم عنها من جرحى، وما تعانيه بنوك الدم من عجز ونواقص في كل شيء، "يجعل من الالتزام بالمعايير الطبية العالمية أمرا صعبا ومعقدا، ونضطر أحيانا لتجاوزها من حيث قياس نسبة الهيموغلوبين، والوزن، والضغط، والتأكد من سلامة المتبرع وخلوه من الأمراض، وقدرته على التبرع". ونتيجة ضغط الحاجة، تضطر بنوك الدم أحيانا للتعامل مع متبرعين يعانون من سوء التغذية، وهو ما يفسر معاناة الأغلبية في الوقت الحالي من الدوخة والصداع والهزال والغثيان، بعد عملية سحب الدم، وفق زعرب.


الجزيرة
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
كيف وقع الجيل "زد" في فخ الرياضة؟ الجانب المظلم لهوس اللياقة لدى المراهقين
في السنوات القليلة الماضية، أصبح سعي جيل "زد" نحو اللياقة البدنية وإعطاء الأولوية للصحة، "آخذا في الازدياد بشكل ملحوظ"، ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، أشارت الاستطلاعات إلى أن "أبناء هذا الجيل شكلوا 29% من الوافدين الجدد إلى صالة الألعاب الرياضية في الربع الأول من عام 2024". وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو إيجابيا في ظاهره، فإن الاتجاهات الحديثة في مجال العافية عبر الإنترنت تشير إلى أن "هذا الشغف الظاهر باللياقة البدنية يخفي شيئا غير صحي في باطنه"، وفقا لصحيفة "يو إس إيه توداي"، التي تُعزي هوس الصالات الرياضية واللياقة البدنية إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير. فقد حصد مقطع فيديو بعنوان "احصل على عضلات بطن في أسبوعين"، أكثر من 574 مليون مشاهدة، وتجاوز محتوى اللياقة البدنية على موقع "تيك توك"، أكثر من 31 مليون منشور، في فترة جائحة "كوفيد-19" فقط. وفي أواخر العام الماضي، أصدرت مجلة "مينز هيلث" فيلما وثائقيا بعنوان "جيل مرن"، كشف عن الجانب المظلم لهوس العديد من المراهقين باكتساب العضلات وفقدان دهون الجسم، بدءا من "المعلومات المضللة المنتشرة على الإنترنت، وإساءة استخدام المكملات الغذائية، وعادات التمرين الخطيرة"، وكيف يخاطر الشباب بصحتهم البدنية والعقلية، "لتحقيق معايير جسم يصعب تحقيقها". مصدر ثقافة الصالات الرياضية "السامة" سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على نتائج دراسة نُشرت عام 2022، وكشفت أنه "في غضون 30 دقيقة، قد يتأثر طفل يبلغ من العمر 13 عاما بمحتوى يشجع على ممارسات ضارة تتعلق بالأكل والرياضة". وأوضحت أن الباحثين وجدوا أنه "بمجرد أن يشاهد الشباب محتوى يتعلق بصورة الجسم ويُعجبون به، يُوصيهم الموقع تلقائيا بمقاطع فيديو ذات صلة كل 39 ثانية". فمع الانتشار المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي، يجد الشباب أنفسهم أثناء تصفحهم لمواقع مثل "إنستغرام" أو "تيك توك"، أمام سيل من مقاطع الفيديو التي تُروّج لحميات غذائية مُتطرفة، و"معايير جسمانية غير واقعية، وثقافة سامة مرتبطة بالصالات الرياضية". مما يجعل الشباب في حلقة مفرغة من المقارنة والارتباك، بعد محاولات إقناعهم بأن "جسمك بشكله الحالي ليس كافيا، وأن المعاناة والمبالغة هما السبيل لإثبات كفاية جهدك البدني". مما حوّل الاهتمام باللياقة البدنية من مسار طبيعي للصحة والرفاهية يُشكّله الخبراء، "إلى أرض خصبة للمعلومات المُضلّلة والعادات الخطيرة أو المُهووسة"، ومهد الطريق للترويج للاعتقاد بأن "أسلوب الحياة القائم على التمارين الرياضية والعافية، لم يعد يتعلق بالصحة، بل بمدى رشاقتك أو تفوقك البشري"، كما تقول كيريان وايت على موقع جامعة كوينز بلفاست الأيرلندية. التكلفة النفسية لاضطرابات الأكل والمنشطات مع التركيز على شكل الجسم، تحوّلت الرياضة من الاهتمام باللياقة البدنية واكتساب عادات صحية، إلى التركيز على نظرة الآخرين للجسم ومدى توافقه مع "مقاييس الكمال" التي يُكرسها الإنترنت. وأسهم الترويج لهذه المفاهيم الخاطئة بين المراهقين، في ارتفاع معدلات الانخراط في برامج إنقاص الوزن أو بناء العضلات، "مما أدى إلى زيادة ملحوظة في اضطرابات الأكل". ففي المملكة المتحدة وحدها، زادت معدلات الشباب الذين دخلوا المستشفيات بسبب اضطرابات الأكل بنسبة 35% خلال عام واحد. بالإضافة إلى الهوس العصبي، الذي يجمع بين "إدمان التغذية الصحية، والإفراط في ممارسة الرياضة"، وهي حالة قد تؤدي إلى "سوء التغذية ومضاعفات نفسية"، وفقا لدراسة أجريت في كلية لندن الجامعية عام 2017. وتوضح كيريان وايت، أن "اضطرابات الأكل ليست المشكلة الوحيدة التي تُغذيها ثقافة الصالات الرياضية المُضرة"، فقد أدت الرغبة في مجاراة "الأجسام المثالية المُحسّنة كيميائيا"، التي يراها العديد من الشباب يوميا، "إلى انتشار استخدام المنشطات، دون إدراك للمخاطر الصحية الجسيمة التي تترتب عليها". ورغم احتمال "تلف الكبد وأمراض القلب"، يستمر تعاطي المنشطات في الارتفاع، "لاستمرار المؤثرين في الترويج لمعايير يصعب تحقيقها"، حسب وايت، التي تحذر من أن الآثار النفسية لهذه المشكلة هي "مزيج مُدمر من القلق وانعدام الأمن، ودورة لا تنتهي من كراهية الذات ومعاقبتها". حلقة من النرجسية يصعب كسرها ففي الوقت الذي يُفترض أن تُلهم صور اللياقة البدنية والتمارين الرياضية المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي الآخرين لممارسة الرياضة، قد يكون لها تأثير عكسي بسبب "ما يُولّده السعي وراء الكمال، من حاجة نرجسية دائمة لتقييم صورة الجسد المثالية، لا يمكن إشباعها"، وفقا لبحث نشر عام 2022 أيضا. وقالت أوريليان داودي، الباحثة في علوم الرياضة بجامعة مالمو السويدية، والمشرفة على البحث، "رغم أن التعبير عن الذات بالكامل من خلال صورة الجسم أمر مستحيل في الواقع، تعتمد منصات التواصل الاجتماعي -وخصوصا التي تعتمد على الصور، مثل إنستغرام- على تكريس ثقافة تركز على الجسم الجذاب المُدرّب جيدا"، مما يشجع الشباب على الانغماس في نرجسيتهم وتنميتها، والدخول في "حلقة مفرغة" من تعويض مشاعر عدم الكفاءة المحبطة أمام الصور غير الواقعية، "يصعب كسرها". كيف تتفادى الآثار الضارة؟ تؤكد وايت أن ما سبق لا ينفي أن مجتمع اللياقة البدنية لا يخلو من المبدعين الذين يقدمون محتوى داعما وإيجابيا، "لكن الأصوات التي تروج للرسائل الضارة، غالبا ما تكون هي الأعلى صوتا والأسهل في الوصول، بما تقدمه من محتوى مقنع وجذاب ومتاح للكثيرين بشكل مثير للقلق"، وتوضح أن التغيير يبدأ من: التحلي بالوعي والإيجابية في رحلة تحسين وقبول الذات. التأكد من المحتوى الذي نستهلكه باستمرار. إدراك أن الصحة الحقيقية لن تتحقق بالحرمان والعقاب الشديدين. النظر لاستعادة اللياقة البدنية كفرصة للنمو والرفاهية. في النهاية، "يجب أن تُحسّن اللياقة البدنية حياتك، لا أن تُسيطر عليها" وفقا لخبير اللياقة البدنية ستيف لورن.


الجزيرة
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
علاج أم خدعة؟ السر وراء ربط مستخدمات تيك توك آذانهن بأربطة مطاطية
على منصة تيك توك، تكاد تظهر موضة تجميلية جديدة كل يوم، وسط سيل من الحيل والنصائح الغريبة التي يتداولها صنّاع محتوى العناية بالجمال. وقد برز أخيراً أسلوب يُعد من الأغرب: لفّ الأذنين بشريط مطاطي لبضع دقائق بهدف تخفيف تورّم الوجه بعد الاستيقاظ. لكن يبقى السؤال: هل تنجح هذه الطريقة فعلا؟ صيحة غريبة لتقليل انتفاخ الوجه الصباحي نشأت صيحة ربط الأذنين بأربطة المطاط أول الأمر في كوريا الجنوبية، ولكنها ما لبثت أن لفتت انتباه الكثيرين من حول العالم، وخاصة الولايات المتحدة، عندما نشرها طبيب الأمراض الجلدية ديفيد كيم في فيديو انتشر على منصة تيك توك، ولاقى رواجا وإعادة تداول واسعة. وفي الفيديو الذي يحمل عنوان "أعظم حيلةٍ تجميليةٍ في كوريا حاليًا.. أربطةٌ مطاطيةٌ حول الأذنين لمدة 10 دقائق لتخفيف انتفاخ الوجه" وتم نشره أول مرة عام 2024، وقد حصد المقطع رواجاً واسعاً في الأشهر الأخيرة بشكل خاص. وقد حقق الفيديو أكثر من 6.5 ملايين مشاهدة، وشارك العديد من المستخدمين في التعليقات على المقطع مؤكدين أنهم جربوا الخدعة بأنفسهم ووجدوا أنها ناجحة وتحقق نتائج مضمونة. وبالإضافة إلى ذلك، نشر آلاف المستخدمين على المنصة مقاطع فيديو خاصة بهم لاختبار الحيلة وعرض نتائجها وتقييماتهم لها، حيث قاموا باستخدام الأربطة المطاطية وأربطة الشعر وربطوا بها آذانهم من 10 إلى 30 دقيقة تقريباً أثناء الانتهاء من الروتين الصباحي المعتاد. وبحسب النشطاء، من المفترض أن هذه الحيلة تساهم في تقليل انتفاخ الوجنتين والعينين والأنف والذقن، والذي عادة ما يظهر واضحاً في الصباح فور الاستيقاظ، بسبب وضعيات النوم واحتباس السوائل في الجسم خلال الليل. هل مجدية فعلا؟ تؤكد طبيبة الأمراض الجلدية بروك جيفي أن هذه الخدعة لا تستند إلى أي دعائم علمية، قائلة "لا يوجد أي دليل يثبت صحة هذا الادعاء، فلفّ الأربطة المطاطية أو ربطات الشعر حول الأذنين ليس وسيلة فعّالة أو آمنة للتقليل من انتفاخ الوجه". ويرى خبراء التجميل أنّ تدليك الأذنين قد يكون جزءًا من تدليك التصريف اللمفاوي، وهي تقنية احترافية للحدّ من التورّم، غير أنّ نجاحها يعتمد على حركات محدّدة يتقنها المختصّون. وعليه، خلص هؤلاء الخبراء إلى أنّ لفّ ربطات الشعر المطاطيّة حول الأذنين وحده لن يحقق النتيجة المنشودة. وبما أن الأربطة المطاطية تُثبّت بإحكام حول الأذنين، فقد تُشدّ الجلد للخلف، مما يعطي تأثيرا مؤقتا وشعورا وهميا بتقليل الانتفاخ، مما يُقلّل من تورّم الوجه لحظياً، ولكن بمجرد إزالة الأربطة المطاطية من الأذنين، من المُرجّح أن يعود الوجه إلى حالته السابقة. ويرى جرّاح التجميل الأميركي الدكتور دانيال باريت أنّ الاعتقاد السائد بأن شدّ الأذنين بأربطة مطاطية يخفّف انتفاخ الوجه عبر تحفيز التصريف اللمفاوي ليس سوى خرافة جديدة تضاف إلى سجلّ صيحات الجمال العشوائية على مواقع التواصل الاجتماعي. ويشرح باريت أنّ مسارات التصريف اللمفاوي تمرّ عبر العنق لا عبر الأذنين، مشيراً إلى أنّ العقد اللمفاوية موجودة خلف الأذن وأسفلها، لا داخلها، مما يجعل هذه الحيلة بلا جدوى. الطريقة الفعالة لتخفيف انتفاخ الوجه الصباحي يُعدّ الجهاز اللمفاوي جزءاً أساسياً من منظومة المناعة، ويتألف من شبكة من الأوعية والعُقَد والأنسجة اللمفاوية الموزّعة في أنحاء الجسم. وغالباً ما ينجم انتفاخ الوجه عن احتباس السوائل أو ضعف تدفّق الدم أو التهابات، وقد يرتبط أيضاً بالجفاف، أو تفاعلات تحسّسية، أو مشكلات أكثر خطورة مثل اضطرابات الغدة الدرقية والغدد الصماء. ورغم أنّ تشخيص السبب الجذري هو الخطوة الأولى لمعالجة انتفاخ الوجه، فإن بعض الإجراءات البسيطة في المنزل قد تساعد في التخفيف منه، أبرزها: الحصول على قدر كافٍ من النوم، وشرب كميات وافرة من الماء، والحدّ من استهلاك الخمر والملح الزائد في النظام الغذائي. وبحسب مجلة "فوغ" تُعد التقنيات الأضمن لحل المشكلة هي استخدام تدليك الوجه مثل "غوا شا" أو تدليك الوجه الليمفاوي الذي من شأنه المساعدة في تحريك السائل الليمفاوي عبر الوجه، مما يمكن أن يخفف التورم وينقل الفضلات والسوائل نحو العقد الليمفاوية، وبالتالي يسهل التخلص من السموم. وفيه يتم استخدام حركات لطيفة من التدليك الرقيق من داخل الوجه باتجاه الخارج لإبعاد السوائل عن العيون والأنف، مع التركيز على حركات مسح على طول خط الفك والخدين وتحت العينين. كما يُنصح بتغيير وضعية النوم خلال الليل، من خلال إبقاء الرأس مرفوعاً بزاوية مائلة لمنع احتباس السوائل في الوجه وتطوير خطوط الوجه والتجاعيد مع الوقت.